يوميات الشرق ASHARQ DAILY 22 Issue 16840 - العدد Sunday - 2025/1/5 األحد الرياض تحتفي بـ«روائع األوركسترا السعودية» محطات خـارجـيـة، عـــزّز فيها 5 بعد حضور الثقافة والفنون السعودية على الصعيد الدولي، يتجدد اإلبداع املوسيقي مع حفل «روائــع األوركسترا السعودية»، الـــذي يستضيفه مـسـرح مـركـز املـلـك فهد 16 الثقافي في الرياض خـال الفترة بني يناير (كانون الثاني) الحالي. 18 و ويـــأتـــي هــــذا الــحــفــل امــــتــــدادًا لـنـجـاح جــــوالتــــه الـــعـــاملـــيـــة الـــتـــي نــظّــمــتــهــا هـيـئـة مـــدن عاملية، 5 املـوسـيـقـى الـسـعـوديـة فــي بـــدايـــة مــن بــاريــس بـقـاعـة «دو شـاتـلـيـه»، وعــــلــــى «املــــــســــــرح الــــوطــــنــــي» بـمـكـسـيـكـو ســـيـــتـــي، و«دار األوبــــــــرا مــتــروبــولــيــتــان» بــمــديــنــة نـــيـــويـــورك، وفــــي لـــنـــدن بـمـسـرح «سـنـتـرال هــول وستمنستر»، و«طوكيو أوبــــــــــــرا ســــيــــتــــي كــــونــــســــيــــرت هــــــــــول» فــي العاصمة اليابانية. ويــــشــــارك عــــشــــرات املـــوســـيـــقـــيـــ مـن فــرقــة األوركـــســـتـــرا والـــكـــورال الـوطـنـي في تـــقـــديـــم لــــوحــــات فـــنـــيـــة، وأداء مـجـمـوعـة أغــــان تعكس أصــالــة الـثـقـافـة الـسـعـوديـة، وتظهر الفن الراقي واملتنوع، مع عروض مبهرة للفنون األدائـيـة املحلية على وقْع املوسيقى. وعــــــــزا بــــــــاول بـــاســـيـــفـــيـــكـــو الـــرئـــيـــس التنفيذي للهيئة، النجاحات الكبيرة التي حققتها املشاركات العاملية إلى دعم وزير الثقافة األمير بدر بن عبد الله بن فرحان، عــادًّا «روائــع األوركسترا» إحـدى خطوات نقل التراث الغنائي السعودي، وما يزخر بــه مــن تــنــوع إلـــى الـعـالـم عـبـر املـشـاركـات الدولية املتعددة، وبكوادر وطنية مؤهلة ومدربة على أعلى مستوى. وأشـــار باسيفيكو إلـى سعي الهيئة للرتقاء باملوسيقى السعودية نحو آفاق جديدة، ودورها في التبادل الثقافي، مما يسهم في تعزيز التواصل اإلنساني، ومد جسور التفاهم بني شعوب العالم عبرها. وتــــعــــتــــزم الـــهـــيـــئـــة اســــتــــمــــرار تــقــديــم عـــــروضـــــهـــــا فــــــي عـــــــدة مـــــحـــــطـــــات، بـــهـــدف تعريف املجتمع الدولي بروائع املوسيقى السعودية، وإثراء املشهد الفني والثقافي، وتــــعــــزيــــزه عــــاملــــيــــا، بـــمـــا يـــحـــقـــق أهــــــداف االسـتـراتـيـجـيـة الـوطـنـيـة لـلـثـقـافـة، تحت .»2030 مظلة «رؤية الرياض: «الشرق األوسط» الكورال السعودي مع عازفي األوركسترا الملكي البريطاني في حفل لندن (هيئة الموسيقى) «جزء من أعمالي يتضمَّن أصواتا من بالدي البعيدة سجَّلتها في الماضي: الموسيقى السورية، رائحة القهوة بطعم الهال، ونداء الباعة في سوق الحميدية» أداء تراثي من أرجاء المملكة في قاعة ويستمنستر هول اللندنية (هيئة الموسيقى) حضور جماهيري كبير شهدته مشاركات «روائع األوركسترا السعودية» في العواصم العالمية (واس) : أتطلّع إلى دور في إعادة بناء اإلنسان محمد حافظ لـ «الوطن في حقيبة»... مطالبة فنّية برفع الحظر عن االنتماء يـــتـــوه الــفــنــان الـــســـوري مـحـمـد حـافـظ في إيجاد مرادف إنجليزي لكلمة «الغربة» بـمـا يُــعـبّــر بـعـمـق عـمـا يـتـعـارك فــي داخــلــه، رغم نحو ربع قرن من املغادرة إلى أميركا. «أرض األحـــام» للدراسة، 2003 قصد عــام سـبـتـمـبـر (أيــــلــــول) 11 ثــــم فـــــرض مــنــعــطــف التضييق الحائل دون العودة. وَفَد مراهقا من العمر إلى بلد هائلة لم تستطع 17 في الـ أن تُنسيه أصله. ظل ملوَّعا بتعذُّر النسيان. سنوات مرَّت وهو سوري جدًا، في عز إمكان بزوغ الخيار اآلخر؛ كأن يتغاضى مثلً، أو يُشفى بعض الشيء من مرارة األوطان. فنُّه عزاء لروحه املشتاقة. يُــــعــــرَف بـــالـــرســـم مـــن داخـــــل الـحـقـائـب وبــالــتــعــبــيــر ضـــمـــن حـــيّـــزهـــا، فـمـجـمـوعـتـه «الوطن في حقيبة» تحمل اختزاالت كافية لـــفَـــهـــم ســيــاقــهــا وتــــأويــــل مــعــانــيــهــا. يــقــول لــ«الـشـرق األوســـط» إن الحنني لغة عاملية، مفرداتُها األشياء والـزوايـا والناس ومـا ال يجده املــرء في خياراته البديلة. تستوقفه الـحـقـيـبـة لــكــونــهــا مـــــادة مُــسـتـعـمـلـة ضمن مجال ال يُحصر، ويمكن أن تخص الجميع بل تمييز، رغم اختلف دواعي استعمالها. فبعض يهاجر من منطلق رغبة أو طموح، وآخــــــــرون تـــحـــت ضـــغـــط ظـــــرف قــــاهــــر؛ لــكــن الـجـمـيـع يـــوضّـــب حـقـائـبـه مُــعـلـنـا الــوُجــهــة الجديدة. نـــوســـتـــالـــجـــيـــة الـــــنـــــظـــــرة إلــــــــى املــــكــــان املُـــتـــعـــذِّر، وهــــو هــنــا الــجــغــرافــيــا الــســوريــة، تجعل املجموعة مُشبَّعة بسحرها. يعترف املهندس املعماري محمد حافظ بأن الغرب منحه أضـــواء مُــنـصِــفـة: «لـسـت مـعـروفـا في املنطقة العربية تماما مثل معرفة األميركيني بــفــنّــي. أردت وســـط شـــراســـة الــهــجــوم على الـــــعـــــرب والـــــســـــوريـــــ ، وتــــصــــاعُــــد خـــطـــاب الكراهية، تسجيل موقف. في أميركا، ثمة ). ال تعني Baggage( استعمال آخـر ملـفـردة Somebody( دائـــمـــا األمـــتـــعـــة، فــحــ يُـــقـــال )، فذلك لـإشـارة إلـى الصدمة has baggage واملـشـاعـر الثقيلة. تـغـدو املــفــردة انعكاسا للشيء والـشـعـور مـعـا. تـروقـنـي ازدواجــيــة املعنى وأراهـا محاكاة للتجربة اإلنسانية. الحقيبة تحمل املشاعر، وداخلها ال يقتصر على امللبس والحاجات. بإقفالها، يكتمل إسقاط املسكوت عنه في دواخلنا». صـــدَّق اسـتـحـالـة الـــعـــودة إلـــى دمـشـق، وتــابــع مــمــازحــا أن املـقـابـلـة لــو رُتِّـــبـــت قبل الـــــتـــــحـــــوّالت الـــــســـــوريـــــة األخـــــــيـــــــرة، لـــكـــانـــت اختلفت كليا. مـؤلـم قـولـه إنــه دفــن سوريا فـــي داخـــلـــه ومــعــهــا ذكـــريـــاتـــه، كــمــا تُــشــكّــل الحقيبة ألشيائها مكانا سرّيا. وقد يتطلَّب التصميم أشهرًا من الحفر والتلوين، «ولكن ال يـهـم». األهـــم استطاعته املـــس باملساحة الداخلية النازفة وتضميدها: «أحاول إعادة تــكــويــن الــعــاقــة مـــع دمـــشـــق عــلــى مـسـتـوى الــذاكــرة. جـزء مـن أعمالي يتضمَّن أصواتا مــن بـــادي الـبـعـيـدة سجَّلتها فــي املـاضـي. كـان يكفيني الجلوس طـويـا أمــام اللوحة وتلك األصـوات: املوسيقى السورية، رائحة الـقـهـوة بطعم الـــهـــال، التكبير مــن الجامع األموي، ونداء الباعة في سوق الحميدية... لــقــد شــكَّــلــت طــريــقــة تـــواصـــلـــي مـــع الــعــالــم. شحنتني بصمت. فلسنوات مـارسـت الفن بـالـخـفـاء لـغـيـاب مـسـاحـة خــاصــة للتعبير السياسي. كـنـت مهندسا معماريا، وعلي التفرّغ لعملي. في محترفي، حبست نفسي وبكيت وأنتجت ألُخــرج الطاقة الضاغطة. الـــيـــوم أطـــالـــب عـقـلـي وقــلــبــي بـــرفـــع الـحـظـر عــن ســـوريـــا. إنــنــي فــي طـــور إعــــادة برمجة الذكريات، وهذا مُتعب». يـــشـــاء مــحــمــد حـــافـــظ الـــتـــحـــلّـــي بــــدور يـتـعـلّــق بـبـنـاء اإلنـــســـان: «ثــمــة مـعـمـاريـون يفوقونني مـهـارةً؛ هم املخوّلون بالحجر. يـعـنـيـنـي الــبــشــر، وكــيــف نـنـتـظـم بوصفنا فنانني في املهجر لنقدّم املساعدة. أتطلّع إلى تجارب دول، منها أملانيا بعد الحرب، تحوّلت اقتصادات كبرى من عمق بحيرات الــــدم. مـــاذا ينقصنا لـنـقـتـدي؟ مــا املطلوب لننهض بالبلد؟». كـــان ال يــــزال فـــي الــثــاثــ حـــ صـمَّــم طابقا. 60 نـاطـحـة سـحـاب فــي أمـيـركـا مــن اتّهمه أصدقاء بالجنون لتخلّيه عن املهنة من أجل الشغف: «لم يتفهّموا حاجتي إلى أن أكون فنانا على املأل. الفن شكَّل طريقي. فضّلته على ممارسة الوظيفة. لطاملا عبَّر عـــن مـــراحـــل وتــــحــــوّالت مــصــيــريــة عـاشـهـا بلدي واملنطقة. بديهي أن يمسّه التغيير الحاصل في سوريا. ذلك يحدُث من خارج تصميمي وإرادتــــي. الـفـن مـرآتـي. الحقيبة هذه املـرة ستعيد إعمار اإلنسان واألرض. ستكون حقيبة عودة. جميعنا سنعود». يـحـاول تخيُّل لحظة الـرجـوع ومسار زراعة األمل. يقول إنه يمضي ساعات خلل الـلـيـل فـــي تـصـفّــح فــيــديــوهــات وصــــور عن ســوريــا، والـحـلـم باللقاء املُــنـتـظـر. املفارقة أن شكل هــذا الـلـقـاء يــتــراءى لـه على هيئة فـــرديـــة: «أجـــدنـــي أصــــل إلـــى الــشــام وحــيــدًا. أســـتـــقـــل ســـيـــارة أجـــــرة وال أُخـــبـــر عـائـلـتـي وأصـدقـائـي. أريـــد البلد كـلّــه لــي؛ يعانقني وأعانقه، فأتقاسم املعاناة مع مَــن أمضوا عـــامـــا مـــثـــا فـــي الـــغـــربـــة. أتـخـيّــلـنـي في 50 فـــنـــدق، وحـــيـــدًا، ال أســـمـــع تــرحــيــب األحـــبّـــة وصـيـحـة (أبــــو حـمـيـد، مـتـى عـــــدت؟). أريـــد عــــودة مــن دون تـشـتُّــت. ثــم بـعـد أسـبـوعـ ، أصـرخ بملء الصوت: أنا هنا. أخيرًا 3 أو عانقت سوريا». بيروت: فاطمة عبد هللا ضمَّن الفنان السوري محمد حافظ فنّه لوعة تعذُّر النسيان (موقعه اإللكتروني) يُعرَف محمد حافظ بالرسم من داخل الحقائب وبالتعبير ضمن حيّزها (موقعه اإللكتروني) بعد نجاحاتها العالمية
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==