اقتصاد 16 Issue 16842 - العدد Tuesday - 2025/1/7 الثالثاء ECONOMY وليد خدوري قانون األراضي ال يمنح الرؤساء السلطة القانونية إللغاء الحظر ضربة لترمب الذي تعهد تعزيز إنتاج الطاقة المحلي بايدن يحظر التنقيب عن النفط والغاز في مناطق شاسعة ارتفاع مفاجئ في التضخم األلماني الصين تهرع لدعم اليوان وأسواق األسهم النازفَين سيحظر الرئيس األميركي جو بايدن تطوير النفط والـغـاز البحري الجديد على طـول معظم السواحل األميركية، وهـو قرار قد يجد الرئيس املنتخب دونالد ترمب الذي تعهد بتعزيز إنتاج الطاقة املحلي، صعوبة في التراجع عنه. وقـــال الـبـيـت األبــيــض يـــوم االثـــنـــن، إن بـايـدن سيستخدم سلطته بموجب قانون أراضي الجرف القاري الخارجي الذي يعود عـامـا، لحماية جميع املياه 70 تاريخه إلـى الفيدرالية قبالة السواحل الشرقية والغربية وخليج املكسيك الشرقي، وأجزاء من شمال بــحــر بــيــريــنــغ فـــي أالســــكــــا، وفــــق مـــا ذكـــرت «رويترز». مليون فدان 625 وسيؤثر الحظر على مليون هكتار) من املحيط. 253( وقـال بايدن إن هـذه الخطوة تتماشى مـع أجـنـدتـه املتعلقة بتغير املــنــاخ، وهدفه فــي املــائــة من 30 املـتـمـثـل فــي الـحـفـاظ عـلـى األراضــــــــي واملــــيــــاه األمـــيـــركـــيـــة بـــحـــلـــول عـــام . كما أشار إلى حادثة التسرب النفطي 2030 في منطقة ديب 2010 في خليج املكسيك عام ووتــر هــورايــزون فـي خليج املكسيك، قائال إن اإلمكانات املنخفضة للحفر في املناطق املشمولة بالحظر ال تبرر املخاطر الصحية واالقتصادية العامة املترتبة على التأجير في املستقبل. وقـــــــال بــــايــــدن فــــي بــــيــــان لــــــه: «يــعــكــس قـــــــراري مــــا عـــرفـــتـــه املــجــتــمــعــات الـسـاحـلـيـة والـــشـــركـــات ومـــرتـــادو الــشــواطــئ مـنـذ فـتـرة طــويــلــة: أن الـتـنـقـيـب قـبـالـة هـــذه الـسـواحـل يـمـكـن أن يـسـبـب ضـــــررًا ال يـمـكـن إصــ حــه لألماكن التي نعتز بها، وهو غير ضروري لتلبية احتياجات أمتنا من الطاقة. األمر ال يستحق املخاطرة». يـــأتـــي هـــــذا اإلعــــــــ ن فــــي الــــوقــــت الــــذي تعهد فيه ترمب بعكس سياسات بايدن في مجال الحفاظ على البيئة والتغير املناخي، عـنـدمـا يـتـولـى منصبه فــي وقـــت الحـــق من هذا الشهر. وخـ ل فترة واليته، حد بايدن مـن عمليات تأجير النفط والـغـاز الجديدة فـــي األراضــــــي واملـــيـــاه الـــفـــيـــدرالـــيـــة، مـــا أثـــار انتقادات من الواليات والشركات التي تقوم بالتنقيب. لكن قانون األراضي الذي يسمح للرؤساء بسحب املناطق من تأجير املعادن والـــحـــفـــر، ال يـمـنـحـهـم الــســلــطــة الــقــانــونــيــة إللـغـاء الحظر السابق، وفقا لحكم محكمة .2019 صدر عام وقــــد جــــاء هــــذا األمـــــر ردًا عــلــى جـهـود تــرمــب إللــغــاء عـمـلـيـات الـسـحـب فــي القطب الـشـمـالـي واملـحـيـط األطـلـسـي الـتـي قـــام بها الرئيس السابق باراك أوباما في نهاية فترة رئـاسـتـه. حتى أن تـرمـب اسـتـخـدم القانون لحظر بيع حقوق التنقيب البحري في شرق خليج املكسيك قبالة سواحل فلوريدا حتى .2032 عام وسيحمي قــرار بـايـدن املنطقة نفسها دون انـــتـــهـــاء صـــ حـــيـــتـــهـــا. وقــــالــــت إحــــدى املــجــمــوعــات الــتــجــاريــة فـــي صــنــاعــة الـنـفـط والـــــغـــــاز، إن الــــقــــرار ســيــضــر بـــأمـــن الــطــاقــة األميركي ويجب أن يلغيه الكونغرس. وقـــال رئـيـس معهد الـبـتـرول األميركي مـــايـــك ســـومـــرز فـــي بـــيـــان: «نـــحـــث صـانـعـي السياسة على استخدام كل األدوات املتاحة لهم لعكس هذا القرار ذي الدوافع السياسية، واستعادة نهج مؤيد للطاقة األميركية في التأجير الفيدرالي». في املقابل، وصفت منظمة «أوشيانا» البيئية هذا القرار بأنه انتصار لألميركيي الـــذيـــن يــعــتــمــدون عــلــى الـــســـواحـــل النظيفة ومصائد األسماك. وقـــال مـديـر حملة «أوشــيــانــا» جــوزف جــوردون في بيان: «مجتمعاتنا الساحلية العزيزة محمية اآلن لألجيال القادمة». في 2.9 قـفـز الـتـضـخـم فــي أملـانـيـا إلـــى املائة في ديسمبر (كانون األول)، وهو أعلى من املتوقع، وفقا ملا أعلنه مكتب اإلحصاء االتـحـادي (دستاتيس) في الـقـراءة األولية منذ حل الحكومة األملانية في أواخر الشهر املاضي. وكــــــــان املـــحـــلـــلـــون الـــــذيـــــن اســتــطــلــعــت «رويــــتــــرز» آراءهــــــم قـــد تـــوقّـــعـــوا أن يسجل فــي املــائــة فــي ديـسـمـبـر، بعد 2.6 التضخم زيـادة سنوية في أسعار املستهلكي بلغت في املائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، 2.4 اسـتـنـادًا إلــى بـيـانـات منسقة للمقارنة مع دول االتحاد األوروبي األخرى. وارتــــفــــع الــتــضــخــم األســــاســــي الــــذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة املتقلبة، فــي املـائـة 3 فــي املـــائـــة، مـقـارنـة بــــ 3.1 إلـــى في نوفمبر. وأظهرت البيانات أن أسعار فـــي املـائـة 1.7 الــطــاقــة انـخـفـضـت بـنـسـبـة مقارنة بالعام املـاضـي، فـي حـن ارتفعت فـــي املـــائـــة على 2 أســـعـــار الـــغـــذاء بـنـسـبـة أساس سنوي في ديسمبر. مـن جهته، ارتـفـع الـيـورو بعد بيانات الـــتـــضـــخـــم األملــــانــــيــــة األقــــــــوى مــــن املـــتـــوقـــع، في املائة، ليصل 1.07 مسجال زيادة بنسبة دوالر. 1.042 إلى ويأتي أحدث البيانات في وقت من عدم اليقي السياسي فـي أملـانـيـا، وهــي واحــدة من آخر القراءات االقتصادية الرئيسية قبل إجــــراء االنـتـخـابـات الـفـيـدرالـيـة قـبـل املـوعـد فبراير (شباط). 23 املقرر أصال في ويولي خبراء االقتصاد اهتماما كبيرًا بــبــيــانــات الــتــضــخــم الــوطــنــيــة فـــي أملــانــيــا، حيث تنشر الـبـ د أرقامها قبل يـوم واحـد من إصدار بيانات التضخم ملنطقة اليورو. ومن املتوقع أن يرتفع التضخم في منطقة فـــي املـــائـــة فـــي ديـسـمـبـر، 2.4 الــــيــــورو إلــــى في املائة في نوفمبر. 2.2 مقارنة بـ ويـــأمـــل الــبــنــك املــــركــــزي األوروبــــــــي أن في 2 يـسـتـقـر الـتـضـخـم عــنــد هــدفــه الــبــالــغ املائة هذا العام، بعد أن شهد ارتفاعا كبيرًا عقب الـغـزو الــروســي الـكـامـل ألوكـرانـيـا في .2022 عام سارعت البورصات الصينية والبنك املـــركـــزي إلـــى الـــدفـــاع عــن الـــيـــوان وأســــواق األســــهــــم املـــتـــدهـــوريـــن، يـــــوم االثــــنــــن، فـي محاولة لتهدئة املستثمرين القلقي بشأن عــــودة دونـــالـــد تــرمــب إلـــى الـبـيـت األبـيـض وقدرة بكي على إنعاش االقتصاد. وقـبـل أسـبـوعـن فـقـط مــن بـــدء ترمب رئـاسـتـه الثانية لـلـواليـات املـتـحـدة، هـزّت تـهـديـداتـه بـفـرض رســـوم جـمـركـيـة كبيرة عـلـى الـــــواردات الصينية الـــيـــوان، ودفـعـت عــائــدات الــســنـدات فــي الـبـر الـرئـيـسـي إلـى االنخفاض وأدت إلى بداية صعبة لألسهم .2025 في عام ويوم االثني، ضعف اليوان الصيني الــــخــــاضــــع لـــســـيـــطـــرة مـــــشـــــددة إلــــــى أدنـــــى شـــهـــرًا، بـيـنـمـا المــس 16 مــســتــويــاتــه فـــي مؤشر األسهم القيادية أضعف مستوياته مـــنـــذ نـــهـــايـــة سـبـتـمـبـر (أيـــــلـــــول) املـــاضـــي؛ في املائة خالل 0.9 حيث انخفض بنسبة 0.2 اليوم، قبل أن يغلق منخفضا بنسبة في 5 في املـائـة. وانخفض املؤشر بنسبة املائة خالل األسبوع املاضي ليسجل أكبر خسارة أسبوعية له في أكثر من عامي. وقـــالـــت ثـــ ثـــة مـــصـــادر مـطـلـعـة على األمـر لـ«رويترز» إن البورصات الصينية طلبت مـن صـنـاديـق االسـتـثـمـار املشتركة الـكـبـيـرة تقييد بيعها لـ سـهـم فــي بـدايـة العام، مما يؤكد املزاج املتوتر في السوق. صناديق استثمار مشتركة 4 وتلقت كـبـيـرة عـلـى األقــــل مـكــاملـات مــن بـورصـتـي ديــســمــبــر 31 شـــنـــغـــهـــاي وشـــنـــتـــشـــن فـــــي يناير (كانون 3 و 2 (كانون األول) املاضي و الــثــانــي) الــحــالــي، تـطـلـب شــــراء املــزيــد من األسهم مما تبيعه كل يوم. وقالت بورصتا شنغهاي وشنتشن، يــــوم األحـــــد، إنــهــمــا اجـتـمـعـتـا مـــؤخـــرًا مع مؤسسات أجنبية، وأكـدتـا للمستثمرين أنهما ستواصالن فتح أســـواق رأس املـال الصينية. وأفــــادت وكـالـة أنـبــاء «ييكاي» املـمـلـوكـة لــلــدولــة، يـــوم االثـــنـــن، بـــأن بنك الـــشـــعـــب الــصــيــنــي قــــد يـــصـــدر املــــزيــــد مـن سـنـدات الـيـوان فـي هونغ كونغ فـي يناير الــــحــــالــــي، فــــي إشــــــــارة إلـــــى أن الــســلــطــات تـريـد امتصاص سيولة العملة لتخفيف املـــضـــاربـــة. وقـــالـــت «فـايـنـانـشـيـال نــيــوز»، وهــــي مــطــبــوعــة لـلـبـنـك املــــركــــزي، إن بنك الـشـعـب الـصـيـنـي لـديــه األدوات والـخـبـرة للرد على انخفاض قيمة اليوان. وقــــــــــــال تـــــــشـــــــارو تــــــشــــــانــــــانــــــا، كـــبـــيـــر استراتيجيي االسـتـثـمـار فـي «سـاكـسـو»، «إن منع االنخفاض الحاد في قيمة اليوان سيكون أمرًا بالغ األهمية لتعافي الصي. أي انتعاش تكتيكي هـذا الـعـام سيحتاج إلـــــى أكـــثـــر مــــن مـــجـــرد تـــدابـــيـــر تـحـفـيـزيـة، خـــاصـــة مـــا إذا كـــانـــت الـــصـــن قـــــادرة على التفاوض على صفقة مع الرئيس املنتخب ترمب». وارتـفـع مـؤشـر «ســتــانــدرد آنـــد بــورز فـي املـائـة، بينما انخفض 4 » بنسبة 500 » الصيني بنسبة 300 مؤشر «سي إس آي فـي املـائـة منذ االنتخابات األميركية 4.3 فـي أوائـــل نوفمبر (تـشـريـن الـثـانـي)، مما يسلط الضوء على املخاوف بشأن الرسوم الـــجـــمـــركـــيـــة، فــــي حــــن اســـتـــقـــرت األســـهـــم األوروبية في الفترة نفسها. وكـــان الــيــوان يسجل بشكل روتيني أدنـــى مستوياته فـي أشـهـر عــدة منذ فوز ترمب باالنتخابات األميركية، حيث أدى الـتـهـديـد بـالـرسـوم الـجـمـركـيـة إلـــى جانب املـــــخـــــاوف بــــشــــأن الـــتـــعـــافـــي االقــــتــــصــــادي البطيء للصي إلى تدفقات رأس املال إلى الخارج. 7.3301 وبــلــغ سـعـر الـــيـــوان الـــفـــوري مقابل الــــدوالر يــوم االثــنــن، وهــو أضعف ، بـعـد 2023 مـــســـتـــوى لــــه مـــنـــذ ســبــتــمــبــر 7.3 اخــــتــــراق الــعــتــبــة الــرئــيــســيــة الــبــالــغــة يوم 2023 مقابل الدوالر ألول مرة منذ عام في 2.8 الجمعة. وانخفض اليوان بنسبة ، وهو 2024 املـائـة مقابل الــــدوالر فـي عــام االنخفاض السنوي الثالث له، مما يعكس صراع معظم العمالت ضد الدوالر القوي. وعلى الرغم من جهود الصي لوقف انخفاض اليوان من خالل املعايير اليومية الــتــي تــحــددهــا، فـــإن انــخــفــاض الــعــائــدات املـحـلـيـة وقــــوة الــــــدوالر الــواســعــة الـنـطـاق قوضت جهودها. واشنطن: «الشرق األوسط» برلين: «الشرق األوسط» بكين: «الشرق األوسط» منصة النفط والغاز البحرية «إستير» بالمحيط الهادئ في كاليفورنيا (أ.ف.ب) الصناعة النفطية السورية في الحديث عن الصناعة النفطية السورية، تتوجب العودة إلى اإلحصاءات واملعلومات ، وما تبعها من 2011 املتوافرة في األدبيات النفطية املتخصصة ملا قبل نشوب ثـورة عام شائعات في حينه حول أن أحد أسباب الثورة الرئيسية هو تعذر تشييد خط أنابيب غاز قَطري إلـى تركيا ومـن ثم إلـى أوروبـــا، نظرًا إلـى خالفات جيوسياسية حـول عـدم إمكانية عبور خطوط أنابيب شمال دولة قطر. هذا، مع العلم، أن األغلبية الساحقة لصادرات قطر هي تصدير الغاز املسال عبر أسطولها البحري املتخصص، وليس عبر خطوط األنابيب، الذي يعد من األكبر عامليا. حول «عدم السماح» لسوريا باكتشاف 2011 كذلك هناك شائعة سادت عند بداية ثورة وتـطـويـر حقولها الـغـازيـة الـعـمـ قـة، رغــم أنــه لـم يـجـر اإلعـــ ن رسميا عـن مسح األراضـــي السورية أو إمكانية توافر حقول غازية ضخمة. إلى أن معدل 2011 تشير اإلحصاءات السورية النفطية خالل الفترة ما قبل ثورة عام ألف برميل يوميا، وأن الغالبية العظمى 400 بلغ نحو 2011 إلى 2008 اإلنتاج خالل الفترة من ألف برميل يوميا، توجهت إلى األقطار األوروبية. وبما 200 من الصادرات، التي بلغت نحو توجّه مباشرة إلى الرئاسة، فمن الصعب الحصول على 2011 أن الريع النفطي قبل ثـورة معلومات دقيقة عن ريع سوريا من صادراتها النفطية خالل الفترة التي سبقت الثورة. ألف برميل يوميا عام 15 في أثناء الثورة، تدهور اإلنتاج النفطي السوري إلى نحو ألف برميل يوميا من النفط الخام 40 ، حسب إدارة معلومات الطاقة األميركية، ونحو 2015 والسوائل، حسب تقديرات صحيفة «الشرق األوسط». عانت الصناعة النفطية السورية من سلبيات عدة في أثناء الحرب. فاألغلبية الساحقة من الحقول توجد شرقا، حيث سيطرة قوات امليليشيات على هذه املناطق، مما دفع الشركات العاملية الكبرى العاملة هناك إبان اندالع الحرب األهلية («توتال» الفرنسية، و«كونوكو» األميركية، و«شـل» األوروبية) إلى االنسحاب حرصا على سالمة موظفيها وعمالها، مما دفع امليليشيات إلى االستيالء على الحقول. وقد لعبت امليليشيات (الجهادية والكردية) أدوارًا عدة سلبية خالل سيطرتها هذه: اإلنتاج من اآلبار والحقول بطرق بدائية، مما أضر باحتياطيات الحقول واآلبار وتسبب بتقليص الطاقة اإلنتاجية. هذا سيعني بدوره إعادة درس أوضاع اآلبار الفنية في املستقبل من شركات الخدمات الهندسية النفطية العاملية، وهو ما قد يأخذ سنوات إلمكانية استعادة طاقتها السابقة. وهناك أيضا التفجيرات والتخريب للمنشآت النفطية، إذ تحولت منطقة عمليات شركة «كــونــوكــو» األمـيـركـيـة مـثـ إلـــى قــاعــدة للجيش األمــيــركــي الـتـي لـطـاملـا جـــرى قصفها من مجموعات «الحرس الثوري» اإليراني و«الحشد الشعبي» العراقي. عملت امليليشيات والعصابات على تهريب النفط إلى أطراف متعددة: املصافي التركية، والــقــوات العسكرية للنظام الـسـابـق، والـسـكـان املـدنـيـن فـي املـنـاطـق الـوسـطـى والشرقية، بـل حتى إلـى الجيوش األجنبية نفسها. وشـــارك فـي عمليات التهريب هـذه عصابات من الفاسدين واملفسدين ذات عالقة بالسلطات وعمليات التهريب. واستطاعت امليليشيات االستفادة من الوقود املهرّب عبر الحدود اللبنانية-السورية غير الشرعية لتلبية جزء من الطلب املحلي الــســوري. كما تسلمت سـوريـا شحنات غير مـحـددة أو منتظمة مـن النفط العراقي (عبر البر) والنفط اإليراني (عبر البحر). أدى التهريب أو الحصول على النفط بطرق ووسائل غير مبرمجة، إما إلى جني ثروات هائلة (مـ يـن الــــدوالرات للميليشيات وأركـــان النظام الـذيـن كـانـوا يقدمون لهم الحماية الالزمة لتسهيل التهريب لقاء مشاركتهم في األرباح)، أو إلى االنقطاعات املستمرة للوقود في األراضي السورية، تلك التي تحت سيطرة النظام، أو خارج سيطرته. وتسبب هذا الوضع املربك للحصول على إمدادات منتجات الوقود النفطية، في نشوء سوق سوداء لهذه املنتجات، التي شحَّت من األسواق لفترات متكررة، حيث وصلت أسعارها إلى مستويات خيالية متأثرة كذلك بارتفاع قيمة الدوالر، باإلضافة إلى محاوالت التهرب من «قانون قيصر» األميركي لفرض الحصار على سوريا. ال يمكن الكالم عن الصناعة النفطية السورية في العقود املاضية، من دون اإلشـارة إلى الخسارة الجيوسياسية في تعطيل خطوط أنابيب الترانزيت للنفط الخام السعودي (عبر جنوب لبنان)، والعراقي (إلى بانياس)، وإلى طرابلس (شمال لبنان). فقد كانت الدول العربية املـصـدّرة للنفط تدفع كل منها ماليي الـــدوالرات سنويا للخزانة السورية مقابل تعرفة الترانزيت، هذا ناهيك بتشغيل عشرات املؤسسات املحلية في كل من سوريا ولبنان للقيام بـأعـمـال الـصـيـانـة والــخــدمــات. وقـــد جـــرى إغـــ ق هـــذه الـخـطـوط بسبب «تفجيرات غامضة» لم تكن السلطات السورية «بعيدة عنها» أو لخالفات «سياسية-اقتصادية» مع الدولة املصدّرة. ومهما كان السبب، فقد خسرت سوريا كثيرًا من الثقة بدورها بوصفها دولة ترانزيت للنفوط املصدَّرة غربا. ولن يكون من السهل تشييد أنابيب ترانزيت جديدة عبر سوريا نظرًا النخفاض الطلب على النفط الخام أوروبيا وتحول الواليات املتحدة إلى دولة مصدرة للنفط الخام. إذ تبلغ 70-60 نسبة الصادرات الخليجية والعراقية إلى األسواق اآلسيوية في الوقت الحاضر نحو في املائة من مجمل صادراتها النفطية. من الجدير بالذكر هنا أن العراق لجأ إلى تشييد خط أنبوب كركوك-جيهان التركي نظرًا للمضايقات التي واجهها من السلطات السورية سابقا. ستواجه الصناعة النفطية السورية تحديات وفرصا في املستقبل املنظور، تتبلور حول: - االسـتـفـادة مـن الترحيب العربي الرسمي بـإزاحـة نـظـام األســـد. هــذا الترحيب الـذي ينتظر خطوات عملية من النظام الجديد لفك االرتباط عن السياسات الداخلية والخارجية السابقة. ففي حال توقُّف املمارسات السابقة بشكل ملموس، يصبح من املمكن املساعدة ماليا، لكن من غير املعتاد تاريخيا تقديم مساعدات لدعم الصناعات النفطية. إال أنه من املمكن تقديمها عبر قـروض ضئيلة الفائدة من الصناديق االقتصادية أو شركات تمويل عربية، لدعم قطاع الكهرباء. - فـي حـال استقرار الـبـ د، وتحسي العالقات الـدولـيـة، فـإن ذلـك سيفتح املـجـال أمـام الـشـركـات النفطية العاملية للعودة إلــى العمل فـي األراضـــي الـسـوريـة. مـن املمكن أن تعود الشركات الدولية التي كانت تعمل هناك سابقا، والتي اضطرت إلى االنسحاب مع نشوب .2011 حرب يبقى السؤال حول إمكانية عودة الشركات الروسية النفطية التي نشطت في سوريا خــ ل عهد النظام الـسـابـق، وكـذلـك ولـــوج الـشـركـات النفطية الصينية. وستختلف طبعا طبيعة املفاوضات حول مشاركة شركات هاتي الدولتي عن مفاوضات الدول الغربية. وفي نهاية املطاف، سيعتمد االنفتاح االقتصادي هذا، برمته، على املوافقة األميركية لتخفيف «قـانـون قيصر» الـــذي سـيـؤدي إلــى إكـمـال تشييد خـط الـغـاز العربي لنقل الغاز املصري إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا. ومـــن األمــــور الــتــي مــن املـمـكـن أن تـنـظـر فـيـهـا الـسـلـطـات الــســوريــة اســتــعــادة الـخـبـرات السورية النفطية في دول االغتراب، تحديدًا أولئك الذين عملوا لسنوات كثيرة مع شركات أو مؤسسات طاقة ونفط في الخارج، لالستفادة من خبراتهم في دعم شركة النفط الوطنية التي جرى تهميشها في ظل النظام السابق.
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==