issue16829

لــقــد مـــــرّ عــــامــــان، يـــــوم الأربــــعــــاء الماضي، على فـوز الأرجنتين بكأس العالم فـي قطر. وكـانـت إنجلترا قد ودّعـت المونديال بعد الخسارة أمام فرنسا في الدور رُبع النهائي، وبعيداً عــن الانــتــقــادات الانـفـعـالـيـة المـعـتـادة لــــغــــاريــــث ســــاوثــــغــــيــــت، كـــــــان هـــنـــاك شــعــور بــالــتــفــاؤل الـــعـــام، خصوصاً أن المنتخب الإنجليزي قد خسر في مباراة متكافئة تماماً؛ نتيجة بعض الـتـفـاصـيـل الـبـسـيـطـة، وبــــدا الـفـريـق مليئاً بالنشاط والحيوية ومدججاً بــــالــــاعــــبــــ الــــشــــبــــاب المــــوهــــوبــــ ، خصوصاً في الخط الأمامي، في ظل وجود الثلثي الرائع: بوكايو ساكا، وهـــاري كــ ، وفـيـل فــوديــن، ووجــود رحـــيـــم ســتــرلــيــنــغ وجــــــاك غـريـلـيـش ومــــاركــــوس راشــــفــــورد عــلــى مـقـاعـد البدلاء. لـــكـــن عــــالــــم كــــــرة الـــــقـــــدم يــتــغــيّــر بسرعة هائلة، فغريليش يشارك الآن بشكل متقطع مع مانشستر سيتي المتعثر، وسترلينغ واجـه صعوبات كبيرة فـي تشيلسي واختفى تماماً فـي أثـنـاء فـتـرة إعـارتـه إلــى آرسـنـال، لـــكـــن ربـــمـــا لــــم يــــعــــانِ أحـــــد أكـــثـــر مـن راشـــفـــورد. كـــان راشـــفـــورد قــد سجّل هـدفـ فـي مـرمـى إيـــران عندما شـارك بديلً، وسجّل هدفين في مرمى ويلز في المباراة الوحيدة التي شارك فيها أســاســيــ فــي كـــأس الــعــالــم فــي قطر. وعاد من البطولة في أفضل حالاته، 7 أهــــداف فــي مـبـاريـاتـه الـــ 8 وســجّــل التالية. وفي المجمل في ذلك الموسم، هدفاً لمانشستر يونايتد. 30 سجّل وأطـــلـــق حــمــلــةً نـــاجـــحـــةً لـتـأمـ وجبات مجانية للأطفال المحرومين خــــــال الــــعــــطــــات المـــــدرســـــيـــــة، وهـــي الـــخـــطـــوة الـــتـــي بـــــدا أنـــهـــا لا تـعـكـس فقط ضميره الاجتماعي اليقظ، بل وتعكس أيـضـ وصـولـه لمرحلة غير عـاديـة مـن الـنـضـج. وبـــدا أنــه أصبح أكثر سرعة، وأفضل من حيث اللعب بــشــكــل مـــبـــاشـــر عـــلـــى مـــرمـــى الـــفـــرق المــنــافــســة، كـمـا أصــبــح أكــثــر فاعلية أمـــــام المــــرمــــى. وبـــحـــلـــول نــهــايــة ذلــك عاماً، وبدا أنه 25 الموسم، كان عمره قد وصل إلى قمة عطائه الكروي. لكن منذ ذلــك الـحـ ، لـم يسجّل هدفاً في الدوري الإنجليزي 11 سوى الممتاز. وعندما استُبعد مـن قائمة المـنـتـخـب الإنــجــلــيــزي المـــشـــارِكـــة في نـهـائـيـات كـــأس الأمـــم الأوروبـــيـــة، لم تـــكـــن هـــنـــاك انــــتــــقــــادات كـــبـــيـــرة لــهــذا الــــــقــــــرار، بـــالـــنـــظـــر إلــــــى المـــســـتـــويـــات الــتــي يـقـدمـهـا، ونـــظـــراً لأن المنتخب الإنــجــلــيــزي كــــان يـمـتـلـك خـــيـــارات أفضل. وفــــــــــــــــــــــــي يــــــــــــوم الأحـــــد المـــاضـــي، جـاءت اللحظة الــــــــحــــــــاســــــــمــــــــة عــــــــــنــــــــــدمــــــــــا تــــــــــمّ اســـــتـــــبـــــعـــــاده، إلــــى جــــانــــب ألـــيـــخـــانـــدرو غـارنـاتـشـو، مـن قائمة مــــانــــشــــســــتــــر يــــونــــايــــتــــد لمـواجـهـة مانشستر سيتي فـــــــي الـــــــــــــــــدوري الإنـــــجـــــلـــــيـــــزي الممتاز. لـــم تــكــن الأســــبــــاب واضـــحـــةً تماماً، حيث قـال المـديـر الفني لمـــانـــشـــســـتـــر يـــونـــايـــتـــد روبــــن أمـوريـم: «إننا نحاول تقييم أداء اللعبين في التدريبات وفـــي المــبــاريــات، وتواصلهم مع زملئهم في الفريق. كما أنـــنـــي أهـــتـــم بـــالـــطـــريـــقـــة الــتــي يـأكـل بها الـاعـبـون، والطريقة الـــتـــي يـــرتـــدون بــهــا مـابـسـهـم للذهاب إلى المباراة». وكانت الجملة الأخيرة عـــــلـــــى وجــــــــــه الــــخــــصــــوص موضوعاً لتحليل مكثف. فهل كان أموريم يتحدث حــــقــــ عــــــن نــــوعــــيــــة المــــــابــــــس الـــتـــي يــرتــديــهــا الـــاعـــبـــون؟ فـــي الـحـقـيـقـة، مــــن المــســتــحــيــل تـــقـــريـــبـــ مـــعـــرفـــة مـا يعنيه المدير الفني البرتغالي بذلك عــــلــــى وجــــــــه الـــيـــقـــ ، خصوصاً أنـه تحدّث عن «الطريقة» الـتـي يـأكـل بـهـا الــاعــبــون ويــرتــدون بـــهـــا مــابــســهــم بــشــكــل عــــــام، ولــيــس بالضرورة ما يأكله أو يرتديه لاعب بـعـيـنـه، ويــبــدو أنـــه كـــان يـقـصـد هنا أنـه يقيّم كـل التفاصيل لمعرفة مدى تركيز اللعب في المباريات. ومـــع ذلــــك، فـــإن الإشــــــارة إلـــى أن راشفورد لا يتصرف بالطريقة التي يريدها المدير الفني يمكن أن تكون مـفـاجـئـة. فـفـي مـبـاراتـه الـثـالـثـة بعد الـــعـــودة مــن كـــأس الــعــالــم، ورغــــم أنـه ســـجّـــل هـــدفـــ بــعــد مــشــاركــتــه بــديــاً فــــي الــــشــــوط الـــثـــانـــي، فــقــد اســتُــبــعـد راشـــفـــورد مـــن الـتـشـكـيـلـة الأسـاسـيـة لمــــــبــــــاراة مـــانـــشـــســـتـــر يــــونــــايــــتــــد فــي الــــــدوري أمــــام وولــفــرهــامــبــتــون بعد أن تـأخّـر عـن موعد الحافلة؛ نتيجة استغراقه في النوم، وهو الأمر الذي أدى إلــى غيابه عـن اجـتـمـاع الفريق قبل المباراة. ومــنــذ ذلــــك الـــحـــ ، كــانــت هـنـاك إشــــــــارات شـــبـــه مـنـتـظـمـة إلـــــى أنـــــه لا يــنــفّــذ الــتــعــلــيــمــات الـتـكـتـيـكـيـة، كما انـــــتـــــشـــــرت بــــعــــض الــــقــــصــــصحــــول قراراته غير المدروسة خارج الملعب، لا سيما فيما يتعلق بـرحـاتـه إلـى بـلـفـاسـت والـــولايـــات المــتــحــدة. يحق للعبين الاسترخاء - ويجب عليهم الاســـــتـــــرخـــــاء - لــــكــــن أصــــبــــح هـــنـــاك انطباع بـأن راشـفـورد يشعر بخيبة أمل متزايدة من الحياة في مانشستر يونايتد. لــقــد تــــمّ تـغـيـيـر مــركــز راشـــفـــورد أكــــثــــر مــــن مـــــــرة، فــــتــــارة نـــــــراه يـلـعـب على الجهة اليمنى، وتــارة في عمق المـــلـــعـــب، وفـــــي أحــــيــــان أخــــــرى يـلـعـب ناحية الـيـسـار، بـل ويـتـمّ استبعاده من التشكيلة الأساسية في كثير من الأحيان. وعلى الرغم من أن ابتعاده عــــن مـــســـتـــواه المـــــعـــــروف يـــعـــدّ سـبـبـ جــزئــيــ لـــه ذلـــــك، فـــا يـمـكـن لأحــــد أن يـدعـي أن الــنــادي على مـــدار المـواسـم القليلة المـاضـيـة كـــان بـيـئـةً مستقرةً أو مشجعةً على الـتـألـق. وبالتالي، ربما كـان الشعور بخيبة الأمـل أمراً لا مفر منه، لا سيما بالنسبة للعب شاب تخرج في أكاديمية الناشئين، ولــديــه رابــطــة عاطفية ومـالـيـة قوية مع النادي. لـــــــم يــــــذكــــــر أمــــــــوريــــــــم أي شـــــيء يشير إلــى أن الـنـادي قـد يتطلع إلى التخلص من راشفورد، ولا أي شيء قــد يقلل مــن قيمته. لـكـن فــي الـوقـت نفسه، لا يـوجـد شــيء واضـــح بشأن ما إذا كـان راشـفـورد يناسب طريقة ، المفضّلة لدى أموريم أم لا. 4 - 3 - 3 لقد أصبح من الواضح للجميع أن أفضل مركز لراشفورد هو اللعب جــــنــــاحــــ أيـــــســـــر، يـــــدخـــــل إلـــــــى عــمــق الملعب، لكن مركز الجناح الأيسر في خطة أمـوريـم يجب أن يشغله لاعب قـوي من الناحية الخططية ويمكنه العودة إلى الخلف والتعاون مع خط الــوســط، وهـــو الأمـــر الـــذي لا يجيده راشفورد كثيراً. وفــي المـبـاريـات الأولـــى لأموريم مع مانشستر يونايتد، اعتمد على راشــــفــــورد مــهــاجـمــ صــريــحــ وعـلـى الـجـهـة الـيـمـنـى، قـبـل أن يـشـركـه في مركز الجناح الأيسر في المباراة التي فـــاز فـيـهـا مـانـشـسـتـر يـونـايـتـد على فيكتوريا بلزن في الدوري الأوروبي. وقــــال راشــــفــــورد، يـــوم الـــثـــاثـــاء، إنـه يعتقد أن هذا هو المركز الذي يناسبه أكــثــر، لكنه قـــدّم أداءً مخيباً لـآمـال أمام الفريق التشيكي، وتم استبداله دقائق من بداية الشوط 10 بعد مرور الثاني. ربما يكون تصريح راشفورد، هذا الأسبوع، بأنه «مستعد لخوض تحدٍ جديد» هو النقطة النهائية الحتمية لمـــســـيـــرتـــه مـــــع مـــانـــشـــســـتـــر يـــونـــايـــتـــد. ففي ظل خيبة الأمــل من الأوضـــاع في مـانـشـسـتـر يــونــايــتــد، وعــــدم مـاءمـتـه عـــلـــى مـــــا يــــبــــدو لـــلـــمـــحـــاولـــة الأخــــيــــرة لإيــــجــــاد حــــــل، فـــربـــمـــا تــــكــــون الـــبـــدايـــة الـــجـــديـــدة هــــي أفـــضـــل خـــطـــوة مـمـكـنـة للعب الإنجليزي الدولي. لكن سيكون مـن الصعب العثور على نـــادٍ مستعد لتحمل الجزء الأكبر من راتبه الضخم، وكـــــمـــــا يـــتـــضـــح مــــــن تــــــراجــــــع مـــســـيـــرة سترلينغ مـنـذ رحـيـلـه عــن مانشستر سيتي، فليس من السهل على الإطلق لأي لاعــــب أن يـسـتـعـيـد مــســتــواه بعد فترة من التراجع الملحوظ. * خدمة {الغاريان} عالم الرياضة SPORTS 21 Issue 16829 - العدد Wednesday - 2024/12/25 الأربعاء لا يمكن لأحد أن يدعي أن النادي على مدار المواسم القليلة الماضية كان بيئةً مستقرةً أو مشجعةً على التألق الجماهير عاشقة لراشفورد لكن ذلكلا يكفي (د.ب.أ) أموريم لم يذكر أن النادي يتطلع إلى التخلصمنراشفورد (أ.ب) سيكون من الصعب العثور على نادٍ مستعد لتحمل الجزء الأكبر من راتبه الضخم (رويترز) أصبح واضحاً للجميع أن أفضل مركز لراشفورد هو اللعبجناحاً أيسر (أ.ف.ب) ًالمهاجم الإنجليزي يواجه صعوبة في استعادة مستواه مع مانشستر يونايتد راشفورد حزين... وإحياء مسيرته لن يكونسهلا * لندن: جوناثان ويلسون