10 أخبار NEWS Issue 16838 - العدد Friday - 2025/1/3 اجلمعة ASHARQ AL-AWSAT أبرزها غياب االستقرار السياسي في الداخل والحمائية األميركية وحروب الخارج 2025 ماكرون في مواجهة تحديات داخلية وخارجية في فـــــي كـــلـــمـــتـــه الـــتـــقـــلـــيـــديـــة لــلــفــرنــســيــن عشية رأس السنة الجديدة، سعى الرئيس الــــفــــرنــــســــي الســــتــــنــــهــــاض مــــواطــــنــــيــــه بــعــد عـــام تـمـيـز بــانــعــدام االســـتـــقـــرار الـسـيـاسـي، وخـسـارتـه املــدويــة لـانـتـخـابـات األوروبــيــة والتشريعية، وصعود نجم اليمي املتطرف الـــذي يقترب بشكل خطير مـن االسـتـحـواذ على السلطة، وتفاقم أزمــة املديونية التي مليار يـورو»، 3300« بلغت أرقامًا قياسية وتــعــاقــب أربـــعـــة رؤســـــاء حــكــومــات فـــي عـام واحد، وسقوط ثالث حكوماته في البرملان، وتـــصـــاعـــد املــطــالــبــة بــاســتــقــالــتــه، والــعــجــز عـن إقـــرار امليزانية فـي الـبـرملـان. وخارجيًا، تــــواصــــلــــت املـــطـــالـــبـــة بـــانـــســـحـــاب الــــقــــوات الــفــرنــســيــة مـــن أفـــريـــقـــيـــا، فــانــضــمــت تـشـاد والـسـنـغـال إلـــى دول الـسـاحـل الــثــاث التي أُغــلــقــت الــقــواعــد الـفـرنـسـيـة عـلـى أراضـيـهـا «مـالـي وبـوركـيـنـا فـاسـو والـنـيـجـر». فضل عـــن ذلـــــك، تـــضـــاءل نـــفـــوذ فـــرنـــســـا، الـعـضـو املـــؤســـس لــلــمــشــروع األوروبــــــــي بــالــشــراكــة مــع أملــانــيــا، داخــــل االتـــحـــاد؛ بـسـبـب ضعف إيــمــانــويــل مـــاكـــرون فـــي الــــداخــــل، ومـشـاكـل بلده االقتصادية. وبــــــاخــــــتــــــصــــــار، فـــــــــإن بـــــــاريـــــــس تـــجـــد ، بمواجهة تحديات 2025 نفسها، فجر عام استثنائية في الداخل والخارج. من هنا، فإن كلمة ماكرون التي تابعها عشرة مليي شخص، كانت مرتقبة ليعرف الـفـرنـسـيـون طبيعة املــســار الـــذي ستسلكه بـادهـم، ليس فقط فـي الـعـام الــذي انطلق، بل، على األقل، لألشهر الثلثي املتبقية من والية ماكرون الثانية، التي تنتهي في ربيع .2027 عام بـالـنـظـر ملـــا ســبــق، كــــان عــلــى الـرئـيـس الفرنسي أن يـحـارب مـوجـة الـتـشـاؤم التي لها الغلبة حاليًا، ولـذا لم يتردد في تأكيد أن «املـــســـتـــحـــيـــل لـــيـــس فـــرنـــســـيـــ»، مُــــذكّــــرًا بنجاح األلعاب األوملبية والباراملبية التي استضافتها بلده، الصيف املاضي، والتي «دخلت التاريخ». كما ذكّر بالنّجاح السريع فــــي تـــرمـــيـــم كـــاتـــدرائـــيـــة نـــــوتـــــردام، ضـحـيـة حريق كبير التهم أجزاء كبيرة منها. وفــــــــــي الــــــحــــــالــــــتــــــن، بــــــــــــرزت فــــرنــــســــا، وعاصمتها بــاريــس، فـي أبـهـى حـلّــة لهما. ولـم تفُته اإلشـــارة إلـى االحـتـفـاالت الدولية الواسعة التي استضافتها فرنسا بمناسبة ثماني عامًا على إنـزال الحلفاء في منطقة النورماندي «شمال غربي البلد»، وإنهاء االحتلل النازي األملـانـي. وخلصته دعوة مـواطـنـيـه لـلـبـقـاء «مـتـحـديـن ومـتـضـامـنـن وحازمي» ملواجهة التحديات املقبلة. يـتـمـثّــل الــتــحــدي األول، وفـــق مــاكــرون نـــفـــســـه، فــــي «مـــواجـــهـــة انــــعــــدام االســـتـــقـــرار الـــــســـــيـــــاســـــي». ولـــــلـــــمـــــرّة األولــــــــــــى، اعــــتــــرف بـــمـــســـؤولـــيـــتـــه بـــســـبـــب قــــــــــراره فـــــي يـــونـــيــو (حــــزيــــران) املـــاضـــي حـــل املـجـلـس الـنـيـابـي. وقـــال فــي كلمته للفرنسيي: «يـتـعـن علي أن أعــــتــــرف هـــــذا املــــســــاء بـــــأن حـــــل الـــبـــرملـــان أفـضـى، حتى الـيـوم، ملزيد مـن االنقسامات فــي الجمعية الـوطـنـيـة، أكــثـر مـمـا وفـــر من حلول»، مضيفًا: «آمل أن يكون العام املقبل عام التعافي الجماعي، عام االستقرار، عام (الــتــوصــل) إلـــى تـسـويـات سليمة، واتـخـاذ القرارات الصحيحة لخدمة الفرنسيي». بيد أن ما بي التمني والواقع مسافات شـــاســـعـــة؛ إذ إن حـــكـــومـــة فـــرنـــســـوا بـــايـــرو الـجـديـدة، التي وُلـــدت فـي عملية قيصرية، تـبـقـى رهـيـنـة تـــوافـــق املــصــالــح بـــن اليمي املتطرف، وتحالف أحزاب اليسار والخضر، الذي أسقط حكومة سلفه ميشال بارنييه. والـــيـــوم، يــبــدو مـــاكـــرون الــطــرف السياسي األضعف، حيث إن القرارات راحت تؤخذ في البرملان، وليس في القصر الرئاسي. وثــمّــة ورقـــة يستطيع األخــيــر اللجوء إليها، وهي حل البرملان مرة ثانية بدءًا من شـهـر يـولـيـو (تـــمـــوز) املـقـبـل. إال أن خطوة كـــهـــذه الـــتـــي يـتـيـحـهـا الــــدســــتــــور، سـتـكـون محفوفة باملخاطر؛ ألن خسارة االنتخابات مـجـددًا تعني أن مــاكــرون لـن يجد مخرجًا مــنــهــا ســـــوى االســـتـــقـــالـــة؛ ألنـــهـــا لــــن تـعـنـي وجود أزمة سياسية فحسب، بل أزمة نظام. مـــــن هــــنــــا، فـــــــإن الــــرئــــيــــس الـــفـــرنـــســـي، الـــســـاعـــي الســـتـــعـــادة املـــــبـــــادرة الــســيــاســيــة ولـهـامـش مــن الــتــحــرك، لــــوّح بـالـلـجـوء إلـى االستفتاء الشعبي بقوله: «سيكون علينا أن نُـــحـــدّد خــيــاراتــنــا بـالـنـسـبـة لـاقـتـصـاد والـديـمـقـراطـيـة واألمـــن ومستقبل أبنائنا؛ إذ إن االزدهــــار والــســام لـربـع الـقـرن املقبل مــرهــونــان بـمـا نــقــرره الـــيـــوم. لــــذا، سأطلب أن تعمدوا إلـى الحسم 2025 منكم في عـام في عدد من هذه املواضيع». لـــكـــن مــــاكــــرون اكـــتـــفـــى بــالــعــمــومــيــات، والــــخــــوف األكــــبــــر أن يـــتـــحـــول االســـتـــفـــتـــاء، بالنسبة ملعارضيه، إلى فرصة لوضع حد لـــواليـــتـــه. والــجــمــهــوريــة الــفــرنــســيــة تـعـرف سـابـقـة مـــن هـــذا الـــنـــوع؛ فــالــجــنــرال ديـغـول ؛ ألنــــه خسر 1969 خــــرج مـــن الــســلــطــة عــــام االستفتاء الذي أقره حول تحديث السلطات في فرنسا. ويبقى هـذا الخطر جاثمًا رغم أن الـــدســـتـــور ال يـــلـــزم رئـــيـــس الـجـمـهـوريـة بـــاالســـتـــقـــالـــة. إال أن خــــســــارة االســـتـــفـــتـــاء ســتــعــنــي مــــزيــــدًا مــــن الـــضـــعـــف الــســيــاســي، وتــكــبــيــل يـــديـــه، وحـــرمـــانـــه مـــن أي مـــبـــادرة جدية. فجوة الميزانية سينعقد، صباح الثلثاء، أول اجتماع للحكومة في قصر اإلليزيه. وسيكون امللف األول والـــــحـــــارق، اتّــــخــــاذ قــــــرار بـخـصـوص التي تأخر إقرارها بسبب 2025 ميزانية عام اســتــقــالــة الــحــكــومــة الـــســـابـــقـــة. والــــحــــال، أن مشكلة بـايـرو أنــه يتعي عليه العثور على مليار يورو، الذي يُجسّد الفارق بي 60 مبلغ مداخيل الدولة ومصاريفها. وثــمــة انـقـسـامـات عــامــوديــة بــن الكتل حــــول كـيـفـيـة ردم الـــفـــجـــوة، بـــن مـــن يـطـالـب بــفــرض ضـــرائـــب عـلـى الــشــركــات واألثـــريـــاء، ومــن يـدفـع بـاتـجـاه خفض النفقات العامة. وتــــنــــظــــر املــــفــــوضــــيــــة األوروبـــــــــيـــــــــة، ومـــعـــهـــا مــؤســســات الـتـصـنـيـف الـــدولـــيـــة، بـكـثـيـر من القلق إلــى مـا سـتـقـرره الحكومة الفرنسية. ومشكلة باريس أن تراجع تصنيف الديون الـفـرنـسـيـة سـيـعـنـي ارتـــفـــاع كـلـفـة املـديـونـيـة الـــتـــي تـلـتـهـم حــالــيــ مـــا يـــزيـــد عــلــى خمسي مــلــيــار يـــــورو مـــن املـــيـــزانـــيـــة. إال أن مـــاكـــرون يعارض فرض ضرائب جديدة؛ ألنه حريص عـــلـــى مــــا يــســمــيــه «قــــــــدرة جـــــذب االقـــتـــصـــاد الفرنسي» للستثمارات الخارجية. وقــــــال فــــي كــلــمــتــه إنـــــه «ســيــســهــر عـلـى ذلـــــــك». بـــيـــد أن الـــتـــحـــدي، فــــي نــــظــــره، لـيـس فـرنـسـيـ فـحـسـب، بــل هــو أوروبـــــي. وال شك أنه سيستفحل مع عـودة الرئيس األميركي املــعــاد انـتـخـابـه، دونــالــد تــرمــب، إلـــى البيت األبيض. وما تخشاه فرنسا من قيام حرب تجارية مع الـواليـات املتحدة؛ إذ أكّــد ترمب في املائة من الرسوم 20 إلى 10 أنه سيفرض اإلضافية على البضائع الخارجية الداخلة إلى بلده، ومنها الفرنسية واألوروبية. وقال ماكرون بهذا الخصوص: «يتعي على األوروبـيـن أن يتخلّوا عن سذاجتهم. لـذا، يجب أن نقول ال لقواني التجارة التي سنّها اآلخرون، والتي ما زلنا نحترمها نحن فـقـط. ويـجـب أن نـقـول (ال) لـكـل مــا يجعلنا معتمدين على اآلخـريـن، دون مقابل ودون التحضير ملستقبلنا». وفـــي هـــذا الـسـيـاق، أشــــــارت الــبــاحــثــة االقـــتـــصـــاديـــة، بـيـاتـريـس ماتيو، إلى أن صادرات فرنسا إلى الواليات مليار 45.2 ، املـتـحـدة بـلـغـت، الــعــام املــاضــي يــــورو، وأن الـسـيـاسـة الـحـمـائـيـة األمـيـركـيـة ستضر كثيرًا بالصادرات الفرنسية، فضل عـــن أن قـــيـــام حــــرب تـــجـــاريـــة بـــن الـــواليـــات املتحدة والصي ستكون أوروبا ضحيتها. الدفاع عن المصالح الفرنسية يــــريــــد مــــــاكــــــرون أن تــــتــــوقّــــف الــــقــــارة األوروبـــــــيـــــــة عـــــن «إيــــــكــــــال املـــحـــافـــظـــة عـلـى أمـنـهـا والـــدفـــاع عـنـه إلـــى قـــوى خــارجــيــة». كـذلـك، يريد لـبـاده أن «تـكـون أقــوى وأكثر اســتــقــالــيــة إزاء فـــوضـــى الـــعـــالـــم»، مُـــذكّـــرًا بـالـحـروب فـي أوكـرانـيـا والــشــرق األوســـط، والـــتـــحـــوالت فـــي ســــوريــــا، واإلرهــــــــاب «فــي محيطنا»، فـضـا عـن الـتـدخـات الروسية املباشرة في االنتخابات األوروبية، كما في جورجيا ومولدوفا ورومانيا، ما يهدد، في نظره أمن ومسار الديمقراطيات األوروبية. لـــــذا، فـــإنـــه يـــدعـــو ألن تـــواصـــل فـرنـسـا «االســـتـــثـــمـــار فـــي دفــاعــهــا وتـسـلـيـحـهـا من أجـــــل املـــحـــافـــظـــة عـــلـــى ســـيـــادتـــهـــا وحــمــايــة مصالحها وأمـــن مـواطـنـيـهـا». ومـــا يـريـده لفرنسا يطالب بمثله االتــحــاد األوروبــــي، الذي يتعي عليه أن «يسارع الخطى لتولي مسؤولية دفاعه وأمنه وحــدوده. وهـذا ما ناضلت من أجله لسنوات عديدة، وما بدأنا فـــي بـنـائـه مـــع شـركـائـنـا األوروبــــيــــن، ومـا سنواصل القيام به». بــــيــــد أن الــــــدعــــــوة شــــــــيء، والـــتـــنـــفـــيـــذ الـــعـــمـــلـــي شـــــيء آخـــــــر. ومـــشـــكـــلـــة مــــاكــــرون، وفرنسا، اليوم أن صوته لم يعد مسموعًا فـي أوروبــــا. إال أن عـــودة تـرمـب إلــى البيت األبيض وعلقته اإلشكالية باألوروبيي، وبـــالـــحـــلـــف األطـــلـــســـي، والـــضـــبـــابـــيـــة الــتــي تحيط بالسياسة الـتـي يـنـوي الـسـيـر بها إزاء روســـيـــا، ومــــدى الــتــزامــه بــالــدفــاع عن األوروبــــيــــن، تـعـطـي دعـــــوات مـــاكـــرون قـوة ومــعــنــى إضـــافـــيـــن. لــكــن أوروبــــــا منقسمة على نفسها؛ بـن مـن هـو متمسك باملظلة األطـــلـــســـيـــة وال يـــريـــد الــتــخــلــي عــنــهــا بـــأي ثمن، ومن يستشعر حاجة أوروبـا لتعزيز دفاعاتها الخاصة. مـا سبق غيض مـن فـيـض؛ فتحديات الداخل لها عناوين إضافية، مثل االرتقاء بـالـخـدمـات؛ كــاملــدرســة، والـصـحـة، والـقـوة الــــشــــرائــــيــــة لــــلــــشــــرائــــح األكــــــثــــــر هـــشـــاشـــة، ومـــواجـــهـــة نـــتـــائـــج اإلعــــصــــار الــــــذي ضـــرب مقاطعة مـايـوت، وتعزيز األمــن، ومحاربة التهريب واملخدرات. ومن عناوين تحديات الخارج، املحافظة على النفوذ الفرنسي في أفريقيا، واستعادة قدرة التأثير على القرار األوروبــــي الـتـي بـــرزت مـحـدوديـتـه مـؤخـرًا، عندما لم تتردد رئيسة املفوضية األوروبية فــي الـتـوقـيـع عـلـى اتـفـاقـيـة «مـــاركـــو ســور» للتبادل الـتـجـاري الـحـر بـن أوروبــــا ودول أميركا اللتينية، رغم املعارضة الفرنسية. شاشات تنقل خطاب ماكرون بمناسبة السنة الجديدة في باريس (أ.ف.ب) باريس: ميشال أبونجم سعى ماكرون في خطابه بمناسبة العام الجديد إلى استنهاض مواطنيه وحث األوروبيين على الدفاع عن مصالحهم مقابل مطالبات تدعو ميرتس لتغيير سياسة ألمانيا حالة فوزه... وشولتس يحذر من لعبة الروليت الروسية برلين تؤيد التواصل مع موسكو إلنهاء الحرب األوكرانية من خالل المفاوضات أعـــــربـــــت زعــــيــــمــــة الـــــحـــــزب االشــــتــــراكــــي الديمقراطي في أملانيا، زاسكيا إسكن، عن تأييدها إلجـراء مزيد من املكاملات الهاتفية مــن املـسـتـشـار األملـــانـــي أوالف شـولـتـس إلـى الـرئـيـس الــروســي فـاديـمـيـر بــوتــن. وقـالـت إيسكن في مقابلة مع «وكالة األنباء األملانية» بشأن الـحـرب ضـد أوكـرانـيـا: «يتعي إجــراء هذه املحادثات مـرارًا من أجل استكشاف ما يمكن القيام بـه حتى يتوقف القتل واملــوت في النهاية»، مضيفة في املقابل أنها ال ترى حاليًا أن حدوث أي لقاء شخصي بي بوتي وشولتس سيكون مجديًا، وقالت: «طاملا أن املواقف كما هي، فمن املؤكد أنه يكفي إجراء مكاملة هاتفية». يــذكــر أن شــولــتــس أجــــرى فـــي نوفمبر (تشرين الثاني) املاضي محادثات مع بوتي عبر الهاتف ألول مـرة منذ أكثر مـن عامي، وتعرض النتقادات بسبب ذلـك من الرئيس األوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكذلك من شـركـاء الناتو فـي شـرق أوروبـــا ومـن بعض األحزاب األملانية. وأشادت إسكن باملكاملة الهاتفية ألنها أوضحت موقف بوتي، وقالت: «ليس هناك أي استعداد التخاذ خطوات للنظر في وقف إطلق النار». وذكرت إسكن أن العدوان الروسي على أوكـــرانـــيـــا ال يـــــزال بـــا هــــــوادة، مــوضــحــة أن هذا يمكن رؤيته أيضًا في استعانة روسيا بجنود مـن كـوريـا الشمالية، وأضــافــت: «ال ينبغي لنا أن نتجاهل هذا الوضع ونتحدث اآلن عـن وقــف إلطـــاق الــنــار، وهــو أمــر ليس مــطــروحــ عـلـى الــطــاولــة فـي الـوقـت الـحـالـي ألن بــوتــن لـيـس مـسـتـعـدًا لــــه». فـيـمـا ترغب الخبيرة الدفاعية األملانية، مـاري - أغنيس شـتـراك - زيـمـرمـان، مـن الـحـزب الديمقراطي الـــحـــر الـــلـــيـــبـــرالـــي، فــــي أن يـــقـــوم فـــريـــدريـــش ميرتس، السياسي املحافظ الذي يسعى ألن يصبح مستشارًا، بإعادة النظر في سياسة أملانيا تجاه أوكرانيا إذا فاز في االنتخابات. وقـالـت شـتـراك - زيـمـرمـان، فـي مقابلة مع مجموعة «فونكه» لبودكاست: «يحظى فـريـدريـش ميرتس اآلن بفرصة ألن يصبح مـسـتـشـارًا عظيمًا إذا فـعـل عـكـس مــا يفعله (املستشار األملاني) أوالف شولتس». وأشـــارت إلـى أن هـذه الفرصة للتغيير تـــــتـــــجـــــاوز ســـــيـــــاســـــة أوكــــــــرانــــــــيــــــــا، لـــتـــشـــمـــل استراتيجية أملانيا االقتصادية وغيرها من املجاالت الحيوية. وأعربت عن فضولها لرؤية ما إذا كان ميرتس سيملك الشجاعة التخاذ إجــراءات جـريـئـة، مـحـذرة مـن أن عــدم الـقـيـام بـذلـك قد تكون له عواقب «دراماتيكية تاريخيًا». واعــتــرفــت إســكــن بـــأن شـولـتـس يسعى أيـــضـــ إلــــى إجــــــراء مـــحـــادثـــات مـــع دول مثل الهند والـبـرازيـل مـن أجـل املضي قدمًا نحو إنهاء الحرب الروسية، وقالت: «ال يتم حسم الحرب في ساحة املعركة، بل في النهاية عن طـريـق املـــفـــاوضـــات.... يجب أن تـكـون هناك خيوط للمحادثة ومعرفة من يمكن االعتماد عليه وكــيــف». ومـــع ذلـــك، ال تـــرى إسـكـن في املستشار وسيطًا بـن بوتي وزيلينسكي، وقـــالـــت: «أعـتـقـد أن الــوســطــاء فــي مـثـل هـذه املـــواقـــف لــيــســوا فـــي الـــعـــادة قـــــادة دول، وال مـسـتـشـاريـن، وال رؤســـــاء، بــل هــم أشـخـاص مــن الـصـف الــثــانــي»، مضيفة فــي املـقـابـل أن شولتس «سيضطلع بالتأكيد بـــدور مهم» في تنظيم مثل هذه املحادثات. ومـــــــن املـــــقـــــرر أن يــــتــــوجــــه الـــنـــاخـــبـــون فبراير 23 األملــان إلـى صناديق االقـتـراع في (شباط) في انتخابات ستحدد من سيكون املستشار املقبل. ويــرى كثر أن ميرتس هو املـــرشـــح األوفـــــر حـظـ ألن يـصـبـح املـسـتـشـار الـتـالـي لـلـبـاد. وتــدعــو شــتــراك - زيـمـرمـان، التي تشغل منصب رئيسة اللجنة الفرعية لـ مـن والــدفــاع فـي الـبـرملـان األوروبـــــي، منذ فـتـرة طويلة إلــى مـزيـد مـن الـدعـم العسكري ألوكــــرانــــيــــا، بــمــا فـــي ذلــــك تــقــديــم صـــواريـــخ كــروز «تــــاوروس». ومـع ذلــك، قــاوم شولتس هذا الطلب، رافضًا تخفيف القواعد املتعلقة بـــاســـتـــخـــدام األســـلـــحـــة األملــــانــــيــــة فــــي دفــــاع أوكرانيا ضد روسيا. وكان شولتس قد اتهم ميرتس باتباع خــــط ســـيـــاســـي مـــحـــفـــوف بـــاملـــخـــاطـــر بــشــأن ســيــاســة أوكــــرانــــيــــا، مــشــيــرًا إلــــى أن مـوقـف ميرتس املؤيد لتسليم صواريخ «تاوروس» البعيدة املـــدى إلــى أوكـرانـيـا يـعـرض البلد لخطر التصعيد مع القوة النووية (روسيا). وقــــال شــولــتــس: «يـمـكـنـنـي فـقـط أن أقـــــول... كونوا حذرين، ال تلعبوا الروليت الروسية مع أمن أملانيا». موسكو وضخ الغاز من جانب آخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الخميس، أن مسؤولية وقف ضـخ إمــــدادات الـغـاز الــروســي عبر أوكـرانـيـا إلــــــى أوروبــــــــــــا، تـــقـــع عـــلـــى عــــاتــــق واشـــنـــطـــن وكـيـيـف. وقــالــت املـتـحـدثـة بـاسـم الخارجية الــروســيــة، مــاريــا زاخــــاروفــــا، فــي بــيــان: «إن مـــســـؤولـــيـــة وقـــــف إمـــــــــدادات الــــغــــاز الـــروســـي تـتـحـمـلـهـا بــشــكــل كـــامـــل الــــواليــــات املــتــحــدة ونظام كييف وسلطات الدول األوروبية التي ضحت برفاهية مواطنيها مـن أجــل تقديم الدعم املالي للقتصاد األميركي»، بحسب ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية لألنباء. وأضـــافـــت زاخــــاروفــــا، أن كـيـيـف قـــررت وقـــــف ضــــخ الــــغــــاز مــــن روســــيــــا إلـــــى ســكــان الـدول األوروبية، على الرغم من وفاء شركة «غازبروم» الروسية بالتزاماتها التعاقدية. وقال البيان إن «وقف إمدادات مصادر الطاقة الــروســيــة الـتـنـافـسـيـة والــصــديــقــة للبيئة ال يــضــعــف اإلمـــكـــانـــات االقـــتـــصـــاديـــة ألوروبـــــا فحسب، بل له أيضًا تأثير سلبي كبير على مستوى معيشة املواطني األوروبيي». وأشـــــــــــار الـــــبـــــيـــــان إلــــــــى أن «الـــخـــلـــفـــيـــة الـجـيـوسـيـاسـيـة» لـــقـــرار كـيـيـف عـــدم تمديد اتــفــاق نـقـل الــغــاز الــروســي إلـــى أوروبــــا عبر أراضـي أوكرانيا ليست سوى حجة شكلية، موضحة أن الـواليـات املتحدة هي املستفيد الــرئــيــســي مـــن «إعـــــــادة تـــوزيـــع ســــوق طـاقـة الـعـالـم الـقـديـم». وأعـلـنـت شـركـة «غــازبــروم» الروسية، األربعاء، انتهاء اتفاق توريد الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، موضحة أن ذلـــــك بــســبــب عـــــدم امـــتـــاكـــهـــا اإلمـــكـــانـــيـــة التقنية والقانونية. استهدافات روسية قــالــت روسـيـا الـخـمـيـس إنــهــا هاجمت مــنــشــآت طـــاقـــة فـــي أوكـــرانـــيـــا تـــدعـــم مجمع الــصــنــاعــات الـعـسـكـريـة فـــي كـيـيـف. وذكــــرت وزارة الـــــدفـــــاع الــــروســــيــــة أنـــهـــا اســتــهــدفــت بـــــالـــــقـــــوات الــــجــــويــــة والــــــطــــــائــــــرات املــــســــيّــــرة والــــــصــــــواريــــــخ واملــــدفــــعــــيــــة مــــنــــشــــآت طـــاقـــة ومـــــطـــــارات عـــســـكـــريـــة وأفــــــــــرادًا مــــن الــجــيــش األوكـــرانـــي فــي مــواقــع مـتـعـددة خـــال األربـــع والعشرين ساعة املاضية. وتـعـلـن روســيــا بشكل مـتـكـرر عــن مثل تلك الـضـربـات، ووصـفـت آخـر سلسلة منها بأنها رد على استخدام أوكرانيا لصواريخ زودتـهـا بها دول غربية لضرب مناطق في عمق األراضــــي الـروسـيـة. وأضــافــت الـــوزارة أيـــضـــ أن الــــقــــوات الـــروســـيـــة أســقــطــت خــال 27 - الـلـيـل مـقـاتـلـة أوكـرانـيـة مـن طــــراز سـو طائرة مسيّرة وستة صواريخ من طراز 97 و هيمارس زودتها بها الواليات املتحدة. أوالف شولتس (وسط) مع ساسكيا إسكين (يسار) (د.ب.أ) برلين: «الشرق األوسط»
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==