11 عاما من التحوالت 25 YEARS OF CHANGE Issue 16833 - العدد Sunday - 2024/12/29 األحد ،2025 في بداية عام يواجه االتحاد األوروبي وبريطانيا أسئلة تثير االنقسام حول السياسات المتعلقة بالهوية ASHARQ AL-AWSAT 25 ًالخروج من «األوروبي» لم يتحمل في النهاية «وعكة» الغرب «بريكست» بريطانيا... الحمى أقلزخما الــــتــــي مـــرت 8 خــــــال الــــســــنــــوات الــــــــ منذ التصويت على خـــروج بريطانيا مـن االتـحـاد األوروبــــي (بريكست) عام ، كُتبت مليني الكلمات عن آثاره. 2016 وحتى يومنا هذا، ال تزال قضية خروج بريطانيا من االتحاد األوروبـــي تقسم البريطانيني. في اململكة املتحدة، هيمن خروج بريطانيا مــن االتــحــاد األوروبـــــي على الـــنـــقـــاش الـــســـيـــاســـي لـــســـنـــوات، سـيـمـا . وبـــــدا األمـــر 2019 و 2016 بـــ عـــامـــي وكـأن امللحمة ال نهاية لها. كنت نائبًا فـــــي الــــبــــرملــــان ووزيــــــــــرًا فـــــي الـــحـــكـــومـــة البريطانية طوال ذلك الوقت. وأعلم كم مـن الـوقـت استهلك الـجـدل الـــذي يبدو بل نهاية. لــــكــــن الـــــســـــاحـــــة الــــســــيــــاســــيــــة فــي املــمــلــكــة املـــتـــحـــدة الـــيـــوم أصــبــحــت أقــل زخــــمــــ بـــحـــمـــى الـــبـــريـــكـــســـت. واســـتـــقـــر النقاش اآلن على شـواغـل أطــول أجـاً: كيف يمكننا تنمية االقتصاد؟ وكيف يمكننا التعامل مع مستويات الهجرة املرتفعة للغاية؟ وكيف يمكن للمملكة املتحدة أن ترسم طريقها في الساحة الدولية؟ فــي األثـــنـــاء، وفـــي أوروبــــا نفسها، هناك مشاكل ملحة ال علقة لها بخروج بـــريـــطـــانـــيـــا مـــــن االتــــــحــــــاد األوروبـــــــــــي، واملشاكل التي تواجهها أوروبـا تماثل بشكل ملحوظ مشاكل بريطانيا. يُــنــظــر إلــــى خـــــروج بــريــطــانــيــا من االتحاد األوروبي على اعتبار أنه عمل غـريـب وضـــرب مــن الـجـنـون مــن جانب البريطانيني، في الوقت الذي أصبحت فــيــه الـــقـــوى االقـــتـــصـــاديـــة فـــي االتـــحـــاد األوروبـي وأملانيا وفرنسا أكثر تركيزًا على الـداخـل وأكـثـر تفتتًا مـن الناحية السياسية. كـــــــــان ســــــقــــــوط حـــــكـــــومـــــة مـــيـــشـــال بـارنـيـيـه بـفـرنـسـا، فــي بــدايــة ديسمبر (كـــــانـــــون األول)، مــــثــــاال عـــلـــى مـشـكـلـة أوروبية ال علقة لها بخروج بريطانيا مــــن االتـــــحـــــاد األوروبـــــــــــي. جـــــاء رحــيــل أشهر فقط، بعد وقت 3 بارنييه، بعد قصير من انهيار االئتلف في أملانيا، الـــــذي دفــــع بـــاتـــجـــاه إجــــــراء انــتــخــابــات ، بدل 2025 ) مبكرة فـي فبراير (شـبـاط املوعد الذي توقعه الجميع في سبتمبر (أيلول). فــــي بـــريـــطـــانـــيـــا، بـطـبـيـعـة الـــحـــال، حـــصـــلـــنـــا عـــلـــى نــصــيــبــنــا الـــــعـــــادل مـن االنــتــخــابــات املــبــكــرة. كـــان قــــرار ريشي سوناك بـإجـراء االنتخابات في يوليو أحـــــــدث دعـــــــوة إلجــــــراء 2024 ) (تـــــمـــــوز انـــتـــخـــابـــات مـــبـــكـــرة، بــعــد االنــتــخــابــات املبكرة الناجحة التي أجراها بوريس ، وانـــتـــخـــابـــات 2019 جــــونــــســــون عــــــام .2017 تيريزا ماي املبكرة الكارثية عام تظهر كل هذه االنتخابات املبكرة كيف أن الخروج البريطاني استشرف عصرًا يتسم بقدر أكبر من عدم اليقني والـفـوضـى. ال شـك أن األمـــور أصبحت أقــــل قــابــلــيــة لـلـتـنـبـؤ بــهــا بــعــد خـــروج بــريــطــانــيــا، بـــرغـــم أن املـــؤرخـــ ســوف يتناقشون بــا أدنـــى شــك حـــول مــا إذا كان خروج بريطانيا أحد أبرز أعراض عصر االضــطــرابــات، أو بــاألحــرى أحد تداعياتها. يــشــيــر نـــجـــاح دونــــالــــد تـــرمـــب فـي إلـى 2016 الانــتــخــابــات األمــيــركــيــة عـــام أن الـــــخـــــروج الـــبـــريـــطـــانـــي، الـــــــذي سـبـق انتخابات ترمب، كان جزءًا من مجموعة أوسع من املتغيرات. كـــــانـــــت الــــقــــضــــايــــا الـــــتـــــي أدت إلــــى بــــريــــكــــســــت؛ بــــمــــا فــــيــــهــــا ركــــــــــود الـــنـــمـــو االقتصادي والهجرة الجماعية وفقدان الـــهـــويـــة بــالــنــســبــة لـــلـــعـــديـــد مــــن الـــنـــاس فـــي الـــغـــرب، هـــي الـقـضـايـا نـفـسـهـا الـتـي ســاهــمــت إلــــى حـــد كـبـيـر فـــي انــتــصــارات .2024 و 2016 ترمب االنتخابية في عامي ، يواجه االتحاد 2025 في بداية عام األوروبــــــي وبـريـطـانـيـا مـشـاكـل تـراجـع النمو وارتفاع الهجرة نفسها. وتكمن خـلـف هـــذه األسـئـلـة الـقـضـايـا املتعلقة بسياسات الهوية، والسياسات املثيرة للنقسام واملتعلقة بالعرق والجنس. ويُــــــــقــــــــال إن الـــــــهـــــــوس املــــتــــصــــور بسياسات الهوية كان سببًا في إلحاق ضـــرر هــائــل بـالـديـمـقـراطـيـ ، كـمـا بـدا واضحًا في أحد اإلعلنات االنتخابية الـجـمـهـوريـة، الــــذي يــقــول: «كـــامـــاال من أجلهم، والرئيس ترمب من أجلكم!». هــذه الـرسـالـة املــؤثــرة بكل فعالية أملــحــت إلــــى أن الــديــمــقــراطــيــ صــــاروا مـــنـــغـــمـــســـ فـــــي قـــضـــايـــا مـــثـــل حـــقـــوق املــــتــــحــــولــــ جــــنــــســــيــــ ، واالســـــتـــــخـــــدام الصحيح للضمائر الشخصية، فضل عــــن مـــجـــمـــوعـــة كـــامـــلـــة مــــن الـــنـــقـــاشـــات «املــــقــــبــــولــــة ســـيـــاســـيـــ » الــــتــــي لـــــم تـكـن عــلــى اإلطـــــاق بـــ اهــتــمــامــات غـالـبـيـة األميركيني. فـــي أوروبــــــــا، هـــنـــاك أيـــضـــ مـسـألـة الطاقة الرخيصة. وإلى أي مدى يتع على الناس العاديني أن يدفعوا مقابل «التحول في الطاقة» لتصفير الكربون فـي اقـتـصـاد بلدانهم عبر التخلي عن الــوقــود األحـــفـــوري؟ لـم تسبق أي قـارة أوروبا في جهود «تصفير الكربون» أو الترويج للتخفيف من استخدام الوقود األحفوري. ومع ذلك، لم تشهد أي قارة صعودًا أقـوى للشعبوية اليمينية من أوروبــــا. فالشعبوية اليمينية عمومًا لــيــســت صــديــقــة لــــ«الـــتـــحـــول الــطــاقــي» والطاقة الخضراء. مـــن الـــواضـــح أن كـــل هـــذه املـشـاكـل تــتــجــاوز قـضـيـة خــــروج بـريـطـانـيـا من االتـــحـــاد األوروبــــــي الــتــي تــبــدو أضـيـق وأكـثـر مـحـدوديـة؛ إذ تنحسر أكـثـر في الزمن املاضي. لـــكـــن بـــالـــنـــســـبـــة لـــعـــشـــاق االتــــحــــاد األوروبـــــــي، فــهــنــاك شــعــور بــــأن خـــروج بـريـطـانـيـا مــن االتـــحـــاد األوروبــــــي كـان بمثابة خسارة لكل من اململكة املتحدة واالتــحــاد األوروبـــــي. وهــم يـزعـمـون أن اململكة املتحدة واالتحاد األوروبي كان بوسعهما الـتـعـامـل مــع هـــذه القضايا بشكل أكثر فاعلية. غـيـر أن الـحـقـيـقـة الــواقــعــيــة تشير إلــــــــى خــــــــاف ذلــــــــــك. فــــمــــن املــــــرجــــــح أال يختلف الوضع الراهن من عدم اليقني والخلفات السياسية إذا ظلت اململكة املتحدة داخل االتحاد األوروبي. خروج بـريـطـانـيـا مـــن االتـــحـــاد األوروبـــــــي في حــد ذاتــــه لــم يتسبب فــي الـوعـكـة التي يعيشها اآلن كل بلدان الغرب. *وزير الخزانة البريطاني السابق نتائج خروج بريطانيا من االتحاد األوروبي ال تزال تثير جدال سياسيا واجتماعيا (أ.ب) *كوازي كوارتنغ وزير الخزانة البريطاني السابق كوازي كوارتنغ (غيتي) في ظل العولمة... «ليس لدى القوميين ما يبيعونه» فشل القوة وثالثة إخفاقات عالمية لعلّه من املغري لكل جيل أن يظن أنه يعيش تغيّرًا حــادًّا، وأنـه يقف عند نقطة تحول في تاريخ البشرية. ومع ذلـك، فإن قــول ذلــك الـيـوم هـو بالتأكيد أكـثـر صحة مـــن أي وقــــت مـــضـــى. والـــدلـــيـــل -ال جـــدال فيه- أن أبناء جيلي (جيل طفرة املواليد) في فترة ما بعد الحرب العاملية يعيشون تـجـربـة غـيـر عـــاديـــة؛ لـقـد وُلـــــدوا فــي عالم واحـــد، بـ الـــدول األوروبــيــة واألميركية، وسوف يختفون في عالم آخر، معولم، ال مركزي، ومن دون أي حدود مكانية. في لغة العلقات الدولية يعني ذلك تحوال وحشيًا وانتقاال غير منضبط من نظام مشترك بـ الـــدول ومهيمن، عمره قــرون، إلـى عوملة متكاملة لم يعد 4 نحو لها مركز، وال قيادة واضحة أو حاسمة، الـتـي تتشكّل مــن خــال عــدد مــن الجهات الـفـاعـلـة الــتــي تـخـضـع ألوضـــــاع مختلفة (سـيـاسـيـة، واقـتـصـاديـة، وديــنــيــة... إلـخ) وقبل كل شيء من خلل التواصل املعمم. من السهل تخمني العوامل التي تقف وراء هــذا الـتـمـزق. إنـهـا بالتأكيد مسألة التقدم التكنولوجي الذي ألغى املسافات، وزاد بشكل خيالي من التبادالت، ورؤيـة الجميع للجميع، مثل األحــــداث الكبرى، بـــطـــرق لـــم يــكــن مـــن املــمــكــن تـــصـــوّرهـــا في العالم من قبل. يُــضــاف إلـــى ذلـــك مـزيـد مــن األسـبـاب السياسية: إنهاء االستعمار شبه الكامل الـــذي شـهـد والدة الـجـنـوب الـعـاملـي، بــدءًا مـــن االنـــتـــصـــار املــنــهــجــي لـلـضـعـفـاء على األقوياء، وسقوط جدار برلني، الذي كَسر الـقـواعـد الـتـي تنظّم التنافس بـ القوى القديمة، لقد تـم إضـفـاء الطابع الرسمي ، وكــان البناء 1945 عليها في أعقاب عـام التجريبي للعوملة أكثر تعقيدًا بكثير من مـجـرد ازدهـــــار الـلـيـبـرالـيـة الــجــديــدة التي كانت تُشير بسذاجة إلى «نهاية التاريخ». وتحقيق الهيمنة األميركية، ولكنه أكثر إثارة للجدل من أي وقت مضى. لفترة طويلة، لم نرغب في رؤية اآلثار الهائلة ملثل هــذه الـطـفـرات. كــان انتصار املعسكر الغربي على املعسكر السوفياتي بمثابة نهاية للثنائية القطبية، من خلل خلق وهــم الـسـام األمـيـركـي الـــذي حافظ حتى على وهـم نهاية التاريخ وانتصار النموذج الغربي. تم الحفاظ على الـ«ناتو»؛ حيث كان يـعـتـقـد أنــــه ال يـنـبـغـي املـــســـاس بـالـفـريـق الـــفـــائـــز. وكـــانـــت خـيـبـة األمـــــل قـــويـــة: فقد هُــزمــت الـــواليـــات املـتـحـدة فــي الـصـومـال، والــــعــــراق، ثـــم فـــي أفــغــانــســتــان، وســرعــان مـــا ظــهــرت الــصــ بــاعــتــبــارهــا املستفيد األكبر من العوملة التي كانت تُحرر نفسها مــن املــجــال األمــيــركــي. كـــان هـــذا اإلحــبــاط الشديد هو السبب وراء التراجع الترمبي والـــقـــومـــي والـــهـــويـــتـــي والـــحـــمـــائـــي، الـــذي سرعان ما سيطر على أوروبـــا، التي كان عليها أن تعاني من النكسات التي جلبها العالم الجديد، خصوصًا في أفريقيا. هــذا فـي الــواقــع خــرق يُبطل القواعد الـقـديـمـة، ولـكـنـه أيــضــ يُــبـطـل مـمـارسـات ورؤى وحـــــتـــــى مـــفـــاهـــيـــم «جـــغـــرافـــيـــتـــنـــا الـسـيـاسـيـة» الــقــديــمــة: لـــن يـتـعـافـى حتى تــــصــــبــــح الــــلــــعــــبــــة الــــعــــاملــــيــــة الـــــجـــــديـــــدة، املــكــونــة مـــن االعـــتـــمـــاد املـــتـــبـــادل والـتـنـقـل والديناميكيات االجتماعية، أكثر كفاءة بشكل ال نهائي. ثالثة إخفاقات مــــن اســـتـــراتـــيـــجـــيـــات الــــقــــوة الــقــديــمــة هــــو كـــتـــابـــة تــــاريــــخ جــــديــــد. أولــــئــــك الـــذيـــن يعرفون كيفية القيام بذلك سوف يفوزون، أمـــــا اآلخـــــــــرون، الــــراســــخــــون فــــي حـنـيـنـهـم، فسيخاطرون بأن يجدوا أنفسهم معزولني ومهمشني بشكل تدريجي. وهكذا شهدت الــعــقــود األولـــــى مـــن هـــذه األلــفــيــة الـجـديـدة ثــاثــة إخــفــاقــات عـلـى األقــــل: إخــفــاق الـقـوة الكلسيكية، وإخفاق التحالفات التقليدية، وإخـــفـــاق الــتــراجــع الــوطــنــي. األمــــر مـتـروك للجميع الستخلص العواقب. إن فــــشــــل الـــــقـــــوة يُــــشــــيــــر إلـــــــى تــــقــــادم االستراتيجية التي استلهمها كلوزفيتز، فلم تعد الـحـرب قـــادرة على حـل املشكلت الــتــي تـخـلّــت عـنـهـا الـسـيـاسـة فــي الـسـابـق، وذلـــك بسبب افـتـقـارهـا إلــى الفاعلية التي كانت تنسب إليها بـاألمـس. لـم تعد هناك حرب تحمل هذه «املعركة الحاسمة»، التي أشــار إليها االستراتيجي البروسي، التي حدّدت الفائز بوضوح. وبــــعــــيــــدًا عـــــن كـــونـــهـــا عــــامــــة الــــقــــوة، فـــإن الــحــرب الــيــوم تــرتــدي ثــيــاب الـضـعـف: حـــرب األقـــويـــاء، الــذيــن أصــبــحــوا عـاجـزيـن فـــــي الـــــصـــــراعـــــات األفــــريــــقــــيــــة واآلســــيــــويــــة واألوروبــــيــــة الـــيـــوم، حـــرب األطــــــراف الـذيـن يـذهـبـون فــي أغــلــب األحـــيـــان إلـــى الــصــراع، ولـم يـعـودوا فـي صـراعـات. باسم السلطة، ولـــكـــن تــحــت تــأثــيــر الــتــحــلــل املـــؤســـســـي أو االجتماعي أو االقتصادي. لهذه األسباب تتتابع اتفاقات السلم، ولكن بقدر متزايد من عدم الفاعلية، في حني تستنزف القوى اإلقليمية والعاملية نفسها دون أن تكسب شيئ ًا. إن عـــجـــز الـــــقـــــوة، املـــرتـــبـــط بــالــعــوملــة القائمة على االعتماد املتبادل والشمول املــعــمــم، ال يـــدمّـــر فــكــرة الـهـيـمـنـة الـقـديـمـة فحسب، بل أيضًا فكرة التحالف أو الكتلة أو املـعـسـكـر. لـقـد أدى إنــهــاء االسـتـعـمـار، والفرص التي أتاحها مؤتمر باندونغ، ثم سقوط جدار برلني، إلى تعزيز االستقلل االستراتيجي للدول، التي أدركت تدريجيًا أن الـــتـــأثـــيـــرات غــيــر املــتــوقــعــة كـــانـــت أكـثـر ربــحــيــة بـكـثـيـر مـــن الــتــحــالــفــات املـبـرمـجـة مسبقًا. وعلى هذا، فإن العالم القائم على تحالفات تـواجـه بعضها بعضًا قـد نجح فــــي عـــالـــم مــــجــــزّأ ومـــــــرن؛ حـــيـــث أصـبـحـت «التحالفات املتعددة» أو الشراكات املرنة واملتغيرة هي القانون اآلن. ويجد العالم الغربي نفسه مــعــزوالً، وهــو محاصر في حـــصـــن حـــلـــف شـــمـــال األطـــلـــســـي (نــــاتــــو)، يـنـضـح بـجـو مـــن الـثـقـة بـالـنـفـس يُــحـافـظ على عدم الثقة بأولئك الذين هم خارجه، خصوصًا في الجنوب العاملي. هناك إغراء كبير لتصفية الحسابات، بإحياء القومية والسيادة واالنـغـاق على الـــــــذات، وغـــالـــبـــ مـــا يـــذهـــب األمـــــر إلــــى حــد الدالالت العنصرية، أو على أي حال هرمية. ومع ذلك، فإن هذا املوقف ال يسفر عن شيء؛ كـمـا قـــال الـفـيـلـسـوف تـزفـيـتـان تـــــودوروف: «لـيـس لــدى القوميني مـا يبيعونه». وهـذا الـتـأكـيـد واضـــح فــي عـالـم تحكمه الـعـوملـة؛ حيث يتع علينا أن نتعلّم كيف نعيش فـي نـظـام دولـــي يتسم بـالـتـبـادل. وتخاطر الـشـعـبـويـة الـوطـنـيـة بتعزيز قـوتـهـا تحت تــأثــيــر الــــخــــوف، فـــي حـــ تــظــل عــالــقــة في موقف احتجاجي حصري. إنها علمة من علمات زمـن التحوالت؛ حيث يبدو خيار االحـــتـــجـــاج أفـــضـــل مــــن تـــحـــمُّـــل مــســؤولــيــة الحكم. * خبير فرنسي في العالقات الدولية سقوط جدار برلين كَسر القواعد التي كانت تنظّم التنافس بين القوى القديمة (غيتي) *برتراند بادي
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==