issue16842

قــــررت إدارة الــرئــيــس األمــيــركـــي جو بـــــايـــــدن، مــــع الــــعــــد الـــتـــنـــازلـــي لــرحــيــلــهــا، تــخــفــيــف بـــعـــض الـــقـــيـــود املـــفـــروضـــة عـلـى املــــســــاعــــدات اإلنـــســـانـــيـــة لـــســـوريـــا، بـيـنـمـا تبقي على العقوبات الصارمة التي تقيد املـــســـاعـــدات األخــــــرى لـلـحـكـومـة الــجــديــدة فــي دمـشــق، إلدارة الـرئـيـس تـرمـب املقبلة للتعامل مع بقية العقوبات. وأعـلـنـت الـخـزانـة األمـيـركـيـة تخفيف الـــــقـــــيـــــود املـــــفـــــروضـــــة عــــلــــى الــــتــــحــــويــــات املالية إلــى سـوريـا، والـسـمـاح لها بإجراء مـعـامـات مـع مـؤسـسـات حكومية لتأمني الطاقة. وأشـارت عدة مصادر إلى أن هذه الــخــطــوة تـشـيـر إلـــى أنــهــا لـفـتـة جــيــدة من اإلدارة األميركية تجاه السلطات الجديدة في سوريا، بعد انهيار نظام بشار األسد، الشهر املاضي. ويـــســـمـــح الــــقــــرار الــــــذي وافــــقــــت عـلـيـه إدارة بــايــدن لـــــوزارة الــخــزانــة األمـيـركـيـة، بإصدار إعفاءات ملجموعة من املساعدات والـــخـــدمـــات األســاســيــة لــســوريــا، وتشمل تـــوفـــيـــر الـــــضـــــروريـــــات األســـــاســـــيـــــة، مـثـل املــيــاه والـكـهـربـاء واإلمــــــدادات اإلنـسـانـيـة، بهدف تحسني ظـروف املعيشة للسوريني والحفاظ على النفوذ األميركي بسوريا. وقال مسؤولون في اإلدارة إن اإلعفاء أشهر، من شأنه أن 6 املتاح في البداية ملدة يعفي موردي املساعدات من االضطرار إلى طلب إذن لكل حالة على حـدة، لكنه يأتي بـــشـــروط لــضــمــان عــــدم إســــــاءة اســتــخــدام سوريا لإلمدادات. واســتــبــعــد مــســؤولــو الــبــيــت األبــيــض اتـخـاذ قـــرارات قريبة بشأن رفـع العقوبات واسعة النطاق على سـوريـا، حتى يتضح االتجاه الـذي يتخذه قادتها الجدد، حيث ال تـــزال الـــواليـــات املـتـحـدة تصنف «جبهة تحرير الـشـام» على أنها منظمة إرهابية. وقـــد أقــدمــت اإلدارة األمـيـركـيـة عـلـى إلـغـاء مــايــ دوالر عـلـى أبـو 10 مـكـافـأة قــدرهــا محمد الجوالني، زعيم هيئة تحرير الشام، (الـتـي كـانـت فـرعـا مـن تنظيم الـقـاعـدة قبل أن تفك ارتـبـاطـهـا بـه قبل ســنــوات، وقــادت الـهـجـوم الـــذي أطـــاح بـنـظـام بـشـار األســـد)، بعد اللقاء الذي عقدته باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية األميركي مع أحمد الشرع في دمشق، نهاية الشهر املاضي. وتطالب اإلدارة األميركية بضمانات أن تـــلـــتـــزم الـــســـلـــطـــات الـــســـوريـــة الـــجـــديـــدة بـحـمـايـة حــقــوق املـــــرأة واألقـــلـــيـــات الـديـنـيـة والعرقية الكثيرة. وبعد سقوط نظام بشار األسد، أشار الــرئــيــس األمــيــركــي جـــو بـــايـــدن إلـــى سجل جــبــهــة تــحــريــر الـــشـــام فـــي الـــقـــيـــام بــأعــمــال إرهابية وانتهاكات لحقوق اإلنسان، مؤكدًا أن إدارتـــه ستقيم السلطات الجديدة ليس من خلل األقوال، وإنما من خلل األفعال. ومـــــع الـــعـــد الـــتـــنـــازلـــي لـــرحـــيـــل إدارة بــايــدن، سـيـكـون أمـــام إدارة تـرمـب املقبلة أن تتخذ الـقـرار بشأن العقوبات، وكيفية التعامل مـع السلطات الـسـوريـة الجديدة وقــــــــوات «قــــســــد» واألكــــــــــــراد، إضــــافــــة إلـــى املخاوف املتعلقة باإلرهاب وعودة تنظيم «داعش»، وبقاء قوات أميركية في املنطقة. ويتفق املـوقـف األمـيـركـي مـع املوقف األوروبــــي، حيث تتمهل الـــدول األوروبـيـة فـــــي رفـــــــع الــــعــــقــــوبــــات عـــــن ســــــوريــــــا، رغــــم االعــتــراف بحاجة سـوريـا إلــى املـسـاعـدات واألمــــــــوال إلعــــــادة بـــنـــاء الــبــنــيــة الـتـحـتـيـة املـــــــدمـــــــرة. ويــــــــــدرس االتــــــحــــــاد األوروبــــــــــي الخطوات التي يمكن أن يتخذها لتسهيل تدفق املساعدات، التي تعرقلها العقوبات حـالـيـا، إلـــى الــبــاد. لـكـن تصنيف «هيئة تـحـريـر الــشــام» جـمـاعـة إرهـابـيـة يمنعها مــن تلقي أمــــوال إعــــادة اإلعـــمـــار، ويـفـرض ضـــوابـــط صـــارمـــة عـلـى أنـــــواع املــســاعــدات املسموح بها في سوريا. وذكــــــــــرت صـــحـــيـــفـــة «وول ســـتـــريـــت جـــــــورنـــــــال»، األحـــــــــد، أن إدارة الـــرئـــيـــس األمــــيــــركــــي جـــــو بـــــايـــــدن، ســـتـــعـــلـــن الـــيـــوم (االثنني)، تخفيف القيود على املساعدات اإلنــســانــيــة إلـــى ســـوريـــا وتــســريــع تسليم اإلمــدادات األساسية، من دون رفع القيود الـــتـــي تــكــبــل مـــســـاعـــدات أخـــــرى لـلـحـكـومـة الجديدة في دمشق. وقالت الصحيفة نقل عن مسؤولني، إن هذه الخطوة التي وافقت عليها اإلدارة األمــــيــــركــــيــــة، مـــطـــلـــع األســــــبــــــوع املــــاضــــي، تـفـوض وزارة الـخـزانـة إصـــدار اإلعــفــاءات لـجـمـاعـات اإلغــاثــة والــشــركــات الـتـي توفر أساسيات؛ مثل املاء والكهرباء وغيرهما من اإلمدادات اإلنسانية. يـــعـــتـــزم وزيــــــر الـــخـــارجـــيـــة األمـــيـــركـــي أنــــتــــونــــي بـــلـــيـــنـــكـــن عــــقــــد لــــقــــاء فـــــي رومـــــا الـخـمـيـس مـــع وزراء خــارجــيــة أوروبـــيـــ بـــشـــأن ســــوريــــا، فـــي الـــوقـــت الـــــذي يسعى فيه الغرب للتواصل مع القيادة السورية الجديدة. وأفــــــــــــاد بـــــيـــــان لــــــــــــــوزارة الــــخــــارجــــيــــة األمـــيـــركـــيـــة صــــــدر خــــــال زيــــــــارة بـلـيـنـكـن لــــســــيــــول، االثـــــنـــــ ، أن وزيـــــــر الـــخـــارجـــيـــة األمـــيـــركـــي «سـيـلـتـقـي بـــنـــظـــراء أوروبـــيـــ لــــدعــــم انـــتـــقـــال ســـيـــاســـي ســلــمـــي وشـــامـــل بـــقـــيـــادة ومــلــكــيــة ســـــوريـــــ ». ولـــــم تــحــدد الخارجية األميركية بشكل فـوري الـوزراء األوروبيني املشاركني في اللقاء. وبلينكن الـــذي يـقـوم حـالـيـا بـجـولـة تشمل الـيـابـان وفرنسا، سينضم الحقا إلى الرئيس جو بــايــدن فــي زيــــارة وداعــيــة لــرومــا تتضمن لقاء مع البابا فرنسيس. وأطاحت فصائل معارضة بالرئيس الـــســـوري بــشــار األســــد فــي هــجــوم خاطف الشهر املاضي بعد حـرب دامية استمرت عـــامـــا. ومــــــذاك، تـــأمـــل الـــقـــوى الـغـربـيـة 13 بــحـــذر فـــي أن يـتـحـقـق اســـتـــقـــرار أكــبـــر في سوريا، خاصة بعد أزمة اللجئني الكبرى التي تسببت بها الحرب السورية ووصلت ارتداداتها إلى السياسة األوروبية. 3 سوريا ما بعد األسد NEWS Issue 16842 - العدد Tuesday - 2025/1/7 الثالثاء البيت األبيض سيترك قرار التعامل مع بقية العقوبات السورية إلدارة الرئيس المنتخب ترمب ASHARQ AL-AWSATً وفد من أمانة الجامعة العربية في دمشق قريبا تــزامــنــا مـــع االســـتـــعـــداد لـــزيـــارة وفـــد مـــن جامعة الدول العربية إلى دمشق خلل أيام، أثيرت تساؤالت بشأن ما إذا كان قائد اإلدارة السورية الجديدة أحمد الـشـرع سيشغل مقعد بــاده فـي اجتماعات الجامعة املقبلة. وأعــــلــــن األمــــــ الــــعــــام املـــســـاعـــد لــجــامــعــة الـــــدول العربية، السفير حسام زكي، في تصريحات متلفزة، مساء األحـــد، أنـه «سـيـزور العاصمة السورية دمشق خلل أيـام على رأس وفد من األمانة العامة للجامعة لعقد لــقــاءات مــن اإلدارة الـسـوريـة الـجـديـدة وأطـــراف أخـــرى؛ بهدف إعـــداد تقرير يقدم لألمني الـعـام، أحمد أبـو الغيط، ولـلـدول األعـضـاء بشأن طبيعة التغيرات في سوريا». وكانت «الشرق األوسط» كشفت قبل أيام عن عزم وفد من الجامعة على زيـارة دمشق بهدف «فتح قناة اتصال مع السلطات الجديدة، واالستماع لرؤيتها»، وفقا ملا صرح به مصدر دبلوماسي عربي مطلع آنذاك. وخــــــــال تـــصـــريـــحـــاتـــه، عـــبـــر شــــاشــــة «الــــقــــاهــــرة والـــــنـــــاس»، أوضـــــح زكــــي أنــــه «قـــبـــل نــحــو ثـــاثـــة أيـــام تـــواصـــلـــت الـــجـــامـــعـــة الـــعـــربـــيـــة مــــع اإلدارة الـــســـوريـــة الجديدة لترتيب الزيارة املرتقبة». وبـيـنـمـا أشــــار زكـــي إلـــى أن الـبـعـض قـــد يـــرى أن الـجـامـعـة الـعـربـيـة تـــأخـــرت فـــي الــتــواصــل مـــع اإلدارة السورية الجديدة، أكد أن «الجامعة ليست غائبة عن دمشق، وإنما تتخذ مواقفها بناء على قياس مواقف جميع الــــدول األعـــضـــاء»، الفـتـا إلـــى أنـــه «مـنـذ سقوط نظام بشار األسد لم يحدث سوى اجتماع واحد للجنة االتـــصـــال الـعـربـيـة املـعـنـيـة بــســوريــا مـنـتـصـف الشهر املاضي». وأوضـــــــح األمــــــ الــــعــــام املـــســـاعـــد أن «الــجــامــعــة العربية طلبت بعد ذلك بأسبوع اجتماعا مع اإلدارة السورية الجديدة»، وقال: «نقدّر الضغط الكبير على اإلدارة الـجـديـدة، وربـمـا عــدم وجــود خـبـرات أو أفكار كافية مللحقة مثل هذه الطلبات». وعقدت لجنة االتصال الـوزاريـة العربية املعنية 14 بــســوريــا اجـتـمـاعـا بـمـديـنـة الـعـقـبـة األردنــــيــــة، فـــي ديسمبر (كانون األول) املاضي، أكدت خلله الوقوف إلى جانب الشعب السوري في هذه املرحلة االنتقالية. وحــــول الــهــدف مــن الـــزيـــارة، قـــال زكــــي: «هـنـاك دول عربية تواصلت مع اإلدارة الجديدة، لكن باقي مــن حـقـهـم مـعـرفـة وفــهــم ما 22 أعــضــاء الـجـامـعـة الـــــ يــحــدث، ال سيما أنـــه لـيـس لـــدى الجميع الــقــدرة أو الـرغـبـة فــي الــتــواصــل». وأضــــاف أن «الـــزيـــارة أيضا سـتـتـيـح الــفــرصــة لـلـجـانـب الـــســـوري لـــطـــرح رؤيــتــه للوضع الحالي واملستقبل». ولــــن تـقـتـصـر زيـــــارة وفــــد الــجــامــعــة إلــــى ســوريــا على لقاء اإلدارة الجديدة، بل ستمتد ألطــراف أخرى فصَّلها زكي بقوله: «سنلتقي أي أطـراف من املجتمع املـــدنـــي والـــقـــيـــادات الــديــنــيــة والــســيــاســيــة». لـكـنـه في الوقت نفسه نفى إمكانية لقاء «قسد»، وقـال «(قسد) وضعها مختلف، كما أنها بعيدة عن العاصمة، حيث ستقتصر الزيارة على دمشق». ومـــنـــذ إطـــاحـــة نـــظـــام بـــشـــار األســــــد، فـــي الــثــامــن مــن ديـسـمـبـر (كـــانـــون األول) املـــاضـــي، تـسـعـى اإلدارة السورية الجديدة إلى طمأنة الدول العربية واملجتمع الـدولـي. وفـي هـذا السياق، تواصلت دول عربية عدة مع اإلدارة الجديدة، سواء عبر زيارات رسمية أو وفود برملانية واستخباراتية أو اتصاالت هاتفية. وهـو ما وصفه رئيس وحـدة الـدراسـات العربية واإلقــلــيــمــيــة بــــ«مـــركـــز األهــــــرام لـــلـــدراســـات الـسـيـاسـيـة واالستراتيجية» الدكتور محمد عز العرب، بـ«االنفتاح الـعـربـي». وقــال لــ«الـشـرق األوســـط» إن «اختيار وزيـر الخارجية السوري أسعد الشيباني للسعودية أولى مـحـطـاتـه الــخــارجــيــة يــعــد تــأكــيــدًا عـلـى رغــبــة دمـشـق فــي تعميق علقتها الـعـربـيـة، ال سيما مــع حاجتها إلـى دعمها من أجـل رفـع العقوبات عن البلد وإعـادة إعمارها». القاهرة: فتحية الدخاخني اإلمارات تؤكد أهمية األمن لشعب سوريا بـحـث الـشـيـخ عـبـد الـلـه بــن زايـــد آل نـهـيـان، نائب رئـــيـــس مــجــلــس الــــــــوزراء وزيـــــر الـــخـــارجـــيـــة اإلمــــاراتــــي، وأسعد الشيباني وزير الخارجية في الحكومة السورية االنتقالية، سبل تعزيز العلقات بني البلدين والشعبني في املجاالت ذات االهتمام املشترك. وبــحــث الــطــرفــان خـــال لــقــاء فـــي أبــوظــبــي مجمل الــتــطــورات فــي ســوريــا، واألوضـــــاع اإلقليمية الـراهـنـة، إضافة إلى عدد من القضايا ذات االهتمام املشترك. ورحـب الشيخ عبد الله بن زايـد آل نهيان بأسعد الــشــيــبــانــي والــــوفــــد املــــرافــــق، وجـــــدد وزيـــــر الــخــارجــيــة اإلماراتي خلل اللقاء تأكيد موقف اإلمارات الثابت في دعـم استقلل سـوريـا وسيادتها على كامل أراضيها. كـــمـــا أكـــــد وقــــــوف دولــــــة اإلمـــــــــارات إلـــــى جـــانـــب الـشـعـب السوري، ودعمها كل الجهود اإلقليمية واألممية التي تقود إلى تحقيق تطلعاته في األمن والسلم واالستقرار والحياة الكريمة. وأشـار الشيخ عبد الله بن زايـد إلى أهمية توفير عوامل األمن واالستقرار كافة للشعب السوري، من أجل مستقبل يسوده االزدهار والتقدم والتنمية. حــضــر الـــلـــقـــاء عـــــدد مـــن املـــســـؤولـــ اإلمـــاراتـــيـــ ، وهــــم: مـحـمـد املـــزروعـــي، وزيــــر الـــدولـــة لــشــؤون الــدفــاع، وريــم الهاشمي، وزيــرة دولــة لشؤون التعاون الدولي، وخليفة املــرر، وزيـر دولــة، والنـا زكـي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وسعيد الهاجري، مساعد وزير الخارجية للشؤون االقتصاديّة والتجارية، وحسن الشحي، سفير اإلمـارات لدى سوريا. فيما ضم الـوفـد الـسـوري مرهف أبـو قـصـرة، وزيــر الـدفـاع، وعمر الـشـقـروق، وزيــر الكهرباء، ومعالي غياث ديـــاب، وزيـر النفط والــثــروة املـعـدنـيـة، وأنـــس خــطّــاب، رئـيـس جهاز االستخبارات العامة. وكـــــان الــشــيــبــانــي الــتــقــى رئـــيـــس الــــــــوزراء ووزيــــر الـخـارجـيـة الـقـطـري الـشـيـخ محمد بــن عـبـد الـرحـمـن آل ثاني، األحد، الذي أكد موقف بلده الداعم لوحدة سوريا وسيادتها واستقللها، وتحقيق تطلعات شعبها في العيش الكريم وبناء دولة املؤسسات والقانون. ووفـــــق بـــيـــان لــلــخــارجــيــة الــقــطــريــة عــلــى مـوقـعـهـا اإللــكــتــرونــي، جـــرى خـــال املـقـابـلـة اســتــعــراض عـاقـات الــــتــــعــــاون بــــ الـــبـــلـــديـــن وســــبــــل دعـــمـــهـــا وتـــطـــويـــرهـــا، ومناقشة آخر التطورات في سوريا، وتعزيز املساعدات اإلنسانية القطرية إلغاثة األشقاء في سوريا، باإلضافة إلى عدد من املوضوعات ذات االهتمام املشترك. وزار الشيباني، األسبوع املاضي، السعودية، في أول رحلة خارجية له، وناقش املسؤولون السعوديون أفضل السبل لدعم االنتقال السياسي في سوريا. أبوظبي - لندن: «الشرق األوسط» اجتماع أميركي ــ أوروبي في روما بشأن سوريا الخميس مع العد التنازلي لرحيلها... إدارة بايدن تخفف قيودا على دمشق باربرا ليف (يسار) تضع إكليل زهور لذكرى اآلالف الذين تعرضوا للتعذيب واالختفاء القسري أثناء زيارتها دمشق ديسمبر الماضي (السفارة األميركية في دمشق) واشنطن: هبة القدسي سيول: «الشرق األوسط» قال إن فرنسا لن تتخلى عن األكراد «الحلفاء األوفياء» ماكرون يرسم خطوطا حمراء للتعاون مع دمشق احــتــلــت مــلــفــات الـــشـــرق األوســــــط حـيـزًا واســــعــــا فــــي الـــكـــلـــمـــة الــــتــــي ألـــقـــاهـــا الـــرئـــيـــس الـفـرنـسـي إيـمـانـويـل مـــاكـــرون، ظـهـر االثـنـ ، فـــي قــصــر اإللـــيـــزيـــه بــحــضــور ســـفـــراء فـرنـسـا عــــبــــر الــــعــــالــــم وكـــــبـــــار املـــــســـــؤولـــــ املـــدنـــيـــ والعسكريني. وبالنظر للتطورات الجارية في سوريا، فقد حرص ماكرون على إبراز موقف واضح، مشددًا على أن بلده «لم تصدق أبدًا أن الديكتاتور (فــي إشـــارة إلــى بشار األســد) يمكن إعادة تأهيله». إال أنـه، في الوقت عينه، دعـا إلـى التزام الحذر «من خلل النظر إلى تغيير النظام في ســوريــا مــن دون ســـذاجـــة». ومـــا حـــرص عليه مـــاكـــرون يـكـمـن فـــي رســــم مـــا يـمـكـن تسميته «خريطة طريق» لكيفية التعامل مع السلطات الـــجـــديـــدة فـــي دمـــشـــق، ومــــا تـتـوقـعـه بــاريــس والــعــواصــم األوروبـــيـــة األخـــــرى، مــن السلطة الجديدة، مع التذكير بالزيارة التي قـام بها وزيــر الخارجية الفرنسي، جـان نويل بـارو، ونظيرته األملانية أنالينا بايربوك مؤخرًا إلى دمشق. وبـيـنـمـا تـتـصـاعـد املـــعـــارك فـــي الـشـمـال الــــســــوري بــــ قــــــوات ســــوريــــا الــديــمــقــراطــيــة (قــــســــد)، والــــقــــوات الـحـلـيـفـة لــتــركــيــا، حــرص ماكرون على التأكيد بقوة على موقف بلده من األكراد الذين وصفهم بـ«الحلفاء األوفياء» فـي محاربة تنظيم «داعــــش»، ملمحا إلــى أن بعض الدول كان مستعدًا للتخلي عنهم، في تلميح إلى الرئيس األميركي املنتخب دونالد 2018 تــــرمــــب، الــــــذي كـــــان مــســتــعــدًا فــــي عـــــام لسحب الـــقـــوات األمـيـركـيـة لتسهيل سيطرة تركيا على املنطقة. بيد أن أشد العبارات استخدمها ماكرون فـي الـحـديـث عـن إيـــران الـتـي عـدّهـا «التحدي األمني واالستراتيجي الرئيسي» في الشرق األوســــط. وجـــاء فــي حـرفـيـة كـــام مــاكــرون أن إيران «تشكل التحدي االستراتيجي واألمني الـــرئـــيـــســـي لــفــرنــســا واألوروبــــــيــــــ واملــنــطــقــة بكاملها، وأبعد من ذلـك بكثير»، محذرًا بأن «تسارع برنامجها النووي يقودنا إلى حافة القطيعة». وما يعنيه الرئيس الفرنسي أن طهران اقتربت كثيرًا من الحصول السلح النووي. وامللفت أن ماكرون يعد أحد القادة الغربيني الـقـائـل الــذيــن يـحـافـظـون عـلـى خــط تـواصـل دائــــــم مــــع الـــقـــيـــادة اإليــــرانــــيــــة. لـــكـــن يـــبـــدو أن قــرب عـــودة تـرمـب إلــى البيت األبـيـض يجعل األوروبـــــيـــــ ، ومــنــهــم فـــرنـــســـا، يـــلـــجـــأون إلــى خطاب أكثر تشددًا إزاء طهران. ولـــــم يــــــأت الـــرئـــيـــس الـــفـــرنـــســـي بــجــديــد بالنسبة للبنان، «حيث لفرنسا تاريخ طويل وكثير من املواطنني واألصدقاء». وما يسعى إلــيــه مـــاكـــرون هـــو تـوفـيـر الـــهـــدوء عـلـى طـول «الـــخـــط األزرق» مـــن خــــال مــشــاركــة وحــــدات فــرنــســيــة فــــي قـــــوة «الـــيـــونـــيـــفـــيـــل»، وتـسـهـيـل انــتــشــار الــجــيــش الـلـبـنـانـي «بــشــكــل حــاســم» جنوب نهر الليطاني، وامتدادًا حتى الحدود مع إسرائيل. ولــــــــم يــــتــــوقــــف مـــــــاكـــــــرون طــــــويــــــا عــنــد الـعـقـبـات الــتــي يـواجـهـهـا وقـــف إطــــاق الـنـار والـــشـــكـــاوى الــكــثــيــرة الـــتـــي تـــقـــدم بــهــا لـبـنـان ضد االنتهاكات اإلسرائيلية، التي ال تحترم اآللـيـة التي توصلت إليها فرنسا بالتشارك مـــع الــــواليــــات املـــتـــحـــدة. كـــذلـــك بــقــي مـــاكـــرون عند العموميات فيما يخص موضع الفراغ املـؤسـسـاتـي وعـمـلـيـة انـتـخـاب رئــيــس جديد للجمهورية، مذكرًا بالحاجة إلنجاح املسار السياسي، ومشيرًا إلى الجهود التي يبذلها ممثله الوزير السابق جان إيف لو دريان بهذا الخصوص. وبحسب مــاكــرون، فــإن انـتـخـاب رئيس جــــديــــد «يـــمـــثـــل الــــخــــيــــار الــــحــــاســــم الـــــــذي مـن شـــأنـــه تـــوفـــيـــر الـــســـيـــادة الــلــبــنــانــيــة، ويـفـتـح الـطـريـق لتشكيل حـكـومـة قــــادرة عـلـى القيام باإلصلحات الضرورية». كــــالــــعــــادة، ذكــــــر مـــــاكـــــرون بــــ«الـــصـــداقـــة التاريخية» بني فرنسا وإسرائيل، وتضامنه معها «في مواجهة الهمجية التي ظهرت في أكــتــوبــر (تـشـريـن 7 هــجــمــات (حــــمــــاس)» فـــي ، وضرورة إطلق سراح الرهائن. 2023 ) األول كـذلـك أعـــرب مــاكــرون عـن تفهم بـــاده لحاجة إســرائــيــل أال تـتـكـرر أمــــور كــهــذه وأن تضمن أمنها... ومما شدد عليه اعتباره أن الضربات اإلسرائيلية «املستهدفة» في لبنان وسوريا وإســرائــيــل غـيـرت الــوضــع االسـتـراتـيـجـي في الـــشـــرق األوســـــــط، «مــــا يـــرتـــب عـلـيـنـا جميعا استخلص النتائج، وفتح أفق لسلم صلب ودائم وآمن للجميع في املنطقة». باريس: ميشال أبونجم

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==