10 عاما من التحوالت 25 YEARS OF CHANGE Issue 16833 - العدد Sunday - 2024/12/29 األحد ASHARQ AL-AWSAT 25 متى وأين قد تظهر «غوغل» جديدة... وما التالي؟ البشرية من الخوارزميات إلى الذكاء االصطناعي املاضية، 25 على مـــدار الـسـنـوات الــــ تـسـارعـت وتــيــرة االبـتـكـار التكنولوجي بشكل غير مسبوق، مما أدى إلى تحول املــجــتــمــعــات فـــي جــمــيــع أنـــحـــاء الــعــالــم. تـــاريـــخـــيـــا، اســـتـــغـــرقـــت الـــتـــقـــنـــيـــات مـثـل الكهرباء والهاتف عـقـودًا للوصول إلى 46 - فــي املــائــة مــن األســــر األمـيـركـيـة 25 عـامـا عـلـى الــتــوالــي. عـلـى النقيض 35 و 7 من ذلك تماما، حقّق اإلنترنت ذلك في سنوات فقط. اكتسبت مـنـصـات مـثـل «فيسبوك» مليون مستخدم في عامني، وأعـادت 50 «نتفليكس» تعريف استهالك الوسائط بـــســـرعـــة، وجــــــذب «شــــــات جــــي بــــي تـــي» أيـــام 5 أكـــثـــر مـــن مــلــيــون مــســتــخــدم فـــي فـقـط. يـؤكـد هــذا الـتـقَــبّــل الـسـريـع للتقدم التكنولوجي والتحول املجتمعي وأثره في تبني االبتكار. قـــادت هـــذه املــوجــة شـركـة «غــوغــل»، وهـــي شـركـة نـاشـئـة تـأسـسـت فــي مـــرآب. ، قدمت «غوغل» خوارزمية 1998 في عام «بيچ رانـــك»، مـا أحــدث ثــورة فـي تنظيم املــــعــــلــــومــــات عـــلـــى الـــــويـــــب. عـــلـــى عـكـس مـحـركـات الـبـحـث الـتـقـلـيـديـة الــتــي تركز عـلـى تـــكـــرار الـكـلـمـات الـرئـيـسـيـة، عملت خوارزمية «بيچ رانك» على تقييم أهمية الـصـفـحـة مــن خـــ ل تحليل االرتــبــاطــات التبادلية، ومعاملة الـروابـط التشعبية على أنها أصوات ثقة واستيعاب الحكمة الــجــمــاعــيــة لـــإنـــتـــرنـــت. أصـــبـــح الــعــثــور على املعلومات ذات الصلة أسـرع وأكثر سهولة، ما جعل محرك البحث «غوغل» ال غنى عنه على مستوى العالم. تحوّل «نتفليكس» فــــي خـــضـــم ثــــــورة الـــبـــيـــانـــات، ظـهـر نـمـوذج جـديـد للحوسبة: التعلم اآللــي. بــــدأ املــــطــــورون فـــي إنـــشـــاء خـــوارزمـــيـــات تـتـعـلـم مـــن الــبــيــانــات وتـتـحـسـن بــمــرور الوقت، مبتعدين عن البرمجة الصريحة. جــــــسّــــــدت «نـــتـــفـــلـــيـــكـــس» هـــــــذا الـــتـــحـــول بـجـائـزتـهـا الــبــالــغــة مــلــيــون دوالر لـعـام لــتــحــســ خــــوارزمــــيــــة الــتــوصــيــة 2006 فـي املــائــة. فـي عام 10 خاصتها بنسبة ، نـجـحـت خــوارزمــيــة «بـراغـمـاتـيـك 2009 كايوس» لشركة «بيلكور» في استخدام التعلم اآللـــي املـتـقـدم، مــا يـسـلّــط الـضـوء على قوة الخوارزميات التكيفية. ثم توغل الباحثون في مجال التعلم الـــعـــمـــيـــق، وهـــــو مــجــمــوعــة مــتــفــرعــة عـن التعلم اآللي تتضمن خوارزميات تتعلم من بيانات ضخمة غير منظمة. في عام ، أظهر نظام «واتسون» الحاسوبي 2011 من شركة «آي بي إم» قوة التعلم العميق في لعبة «چيوباردي»! في منافسة ضد البطلني «بـراد روتـر» و«كني جينينغز»، أظهر «واتسون» القدرة على فهم الفروق الــدقــيــقــة فـــي الــلــغــة املـــعـــقـــدة، والـــتـــوريـــة، واأللـغـاز، مما يحقق النصر. أفسح هذا الـــعـــرض املـــهـــم ملــعــالــجــة الــلــغــة بــالــذكــاء االصـــطـــنـــاعـــي املــــجــــال أمــــــام الـــعـــديـــد مـن تطبيقات معالجة اللغة الطبيعية. ، حــــقــــق بــــرنــــامــــج 2016 فــــــي عــــــــام «ألـفـاغـو» الحاسوبي مـن شركة «غوغل ديـــب مــايــنــد» إنـــجـــازًا تـاريـخـيـا بهزيمة «لي سيدول» بطل العالم في لعبة «غو». كـانـت لعبة «غـــو»، املـعـروفـة بمعقداتها وتفكيرها الحدسي، خارج نطاق الذكاء االصطناعي. أدهش فوز «ألفاغو» العالم بأسره، مشيرًا إلى أن الذكاء االصطناعي يمكنه مـعـالـجـة املـشـكـ ت الـتـي تتطلب التفكير االستراتيجي من خالل الشبكات العصبية. ثورة تجارة التجزئة مع ازدياد قدرات الذكاء االصطناعي، بــــدأت الـشـركـات فـــي دمــــج هــــذه الـتـقـنـيـات إلحــداث االبتكار. أحدثت «أمـــازون» ثورة فـــي تـــجـــارة الــتــجــزئــة عــبــر االســـتـــفـــادة من الــذكــاء االصـطـنـاعـي للتسوق الشخصي. مـن خــ ل تحليل عـــادات الـعـمـ ء، أوصـت خــوارزمــيــات «أمـــــازون» باملنتجات بدقة، ويسّرت الخدمات اللوجيستية، وحسّنت املخزون. وصار التخصيص حجر الزاوية فـي نـجـاح «أمـــــازون»، مما وضــع توقعات جديدة لخدمة العمالء. فـــي قــطــاع الـــســـيـــارات، قــــادت شـركـة «تسال» عملية دمـج الذكاء االصطناعي فـــي املــنــتــجــات االســتــهــ كــيــة. مـــن خــ ل «أوتـوبـايـلـوت»، قدمت «تـسـ » ملحة عن مـسـتـقـبـل الــنــقــل. فـــي الـــبـــدايـــة، اسـتـخـدم «أوتـــــوبـــــايـــــلـــــوت» الـــــذكـــــاء االصـــطـــنـــاعـــي ملعالجة البيانات من الكاميرات وأجهزة االستشعار، مما يتيح التحكم التكيفي فــي الــســرعــة، ومَــــرْكَــــزَة املـــســـار، ومــواقــف ،2024 الـــســـيـــارات الـــذاتـــيـــة. بـحـلـول عـــام ســـمـــح نـــظـــام الـــقـــيـــادة الـــذاتـــيـــة الــكــامــلــة ) لـــلـــســـيـــارات بــالــتــنــقــل مـــع تـدخـل FSD( بشري طفيف. أعادت تلك الوثبة تعريف الــــقــــيــــادة وعـــجـــلـــت بـــالـــجـــهـــود الـــرامـــيـــة لـتـطـويـر الـــســـيـــارات ذاتـــيـــة الــقــيــادة مثل «وايمو». كما شهد قـطـاع الـرعـايـة الصحية التأثير التحويلي للذكاء االصطناعي، إذ طوّر الباحثون خوارزميات تكتشف األنـــــمـــــاط فــــي بـــيـــانـــات الـــتـــصـــويـــر غـيـر املُــــــدرَكــــــة لـــلـــبـــشـــر. عـــلـــى ســـبـــيـــل املــــثــــال، حــلّــل نــظــام الـــذكـــاء االصــطــنــاعــي صــور الـثـدي باألشعة السينية للتعرف على التغيرات الدقيقة التي تتنبأ بالسرطان، مما يتيح تدخالت مبكرة وربما إنقاذ األرواح. ، حــــقــــق بــــرنــــامــــج 2020 فــــــي عــــــــام «ألـــفـــافـــولـــد» مـــن شـــركـــة «ديـــــب مــايــنــد» إنجازًا تاريخيا: التنبؤ الدقيق بهياكل الــــبــــروتــــ مـــــن تـــســـلـــســـ ت األحــــمــــاض األمـــيـــنـــيـــة - وهـــــو تـــحـــد أربــــــك الــعــلــمــاء لــــعــــقــــود. يـــعـــد فـــهـــم انْــــثِــــنــــاء الـــبـــروتـــ أمـــــرًا بـــالـــغ األهـــمـــيـــة الكـــتـــشـــاف األدويـــــة وأبــحــاث األمــــراض. تستفيد مختبرات «أيـسـومـورفـيـك البـــس» الـتـابـعـة لشركة «ديــــــــــب مـــــايـــــنـــــد»، مــــــن أحــــــــــدث نــــمــــاذج «ألـــــفـــــافـــــولـــــد» وتـــــتـــــعـــــاون مـــــع شــــركــــات األدوية الكبرى لتسريع األبحاث الطبية الــحــيــويــة، مـمـا قـــد يــــؤدي إلـــى عـ جـات جديدة بوتيرة غير مسبوقة. ســــرعــــان مــــا تـــبـــنـــى قــــطــــاع الــتــمــويــل ابتكارات الذكاء االصطناعي. نفذت شركة «بـــاي بـــال» خــوارزمــيــات متقدمة للكشف عــن االحــتــيــال ومـنـعـه فــي الــوقــت الفعلي، مما يزيد من الثقة في املدفوعات الرقمية. استخدمت شركات الـتـداول عالية التردد خــوارزمــيــات لتنفيذ الصفقات فـي أجــزاء مـــن الـــثـــانـــيـــة. واســـتـــخـــدمـــت شـــركـــات مثل «ريـنـيـسـانـس تـكـنـولـوجـيـز» التعلم اآللــي في استراتيجيات التداول، محققة عوائد رائـــعـــة. أصــبــح الـــتـــداول الـــخـــوارزمـــي اآلن يمثل جـــزءًا كبيرًا مـن حجم الــتــداول، مما يزيد من الكفاءة لكنه يُثير مخاوف بشأن استقرار السوق، كما هو الحال في انهيار .2010 عام ، طــــوّر إيــــان غودفيلو 2014 فــي عـــام وزمــــ ؤه الشبكات التنافسية التوليدية )، الـــــتـــــي تــــتــــكــــون مــــــن شــبــكــتــ GANs( عصبيتني - املُـــولّـــد واملــمــيّــز - تتنافسان ضد بعضهما. مكّنت هذه الديناميكية من إنشاء بيانات اصطناعية واقعية للغاية، بما في ذلك الصور ومقاطع الفيديو. لقد أنـتـجـت الـشـبـكـات الـتـنـافـسـيـة الـتـولـيـديـة وجــوهــا بـشـريـة واقـعـيـة، وأنــشــأت أعـمـاال فنية، وســاعــدت فـي التصوير الطبي من خالل إنتاج بيانات اصطناعية للتدريب، مما يعزز قوة نماذج التشخيص. ، قــــدمــــت هــيــكــلــيــات 2017 فـــــي عـــــــام املحوالت «ترانسفورمر» تحوال كبيرًا في مـنـهـجـيـة الـــذكـــاء االصــطــنــاعــي، مـمـا غـيّــر بشكل جذري من معالجة اللغة الطبيعية. ابـــتـــعـــدت «تـــرانـــســـفـــورمـــر» عــــن الــشــبــكــات العصبية التكرارية وااللتفافية التقليدية. وتعتمد كليا على آليات االنتباه اللتقاط التبعيات العاملية، مما يسمح بالتعامد الفعال ومعالجة السياقات املطولة. نص بشري يكتبه روبوت بناء على ذلك، طوّرت شركة «أوبن إيه آي» سلسلة «املحول املُولّد املدرب مسبقا» »، الصادر 3 – )، وأظهر «جي بي تي GPT( ، قـدرات غير مسبوقة في توليد 2020 عام نص يشبه النص البشري مع فهم السياق. على عكس النماذج السابقة التي تتطلب تدريبا محددًا للمهمة، يمكن لـ«جي بي تي » أداء مجموعة واسعة من مهام اللغة 3 – مـع الحد األدنـــى مـن الضبط الدقيق، مما يُظهر قـوة التدريب املسبق غير الخاضع لـإشـراف على نطاق واسـع والتعلم قليل اللقطات. بــدأت الشركات في دمـج نماذج «جـــي بــي تـــي» فــي التطبيقات مــن إنـشـاء املــحــتــوى وتــولــيــد الـتـعـلـيـمـات البرمجية إلى خدمة العمالء. حاليا، تتسابق العديد من النماذج لتحقيق «الذكاء االصطناعي ) الذي يفهم، ويفسر، ويخلق AGI( » العام محتوى متفوقا على البشر. الرحلة من الخوارزميات إلـى الذكاء 25 االصـــطـــنـــاعـــي عــلــى مـــــدار الـــســـنـــوات الـــــ املاضية هي شهادة على الفضول البشري، واإلبــــداع، والـسـعـي الــــدؤوب نحو التقدم. لقد انتقلنا مـن الـخـوارزمـيـات األساسية إلــى أنظمة الــذكــاء االصـطـنـاعـي املتطورة التي تفهم اللغة، وتفسر البيانات املعقدة، وتُــظــهــر اإلبـــــــداع. أدى الــنــمــو الــهــائــل في قـــــوة الـــحـــوســـبـــة، والـــبـــيـــانـــات الــضــخــمــة، واالخــتــراقــات فـي مـجـال التعلم اآللـــي إلى تسريع تطوير الذكاء االصطناعي بوتيرة ال يمكن تصورها. بـــالـــتـــطـــلـــع إلــــــى املـــســـتـــقـــبـــل، يـشـكـل عاما املقبلة تحديا كبيرًا. 25 التنبؤ بالـ ومع تقدم الذكاء االصطناعي، قد يفتح املــــجــــال أمـــــــام حــــلــــول لـــلـــتـــحـــديـــات الــتــي نعتبرها مستعصية الــيــوم - مــن عـ ج األمـــــــــراض، وحـــــل مـــشـــاكـــل الـــطـــاقـــة، إلـــى التخفيف مـن تغير املـنـاخ، واستكشاف الفضاء العميق. إن إمـكـانـات الــذكــاء االصـطـنـاعـي في إحــــــداث ثـــــورة فـــي كـــل جـــانـــب مـــن جــوانــب حـيـاتـنـا هــائــلــة. ورغــــم أن املـــســـار الـدقـيـق غــيــر مـــؤكـــد، فــــإن انـــدمـــاج إبـــــداع اإلنـــســـان والـذكـاء االصطناعي يعد بمستقبل غني باإلمكانات. ويتساءل املـرء متى وأيـن قد تـظـهـر شــركــة «غـــوغـــل» أو «أوبــــن إيـــه آي» التالية، وما الخير الكبير الذي قد تجلبه للعالم؟ هشام حمادة ما حدث في ربع القرن الماضي شهادة على فضول البشرية وسعيها الدؤوب نحو التقدم تقدم الذكاء االصطناعي قد يفتح المجال للتخفيف من تغير المناخ واستكشاف الفضاء العميق نظام مراقبة يستخدم الذكاء االصطناعي للتعرف على الوجوه (غيتي)
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==