عالم الرياضة SPORTS 20 Issue 16833 - العدد Sunday - 2024/12/29 األحد أعباء «التألق» في فريق متواضع جعلته في مرمى االنتقادات برونو فرنانديز... القائد الغارق في دوامة البطاقات كـانـت مــبــاراة لـيـفـربـول أمـــام ليستر ديـسـمـبـر (كـــانـــون األول) 26 سـيـتـي، فــي الحالي، تعني وصـول املدافع الهولندي العمالق فيرجيل فـان دايـك إلـى املشاركة مـــــــبـــــــاراة مــــتــــتــــالــــيــــة بــــــالــــــدوري 50 فــــــي اإلنجليزي املمتاز لعب كل دقيقة منها. مـــن املـــؤكـــد أن هــــذا وحـــــده ال يفسر ســبــب كــــون فــــان دايـــــك قـــائـــدًا رائــــعــــا، وال سبب نجاح فريقه (ليفربول)، في الوقت الــــحــــالــــي، لـــكـــنـــه يـــســـاعـــد بـــالـــتـــأكـــيـــد فـي توضيح أهمية النجم الهولندي للريدز. فـي الــواقــع، هـنـاك الـعـديـد مـن أنــواع الـــقـــادة، والــعــديــد مــن طـــرق الــقــيــادة، لكن الشيء الـضـروري الـذي ال جـدال فيه، هو أهــمــيــة أن يــكــون الــقــائــد مَــــوجــــودًا داخـــل امللعب، فـ يمكن لالعب أن يقود فريقه من املدرجات. وفـــي هـــذه املــرحــلــة، مـــن املـنـطـقـي أن يتعرَّض العب مانشستر يونايتد برونو فـــرنـــانـــديـــز لـــ نـــتـــقـــادات، بــالــشــكــل الــــذي فعلته الـعـديـد مـن الـصـحـف، صـبـاح يوم الجمعة. لقد أصـبـح الـ عـب البرتغالي، لـبـضـعـة أيـــــام أخـــــرى عــلــى األقــــــل، واحــــدًا قـــــــادة آخـــــريـــــن فـــقـــط شـــــاركـــــوا فـي 4 مـــــن كــــل مـــبـــاريـــات هـــــذا املــــوســــم مــــن الــــــدوري اإلنـــجـــلـــيـــزي املـــمـــتـــاز، لـــكـــن هـــــذا املـــشـــوار سينتهي بمباراة نيوكاسل، يوم االثنني، التي سيغيب عنها بداعي اإليقاف، بعد أن أصـبـح تـونـي هـاريـنـغـتـون، بعد فترة وجيزة من بداية الشوط الثاني للمباراة الــتــي خـسـرهـا مـانـشـسـتـر يـونـايـتـد أمــام وولـفـرهـامـبـتـون، بهدفني دون رد، ثالث حكم يُــشـهِــر البطاقة الـحـمـراء فـي وجهه هذا املوسم. لقد تـم إلـغـاء إحـــدى هــذه البطاقات ، الـتـي حصل عليها عندما 3 الـحـمـراء الــــ فــــقــــد اتـــــــزانـــــــه وانـــــــزلـــــــق تـــــجـــــاه جــيــمــس مـاديـسـون العـــب تـوتـنـهـام، فــي سبتمبر (أيـــــلـــــول) املــــاضــــي، بـــســـرعـــة. لــــم يـتـحـول 30 الــ عــب الـبـرتـغـالـي الـبـالـغ مــن الـعـمـر عـامـا إلـــى العـــب شـــرس وعـــدوانـــي فـجـأة، لكنه أعطى كثيرًا من منتقديه سببا آخر النتقاده، ويبدو أنـه متأثر كثيرًا بحالة الــفــوضــى الــتــي تسيطر عـلـى مانشستر يونايتد ككل. إنه موقف غريب حقا، خصوصا أن فرنانديز هذا املوسم تمكَّن، بطريقة ما، من أن يكون أكثر انضباطا. لكن النتيجة هــــي أنــــــه حـــتـــى مــــع اســـتـــبـــعـــاد الــبــطــاقــة الحمراء التي حصل عليها أمام توتنهام، فـإن عـدد البطاقات الحمراء التي حصل املــاضــيــة فقط 3 عـلـيـهـا خــــ ل األشـــهـــر الـــــ تــــعــــادل عـــــدد الـــبـــطـــاقـــات الــــحــــمــــراء الــتــي مـــبـــاراة تُشكل 143 حـصـل عـلـيـهـا خـــ ل مجمل مسيرته السابقة مع الفريق األول ملانشستر يونايتد، في حني تراجع بشكل ملحوظ عدد األخطاء التي يرتكبها. وأمـــــام وولــفــرهــامــبــتــون، لـــم يرتكب فـرنـانـديـز ســـوى خـطـأيـن، لـكـنـه حصل على بطاقة صـفـراء فـي كـل منهما لـــيـــخـــرج مــــن املـــلـــعـــب مــــطــــرودًا، بــــــيــــــنــــــمــــــا ارتـــــــــــكـــــــــــب العــــــبــــــا وولــفــرهــامــبــتــون، جـــواو غــــومــــيــــز وغـــــونـــــزالـــــو أخطاء، 8 ، غيديس ولــم يحصال إال عــــلــــى بـــطـــاقـــة صــــــــــــــــــفــــــــــــــــــراء واحــــــــــــدة. فــي بعض األحيان يـــــشـــــيـــــر ارتـــــــفـــــــاع عـــــــــــدد الـــــبـــــطـــــاقـــــات الــــــــحــــــــمــــــــراء إلــــــــــــى أن الالعب يتصرف بطريقة عـــدوانـــيـــة وغـــيـــر ريـــاضـــيـــة، بـيـنـمـا فـــي الــــواقــــع يـــكـــون غير محظوظ. وقـــبـــل بـــدايـــة هــــذا املــــوســــم، لعب دقــيــقــة فـــي الــــــدوري، 29621 فــرنــانــديــز مـبـاراة مـدة كل منها 329 أي ما يعادل خـطـأ، بمعدل 397 دقـيـقـة، وارتــكــب 90 خـطـأ فــي املـــبـــاراة. وخــــ ل املـوسـم 1.2 الحالي، ارتكب الالعب البرتغالي أقل من مخالفة واحدة في كل مباراة، كما حـصـل عـلـى عـــدد أقـــل مــن البطاقات الــصــفــراء: فــي مــبــاراتــ فـقـط بــالــدوري مـــبـــاريـــات بجميع 4 هــــذا املــــوســــم، وفــــي املسابقات. لكن قبل هــذا املـوسـم، حصل فــيــرنــانــديــز عــلــى بــطــاقــة صـــفـــراء واحــــدة مـبـاراة بــالــدوري، ثـم حصل 72 فـي عـــلـــى بــطــاقــتــ فــــي مـــبـــاراتـــ فـــقـــط. لــكــنــه فـــقـــد تـــــوازنـــــه خـــــ ل املـــوســـم الــــحــــالــــي، وحــــصــــل عـــلـــى عــــــدد أكــــبــــر مـن البطاقات الصفراء. إن جميع قــادة مانشستر يونايتد، خـصـوصـا العــبــي خـــط الـــوســـط، محكوم عليهم باملقارنة ببراين روبــســون، الـذي ارتــــدى شـــارة قــيــادة مانشستر يونايتد عـــامـــا لـــم يُــطــرد 12 ملــــدة قــيــاســيــة بــلــغــت خاللها سوى مرة واحدة فقط. وقــال روبـسـون ذات مـرة في انتقاده 12 مـــرة خـــ ل 11 لــــروي كـــ ، الــــذي طُــــرد عاما قضاها في ملعب «أولــد تـرافـورد»: «إذا كنت قائدًا للفريق، فيتعني عليك أن تكون قادرًا على التحكُّم في أعصابك». وعلى الرغم من أن فرنانديز يمتلك قــــــدرات وفـــنـــيـــات هـــائـــلـــة، فـــإنـــه دائـــمـــا ما يـــتـــعـــرض لــكــثــيــر مــــن االنـــــتـــــقـــــادات، كـمـا يـتـحـمـل ضــغــوطــا كــبــيــرة نـتـيـجـة تحمل أعباء القيادة واإلبداع في فريق متواضع فـــي كـثـيـر مـــن األحــــيــــان، وهــــي الـضـغـوط التي كثيرًا ما تُحول إحباط الالعب إلى غضب وعدوانية، رغم امتالكه كثيرًا من الخبرات. وهناك مشكلة أخـرى بالنسبة لــفــرنــانــديــز، تـتـمـثـل فـــي أنـــه يــقــود فريقا يحظى (بسبب تاريخه الحافل) باهتمام أكــــبــــر بــكــثــيــر مـــمـــا تــســتــحــقــه إنــــجــــازاتــــه األخيرة، ثم يتم تضخيم كل هذا التركيز مــــن خـــــ ل وجــــــود الـــعـــديـــد مــــن الــ عــبــ الــســابــقــ فـــي اســـتـــوديـــوهـــات الـتـحـلـيـل؛ فــإذا أخفق قائد تشيلسي أو آرسـنـال أو مانشستر سيتي مثالً، فال يخرج علينا املـحـلـلـون مــن شـبـكـات الـبـث التلفزيوني الـــكـــبـــرى لــتــصــويــر ذلـــــك عـــلـــى أنـــــه إهـــانـــة شخصية، على عكس ما يحدث تماما مع قائد مانشستر يونايتد. وقـــال كــ ، الـعـام املــاضــي: «لــو كنت مــديــرًا فنيا لسحبت مـنـه شـــارة الـقـيـادة فــي املـــائـــة. مــن غـيـر املـقـبـول 100 بنسبة تـــمـــامـــا أن نــــــراه يـــتـــذمـــر ويــــتــــأوه ويـــرفـــع ذراعــيــه فـي الــهــواء بـاسـتـمـرار! إنــه العب كـــرة قـــدم رائــــع، لـكـنـه ال يمتلك الـصـفـات الــتــي أريــــد أن أراهـــــا فـــي قــائــد الــفــريــق». ويــبــدو أن تـلـويـحـه بــذراعــيــه بالتحديد يـثـيـر كــثــيــرًا مـــن االنــــتــــقــــادات؛ حــيــث قــال غاري نيفيل، العام املاضي: «لقد سئمت مـــن رؤيـــتـــه وهـــو يــرفــع ذراعـــيـــه فـــي وجـه زمالئه بالفريق. إنه يتذمر من الجميع». لـــــم يـــكـــن املـــــديـــــر الـــفـــنـــي ملــانــشــســتــر يــونــايــتــد، روبـــــن أمــــوريــــم، مـتـعـاطـفـا مع فرنانديز بشكل خاص بعد الخسارة أمام وولفرهامبتون، وقد يؤدي غياب الالعب عـــن مــــبــــاراة األحـــــد إلــــى أن تـــذهـــب شـــارة الـقـيـادة إلــى هـــاري مـاغـوايـر، وهــو العب أقـل شـأنـا، لكنه ربما يكون أكثر مالءمة ألن يـحـمـل شــــارة الـــقـــيـــادة، الــتــي فـقـدهـا، الصيف املاضي. وكتب روبسون عن فن القيادة يقول: «عندما ال تسير األمور على ما يرام بشكل خـــــاص بــالــنــســبــة لـــلـــفـــريـــق، فـــأنـــت تــــدرك أن املـــديـــر الـفـنـي والــ عــبــ والـجـمـاهـيـر يتطلعون إليك للقيام بشيء حيال ذلك. أعتقد أن القائد يمكن أن يُحدِث فرقا ويؤثر على مسار املباراة. يجب أن يكون قادرًا على رفع معنويات الالعبني عندما ال تسير األمور على ما يرام، وأن يمنحهم الثقة في أنفسهم». لكن املشكلة بالنسبة لـفـرنـانـديـز تكمن فــي أنـــه عـلـى الــرغــم من قـــدراتـــه الـفـنـيـة الـكـبـيـرة، فـــإن األشــخــاص الـــوحـــيـــديـــن الــــذيــــن يــمــنــحــهــم الـــثـــقـــة هـم املـــنـــتـــقـــدون والــــحُــــكــــام الــــذيــــن يـــشـــهـــرون البطاقات في وجهه. * خدمة «الغارديان» فرنانديز يمتلك قدرات وفنيات هائلة لكنه يفشل في السيطرة على تصرفاته (د.ب.أ) برونو لن يتمكن من المشاركة في مباراة نيوكاسل االثنين (رويترز) فرنانديز يتحمل ضغوطا كبيرة نتيجة أعباء القيادة واإلبداع (رويترز) *لندن: سايمون بيرنتون الالعب البرتغالي يبدو أنه متأثر كثيرا بحالة الفوضى التي تسيطر على مانشستر يونايتد ككل البطاقات الملوَّنة مشكلة يعاني منها النجم البرتغالي (أ.ف.ب) قائد مانشستر يونايتد تعرض للكثير من االنتقادات هذا الموسم (رويترز)
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==