الثقافة CULTURE 18 Issue 16841 - العدد Monday - 2025/1/6 االثنني مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟ صـــــــدر الـــــعـــــدد الــــجــــديــــد مـــــن مــجــلــة الفيصل وتضمن العديد من املوضوعات واملـــــــــواد املـــهـــمـــة. وكــــرســــت املـــجـــلـــة مـلـف الـــعـــدد ملـــوضـــوع إقـــصـــاء املــــــرأة مـــن حقل الفلسفة، وعدم وجود فيلسوفات. شارك فـي املـلـف: كـل مـن رســــان عـامـر: «غـيـاب املـــرأة الفلسفي بـن الـتـاريـخ والـتـأريـخ». خـديـجـة زتـيـلـي: «هـــل بـاإلمـكـان الحديث عن مساهمة نسائية في الفلسفة العربية املـــعـــاصـــرة؟» فـــرانـــك درويـــــش: «املـــــرأة في مـحـيـط الــفــلــســفــة». أحـــمـــد بــــرقــــاوي: «مــا الـــذي حـــال بــن املــــرأة والـتـفـلـسـف؟» ريتا فــــــرج: «الـــفـــيـــلـــســـوفـــات وتــــطــــور األبـــحـــاث الحديثة من اليونان القديمة إلى التاريخ املعاصر». يمنى طريف الخولي: «النساء حـن يتفلسفن». نـذيـر املـاجـد: «الفلسفة نـتـاج هيمنة ذكــوريــة أم نـشـاط إنساني مـــحـــايـــد؟» كـلـيـر مــثــاك كــومــهــيــل، راشــيــل وايـــــــزمـــــــان: «كــــيــــف أعــــــــــادت أربــــــــع نـــســـاء الفلسفة إلـــى الــحــيــاة؟» (تــرجــمــة: سماح ممدوح حسن). أما الحوار فكان مع املفكر التونسي فتحي التريكي (حاوره: مرزوق العمري)، وفـــيـــه يـــؤكـــد عـــلـــى أن الــــديــــن ال يــعــوض الـــفـــلـــســـفـــة، وأن الــفــلــســفــة ال تـــحـــل مـحـل الدين، وأن املفكرين الدينيي الحقيقيي يـرفـضـون التفلسف لتنشيط نظرياتهم وآرائـهـم. وكذلك تضمن العدد حــوارًا مع الروائي العربي إبراهيم عبد املجيد الذي يـــرى أن الــحــزن والـفـقـد لـيـس مصدرهما الـتـقـدم فـي العمر فــقــط... ولـكـن أن تنظر حولك فترى وطنًا لم يعد وطنًا (حـاوره: حسي عبد الرحيم). ونــــطــــالــــع مـــــقـــــاالت لــــكــــل مـــــن املـــفـــكـــر املغربي عبد العزيز بومسهولي «الفلسفة وإعادة التفكير في املمارسات الثقافية»، والـــكـــاتـــب واألكــــاديــــمــــي الـــســـعـــودي عـبـد الــلــه الــبــريــدي «الــلــغــة والــقــيــم الـــعـــابـــرة... مقاربة لفك الـرمـوز»، وضمنه يقول إننا مطالبون بتطوير مناهج بحثية لتحليل تورط اللغة بتمرير أفكار معطوبة وقيم عـدمـيـة وهـــويـــات رديـــئـــة. ويــذهــب الناقد ســعــيــد بـــنـــكـــراد فـــي مـــقـــال «الــــصــــورة من املـــحـــاكـــاة إلــــى الــبــنــاء الــجــمــالــي» إلــــى أن الصورة ليست محاكاة وال تنقل بحياد أو صدق ما تمثله، لكنها على العكس من ذلـك تتصرف في ممكنات موضوعاتها. وتـــرجـــم مــيــلــود عـرنـيـبـة مــقــال الـفـرنـسـي مــيــشــال لــوبــغــي «مــــن أجــــل مـحـبـة الـكـتـب إمبراطورية الغيوم». ونــــــقــــــرأ مــــــقــــــاال لــــأنــــثــــروبــــولــــوجــــي الفرنسي فرانك ميرمييه بعنوان «مسار أنثربولوجي فرنسي في اليمن». ومقال «ال تـــحـــرر الـــحـــريـــة» (أريــــانــــا مــاركــيــتــي، تـرجـمـة إسـمـاعـيـل نـسـيـم). و«فـــوزيـــة أبـو خـــــالـــــد... لــــم يـــــزل املــــــاء الـــطـــن طـــريـــ بـن أصـــابـــع الــلــغــة» (أحـــمـــد بـــوقـــري). «أعــبــاء الـــــذاكـــــرة ومـــســـؤولـــيـــة الـــكـــتـــابـــة» (هــيــثــم حـــــســـــن). «الــــعــــمــــى الـــــعـــــاملـــــي: غـــــــزة بــن فـــوضـــى الـــحـــرب واســـتـــعـــادة اإلنــســانــيــة» (يوسف الـقـدرة). «الطيور على أشكالها تـــقـــع: ســوســيــولــوجــيــا شــبــكــة الـــعـــاقـــات االجتماعية» (نـاديـة ســروجــي). «هومي بابا: درس في الشغف» (لطفية الدليمي). ويـطـالـع الــقــارئ فــي مختلف أبـــواب املجلة عددًا من املوضوعات املهمة. وهي كـــالـــتـــالـــي: قـــضـــايـــا: ســـقـــوط الــتــمــاثــيــل... إزاحة للفضاء السيميائي وإعادة ترتيب لــلــهــيــاكــل واألجـــــســـــاد واألصـــــــــوات (نـــــزار أغــــــــري). ثـــقـــافـــات: «هـــــل يــمــكــن أن تـحـب الــفــن وتـــكـــره الـــفـــنـــان؟» مـيـلـيـسـا فـيـبـوس (ترجمة خولة سليمان). بورتريه: محمد خـــــضـــــر... املــــؤلــــف وســـــرديـــــات األســـلـــوب املتأخر (علي حسن الفواز). عمارة: إعادة تشكيل الـفـضـاءات العامة والخاصة في جـــدة بـــن الـــتـــراث والـــحـــداثـــة (بــــدر الـديـن مـصـطـفـى). حـكـايـتـي مـــع الــكــتــب: الكتب صـحـبـة رائــعــة وجـمـيـلـة الـهـمـس (فيصل رصيف برنلي»... 11« : دراج). فـضـاءات االبـــنـــة غــيــر الــشــرعــيــة لــفــرنــســوا مـيـتـران تـــواجـــه أشـــبـــاح الــحــيــاة الــســريــة (تـرجـمـة جمال الجلصي). تحقيقات: الترفيه قوة ناعمة في بناء املستقبل وتنمية ثقافية مــــؤثــــرة فــــي املــجــتــمــع الــــســــعــــودي (هــــدى الدغفق). جوائز: جوائز الترجمة العربية بــن املـنـجـز واملـــأمـــول (الـــــزواوي بــغــورة). املـسـرح: الكاتبة ملحة عبد الله: ال أكتب من أجل جائزة أو أن يصفق لي الجمهور، إنــمــا كـــي أســجــل اســمــي فـــي تـــاريـــخ الـفـن (حوار: صبحي موسى). وفــــــــــي بــــــــــاب الـــــــــــــقـــــــــــــراءات: نـــــجـــــوان درويـــــــش... تــجــربــة فلسطينية جــســورة تليق بالشعر الجديد (محمد عبيد الله). جماليات البيت وسردية الخواء... قراءة فـي روايـــات عــاء الـديـب (عـمـر شهريار). «أغــنــيــة لـلـعـتـمـة» مــاتــروشــكــا الـحـكـايـات واألنــســاب تشطر الـتـاريـخ فـي صعودها نـــحـــو األغـــنـــيـــة (ســـمـــيـــة عــــــــزام). تـشـكـيـل: مهدية آل طالب: دور الفن ال يتحقق سوى من خـال الفنان (هـدى الدغفق). مسرح: املنظومة املسرحية األملانية يؤرقها سوء اإلدارة والتمييز (عبد السلم إبراهيم) ونــــــقــــــرأ مـــــراجـــــعـــــات لــــكــــتــــب: «وجــــــه صـغـيـر يــتــكــدس فـــي كـــل ظــهــيــرة» (عــمــاد الــديــن مــوســى)، «مــــروة» (نــشــوة أحـمـد)، «خاتم سليمي» (نور السيد)، «غراميات استثنائية فــادحــة» (معتصم الـشـاعـر)، «أبــنــاء الـطـن» (حـسـام األحــمــد)، «حساء بمذاق الورد» (جميلة عمايرة). وفي العدد نطالع نصوص: «مارتن هــــيــــدغــــر يــــصــــحــــو مــــــن نــــــومــــــه» (ســـيـــف الرحبي)، «مختارات من الشعر الكوري» (محمد خطاب)، «سحر األزرق» (مشاعل عــبــد الـــلـــه)، «مـــعـــرض وجـــــوه» (طـــاهـــر آل ســــيــــف)، «ســـــارقـــــة الـــــذكـــــريـــــات» (وجـــــدي األهــــــــــــدل)، «أوهــــــــــام الــــشــــجــــر» (مـــنـــصـــور الجهني). الرياض: «الشرق األوسط» )2 - 2( أدباء وشعراء يرصدون اللحظة الراهنة وأحالم المستقبل سوريا الماضي والمستقبل في عيون مثقفيها بالكثير مـن التفاؤل واألمـــل والقليل من الحذر يتحدث أدباء وشعراء سوريون عن صورة سوريا الجديدة، بعد اإلطاحة بـــنـــظـــام األســــــد الـــديـــكـــتـــاتـــوري، مـشـبـهـن سقوطه باملعجزة التي طـال انتظارها... قــــــــراءة مــــن زاويــــــــة خــــاصــــة يـــمـــتـــزج فـيـهـا املـــاضـــي بــالــحــاضــر، وتــتــشــوف املستقبل بـعـن بـصـيـرة بــــدروس الــتــاريــخ، لـواحـدة من أجمل البلدان العربية الضاربة بعمق فـي جــذور الحضارة اإلنسانية، وهـا هي تنهض من كابوس طويل. «حدوث ما لم يكن حدوثه ممكناً» بـهـذا الـعـبـارة يـصـف الـكـاتـب الــروائــي خـلـيـل الـنـعـيـمـي املــشــهــد الـــحـــالـــي بـــبـــاده، مشيرًا إلى أن هذه العبارة تلخص وتكشف سر السعادة العظمى التي أحس بها معظم الـسـوريـن الـذيـن كـانـوا ضحية االسـتـبـداد والـعَــسْــف والطغيان منذ عـقـود، فما حدث كان تمرّدًا شجاعًا انبثق كالريح العاصفة في وجه الطغاة الذين لم يكونوا يتوقعونه، وهو ما حطّم أركـان النظام املستبد بشكل مباشر وفـــوري، وأزاح جُثومه املزمن فوق القلوب منذ عشرات السني. ونحن ننتظر املــعــجــزة، نـنـتـظـر حــــدوث مـــا لـــم نـعـد نـأمـل فـــي حـــدوثـــه وهــــو قــلــب صــفــحــة الــطــغــيــان: «كـــان انـتـظـارنـا طــويــاً، طــويــا جـــدًا، حتى أن الكثيرين منا صـــاروا يـشُــكّــون فـي أنهم ســيــكــونــون أحــــيــــاء عــنــدمــا تــحــن الــســاعــة املــنــتــظــرة، واآلن قَـــلْـــب الــطــغــيــان ال يـكـفـي، واملهم مـاذا سنفعل بعد سقوط االستبداد املقيت؟ وكيف ستُدار البلد؟ الطغيان فَتّت ســـوريـــا، وشَـــتّـــت أهــلــهــا، وأفْـــقـــرهـــا، وأهـــان شعبها، هــذا كله عـرفـنـاه وعـشـنـاه. ولكن، ما ستفعله الثورة املنتصرة هو الذي يمل قــلــوبــنــا، الـــيـــوم بــالــقــلَــق، ويــشــغــل أفــكــارنــا بالتساؤالت». ويــشــيــر إلــــى أن مـهـمـة الـــثـــورة ثـقـيـلـة، وأساسية، مضيفًا: «نتمنّى لها أن تنجح في ممارستها الثورية ونريد أن تكون سوريا لكل السوريي اآلن، وليس فيما بعد، نريد أن تكون سوريا جمهورية ديمقراطية حرة عادلة متعددة األعراق واإلثنيّات، بل تفريق أو تمزيق. ال فــرق فيها بـن املـــرأة والـرجـل، وال بـن ســـوري وســـوري تحت أي سبب أو بيان. شعارها: حرية، عدالة، مساواة». مشاركة المثقفين وترى الشاعرة رشا عمران أن املثقفي ال بد أن يشاركوا بفعالية في رسم ملمح سـوريـا املستقبل، مشيرة إلــى أن معجزة حدثت بسقوط النظام وخلص السوريي جميعًا مـنـه، حـتـى لــو كـــان قــد حـــدث ذلـك نتيجة توافقات دولية ولكن ال بأس، فهذه التوافقات جاءت في مصلحة الشعب. وتشير إلى أن السوريي سيتعاملون مــــع الــســلــطــة الـــحـــالـــيـــة بــوصــفــهــا مـرحـلـة انتقالية ريثما يتم ضبط الوضع األمني وتـــســـتـــقـــر الـــبـــلـــد قــــلــــيــــاً، فـــمـــا حــــــدث كـــان بمثابة الـزلـزال، مع الهروب لـرأس النظام حــيــث انـــهـــارت دولـــتـــه تــمــامــ ، مـؤسـسـاتـه الـعـسـكـريـة واألمــنــيــة والـحـزبـيـة كــل شـيء انهار، وحصل الفراغ املخيف. وتــشــدد رشـــا عــمــران عـلـى أن النظام قــد سـقـط لـكـن الـــثـــورة الـحـقـيـقـة تــبــدأ اآلن إلنـــقـــاذ ســـوريـــا ومستقبلها مـــن الـضـيـاع وال سبيل لهذا سـوى اتحاد شعبها بكل فئاته وأديانه وإثنياته، فنحن بلد متعدد ومتنوع والسوريون جميعًا يريدون بناء دولة تتناسب مع هذا التنوع واالختلف، ولـــن يتحقق هـــذا إال بـاملـزيـد مــن النضال املدني، باملبادرات املدنية وبتشكيل أحزاب ومــنــتــديــات سـيـاسـيـة وفــكــريــة، بتنشيط املجتمع سياسيًا وفكريًا وثقافيًا. وتــوضــح الــشــاعــرة الــســوريــة أن هـذا يتطلب أيضًا عودة كل الكفاءات السورية مـــن الـــخـــارج ملـــن تـسـنـح لـــه ظـــروفـــه بــهــذا، املطلوب اآلن هو عقد مؤتمر وطني تنبثق منه هيئة لصياغة الدستور الذي يتحدد فيه شكل الـدولـة السورية الـقـادمـة، وهـذا أيـــضـــ يـتـطـلـب وجـــــود مـــشـــاركـــة املـثـقـفـن الـسـوريـن الـذيـن ينتشرون حــول العالم، ينبغي تـوحـيـد الــجــهــود الــيــوم واالتــفــاق عـلـى مــواعــيــد لــلــعــودة والـــبـــدء فـــي عملية الـتـحـول نـحـو الـــدولـــة الـديـمـقـراطـيـة التي ننشدها جميعًا. وداعا «نظام الخوف» ومـن جانبه، بـدا الشاعر مــروان علي وكــأنــه عـلـى يـقـن مــن أن مهمة الـسـوريـن ليست سهلة أبـدًا، وأن «نستعيد علقتنا ببلدنا ووطننا الـذي عـاد إلينا بعد أكثر مـــن خـمـسـة عــقــود لـــم نـتـنـفـس فـيـهـا هـــواء الحرية»، الفتًا إلى أنه كان كلما سأله أحد من خارج سوريا حيث يقيم، ماذا تريد من بـادك التي تكتب عنها كثيرًا، يرد قائلً: «أن تـعـود بـــادًا لكل الـسـوريـن، أن نفرح ونضحك ونكتب الشعر ونختلف ونغني بالكردية والعربية والسريانية واألرمنية واآلشورية». ويضيف مـروان: «قبل سنوات كتبت عـن (بـــاد الـخـوف األخــيــر)، الـخـوف الـذي ال بد أن يغادر سماء سوريا الجميلة كي نرى الزرقة في السماء نهارًا والنجوم ليلً، أن نحكي دون خوف في البيت وفي املقهى وفـي الـشـارع. سقط نظام الخوف وعلينا أن نعمل على إسقاط الخوف في دواخلنا ونحب هذه البلد ألنها تستحق». المساواة والعدل ويشير الكاتب والشاعر هاني نديم إلـى أن املشهد في سوريا اليوم ضبابي، ولــــــم يــســتــقــر األمـــــــر لـــنـــعـــرف بــــــأي اتـــجـــاه نــحــن ذاهــــبــــون وأي أدوات سـنـسـتـخـدم، الـقـلـق الــيــوم نـاتـج عــن الــفــراغ الـدسـتـوري والـحـكـومـي ولـكـن إلـــى لحظة كـتـابـة هـذه السطور، ال يوجد هرج ومرج، وهذا مبشر جــدًا، الفتًا إلـى أن سوريا بلد خـاص جدًا بمكوناته البشرية، هناك تعدد هائل، إثني وديني ومذهبي وآيديولوجي، وبالتالي علينا أن نحفظ «املـــســـاواة والـــعـــدل» لكل هؤالء، فهي أول بنود املواطنة. ويـضـيــف نـــديـــم: «دائـــمـــ مـــا أقــــول إن سوريا رأسمالها الوحيد هم السوريون، أبـــنـــاؤهـــا هـــم الــخــزيــنــة املـــركـــزيـــة لــلــبــاد، مـــبـــدعـــون وأدبـــــــــاء، وأطـــــبـــــاء، وحـــرفـــيـــون، أتمنى أن يتم تفعيل أدوار أبنائها كل في اختصاصه وضبط البلد بإطار قانوني حـكـيـم. أحــلــم أن أرى ســوريــا فــي مكانها الصحيح، في املقدمة». العبور إلى بر األمان ومـــــــن جــــانــــبــــه، يـــــرصـــــد األكــــاديــــمــــي والـــنـــاقـــد خـــالـــد حــســن بــعــض املـــؤشـــرات املقلقة من وجهة نظره مثل تغذية أطراف خارجية للعداء بي العرب واألكـراد داخل سـوريـا، فضل عن الجامعات التي فقدت استقللها العلمي وحـيـادهـا األكـاديـمـي فـــي عــهــد الـــنــظـــام الــســابـــق كــمــكــان لتلقي العلم وإنتاج الفكر، واآلن هناك من يريد أن يجعلها ساحة لنشر أفكاره ومعتقداته الشخصية وفرضها على الجميع. ويــــــــرى حــــســــن أن الــــعــــبــــور إلـــــــى بــر األمـــــــــــان مــــــرهــــــون فــــــي الــــــوقــــــت الـــحـــاضـــر بتوفير ضروريات الحياة للسوريي قبل كـــل شــــيء: الــكــهــربــاء، والــخــبــز، والـتـدفـئـة والسلم األهلي، بعد انتهاء هذه املرحلة االنـــتـــقـــالـــيـــة يــمــكــن لـــلـــســـوريـــن االنـــطـــاق نـحـو عـقـد مـؤتـمـر وطــنــي، واالتـــفـــاق على دستور مدني ديمقراطي ينطوي بصورة حاسمة وقاطعة على االعـتـراف بالتداول الـــســـلـــمـــي لـــلـــســـلـــطـــة، وحـــــقـــــوق املــــكــــوّنــــات االجتماعية املذهبية والعرقية، وحريات التعبير وحقوق املرأة واالعتراف باللغات الوطنية. ويشير إلى أنه بهذا الدستور املدني املـــؤسَّـــس عـلـى الـشـرعـيـة الــدولــيــة لحقوق اإلنسان يمكن أن تتبلور أحلمه في سوريا القادمة، حينما يرى العدالة االجتماعية، فهذا هو الوطن الذي يتمناه دون تشبيح أو أبواق، أو طائفية، أو سجون، موضحًا أن الفرصة مواتية الختراع سوريا جديدة ومختلفة دون كوابيس. ويختتم قــائــاً: «يـمـكـن الــقــول أخـيـرًا إن مهام املثقف الـسـوري اآلن الـدعـوة إلى الوئام والسلم بي املكوّنات وتقويض أي شكل من أشكال خطاب الهيمنة والغلواء الـــطـــائـــفـــي وإرادة الـــــقـــــوة فـــــي املــســتــقــبــل لـكـي تــتــبــوّأ ســوريــا مـكـانـتـهـا الـحـضـاريـة والثقافية في الشرق األوسط». القاهرة: رشا أحمد مروان علي رشا عمران خالد حسين هاني نديم خليل النعيمي صائد الحاسوب )١( حي تركنا األوراق البيضاء ورحنا نكتب في الحاسوب قصائدنا لم يظهر ماذا يعني أن يرتبك الشاعر فوق الكلمات ًأن يشطب مفردة ويعيد صياغتها ًويعود إليها ثانية ويحاول ثالثة ويخط الخط املائل فوق الكلمة أو يرسم دائرة ويشخبط فــوق األسـطـر ممتلئًا بالحزن وبالعبرات ٌمذ رحنا نكتب في الحاسوب قصائدنا جفَّت أنهار كثر وانسحبت من أقدام الشعراء الطرقات الحاسوب صديق كهولتنا جــفــف مـــا كــنــا نـحـمـلـه مـــن نــــزق الــعــشــاق املنسيي على الشرفات ال نعرف من أين نعود إلينا نحن القديسي بل صلوات )٢( قبل ثلثي سنة قالوا إن الحاسوب سيدخل قريتكم وسيكفينا نزق الطباعي على اآلالت صفقنا للحاسوب القادم نحو منازلنا وبدأنا نتحسسه ْونصادقه ٍونبوح له باألسرار من يفتح هذا الغيب الغامض في شغف ويميط السر عن األزرارْ؟ كيف سندخل هذا الصندوق األسود؟ كيف نبوح له؟ ْوبماذا نكتب حيرتنا؟ ونشد العمر على األسوار ٍيـا حـاسـوب الـدنـيـا حـــاول أن تـأخـذنـا في رفق لتدل عليك ٍحاول أن تفتح في هذي الظلمة عينيك نحن البدو الرُحَّل منذ سني عجاف ننطر في هذا البرد القارس دفء يديك يا حاسوب الدنيا ماذا يجري؟؟؟ بايعناك ًورافقناك وضعنا فيك طويل ضعنا فيك ًلكنا حي أردنا أن نوقف حيرتنا املرة ضعنا ثانية ًوصرخنا خلفك يا حاسوب الدنيا انتظر الناس قليل فلقد جف العمر على الشاشة منكسرًا وخجوال ما عاد لنا في هذا العالم إالك رسوال لكنا يا حاسوب العمر ذبلنا فوق الشاشات طويل وستأكلنا الوحشة تأكلنا الوحشة والتيه يمد يديه دليل ونعود من الحاسوب ضحايا منفردين قتيل في الصحراء يدل قتيل )٣( بعد ثلثي مضت شاخ الحاسوب وأنجب أطفاال في حجم الكف الــــحــــاســــوب اآلن يــشــيــخ ويــــتــــرك لـلـنـاس صغاره الحاسوب انتصر اليوم علينا وقريبًا جدًا سوف يزف لكل العالم أجراس بشاره الكل سيترك مخدعه ودياره ال عائلة تبقى ال أطفال الكل يقول ابتعد اآلن فقط الوحشة تطبق فكيها ْوتصيح ْتعال ْاملنزل ممتلئ باألطفال لكن األدغال تمتد على الشرفات وفوق األسطح بي السكَّر في أقداح الشاي وحدي أشربه ممتلئًا بالغربة حتى حوَّلني الحاسوب لبحِّة ناي )٤( لست وحيدًا لكني ممتلئ بالغربة يا الله ْالبيت الدافئ ممتلئ باألوالد صبيان وبنات ومعي امرأتي أيضًا لكنا منفيون بهذا البيت الدافئ النص الكامل على االنترنت* عارف الساعدي «ما حدث كان تمرّدا شجاعا انبثق كالعاصفة في وجه الطغاة الذين لم يكونوا يتوقعونه، وهو ما حطّم أركان النظام المستبد بشكل مباشر وفوري»
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==