9 مغاربيات NEWS Issue 16838 - العدد Friday - 2025/1/3 اجلمعة ASHARQ AL-AWSAT مهاجرا بعد غرق قاربين قبالة تونس 27 مقتل أعـــلـــن مـــســـؤول فـــي الــحــمــايــة املــدنــيــة 27 فـــي تـــونـــس، أمــــس الــخــمــيــس، انــتــشــال جــثــة ملــهــاجــريــن مـــن دول أفــريــقــيــا جـنـوب آخرين بعد 83 الصحراء، األربعاء، وإنقاذ غرق قاربني قبالة الساحل التونسي، خالل محاولتهما الوصول إلى أوروبا. وأكـــــــــد مـــــديـــــر لــــحــــمــــايــــة املـــــدنـــــيـــــة فــي صفاقس، زياد السديري، لوكالة الصحافة التي 27 الفرنسية، أنـه «مـن بـ الجثث الــــ جـــرى انتشالها قـبـالـة ســواحــل (أرخـبـيـل) قرقنة (شرق)، يوجد نساء وأطفال». مــن جـانـبـه، أكـــد مــســؤول فــي الـحـرس 110 الــوطــنــي، طـلـب عـــدم اســـمـــه، أن نـحـو مهاجرين من مختلف دول أفريقيا جنوب الـصـحـراء كــانــوا عـلـى مــن قــاربــ «غـــادرا 31 الـــســـاحـــل بـــالـــقـــرب مــــن صـــفـــاقـــس لــيــلــة 1 ديــســمــبــر (كــــانــــون األول) املــــاضــــي إلـــــى يناير (كــانــون الـثـانـي)» الــجــاري. مضيفا أن «العمليات جارية للبحث عن مهاجرين آخرين مفقودين». من 15 وحــســب الـــســـديـــري، فــقــد نُــقــل شـــخـــصـــا أنـــقـــذتـــهـــم قـــــــوات خـفـر 83 أصـــــل الـــســـواحـــل الـــتـــونـــســـيـــة، الـــتـــابـــعـــة لـلـحـرس الـــوطـــنـــي، إلــــى املــســتــشــفــى. وهـــــذه أحـــدث مـأسـاة تشهدها املنطقة الوسطى للبحر األبـــيـــض املـــتـــوســـط، حــيــث تـنـطـلـق قــــوارب املـهـاجـريـن خـصـوصـا مــن ســواحــل تونس وليبيا. وحسب بيانات منصة «مهاجرون مـــفـــقـــوديـــن»، الــتــابــعــة لـلـمـنـظـمـة الــدولــيــة شخصا 1691 للهجرة، فقد توفي أو فُقد ، من بينهم 2024 وسط البحر املتوسط عام طفالً. 74 وإلـــــــــى جـــــانـــــب لـــيـــبـــيـــا، تــــعــــد تـــونـــس 150 الـتـي يـبـعُــد بـعـض سـواحـلـهـا أقـــل مــن كيلومترًا عن جزيرة المبيدوزا اإليطالية، نقطة االنطالق الرئيسية في شمال أفريقيا للمهاجرين الساعني لعبور البحر األبيض املتوسط. 20 من ديسمبر املاضي، لقي 18 وفي مهاجرًا على األقــل، متحدرين من أفريقيا جنوب الصحراء، حتفهم في غرق سفينة قــبــالــة ســـواحـــل صــفــاقــس (وســـــط شــــرق). 12 وقــبــل ذلـــك بـسـتـة أيــــام، وبـالـضـبـط فــي مــن ديسمبر املــاضــي، أعـلـن عـنـاصـر خفر الـسـواحـل أنـهـم أنــقــذوا فــي الــيــوم السابق مهاجرًا مـن أفريقيا جنوب الصحراء، 27 غــــــــادروا مــــن مــنــطــقــة جــبــنــيــانــة فــــي واليــــة آخرين 15 صـفـاقـس، لكن تـم الـعـثـور على وقد فارقوا الحياة، فيما فُقد آخرون. ومــنــذ مـطـلـع الـــعـــام، سـجـل «املـنـتـدى الــــــتــــــونــــــســــــي لـــــلـــــحـــــقـــــوق االقــــــتــــــصــــــاديــــــة حـالـة 700 و 600 واالجـــتـــمـــاعـــيـــة» مـــا بـــ وفــــــاة، أو اخـــتـــفـــاء ملــهــاجــريــن أبــــحــــروا من السواحل التونسية، بعد تسجيل أكثر من .2023 حالة وفاة واختفاء عام 1300 كانت منظمة «إس أو إس هيومانيتي» األملانية غير الحكومية إلنقاذ املهاجرين فــي الـبـحـر، قــد انـتـقـدت تـمـويـ ت االتـحـاد األوروبــــــي الـضـخـمـة لــــدول ثـالـثـة مــن أجـل إدارة الحدود الخارجية وإجراءات اللجوء، وقـالـت إنـهـا تـــؤدي إلــى انتهاكات خطيرة ومتزايدة لحقوق اإلنسان. وأشـــــارت املـنـظـمـة فــي بــيــان لــهــا، إلـى تـــمـــويـــ ت االتــــحــــاد األوروبـــــــــي فــــي وســـط البحر األبيض املتوسط واملوجَّهة أساسا إلـى دول تونس وليبيا وألبانيا. وقالت: «إنـــهـــم بـــذلـــك يـــدعـــمـــون انـــتـــهـــاكـــات حـقـوق اإلنـسـان ضـد األشـخـاص فـي أثـنـاء التنقل مــن خـــ ل إنــفــاق مـ يـ مــن أمــــوال دافـعـي ،2027 إلــى عــام 2016 الـضـرائـب؛ فمن عــام ســيــســتــثــمــر االتـــــحـــــاد األوروبــــــــــــي ودولــــــه مليون يورو 7.327 األعضاء ما ال يقل عن في إدارة الحدود في ليبيا وتونس». تونس: «الشرق األوسط» مالي تندد بـ«استمرار تدخل» الجزائر في شؤونها نـــــــــددت مـــــالـــــي بــــــ«اســـــتـــــمـــــرار تــــدخــــل» الجزائر املجاورة في شطرها الشمالي الذي يشهد تـمـردًا لـلـطـوارق، متهمة إيـاهـا بدعم «مجموعات إرهابية» في هذه املنطقة. وقالت وزارة الخارجية املالية في بيان إنــهــا «تـبـلـغـت عـبـر الـصـحـافـة تـصـريـحـات» وزيـــر الـخـارجـيـة الــجــزائــري، أحـمـد عـطـاف، و«التي علق فيها على االستراتيجية املالية ملكافحة اإلرهــاب». وأضافت الــوزارة، حسب تقرير لــ«وكـالـة الصحافة الفرنسية»، أنها سبق أن دانـت «قـرب الجزائر وتواطؤها مع املجموعات اإلرهابية التي تزعزع استقرار مالي». ونددت «بشدة بهذا التدخل الجديد للجزائر في الشؤون الداخلية ملالي». وذكّرت الخارجية املالية بأن «الخيارات االستراتيجية ملكافحة املجموعات اإلرهابية املسلحة، املـدعـومـة مـن دول أجنبية، تندرج فـــقـــط فــــي إطــــــار ســــيــــادة مــــالــــي»، وجــارتــيــهــا بوركينا فاسو والنيجر، والتي شكلت معهما كونفدرالية بعد انـسـحـاب الـــدول الـثـ ث من املجموعة االقتصادية لغرب أفريقيا. ودعــــت مــالــي الـــجـــزائـــر إلــــى «الـــكـــف عن جعل مالي رافعة لتموضعها الدولي». وكان 25 املــجــلــس الــعــســكــري املـــالـــي قـــد أعـــلـــن فـــي «إنـهـاء» اتفاق 2024 ) يناير (كـانـون الثاني 2015 الـــســـ م الـــــذي وُقـــــع فـــي الـــجـــزائـــر عــــام «بمفعول فـوري»، والذي اعتبر لوقت طويل عامال حيويا إلرساء االستقرار في مالي. واعتبر االتفاق كأنه لم يكن منذ تجدد ضـــد الـــدولـــة 2023 األعــــمــــال الـــعـــدائـــيـــة عــــام املركزية والجيش املالي، من قبل مجموعات انـــفـــصـــالـــيـــة يــهــيــمــن عــلــيــهــا الــــــطــــــوارق، إثـــر انـسـحـاب بعثة األمـــم املـتـحـدة (مينوسما)، بــنــاء عـلـى مـطـالـبـة املـجـلـس الـعـسـكـري بعد انتشار استمر عشرة أعوام. ومنذ ذلك التاريخ تواجه العالقات بني الـجـزائـر وجـارتـهـا الجنوبية مـالـي احتقانا حــــــادًا، وعـــــرف الــتــوتــر تـصـعـيـدًا أكـــبـــر خــ ل أشغال الجمعية العامة لألمم املتحدة األخيرة فـــي نـــيـــويـــورك، حـيـث تـــبـــادل وزيــــر خـارجـيـة الــــجــــزائــــر أحـــمـــد عــــطــــاف، واملــــتــــحــــدث بــاســم الـحـكـومـة املـالـيـة الـعـقـيـد عـبـد الــــ ي مـايـغـا، تصريحات فـي منتهى الــحــدّة، على خلفية اســتــعــانــة الـسـلـطـة الـعـسـكـريـة بـمـجـمـوعـات «فـــاغـــنـــر» الـــروســـيـــة فـــي هــجــومــات لــهــا على مـواقـع «أزواد» الطرقية املـعـارضـة بالشمال الـــــحـــــدودي، فـــي نــوفــمــبــر (تـــشـــريـــن الــثــانــي) ، والـــتـــي تـــجـــددت فـــي أغــســطــس (آب) 2023 املـاضـي، بوقوعها داخـــل الـتـراب الـجـزائـري، مدنيا، حسب املعارضة 21 حيث خلفت مقتل التي تطالب باستقالل الشمال. وانـــتـــقـــد وزيـــــر الــــدولــــة املـــتـــحـــدث بـاسـم الحكومة املالية، عبد الالي مايغا، املسؤولني الجزائريني بشدة، خالل تدخله في الجمعية العامة األخير. واستهدف بشكل مركّز وزير الخارجية عطاف وسفير الجزائر لدى األمم املـتـحـدة عــمــار بــن جــامــع، وقــــال إن بلدهما «يؤوي إرهابيني»، في إشارة إلى املعارضني. والحـــظ املــســؤول املــالــي أن بـــ ده «تتعرض لتدخل خطير في شؤونها الداخلية، فمنذ يناير 25 انتهاء العمل باتفاق الجزائر في ، ال تعبر مـالـي إال عــن أمـنـيـة واحـــدة، 2024 وهي أن ترتاح روحه في سالم». وخـاطـب مايغا عطاف مباشرة: «أيها الوزير، االتفاق قد مات بالفعل. تعويذاتكم لـــن تـعـيـد لـــه الـــحـــيـــاة. لــكــل رصـــاصـــة تُــطـلـق ضـدنـا، سـنـرد بـاملـثـل، ولـكـل كلمة تُستخدم بشكل غير الئق، سنرد باملثل. أما املمثلون الــــدائــــمــــون الــــجــــزائــــريــــون، فــبــجــانــب تـقـديـم املـأوى والطعام، بالتأكيد مع أطباق لذيذة، لـإرهـابـيـ واملـــارقـــ ، فـــإن دورهــــم كـرسـول مضطرب ال يسهم في تعزيز عالقات الجوار الطيبة». باماكو: «الشرق األوسط» دعا األطراف السياسية إلى التفاعل «اإليجابي» معها «الوطني لألحزاب الليبية» يُطلق مبادرة إلنهاء انقسام «األعلى للدولة» أطـــلـــق «الــتــجــمــع الـــوطـــنـــي لـــ حـــزاب الـــلـــيـــبـــيـــة»، مــــبــــادرة تـــهـــدف إلـــــى تـحـقـيـق الــــتــــوافــــق بــــ أطــــــــراف املـــجـــلـــس األعـــلـــى للدولة، وحل الخالفات املتعلقة بالصراع عـلـى رئـــاســـة املـجـلـس بـــ خــالــد املـشـري ومحمد تكالة. وبـــــدأ الــــنــــزاع عــلــى رئـــاســـة املـجـلـس األعـــلـــى فـــي الـــســـادس مـــن أغـسـطـس (آب) املــــاضــــي، عــنــدمــا أُعـــلـــن عـــن فــــوز املــشــري على غريمه تكالة بفارق صوت واحد، مع وجـــود ورقـــة انتخابية كُــتـب عليها اسـم األخير من الخلف، لكن اللجنة القانونية للمجلس حسمت فيما بعد األمر لصالح املشري، الذي تمكّن من السيطرة على مقر املجلس بالعاصمة، وصفحته الرسمية على «فيسبوك». وقـــــال «الــتــجــمــع الـــوطـــنـــي لـــ حـــزاب الليبية»، في لقاء مساء (األربـعـاء): «إنه فـي ظـل األوضــــاع الـحـرجـة الـتـي تمر بها الـــــبـــــ د، والــــحــــاجــــة املـــلـــحـــة إلـــــى تــوحــيــد الــــصــــفــــوف، والـــعـــمـــل املـــشـــتـــرك ملــعــالــجــة القضايا املفصلية، أطلق مـبـادرة للحل، وقـــــد جـــــرى إبــــــ غ بــعــثــة األمــــــم املـــتـــحـــدة، وجميع أعضاء املجلس بتفاصيلها، التي القت ترحيبا من األطراف املختلفة». وفــــــــي حــــــ لــــــم يــــفــــصــــح «الـــتـــجـــمـــع الـــوطـــنـــي» عـــن تـفـاصـيـل مـــبـــادرتـــه، لكنه قـــــال: «إنـــــه جــــرى الـــتـــواصـــل مـــع املـــشـــري، الــــــذي أبــــــدى تـــجـــاوبـــا إيـــجـــابـــيـــا، وحـــــدّد مـوعـدًا لـلـقـاء؛ حيث جــرى اجـتـمـاع مثمر وبـــنّـــاء، ركَّـــز عـلـى تـوحـيـد املـجـلـس ودعــم استقراره». غــيــر أن «الــتــجــمــع الـــوطـــنـــي»، الـــذي يــوجــد مــقــره بـالـعـاصـمـة طــرابــلــس، عـبّــر عن استغرابه من «غياب» استجابة تكالة حـتـى مــســاء الـخـمـيـس لــهــذه «املـــبـــادرة»؛ على الرغم من أهميتها، ورأى أن األخير «انـشـغـل بـلـقـاء مـجـمـوعـة مــن املـواطـنـ ، بزعم أنهم مترشحون للبرملان املقبل». ودخـــــلـــــت تـــعـــقـــيـــدات الـــــصـــــراع عـلـى رئـاسـة املجلس األعـلـى للدولة فـي ليبيا مــنــطــقــة تــــبــــادل االتــــهــــامــــات بــــ املـــشـــري وتكالة، املتنازعني على قيادة هذا الجسم االستشاري بطرابلس العاصمة، وهو ما عدّه متابعون «تكريسا النقسامه؛ ما لم يتم التوصل إلى حل». ورأى «الــتــجــمــع الــوطــنــي لـــ حـــزاب الــلــيــبــيــة» أن الـــوقـــت الـــحـــالـــي «ال يسمح بـاالنـشـغـال بقضايا ثـانـويـة أو جانبية، بل يتطلب التركيز الكامل على القضايا املــفــصــلــيــة، الـــتـــي تـــمـــس وحــــــدة املـجـلـس األعــلــى لـلـدولـة، ودوره فــي قــيــادة الـبـ د نحو االستقرار». ودعـــــا «الـــتـــجـــمـــع» تــكــالــة واألطــــــراف املـعـنـيـة كــافــة إلـــى «تـحـمـل مسؤولياتهم الـوطـنـيـة، والـتــفـاعـل بـشـكـل إيــجــابــي مع املــــبــــادرات املـــطـــروحـــة؛ تـحـقـيـقـا ملصلحة الوطن واملواطن». وكـــان املـشـري قـد اتـهـم غريمه تكالة بــــ«اغـــتـــصـــاب الـــســـلـــطـــة، وانـــتـــحـــال صـفـة رئيس املجلس»، وذلــك عقب حكم سابق أصـــدرتـــه مـحـكـمـة اســتــئــنــاف فـــي جـنـوب طـرابـلـس، يقضي بــ«بـطـ ن وعــدم صحة جلسة انتخابات رئاسة مجلس الدولة، وقبول الطعن املقدم من تكالة». وطـــرحـــت األزمــــــة بـــ طـــرفـــي الـــنـــزاع تــــــســــــاؤالت عــــــدة حــــــول مـــصـــيـــر املــجــلــس مستقبالً، وهل سيتوقف األمـر عند هذه النقطة من االنقسام أم أن األزمة قد تشهد حلوال في قادم األيام؟ لكن عددًا من السياسيني واملتابعني لـــلـــشـــأن الــلــيــبــي يــــــرون أن الــــصــــراع عـلـى رئاسة املجلس األعلى «يحتاج إلى تقديم تنازالت، وتفهّم ألوضاع ليبيا من طرفي الــــنــــزاع وأنـــصـــارهـــمـــا، وإال ألصـــبـــح فـي البالد جسم آخر منقسم». «التجمع الوطني لألحزاب الليبية» في لقاء سابق مع تكالة (المكتب اإلعالمي للتجمع) القاهرة: «الشرق األوسط» «التجمع» دعا تكالة واألطراف المعنية إلى «تحمل مسؤولياتهم تحقيقا لمصلحة الوطن» بهدف كسب الدعم لملفات مهمة على رأسها تشكيل «الحكومة الجديدة الموحدة» ليبيا: الخصوم السياسيون يستدعون «أذرعهم الشعبية» لتعزيز مواقفهم أصبح االنقسام السياسي في ليبيا ســـبـــب اســــتــــدعــــاء األفــــــرقــــــاء الــســيــاســيــ لـــلـــمـــوالـــ لـــهـــم فـــــي مـــنـــاطـــق ســيــطــرتــهــم بشرق الـبـ د وغـربـهـا، قصد كسب الدعم مللفات مهمة يعملون عليها، وعلى رأسها «املـــصـــالـــحـــة الـــوطـــنـــيـــة»، ومـــلـــف تـشـكـيـل «الحكومة الجديدة املوحدة» املرتقبة. أهمية األذرع الشعبية مــــنــــذ تــــصــــاعــــد االنـــــقـــــســـــام الـــحـــكـــومـــي والسياسي فـي ليبيا، بــدأ املـاسـكـون بزمام السلطة يلجأون إلــى «أذرعـتـهـم الشعبية»، املــمــثــلــة فـــي الــقــبــائــل املـــقـــربـــة مــنــهــم؛ لبحث قضايا عالقة، وهذا ما تجلى خالل «ملتقى األعـــيـــان واملــشــايــخ والــحــكــمــاء»، الــــذي رعــاه املجلس الرئاسي. وتطرق امللتقى، الذي عقد في العاصمة طــــرابــــلــــس، مــــســــاء األربـــــــعـــــــاء، إلــــــى قــضــايــا سياسية، ونقاط خالفية بني جبهتي غرب ليبيا وشرقها، وخلص في بيانه الختامي إلى أن «ملف املصالحة الوطنية، واإلشراف عـــلـــى االنـــتـــخـــابـــات، وصـــفـــة الـــقـــائـــد األعـــلـــى للجيش الليبي، هي من اختصاص املجلس الــــرئــــاســــي»، مــســتــنــدًا إلـــــى مــــا ســـبـــق أن تـم .2021 االتفاق عليه في مؤتمر جنيف سنة وســـبـــق أن صـــــوّت مـجـلـس الـــنـــواب في شرق البالد باإلجماع على أن «القائد األعلى للجيش هــو عقيلة صــالــح، رئــيــس مجلس الــــنــــواب»، مـسـتـنـدًا فـــي ذلــــك هـــو اآلخـــــر إلــى اإلعــــ ن الـــدســـتـــوري، وقــــرار للمجلس بهذا الشأن. كما بحث امللتقى قضايا عالقة، مشددًا عـلـى مــســار «املــصــالــحــة الــوطــنــيــة»، و«عـــدم تــــجــــاوز قــــانــــون الـــعـــدالـــة االنـــتـــقـــالـــيـــة لـسـنـة »، الـصـادر عـن املؤتمر الوطني العام، 2013 وتنفيذه لتحقيق السلم االجتماعي. ويعد هــذان امللفان مـن القضايا، التي يقول مجلس النواب إنه يضطلع بها، وقطع فيها شوطا كبيرًا، وهــذا مـا يقوي الصراع بـــــ الـــجـــبـــهـــتـــ ، ويـــدفـــعـــهـــمـــا إلــــــى تــعــزيــز موقفهما من خالل «أذرعهما الشعبية»، وفق متابعني ومحللني. وعـــــد رئـــيـــس حــــزب «صـــــوت الــشــعــب»، فتحي الـشـبـلـي، اسـتـدعـاء هـــذه الـقـبـائـل من قــبــل الـــقـــوى الـسـيـاسـيـة بــأنــه «اســـتـــعـــراض» مــــن وصـــفـــهـــم بـــــــ«األخــــــوة األعـــــــــــداء»، بــأنــهــم يدعمونهم على طول الخط، «لكننا ال نعتقد ذلك ألن القبيلة وتأثيرها في ليبيا أصبحا معدومَني، وشيوخ القبائل في ليبيا لم تعد لـهـم كـلـمـة عـلـى قـبـائـلـهـم»، وأرجــــع ذلـــك إلـى «انتشار السالح في يد فئة الشباب». وطــــالــــب «مـــلـــتـــقـــى األعـــــيـــــان واملـــشـــايـــخ والــحــكــمــاء» بـعـثـة األمــــم املـتـحـدة لـلـدعـم في لـيـبـيـا، ومــجــلــس األمـــــن الــــدولــــي، واالتـــحـــاد األفـريـقـي، بــ«الـوقـوف مـع املجلس الرئاسي ودعـمـه»، بهدف تحقيق املصالحة الوطنية املنشودة، محمال من في السلطة «مسؤولية القيام بواجباته، تجاه الوطن واملواطن». وفـــي نـهـايـة نـوفـمـبـر (تـشـريـن الـثـانـي) املــــاضــــي، قــــال مــجــلــس الــــنــــواب، إنــــه يـعـتـزم إصدار قانون العدالة االنتقالية، واملصالحة الــوطــنــيــة خــــ ل األيــــــام املــقــبــلــة، وهــــو األمـــر الـــــذي أكـــــده صـــالـــح خــــ ل لــقــائــه بـمـجـمـوعـة مـــن املـــشـــايـــخ واألعــــيــــان والـــحـــكـــمـــاء، مـشـيـرًا إلى أن هذا القانون، الذي يأتي بعد سلسلة مــــن الـــــحـــــوارات والـــنـــقـــاشـــات بــــ املـــكـــونـــات االجــــتــــمــــاعــــيــــة والــــــخــــــبــــــراء واملــــســــتــــشــــاريــــن الـــقـــانـــونـــيـــ ، «يـــــهـــــدف إلــــــى بــــنــــاء الـــــدولـــــة، وتـوحـيـد املـجـتـمـع الـلـيـبـي وتـقـويـة نسيجه االجتماعي». سلوك شائع يـعـد اســتــدعــاء مــا يـوصـف بـــــ«األذرع الـشـعـبـيـة» مـــن قـبـل ســاســة لـيـبـيـا سلوكا شـائـعـا؛ فقد سبق أن طـالـب عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» املـــؤقـــتـــة، املـــواطـــنـــ بـــالـــخـــروج لـلـتـظـاهـر؛ اعــتــراضــا عـلـى سـحـب الــبــرملــان الـثـقـة من حكومته، وقال لهم: «اخرجوا وعبِّروا عن آرائكم وال تخشوا إال الله». وعـــــــادة مــــا يــلــتــقــي الـــدبــيــبـــة بــأعــيــان ومــشــايــخ ورؤســــــاء أحـــــزاب بــغــرب ليبيا، وينتهي اللقاء بهم بدعم قضايا متنازع عـــلـــيـــهـــا مـــــع جـــبـــهـــة الــــــشــــــرق، مـــــن بــيــنــهــا االستفتاء على الدستور، بوصفه القضية التي يراهن عليها الدبيبة لحشد الشارع في مواجهة البرملان. وباملثل، يلتقي رئيس مجلس النواب والقائد العام لـ«الجيش الوطني»، املشير خليفة حـفـتـر، وفـــود مـشـايـخ وأعـيـان من شـرق ليبيا، كما تتمدد الـلـقـاءات لتشمل وفودًا من غرب ليبيا، كنوع من املناكفات السياسية، كما حدث خالل اجتماع صالح بـــوجـــهـــاء واملـــجـــلـــس االجـــتـــمـــاعـــي لــســوق الجمعة، والنواحي األربع بغرب ليبيا. وفي اللقاء الذي تم في نهاية ديسمبر (كانون األول) املاضي، نقل مكتب صالح أنه ناقش مع وفد سوق الجمعة والنواحي األربـــع، «ضـــرورة تشكيل حكومة موحدة جـديـدة»، وإشــادة الوفد بــ«الـدور الوطني املـــشـــرف، الـــــذي يـــقـــوم بـــه صـــالـــح مـــن أجــل تحقيق دولة املؤسسات والقانون». فـــــــي غــــــضــــــون ذلـــــــــــك، تــــعــــمــــل شـــعـــبـــة املـــخـــابـــرة بــرئــاســة أركــــــان الـــقـــوات الـبـريـة التابعة لـ«الجيش الـوطـنـي»، على تأمني االتصال بالحقول النفطية التابعة لحرس املنشآت النفطية في جنوب ليبيا. وتحدث رئـيـس أركـــان الـقـوات الـبـريـة، الفريق ركن صــدام حفتر، أمــس الخميس، عـن «وضـع خــطــة مـتـكـامـلـة تـــهـــدف إلــــى تــعــزيــز األمـــن واالستقرار في املناطق الحيوية، خاصة تلك املتعلقة باملوارد النفطية». القاهرة: جمال جوهر
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==