issue16837
كـنـا فـــي ســـنـــوات مـاضـيـة نــقــول عـنـد رأس كـــل سنة جديدة إن السنة الراحلة قد حدث فيها كذا وكذا، وكانت صيغة الفعل كما تـرى هي صيغة المـاضـي، وكـان المعنى أن مـا شهدته قـد جـرى فيها وانتهى عندها، وأن علينا بالتالي أن نلتفت إلى السنة الجديدة. والسنوات الماضية المعنية ليست ماضية إلى الحد الـــذي يمكن أن نتصور معه أنـهـا بعيدة عنا كـل البُعد، فهي لم تكن كذلك؛ لأن بيننا وبينها كما سوف نرى رمية حجر. وإذا كنت أقــول «كُـنـا» فــأن الـزمـان قـد دار علينا دورتــه، فـإذا بنا نتطلع إلـى السنة التي بالكاد لملمت أغــراضــهــا، فــا نستطيع إخـضـاعـهـا لـقـوانـ السنين التي سبقتها. فهي نسيج زمني فريد في نوعه، وهي ليست ككل السنوات؛ لأننا عندما نتطلع إليها نجد أنفسنا عاجزين عـن الحديث عنها بصيغة الماضي. وكيف نتكلم عنها بهذه الصيغة بينما كـل مـا جرى فيها من الأحداث الكبرى لم يقع فيها ولم يتوقف عند آخرها؟ لقد جاءها زاحفاً نحوها من سنوات سابقة عليها، ثم غادرت هي لتترك من ورائها ما ورثته، ولم يكن أمامها إلا أن تُسلّم ما تسلمته هي! إن الـحـرب الـروسـيـة - الأوكـرانـيـة لـم تكن مـن بين بـنـات الـسـنـة المـــغـــادرة، ولا حـتـى كـانـت مــن بــ بنات الـسـنـة الـسـابـقـة عـلـيـهـا، ولـكـنـهـا اشـتـعـلـت فــي الــرابــع ، ثـم دامــت معنا 2022 ) والعشرين مـن فبراير (شـبـاط ومع العالم في السنة التالية، وهي مرشحة لأن تدخل مــن الـشـهـر المـقـبـل، إلا أن يشمل 24 عـامـهـا الــرابــع فــي الله هـذا العالم برحمته، وأن يفي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بوعوده، فيذهب مباشرةً إلى وقفها حين يدخل مكتبه البيضاوي في العشرين من هذا الشهر. وهــــكــــذا، فــإنــنــا حـــ نـتـطـلـع إلــــى الــســنــة المـنـقـضـيـة لنستعرض مـا كــان فيها مـن أخـطـاء لعلنا نتفاداها في مقبل الأيام، لا يمكننا اعتبار الحرب الروسية - الأوكرانية مما جرى في أيامها؛ لأن هذه الحرب إرث آل إليها وليس مما وقع فيها. فإذا رأينا أن الحرب الروسية - الأوكرانية من الزمن ،2024 المـــاضـــي، وأنــــه مـــن الـظـلـم أن نـضـعـهـا عـلـى كــاهــل فسوف نتعثر في حـرب أخــرى هي الحرب في الـسـودان، وسرعان ما سوف يتبين لنا أنها لا فرق بينها وبين حرب الروس والأوكرانيين، حتى ولو بدا لنا عند الوهلة الأولى أنها من بين بنات السنة التي انقضت وغادرت بالكاد. نتطلع إلى هذه الحرب في السودان، ولا نأسف على السنة المنقضية؛ لأنها جــاءت وفـي جعبتها الحرب بين الجيش الوطني الـسـودانـي و«قـــوات الـدعـم الـسـريـع»، ثم للمرة الثانية، وأنها لم تنجب 2024 نكتشف أننا ظلمنا الحرب في السودان، ولا صلة من صلت البنوة أو الأبوة أو الأمومة بينهما، وأنها سنة بريئة مما نظن أنها جاءت به على رؤوس الناس. نكتشف ذلك فل نعرف كيف نـداري خجلنا من هذه السنة التي غـادرت، فنجرب حظنا مع حرب الإبـادة التي تشنها حكومة التطرف في تل أبيب على الفلسطينيين في قطاع غزة. نفعل ذلك ونحن نتخيل أن السنة المنقضية لن تستطيع أن تكابر هذه المرة، إذا ما واجهناها بالحرب ألــفــ بـــ قتيل 150 الــتــي خـلـفـت وراءهــــــا مـــا يــزيــد عــلــى وجريح في القطاع. ،2023 ولكن هذه الحرب الثالثة هي كذلك من بنات ، وكل ما جرى 2024 ولا قرابة لها من أي نوع بينها وبين أن السنة الأخيرة جـاءت من رحم الغيب فوجدت الحرب عـلـى الـقـطـاع تنتظرها، فلما جمعت أشـيـاءهـا وأغلقت وراءهـا الباب، كانت الحرب مستمرة تأكل الفلسطينيين في غـزة، وكـان العالم واقفاً في مكانه يشجب في أقصى حالاته ويعترض. ســوف نصل فـي النهاية إلــى حصيلة مــؤداهــا أننا مدينون باعتذار للسنة التي ودّعناها قبل ساعات؛ لأنها لم تكن جانية في كل ما وضعناه على كتفيها، ولم تكن ساعية إلى حرب من الحروب الثلث، ولكنها كانت مجنياً عليها بلغة أهل القانون. ســـوف نـصـل إلـــى حصيلة تــقــول إنـــه لا تــوجــد سنة سيئة أو سنة جيدة، ولكن يوجد بشر هُم الذين يملون الـسـنـة بـمـا فـيـهـا، والــغــريــب أنــهــم يـضـيـقـون بـهـا إذا ما شارفت على نهايتها ويستعجلون رحيلها، وكأنها هي الـتـي فعلت أو هــي الـتـي ارتـكـبـت. تـأتـي الـسـنـة الـجـديـدة بدفتر أبيض لا شـيء فيه، ولكن الإنـسـان هو الــذي يمل دفترها بما يمارسه في حق أخيه الإنسان. ) جانباً 2010-1935( كــرّس د. محمد عابد الجابري مـهـمـ مــن أبــحــاثــه لـــدراســـة الـــفـــارق بــ الـذهـنـيـة العربية ونـظـيـرتـهـا الــغــربــيــة. ومِـــثـــل ســائــر الـــذيـــن درســـــوا تـاريـخ المعرفة، يعتقد الجابري أن كلً من العقلين العربي والغربي تشكّل في سياق تجربة تاريخية طويلة، أعطت كلً منهما بنيته الخاصة المتمايزة عن غيره. نــعــرف أن بـعـض الـبـاحـثـ حــــاول الـنـظـر فــي فـــوارق بيولوجية بـ الأعـــراق والأقـــوام تؤثر على حجم الدماغ وطريقة عمله، بل إن بعض قدامى الكُتاب المسلمين اعتقد أن المـنـاخ، ولا سيما مــدة الليل والـنـهـار ودرجـــة الـحـرارة، يؤثر هو الآخــر على القابليات العقلية. ومـن هـذا القبيل ما ذكـره المسعودي في «التنبيه والإشـــراف» من أن أفهام الأوروبيين بليدة، بسبب شدة البرد عندهم، فكلما اتجهنا شمالاً؛ حيث البرد أشدّ، وجدنا سكانه أكثر غباء وجفوة. وأرى أن قــول المـسـعـودي - ومثله ابــن خـلـدون وآخــــرون - منقول عن آخرين، أو هو كـام سائر في المجتمع، وليس نتيجة ملحظة مباشرة أو دراسة ميدانية. وعلى أي حال، فهذه التقديرات لم تثبت قط، رغم أنها كانت تبرز بـ حـ وآخـــر، ولا سيما فـي ظــروف الأزمــة، ولـهـذا فليست ذات شــأن أو تـأثـيـر. أمــا الـــرأي المــرجّــح في الــوســط الـعـلـمـي فـهـو الأول الـــذي يَـنـسـب تشكل الذهنية الخاصة للمجتمع؛ أي مـا يسمى «العقل الجمعي»، إلى التجربة التاريخية لهذا المجتمع. وهذا أيضاً سبب التمايز بــ المـجـتـمـعـات الــتــي تـتـفـق فــي الـذهـنـيـة الــعــامــة، لكنها تختلف فــي بـعـض الـتـفـاصـيـل؛ مـثـل اخــتــاف المجتمعات العربية فـي طــرق العيش والتعبير عـن الــــذات، رغــم أنها جـمـيـعـ تــتــفــق فـــي الـــخـــطـــوط الـــعـــامـــة لــلــثــقــافــة والـتـفـكـيـر ومعايير السلوك. تـحـدّث الـجـابـري عـن ثـاثـة أركـــان أسهمت فـي صنع الـعـقـل الــعــربــي هـــي الـعـقـيـدة والـقـبـيـلـة والـغـنـيـمـة. وأريـــد التركيز في هذه السطور على الركن الثاني (القبيلة) الذي يـرمـز لمعنى يتجاوز وصــف القبيلة، السائد الـيـوم، فهو يشير، فـي الـجـوهـر، إلــى معنى الجماعة المـتـرابـطـة، ذات الهيكلية الهرمية / الأبــويــة، الـتـي يشد أجــزاءهــا تصور عن الــذات المشتركة والتاريخ المشترك، وليس بالضرورة عن التوافق الفكري أو الأهــداف، إنها إذن أقـرب إلى نظام بــيــولــوجــي (عـــائـــات مــتــحــدة) ولــيــس شـــرائـــح أو أطـيـافـ متوافقة. الـنـظـر مــن هـــذه الـــزاويـــة ربـمـا يُـسـهـل فـهـم الـسـر وراء صرف معنى «العقل»، عند علماء اللغة العرب، إلى الربط والعقد، وليس التفكيك وإعادة التركيب، كما هو المتبادر من معنى التفكير. وهــي، إضـافـةً لذلك، تكشف عن سبب الحساسية الشديدة التي تُظهرها الذهنية العربية إزاء مخالفة التيار العام أو التمرد على التوافقات الاجتماعية. بعبارة أخرى، فإن هذه الذهنية مشغولة، في المقام الأول، بـالمـحـافـظـة عــلــى الـــوحـــدة والانـــســـجـــام، ولـــيـــس بـصـنـاعـة الفكرة الجديدة، التي ينبغي أن تنطوي، بالضرورة، على تعارض مع السائد والمتعارف. الجماعة والمحافظة على وجودها هما محور التفكير العربي فـي الـــذات. الــذات هنا لا تتجلى إلا بوصفها ذاتـ جمعية. وبهذا المضمون فإن الرابطة التي تجمع أعضاءها إلـــى بعضهم، تشكلت فــي المــاضــي، وهـــم حـريـصـون على عدم مساءلتها أو تحدّيها؛ لأنهم بهذا يهددون وحدتهم والرابطة التي تجمع بينهم. من هنا نعرف لماذا لا يتقبل المجتمع العربي الأفراد المستقلين والأفكار المعارضة للقيم الـسـائـدة والمـــوروثـــة، ولمـــاذا يُتهم الـذيـن يخالفون أعــراف المجتمع وقناعاته بأنهم معقّدون أو مرضى نفسيون أو عـمـاء لـأجـانـب أو سـاعـون للشهرة، ولمـــاذا يتقبل عامة الـــنـــاس هـــذه الاتـــهـــامـــات ولا يـسـتـنـكـرونـهـا، رغـــم أنــهــا قد تطولهم بالسوء إذا تجرأوا على الاختلف. حسناً... هل هذا أمر طيب أم سيئ؟ أظــــن أن الــــجــــواب يـــبـــدأ بــتــحــديــد الأولـــــويـــــات؛ أي مـا الـــذي نـريـده أولاً: وحـــدة الجماعة وراحـــة بـالـهـا، أم استنهاض العقول وتجديد الفكر والحياة. ربما نقول إن لـكـل مـــن الــخــيــاريــن زمـــنـــه، لـكـن المـــؤكـــد أن جمعهما مستحيل. اختيار العقل يعني اختيار الفرقة، واختيار الوحدة يعني تقبّل الجمود. تشكو مـراكـز الأبـحـاث مـن ضبابية في الـــرؤيـــة. تـوقـعـات الـعـامـ المــاضــيــ ، منيت بـالـخـيـبـة. حــــدث مـــا لـــم يــكــن فـــي الـحـسـبـان. منذ أعلن الرئيس الروسي فلديمير بوتين عــن اعــتــرافــه بـاسـتـقـال منطقتي دونيتسك ولوغانسك، ونشر قواته فيهما، وكـرة النار تتدحرج. العقوبات ضد روسيا انقلبت ضد أكتوبر 7 أوروبــــا، وزلــزلــت المـعـايـيـر. أحـــداث ومـا تبعها من مجازر 2023 ) (تشرين الأول فـــي غــــزة، مـسـتـمـرة رغـــم مــــرور سـنـة ونـيـف، غيرت الجغرافيا حولها، وأصـداؤهـا تتردد فــي كــل الـعـالـم. صـــارت الــحــرب فــي أوكـرانـيـا والـشـرق الأوســـط، مركز الاهـتـمـام، ودينامو التحولات. مـن كــان يعتقد أن حــرب غــزة ستتحول إلـــــى إبـــــــــادة؟ مــــن تـــصـــور أن تــطــيــح الـــحـــرب الإسرائيلية على لبنان بقيادات «حزب الله» بالجملة؟ أو أن تنطفئ نار المعارك في لبنان، ليبدأ هجوم المعارضة في سوريا، وينتهي الأمـــر فـي غـضـون أيـــام بـهـروب بـشـار الأســد؟ هل ثمّ من كان يعتقد أن أبو محمد الجولاني سيصبح نجم الحقبة، وقائد تحرير سوريا، وزعيمها الجديد؟ أو أن تركيا ستصل يوماً إلى حدود إسرائيل؟ كـثـيـر هـــذا عـلـى سـنـة واحـــــدة. الأحــــداث أسرع من قدرتنا على اللحاق بها، أو تصور ما بعدها! الـــتـــغـــيـــرات هـــائـــلـــة فــــي أمــــاكــــن كـــثـــيـــرة. بلداً خـال العام الماضي، 60 اقترع أكثر من وهـــي فـــي غـالـبـيـتـهـا انـقـلـبـت عـلـى حـكّـامـهـا، بـمـن فـــي ذلـــك نـاخـبـو أمــيــركــا، الـــذيـــن قـــرروا إعــادة الجمهوريين، باختيار دونـالـد ترمب رغــــم كـــل مـــا تـثـيـر شـخـصـيـتـه مـــن مـــخـــاوف، ومــــزاجــــيــــتــــه مـــــن قــــلــــق. إنــــهــــا الانــــتــــخــــابــــات الــرئــاســيــة الأمــيــركــيــة الـثـالـثـة عـلـى الـتـوالـي التي يخسر فيها الحزب الحاكم، وهذا نادر. في بريطانيا عـاد حـزب العمّال إلـى السلطة عـامـ مــن الـغـيـاب. فــي فـرنـسـا خسر 14 بـعـد تحالف الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، وتقدم اليسار واليمين المتطرف، وهذا غريب. فـي ألمانيا فــاز اليمينيون المتطرفون للمرة الأولـــــى مــنــذ الـــحـــرب الــعــالمــيــة الــثــانــيــة. وفــي رومـــانـــيـــا والـــبـــرتـــغـــال والــنــمــســا أيـــضـــ تـقـدم اليمينيون المتشددون. أوروبا برمتها تذهب إلى مزيد من التطرف، ونبذ الهجرة، وتقييد الانفتاح، وتنحو صوب المحافظة والتقوقع. الشعبويون يفوزن ويفرضون إرادتهم على مدى القارة البيضاء. فـي الاسـتـفـتـاءات، يعبّر الناخبون عن سخطهم ورغبتهم في تغيير كبير. ما نراه مـــن نــتــائــج، يــأتــي بـسـبـب حــالــة احـتـجـاجـيـة عــــامــــة، أكــــثــــر مــــن كـــونـــهـــا مــــيــــولاً عــنــصــريــة واعـــيـــة لــــدى الــنــاخــبــ . يــقــال إن ثــمــة «كــآبــة عالمية»، «إحباطاً كونياً» بسبب الاهتزازات الاقــــــتــــــصــــــاديــــــة، والإحــــــــســــــــاس المـــســـتـــشـــري بالخوف. الــدول التي حكمها اليمين تختار الـــــيـــــســـــار، والــــعــــكــــسصــــحــــيــــح. فـــــي كــــوريــــا الـجـنـوبـيـة كـمـا جــورجــيــا، انـقـلـب الـنـاخـبـون على الأحزاب الليبرالية. في جنوب أفريقيا، خسر حزب المؤتمر الوطني، الثابت في الحكم، منذ انتهاء نظام الفصل العنصري. وفي اليابان خسر الحزب الديمقراطي الليبرالي، الحاكم منذ الحرب الــثــانــيــة، وكـــذلـــك فـــــازت المـــعـــارضـــة فـــي بنما وأوروغواي، واللئحة تطول. الإحــبــاط الـعـالمـي، لــدى الـشـعـوب، حتى الغنية، ليس مالياً فـقـط، ثمة شـعـور عــارم، بــــأن المـــؤســـســـات تـتـخـلـخـل، والــديــمــقــراطــيــة لا تـسـيـر عـلـى مـــا يـــــرام. لـلـمـرة الأولـــــى، نـرى الـشـعـوب الـتـي تـنـتـخـب، لا تمثلها نخبتها الحاكمة التي اختارتها. الناخبون يريدون شـيـئـ آخــــر، غـيـر مـــوجـــود، ربــمــا لـــم يتبلور بعد، فكراً مختلفاً، حلولاً مبتكرة، لم يجدوا مـــن لـــه الـــقـــدرة عـلـى صـيـاغـتـهـا، وتـنـفـيـذهـا. وفقاً لتقرير حالة الديمقراطية العالمية لعام ، فإن أربـع دول من أصل كل تسع دول، 2024 أصبحت أسوأ حالاً مما كانت عليه من قبل، من حيث الممارسات الديمقراطية، ولم تشهد سـوى دولــة واحــدة من كل أربــع دول تحسناً في الجودة، بحسب المستطلعين. هذا يعكس الـتـبـرم الشعبي الــعــام. إذ يـــزداد عــدد الــدول الـــتـــي تـــذهـــب إلــــى الــصــنــاديــق لــتــقــتــرع، لكن النتيجة ديمقراطية أقل. المـنـظـرون الاسـتـراتـيـجـيـون، هــم أيـضـ ، يبحثون عن زوايا جديدة في التحليل، لفهم واقع غير مسبوق. قـــد يـــكـــون مــحــقــ بــعــض الـــشـــيء يـوشـكـا فــيــشــر، وزيـــــر خـــارجـــيـــة ألمـــانـــيـــا الـــســـابـــق حين عاماً إلى الوراء، فل بد أن 26 كتب: «إذا نظرنا نعترف بأن تفكك الاتحاد السوفييتي، ونهاية الـــحـــرب الـــــبـــــاردة، لـــم يـكـتـبـا نــهــايــة الـــتـــاريـــخ، بـل بـدايـة لنهاية الـنـظـام الليبرالي الـغـربـي». فالضعف الأوروبي، الذي ظهر، بشكل خاص، بعد الحرب الأوكرانية، له مفاعيله. القيادة الأميركية للعالم مستمرة، وهي تــحــاول أن تـثـبـت نفسها بـشـتـى الـسـبـل، لكن النظام الذي بنته أميركا من مؤسسات دولية، وتحالفات، ينهار بعضه، ويحل مكانه بحسب أميتاف أشايا، الأستاذ في الجامعة الأميركية بواشنطن، نظام تـعـددي، تبقى فيه الولايات المتحدة مهيمنة مع وجود أقطاب أخرى قوية، تعيق قـدرتـهـا عـلـى بـسـط نـفـوذهـا بالطريقة الـــســـابـــقـــة. كـــثـــر يـــحـــاولـــون فـــهـــم مــــا يـسـمـونـه «احـــتـــمـــالات» بــعــد أن أصــبــحــت «الــتــوقــعــات» عصية، وقراءة «الغد» ضرباً في الرمل. فــأجــيــال «زد» و«ألــــفــــا» و«بـــيـــتـــا» الـتـي تـــنـــغـــمـــس فـــــي الــــرقــــمــــيــــة وتــــــصــــــادق الــــذكــــاء الاصطناعي، تجد صعوبة فـي تقبّل تفكير أولـــئـــك الآتـــــ مـــن عـــالـــم الــتــلــفــزيــون والـــــورق وآيـــديـــولـــوجـــيـــات الـــقـــرن الــعــشــريــن. الــحــرس القديم يعيش سنواته الأخيرة. ربع قرن من الألفية الـجـديـدة مـضـى، كــان كفيلً بإثبات، أن كــل مــا سـيـأتـي لــن يـكـون حـتـى قــد مـــرّ في أخيلتنا. OPINION الرأي 12 Issue 16837 - العدد Thursday - 2025/1/2 الخميس تأثير الحرارة على العقل الأوروبي ًأما السنة المُنقضية فإننا مَدينون لها بالاعتذار عالم جديد جدا وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com
[email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني:
[email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني:
[email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email:
[email protected] srmg.com سوسن الأبطح ربع قرن من الألفية الجديدة مضى كان كفيلاً بإثبات أن كل ما سيأتي لن يكون حتى قد مرّ في أخيلتنا اختيار العقل يعني اختيار الفرقة... واختيار الوحدة يعني تقبل الجمود لا توجد سنة سيئة أو سنة جيدة... ولكن يوجد بشر هُم الذين يملأون السنة بما فيها سليمان جودة توفيق السيف
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky