في الوقت الذي تبث فيه أنباء متناقضة حــــول صـفـقـة الـــتـــبـــادل مـــع «حـــمـــاس» تشهد الــســاحــة الـسـيـاسـيـة فـــي إســـرائـــيـــل نـقـاشـات حــــادة؛ إذ ينشط قـــادة الـيـمـن الـحـاكـم ألجـل إجــهــاض أي مـحـاولـة لــانــفــراج، غـيـر آبهي ملصير املحتجزين لـدى «حـمـاس»، وللقتلى الـذيـن يتساقطون فـي الـحـرب، مـن الطرفي، مع أن غالبية الجنراالت يؤكدون أنه لم تعد هناك حاجة لسفك الدماء. وذكـــرت مـصـادر سياسية فـي تـل أبيب أن «حــــمــــاس» قـــدمـــت تـــراجـــعـــا جـــديـــدًا يتيح إنجاز صفقة فورًا؛ إذ إنها وافقت على تأجيل مطلبها بوقف نـار دائـم إلـى املرحلة الثانية مـن الصفقة. وبحسب هيئة الـبـث الرسمية (ريشت بيت)، قالت تلك املصادر إن «حماس» أزالــــت بـذلـك عقبة أسـاسـيـة فــي املـفـاوضـات. وأوضحت بـأن الكرة باتت في ملعب رئيس الوزراء اإلسرائيلي، بنيامي نتنياهو. ورأت أنـــه فــي حـــال قـــرر املــضــي قــدمــا فــي الصفقة، ووقف ضده نواب اليمي املتطرف، سيحظى بـدعـم جماهيري غير مسبوق فـي إسرائيل ودعم أميركي وأجنبي. ويـــبـــدو أن هــــذا الــتــطــور هـــو الــــذي دفــع ثمانية مـن أعـضـاء لجنة الـخـارجـيـة واألمــن الـــبـــرملـــانـــيـــة مــــن حـــــزب «الــــلــــيــــكــــود» وحـــزبـــي «عظمة يهودية» (برئاسة إيتمار بن غفير) و«الـصـهـيـونـيـة الـديـنـيـة (بـرئـاسـة بتسلئيل سموتريتش)، للتوقيع على عريضة تطالب وزيـر الدفاع، يسرائيل كاتس، بتغيير خطة العمليات الحربية في غـزة، وتطبيق «خطة الجنراالت» في أقرب وقت ممكن. وخـــطـــة الـــجـــنـــراالت املـــقـــصـــودة كــــان قد وضعها عــدد مـن كـبـار الـجـنـراالت السابقي بقيادة غـيـورا ىيـانـد، وتقضي بمحاصرة وإخـــاء السكان مـن شمالي غــزة، وبعد ذلك التدمير من بعيد لكل مصادر الطاقة (الوقود، املــنــشــآت الـخـلـويـة ومـــا شـــابـــه)، وتــدمــيــر كل مصادر الغذاء بما في ذلك املخازن وخزانات املياه وكـل وسيلة ذات صلة، والتصفية من بعيد لكل مـن يتحرك فـي املـجـال، وال يخرج مــــع عـــلـــم أبـــيـــض عـــلـــى مـــــدى أيــــــام الـــحـــصـــار. وفقط بعد هذه األعمال وأيـام الحصار على من تبقى، على الجيش اإلسرائيلي أن يدخل بالتدريج للتطهير الـكـامـل ألعـشـاش العدو بشكل ال تكون فيه حياة جنود الجيش في خطر عابث املرة تلو األخرى. وادعى هؤالء النواب أن التقارير السرية الــتــي يـطـلـعـون عـلـيـهـا فـــي لـجـنـة الـخـارجـيـة واألمن، حول نشاط الجيش في غزة، تؤكد أن «حماس» ترمم نفسها بسرعة في كل منطقة يــخــرج مـنـهـا الـجـيـش اإلســرائــيــلــي، بـمـا في ذلك حيازة السلح، ضمن مناطق أخرى في خان يونس وفي النصيرات. واألعمال التي يـنـفـذهـا الـجـيـش مـنـذ بـــدء عملية االجـتـيـاح ،2023 ) أكتوبر (تشرين األول 17 الـبـري فـي «ال تحقق أهداف الحرب كما حددها املستوى الـسـيـاسـي؛ أي تقويض الــقــدرات السلطوية والعسكرية لـ(حماس)، رغم أن هذا العدو ال يملك أدوات وقدرات جيش حديث. لذلك ال بد من اللجوء إلجراءات أخرى أقسى». وبـــــــادر إلـــــى كـــتـــابـــة الـــعـــريـــضـــة الــنــائــب عـمـيـت هـلـيـفـي، مــن «الــلــيــكــود»، ووقــــع عليه نواب من كل كتل االئتلف. وجاء في الكتاب نقد شديد لسير الحرب حتى اآلن. وخرج البروفسور مئير بن شبات، أحد كبار مستشاري نتنياهو السابقي، ورئيس مـــعـــهـــد الــــقــــدس لـــلـــبـــحـــوث االســـتـــراتـــيـــجـــيـــة، بمقال في صحيفة «يسرائيل هيوم»، أمس، بعنوان «الحرب في غزة بعيدة عن الحسم»، يقول فيه إن «الضربة التي تلقتها (حماس) مـــن إســرائــيــل فـــي أثـــنـــاء الـــحـــرب هـــي قاسية وأليمة، لكنها ليست قاضية، وال يزال تحت تصرفها آالف عديدة من املقاتلي والنشطاء الــذيــن حـتـى وإن كــانــوا ال يـعـمـلـون اآلن في أطـر عسكرية منظمة، فإنهم يلحقون ضررًا وخسائر لقواتنا في عمليات حرب عصابات محلية». ويـــقـــتـــرح بــــن شـــبـــات خـــطـــة مــــن خـمـس نـقـاط للعمل اآلن، هــي: أوالً، تشديد أعمال الجيش اإلسرائيلي داخــل القطاع، وتدمير ليس فقط وحوش النخبة، بل أيضا قادتهم، ومساعديهم وتلميذهم، ومـخـازن السلح ووسائل القتال. وثانيا، تصفية القادة وكبار املـــســـؤولـــن فـــي غــــزة وفــــي الــــخــــارج. وثــالــثــا، مـــصـــادرة الــســيــطــرة الــتــي فـــي يـــد «حــمــاس» عـلـى املــســاعــدات اإلنـسـانـيـة. ورابـــعـــا، ضـرب األجــهــزة والـــقـــدرات الحكومية الـتـي تسيطر عليها «حماس». وخامسا، استنفاد النفوذ األميركي على الوسطاء في قناة املفاوضات. باملقابل، يحذر العديد من الشخصيات املــعـارضـة والـكـتـاب واملــعــلــقــن، مـــن أن هـذه الهجمة اليمينية تلحق أضرارًا استراتيجية فـــــادحـــــة إلســـــرائـــــيـــــل. وفــــــي مــــقــــال افـــتـــتـــاحـــي لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، يقول آفي شيلون، إن «الحرب في غزة، التي كانت أكثر الحروب عدالة، تصبح اآلن الحرب األكثر سياسية وحزبية التي شهدتها الدولة. لكن، ال يـــوجـــد أي مـــبـــرر حـقـيـقـي الســـتـــمـــرار هــذه الحرب. فحركة (حماس) باتت مسحوقة منذ أشهر طويلة، بوصفها قوة عسكرية منظمة، ولم تعد لها قـدرات قائمة ملهاجمة إسرائيل بــشــكــل ذي مــــغــــزى. هـــــذه حــقــيــقــة. وعــمــلــيــا، مـا يحصل فـي غــزة فـي األشـهـر األخــيــرة هو حرب عديمة التفسير، عديمة املنطق، يسقط فيها كـل أسـبـوع املـزيـد فاملزيد مـن الجنود. إســــرائــــيــــل تــــاحــــق مــــئــــات قــلــيــلــة مــــن رجــــال (حـمـاس) ممن تبقوا فـي املـيـدان أو انضموا مؤخرًا، في ملحقة عبثية ال تنتهي، هدفها الوحيد إبـادة (حماس) حتى الرجل األخير. وقـد يكون غريبا، إال أن الطرفي الوحيدين اللذين يواصلن الرغبة في استمرار القتال هم الحوثيون ونحن. هـذا يحصل ألنـه رغم الفرق بالطبع، لقيادتنا وقيادتهم، يوجد في هـذه اللحظة قاسم مشترك: سياسة عديمة املـنـطـق وعـديـمـة الــغــايــة، كــل واحـــد ألسبابه السياسية الداخلية». 7 حرب متعددة الخرائط NEWS ذكرت مصادر أن «حماس» وافقت على تأجيل مطلب وقف نار دائم إلى المرحلة الثانية من الصفقة ASHARQ AL-AWSAT Issue 16838 - العدد Friday - 2025/1/3 اجلمعة استقالة غاالنت هدفها ضمان عودته إلى الحياة السياسية يــتــضــح مــــن كـــوالـــيـــس الــــصــــراع داخــــل الــحــزب الـحـاكـم، «الـلـيـكـود»، أن قـــرار وزيــر الدفاع اإلسرائيلي السابق، يـوآف غاالنت، االســتــقــالــة مـــن «الـكـنـيـسـت» (الـــبـــرملـــان)، لم يــــأت لــغــرض اعـــتـــزال الــســيــاســة، بـــل ضمن خـــطـــة لـــلـــعـــودة إلـــيـــه مــــن الــــبــــاب الــعــريــض فــي االنــتــخــابــات املـقـبـلـة، وســحــب الـبـسـاط مـــن تــحــت أقـــــدام رئــيــس الــــــــوزراء، بنيامي نــــتــــنــــيــــاهــــو، الــــــــــذي يــــســــعــــى ورجـــــــالـــــــه فــي «الــلــيــكــود» إلـــى تحطيم غــاالنــت واغـتـيـالـه سياسيا. فــــالــــقــــانــــون اإلســــرائــــيــــلــــي يـــنـــص عـلـى أن عــضــو «الــكــنــيــســت» الـــــذي يـــتـــرك حـزبـه ويـتـآمـر عـلـيـه، أو يـفـصـل مــن الــحــزب وهـو نائب، ال يتاح له أن يُنتخب مرة أخرى إلى سنوات. 3 «الكنيست» طيلة وغـــاالنـــت ال يــريــد أن يـعـطـي نتنياهو فــــرصــــة إقـــالـــتـــه مــــن «الـــكـــنـــيـــســـت»، بــعــدمــا أقـالـه مـن الـحـكـومـة. كما أن هـنـاك مَــن يرى أن غــــاالنــــت أبــــــرم صــفــقــة مــــع «الـــلـــيـــكـــود»، بموجبها يمتنع عن التصويت على قانون إعـــفـــاء الــشــبــاب املـتـديـنـن (الــحــريــديــم) من الخدمة اإلجبارية في الجيش، وباملقابل ال يتم فصله، ويستطيع االستقالة حتى يتاح له أن يعود إلى «الكنيست»، عبر «الليكود» نفسه أو عبر حزب آخر. ومـــع أن غــاالنــت قـــال إنـــه يـنـوي البقاء فـــي «الــلــيــكــود»، فـــإن كــامــه ال يـــصـــدق، فل نـتـنـيـاهـو وال رجــالــه يــريــدونــه، ويـمـكـن أن «يتبهدل» في الحزب إذا خاض االنتخابات الداخلية (البرايمريز)؛ لذلك يُعد وعده هذا بالبقاء في «الليكود» مجرد ضريبة كلمية لـلـمـؤيـديـن لـــه فـــي الـــحـــزب، لـعـلـه يستطيع تجنيدهم لصالحه ضد نتنياهو. وكان غاالنت قد أعلن في كلمة ألقاها، مساء األربـعـاء، استقالته من «الكنيست»؛ وهـاجـم نتنياهو، ووزيـــر الــدفــاع الجديد، يسرائيل كاتس، على قيامهما بالعمل على ســـن قــانــون يـتـعـارض مــع حــاجــة الـجـيـش. وقــــال غـــاالنـــت: «أُقـــلـــت مــن منصبي (وزيــــرًا لـــلـــدفـــاع) ألنـــنـــي عــمــلــت ملـصـلـحـة الـــبـــاد»، مشددًا على أن «تجنيد (الحريديي)، حاجة أمنية ضرورية». وقــــــــــال غـــــــاالنـــــــت: «أقـــــــــــــدّم اســـتـــقـــالـــتـــي مــــن مــنــصــبــي فــــي (الـــكـــنـــيـــســـت) الــخــامــســة عــــامــــا مــــن الـــخـــدمـــة 45 والــــعــــشــــريــــن، بـــعـــد عـامـا فـي الجيش 35 الـعـامـة لـلـدولـة، منها اإلســـــرائـــــيـــــلـــــي، وعــــقــــد مـــــن الــــعــــمــــل عـــضـــوًا فــــي (الـــكـــنـــيـــســـت) ووزيــــــــر فــــي الـــحـــكـــومـــات اإلسرائيلية، بما في ذلك عامان دراماتيكيان فـي منصب وزيـــر األمـــن، وعـضـو فـي حركة (الليكود)، سأواصل النضال من أجل مسار الحركة». وأضاف: «هذه محطة في رحلة طويلة لــــم تــكــتــمــل بـــعـــد؛ وكـــمـــا الــــحــــال فــــي ســاحــة املــعــركــة، كــذلــك فــي الــخــدمــة الــعــامّــة، هناك لــحــظــات ال بــــد فـيـهـا مـــن الـــتـــوقّـــف مـــن أجــل الــوصــول إلــى األهــــداف املـطـلـوبـة، وطريقي هو طريق (الليكود)، وأنـا مؤمن بمبادئه، وأنا أثق بأعضائه وناخبيه... لقد أصررت طــوال فترة الـحـرب على مواصلة وتعميق الشراكة االستراتيجية مع حليفتنا الكبرى الــــواليــــات املــتــحــدة األمـيـركـيـــــــــــــــــــــــــة، فـــي ظل ظــــروف الـــحـــرب الــصــعــبــة، وحــتــى فـــي زمــن الخلف الســـــياسيّ، ال بديل لهذا التحالف، الــــــذي يــــوفّــــر لـــنـــا املــــســــاعــــدات الــعــســكــريــة، والـــدعـــم الـــدولـــي، وخــلــق الـــــردع فـــي الـشـرق األوســــــــــــــط». وتـــابـــع: «بـصـفـتـي وزيـــــرًا لــأمــن خـال حـــــرب صـــعـــبـــة وطـــويـــلـــة األمــــــــد، فـــهـــمـــت أن مسألة تجنيد (الحريديي)، ليست قضية اجـتـمـاعـيـة فـحـسـب، بــل هــي أوال وقـبــل كل شــــيء حـــاجـــة أمــنــيــة وعــســكــريــة ضـــروريـــة؛ ولــــذلــــك عــمــلــت مــــن أجـــــل تـــوظـــيـــف مــتــســاو لـجـمـيـع الـــذيـــن يــتــوجّــب عـلـيـهـم الـتـجـنـيـد، وبــســبــب مــوقــفــي مـــن أجــــل مـصـلـحـة دولـــة إسرائيل، واحتياجات الجيش اإلسرائيلي، تمّت إقالتي من منصب وزير». تل أبيب: «الشرق األوسط» أميركا وإسرائيل تناقشان بديال لزيارات الصليب األحمر لألسرى الفلسطينيين كـــشـــفـــت الـــحـــكـــومـــة اإلســــرائــــيــــلــــيــــة عـن مــحــادثــات تـجـريـهـا مـــع الـــواليـــات املـتـحـدة حـــــول زيــــــــارات الــصــلــيــب األحــــمــــر لـــأســـرى الــفــلــســطــيــنــيــن، وإمـــكـــانـــيـــة إيــــجــــاد بـــدائـــل عنها. وقال ممثل نيابة الدولة في محكمة تل أبيب، إن مسؤولي إسرائيليي يجرون اتــــــصــــــاالت مـــــع واشـــــنـــــطـــــن، حـــــــول ضـــلـــوع الواليات املتحدة في شكل زيــارات األسرى الـفـلـسـطـيـنـيـن بـــــدال مـــن زيــــــارات الـصـلـيـب األحمر. وذكـــــــرت أن وزيــــــر الـــــدفـــــاع، يــســرائــيــل كـــاتـــس، ووزيــــــر الــــشــــؤون االســتــراتــيــجــيــة، رون ديــــرمــــر، بــعــثــا بـــرســـالـــة جـــوابـــيـــة إلــى وزير الخارجية األميركي، أنتوني بلينكن، ووزيــــر الـــدفـــاع، لـويـد أوســــن، وتـــم االتـفـاق فـيـهـا «مـبـدئـيـا» عـلـى نــظــام بــديــل لــزيــارات الـصـلـيـب األحـــمـــر، بحيث يـقـوم بــالــزيــارات قاض إسرائيلي ومراقبون أجانب. وكــــانــــت أربــــــع مــنــظــمــات حــقــوقــيــة فـي إســــرائــــيــــل قــــدمــــت الـــتـــمـــاســـا إلــــــى مـحـكـمـة الـعـدل العليا فـي فبراير (شـبـاط) املـاضـي، تــطــالــب فــيــه بــالــســمــاح بــــزيــــارات الـصـلـيـب األحمر للسرى الفلسطينيي في السجون اإلسـرائـيـلـيـة، وتسليم مـعـلـومـات حولهم، وقــــدّمــــت الـــنـــيـــابـــة الـــعـــامـــة لــلــمــحــكــمــة، هـــذا األســـبـــوع، طـلـبـا لـلـمـرة الــســادســة بتأجيل الـــنـــظـــر فــــي االلــــتــــمــــاس بـــــادعـــــاء أن عـلـيـهـا اسـتـنـفـاد اتـــصـــاالت مـــع الـــواليـــات املـتـحـدة بـــهـــذا الـــخـــصـــوص. كـــمـــا طــلــبــت الــحــكــومــة تـــأجـــيـــل مــوعــد 16 اإلســـرائـــيـــلـــيـــة لـــلـــمـــرة الــــــــ تـقـديـم مـوقـفـهـا الـرسـمـي الـنـهـائـي مــن هـذا االلــتـمـاس بــادعــاء أن اتــصــاالت جــاريــة مع واشنطن حول نظام زيـارات بديل. وزعمت أن هذا املوقف ناجم عن حسابات املستوى الـــســـيـــاســـي «الـــنـــابـــعـــة مــــن أســــبــــاب أمــنــيــة وسـيـاسـيـة بـالـغـة األهــمــيــة، الــتــي ال يمكن إعطاء تفاصيل حولها». وأوقــــفــــت إســـرائـــيـــل زيــــــــارات الـصـلـيـب األحـــمـــر لـــأســـرى الفلسطينيي فـــي بـدايـة الــــحــــرب عـــلـــى غــــــزة، كـــمـــا تـــوقـــفـــت عــــن نـقـل معلومات عنهم وعن أوضاعهم. ولم تنظر املحكمة العليا حتى اآلن في االلتماس الذي قدمته أربــع منظمات حقوقية إسرائيلية، فـــي فـــبـــرايـــر، وتـــقـــرر عــقــد جــلــســة املـحـكـمـة األســـــبـــــوع املــــقــــبــــل، لـــكـــن الـــحـــكـــومـــة طـلـبـت تأجيلها إلى مارس (آذار) املقبل. وطـلـبـت الـحـكـومـة مــن املـحـكـمـة تقديم وثـــيـــقـــة تــتــضــمــن تــفــاصــيــل ســـريـــة لـتـبـريـر التأجيل بحضور طرف واحد، بعد أن أبلغت املــحــكــمــة، الــشــهــر املـــاضـــي، بــــأن مـسـؤولـن إسـرائـيـلـيـن يــجــرون اتـــصـــاالت مــع اإلدارة األميركية حول ضلوع الواليات املتحدة في شكل زيارات األسرى الفلسطينيي بدال من زيارات الصليب األحمر. وجـــــاء فـــي االلـــتـــمـــاس، الـــــذي قـــدمـــه كل مـــن جـمـعـيـة حـــقـــوق املــــواطــــن، وأطــــبــــاء من أجـــل حــقــوق اإلنـــســـان، واملـــركـــز لــلــدفــاع عن الــــفــــرد، ومــنــظــمــة «مـــســـلـــك»، أنـــــه بـمـوجـب القانون الدولي، فإن على إسرائيل أن تطبق التزاماتها تجاه قواني الحرب حتى لو لم يطبقها الطرف اآلخر، أي «حركة حماس». وأكـــــــــــدت املــــــديــــــرة الــــعــــامــــة لــلــمــنــظــمــة الحقوقية اإلسرائيلية «املــركــز لـلـدفـاع عن الـفـرد»، جسيكا مونتال، أنـه «اختفت آثـار مئات األشخاص بعد أن احتجزهم جنود. فـإمـا أن الـجـيـش يـرفـض تــزويــد معلومات فـي هـذه الـحـاالت، وإمــا أن األخـطـر مـن ذلك هو أن الجنود ال يوثقون أبـدًا التعامل مع الــســكــان املـــدنـــيـــن». وأضـــافـــت أن «(املـــركـــز لــلــدفــاع عـــن الـــفـــرد) قـــــدّم عـــشـــرات الـــحـــاالت إلـــى املحكمة الـعـلـيـا، الـتـي رفـضـت أي نقد قــضــائــي. وعـمـلـيـا، املـحـكـمـة الـعـلـيـا تشكل ختما مطاطيا ألي إعلن للجيش ومصلحة السجون في هذه الحاالت». وشــــدّدت مـونـتـال على أن «حقيقة أنه ليس هناك من يطالب أجهزة األمن بالتوقف عـن هـذه املـمـارسـات، وخـافـا للوضع الـذي كان سائدًا في حروب سابقة، فإن ذلك يؤدي إلى وضع ال يوجد فيه قانون وال قضاء بما يـتـعـلـق بمعتقلي يـخـتـفـون وال يـــعـــودون، ويؤدي ذلك النتهاكات قانونية خطيرة». وقــــــــــــــــدّم مـــــــواطـــــــنـــــــون فـــلـــســـطـــيـــنـــيـــون ومـنـظـمـات حـقـوقـيـة، فــي األشــهــر األخــيــرة، الـتـمـاسـا يـطـالـبـون فـيـهـا بـالـكـشـف عن 27 مصير املفقودين، ورفضت املحكمة معظم االلــــتــــمــــاســــات، لـــكـــن فـــــي حـــــــاالت مــــعــــدودة أجــرى الجيش اإلسرائيلي تدقيقا مجددًا، وأعـلـن أن معتقلي ادعــى فـي البداية أنـه ال مــعــلــومــات لــديــه حــيــالــهــم، مــحــتــجــزون في سجون إسرائيلية أو أنهم ماتوا. تل أبيب: «الشرق األوسط» عشرات القتلى بغارات إسرائيلية على غزة 43 قــــال مـسـعـفـون إن ضـــربـــات جـــويـــة إســرائــيــلــيــة قـتـلـت 11 فلسطينيا على األقل في أنحاء قطاع غزة، أمس، من بينهم في مخيم يؤوي عائلت نازحة. وأضـاف املسعفون أن األحد عشر قتيل (من بينهم نساء وأطــــفــــال) قُــتــلــوا فـــي الــضــربــة عــلــى مـنـطـقـة املـــواصـــي املــحــددة منطقة إنسانية للمدنيي منذ وقت سابق من الحرب املستمرة شـهـرًا بـن إسـرائـيـل وحـركـة املـقـاومـة اإلسلمية 15 منذ نحو (حماس). وقــالــت وزارة الـداخـلـيـة واألمــــن الـوطـنـي فــي قــطــاع غــزة، إن مـحـمـود صـــاح، مـديـر عـــام شـرطـة غـــزة، ومــســاعــده حسام شهوان، قُتل في الضربة الجوية. وأضــافــت الــــوزارة فـي بـيـان: «االحــتــال بـارتـكـابـه جريمة اغـتـيـال مـديـر عـــام الـشـرطـة فــي قـطـاع غـــزة يمعن فــي اإلصـــرار عـلـى نـشـر الـفـوضـى فــي الـقـطـاع وتـعـمـيـق املــعــانــاة اإلنـسـانـيـة للمواطني». وقال الجيش اإلسرائيلي إنه نفَّذ هجوما استنادًا إلى معلومات مخابراتية في املواصي غربي مدينة خان يونس، وقـتـل شـهـوان الـــذي وصـفـه بـأنـه قـائـد قـــوات األمـــن التابعة لـ«حماس» في جنوب القطاع. ولم يذكر الجيش شيئا عن مقتل صلح. 26 وأسـفـرت ضربة جوية إسرائيلية أخــرى عـن مقتل فلسطينيا على األقل، بينهم ستة في مقر وزارة الداخلية في خان يونس وآخـرون في مخيم جباليا للجئي شمال غزة ومخيم الشاطئ ومخيم املغازي وسط القطاع. وقـــال الجيش اإلسـرائـيـلـي إنــه اسـتـهـدف مسلحي من «حـــمـــاس» أشـــــارت مـعـلـومـات مـخـابـراتـيـة إلـــى أنــهــم كـانـوا يعملون في مركز قيادة وتحكم «مدمج داخـل مبنى بلدية خان يونس في املنطقة اإلنسانية». وقــــال فـيـلـيـب الزاريــــنــــي، املـــفـــوض الـــعـــام لــوكــالــة األمـــم املتحدة لغوث وتشغيل اللجئي الفلسطينيي (أونروا)، في تدوينة على منصة «إكس»: «مع بداية العام، تلقّينا تقارير عن هجوم آخر على املواصي أسفر عن مقتل العشرات، في تذكير آخـر بأنه ال توجد منطقة إنسانية ناهيك بمنطقة آمنة» في غزة. وأضاف: «كل يوم (يمر) من دون وقف إطلق النار سيزيد املأساة». 37 وردًا على سـؤال حول التقارير الــواردة بشأن مقتل شخصا، قال املتحدث باسم الجيش اإلسرائيلي إن الجيش اتــبــع الـــقـــانـــون الـــدولـــي فـــي شـــن الـــحـــرب عــلــى غــــزة، واتــخــذ «االحتياطات املمكنة للحد من تضرر املدنيي». ويتهم الجيش املسلحي فـي غـزة باستخدام املناطق السكنية املبنية لـاخـتـبـاء، وتنفي «حــمــاس» ذلـــك. وقالت حركة «الجهاد اإلســامــي»، حليفة «حـمـاس»، إنها أطلقت صــواريــخ عـلـى تجمع حـولـيـت الـسـكـنـي، جـنـوب إسـرائـيـل، بـالـقـرب مـن غـــزة، الخميس. وقـــال الجيش اإلسـرائـيـلـي إنه اعترض مقذوفا واحدًا في املنطقة عبَر من جنوب غزة. لندن: «الشرق األوسط» نقاشات حادة في تل أبيب حول المشاريع المطروحة للتسوية نواب ائتالف نتنياهو يطالبونه بتطبيق خطة الجنراالت في غزة أرشيفية إلسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو في تل أبيب مطالبين بالعمل على إطالق األسرى لدى «حماس» (أ.ب) تل أبيب: نظير مجلي
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==