7 حرب متعددة الخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16831 - العدد Friday - 2024/12/27 اجلمعة «حزب هللا» يصف األداء الرسمي بـ«الفشل الذريع» توغل إسرائيلي يثير مخاوف لبنانية من تجدد الحرب لــم تنفع كــل االحـتـجـاجـات الرسمية التي حملتها الحكومة اللبنانية والجيش إلـــــى لــجــنــة مـــراقـــبـــة تــطــبــيــق اتــــفــــاق وقـــف إطــــاق الـــنـــار، وإلــــى قــــوات «الـيـونـيـفـيـل»، والوسيط األميركي، بالحد من الخروقات اإلســــرائــــيــــلــــيــــة املــــتــــواصــــلــــة لــــاتــــفــــاق، بـل صعّدت تل أبيب منها متوغلة، الخميس، في مناطق بعيدة عن الحدود، وبالتحديد في وادي الحجير الذي له رمزية بالنسبة لــ«حـزب الله» وإسـرائـيـل، حيث شهد عام مـــعـــركـــة كـــبـــيـــرة عُــــرفــــت بــــ«املـــعـــركـــة 2006 الـــكـــبـــرى» وبــــ«مـــجـــزرة الـــدبـــابـــات»، وأدت نــتــائــجــهــا لـــوقـــف الــــحــــرب ووقــــــف الــتــقــدم اإلسرائيلي. وكـــان الفـتـا خـــروج أحــد نـــواب «حـزب الـــلـــه» لـيـصـف األداء الـــرســـمـــي فـــي مـجـال التصدي للخروقات اإلسرائيلية بـ«الفشل الذريع»، وعد أحد وزراء الحزب أن «الحل والخيار الوحيد هو املقاومة». الجيش يعزز انتشاره وأعلن الجيش اللبناني في بيان عن «توغل قوات تابعة للعدو اإلسرائيلي في عدة نقاط في مناطق القنطرة وعدشيت الــقــصــيــر ووادي الــحــجــيــر - الـــجـــنـــوب»، الفـــتـــا إلــــى أنــــه «عـــــزز انـــتـــشـــاره فـــي هــذه املــــنــــاطــــق، فــيــمــا تـــتـــابـــع قــــيــــادة الــجــيــش الوضع بالتنسيق مع قوة األمم املتحدة املؤقتة فـي لبنان (اليونيفيل) واللجنة الـخـمـاسـيـة لـــإشـــراف عــلــى اتـــفـــاق وقــف إطلق النار». وقـــــالـــــت مـــــصـــــادر أمــــنــــيــــة لــبــنــانــيــة لــــــ«الـــــشـــــرق األوســـــــــــط» إن «الــــخــــروقــــات اإلسرائيلية تتمادى ونحن نرفع الصوت عـبـر الـلـجـنـة الـخـمـاسـيـة و(الـيـونـيـفـيـل) واألميركيني، ونواصل نقل احتجاجاتنا واملطالبة بردع العدو». مــــــن جــــهــــتــــهــــا، أشــــــــــــارت «الـــــوكـــــالـــــة الوطنية لــإعــام» إلــى أن «آلــيــات جيش الــــــعــــــدو تــــقــــدمــــت عــــبــــر وادي الـــحـــجـــيـــر جنوب لبنان، وقامت بعمليات تمشيط واســــعــــة بـــاألســـلـــحـــة الـــرشـــاشـــة الـثـقـيـلـة خـــال تـقـدمـهـا». كــذلــك عـمـلـت الـجـرافـات اإلسـرائـيـلـيـة فــي وقـــت الحـــق عـلـى إقـامـة ســــــواتــــــر تـــــرابـــــيـــــة بــــــ وادي الـــحـــجـــيـــر ووادي الـسـلـوقـي لـقـطـع طــريــق الــــوادي، وتـزامـن هـذا التقدم مـع تحليق للطيران االسـتـطـاعـي واملـسـيـر اإلسـرائـيـلـي فـوق املنطقة. وفـــــــــــي وقـــــــــــت الحـــــــــــق قـــــــالـــــــت قــــنــــاة «املــنــار» التابعة لـــ«حــزب الـلـه» إن القوة اإلسرائيلية الـتـي توغلت باتجاه وادي الحجير تراجعت باتجاه وادي السلوقي، وتــزامــنــت هـــذه الـــتـــطـــورات مـــع مـــا نقلته صحيفة «هآرتس» عن مصادر بالجيش اإلســـرائـــيـــلـــي، أن «الــجــيــش اإلســرائــيــلــي يوما خلفا 60 سيبقى في لبنان أكثر من ملــا هــو متفق عـلـيـه»، وأفــــاد املــصــدر بـأن «الـــجـــيـــش اإلســـرائـــيـــلـــي سـيـبـقـى بـلـبـنـان حـــتـــى يــســيــطــر الـــجـــيـــش الــلــبــنــانــي عـلـى جنوب البلد بالكامل». اختطاف مواطن لبناني وخــــــال تـــوغـــلـــهــا، اخــتــطــفــت الـــقـــوات اإلسـرائـيـلـيـة، بـحـسـب «الــوكــالــة الوطنية لـــإعـــام» مــواطــنــا لـبـنـانـيـا قــبــل أن تـعـود لتسليمه إلى قوات «اليونيفيل» والصليب األحمر اللبناني، «بعدما أطلقت النار على رأســــه وخـطـفـتـه فـــي وادي الـحـجـيـر، وقـد نقلته سيارة إسعاف تابعة للجيش». وأدى الــتــوغــل اإلســرائــيــلــي املـفـاجـئ إلـى حركة نــزوح فـي املنطقة، بحيث أفيد عــن وصــــول عـــدد مــن األهـــالـــي إلـــى بلدتي الـغـنـدوريـة وصـريـفـا القريبتني مـن وادي الـحـجـيـر، فـيـمـا قــالــت بـلـديـة مــجــدل سلم: «على املـواطـنـ ، بسبب الـظـروف األمنية املستجدة، عــدم سـلـوك طـريـق السلوقي - الحجير نحو النبطية، بما فيها املتفرعات من بلدة قبريخا». دخول مؤقت ووصــــف الـعـمـيـد املــتــقــاعــد، الـدكـتـور حسن جوني، التقدم اإلسرائيلي باتجاه وادي الحجير بــ«الـخـرق الفاضح التفاق وقـف إطـاق الـنـار»، موضحا في تصريح لـ«الشرق األوسط» أن «القوات اإلسرائيلية الـتـي لــم تتمكن حـتـى مــن دخـــول املناطق املـــحــيـــطـــة بـــــالـــــوادي خـــــال هـــــذه الـــحـــرب، تـتـقـدم الــيــوم بـاسـتـغـال وقـــح لــاتــفــاق». ورجح جوني أن تكون القوات اإلسرائيلية «ال تــــــزال فــــي بــــدايــــات الــــــــوادي الــــــذي هـو كم 8 واد طـويـل ويـبـعـد عــن الــحــدود بــ كــــلــــم»، مـــشـــيـــرًا إلـــى 15 (عـــنـــد بــــدايــــاتــــه) و أن «الـتـمـركـز فـيـه مــن الـنـاحـيـة العسكرية صعب إال من خلل احتلل التلل املشرفة عـلـيـه، وسـيـحـتـاج إلـــى مـنـظـومـة دفـاعـيـة لـذلـك»، وأضـــاف: «أتـوقـع أن تكون عملية دخول مؤقت للتفتيش أو للقيام بتخريب مــعــ وتـــفـــجـــيـــرات مــعــيــنــة، ألن الـــوجـــود فـي هــذه املنطقة خطير جــدًا على الـقـوات اإلسرائيلية». وشــدد جوني على أنـه «يفترض في هذه املرحلة أن يقوم الجيش اإلسرائيلي باالنسحاب والتراجع ال التقدم»، مرجحا أن يكون، بعد التطورات التي حصلت في املنطقة وبالتحديد في سوريا، «في حالة من التريث وتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلق النار». وفي بيان، عبّرت قـوات «اليونيفيل» عـــن قـلـقـهـا «إزاء اســتــمــرار الـتـدمـيـر الـــذي يقوم بـه الجيش اإلسرائيلي فـي املناطق الـسـكـنـيـة واألراضـــــــي الـــزراعـــيـــة وشـبـكـات الـطـرق فـي جـنـوب لـبـنـان»، منبهة أن ذلك ». وأكــــدت 1701 «يــشــكــل انــتــهــاكــا لـــلـــقـــرار «اليونيفيل» أنها مستمرة في حث الجيش اإلســـرائـــيـــلـــي عــلــى االنـــســـحـــاب فـــي الــوقــت املــحــدد ونـشـر الــقــوات املسلحة اللبنانية في جنوب لبنان، والتنفيذ الكامل للقرار بوصفه مسارًا شامل نحو السلم، 1701 مشيرة إلــى أنـهـا «تعمل بشكل وثـيـق مع الـــقـــوات املـسـلـحـة الـلـبـنـانـيـة بـيـنـمـا تـقـوم بــتــســريــع جـــهـــود الــتــجــنــيــد وإعـــــــادة نشر القوات إلى الجنوب». الحل بالمقاومة وعـــــــــــد عـــــضـــــو كــــتــــلــــة «حـــــــــــزب الـــــلـــــه» الـنـيـابـيـة، عـلـي فــيــاض، أن «تــوغــل قــوات العدو اإلسرائيلي في األراضـي اللبنانية وصـوال إلى وادي الحجير، يشكّل تطورًا شـديـد الــخــطــورة، وتـهـديـدًا جـديـا إلعــان ،1701 اإلجـــــــــــــراءات الـــتـــنـــفـــيـــذيـــة لــــلــــقــــرار وتــقــويــضــا لـلـمـصـداقـيـة الـــواهـــنـــة للجنة املشرفة على تنفيذه»، الفتا إلـى أن «هذا الـــتـــطـــور الـــــذي يــظــهــر تــعــديــا إســرائــيــلــيــا خـــــارج أي الــــتــــزام أو إجـــــــــراءات، وكـــــأن ال وجود ألي تفاهم أو التزامات. يجب على الدولة اللبنانية حكومة وجيشا وجهات مــعــنــيــة، إعـــــــادة تــقــيــيــم املــــوقــــف بـــصـــورة فــــوريــــة، ومـــراجـــعـــة األداء الـــحـــالـــي الــــذي أظـهـر فـشـا ذريــعــا فــي الـحـد مــن اإلمـعـان اإلسرائيلي في استمرار األعمال العدائية على املـسـتـويـات كـافـة، بما فيها التوغل فـــي األراضــــــي الـلـبـنـانـيـة، وقــتــل واعـتـقـال املدنيني اللبنانيني». بيروت: بوال أسطيح يقف أفراد من الجيش اللبناني بالقرب من األنقاض في قرية الخيام (رويترز) تل أبيب توغلت في مناطق بعيدة عن الحدود وبالتحديد في وادي الحجير الذي له رمزية بالنسبة لـ«حزب هللا» وإسرائيل فلسطينيا بينهم 26 مقتل صحافيين في غزة 5 قـــال مـسـؤولـون فــي قـطـاع غـــزة إن غـــارة جوية إسـرائـيـلـيـة قـتـلـت خـمـسـة صـحـافـيـ فلسطينيني أمـام مستشفى، أمـس، لكن الجيش اإلسرائيلي قال إنـه هاجم مركبة تقل مسلحني مـن «حـركـة الجهاد اإلسلمي» كانوا ينتحلون صفة عاملني في اإلعلم. ووفقا لـ«رويترز»، قال مسعفون إن الصحافيني شخصا على األقـــل قتلوا 26 الخمسة كـانـوا ضمن في غــارات جوية إسرائيلية في أنحاء القطاع قبل الفجر. ويـــأتـــي ذلــــك فـــي حـــ تــتــبــادل حــركــة املـقـاومـة اإلســــامــــيــــة الــفــلــســطــيــنــيــة (حـــــمـــــاس) وإســــرائــــيــــل االتهامات بالتسبب في تأخير التوصل إلى اتفاق لوقف إطلق النار في الحرب املستمرة منذ أكثر من شـهـرًا. وقـالـت نقابة الصحافيني الفلسطينيني 14 إنـــهـــا تـــديـــن «بــــأشــــد الــــعــــبــــارات املــــجــــزرة الـفـظـيـعـة والبشعة التي ارتكبتها قوات االحتلل اإلسرائيلي الـــــــيـــــــوم، وراح ضـــحـــيـــتـــهـــا خــــمــــســــة صـــحـــافـــيـــ ، بــاســتــهــداف ســـيـــارة الـــبـــث الــتــابــعــة لــقــنــاة (الـــقـــدس اليوم) أمام مستشفى (العودة) في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة». صـحـافـيـا 190 وذكـــــرت الــنــقــابــة أن «أكـــثـــر مـــن وعــــامــــا فـــي مـــجـــال اإلعــــــام قـــد ارتــــقــــوا مــنــذ بــدايــة الـــعـــدوان اإلسـرائـيـلـي عـلـى قـطـاع غـــزة» فــي أكتوبر . ووصفت قناة «القدس اليوم»، 2023 ) (تشرين األول التي تبث من غزة، الغارة باملجزرة، وقالت في بيان عـلـى «تــلــغــرام» إن الـخـمـسـة قـتـلـوا «أثـــنـــاء تأديتهم واجـــبـــهـــم الـــصـــحـــافـــي واإلنــــســــانــــي وهــــــذه الـــرســـالـــة الـسـامـيـة». فــي حــ أعـلـن الـجـيـش اإلسـرائـيـلـي أنـه «نفذ ضربة دقيقة على مركبة تقل خلية إرهابية من (حركة الجهاد اإلسلمي) في منطقة النصيرات». وفـــي وقـــت الحـــق، أصـــدر الـجـيـش اإلسـرائـيـلـي بيانا ذكــر فيه أسـمـاء أفـــراد طـاقـم الـقـنـاة الخمسة، وقــــــال: «أكــــــدت مــعــلــومــات مــخــابــراتــيــة مـــن مــصــادر متعددة أن هـؤالء األفــراد كانوا من عناصر الجهاد اإلسلمي ينتحلون صفة صحافيني». وتنفي إسرائيل عـادة استهداف الصحافيني، وتقول إنها تتخذ إجراءات لتجنب إيذاء املدنيني. وخاضت «حركة الجهاد اإلسلمي» املدعومة مــن إيــــران والـحـلـيـفـة لـــ«حــمــاس» عـــدة جــــوالت ضد إســرائــيــل عـلـى مـــدى الـعـقـديـن املـنـصـرمـ ، وانـضـم مقاتلو الحركة إلى القتال في مواجهة إسرائيل منذ . وذكــرت الحركة أنها تحتجز رهائن 2023 أكتوبر أيضا. جنازات أظهر مقطع فيديو ملوقع هجوم الـيـوم حطام مركبة «فــان»، بيضاء اللون، مع ما يبدو أنـه بقايا كــلــمــة (بــــــــرس)، «صــــحــــافــــة»، بـــالـــلـــون األحــــمــــر عـلـى األبواب الخلفية. وشارك العشرات من األقارب والصحافيني في وقت الحق اليوم في جنازات الصحافيني الخمسة الذين لُفت جثامينهم في أكفان بيضاء. ووُضعت سترات زرقاء مضادة للرصاص مكتوب عليها كلمة (برس) «صحافة» فوق الجثامني املكفنة. وقـــــال عــبــد الـــلـــه املــــقــــداد، مـــراســـل «الــتــلــفــزيــون الـــــعـــــربـــــي» خــــــــال الـــــــجـــــــنـــــــازات: «يــــــدعــــــي الـــجـــيـــش اإلسرائيلي أو يبرر هـذا االستهداف بأنه في إطار استهدافه لعناصر يعملون فـي تنظيمات وخليا فلسطينية، لكن على األرض هؤالء كانوا في مهمة عمل صحافية، كانوا يقيمون في مركبة صحافية، وكانوا يعملون أيضا على تغطية الحدث». وبكت نساء جانب الجثامني خلل أداء الرجال صلة الجنازة قبل الدفن. وقالت والـدة الصحافي، فـــــادي حـــســـونـــة، الـــــذي كــــان بـــ الــقــتــلــى الـخـمـسـة: «حسبي الله ونعم الوكيل، الله ينتقم منهم، هو اللي بيعمل الخبر ويـقـول للناس الـجـرايـم هيك تسووا فـــيـــه؟». وقــالــت منظمة «مــراســلــون بــا حــــدود» في التقرير الختامي للعام، إن غـزة هي املنطقة األكثر خـــطـــورة فـــي الــعــالــم بـالـنـسـبـة لـلـصـحـافـيـ بسبب عمليات القتل التي ينفذها الجيش اإلسرائيلي. آخـريـن قتلوا، 13 وقــال مسعفون فـي القطاع إن في غـارة جوية إسرائيلية على منزل في 25 وأصيب حي الزيتون بمدينة غزة. وأضافوا أن عدد القتلى قد يرتفع نظرًا لوجود كثيرين محاصرين تحت األنقاض. غزة: «الشرق األوسط» رضَّع بغزة 3 معاناة «قارصة» للنازحين في خيامهم... البرد يقتل أطفال حديثي الـــوالدة، نتيجة اشتداد 3 توفي الـبـرد الـقـارس وانـخـفـاض درجـــات الــحــرارة، فـي آخر سـاعـة، ممن تقطن عوائلهم فـي خـيـام للنازحني 48 بمنطقة مــواصــي خـــان يــونــس جـنـوبـي قــطــاع غــزة، األمر الذي يكشف عن تفاقم معاناة سكان الخيام في ظل األجواء الشتوية الباردة مع دخول فصل الشتاء فعليا منذ أيام األراضي الفلسطينية. وقــــــال أحـــمـــد الــــفــــرا، رئـــيـــس قـــســـم األطــــفــــال فـي مجمع ناصر الطبي بخان يونس، خلل تصريحات 4 صحفية، إن هــؤالء األطـفـال تـتـراوح أعـمـارهـم بـ يـومـا، مـؤكـدًا أنهم تـوفـوا نتيجة الـبـرد الشديد 21 و وانعدام األمن الغذائي بني األمهات، وعدم القدرة على الوصول إلى مأوى دافئ، األمر الذي زاد من خطورة حـــالـــة األطــــفــــال ووفـــاتـــهـــم، وظـــهـــور حـــــاالت مـرضـيـة جديدة قد تؤدي إلى مزيد من الوفيات. وأعلن أطباء عن وفـاة الرضيعة سيل الفصيح (التي تبلغ من العمر أسبوعني)، بعد أن توقف قلبها داخل خيمة عائلتها في مواصي خان يونس، وهي آخر حالة تسجَّل بني الحاالت الثلث. وقالت والدتها، ناريمان، لعدد من الصحافيني الذين وثَّقوا معاناتها في مجمع ناصر: «ماتت سيل من البرد، كنت أقـوم بتدفئتها واحتضانها، لكن لم تكن لدينا ملبس إضافية لتدفئتها». وسبقت سيل الفصيح، حالتان أخـريـان لطفل يوما. 20 أيام وطفلة تبلغ من العمر 4 يبلغ ويعاني نحو مليوني نــازح، تعيش غالبيتهم الــعــظــمــى فــــي خـــيـــام بــمــنــاطــق مـــمـــتـــدة مــــن مـــواصـــي رفـح جنوبا وصــوال إلـى خـان يونس املـجـاورة حتى شـــواطـــئ ديــــر الــبــلــح والــــزوايــــدة والــنــصــيــرات وســط الـقـطـاع، ظـروفـا قاسية، خصوصا أن هــذا هـو فصل الـــشـــتـــاء الـــثـــانـــي عــلــى الـــتـــوالـــي الـــــذي يـعـيـشـونـه في ظروف مماثلة، لكن الفصل الحالي أكثر اشتدادًا مع تكدسهم في تلك املناطق، بعد أن سيطرت إسرائيل على غالبية مدينة رفح التي كانت بأكملها إلى جانب خان يونس مأوى لهؤالء السكان. وغــالــبــيــة الـــعـــوائـــل الـــنـــازحـــة مـــن ســـكـــان مـديـنـة غزة ومحافظة شمال القطاع، الذين فـروا من جحيم الحرب في تلك املناطق، إلى جنوب القطاع بطلب من الجيش اإلسرائيلي الـذي كـان يدعوهم للتوجه إلى تلك املناطق بزعم أنها مناطق إنسانية آمنة، قبل أن ينضم إليهم آخرون من مناطق شرق القطاع، وكذلك رفح بشكل شبه كامل. عاما) الـنـازح من 26( يقول الغزي مجد ياسني مدينة غزة إلى خان يونس، إنه يعيش في خيمة ال تتعدى األمتار الثلثة، وتعرضت للغرق عـدة مرات بمياه األمطار في شتاء العام املاضي، ومـرة واحدة خـــال الـشـتـاء الــحــالــي، مـمـا أدى إلـــى تـضـررهـا عـدة مـرات، األمـر الـذي أثَّــر عليه وعلى زوجته التي كانت حامل ورُزقت قبل أشهر بطفل يبلغ حاليا من العمر أشهر. 8 ويخشى يـاسـ كما يـقـول لــ«الـشـرق األوســـط» من أن يتأثر طفله كثيرًا باألجواء الباردة والقارسة خلل فصل الشتاء الجاري، مشيرًا إلى أنه منذ نحو أسـبـوعـ ال يـتـوقـف طفله عــن الـبـكـاء نتيجة الـبـرد الشديد الذي أصابه دون جدوى أو فائدة من األدوية الـتـي استطاع الحصول عليها بصعوبة مـن بعض املستشفيات امليدانية املوجودة في منطقة املواصي لعلجه. فيما أشـارت زوجته تسنيم إلى أن نزالت البرد الشديدة أصابت طفلها عدة مـرات، وهو الحال ذاته الـــذي ينطبق عـلـى آالف األطــفــال مـمـن يعيشون في الــخــيــام، مـشـيـرة إلـــى أن أكـثـر مــن يــتــضــررون بشكل أكبر هم الرضع الذين يصابون بشكل أسرع وأخطر بـأمـراض فصل الشتاء، خصوصا أنهم بحاجة إلى الـدفء وال توجد وسائل تدفئة آمنة متوفرة في ظل ظروف الحرب. كــانــت األمــــم املــتــحــدة قـــد حـــــذَّرت مـــؤخـــرًا مـــن أن الناس الذين يعيشون في ملجئ مؤقتة في غزة قد ال يصمدون في الشتاء، مشيرة إلى حاجة ما ال يقل عن ألف شخص إلى إمدادات الشتاء، التي أصبحت 945 باهظة الثمن في القطاع، معربة عن خشيتها من أن تتفشى األمـــراض املعدية، التي انتشرت فـي الشتاء املاضي، مرة أخرى وسط ارتفاع سوء التغذية. وقـالـت املـواطـنـة خـتـام أبــو إسماعيل، وهــي من سكان بني سهيل، شرق خان يونس، والنازحة من تلك املنطقة إلى غرب املدينة بعد تدمير منزلها، إن من أطفالها يعانون من نزالت برد، أصغرهم يبلغ 3 مــن الـعـمـر شـهـرًا ونـصـف الـشـهـر، واآلخـــــرون مــا بني عـامـ وأربــعــة، مـشـيـرة إلــى أنــه بعد تدمير منزلها وعيشها في خيمة، لم تعد تملك أي وسيلة تدفئة، وينقصها كثير مــن «الـــفـــراش» و«األغــطــيــة» وحتى امللبس الشتوية، التي قالت إنها حتى وإن توفرت فلن تستطيع شراءها بسبب ثمنها املرتفع جدًا. وأشارت ختام أبو إسماعيل إلى أنها مثل نحو مـلـيـون نــــازح، تـعـانـي بـشـدة مــن عـــدم تـوفـر األغطية وغيرها من العوامل التي تساعد على تدفئة األطفال وكذلك حتى الكبار، مشيرة إلى أن هناك نقصا حادًا جدًا في توفر امللبس واألغطية وغيرها، كما أنه ال تتوفر الكهرباء أو الغاز أو عوامل بديلة تساعد على تدفئة الخيام. ويـقـول املــواطــن فـايـز صـقـر، الــنــازح مـن جباليا إلـى ديـر البلح وسـط قطاع غـزة، إنـه ال يتوفر لديهم ســــوى الــخــشــب والـــحـــطـــب الـــــذي يــتــم إيــــقــــاده بشكل أســاســي للطبخ وتـسـخـ املــيــاه لـاسـتـحـمـام، وفـي حـال كـان املـواطـن مقتدرًا يستطيع شــراء كمية أكبر منه للتدفئة، ولكن ليس الجميع بمقدوره ذلك. وبـــــ صــقــر أن كــيــلــوغــرام الــخــشــب أو الـحـطـب شـواقـل (بمعدل 5 إلــى 3 يــتــراوح حسب جـودتـه مـن دوالر إلــى دوالر ونــصــف)، مشيرًا إلــى أن كـل عائلة بـــحـــاجـــة إلـــــى كـــمـــيـــات كـــبـــيـــرة حـــتـــى تـسـتـطـيـع تــدبــر أمورها. وقـــال بلغة عـامـيـة غـلـب عليها الـقـهـر والــوجــع: «إحنا مش قادرين ندفّي حالنا، وال ندفّي أطفالنا، كـــل شـــيء فـيـنـا عــاجــز حـتـى عـــن أبــســط األشـــيـــاء في حياتنا». وقــال بيان ملنظمة األمــم املتحدة للطفولة (يونيسيف)، إن أطفال قطاع غـزة يعانون من البرد واملـرض والصدمة، ويستمر الجوع وسـوء التغذية، وظـــــــروف املــعــيــشــة املــــزريــــة عـــلـــى نـــطـــاق أوســـــــع، فـي تعريض حياة األطفال للخطر، مشيرًا إلى أنه وعلى شـــهـــرًا، كــــان األطــــفــــال عــلــى حـافـة 14 مــــدى أكـــثـــر مـــن الـكـابـوس خصوصا بعد التقارير التي تؤكد مقتل طفل وإصابة اآلالف. 14500 أكثر من وقـــالـــت مــســؤولــة االتـــصـــاالت فـــي «يـونـيـسـيـف» روزاليا بولني: «لقد حل الشتاء اآلن على غزة. األطفال يشعرون بالبرد وحفاة األقــدام. وال يزال كثير منهم يـــرتـــدون مـــابـــس الــصــيــف. ومــــع نـــفـــاد غــــاز الـطـهـي، يبحث كـثـيـرون بــ األنـــقـــاض عــن قـطـع بلستيكية إلحراقها. وتدمر األمراض أجساد األطفال الصغيرة، فـــي حـــ تـعـانـي املـسـتـشـفـيـات مـــن الـفـقـر وتـتـعـرض للهجوم املستمر. والرعاية الصحية في حالة يرثى لها». غزة: «الشرق األوسط»
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==