issue16833

يوميات الشرق ASHARQ DAILY 22 Issue 16833 - العدد Sunday - 2024/12/29 األحد مهرجان «بين ثقافتين» عزَّز محاكاة جوهرة العراق الشهيرة «مقهى الشابندر» من قلب بغداد إلى الرياض... سفير لقاءات الفن والمعرفة بعمره الذي يتجاوز القرن، وشهرته فــــي اآلفــــــــاق، حـــضـــر «مـــقـــهـــى الـــشـــابـــنـــدر» الـــذي يـوصَــف بـرئـة بـغـداد الثقافية، إلى الـــعـــاصـــمـــة الـــســـعـــوديـــة الـــــريـــــاض، ضـمـن مـــهـــرجـــان «بــــن ثـــقـــافـــتـــن» الـــــذي تـنـظّــمـه وزارة الثقافة في اململكة بنسخته الثانية، لـاحـتـفـاء بـعـمـق الــعــاقــات الـثـقـافـيـة بي الـبـلـديـن، وتـقـديـم فعاليات تـعـزّز أواصــر التعاون، وتـوفّــر فرصة الستكشاف ثراء العلقة وتبادُل الفنون املشتركة. وفـــي مــحــاكــاة لـلـمـقـهـى الــــذي أُنــشــئ ، فــي حــن يــعــود إنــشــاء مبناه 1917 عـــام ؛ حضر على امتداد 19 إلى نهاية القرن الـ أيـــام املــهــرجــان شــعــراء وأدبــــاء ومـثـقّــفـون إلحــيــاء أمـسـيـات أدبــيــة وشـعـريـة وفـنّــيـة، استمتع بها الضيوف وروّاد املقهى في الرياض. ومن نوافذ «مقهى الشابندر»، يطل املستمتع بـأحـاديـث الـسـمـر والـفـكـر على «شــــــارع املـــتـــنـــبـــي» فــــي مـــحـــاكـــاة لــلــشــارع الـــبـــغـــدادي الـشـهـيـر الــــذي يُــجــسّــد القيمة الثقافية للشاعر أبـو الطيب املتنبي في العاصمة العراقية، وتمتد على جانبيه أبـــرز املـعـالـم الـثـقـافـيـة، واألجــــواء األدبـيـة األصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب وروح املكان. ويــحــتــفــي املــقــهــى بــــــدوره فـــي إيــقــاد مـــشـــاعـــل الـــفـــكـــر وإثــــــــراء مــــواســــم الــثــقــافــة واألدب واملــــعــــرفــــة، مــــن خــــــال حـــضـــوره فـــي ذاكــــــرة الـــعـــراقـــيـــن لـــعـــقـــود؛ ويـحـتـفـي بـصـاحـبـه مـحـمـد الــخــشــالــي الــــذي تـسـلَّــم بـعـدمـا كـــان مخصّصًا 1963 إدارتـــــه عـــام سـابـقـ ملـطـبـعـة الـشـابـنـدر الــتــي تـأسّــسـت .1907 عام بُــنـي املـقـهـى الـتـاريـخـي عـلـى الـطـراز املعماري البغدادي األصيل، ويُعد شاهدًا على نمط معماري فريد عرفته العاصمة الـــعـــراقـــيـــة فــــي تـــاريـــخـــهـــا. وكـــــــان روّاده تاريخيًا من كبار موظفي الحكومة، نظرًا إلى موقعه املهم في قلب املدينة العتيقة، باإلضافة إلى مختاري بغداد وأجيال من روّاد الثقافة واألدب والفكر العربي. يعود اسم املقهى إلى انتماء أصحابه لـعـائـلـة الــشــابــنــدر؛ وهـــي عـائـلـة بـغـداديـة قديمة، عُرفت بالغنى والجاه والعمل في الــتــجــارة؛ وقـــد أُطــلــق عـلـى عميد األســـرة، رئيس التجار أو شابندر التجار. وتــــشــــهــــد جــــــدرانــــــه ومـــــقـــــاعـــــده عــلــى تاريخ ارتبط بأحداث بغداد وتحوّالتها. ويحتوي أرشيفه على صور لوالي بغداد خليل باشا، وامللك فيصل األول، ووزراء فــي الـعـهـد املـلـكـي، إلـــى جـانـب أهـــل الـفــنّ، منهم الراحلة أم كلثوم. ويـسـتـذكـر املــتــســامــرون فـــي «مـقـهـى الـشـابـنـدر» بـالـريـاض، حـكـايـة الخشالي عندما أعـاد إلـى املقهى روحـه من جديد، بـــعـــد الـــحـــادثـــة اإلرهــــابــــيــــة الـــتـــي تـــعـــرَّض فــي ذروة عـصـف الـصــراع 2007 لـهـا عـــام الطائفي ببغداد، إذ أودت سيارة مفخَّخة مــــن أبـــنـــاء 4 ضـــحـــيـــة، بــيــنــهــم 68 بــنــحــو صـاحـب املـقـهـى وحـفـيـده، لـكـن الخشالي تمكن من إعادة بث الروح فيه واستئناف دوره الــــثــــقــــافــــي وســـــــط شــــــــارع املــتــنــبــي الــــبــــغــــدادي، ولـــــم يـــبـــق مــــن أثـــــر الـــحـــادثـــة الدموية إال وصف «مقهى الشهداء» على لوحة االستقبال. وظــــــــل املـــقـــهـــى الــــتــــاريــــخــــي جـــوهـــرة ثقافية بغدادية وواحدًا من أشهر األندية االجتماعية املهمّة في العاصمة العراقية؛ يـتـسـامـر زواره بـأحـاديـث الـثـقـافـة والـفـن والـشـعـر والـسـيـاسـة، ويــتــردّد عليه عامة الناس والتجار واملوظّفون واألدباء. ويــســتــمــر مـــهـــرجـــان «بــــن ثـقـافـتـن» الــذي أطلقته وزارة الثقافة فـي الـريـاض، ديسمبر (كانون األول) الحالي، 31 حتى إلظـهـار القواسم املشتركة بـن الثقافتي السعودية والعراقية عبر فعاليات تُعزّز أواصــر التعاون الثقافي بينهما، وتوفّر الـــفـــرصـــة الســتــكــشــاف الــثــقــافــة الــعــراقــيــة وعلماتها اإلبداعية املميّزة. أمسيات أدبية وشعرية وفنّية يستمتع بها ضيوف المهرجان (تصوير: تركي العقيلي) الرياض: عمر البدوي ظل المقهى التاريخي جوهرة ثقافية بغدادية وواحدا من أشهر األندية االجتماعية المهمّة في العاصمة العراقية (تصوير: تركي العقيلي) 1917 أُنشئ المقهى في بغداد عام «شارع المتنبي» في الرياض يُحاكي الشارع البغدادي الشهير في العراق (تصوير: تركي العقيلي) القصة تُحاكي قضايا اجتماعية تمس إنسان عصر التواصل «بضع ساعات في يوم ما» يعيد النص الروائي إلى السينما المصرية يـضـع فـيـلـم «بــضــع ســاعــات فــي يـوم مـــا» أبــطــالــه بـــداخـــل قـصـص حـــب تُــواجــه عــــواصــــف قــــد تــطــيــح بـــهـــا إن لــــم يـــحـــدُث الـتـجـاوز عــن األخــطــاء، مُــعـتـمـدًا البطولة الـــجـــمـــاعـــيـــة لـــعـــدد مــــن نـــجـــوم الــســيــنــمــا، ومُــسـتـنـدًا إلـــى نـــص أدبـــي يُــعـيـد األعـمـال الـروائـيـة الـتـي تـطـل بخجل إلــى السينما املصرية. 25 يُــعــد الـفـيـلـم الـــذي انـطـلـق عـرضـه ديسمبر (كانون األول)، آخر ما طُرح في أيــــام إيـــــرادات 3 ؛ وقــــد حــقَّــق خــــال 2024 مــايــن جـنـيـه (الــــــدوالر يـــوازي 4 تـــقـــارب جـــنـــيـــه مـــــصـــــري)، مـــحـــتـــا املـــركـــز 50.87 الـثـانـي فــي شـبـاك الــتــذاكــر، وهـــو مـأخـوذ عن رواية بالعنوان عينه للروائي محمد صادق الذي كتب السيناريو أيضًا، ومن إخــــــراج عـثــمـان أبــــو لــــن، وإنــــتــــاج أحــمــد السبكي. حـــــكـــــايـــــات تــــــدور 5 يـــــطـــــرح الــــعــــمــــل ساعات، وفـي كل ساعة 8 أحداثها خـال يـظـهـر عــلــى الـــشـــاشـــة عـــــدّاد يـعـلـن فـصـا جــديــدًا يـتـطـرّق إلـــى عــاقــات حـــب وزواج تتبدّل فيها مشاعر األبطال. فـــهـــنـــاك حـــكـــايـــة أمـــنـــيـــة (مــــــي عـــمـــر) التي ضاقت بحياتها املُعلَنة عبر مواقع الـــتـــواصـــل بـسـبـب زوجـــهـــا «الــيــوتــيــوبــر» (أحـــــمـــــد الــــســــعــــدنــــي) الـــــــذي يـــــحـــــوّل عــيــد زواجـــــهـــــمـــــا احـــــتـــــفـــــاال يـــنـــقـــلـــه ملـــتـــابـــعـــيـــه، ويـفـاجـئـهـا بـحـجـز مــســرح لــتُــقــدّم رقـصـة بـــالـــيـــه بـــعـــد اعـــتـــزالـــهـــا لــــســــنــــوات، لـكـنـهـا تنتهي بسقوطها، فـيـكـون هــذا السقوط بـــدايـــة الــنــهــايــة لــعــاقــتــهــمــا؛ فـــي حـــن ال تستطيع صديقتها أمــل (أسـمـاء جــال)، رغـــــم خِــطــبــتــهــا مــــن ابـــــن خـــالـــهـــا (مــحــمــد الشرنوبي)، التخلُّص من مشاعرها تجاه علقة حب سابقة، فتفسخ هذه الخطوبة. كـمـا يـعـيـش يـاســن املــصــري (هـشـام ماجد) حياة عادية يبحث فيها عن عمل، وحب يمأل حياته، حتى يلتقي مصادفة بــفــتــاة ثـــريـــة وبـــريـــئـــة (هـــنـــا الــــزاهــــد)، في حي تقع يسرا (هدى املفتي) في خلفات مــــع خــطــيــبــهــا (مـــحـــمـــد ســــــام) املـــشـــغـــول بـــــ«الــــتــــريــــنــــد» وعـــــــدد املـــتـــابـــعـــن، بـيـنـمـا تتعرّض شخصية مـايـان السيد لحادث ســـيـــارة، فـتـنـقـذهـا شـخـصـيـة خــالــد أنـــور الـــــذي يــكــتــشــف تــعــرّضــهــا لــتــحــرش زوج والدتها ومعاناتها مرضًا نادرًا. تتوالى األحـداث عبر مونتاج متواز الـــذيـــن ال 5 بـــن أبـــطـــال قــصــص الـــحـــب الــــــ يجتمعون إال بمشهد واحـد في النهاية. ويــطــل الــفــنــان كــريــم فـهـمـي ضــيــف شـرف فـي آخـر مَشاهد الفيلم، كما تظهر ناهد الـسـبـاعـي ومـحـمـد مــهــران ضـيـفَــي شـرف بمشهد واحد أيضًا. حـــقَّـــقـــت أغـــنـــيـــة الـــفـــيـــلـــم، «انــــصــــاص مشاوير» للفنان ماجد املهندس، نجاحًا الفتًا، وطُرحت عبر املنصات قبل عرضه بـــأيـــام؛ وهــــي تـعـكـس أحـــــوال أبـــطـــالـــه؛ إذ تقول في مقدمتها: «حبيت كتير وفارقت كـتـيـر أنـــا عــمــري كـلـه انــصــاص مـشـاويـر، وإزاي هفكر قـبـل مــا أحــب والــحــب أســرع من التفكير». عـــامـــ مـــن صـــــدور روايـــتـــه 12 وبـــعـــد «بضع ساعات في يـوم مـا»، كتب املؤلّف مـحـمـد صــــادق سـيـنـاريـو الـفـيـلـم فــي أول تـــجـــربـــة لــــــه، بـــعـــدمـــا كـــتـــب وائـــــــل حـــمـــدي سـيـنـاريـو روايـــة «هـيـبـتـا» لــصــادق. وعـن هـــــذه الـــتـــجـــربـــة يـــقـــول األخــــيــــر لــــ«الـــشـــرق األوسط»: «أحب هذا الوسيط السينمائي ودرســـــتُـــــه، ولـــــم تـــواجـــهـــنـــي صـــعـــوبـــة فـي كتابة السيناريو». وعـن تأخُّر تحوُّل الـروايـة إلـى فيلم، يـــتـــابـــع صــــــادق: «حـــدّثـــنـــي مــنــتــجــون عـن رغـبـتـهـم فــي تـقـديـمـهـا سـيـنـمـائـيـ ، ولـكـن حــــن وجــــــدت مــنــتــجــ كـــبـــيـــرًا مـــثـــل أحــمــد السبكي مهتمًا بالرواية، ومتحمّسًا لها، جرى االتفاق بيننا وأبصر الفيلم النور». ضمن األحداث، تعاني مايان السيد مرض «متلزمة توريت»، فيكشف املؤلّف عــن اسـتـعـانـتـه بـمـرضـى يـعـانـونـه أفـــادوا الفيلم كثيرًا. ووفــــق املــخــرج عـثـمـان أبـــو لـــن، فــإن الــبــطــولــة الــجــمــاعــيــة الـــتـــي اســتــنــد إلـيـهـا العمل لـم يـواجَــه بـأي صعوبات، ويتابع لــ«الـشـرق األوســــط»: «األمـــر يـتـوقّــف على الـسـيـنـاريـو والـقـصـة الــجــيّــدة، فيتحمّس املمثلون ويقدّمون أفضل ما لديهم». ويـؤكـد أن القصة اإلنسانية جذبته ألنها تعبّر عن قضايا اجتماعية ترتبط بــالــزمــن الـــحـــالـــي: «أحـــبـــبـــت الـــتـــطـــرُّق إلــى عالم مواقع التواصل بشكل جديد». مـــــن جــــهــــتــــه، يــــصــــف الــــنــــاقــــد طـــــارق الـــشـــنـــاوي الــفــيــلــم بـــأنـــه «جــــيّــــد الــصــنــع، وتــــجــــربــــة تـــســـتـــحـــق االحــــــتــــــرام إنـــتـــاجـــيـــ وســــيــــنــــمــــائــــيــــ»، مــــشــــيــــرًا إلــــــى أن أحـــمـــد الــــســــبــــكــــي «أنــــــشــــــط مــــنــــتــــج مـــــصـــــري فــي الـــســـنـــوات األخـــيـــرة لــحــرصــه عــلــى تـقـديـم أفكار جـديـدة؛ إذ يضع أمـام عينيه هدفًا ســيــنــمــائــيــ يــتــعــلّــق بـتـقـيـيـد الـــزمـــن عـبـر أفلمه، ما يسمح بمشاركة أكبر عدد من املمثلي الذين يقدّمون بطولة جماعية». ويــــرى أن «فـــكـــرة الـفـيـلـم عـمـيـقـة في 8 ظـــل وجــــود شـخـصـيـات تـتـفـاعـل خـــال ســـاعـــات، فـيـدخـل خـالـهـا الـعـمـل مناطق حـــســـاســـة فـــــي الـــتـــكـــويـــن الــــبــــشــــري، عـبـر مــــونــــولــــوغــــات درامــــــيــــــة تــــحــــاكــــي الــــحــــب والخيانة والصداقة، وتغيُّر املشاعر التي يناقشها بتويعات متعدّدة». وخـتـم أن «السيناريو ينقصه عمق درامـــــي يـتـعـلّــق بـتـفـاصـيـل الـشـخـصـيـات، وعمق إخراجي يحقّق قدرًا من االنسيابية في االنتقال من حالة إلى أخرى». القاهرة: انتصار دردير أبطال الفيلم في المشهد األخير (الشركة المنتجة) مايان السيد في لقطة من الفيلم بعد إصابتها بحادث سيارة

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==