6 حرب متعددة الخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16841 - العدد Monday - 2025/1/6 االثنني رهينة في إطار اتفاق محتمل 34 «حماس» وافقت على قائمة إسرائيلية تضم «مفاوضات الدوحة» تناقش «المرحلة اإلنسانية» من صفقة غزة أفادت تقارير إسرائيلية، أمس األحد، بـأن املفاوضات بشأن وقـف النار في غزة وصفقة تبادل األسرى مع حركة «حماس» بلغت مرحلة حاسمة وتم جسر مزيد من الخالفات، ولذلك تقرر إرسال رئيس جهاز االستخبارات الخارجي «املوساد»، ديفيد بـــرنـــيـــاع، الـــــذي يـــتـــرأس فـــريـــق الــتــفــاوض اإلســـــرائـــــيـــــلـــــي، االثــــــنــــــن، إلــــــى الـــعـــاصـــمـــة القطرية الدوحة إلتمام بنود الصفقة. وقـــالـــت مـــصـــادر ســيــاســيــة إن هـنـاك تـــوقـــعـــات بــــأن يـشـهـد مـنـتـصـف األســـبـــوع الـجـاري إنجاز معظم، وربما كل امللفات، بي «حماس» وإسرائيل، وأشـارت إلى أن هـــذه املــفــاوضــات شـهـدت أجــــواء إيجابية وتقدمًا، بفضل قيام وفد حركة «حماس» بـالـتـعـاطـي بـإيـجـابـيـة ومـــرونـــة فـــي ملف الرهائن لديها. وجاء هذا وسط حديث عن تمسك «حـمـاس» بإنهاء الـحـرب واإلفـــراج الـــشـــامـــل عــــن أســـــراهـــــا. وفـــــي وقـــــت الحـــق أمــس، نقلت وكالة «رويـتـرز» عن مسؤول فــــي «حــــمــــاس» قـــولـــه إن الـــحـــركـــة وافـــقـــت رهينة قدمتها إسرائيل 34 على قائمة بـ ملبادلتهم فــي إطـــار اتــفــاق محتمل لوقف النار. «المرحلة اإلنسانية» وأشـــــــــــــــــارت صــــحــــيــــفــــة «يـــــديـــــعـــــوت أحــــــرونــــــوت» إلـــــى أن الـــتـــقـــدم يـــتـــركـــز فـي املـرحـلـة األولـــى مـن الصفقة، الـتـي تسمى بــ«املـرحـلـة اإلنـسـانـيـة»، والــتــي كـــان يبدو أنه تم التوصل إلى تفاهمات حول معظم تفاصيلها خالل األشهر املاضية. ونقلت الـصـحـيـفـة عـــن «مـــصـــدر رفـــيـــع فـــي إحـــدى الـــــــدول الـــوســـيـــطـــة» (لـــــم تـــســـمـــه) قـــولـــه إن «إســـرائـــيـــل تـــحـــاول مـــجـــددًا إتـــمـــام صفقة جزئية تشمل عـــددًا مـحـدودًا مـن الرهائن مقابل عدد قليل من األسرى الفلسطينيي تـشـمـل وقـــف إطــــ ق نـــار ألســابــيــع قليلة، وربما قليلة جدًا». وذكـــرت الصحيفة أن حكومة رئيس الـــــوزراء بنيامي نتنياهو تسعى إلبـــرام صـفـقـة عـلـى غــــرار جـمـيـع الـصـفـقـات الـتـي أبـرمـتـهـا إســرائــيــل لـتـبـادل األســــرى خـ ل الـخـمـسـن عــامــ املــاضــيــة، «أســــرى مقابل أســــــــرى» فــــي عــمــلــيــة «ســـريـــعـــة نــســبــيــ »، وتـهـدف إلــى تنفيذها قبل عــودة الرئيس األمـــيـــركـــي املــنــتــخــب دونــــالــــد تـــرمـــب إلـــى الــبــيــت األبــــيــــض. وأفـــــــادت بــــأن إســرائــيــل تهدف إلى «تأجيل النقاشات املركزية التي تبدو حاليًا غير قابلة للحل، إلى املرحلة التالية»؛ ولفتت الصحيفة إلى تحذيرات صــــــــــادرة عـــــن الــــــــــدول الــــوســــيــــطــــة وكــــبــــار املسؤولي فـي أجـهـزة األمــن اإلسرائيلية: «صـــفـــقـــة كـــهـــذه قــــد تـــعـــرض حـــيـــاة ســائــر الرهائن إلى خطر أشد». ونقلت الصحيفة عـن مـسـؤول أمني إســـرائـــيـــلـــي رفـــيـــع قـــولـــه إن صــفــقــة كــهــذه قــد تفتح الــبــاب أمـــام مـزيـد مــن الصفقات املستقبلية، «لكن قد يحدث العكس كذلك، ولــدى معظمنا، يبدو أن االحتمال األكبر هو أن الصفقة الصغيرة، إذا تم التوصل إليها، ستكون الوحيدة لفترة طويلة جدًا. إذ يستبعد أن يبقى من نحررهم». «توافق واسع» ولفتت الصحيفة إلى «توافق واسع» فــي أوســــاط كـبـار املـسـؤولـن واملـفـاوضـن والـجـهـات االسـتـخـبـاراتـيـة املعنية بجمع معلومات عن األسرى في غزة على أنه «من األفضل السعي فوريًا إلـى صفقة شاملة، (الجميع مقابل الجميع)، حتى لـو شمل ذلك إنهاء الحرب على صعيد اإلعالن». ويـــــرى مـــســـؤولـــون فـــي أجـــهـــزة األمـــن اإلسـرائـيـلـيـة أنــه «لــن تـكـون هـنـاك مشكلة للعودة إلى القتال في غزة في حال انتهاك (حـــمـــاس) لــ تــفــاق»، وقـــال مــســؤول رفيع إنـــه إذا تــم الـتـوصـل إلـــى صفقة عـلـى عـدة مراحل، «لن تنفذ منها إال مرحلة واحدة»، وذلك في ظل إصرار تل أبيب على مواصلة الحرب. وقال مسؤول رفيع إنه «حتى في حال التوصل إلى صفقة جزئية، سيتعي على الجيش اإلسـرائـيـلـي االنـسـحـاب مـن غـزة، ومـــن املحتمل أن يـكـون مــن الـصـعـب على إســرائــيــل الـــعـــودة إلـــى الــقــتــال وستقلص وجودها في امليدان. وبالنتيجة سيتراجع الضغط على (حماس) التي ستمتنع عن تقديم تنازالت». وذكـــــــــــرت الـــصـــحـــيـــفـــة أن جـــــــــزءًا مــن األزمــــــة يـكـمـن فـــي الــقــيــود الـــتـــي تـفـرضـهـا القيادة السياسية في إسرائيل على فريق املــفــاوضــات، بحيث يـصـر نتنياهو على الـــتـــوصـــل إلـــــى صــفــقــة مـــتـــعـــددة املــــراحــــل، مـع االمـتـنـاع عـن مناقشة الـجـزء الحاسم الـذي يتضمن االنسحاب من غـزة وإنهاء الحرب. وقــــــــــــال مــــــصــــــدر رفــــــيــــــع فـــــــي الــــــــــدول الوسيطة: «كل ما عليك فعله هو االستماع إلى خطب قادة إسرائيل من جانب، وقادة (حماس) من الجانب اآلخـر. في إسرائيل يــقــولــون: سـنـعـود إلـــى الــقــتــال بـالـتـأكـيـد، وفـــي (حــمـــاس) يـقـولـون إنـهـم مستعدون لــلــمــرونــة فـــي الـــجـــدول الـــزمـــنـــي». وتــابــع: «بمعنى أن (حماس) ال تهتم بمعرفة عدد القوات التي ستنسحب وفي أي يوم، لكنها لن تقبل بصفقة إذا لم تكن شاملة، حتى لـو كـانـت على مــراحــل، تتضمن تفاصيل واضـــحـــة تـشـمـل االنـــســـحـــاب اإلســرائــيــلــي من قطاع غزة أو غالبيته، وإنهاء الحرب، واإلفـــــــــراج الـــشـــامـــل عــــن األســـــــــرى». ولــفــت التقرير إلــى أن نتنياهو يصر على عدم مناقشة هـذه امللفات الجوهرية بالنسبة لحركة «حماس» إال في منتصف املرحلة األولــــى مــن الـصـفـقـة املـحـتـمـلـة، وبـالـتـالـي ســيــكــون بــإمــكــانــه أن يــقــول لــشــركــائــه في اليمي املتطرف إنه «لم يكن ينوي املضي إلى ما بعد املرحلة األولى». اجتماع حكومي مصغر لكن نتنياهو، بحسب مصدر سياسي مقرب من الحكومة اإلسرائيلية، دعا إلى اجتماع مصغر مع شركائه في االئتالف، للبحث فــي الــتــطــورات الــجــديــدة، عـلـى أن يـــضـــم االجـــتـــمـــاع كـــــ مــــن «وزيـــــــر الـــدفـــاع يسرائيل كـاتـس، ووزيـــر املالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير األمن القومي إيتمار بــــن غـــفـــيـــر، ورئــــيــــس حـــــزب شـــــاش أريـــيـــه درعـــي». وفـي ضـوء هـذه املـــداوالت يسافر رئيس املـوسـاد ديفيد برنياع، الــذي يعد كبير املــفــاوضــن ورئــيــس الـفـريـق األعـلـى لـــلـــمـــفـــاوضـــات. ويـــفـــتـــرض أن يـــقـــدم الــــرد اإلسرائيلي األخير على مسودة اتفاق. ونقلت وسـائـل إعــ م إسرائيلية عن وزيــــر الـثـقـافـة والـــريـــاضـــة، مـيـكـي زوهــــار، قــــولــــه إنـــــه والـــــــــــوزراء مــــن حـــــزب الــلــيــكــود ســـيـــؤيـــدون صــفــقــة تــــبــــادل أســــــرى «الـــتـــي يقودها رئيس الحكومة نتنياهو»، ودعا بــاقــي الــــــوزراء إلـــى تــأيــيــدهــا، وأضـــــاف أن «هـذا واجبنا األخالقي وال توجد فريضة أهم من افتداء األسرى». وكـان نتنياهو قد تحدث إلـى والـدي الــــجــــنــــديــــة اإلســــرائــــيــــلــــيــــة األســــــيــــــرة لــــدى «حـــمـــاس»، لــيــري الـــبـــاغ، الــتــي ظــهــرت في شريط بثته الحركة، وقـال إنـه يعمل بكل قــوتــه حــتــى يــحــررهــا مـــع بـقـيـة الــرهــائــن. لـكـن عـائـلـة أخــــرى قــالــت إنــهــا الـتـقـت أحـد أعـضـاء فـريـق الـتـفـاوض الـــذي قــال لها إن «الرهائن ليسوا على رأس سلم األولويات لـــدى الــحــكــومــة». وأضــــــاف: «نــحــن نـعـرف هـــذه الـحـقـيـقـة املــــرة ونـصـعـق كــل مـــرة من جديد ونحن نشاهد كيف تهمل حكومتنا األبـــنـــاء. لـكـن أن يــؤكــد لـنـا هـــذه الحقيقة مــــــســــــؤول فــــــي وفـــــــد املــــــفــــــاوضــــــات، فـــذلـــك يزعزعنا ويطير النوم من عيوننا». الدخان يتصاعد جراء غارات إسرائيلية على شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب) تل أبيب: نظير مجلي تقارير تتحدث عن «أجواء إيجابية» عشية الجولة الجديدة من مفاوضات صفقة غزة عشرات القتلى بغارات إسرائيلية على القطاع قُتل عشرات الفلسطينيي بينهم أطفال، وأصيب العشرات، جراء غارات شنها الطيران اإلسرائيلي على مناطق عـدة في غـزة، حسب مـــا أفـــــاد الـــدفـــاع املـــدنـــي، أمــــس األحـــــد، بينما قـــال الـجـيـش اإلسـرائـيـلـي إنـــه اسـتـهـدف خـ ل الـــيـــومـــن املـــاضـــيـــن أكـــثـــر مـــن مـــائـــة هــــدف في القطاع. وبــدورهــا، أعلنت وزارة الصحة التابعة شخصًا قتلوا 88 لحركة «حـمـاس»، أمـس، أن ساعة، ما يرفع الحصيلة اإلجمالية 24 خالل شـــهـــرًا بي 15 لــلــحــرب املــتــواصــلــة مــنــذ نــحــو قتلى. وأعلن 45805 إسرائيل و«حماس» إلى شهيدًا على األقل 23« الدفاع املدني، أمس، نقل إثـر غـــارات جوية منذ الليلة املاضية، وحتى ظـهـر الــيــوم (األحـــــد)»، فــي غــــارات عـلـى أنـحـاء متفرقة من القطاع. مفقودون تحت األنقاض وأفــــــاد املـــتـــحـــدث بـــاســـم الــهــيــئــة، مـحـمـود شـخـصـ عـلـى األقــــل قـتـلـوا في 11 بــصــل، بـــأن غــــــارة جـــويـــة عـــلـــى مـــنـــزل فــــي مــنــطــقــة الـشـيـخ رضـوان شمال غربي مدينة غـزة. وأضـاف: «ال يزال خمسة مواطني مفقودين تحت األنقاض، حيث تتواصل عمليات الـبـحـث»، متابعًا: «ال مــعــدات لـــدى الـــدفـــاع املـــدنـــي، يــقــوم املـواطـنـون بالبحث بأيديهم للوصول إلى املفقودين». كـــمـــا أعـــلـــن الــــدفــــاع املــــدنــــي مــقــتــل خـمـسـة فلسطينيي على األقـل إثـر استهداف الطيران بعد ظهر األحـــد «ملـنـزل مـواطـن مـن عائلة أبو جـربـوع فـي مخيم النصيرات» وسـط القطاع. شـــهـــداء وعــــدد من 4« وكــــان قـــد أفــــاد بــســقــوط اإلصــــابــــات جــــراء غــــارة جــويــة إسـرائـيـلـيــة من طـائـرة مـسـيّــرة استهدفت ظهر الـيـوم (األحـــد) مــجــمــوعــة مــــن املـــواطـــنـــن فــــي بـــلـــدة جــبــالــيــا» بشمال القطاع. كما قتل فلسطيني وأصيب عدد آخر في غارة جوية استهدفت منزال في منطقة مصبح شــمــال شــرقــي رفـــح (جـــنـــوب)، بـحـسـب الــدفــاع املـدنـي الـــذي أكــد نقل الجثمان إلــى مستشفى نــــاصــــر فــــي خـــــان يــــونــــس. وأشــــــــار بـــصـــل إلـــى «اســتــشــهــاد مــواطــنَــن وإصـــابـــة خـمـسـة جـــراء قصف شقة سكنية في مخيم خان يونس فجر اليوم». «ذرائع كاذبة» وحذّر املتحدث باسم الدفاع املدني من أن الجيش اإلسـرائـيـلـي يـقـوم بتوجيه «ضـربـات جـويـة عنيفة بـاسـتـهـداف املــنــازل الـتـي تــؤوي عــــشــــرات الـــنـــازحـــن بـــذريـــعـــة كــــاذبــــة، بـــوجـــود مقاومي. هذا كذب». وأكـــــدت إســرائــيــل أنــهــا تـــواصـــل مهاجمة أهــــــداف «إرهـــابـــيـــة» فـــي الـــقـــطـــاع املــــدمّــــر جـــراء الحرب األطول في تاريخ الصراع. وقال الجيش فـــي بــيــان أن ســــ ح الــجــو اســتــهــدف أكــثــر من هــدف فـي أنـحـاء قطاع غــزة، وقضى على 100 العشرات من مسلحي «حماس» يومي الجمعة والسبت. كذلك، أشار الجيش إلى أنّه استهدف عدة مواقع استخدمها املقاتلون الفلسطينيون إلطالق مقذوفات باتجاه إسرائيل خالل األيام األخيرة. وأعلن وزير الدفاع اإلسرائيلي، يسرائيل كاتس، األربعاء، أن إسرائيل ستكثّف الضربات على القطاع إذا استمرّت «حماس» في إطالق صواريخ على الدولة العبرية. وبعيد اندالع الحرب في أكتوبر (تشرين ، تراجعت وتيرة إطالق الصواريخ 2023 ) األول مـن الـقـطـاع بـاتـجـاه إسـرائـيـل بشكل كبير، إال أن سلطات الـدولـة العبرية تؤكد رصـد إطالق صـــواريـــخ مــن الـقـطـاع بشكل شـبـه يـومـي منذ نحو أسبوع. وانــــدلــــعــــت الـــــحـــــرب فـــــي قــــطــــاع غــــــزة إثـــر هـــجـــوم غـــيـــر مـــســـبـــوق شـــنّـــتـــه «حــــمــــاس» عـلـى ،2023 جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر أشـخـاص معظمهم من 1208 أسـفـر عـن مقتل املـــدنـــيـــن، بــحــســب تـــعـــداد صــحــافــي اســتــنــادًا إلــــى أرقـــــام إســرائــيــلــيــة رســمــيــة. وتــشــمــل هــذه الـحـصـيـلـة رهــائــن قـتـلـوا أو مــاتــوا فــي األســـر. 96 شخصًا ال يزال 251 وخالل الهجوم، خطف أعلن الجيش 34 منهم رهائن في غـزة، بينهم اإلسرائيلي أنهم لقوا حتفهم. غزة - لندن: «الشرق األوسط» توقعات بحضور أميركي في اجتماعات الدوحة «هدنة غزة»: مطالبات بتكثيف الجهود لتجاوز «الفجوات» بــــرزت فــي الــقــاهــرة تــأكــيــدات مـصـريـة عـلـى أهمية زيـــادة الجهود اإلقليمية والـدولـيـة إلنـجـاز وقـف إطـ ق النار في قطاع غزة، تزامنًا مع مفاوضات غير مباشرة تستضيفها الدوحة بي طرفَي الحرب املشتعلة منذ أكثر من عام. وتـــكـــشـــف تـــلـــك املـــطـــالـــبـــات املـــتـــزامـــنـــة مــــع حــديــث مسؤولي أميركيي عن وجود «شكوك وفجوات» تحيط بـاملـحـادثـات، وجـــود «عـــدم يـقـن» بـشـأن االتــفــاق، حسب خـبـراء تـحـدثـوا إلــى «الــشــرق األوســــط»، واسـتـبـعـدوا أن يــجــري االتـــفـــاق فـــي الـــوقـــت املـتـبـقـي مـــن واليــــة الـرئـيـس األميركي جو بايدن، مع استمرار جوالت املحادثات دون «ترتيبات أو تنازالت حقيقية» على أن يكون االتفاق قبيل 20 أو مع تنصيب الرئيس األميركي دونالد ترمب، في يناير (كانون الثاني) الجاري. وناقش وزير الخارجية املصري، بدر عبد العاطي، مع نظيره األميركي، أنتوني بلينكن، التطورات في قطاع غزة، وأكد «أهمية مواصلة تضافر الجهود اإلقليمية والدولية لتحقيق وقف فوري إلطـــ ق الــنــار، وضـمـان نـفـاذ املـسـاعـدات اإلنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق»، وفق بيان صحافي للخارجية املصرية، صدر أمس األحد. بلينكن كـان قد استبق ذلـك االتـصـال بتصريحات لصحيفة «نـيـويـورك تـايـمـز»، أكــد خاللها أن إدارة جو بـــايـــدن «أمـــضـــت أشـــهـــرًا فـــي الــعــمــل عــلــى خــطــة مـــا بعد الـــصـــراع مـــع كـثـيـر مـــن الـــبـــلـــدان فـــي املـنـطـقـة والــشــركــاء الـــعـــرب»، الفـتـ إلـــى أنـــه «إذا لــم تُــتَــح لـنـا الـفـرصـة للبدء في محاولة تنفيذها من خـ ل اتفاق وقـف إطـ ق النار فـي غـضـون األسـبـوعـن املقبلي، فسنسلمها إلــى إدارة ترمب القادمة ويمكنها أن تقرر ما إذا كانت ستمضي قدمًا في ذلــك». وبينما ال تـزال مفاوضات غير مباشرة في الدوحة، استؤنفت (الجمعة) بحضور وفد إسرائيلي وآخــر مـن «حــمــاس»، تحيطها «شـكـوك وفـجـوات تعوق إمــكــانــيــة إحــــــراز تـــقـــدم لـــوقـــف إطـــــ ق نــــار فـــي غــــزة قبل تنصيب ترمب، غير أن الجهود ال تزال مستمرة»، وفق ما كشف عنه مسؤولون أميركيون مطّلعون على املحادثات لصحيفة «يــديــعــوت أحـــرونـــوت» اإلسـرائـيـلـيـة، فــي ظل عدم حسم أمـور من بينها عدد الرهائن الذين سيجري إطـ ق سراحهم في الصفقة، وإنـهـاء الـحـرب، والوجود العسكري اإلسرائيلي في قطاع غزة بعد نهايتها، فضال عـن مـخـاوف تُبديها الـحـركـة دائـمـ مـن عـــودة نتنياهو لـلـحـرب بـعـد تسليم األســــرى، وهـــو مــا يجعلها تطالب بضمانات من دول لتنفيذ االتفاق. ومن املتوقع أن ينضم مبعوث الرئيس األميركي إلى الشرق األوسط بريت ماكغورك، إلى محادثات الدوحة، من أجل دفع مساعي تأمي الصفقة قبل تنصيب ترمب، وســط تـقـديـرات مسؤولي إسرائيليي كبار للصحيفة ذاتــهــا أنـــه «ال تـــزال هـنـاك فـرصـة للتوصل إلـــى اتــفــاق»، من دون أن يقدموا أي ضمانات لذلك. ويعتقد مساعد وزيـر الخارجية املصري األسبق السفير علي الحفني، أن «الـجـهـود الـدولـيـة مطلوبة باستمرار، ومــن املهم أن تـدفـع بـاتـجـاه اتـفـاق فـي ظـل الـشـكـوك والـفـجـوات وعـدم اليقي التي يشهدها مسار التفاوض حاليًا»، مشيرًا إلى أنـه ليس هناك ما يبشّر بـأن هناك اتفاقًا قبل تنصيب ترمب، ولكن هناك مساع مستمرة من الوسطاء لتجاوز الخالفات واملسائل العالقة. ويــــرى أن املـــفـــاوضـــات سـتـبـقـى تـــــراوح مـكـانـهـا ما دامت الزيارات املكوكية املتكررة خالل الفترة األخيرة لم تنته إلـى ترتيبات واضـحـة بأزمنة مـحـددة، مستدركًا: «كـلـمـا اسـتـمـرت الـتـصـريـحـات والـــلـــقـــاءات دون ترجمة فعلية، ستبقى الـتـقـديـرات بـالـتـفـاؤل فــي الـتـوصـل إلـى اتفاق غير دقيقة، كما رأينا طيلة فترة بايدن بأحاديث عــن االقـــتـــراب مــن صفقة دون أن يـحـدث ذلـــك، وسيأتي تـرمـب بخطط أخــــرى». وهـــو مــا يتفق مـعـه الخبير في الشؤون اإلسرائيلية بمركز األهرام للدراسات السياسية واالســتــراتــيــجــيــة ســعــيــد عـــكـــاشـــة، قـــائـــ إن الــضــغــوط األمـيـركـيـة، عـلـى مـــدار أكـثـر مــن عـــام خـــ ل إدارة بـايـدن لـــم تـسـتـطـع أن تـصـل إلـــى اتـــفـــاق، قـــائـــ ً: «مـــا لـــم تفعله واشنطن، حليفة إسرائيل، لن يتم من غيرها، لكن تبقى أدوار الوسطاء، ال سيما من القاهرة، مهمة في تقريب وجــهــات الـنـظـر، والـسـعـي إلنــهــاء مــأســاة الفلسطينيي وعدم حدوث أي تصعيد حاضر بقوة ولن يتوقف». ويــــــرى أن الــــفــــجــــوات واضـــــحـــــة، وأبـــــرزهـــــا مــطــالــب «حـــــمـــــاس» بـــاالنـــســـحـــاب اإلســــرائــــيــــلــــي، وكــــذلــــك مـطـلـب نتنياهو بخصوص الرهائن األحياء، وكالهما سيمضى على هذا املنوال ما دام أنه لم تُقدَّم تنازالت حقيقية. «حــــــمــــــاس» مـــــن جـــانـــبـــهـــا أعـــلـــنـــت يــــــوم الـــجـــمـــعـــة، اســـتـــئـــنـــاف املــــفــــاوضــــات، وأكـــــــدت فــــي بـــيـــان صــحــافــي، جدِّيتها وإيجابيتها وسعيها إلـى التوصل إلـى اتفاق فـــي أقـــــرب فـــرصـــة»، وفــــي الـــيـــوم الــتــالــي نـــشـــرت مقطعًا ظهرت فيه الرهينة اإلسرائيلية ليري ألباغ، وهي تحث إسرائيل على بـذل جهود أكبر إلطــ ق ســراح الرهائن، داعـيـة حكومة نتنياهو إلـى وقـف العمليات العسكرية » اإلسرائيلي، أمس، بأن i24« لعدم جدواها. وأفاد موقع «هـذا النشر من (حماس) في إطـار استراتيجية الحرب النفسية الـتـي تـنـفـذهـا (حـــمـــاس) الـتـي تنشر بانتظام صـور الرهائن للضغط على الحكومة اإلسرائيلية في املفاوضات الحالية». عائلة ألباغ، التي طلبت من الحكومة اإلسرائيلية وقـــادة الـعـالـم اسـتـغـ ل الـفـرصـة الحالية إلنـقـاذ جميع الـــرهـــائـــن وإعـــادتـــهـــم، تــلــقَّــت وعــــدًا مـــن نـتـنـيـاهـو، وزيـــر الدفاع اإلسرائيلي يسرائيل كاتس، باستمرار «الجهود إلطالق سراح الرهائن»، وفق بياني صحافيي ملكتبَي األخيرَين. وليس الفيديو الذي نشرته «حماس»، وحده الذي تستخدمه الحركة لتأكيد مطالبها، بل جرى إطالق صــاروخــ فـي نـحـو أسـبــوع بـعـد تـوقـف دام شـهـورًا، 16 وتلك الصواريخ عــادة ما كانت تطلَق قبل إبــرام اتفاق، وفق عكاشة، موضحًا أن «(حماس) تريد أن تقدم مرونة لكن في الوقت نفسه تؤكد أنها تقاوم وكذلك إسرائيل ستفعل أمــــورًا مـمـاثـلـة ملــجــرد أن يـقـولـوا إنــهــم يـبـذلـون جـهـودًا، لكن هـذا يحتاج إلـى تـنـازالت حقيقية وليست أحاديث فقط». وال يُعتقد أن االتفاق سيكون جاهزًا قبل وصول تـــرمـــب لـلـسـلـطـة، ولــــن يـسـتـطـيـع الـــرئـــيـــس األمــيــركــي تفعيل تهديده بشكل واقعي على «حـمـاس»، مؤكدًا أن الـــحـــركـــة لـــيـــس لـــديـــهـــا مــــا تـــخـــســـره خـــصـــوصـــ أن إسرائيل فعلت في غزة أكثر من الجحيم الـذي توعد به الرئيس األميركي املنتخب املنطقة حال لم يطلَق يناير الجاري. ويتوقع الحفني 20 سراح الرهائن قبل أن يحدث اتـفـاق قبل عشية تولي ترمب منصبه، أو تـــذهـــب إســـرائـــيـــل مـــعـــه ملــــا بـــعـــد ذلـــــك مـــحـــاولـــة مـنـهـا الختباره وكسب مكاسب من «الجحيم» الذي توعد به الشرق األوسط، مرجحًا أن تكون األيام املقبلة حاسمة في توضيح مسار الصفقة. القاهرة: «الشرق األوسط»
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==