issue16838

يوميات الشرق ASHARQ DAILY 22 Issue 16838 - العدد Friday - 2025/1/3 اجلمعة : لم يُخيّط أحد مسلسال على مقاسي بطلة «المهرّج» لـ أمل بوشوشة... «شوط كبير» نحو الذات مِــــن إدراكــــهــــا مـــا تـــريـــده بـالـفـعـل، ترمق الفنانة الجزائرية أمل بوشوشة هـــذه األيـــــام بـنـظـرة رضـــا عـــن الـنـفـس. تـــتـــوقّـــف عـــنـــد مــــا مـــــر وتــــــرى أنـــــه عــــزَّز تـــجـــربـــة تـــراكـــمـــيـــة تـــتـــيـــح إحــســاســهــا َْـــســـهـــا الـــنـــضـــج املـــخـــوِّل بـــاالكـــتـــفـــاء و اختيار املناسب. تقول إنه ليست مرارة اعترافها بـأن أحـدًا لم يُخيِّط مسلسال عـلـى مـقـاسـاتـهـا، أو يـكـتـب خصوصًا من أجلها. كانت أمام عروض تحتمل دائمًا القبول أو الرفض. وإن كــــــان ال بــــــد مـــــن الـــنـــظـــر إلـــى الــســنــوات الـخـمـس األخـــيـــرة، أو حتى العام املاضي؛ تتأكد الفنانة الجزائرية املــقــيــمــة فــــي لـــبـــنـــان مــــن أنـــهـــا صـنـعـت عصارة خياراتها؛ وخاللها قطعت ما تسمّيه «الشوط الكبير» نحو الذات. لــــكــــن عــــــدم الــــحَــــبْــــك عـــلـــى املـــقـــاس جعلها تكتفي بقراءة دورها والتمعُّن فـيـه دون ســــواه مــن أدوار وسـيـاقـات. تُــخــبــر «الـــشـــرق األوســــــط» أن املـرحـلـة السابقة اتّسمت بالتركيز املكثَّف على شـخـصـيـتـهـا فـــقـــط، لـتـضـمـن اإلتـــقـــان، خــــصــــوصــــ الــــلــــهــــجــــة. الــــــيــــــوم تــــقــــول: «تـــخـــتـــلـــف األمـــــــــور. أصــــبــــح املــســلــســل كُـــ بالنسبة إلـــيّ. أقــرأ تفاصيله وما ينتظر املـمـثـلـن. أمـنـح جميع األدوار اهتمامي وتركيزي». ذلك مـردُّه إلى نضج يشمل املهنة بعد أن يلفح مناحي الحياة. تتعامل مــعــه عــلــى أنــــه مُــســيِّــرهــا نــحــو املـكـانـة املُــشــتــهــاة. وبـــه تـجـيـد الـعـبـور إلـــى ما يمنحها االكـتـفـاء ويـخـوّلـهـا اقتناص الـــفـــرصـــة. ولـــعـــل دورهــــــا فـــي مسلسل «املـــــهـــــرّج» يـــصـــب هـــنـــا. يُــخــرجــهــا من مــســاحــتــهــا اآلمــــنــــة إلـــــى حـــيـــث يـحـلـو اللعب بالنار. تُغريها التركيبة، إذ يتجدّد اللقاء مع باسم ياخور في البطولة، هذه املرة أمـام كاميرا رشا شربتجي: «أردت أن أخرُق. فــالــشــخــصــيــة فــــرضــــت تــــجــــاوزي تحفّظات تمسّكت بها في أدوار سابقة، منها مثال رفضي التدخي في مشهد. إنه النضج الذي افتتحت به الحديث. على الــدور أن يصل ببُعده ورسالته. في النهاية، أنا ممثلة. علّمتني املهنة الفصل بـن الـــدور والـحـيـاة. إن أدّيـــت شـخـصـيـة قــاتــلــة مـتـسـلـسـلـة، فـــذلـــك ال يعني أنني أقتل. الـــخـــبـــرة املــهــنــيــة تـــتـــدخَّـــل لــتُــبــدِّل مــفــهــوم الــــــدور مـــع الـــعُـــمـــر. أنــــا الــيــوم ســنــوات، 10 غــيــرُهــا أمـــل املـمـثـلـة قـبـل خـــــصـــــوصـــــ أنــــــنــــــي لــــــســــــت خــــرّيــــجــــة مـعـهـد. الـحـيـاة تـصـقـل خـبـرتـي ألقــود الشخصية». يشغلها أال تكرّر دورًا أو تقع في نمط. تعلم أن املهنة قد تبدو جاحدة، أســـــوة بــمــجــاالت تـــتـــعـــدَّد؛ وال تنتظر دائمًا ما يُشبع األعماق. أتاح «املهرّج» مساحة لعب أوسع. منحها إحساسًا بالخروج من نفسها؛ ومن ذلك الصندوق الذي يُــزج املرء به مُصوّرًا له الحياة بحجم أصغر. وملّـــــــا رأت فــــي قــــراءتــــهــــا لـلـحـلـقـة األولى ما يُحرِّض على ترقُّب األحداث، أبــــــدت املــــوافــــقــــة. شـــعـــرت أن حــمــاســة أصـابـتـهـا، ستصيب الـجـمـهـور خـ ل الـعـرض. ذلــك كثَّف مسؤولية إيصال الدور كما ينبغي. تــــتــــطــــلّــــع أمــــــــــل بــــــوشــــــوشــــــة إلـــــى الــــــصــــــداقــــــات فــــــي مـــــوقـــــع الـــتـــصـــويـــر بوصفها احــتــمــاال لكسر حــواجــز من أجـــل أداء أصــــدق. بـاسـم يــاخــور ممَن تـــراهـــم شـــركـــاء نـــجـــاح. ويـسـتـهـويـهـا مــا تـقـدّمـه رشـــا شربتجي «املُــتـعِــبـة»: «تَـــ قـــي اتــجــاه الشخصية مــع اتـجـاه املُخرج يُحقّق غايتها. فاملمثل مهما اجتهد، ثمة ضرورة إلتـمـام هــذا الـلـقـاء. حـن يتعلّق األمـر بــرشــا شـربـتـجـي، أسـتـطـيـع الــقــول إن الــنــتــيــجــة عـــــــادة مـــضـــمـــونـــة. هــــي مـن الـــصـــنـــف املُــــتــــعِــــب مــــن أجـــــل األفـــضـــل. للمسلسل جانب بوليسي، لكنه ليس املُــســيــطــر تـــمـــامـــ . الـــجـــانـــب اإلنــســانــي يتحلّى بمجال. على املُخطئ أن يدفع الثمن وفق مبدأ (الكارما) القادر على خلْق البُعد اآلخر». تشعر بـــأن داخلها يستريح بعد نــهــايــة كـــل عـــمـــل. وال تــكــتــرث لـلـكـمـيّــة بقدر شعورها بأن ما تقدّمه يمنحها جدوى. تـــقـــول: «لـــســـت أعــمــل آلـــيـــ ، فأنهي عــــمــــ ألُبـــــاشـــــر آخـــــــر. هـــــذا الـــلـــهـــاث ال يعنيني. عـلـي اإلحــســاس بما أقـدّمـه، عـــوض جَــعـلـه ينبع مــن كـونـه وظيفة. لــســت أمــثّــل مــن أجـــل جَــمْــع املــــال. إننا نــعــمــل تــحــت ضــغــط الـــظـــرف الــقــاهــر؛ نلتقط األنفاس من املشهد األول حتى األخــــيــــر خــشــيــة تـــــطـــــوّرات مــحــلّــيــة أو إقليمية مفاجئة قد تفرض اإلرجاء أو اإللغاء. شـــــعـــــوري بــــاملــــســــؤولــــيــــة يـــفـــرض الــــتــــروّي وتــقــبُّــل االســـتـــراحـــة. ثـــم أقـــرأ املعروض علي وفق موضوعه، فأوافق أو أعتذر. أحكُم نفسي بتقديم ما يليق بي وبمَن يُشاهد». يُخبرها النضج أن الـرقـم واحــد، طـــــــوال الـــــوقـــــت، كــــذبــــة: «قــــــد ال يــكــون الــنــجــاح ســاحــقــ فـــي كـــل مـــــرة. وربــمــا يلوح إخفاق ما، فنتراجع. ذلك يحفِّز على انطالقة أهــم، فـي التمثيل ومهن الحياة». ويــغــمــرهــا اكــتــفــاء مــــــردُّه الـعـائـلـة ومــــا يــتــحــقّــق بــقــنــاعــة. ال بـــالـــقـــوة وال بـــاملـــطـــاردة غـيـر املـتـكـافـئـة. تــجــذب ما هو لها، وتتطلّع إلى اآلتـي في الوقت املناسب: «فـي جعبتي كثير سيخرج في موعده. ضبط التوقيت على إيقاع الذات، ال اآلخرين، يقلب املعادالت». تخرج أمل بوشوشة من ذلك الصندوق الذي يصوّر الحياة بحجم أصغر (حسابها في «فيسبوك») بيروت: فاطمة عبد هللا تعلم أمل بوشوشة أن المهنة قد تبدو جاحدة أسوة بمجاالت تتعدَّد وال تنتظر دائما ما يُشبع األعماق دورها في «المهرّج» يُخرجها من مساحتها اآلمنة ً(حسابها في «فيسبوك») فنانا 35 معرض يضم مائة عمل لـ «من وحي األقصر»... يُعيد اكتشاف «مدينة الشمس» تـعـكـس أعـــمـــال مــعــرض «مــــن وحــي األقــــــصــــــر» االرتـــــــبـــــــاط الــــوثــــيــــق مـــــا بــن الـــفـــن وذاكــــــرة املــــــدن، وتـسـتـلـهـم أعـمـالـه التفاصيل الدقيقة لتاريخ مدينة األقصر (جــــنــــوب مــــصــــر)، ومـــعـــابـــدهـــا ونــاســهــا وبيوتها وشوارعها وأزقتها. ويُــــعــــد املــــعــــرض الــــــذي يـسـتـضـيـفـه غاليري «بيكاسو إيـسـت» فـي القاهرة، نـسـخ مـــن «مـلـتـقـى مـــن وحـي 7 نـتـاجـ لــــ األقصر الدّولي»؛ التي استُلهمت أعماله من املكان ووثّق له في الوقت نفسه. فــنــانــ 35 ويـــجـــمـــع املـــــعـــــرض بـــــن مـــن مــصــر والـــعـــالـــم، ومــــن بـــن الـفـنـانـن املشاركي فيه كل من جــورج بهجوري، وصــــ ح املـلـيـجـي، وســيــد سـعـد الــديــن، وفــــتــــحــــي عـــفـــيـــفـــي، وإبـــــراهـــــيـــــم غــــزالــــة، والـــــراحـــــل مــصــطــفــى الـــفـــقـــي مــــن مــصــر، وفـــــــؤاد تـــومـــب مــــن لـــبـــنـــان، وإســمــاعــيــل الــرفــاعــي وحــمــود شـنـتـوت مــن سـوريـا، وإســمــاعــيــل عـــــزّام مـــن الــــعــــراق، وأحــــ م ملسفر من املغرب، ومحمد الغالوس من األردن، وجــولــيــا يـوسـكـو مــن إيـطـالـيـا، وريــــتــــو ســـيـــنـــغ مــــن الـــهـــنـــد، وإيـــزابـــيـــ أوتـشـمـان مـن بـولـنـدا، وأولــغــا ماتياش من روسيا، وفناني آخرين. وعـــبـــر نـحـو مـــائـــة لــــوحــــة، يــتــعــرّف املتلقي على األقصر التي تُلقّب بـ«مدينة الــــشــــمــــس»، مــــن دون أن تـــظـــهـــر بـشـكـل مباشر على سطح اللوحة، حيث تمتزج األعــمــال مــا بــن خـيـال الـفـنـانـن وسحر األقصر وإرثها الحضاري، ليجد املتلقي نـفـسـه فـــي مــواجــهــة حــكــايــات مـسـكـونـة بخصوصية املكان، ومعالم الحضارات، ومشاهد اإلنسانية، التي تترك آثارها في الذاكرة البصرية للمتلقي. يُـــبـــرز املـــعـــرض قــــوة الـــفـــن، وقـــدرتـــه عـلـى تــجــاوز الـــحـــدود، وتـعـزيـز الـتـبـادل الـــثـــقـــافـــي، كـــمـــا يـــمـــثّـــل حـــــــوارًا فــنــيــ بـن مختلف املدارس التشكيلية التي ينتمي إليها املشاركون، الذين يمثّلون أجياال مـــخـــتـــلـــفـــة، وفــــــق رضــــــا بـــيـــكـــاســـو مــديــر الغاليري. يقول بيكاسو لـ«الشرق األوســط»: «تـــجـــمـــع األقــــصــــر كــــل هــــــؤالء الــفــنــانــن، لـيـسـتـلـهـمـوا مـنـهـا أعــمــالــهــم، مـحـاولـن عدم رهن املكان إلى جمالياته الجاهزة، بل يبتكرون جماليات جديدة للمدينة ليكون حيزها البارز في عملية اإلبداع». ويـــوضـــح أن «أعـــمـــال املـــعـــرض هي نــــتــــاج (مـــلـــتـــقـــى األقـــــصـــــر) الـــــــذي يُـــمـــثّـــل منصة فنية للتعارف وتبادل الثقافات والــــتــــجــــارب بــــن الـــفـــنـــانـــن، تُــســتــضــاف خـ لـه مجموعة مـن الفناني مـن مصر والــدول العربية واألجنبية، لإلقامة في أيــــــام، يـــــــزورون خـ لـهـا 9 األقـــصـــر ملــــدة معابد املدينة، واملقابر امللكية واملتاحف، مـا يتيح لهم االستلهام واإلبـــداع خالل فترة إقامتهم فيها». تجدر اإلشارة إلى أن امللتقى انطلق ، وأقيمت النسخة 2013 للمرة األولى عام 19 إلــى 10 السابعة منه فـي الـفـتـرة مـن مـايـو (أيــــار) املــاضــي، وشـهـدت نسخته األخيرة زخمًا فنيًا مميزًا، انعكس على املـعـرض الـجـديـد الـــذي يـضـم نحو مائة عمل فني. فــي لـوحـاتـه بـاملـعـرض يـظـهـر تأثر الفنان املصري جورج بهجوري بنشأته فــــي صــعــيــد مـــصـــر، حـــيـــث ولـــــد فــــي عـــام ، ومـــن خـــ ل تــأمــل هـــذه الـلـوحـات 1932 من السهل أن يُدرك املتلقي أن بهجوري يُعيد صوغ تفاصيل املكان، عبر خطوط بــســيــطــة، ولــــوحــــات تــعــبــيــريــة، تـعـكـس الـبـيـئـة الـجـنـوبـيـة، وتـــنـــزل إلـــى الــشــارع تارة لتجسد صورًا من الحياة البسيطة، وتنتقل إلـــى الـنـيـل تـــارة أخـــرى لتحكي الـــكـــثـــيـــر عــــن جــــمــــال الـــطـــبـــيـــعـــة وأســـــــرار الحضارة. ومـا بـن هـذا وذاك، يتمسّك الفنان بـــالـــطـــابـــع املـــــصـــــري الــــــزاخــــــر بـــــاأللـــــوان والــحــيــاة، مستدعيًا مـشـاهـد ولـحـظـات وذكـــــريـــــات عـــاشـــهـــا فــــي األقــــصــــر بـقـيـت فـي مخيلته، تُوقظها زيــاراتــه املتكررة لها من حي إلـى آخـر. ويكفي أن تتأمل لـوحـات املـعـرض حتى تُـــدرك كـم تتمتّع األقـصـر بالسكينة والــهــدوء، وكـم تمثل أيــــضــــ مـــــــ ذًا لـــلـــفــنــانــن الـــبـــاحـــثـــن عـن الـــجـــمـــال واإللــــــهــــــام، فـــالـــفـــنـــان الـــعـــراقـــي إسـمـاعـيـل عــــزام اخــتــار أن يــتــرك الــزّخــم األثـري للمدينة، كما قـرّر أن يتخلّى عن شــغــفــه فـــي الــــوجــــوه ورســـــم الــبــورتــريــه املـــعـــروف عــنــه، ليستكشف مـــع املتلقي دفء البيوت، وجمال الطبيعة، وسكون املكان. فــــي حــــن تـــنـــقـــل الـــفـــنـــانـــة املــغــربــيــة أحـــ م ملـسـفـر، مـشـاعـرهـا وانطباعاتها الــخــاصــة بـاملـديـنـة بــأســلــوب تـجـريـدي، ال يٌقدّم أشكاال تقليدية أو صـورًا يمكن التعرف عليها، لكنها من خالل لوحاتها تنقل للمتلقي اإلحـسـاس بهيبة املكان، وعــظــمــة الـــحـــضـــارة املـــصـــريـــة الــقــديــمــة. فـلـوحـاتـهـا فــي املــعــرض أقـــرب إلـــى الفن الـــتـــجـــريـــدي الـــهـــنـــدســـي الــــتــــي تُـــذكّـــرنـــا بالفنان في بيت موندريان أثناء بحثه املـسـتـمـر عـــن تـنـسـيـق مــثــالــي مـــن خــ ل تحقيق التوازن بي األلــوان والخطوط، واألشكال النقية. وظــــهــــر تــــأثّــــرهــــا الــــشــــديــــد واضـــحـــ فـي معابد األقـصـر وواجـهـاتـهـا املبهرة، الــتــي عـــبّـــرت عـنـهـا بـأسـلـوبـهـا الــخــاص، وبــــطــــغــــيــــان الــــــلــــــون األزرق، مــــــا يــمــنــح املتلقي رؤيــة عميقة الـداللـة، تبعث على اإلحـــســـاس بــالــراحــة والــصــفــاء الـذهـنـي، وارتباط ذلك باملدينة املصرية. ومــن خــ ل التعبير عـن روح املكان والناس، بحث الفنان السوري إسماعيل الــــرفــــاعــــي عـــــن الــــ مــــرئــــي فـــــي األقــــصــــر، مـتـنـاوال التجربة اإلنسانية األوســـع، إذ تـــبـــدو الـــشـــخـــوص فــــي لـــوحـــاتـــه وكــأنــهــا جاءت للتو من جدران املعابد في املدينة، لتسجل حـضـورهـا فــي الـعـصـر الــراهــن، وتـــبـــوح بــــأســــرار جـــديـــدة عـــن الــحــضــارة املصرية القديمة. وتُــــظــــهــــر أعـــــمـــــال الــــفــــنــــان املــــصــــري السيد قنديل، التواصل ما بي اإلنسان والـطـبـيـعـة، وتتميز خـطـوطـه بالرشاقة والحركة، والتداخل بي األلـوان الهادئة، مــــمــــا يـــعـــكـــس روح الــــحــــيــــاة واملــــشــــاعــــر اإلنسانية. وفي أعمال الفنان الراحل مصطفى الفقي، يمكن أن تعيش أيامًا داخل بيوت املدينة، إذ ينقل لنا نبض الحياة داخلها، ونستطيع أن نـشـاهـد امــــرأة أمـــام الـفـرن الــبــلــدي الـتـقـلـيـدي تـخـبـز وتــعــد الـطـعـام ألسرتها، ورغـم تأثير الزمن الـذي يظهر واضــحــ عـلـى وجـهـهـا وجــســدهــا، فإنها تـمـارس عملها بنشاط، فـي حـن تحيط بـهـا مـجـمـوعـة مـــن الــحــمــام، فـــي أوضـــاع وحركات مختلفة، كما لو أن هذه الطيور تؤدّي مهامًا ما، أو تخوض حوارًا شبيهًا بـحـوار البشر، لفرط إحساسها باألمان واأللفة في املنزل الرّيفي البسيط. وتـمـزج الفنانة البولندية إيزابيال أوتـــشـــمـــان فــــي أعـــمـــالـــهـــا مــــا بــــن الــخــط الـعـربـي واأللـــــوان والـــرســـم، وقـــد طـوّعـت الـخـط رمـزيـ وتشكيليًا بشكل حـداثـي، ووزّعـتـه ليمأل مساحة اللوحة بحروف تتمتع باملرونة واالنسيابية، معبرة عن تنوع الحضارات في مصر. القاهرة: نادية عبد الحليم لوحة للفنان العراقي إسماعيل عزام (الشرق األوسط) لوحة الفنان المصري الراحل مصطفى الفقي (الشرق األوسط)

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==