issue16838

غريبة حياة األلفاظ! كلما ذكرت كلمة «عربة»، أرى العربة التي تقل مدام بوفاري في سهول النورماندي فـي الـقـرن الـتـاسـع عشر فـي روايـــة غـوسـتـاف فلوبير. كما أستعيد عـبـارة «عـربـة اسمها لـــذّة»، وهــي عنوان فيلم أيـلـيـا قــــازان، املـسـتـوحـى مــن مسرحية تينيسي ولـيـامـز، الـــذي أطـلـق مــارلــون بـــرانـــدو، مــع أن الـعـنـوان الصحيح هو «ترامواي اسمه رغبة». لكن ما أشير إليه اآلن بعبارة «عربة أمـام الحصان» هو بعيد كل البعد عن هـذه التصورات الروائية والجمالية؛ إذ املقصود بها... البرملان اللبناني في وضعه الراهن، قبيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية املتعذّر انتخابه منذ عامني وشهرين. بـــعـــد الــــتــــحــــوالت املـــفـــاجـــئـــة، خـــصـــوصـــا فــــي لــبــنــان وسـوريـا كما فـي مجمل املنطقة، التي أضعفت إلـى حد كـبـيـر مـنـظـومـة «املــــحــــور»، مـــزعـــزعـــة أذرعـــــه الـعـسـكـريـة، وفاصلة بني ساحاته، استفاق ما يقارب نصف البرملان اللبناني على «واقـــع مـؤلـم» جديد أغــرب مـن الخيال، ال يــدري كيف التعامل معه، وخصوصا أن سبل التعامل مع الواقع كانت دوما واضحة جلية، محفوظة عن ظهر القلب، على مدى ثلث قرن من هيمنة «املحور» في جناحه السوري، ثم اإليراني. فما العمل؟ يحمل هــذا الـبـرملـان فـي داخــلــه، هـو أيـضـا، الـصـراع نفسه الدائر منذ قرنني بني املشروع اللبناني واملشروع اإلقليمي فــوق أرض لبنان، مـن صيغته العثمانية إلى صيغته اإليرانية، مـرورًا بصيغه املتوالية األخـرى. فمن الـطـبـيـعـي، إثــــر تـــداعـــي «املــــحــــور» فـــي املــنــطــقــة، أن يجد املـشـروع اإلقليمي نفسه فـي وضـع صعب ومعقّد داخـل املجلس النيابي. فكتلتا «الثنائي»؛ «حزب الله» و«أمل»، كما الكتل املتحالفة معهما من طوائف أخرى، هما اليوم أمام امتحان حاسم: أي رئيس جمهورية في األفق؟ انــقــضــى الـــوقـــت الـــــذي كــــان «الـــثـــنـــائـــي» يــخــيّــر فيه اللبنانيني بني رئيس من «املحور» أو ال رئيس، مهما طال الزمن. أصبح املرجو اآلن هو «الرئيس التوافقي» الذي يضمن في العمق استمرار الوضع القائم بال تحوالت وال مفاجآت وال اهـتـزازات. ومثل هـذا الرئيس الـذي يتمناه «الثنائي» وحلفاؤه، ال بد أن يستهوي نوابا عديدين من مشارب أخرى يخشون املساءلة وتحريك املياه العميقة اآلسنة. لكن هذا املسار الـذي يعبّر عن رغبة دفينة لدى ربما أكثرية النواب، يصعب تجسيده في الواقع؛ إذ يضع عربة البرملان أمام حصان اإلصالح. كان يمكن تمرير هذا النموذج من «الرئيس التوافقي» لو كان الوضع اللبناني عـــلـــى قـــــدر مـــعـــ مــــن الــــســــوء تــمــكــن مــعــالــجــتــه بـالـسـبـل املعهودة، لكنه وضع كارثي حقا يتطلب حلوال إصالحية غير مسبوقة، ودعـمـا مـالـيّــا خـارجـيّــا ضخما يستحيل تسليمه لغير اإلصالحيني املوثوقني. انـهـيـار اقــتــصــادي ونــقــدي وحـيـاتـي نـــادر الـحـدوث فـي حـيـاة الـشـعـوب، وانـفـجـار غير نـــووي مـن األكـبـر في الــــتــــاريــــخ، وهــــجــــرة كــثــيــفــة لـــأدمـــغـــة واالخــتــصــاصــيــ والــشــبــاب، ولــجــوء مـلـيـونـي مــن الـــجـــوار، وحــــرب أخـيـرة دمارها مهول... ومع ذلك، ال بادرة إصالح واحدة في أي مجال. وصانعو الـخـراب على مـدى ثلث قـرن، من رجال سياسة ومال وأعمال وإدارة وقضاء وغيرهم، ومن أهل ازدواجية الدولة الضعيفة والحزب املسلح املهيمن عليها وعـلـى مـؤسـسـاتـهـا، مــا زالــــوا يـأمـلـون اســتــمــرار الـوضـع عينه على حاله، كأن شيئا لم يكن... ذلك أن شخصية الرئيس الجديد املنتخب هي هذه املــــرة نـقـطـة تــحــول تـاريـخـيـة، تــبــدأ مـعـهـا إعــــادة تكوين السلطة؛ فإما الرئيس الضعيف الحائر واملبهم الهوية الـــذي يـؤمّــن اسـتـمـراريـة الــخــراب، وإمـــا الرئيس الوطني القوي اإلصالحي والنزيه الذي يطلق الخالص. مـن الـ فـت أن تلجأ قـوى الـدفـاع عـن الـوضـع القائم إلى البرملان للمواجهة من خالله. ومن الغريب أن يضحى الـــبـــرملـــان مـــا يـشـبـه الــحــصــن األخـــيـــر لــجــمــاعــات هـــي في نواتها الصلبة غير ديمقراطية. وهي ال ترى أن معركتها يـائـسـة؛ إذ تــراهــن عـلـى «الــتــعــادل الـسـلـبـي» فــي املجلس الـحـالـي، وعـلـى مـخـاوف املحاسبة الـتـي تـدفـع بالعديد إلـــى مـ قـاتـهـا ســـرًا، وتــراهــن عـلـى تغلغلها الـطـويـل في مؤسسات الدولة وهيمنتها عليها، ما ال يزول بني ليلة وضــحــاهــا، وتـــراهـــن عـلـى احـتـمـال اهـــتـــزاز األوضـــــاع من جـديـد فـي سـوريـا وانعكاساته على لـبـنـان، كما تراهن على مواقع قوى أممية وإقليمية لها خبرة في التعامل معها، وهـي مواقع تعتقد في العمق، خالفا لشعاراتها املعلنة، أنه ال سبيل لإلصالح الحقيقي في بلدان العالم الـثـالـث، ومنها لـبـنـان، وتعمل على تحقيق مصالحها فيه ال أكـثـر... لكن إلـى متى يستطيع البرملان اللبناني الصمود كعربة متوقفة أمام الحصان وسط الخراب؟ يتميّز املمثلون السوريون عن غيرهم من املمثلني في البلدان العربية، بامتالكهم ثقافة واسعة، ووعيا خاصّا بالكلمة والفكرة، وعمقا يستمد روافده من األدب والفكر، األمر الذي أنتج دراما مميزة، تجمع بني قوة السيناريو والحوار واألداء؛ لذلك نالحظ في حواراتهم التلفزيونية لباقة وحضورًا ذهنيا، وقدرة على توليد الفكرة واللغة. بـل إن مـا يُحسب لـلـدرامـا الـسـوريـة تمتعها بالحد األدنى من الحرية والرهان على اإلنتاج الفني والتمكن، فليس سهال منافسة الــدرامــا املصرية والـتـفـوق عليها، بالتربع على عرش الدراما العربية، واحتالل، عن جدارة، مــرتــبــة الــــصــــدارة لــــدى الــجــمــهــور الـــعـــربـــي، الـــــذي كــــان ال يعترف إال بالفن املصري والدراما املصرية. إلـــى أيــــام قليلة مـاضـيـة، كــانــت الـــصـــورة أشــبــه بما حاولت وصفه، ولكن ما حصل بعد سقوط نظام بشار األســـد، ودخـــول سـوريـا مرحلة جـديـدة مـن تاريخها، أن عــددًا كبيرًا مـن الفنانني مـن أصـحـاب املوهبة والبصمة دخـلـوا فـي حالة مـن املــزايــدات وتصفية الحسابات ضد زمـ ئـهـم الـفـنـانـ بشكل أحـــدث صــدمــة، ورأيــنــا فنانني تحكمت فيهم حسابات ضيقة لناس عـاديـ ، وارتبكوا وبدأوا تقديم أوراق اعتمادهم للمرحلة الجديدة. طـبـعـا ال لـلـتـعـمـيـم. املـشـكـلـة كـمـا بـــدت لـــي أن ردود األفعال كانت أقل من الصورة التي نحملها عن الفنانني السوريني، فهم يمتلكون بحكم ثقافتهم ودراستهم للفن، عــــ وة عـلـى مـواهـبـهـم الــخــارقــة فــي األداء واجـتـهـادهـم، الجدية في التعاطي مع فن التمثيل كآلية ثقافية للتنشئة على قيم الجمال والخير واإليجابية ومـحـاربـة الفساد بأنواعه كلها... ومع ذلك حصل لدى الكثيرين منهم نوع مــن االرتـــبـــاك، فـانـقـسـمـوا بــ مــزايــد ومــدافــع عــن نفسه، فــوقــعــوا فـــي فــخــاخ عــ قــة الــفــن بـالـسـلـطـة: هـــذه الـعـ قـة املعقدة. بــالــنــســبــة إلـــــى الـــفـــنـــانـــ الــــذيــــن فــــرحــــوا بــســقــوط نــظــام األســــد، ونـــشـــروا فـيـديـوهـات لـهـم وهـــم يـرقـصـون ويــحــتــفــلــون، فــهــذا حـقـهـم بـصـفـتـهـم مــواطــنــ بحسب روايـاتـهـم أنـهـم اضــطــروا ملــغــادرة ســوريــا، إلــى أوروبـــا، في السنوات العشر األخيرة التي أصبحت فيها الحياة صعبة اقتصاديا. ولـــكـــن بـصـفـتـهـم فـــنـــانـــ ، كــنــا نـنـتـظـر مــنــهــم ليس االحـتـفـال بمن ذهــب مـع الـتـاريـخ، بـل التفكر فـي البديل وخلفياته وعالقاته وبرامجه ومالمحه. ننتظر منهم هذا ألنهم فعال نخبة وليسوا مواطنني عاديني، والفنان املثقف هو مواطن وزيادة. األمـر لم يتوقف عند رد الفعل العادي، بل إن كثيرًا ممن خيّروا أو اضطروا ملغادرة سوريا، وعدم التورط في معاناة انقطاع الكهرباء، وتدهور العملة، وتراجع العمل، وصـعـوبـات لقمة الـعـيـش... هـــؤالء لـم يـدخـروا جـهـدًا في استعراض معاناة الغربة، واالبتعاد عن األهـل، وقدّموا سرديات معاناتهم السياسية، وما فعل بهم نظام بشار األسد. هنا نحن ال نشكك في حقيقة املشاعر والسرديات، ولكن بالنسبة إلـى فنان مثقف، ال ينفع هـذا الكالم بعد سقوط النظام. فالفنان الشجاع يتكلّم والنظام فـي عز سـطـوتـه، ويـصـمـت خـــ ف ذلـــك. وضــــرورة التحلي بهذا السلوك هي فقط للمحافظة على هيبة الفنان الحقيقي؛ ألنـه عندما يسقط نظام سياسي يصبح الـكـ م مجانا، وفي متناول الجميع، بمن في ذلك األخرس. واملشكلة األكبر أن هؤالء كانوا يستعرضون قصص معاناتهم من أجل تصفية حساباتهم مع زمالئهم الذين لــم يـــغـــادروا ســوريــا، أو الــذيــن الـتـقـاهـم بـشـار األســـد في جلسة حول الدراما السورية. وطبعا هذه السهام طاولت نــجــومــا، مــثــل ســــ ف فـــواخـــرجـــي، وتـيــم حــسـن، وبــاســم الـخـوري... وهنا ال بد من القول صـراحـة: ليس من الفن في شيء القدح في ممثلني كبار من هذه الطينة والجودة والقامة الفنية الفارهة، وليس من الفن في شيء اإلساءة إلى مَن هم أكثر نجومية وموهبة ممن أساءوا إليهم؛ ألن هذا السلوك إنما يندرج ضمن الغيرة املقنعة بالخالفات السياسية. أمـا بالنسبة إلـى املمثلني املحسوبني على النظام، أو الــذيــن لــم يـنـتـقـدوا الــنــظــام، وركَّـــــزوا فـقـط عـلـى فنهم، وحــاولــوا االبـتـعـاد عـن أي مـصـدر إزعـــاج فهم أحـــرار في مواقفهم أوالً، وثـانـيـا الـعـ قـة التعاقدية بـ الجمهور واملمثل تنص على أن يكون صاحب موهبة، وقادرًا على األداء الـجـيـد، وال تنص الـعـ قـة التعاقدية على بطولة سياسية؛ لذلك فاالرتباك الـذي وقـع فيه بعض النجوم، أمثال أيمن زيدان ومنى واصف وغيرهما غير مبرر، فهم ليسوا في محاكمة حتى يدافعوا عن أنفسهم، ولـم يكن باسل خياط بحاجة إلى سرد معاناته، والحال أنه كان يتشنج من أبسط سؤال في مقابلة تلفزيونية يشتم فيه رائحة السياسة. أنتم ممثلون رائعون وكفى، ولو تعلمون كم ينقص الـــدفـــاع عــن الـنـفـس -فـــي غـيـر مـوضـعـه- مــن قيمة الفنان لكنتم واصلتم في نهج الصمت. إن هذه الحرب هي ضد نجوم من طرف مَن هم أقل نجومية. حرب مزايدات وتصفية حسابات، والخاسر فيها الــدرامــا الـسـوريـة إذا كــان الـهـدف إزاحـــة النجوم الكبار، ليجلسوا في البيت كأنهم كانوا يحكمون في سوريا! فـــي تــغــريــدة لـــه عــلــى مـنـصـة «إكــــس» (تــــويــــتــــر ســــابــــقــــا)، كـــتـــب رئــــيــــس تــحــريــر صـــحـــيـــفـــة «الــــــشــــــرق األوســـــــــــط» األســــبــــق، الكاتب السعودي األستاذ طارق الحميد، قـائـ ً: «مالحظة بسيطة لكنها جوهرية: بمقدوري كسعودي اآلن أن أقود سيارتي مـــــن الــــــريــــــاض إلــــــى قـــلـــب بـــــيـــــروت مــــــرورًا بـدمـشـق، وهـــو شـــيء كـــان شـبـه مستحيل ألن ما دونه مخاطر طوال خمسني عاما». الحميد، في تغريدته، لم يعبر حدود الـعـالـم االفــتــراضــي فــقــط، بــل عـبـر حـــدودًا دولية كانت صعبة ومعقدة لعقود. يجوز فـي بعضها الـقـول: «الـداخـل إليها مفقود والــــخــــارج مـنـهـا مــــولــــود». وهــــي الـــحـــدود السورية إبّان حكم «البعث»، التي حوَّلها نـــظـــام األســـــد إلــــى جـــــدار عـــــازل بـــ شــرق املتوسط وجنوبه، وصوال إلى تخوم آسيا الوسطى وأوروبا. الـعـابــر الــســعــودي أو الـخـلـيـجـي إلـى بــــيــــروت أو بــــغــــداد أو إســـطـــنـــبـــول لـيـس بـــالـــضـــرورة ســيــاســيــا أو اقـــتـــصـــاديـــا، بل هـنـاك معنى اجتماعي وإنـسـانـي يكشف عن عمق الصالت واملشتركات االجتماعية والروحية بني هذه الشعوب. هذا الطريق، الذي كان لقرون طريق الحجيج إلى مكة، والـــــــزوار إلــــى بــيــت املـــقـــدس، بـنـيـت خـ لـه عــــ قــــات أســــريــــة ومــــصــــاهــــرات وتــــجــــارات بـــســـيـــطـــة، ولـــكـــنـــهـــا عـــمّـــقـــت الـــــروابـــــط بـ العابرين ذهـابـا وإيــابــا، وبــ أهـالـي تلك املناطق، منذ أن بدأت القوافل بنقل التوابل من الهند والحرير من حلب. إذن، لـــيـــســـت مـــبـــالـــغـــة ســـيـــاســـيـــة أو جـيـوسـيـاسـيـة الـــقـــول إن ســـقـــوط الـنـظـام الــــــســــــوري هـــــو ســـــقـــــوط الــــــجــــــدار الـــــعـــــازل بـــــــ ســـــــوريـــــــا الـــــتـــــاريـــــخـــــيـــــة وفــــضــــائــــهــــا الـجـيـوسـيـاسـي والــجــيــواقــتــصــادي. وهـو أيـــضـــا بــمــثــابــة ســـقـــوط الـــجـــهـــة الــشــرقــيــة لجدار برلني، الذي سقط معه آخر األنظمة املتبقية من زمن الحرب الباردة واملعسكر االشتراكي. األمر الذي يفتح طرق التجارة واملــــمــــرات الــســيــاســيــة بـــ شـــعـــوب ودول املــنــطــقــة، خــصــوصــا الــعــربــيــة، ويـعـيـدهـا إلــى خريطة التنافس االقـتـصـادي ككتلة اقــــتــــصــــاديــــة ضـــخـــمـــة مـــنـــتـــجـــة، وأســـــــواق تجارية. فـــعـــلـــيـــا، ســـقـــوط نـــظـــام األســــــد يـعـيـد فتح طـرق كانت غير سالكة أو غير آمنة، متفرعة من ممرات الهند الجديدة ذهابا، ويعيد وصل املمرات املقطوعة على طريق الـحـريـر الـقـديـم والــجــديــد مــن الــصــ إلـى الـــشـــرق األوســـــط إيـــابـــا. ويـمـكـن ربـــط ذلـك بـــمـــشـــروع «طــــريــــق الــتــنــمــيــة» أو «الــقــنــاة الــــجــــافــــة»، وهـــــو مــــشــــروع عــــراقــــي لــلــربــط سككيا وبـريـا بـ تركيا وأوروبــــا شماال والخليج العربي جنوبا، لنقل البضائع بني الخليج وأوروبـا، والذي أطلقه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. املتغير السوري فتح أبواب الجغرافيا السورية على مصراعيها من الرياض إلى حــدود القوقاز، وصــوال إلـى أوروبـــا. ومن مــمــرات الـهـنـد الــجــديــدة إلـــى مـيـنـاء جــدة، ومنه إلى ميناء بيروت، الذي لديه فرصة تــاريــخــيــة لــيــعــود مـــرفـــأ لــدمــشــق وبـــغـــداد وعـمـان عبر الجغرافيا الـسـوريـة املـحـررة مـــن قــيــود اآليــديــولــوجــيــا وتـمـوضـعـاتـهـا الـــســـيـــاســـيـــة الــــتــــي فـــرضـــهـــا نــــظــــام األســــد وتحالفاته على املصالح املشتركة لشعوب املنطقة. استعادة الجغرافيا السورية تفسح املــجــال إلعــــادة الـنـظـر فــي طـريـقـة تشغيل خــطــوط نـقـل الــطــاقــة مـــن مـنـاطـق اإلنــتــاج إلــــى ســـواحـــل الـــتـــصـــديـــر، خــصــوصــا خط التابالين مـن حفر الباطن فـي السعودية إلــى مصفاة الـزهـرانـي فـي جـنـوب لبنان، وأنـــبـــوب الـنـفـط الــعــراقــي مـــن كـــركـــوك إلـى مصفاة طـرابـلـس فـي شـمـال لـبـنـان. وهي فـرصـة ذهبية للبنان، دولـــة وشـعـبـا، بأن يستعيد دوره االقتصادي التاريخي على ســـاحـــل املـــتـــوســـط. وهـــــذا يــفــتــرض إعــــادة بـنـاء سلطة سياسية جـديـدة قـــادرة على استعادة الثقة العربية بدوره. ديسمبر (كانون األول) 8 وعليه، في ، أعــــــادت شـــعـــوب املـنـطـقـة اكـتـشـاف 2024 الجغرافيا بممراتها اآلمـنـة ومصالحها املـــشـــتـــركـــة، بــعــد نــصــف قــــرن اســتُــخــدمــت خــــــ لــــــه لــــتــــصــــديــــر األزمــــــــــــــــات والــــعــــنــــف واملخدرات. OPINION الرأي 12 Issue 16838 - العدد Friday - 2025/1/3 اجلمعة الفنانون السوريون وفخ المزايدات عربة أمام الحصان ممرات الشرق اآلمنة ما بعد األسد وكيل التوزيع وكيل االشتراكات الوكيل اإلعالني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] املركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 املركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى اإلمارات: شركة االمارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 املدينة املنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب األولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية املوجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها املسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة ملحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي باملعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com مصطفى فحص أعادت المنطقة اكتشاف ممرات مصالحها المشتركة بعدما استُخدمت نصف قرن لتصدير األزمات والعنف والمخدرات آمال موسى أنطوان الدويهي

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==