الرئيس الفرنسي األسبق يحاكم االثنين بشبهات «التمويل الليبي» لحملته االنتخابية بين ساركوزي والقذافي... من خيمة فخمة في باريس إلى سقوط مدو في طرابلس أثــــــار ســـعـــي نـــظـــام الـــزعـــيـــم الـلـيـبـي الراحل معمّر القذافي إلى تحقيق مكانة ، كثيرًا 21 دبلوماسية في مطلع القرن الـ من الشبهات حول مساهمته في تمويل الحملة االنـتـخـابـيـة للرئيس الفرنسي الـسـابـق نـيـكـوال ســـاركـــوزي، الــــذي تبدأ مــحــاكــمــتــه فــــي هـــــذه الـــقـــضـــيـــة، االثـــنـــن املقبل. ويـواجـه ســاركــوزي ووزراء سابقون تهم ًا بالفساد الدولي في محاكمة من املقرر مـــن أبـــريـــل (نـيـسـان) 10 أن تـسـتـمـر حـتـى املقبل. لكن كيف مرت مراحل العالقة بي ساركوزي والقذافي في تلك الحقبة، ومن خاللهما عـ قـة بـاريـس وطـرابـلـس، التي راوحـــــت بـــن زيـــــارة دولــــة أجـــراهـــا الـزعـيـم وصـوال إلى 2007 الليبي إلى باريس عام .2011 إطاحته ومقتله في بـــدايـــة، يـلـفـت حـسـنـي عـبـيـدي، مدير «مركز دراسات العالم العربي واملتوسطي» في جنيف، إلى أنه عند وصول ساركوزي ، كانت ليبيا «عبارة 2007 إلى اإلليزيه سنة عن دولــة يغيب فيها الـقـانـون». ويتحدث عـبـيـدي عــن «رجــــال الـخـيـمـة»، فــي إشـــارة إلى مسؤولي االستخبارات املحلية، الذين شكّلوا حلقة ضيقة حول القذافي أحيطت بـــ«تــعــتــيــم كــــامــــل»، وتـــواصـــلـــوا مـــع حلقة ضيقة مماثلة أحاطت بساركوزي، مشيرًا إلــــى أنــــه «لــــم تــكــن ملــؤتــمــر الــشــعــب الــعــام (الـلـيـبـي)، املــــوازي لـلـبـرملـان، أي صالحية تذكر أو تأثير على القرارات التي يتخذها املحيطون بالقذافي». حقائب أموال خبِر الدبلوماسي الفرنسي، باتريك حـــايـــم زاده، الـــنـــظـــام الــلــيــبــي عـــن قـــــرب، إذ ،2004 و 2001 خدم في طرابلس بي عامي وألّـــــــف كـــتـــاب «فـــــي قـــلـــب لــيــبــيــا الـــقـــذافـــي». يــقــول حــايــم زاده إنــــه «كــــان مـــن املــتــعــارف عـلـيـه لـنـظـام الــقــذافــي تـمـويـل زعـــمـــاء دول أجـانـب أو شخصيات سياسية فـي الحكم أو املــــعــــارضــــة، وغـــالـــبـــ عـــبـــر حـــقـــائـــب مـن النقود»، مشددًا على أنه يعود إلى القضاء الفرنسي «القول ما إذا كان ساركوزي أحد املستفيدين» من ذلك. ويلفت حايم زاده إلى أن إعادة إطالق الــحــوار بـن فرنسا وليبيا سبقت وصـول ، فقد بدأ 2007 ساركوزي إلى اإلليزيه عام في عهد الرئيس األسبق جاك 2001 ذلك عام شيراك، بعدما دان القذافي بشدة هجمات سبتمبر (أيلول) في الواليات املتحدة. 11 واعـــتُـــبـــر مــوقــفــه حـيـنـهـا تـــبـــدال جـــذريـــ من نظام مُتّهم بتفجير طائرة ركــاب أميركية تـحـطـمـت فـــي لــوكــربــي األســكــوتــلــنــديــة في ، وأخــــرى 1988 ) ديــســمــبــر (كــــانــــون األول فرنسية تحطمت في النيجر في سبتمبر ، مـا أسـفـر عـن مقتل املـئـات، 1989 ) (أيــلــول ووضع ليبيا تحت الحظر الدولي. لكن رغــم تـبـدّل املـوقـف الليبي، بقيت بـــعـــض الـــتـــحـــفـــظـــات قـــائـــمـــة «مـــــن الـجـانـب الـــفـــرنـــســـي، وذلــــــك عـــلـــى خــلــفــيــة الـــنـــزاعـــات املـعـلّــقـة، والــعــقــوبــات األمـمـيـة واألوروبـــيـــة والـوطـنـيـة املــفــروضــة»، حسب حـايـم زاده، الــــــذي يــشــيــر إلـــــى أن بــــاريــــس اسـتـكـشـفـت «محاور تعاون» تقتصر على مجاالت غير استراتيجية، مثل الثقافة والسياحة. «قناة مباشرة» يـــؤكـــد حـــايـــم زاده أنـــــه «خــــــ ل عـــام ، انضم ملحق أمني مرتبط بـوزارة 2005 إلـــى الـسـفـارة 2005 الـداخـلـيـة خـــ ل عـــام الـفـرنـسـيـة فــي طــرابــلــس، مــا أتــــاح إنـشـاء قـــــنـــــاة مــــبــــاشــــرة بــــــن وزارة الـــداخـــلـــيـــة واملـسـؤولـن األمـنـيـن الليبيي». ويقول بـــهـــذا الـــخـــصـــوص: «مــــع وصـــــول نـيـكـوال ، اتخذت 2007 ساركوزي الى اإلليزيه في الـعـ قـة منحى جــديــدًا مــع إقــامــة مـحـاور جديدة للتعاون، وإمكانات إلبــرام عقود مهمة، خصوصًا في املجال العسكري». وكـــــان مـــن املــتــوقــع أن تــشــكّــل زيــــارة الــــدولــــة، الـــتـــي أجـــراهـــا الـــقـــذافـــي لـفـرنـسـا ، فرصة لتوقيع عقود 2007 في ديسمبر بمليارات من اليورو. لكن ذلك لم يحصل، مــا أثـــار تــوتــرًا فــي الـعـ قـة بــن الـطـرفـن، حـــســـب عــــبــــيــــدي، الـــــــذي يــــوضــــح أن هـــذا التشنج يعود، من املنظار الفرنسي، إلى أن «ليبيا بلد بكر. بلد يحتاج إلـى بناء كـــل شــــيء. بــلــد يـمـلـك حــقــول نــفــط بـالـغـة األهــمــيــة. وأيــضــ احـتـيـاطـات مــن الـذهـب والـــفـــضـــة تـــســـيـــل لــــعــــاب كــــل الـــحـــكـــومـــات الغربية». هوس القذافي كـــان الـــقـــذافـــي، الــــذي حـكـم لـيـبـيـا منذ ، «مـــــهـــــووســـــ» بــــأمــــر وحــــيــــد: 1969 عـــــــام اكتساب شرعية لدى الـدول الغربية. وفي هــذا الـسـيـاق، يشير عبيدي إلــى أن نصب خـيـمـة فـخـمـة لـلـزعـيـم الـلـيـبـي فـــي حـديـقـة ،2007 مـقـر اإلقـــامـــة الــرســمــي، أواخـــــر عـــام كـان املـؤشـر على «إعـــادة تأهيل مـن الباب الـــعـــريـــض». وفــــي حـــن كــــان مـــن املـــقـــرر أن يـمـضـي الـــقـــذافـــي ثــ ثــة أيــــام فـــي بــاريــس، فـــإنـــه مـــــدّد إقـــامـــتـــه، واســـتـــضـــاف املـثـقـفـن والفناني والسياسيي على التوالي. لكن الــصــنــاعــيــن الــفــرنــســيــن لـــم يــجــنــوا ثـمـار زيارة الدولة هذه. ورغــــم ذلــــك، أثــــار تــجــدد الــعــ قــة بي فــرنــســا ولـيـبـيـا حـــــاال مـــن «الـــنـــشـــوة» لــدى باريس في بدايته، حسب جالل حرشاوي، الــبــاحــث املــســاعــد فـــي املــعــهــد الـبـريـطـانـي «رويال يونايتد سرفيسز»، في تصريحاته لـوكـالـة الـصـحـافـة الـفـرنـسـيـة. وفـــي صيف ، تمكّن سـاركـوزي مـن تأمي اإلفــراج 2007 عــن خـمـس مـمـرضـات بـلـغـاريـات، وطبيب فــلــســطــيــنــي، أمــــضــــوا ثـــمـــانـــيـــة أعــــــــوام مـن التوقيف والتعذيب، على خلفية اتهامهم بحقن مـئـات األطـفـال الليبيي بـ«فيروس السيدا» بشكل متعمد. انحدار وسقوط بــعــد ذلـــــك، اكــتــشــف ســــاركــــوزي أن القذافي ليس سهل املعشر على الـدوام. ويــــؤكــــد حــــرشــــاوي أن الـــنـــظـــام الـلـيـبـي بــنــفــســه بـــــدأ يــخــتــبــر فــــي تـــلـــك الــحــقــبــة «شـكـ مـن أشـكـال الـتـدهـور»، موضحًا أن الــفــســاد «بــــدأ يـبـلـغ مــســتــويــات غير مسبوقة، والقذافي الذي كان يدعي أنه قــادر على ضبطه، فقد السيطرة... لقد حصل نوع من التآكل البطيء للوضع، مع ترك العديد من املقربي من القذافي الـسـفـيـنـة، وقــــام بعضهم بـالـلـجـوء إلـى ، ألقى 2011 ) فرنسا». وفي مـارس (آذار ســيــف االســـــــ م، نــجــل الـــقـــذافـــي، قنبلة سياسية فــي اتــجــاه الـرئـيـس الفرنسي بقوله: «يتوجب على ساركوزي أن يعيد املال الذي قبله من ليبيا لتمويل حملته االنتخابية». بـــهـــذا الـــخـــصـــوص يــــرى حـــرشـــاوي أن تمويل ليبيا لحملة ساركوزي «أمر معقول تـمـامـ... نـظـرًا إلــى تقليد شـراء طــغــاة أفـــارقـــة لـسـيـاسـيـن فــي فـرنـسـا»، فـــي إشـــــارة عــلــى وجــــه الــخــصــوص إلــى مـسـاهـمـة الــرئــيــس الـغـابـونـي الـسـابـق، علي بونغو، بتمويل حمالت انتخابية .1981 لـــســـاســـة، أبــــرزهــــم شــــيــــراك، عــــام لكن الرئيس الفرنسي الراحل نفى هذه التهمة. وشــدد حـرشـاوي على أنـه «من الـسـخـافـة بـمـكـان االعـتـقـاد أن الــواليــات املـتـحـدة قــــادت الـتـدخـل الـعـسـكـري ضد ملجرد إرضاء الرئيس 2011 القذافي عام ســــاركــــوزي، الـــراغـــب فـــي طــمــس قضية التمويل» الليبي لحملته. ، أجـــــاز 2011 ) فـــــي مــــــــارس (آذار مــجــلــس األمــــــن الـــــدولـــــي، الـــتـــابـــع لــأمــم املــــتــــحــــدة، اســــتــــخــــدام الــــقــــوة فــــي لـيـبـيـا لـحـمـايـة املــدنــيــن فـــي مــواجــهــة الــقــوات املوالية للقذافي. وفي أغسطس (آب) من العام ذاته، تمكن املتمردون من السيطرة على طرابلس. لكن بقي القذافي متواريًا حتى أواخر أكتوبر (تشرين األول)، حي عثر عليه، وأُردي على أيـــدي مسلحي قرب سرت. ومنذ سقوط القذافي، ال تزال ليبيا منقسمة بي حكومة معترف بها دوليًا، مـقـرّهـا فــي طــرابــلــس، وأخــــرى منافسة فـي الـشـرق تحظى بـدعـم املشير خليفة حفتر. (رويترز) 2007 نيكوال ساركوزي مع معمر القذافي في اإلليزيه ديسمبر القاهرة: «الشرق األوسط» 9 مغاربيات NEWS Issue 16839 - العدد Saturday - 2025/1/4 السبت ASHARQ AL-AWSAT تونس توقف متهمين باالنتماء إلى «تنظيم إرهابي» كشفت مـصـادر أمنية رسمية تونسية أن قوات مكافحة اإلرهاب والحرس الوطني أوقفت مجموعة مـن املتهمي باالنتماء إلــى «تنظيم إرهــــابــــي» فـــي مــحــافــظــات تـونـسـيـة عــــدة، دون تـوضـيـح هـويـة هـــذا الـتـنـظـيـم، أو إن كـــان على عـ قـة بـاملـوقـوفـن سـابـقـ فــي قـضـايـا إرهـابـيـة نُسبت إلى فروع جماعتي «داعش» و«القاعدة» في شمال أفريقيا، مثل تنظيم «جند الخالفة» و«خلية عقبة بن نافع». ووصـــــــف بــــــ غ اإلدارة الــــعــــامــــة لــلــحــرس الوطني في صفحته الرسمية املوقوفي الجدد بـ«التكفيريي»، وهي الصيغة التي تُعتمد منذ سـنـوات فـي وصــف مـن يوصفون بـ«السلفيي املتشددين» و«أنصار» الجهاديي املسلحي. وأوضـحـت املـصـادر ذاتـهـا أن قــوات تابعة 20( ، للحرس الوطني أوقفت في مدينة طبربة كلم غرب العاصمة)، عنصرًا «تكفيريًا» صدرت ضــــده مــنــاشــيــر تـفـتـيـش صــــــادرة عـــن محكمة االستئناف بتونس بتهمة االنتماء إلى تنظيم أعوام. 6 إرهابي، ومحكوم غيابيًا بالسجن ملدة كما أعلن بالغ ثان صادر عن اإلدارة العامة عن الـحـرس الوطني أن قواتها أوقـفـت فـي منطقة مــديــنــة «مـــســـاكـــن»، الــتــابــعــة ملـحـافـظـة سـوسـة كلم جـنـوب شـرقـي العاصمة، 140 ، الساحلية متهمًا بـاالنـتـمـاء إلـــى تنظيم إرهــابــي صــدرت ضده أحكام غيابية بالسجن. بالتوازي مع ذلـك، أعلنت املصادر نفسها أن الـــحـــمـــ ت األمـــنـــيـــة الـــتـــي قـــامـــت بــهــا قـــوات النخبة ومصالح وزارة الداخلية في محافظات عدة أسفرت عن إيقاف مئات املتهمي بالضلوع فــــي جــــرائــــم تــــرويــــج املـــــخـــــدرات بـــأنـــواعـــهـــا مـن «الحشيش» إلى «الحبوب» و«الكوكايي». فــي الـسـيـاق نـفـسـه، أعـلـنـت مــصــادر أمنية عن إيقاف ثالثة متهمي آخرين بـ«االنتماء إلى تنظيم إرهابي» من محافظة تونس العاصمة وســـوســـة وبــــنــــزرت، ســبــق أن صـــــدرت ضـدهـم أحــكــام غـيـابـيـة بـالـسـجـن فــي ســيــاق «الـجـهـود املـــتـــواصـــلـــة لــلــتــصــدي لــلــعــنــاصــر املـــتـــطـــرفـــة»، وتحركات قــوات مصالح مكافحة اإلرهـــاب في وزارة الداخلية ووحدات من الحرس الوطني. وفـــــــي ســــيــــاق تــــحــــركــــات خــــفــــر الــــســــواحــــل والـــوحـــدات األمـنـيـة والـعـسـكـريـة املختصة في مكافحة تهريب البشر والسلع ورؤوس األموال، أعلنت املصادر نفسها عن إيقاف عدد كبير من املهربي واملشاركي في تهريب املهاجرين غير النظاميي، وغالبيتهم من بلدان أفريقيا جنوب الـــصـــحـــراء، وحـــجـــز عـــشـــرات مـــراكـــب الـتـهـريـب ومـحـركـاتـهـا. كـمـا أســفــرت هـــذه الـتـدخـ ت عن مهاجرًا غير نظامي من املـوت، 83 إنقاذ نحو بـعـد غـــرق مـركـبـهـم فـــي الــســواحــل الـقـريـبـة في ممن كانوا على 27 تونس؛ ما تسبب في موت متنهما. في غضون ذلك، استأنفت محاكم تونسية النظر في قضايا عشرات املتهمي في قضايا «فساد إداري ومالي» وفي قضايا أخرى عدّة، بينها «التآمر على أمن الـدولـة». وشملت هذه القضايا مجموعات مـن املـوقـوفـن، واملحالي فــي حـالـة فـــرار أو فــي حـالـة ســــراح، بينهم من تـحـمـل مــســؤولــيــات مــركــزيــة فـــي الـــدولـــة خـ ل األشهر واألعوام املاضية. وفـي سياق «اإلجـــراءات األمنية الوقائية» بـــعـــد ســــقــــوط حـــكـــم بــــشــــار األســـــــد فــــي ســـوريـــا واملتغيرات املتوقعة فـي املنطقة، بما فـي ذلك تــرحــيــل آالف املـــســـاجـــن املـــغـــاربـــيـــن املـتـهـمـن بــــاالنــــتــــمــــاء إلــــــى تـــنـــظـــيـــمـــات مـــســـلـــحـــة بـيـنـهـا «داعـــش» و«الـقـاعـدة»، تحدثت وسـائـل اإلعـ م عــن إجـــــراءات «تنظيمية وأمـنـيـة جـــديـــدة» في املعابر. فـــي هــــذا الـــســـيـــاق، أعـــلـــن عـــن قـــــرار مـبـدئـي بهبوط كل الرحالت القادمة من تركيا في مطار ، الــذي يستقبل غالبًا رحـ ت 2 تونس قـرطـاج «الشارتير» و«الحجيج واملعتمرين». وكانت املصادر نفسها تحدثت قبل أيام عن أن وزارة الـدفـاع األميركية أرجعت إلـى تونس االثــنــن املــاضــي سجينًا تونسيًا كـــان معتقال فــي غـوانـتـانـامـو «بـعـد الــتــشــاور مــع الحكومة التونسية». وأوردت وزارة الدفاع األميركية أن معتقال آخـريـن ال يـزالـون فـي غوانتانامو، 26 قد يقع نقلهم، في سياق «تصفية» 14 بينهم مـــلـــفـــات املــعــتــقــلــن خـــــ ل الـــعـــقـــديـــن املــاضــيــن فـــي عــ قــة بـــحـــروب أفــغــانــســتــان والـبـاكـسـتـان والصراعات مع التنظيمات التي لديها عالقة بحركات «القاعدة» و«داعش». بــــــالــــــتــــــوازي مــــــع ذلــــــــــك، طـــــالـــــب عــــــــدد مــن الحقوقيي والـنـشـطـاء، بينهم املـحـامـي أحمد نجيب الشابي، زعيم جبهة الخالص الوطني التي تضم مستقلي، وعشرة أحزاب معارضة، بــأن تـقـوم السلطات بمعالجة املـلـفـات األمنية في البالد معالجة سياسية، وأن تستفيد من املتغيرات فـي املنطقة للقيام بخطوات تكرّس الــوحــدة الـوطـنـيـة بــن كــل األطــــراف السياسية واالجـــتـــمـــاعـــيـــة، تــمــهــيــدًا إلصــــ حــــات تـسـاعـد الدولة واملجتمع على معالجة األسباب العميقة للزمات الحالية. تونس: كمال بن يونس وسط تخوفات من صِدام بين البعثة األممية ومجلسي النواب والدولة ليبيا تترقب «حكومة جديدة» أو تفعيل «خريطة» خوري مع بداية عامهم الجديد، يأمل جل الليبيي أن تتحرك مياه أزمتهم السياسية الـراكـدة، منذ الفشل فـي إجـــراء االنـتـخـابـات الـعـامـة قبل ثالثة أعوام، وسط ترقب ملساع أممية، وجهود نيابية لــإعــ ن عــن «خــطــوة جـــديـــدة»، قــد تعيد ترتيب أوراق العملية السياسية، أو «خلطها»، بحسب متابعي. ويسرّع مجلسا «النواب» و«األعلى للدولة» فـــي لـيـبـيـا خـــطـــوات تـشـكـيـل «الــحــكــومــة املــوحــدة الـــــجـــــديـــــدة»، فــــي ظــــل تـــرتـــيـــبـــات لـــعـــقـــد اجـــتـــمـــاع قـــريـــب فــــي مـــديـــنـــة الـــقـــبـــة (شــــــــرق)، بـــهـــدف بـحـث آخـــر املـسـتـجـدات املتعلقة بشكل هـــذه الحكومة املنتظرة. وفي مقابل هذه الخطوة من البرملان وعدد مـــن أعـــضـــاء «األعــــلــــى لـــلـــدولـــة»، تــتــوقــع مــصــادر سـيـاسـيـة ليبية إقــــدام ستيفاني خــــوري، نائبة املمثل الخاص للمي العام للشؤون السياسية، القائمة بأعمال رئيس بعثة األمم املتحدة للدعم في ليبيا، على تفعيل «الخريطة» األممية خالل الــشــهــر الـــحـــالـــي، بــمــا يــضــمــن تــحــريــك الـعـمـلـيـة الــســيــاســيــة، الـــتـــي تــحــدثــت عـنـهـا فـــي إحـاطـتـهـا األخيرة أمام مجلس األمن الدولي. وفـــي حــن يـأمـل الـلـيـبـيـون فــي بـــدء «خـطـوة جديدة» تعيد ترتيب العملية السياسية، وتدفع بـهـا إلـــى مـسـار الــحــوار والــتــفــاوض، مـمـا يعجّل بـــــإجـــــراء االســـتـــحـــقـــاقـــات الـــرئـــاســـيـــة والــنــيــابــيــة املرتقبة، يتخوف بعضهم من «صِدام بي البعثة األممية ومجلسي (الـنـواب) و(الــدولــة)»، مما قد يخلط األوراق ويزيد العملية السياسية جمودًا. وسبق أن أطلقت املبعوثة األممية باإلنابة «خــريــطــة طـــريـــق» أمــــام مـجـلـس األمـــــن، تتضمن تشكيل لجنة فنية من الخبراء الليبيي، بهدف حـــل الــقــضــايــا الــخــ فــيــة، ووضـــــع خــطــة جــديــدة إلجـــراء االنـتـخـابـات الـعـامـة املـؤجـلـة، منذ نهاية .2021 ) ديسمبر (كانون األول وفي أكثر من لقاء شدد عقيلة صالح، رئيس مــجــلــس الــــنــــواب، عــلــى أن مـجـلـسـه «يـــؤمـــن بــأن االنتخابات هي الحل للزمة الليبية»، وقــال إن األمور «تسير بخطى ثابتة نحو حكومة جديدة، بالتنسيق مع املجلس األعلى للدولة»، كما تعهد بــ«اخـتـيـار رئـيـس حكومتها فـي جلسة برملانية معلنة». ويقول سياسي ليبي بغرب ليبيا لـ«الشرق األوســـــــــــط»، إن الـــبـــعـــثـــة «تـــنـــتـــظـــر رؤيـــــــة نــتــائــج اجتماعات مجلسي (الــنــواب) و(الـــدولـــة)؛ لكنها قد تضطر إلى طرح رؤيتها إذا ما وجدت تعثرًا، أو تـطـويـ فـي مــســارات الــتــفــاوض»، مـحـذرًا من «وقــــوع أي تــعــارض بــن الـجـانـبـن، ملــا لـذلـك من تداعيات على مستقبل العميلة السياسية التي تعاني تكلسًا». في غضون ذلك، نظم مكتب دعم السياسات الــبــرملــانــيــة والـــبـــحـــوث بــــديــــوان مــجــلــس الـــنـــواب الليبي، ملتقى علميًا، لـإعـ ن عـن االنتهاء من إعــــــداد دلـــيـــل الــصــيــاغــة الــتــشــريــعــيــة. وقـــــال عبد الله بليحق، املتحدث باسم مجلس الــنــواب، إن هــذا الـدلـيـل «اشتغلت عليه لجنة مـن الباحثي بــديــوان املـجـلـس، وخــبــراء دولــيــون مـن املؤسسة الــدولــيــة لـلـديـمـقـراطـيـة واالنــتــخــابــات، بحضور نخبة من املستشارين، والقضاة، واألكاديميي، والـخـبـراء القانونيي، الـذيـن أبـــدوا مالحظاتهم واقتراحاتهم». وأضاف بليحق موضحًا أن هذا الدليل يعد «مــرجــعــ عـمـلـيـ سـيُــسـهـم فـــي مــســاعــدة املجلس ولــجــانــه املـخـتـصـة فـــي تــعــزيــز جـــــودة الـصـيـاغـة الــــتــــشــــريــــعــــيــــة، وتــــحــــســــن وضـــــــــوح الـــنـــصـــوص القانونية ودقتها». فــي شـــأن مـخـتـلـف، قــالــت حـكـومـة «الــوحــدة الـــوطـــنـــيـــة» املـــؤقـــتـــة، إن رئــيــســهــا عـــبـــد الـحـمـيـد الدبيبة ناقش مع عدد من حكماء وأعيان الكفرة، بــحــضــور وزيـــــر املــــواصــــ ت واملـــســـتـــشـــار املــالــي لرئيس الــوزراء، محمد الشهوبي، ووزيـر الدولة لــ تــصــال والــــشــــؤون الــســيــاســيــة، ولــيــد الــ فــي، احتياجات املدينة الواقعة بجنوب شرقي البالد. وأوضــــحــــت الـــحـــكـــومـــة أن االجـــتـــمـــاع بـحـث مـلـف جـامـعـة الــكــفــرة لــدعــم الـتـعـلـيـم الــعــالــي في املنطقة، وتطوير البنية التحتية، ومتابعة تنفيذ املـشـاريـع التنموية املـتـوقـفـة، ومناقشة املرحلة الثانية من مشروع طريق بوزريق - الكفرة، املمتد كيلومترًا، عقب إنجاز املرحلة األولـى 90 بطول كيلومتر ًا. 35 التي بلغت مـــن جــهــتــه، أكــــد الــدبــيــبــة عــلــى أهــمــيــة دعــم مدينة الكفرة وتوفير متطلباتها، مـشـددًا على الــتــزام الحكومة باستكمال املـشـاريـع الحيوية، الــتــي تــعــزز الـتـنـمـيـة املـحـلـيـة وتــحــســن مـسـتـوى الخدمات. صالح مستقبال خوري في لقاء سابق بمكتبه (مكتب رئيس مجلس النواب) القاهرة: «الشرق األوسط» يأمل الليبيون في بدء «خطوة جديدة» تعجّل بإجراء االنتخابات المرتقبة
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==