issue16833

الثقافة CULTURE 17 Issue 16833 - العدد Sunday - 2024/12/29 األحد )3 ــ 2( » تصدَّرها الشعر والرواية والبحث عن «التاريخ المنسي 2024 قراءات المثقفين المصريين في عام مــــــــرَّت الــــثــــقــــافــــة الــــعــــربــــيــــة بــــعــــام قـــــاس وكــابــوســي، تـسـارعـت فـيـه وتــيــرة الـتـحـوالت بشكل دراماتيكي مباغت، على شتى الصعد، وبلغت ذروتها في حرب اإلبادة التي تشنّها إسـرائـيـل عـلـى غـــزة وطــالــت لـبـنـان، وال تــزال مـشـاهـدهـا الــدامــيــة تـــراكـــم الـــخـــراب والـــدمـــار على أرض الــواقــع... فـي غبار هـذا الكابوس تــســتــطــلــع «الــــشــــرق األوســــــــط» أهـــــم قــــــراءات .2024 املثقفني واملبدعني العرب خالل فــــي مـــصـــر تـــــراوحـــــت قـــــــــراءات املـثـقـفـ واألدبـــاء مـا بـ الـروايـة والشعر؛ خصوصًا الــشــعــر األمـــيـــركـــي بـــآفـــاقـــه الــكــثــيــرة الـــتـــي ال تزال في حاجة إلى مزيد من االكتشاف، كما شملت القراءات الجوانب املنسية واملهمشة من التاريخ، فضال عن كتب السيرة الذاتية وعــ قــتــهــا بـالـفـلـسـفـة، وكـــذلـــك الــكــتــب الـتـي تـــتـــنـــاول األدوار املـــتـــعـــددة لـلـنـخـبـة املـثـقـفـة وأقنعتها الـتـي تـــراوح دائـمـ مـا بـ الخفاء والتجلي. أحمد الخميسي: مكتبة متنقلة لبيع األرض والسماء فــــــي الــــــبــــــدايــــــة، يـــشـــيـــر الــــكــــاتــــب أحـــمـــد الخميسي إلـــى تـنـوع قـــراءاتـــه مــا بــ اللغة واألدب والسياسة، ففي عالم األدب استمتع بـروايـة «املكتبة املتنقلة» للروائي األميركي ،1958 كـريـسـتـوفـر مـــورلـــي الــــذي تــوفــي عـــام وفــيــهــا نــقــرأ بــــروح الــفــكــاهــة الــعــذبــة حـكـايـة «ميفلني» العجوز الــذي عشق الكتب وأُغــرم بــتــقــديــمــهــا لـــآخـــريـــن فــــــراح يـــجـــوب الـــقـــرى بعربة خشبية محملة بمكتبة كاملة يجذب الناس إلـى متعة الـقـراءة. يقول الكاتب على لسان ميفلني: «إننا عندما نبيع كتابًا لرجل فنحن نبيعه حياة جـديـدة بأكملها، الحب، والـــصـــداقـــة، والـــفـــكـــاهـــة... الـــســـمـــاء واألرض بأكملهما موجودان في الكتاب». ويـــشـــيـــر الــخــمــيــســي كـــذلـــك إلـــــى كــتــاب «اختالق إسرائيل» للكاتب البريطاني كيث وايتالم الذي يفنّد فيه الكثير من املعلومات الــتــاريــخــيــة الـــتـــي تـــربـــط املـــاضـــي بـالـحـاضـر فيما يتعلق باألسس التي قامت عليها دولة إسـرائـيـل، مـؤكـدًا أنــه «إذا نظرنا مـن منظور أطول زمنًا، فان تاريـخ إسرائيل الـقـديم يبدو مثل لحظة قصيرة في التاريخ الفلسطيني الـــــطـــــويـــــل». وتـــبـــقـــى فـــــي ذاكـــــــــرة الــخــمــيــســي كــتــاب يـصـفـه بــ«مـمـتـع» يـحـمـل عــنــوان «أيــن ذهـــب املـثـقـفـون؟» لـأكـاديـمـي املــجــري فـرانـك فــوريــدي املـخـتـص فــي عـلـم االجــتــمــاع، وفيه يعالج بـرشـاقـة ويـسـر قضية عـــزوف الناس عن الـقـراءة في عصرنا حتى في بلدان مثل أميركا وفرنسا وبريطانيا، مركّزًا من خالله على موضوع اختفاء املثقفني. ويقول املؤلف إن من أسباب ذلك حصر دور التعليم والثقافة في حدود األدوات التي تخدم أغراضًا عملية ال أكثر؛ مما أدى إلى التسطيح الثقافي، وإلى مـا أطـلـق عليه األكـاديـمـي املـجـري «تهميش الشغف الـفـكـري»، فلم يعد للمثقف دور في مجتمعاتنا املـعـاصـرة. ويـضـرب مـثـاال على ذلك من فرنسا قائالً: «إن املثقفني الفرنسيني اآلن، مـــــقـــــارنـــــة بـــــســـــارتـــــر، يــــــبــــــدون مـــجـــرد تكنوقراطيني هزيلني». ويطرح كتابه بقوة سؤاال أساسيًا: أين اختفى املثقفون بالفعل؟ وملاذا؟ سارة حواس: «شاعرة في األندلس» تبحث عن هوية فلسطينية وتـركـزت قـــراءات املترجمة واألكاديمية الـــدكـــتـــور ســـــارة حـــامـــد حـــــواس عــلــى الـشـعـر األمــــيــــركــــي الــــحــــديــــث، ال ســـيـــمـــا أرشـــيـــبـــالـــد مـــاكـــلـــيـــش، وتــــيــــد كــــــــوزر، وتــــشــــارلــــز رايــــــت، ودابليو إس مروين، وكونراد أيكن، وچيمس رايت ويوسف كومنياكا، وغيرهم ممن كتبت عنهم في كتاب جديد سوف يصدر لي قريبًا بـــعـــنـــوان «والؤهـــــــم لــــلــــروح: عـــشـــرون شــاعــرًا أمـيـركـيـا حــــازوا حــائــزة بـولـيـتـزر» بالتزامن معرض القاهرة الدولي للكتاب. وفــي النصف الثاني مـن الـعـام، شملت قــــــراءات حـــــواس الـكـثـيـر مـــن الــــروايــــات الـتـي توقفت عندها بشغف، مثل روايــة «صاحب الـــظـــل الـــطـــويـــل» لـــچـــون ويــبــســتــر وهـــــي مـن تـــرجـــمـــة بــثــيــنــة اإلبــــراهــــيــــم والــــــصــــــادرة عـن «منشورات تكوين» وروايـة «النباتية» لهان كانغ التي حازت جائزة نوبل في اآلداب لعام ، وروايـــــة «رحـــــ ت فـــي غــرفــة الـكـتـابـة» 2024 لــبــول أوســـتـــر الـــصـــادرة عـــن دار «الــتــنــويــر». أما عن الكتب التي تتناول موضوع الكتابة بـصـفـة عـــامـــة، فـأحـبـبـت كــتــاب «كــيــف كــانــوا يكتبون» الصادر عن دار «املكتبة العلمية»، وهــــو كـــتـــاب ألَّـــفـــه مــجــمــوعــة مـــن الـــكـــتَّـــاب لم يذكرهم الكتاب، وقام بترجمته عادل العامل، ويــتــنــاول تــجــارب الــكــتَّــاب فــي كـتـابـاتـهـم من شـكـسـبـيـر إلــــى هـــوراكـــامـــي، وهــــو عــمــل ثــري ومـلـهـم وأرشـــحـــه ألي كــاتــب مـهـتـم بـتـجـارب اآلخرين. أما عن الكتاب الذي توقفت عنده كثيرًا لــــســــارة حــــــواس وخـــلـــق حـــالـــة ال تُـــنـــســـى مـن الجمال والبهاء، فهو «شاعرة في األندلس» لـلـشـاعـرة األمـيـركـيـة - الفلسطينية نـاتـالـي حنظل، ترجمة الشاعر السوري الدكتور عابد إسـمـاعـيـل وصــــادر عــن دار «الـتـكـويـن» وهـو كتاب يمزج الشرق بالغرب، والحب بالفقد، والــضــيــاع بـاسـتـكـشـاف الـــــذات، والـبـحـث عن الهوية التي ضاعت في سبر أحـداث تحدّها جـغـرافـيـات مختلفة، حـيـث جـــاءت الـشـاعـرة مـــن فـلـسـطـ إلـــى نـــيـــويـــورك، ثـــم تــذهــب إلـى األندلس، التي أقامت فيها نحو عام. وتـــــضـــــيـــــف حــــــــــــــواس: «هـــــــــو مـــــــن أكــــثــــر الدواوين التي أثَّرت في ومست قلبي؛ شعور بـــاالغـــتـــراب مـــمـــزوج بـــاأللـــم والـــحـــب، شـعـور بالقوة واالنتصار برغم الفقد والتيه، مشاعر إنسانية حقيقية كتبتها ناتالي حنظل كما لو كانت تكتب نوتة موسيقية». خالد عزب: التاريخ المنسي ألهل الجنوب ويتوقف املؤرخ والباحث في الدراسات األثـريـة الدكتور خالد عـزب عند كتاب مثير يكشف جوانب مهملة في البحث التاريخي في مصر ألَّفه الباحث النابغة أمير الصراف يحمل عنوان «منقريوس بن إبراهيم... وزير ومباشر همام الهواري أمير صعيد مصر»، وصـدر عن دار «املرايا» بالقاهرة. ويتساءل الدكتور محمد أبو الفضل بـدران في مقدمة الكتاب: «هـل يطوي التاريخ صفحات عمدًا ويُظهر أخـــرى؟ ملــاذا يغفل الـتـأريـخ صانعي األحداث الفعليني وأدوارهم املؤثرة، ويمضي في تمجيد املنتصر وينسي املهزومني؟». يــتــابــع عـــــزب: يــســلــط الـــكـــتـــاب الــضــوء على الـتـاريـخ املنسي لصعيد مصر وإقليم الجنوب من خالل أحد أهم أفراد رجال اإلدارة القبطية في صعيد مصر في النصف الثاني مـن الـقـرن الـثـامـن عـشـر، وهــو منقريوس بن إبـــراهـــيـــم املــكــنــى فـــي بــعــض وثـــائـــق وحـجـج املـــحـــاكـــم الـــشـــرعـــيـــة، بــــ«بـــولـــس مــنــقــريــوس» وكان وزير األمير همام بن يوسف بن محمد وذراعـه اليمنى في اإلدارة. ويذكر املؤلف أن التحاق منقريوس بـإدارة همام، زعيم قبيلة هـوارة، تزامن مع تولد فكرة الدولة املستقلة في صعيد مصر، واملوازية للسلطة املركزية فـــي الـــقـــاهـــرة، ذات الـجـنـاحـ املـتـمـثـلـ في الــــوالــــي الــعــثــمــانــي وشـــيـــخ الــبــلــد الـــــذي كــان منصبه في حوزة املماليك. حسين محمود: مشاهد سيرة ذاتية من ذاكرة مثقوبة ومــــــن أبـــــــرز مـــــا قـــــــرأه الــــدكــــتــــور حـسـ مــــحــــمــــود، أســـــتـــــاذ األدب اإليـــــطـــــالـــــي، عــبــر كـتـاب ملـارتـا نـوسـبـاوم بعنوان «ليس 2024 لـلـربـح»، ترجمة فاطمة الـشـمـ ن، الفـتـ إلى أنـــــه يـــنـــاقـــش أهـــمـــيـــة الـــــدراســـــات اإلنــســانــيــة للديمقراطيات. قرأت أيضًا كتاب «ملـاذا نقرأ األدب الكالسيكي؟» إليتالو كالفينو، ترجمة دالل نصر الله، وفيه يقدم الكاتب اإليطالي األشـــهـــر رؤيـــتـــه حــــول ضـــــرورة إعـــــادة قــــراءة أمـــهـــات الـكـتـب فـــي مـرحـلـة الــنــضــج، وإعــــادة اكــتــشــافــهــا مـــن جـــديـــد وهـــنـــاك كـــذلـــك، كـتـاب «العلم الجديد» لجان باتيستا فيكو، ترجمة أحمد الصمعي، فـي فلسفة الـتـاريـخ، والـذي يقسم فيه التاريخ إلى ثالث مراحل، مرحلة األربـــاب، ثـم مرحلة األبـطـال، وأخـيـرًا مرحلة البشر. ويتوقف الدكتور محمود عند كتابني ألحمد جمال الـديـن مـوسـى، هما «شطحات منسية» وهي مجموعة قصصية، و«مشاهد تــنــبــض مــــن ذاكـــــــرة مـــثـــقـــوبـــة» وهـــــي سـيـرتـه الـــذاتـــيـــة، مــشــيــرًا إلــــى أن مـــوســـى أديـــــب نبغ فـي سـن متأخرة فـي فـن الــروايــة، وهــو غزير اإلنـــتـــاج رغـــم هـــذا، فـقـد قـضـى معظم حياته فــي عمله األكــاديــمــي والــــــوزاري، ولـــم يتفرغ لــــأدب إال بـعـد تـقـاعـده الــــذي وفَّــــر لــه الـوقـت واالسترخاء الكافي لكي يستعيد هوايته في الكتابة ويصدر العمل تلو اآلخر. ويشير الدكتور محمود إلـى أن بعض إنتاج هذا املؤلف ليس وليد اللحظة، وإنما يعود إلى فترات مبكرة من حياته، خصوصًا املــجــمــوعــة الـقـصـصـيـة «شـــطـــحـــات مـنـسـيـة» التي جمع فيها نصوصًا كتبها في شبابه، رغم أنها تتميز بتحقيق الشروط الفنية لفن الـقـصـة الـقـصـيـرة مـــن حـيـث الــتــقــاط الـحـدث وتكثيفه والتعبير عنه بلغة سهلة التوصيل والـــتـــواصـــل. وتــأتــي الــســيــرة الــذاتــيــة ألحـمـد جمال الدين موسى عبر مشاهد تتوالى من ذاكــــرة مثقوبة لـكـي يـقـدم لـنـا فيها نموذجًا حديثًا ألدب السيرة الذاتية في تنوع أحداثها وتقسيمها إلـى موضوعات، تنقسم داخليًا بـتـرتـيـبـهـا الــزمــنــي، فـــي تــدفــق جـيـد اإليــقــاع وسلس لغويًا، لكنه ليس تدفقًا حرًا، بقدر ما هو تحت سيطرة املؤلف، املنضبط في بنيته السردية انضباطًا هندسيًا. مروة نبيل: الغموض الساحر في علم البيولوجي وتوضح الشاعرة مروة نبيل أنه مثلما تحمل الــقــراءات الـجـديـدة فـائـدة، فــإن إعــادة الـــقـــراءة تـمـنـح املـــزيـــد مـــن الــتــأمــل والتفكير واستشراف رؤى وآفاق متنوعة للكتابة. من هنا استرجعت هـذا العام ديــوان «املثنوي» لـجالل الـديـن الـرومـي، وأزعـــم أنـه مـن الكُتب الــتــي ال تـمـنـح مـــا فـيـهـا فـــي قـــــراءة أولــــى أو ثــانــيــة، وال تُـــؤخَـــذ إال بــقــوة مـــا، فـهـو كـتـاب متعدد الطبقات، ومفتوح على نوافذ شتى لـلـقـراءة والــتــأويــل، وهــو مـا يمنحه حيوية وامتدادًا في الزمان واملكان. وشغفًا باألدب اليوناني وبكازانتزاكيس، كـان «تقرير إلى جريكو» تَتمة لقراءة مجمُوعتِه املُترجَمة. وتـعـتـبـر مــــروة أن كــتــاب «الـــخـــاطـــرات - سيرة ذاتية فلسفية» للدكتور سعيد توفيق جـــاء مـثـل مـكـافـأة بالنسبة إلـيـهـا، فالكتاب في الواقع مصفوفة فائقة األبعاد من حيث األســالــيــب واملـــوضـــوعـــات. كـمـا كــانــت قـــراءة كـتـاب «املـفـكـرون األسـاسـيـون - مـن النظرية الـنـقـديـة إلـــى مــا بـعـد املـاركـسـيـة» لسايمون تُــورمـي إنـجـازًا مهمًا بالنسبة لــي، ال يكمُن فـي املــوضــوع فـقـط؛ بـل فـي تصدير املُترجم أيـــضـــ ، والـــتـــعـــرُّف مـــن جـــديـــد إلــــى الــدكــتــور محمد عناني، والتساؤل بإعجاب شديد عن حقيقة العمر العقلي لهذا املُترجم الفَذ الذي أثـــرى املكتبة العربية بـــزاد أدبـــي متنوع له مذاقه الخاص. توجَّه نظر مروة نبيل إلى أعمال «هان كــانــج» فــي الـــرُّبـــع األخــيــر مــن الـــعـــام... قــرأت «الــنــبــاتــيــة»، وهــــي روايـــــة جــيــدة فـــي سـيـاق األدب الكوري الراهن، لكن بالنسبة للكتابة عــــن الـــصـــدمـــات الـــتـــاريـــخـــيـــة، والـــكـــشـــف عـن هـشـاشـة الـحـيـاة الـبـشـريـة؛ تحفظ الـشـاعـرة مــــــروة نــبــيــل لـــلـــروائـــيـــ الــــشــــرق أوســطــيــ قـــدرهـــم، وتــــرى أنــهــم يـمـتـلـكـون الـــقـــدرة على كتابة أكـثـر تـجـريـدًا ملـا يـــدور حـولـهـم، حيث نــضــجــت الـــتـــجـــربـــة اإلنـــســـانـــيـــة فــــي الـــشـــرق األوســـــط إلــــى حـــد الــتــعــايــش مـــع الــصــدمــات والعنف. وتضيف الشاعرة املصرية: «منحتني قـــــراءة (الـــكـــتـــاب األبـــيـــض) لـلـمـؤلـفـة نفسها تـــكـــهُّـــنـــ بــــاخــــتــــ ف بــــــ فــــــضــــــاء ي الـــشـــعـــر والــــروايــــة، وأنــــه سـيـظـل اخــتــ فــ جــوهــريّــ ، مـهـمـا امـــتـــدت الــعــ قــات بـيـنـهـمـا، فـالـشـاعـر والـــروائـــي ال يتشابهان إال فــي الــقــدرة على كتابة العبارات املؤثرة، لكنهما يختلفان في كل شيء بعد ذلك». وتـتـابـع: «أمـــا الـفـوز األكـبـر فـي قـــراءات هـــذا الـــعـــام فــكــان كــتــاب (الــبــحــث عـــن الـوعـي - مـقـاربـة بـيـولـوجـيـة عصبية) لكريستوف كوتش، ترجمة د. عبد املقصود عبد الكريم، ذلـك الكتاب الــذي أظهر لـي غموضًا ساحرًا فــي عـلـم الـبـيـولـوجـيـا، وإمـكـانـيـة السـتـمـرار بصيص من التأمل الروحي في هذا العالم». هبة عبد العليم: كتابات تداوي جراح الحروب والديكتاتورية مـــن جــهــتــهــا، تــشــيــر الــكــاتــبــة الـــروائـــيـــة الـــشـــابـــة هــبــة عــبــد الــعــلــيــم إلــــى أنـــهـــا أعــــادت قـــــــراءة األعـــــمـــــال الـــكـــامـــلـــة لــنــجــيــب مــحــفــوظ ضمن مشروع إحدى دور النشر إلعادة نشر أعماله، حيث تعقد عبد العليم ندوة شهرية تــســتــضــيــف فــيــهــا أحـــــد الـــكـــتـــاب املــتــمــيــزيــن ملناقشة أحد أعمال محفوظ في لقاء مفتوح للجمهور، تتخلله نقاشات غالبًا مـا تكون شيقة، شديدة املوضوعية.، حتى يخيل لي أحـيـانـ أنـنـا بصد اكـتـشـاف نجيب محفوظ من جديد. كــمــا قـــــرأت كـــذلـــك لــلــمــرة األولــــــى ثـ ثـة أعــمــال لـلـكـاتـب الـبـريـطـانـي مــن أصـــل ليبي هـــشـــام مـــطـــر. بـــــدأت بــــروايــــة «اخـــتـــفـــاء»، ثم «شـــهـــر فـــي ســيــيــنــا» والـــتـــي تـــعـــد جـــــزءًا من سـيـرتـه الـذاتـيــة ويـحـكـي فيها وقــائــع شهر سافر فيه لبلدة سيينا اإليطالية ملشاهدة لـوحـاتـهـا الـفـنـيـة الـتـي تنتمي إلـــى مـدرسـة فنية قائمة بذاتها، وذلك بعد أن أنهى كتابه الـسـيـري «الـــعـــودة» الـــذي قـرأتـه هبة باللغة اإلنجليزية وترجمت بعض فصوله لشدة حماسها له. وتـــرى هـبـة عـبـد الـعـلـيـم أن كـتـابـة مطر تتميز عمومًا بصدق وأمـانـة الفتني للنظر، ال سيما على مستوى رصد تداعيات مأساة فترة حكم معمر القذافي الديكتاتوري لليبيا التي استمرت على مــدار نحو أربعني عامًا، ومحاولة اللجوء للفن ملـــداواة آثــار الجروح النفسية والتعافي منها. كـمـا استوقفها أيـضـ روايــــة «ال شـيء أســـود بـالـكـامـل» لـعـزة طـويـل، والـتـي ترصد فيها آثار الحرب األهلية واالقتتال الطائفي بلبنان، كذلك أثر الثورة السورية الذي امتد إلى العمق اللبناني. وتـــوقـــفـــت كـــذلـــك أمـــــام بــعــض الــتــجــارب الـــســـرديـــة املــخــتــلــفــة كــكــتــاب «تـــــ ت ســتــات» والذي يرصد فيه الصحفيان محمد العريان وعمر سعيد سيرة ثالث سيدات من العامالت في الجنس التجاري، وأيضًا كتاب «كرنفال القاهرة» للشاعر عالء خالد الذي يرصد فيه املـ مـح الشخصية لخريطة الـوسـط األدبــي ًبقاهرة التسعينات. محمد البرمي: أسرار «الثورة الثقافية» روائيا وتــــــركــــــزت قــــــــــــراءات الـــــقـــــاص املــــصــــري محمد الـبـرمـي على روايـــة «الــزمــن املفقود» لـلـكـاتـب الـصـيـنـي وانــــغ شــيــاوبــو، بترجمة عــن الـصـيـنـيـة مـبـاشـرة لـلـمـتـرجـم والـبـاحـث أحمد السعيد، ويرى أنها رواية تنتمي إلى 150 األعمال اإلبداعية القصيرة؛ إذ تقع في صفحة من القطع املتوسط وتتسم باإليقاع السريع واألسلوب الساخر لشخصيات عدة تنتمي إلى البسطاء والطبقة املتوسطة في املـجـتـمـع الـصـيـنـي فـــي حـقـبـتَــي الـسـتـيـنـات والــســبــعــيــنــات إبـــــان مـــا عُـــــرف آنــــــذاك بـاسـم «الثورة الثقافية». وشـــمـــلـــت قـــائـــمـــة الـــبـــرمـــي فــــي قـــــــراءات الـعـام كـذلـك روايــــات «ال شــيء نحسد العالم عليه» وهـي عن الحياة في كوريا الشمالية للكاتبة بـاربـرا ديميك والتي جــاءت بمثابة وثيقة إبداعية تنقل بدقة وذكــاء واقــع دولة ال زلنا ال نعرف عنها الكثير، وقام بترجمتها الدكتور محمد نجيب. وأيضًا رواية «الشعب الــــدمــــوي» لـبـول أوســـتـــر، حــيــث يـسـرد فيها بذكاء إبداعي الفـت كيف تغلغل السالح في البيوت األميركية. أحمد الخميسي سارة حواس حسين محمود خالد عزب محمد البرمي مروة نبيل هبة عبد العليم القاهرة: رشا أحمد تراوحت قراءات المثقفين واألدباء المصريين ما بين الرواية والشعر؛ خصوصا الشعر األميركي بآفاقه الكثيرة التي ال تزال في حاجة إلى مزيد من االكتشاف

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==