issue16829

لــم تـكـد تـمـضـي ســاعــات عـلـى ســقــوط نظام بشار الأسـد إلا وانطلق سجال في مصر يخاف على مصير سـوريـا مـن الإسـامـيـن المتشددين، ويــســقــط مــوقــفــه مـــن حــكــم «الإخــــــــوان» فـــي مصر على ما جرى في سوريا، وشككوا في مصداقية الخطاب الجديد الذي يتبناه قائد إدارة العمليات وزعــــيــــم «هـــيـــئـــة تـــحـــريـــر الــــشــــام» أحـــمـــد الـــشـــرع، معتبرين أن سوريا حاربت الطاعون بالكوليرا. والحقيقة أن هناك مجموعة من الفروق بي السياقي المصري والسوري ربما تساعدنا على فهم هـذا التباين في آراء البعض حـول مستقبل ســـوريـــا مـــن دون أن يـمـنـع ذلـــك مـــن وجــــود تـيـار ضخم في مصر والعالم العربي عبّر عن سعادته لـلـتـخـلـص مـــن «ديـــكـــتـــاتـــوريـــة اســتــثــنــائــيــة» في دمشق، وتضامنه الكامل مع الشعب السوري من أجل تحقيق طموحاته في دولة قانون عادلة بعد أن عانى عقوداً من المحن والمظالم. والـحـقـيـقـة أن الـــفـــارق الأســـاســـي بـــن مصر وســـوريـــا يــعــود إلــــى لـحـظـة انـــــدلاع ثــــورة يـنـايـر في مصر، ثم اندلاع الثورة 2011 ) (كانون الثاني السورية في مارس (آذار) من العام نفسه، ويكمن في أن قطاعاً واسعاً من المجتمع المصري انقسم حـــول جـمـاعـة «الإخـــــــوان» ورفــضــهــا بـــشـــدة، فقد في 43 حصلوا على أغلبية نسبية بلغت نحو ، ثـم تراجعت هذه 2011 المـائـة مـن مقاعد بـرلمـان الـنـسـبـة بــعــد وصـــــول الــجــمــاعــة لـــســـدة الــرئــاســة حتى أصبح غالبية الشعب المصري معارضاً لها ومنقسماً حول أي مشروع للإسلم السياسي. إذا أضــفــنــا إلــــى مـــا ســبــق أن حــكــم الـرئـيـس مبارك يمكن اعتباره «ليبرالياً» إذا قارناه بحكم بــشــار الأســـــد، وهــــذا مــا جـعـل هــنــاك تــيــاراً يُعتد به من الشعب المصري تعاطف مع مـبـارك، وأيد أن يكون رحيله عبر آلية دستورية، أو كما قال الرجل بانتهاء مـدة ولايته في سبتمبر (أيلول) ، ولـــــو تــــم لـــربـــمـــا شـــهـــدت مـــصـــر مـــســـارات 2011 مختلفة عما شهدته بعدها. وقد اتضح الانقسام المجتمعي في التعامل مــــع الــــنــــظــــام الــــقــــديــــم، وأيــــضــــ حــــــول «الإخــــــــوان المسلمي» حي شاهد الناس أن منافس الرئيس الــراحــل محمد مـرسـي هــو الـفـريـق أحـمـد شفيق الــــذي كـــان وزيــــراً لـلـطـيـران فــي عـهـد مـــبـــارك، بما يعني أن النظام الذي ثار عليه قطاع من الشعب ظلت له حاضنة شعبية بلغت ما يقرب من نصف عدد أصوات الناخبي الذين صوتوا لشفيق، ولو كان البلد في ظروف طبيعية لكان من المستحيل أن يخسر أمام مرشح «الإخوان المسلمي». الأصــــــــوات الـــتـــي حـــصـــل عــلــيــهــا الــــرجــــل مـع وجـود قيادات عسكرية ومدنية مقبولة شعبياً داخـل النظام الأسبق مثل الراحل عمر سليمان وعمرو موسى وغيرهم دل على أن نظام مبارك كـان يمكن إصلحه من داخـلـه، وهـي صيغة من الصعب تصوّرها مع النظام الساقط في سوريا - أن يـتـخـيـل الـــنـــاس أن يــكــون أحـــد كــبــار قـادتـه العسكريي منافساً مقبولاً لأي مرشح رئاسي في سوريا المستقبل. ألف شخص، 400 نظام بشار اعتقل نحو ألـــفـــ آخــــريــــن، ولـــــم يــمــتــلــك أي 53 وقـــتـــل نـــحـــو حـاضـنـة شـعـبـيـة تُـــذْكـــر، وارتـــكـــب قــــادة جيشه وأجـهـزتـه الأمـنـيـة فـي مجملهم جـرائـم مخزية تمثل وصمة عار في جبي الإنسانية كلها. ومـــــن هـــنـــا لــــم يـــكـــن غـــريـــبـــ أن نـــجـــد أشـــد التيارات علمانية وأكثرها ليبرالية وتغريباً في سوريا تقبّلت وقدّرت قيام الفصائل الإسلمية بتخليص البلد من هذا النظام، وأن «الإجماع الوطني» على البديل الحالي تجاوز على الأقل في تلك اللحظة الانقسام المدني الإسلمي الذي عرفته مصر وتونس وأقطار عربية أخرى. صحيح أن الإيـمـان بدولة القانون المدنية أمـــر يـتـبـنـاه غـالـبـيـة الــســوريــن، وأن رفـــع قــادة ســـوريـــا الـــجـــدد شـــعـــار الـــدولـــة الـــدســـتـــوريـــة لم يُثر نفس حــالات الريبة والتوجس حـن رفعه الإسلميون في مصر، ورآه قطاع يُعتد به من الـنـخـب الـسـيـاسـيـة أنـهـا وعـــود «مـــخـــدرة» قبل الوصول للسلطة، وتتغير تماماً بعد التمكي من السلطة. الثقة التي رفعتها لافـتـات عـشـرات الآلاف مـــن المــحــتــفــلــن بـــإســـقـــاط الـــنـــظـــام فـــي ســـوريـــا، وضمت كل الاتجاهات ومواطني عاديي أمام المسجد الأمـــوي وبينهم فتيات بـالـقـول: «نثق فيمن حــرر المسجونات مـن صيدنايا مـن دون أن نبحث في هويتهم السياسية أو جنسهم»، وهـــو تـوجـه غـيـر وارد أن يـرفـعـه خـصـوم تيار الإسـام السياسي في أي تجربة تغيير عربية أخرى. سواء كان الخطاب المنفتح الذي رفعه قائد «هـيـئـة تـحـريـر الــشــام» «تـقـيـة» أم حقيقياً فـإن الإجــمــاع الــســوري على كـراهـيـة الـنـظـام القديم ودعـــــم مـــن أســقــطــه واقـــــع خــرجــت مــنــه حـكـومـة مــؤقــتــة ومـــســـار انــتــقــالــي مــحــفــوف بـالمـخـاطـر، والمــطــلــوب مـــن الـــــدول الـعـربـيـة أن تـتـفـاعـل مع هذا المسار، لأن العلقات بي الدول تقاس على أســـاس المـصـالـح الاسـتـراتـيـجـيـة وضــمــان عـدم التدخل في شـؤون الــدول الأخــرى، وليس على أساس الاتفاق والاختلف مع توجهات الحكم الآيديولوجية. Issue 16829 - العدد Wednesday - 2024/12/25 الأربعاء قضى القاضي اللبناني الراحل بولس سلمة في كتابه «الصراع على الوجود» بأنه «كلما قَرُب الإنسان من ميناء السلم - نقول قَرُب لأن مرفأ السلم لا يُدرَك في هذه الدنيا - فقد قارب الكمال». إذن مَن ألِفَ النقص، واقتنع أيضاً بمقولةِ «توقعْ زوالاً إذا قـيـل تَــــمّ»، فـإنـه لا يُـــقـــارِب مـيـنـاء الــســام لئل يزول. وعــلــيــه؛ يـبـقـى مـفـتـوحـ بــــاب «الانـــقـــســـامـــات» في سِفْرِ «اليَمْنَنَة (الأزمة اليمنية)» مع فصلٍ جديد يوثق انـتـفـاخ وأوهـــــام جـمـاعـة «أنـــصـــار الــلــه (الــحــوثــيــون)»، نتيجة الـتـغـطـيـات الإعــامــيــة والـــغـــارات الإسـرائـيـلـيـة والأمـــيـــركـــيـــة عــلــى مــديــنــة صــنــعــاء ومـــيـــنـــاء الــحــديــدة مؤخراً... كأنها هدايا أعياد الميلد المجيد! بــيــنــمــا يـــعـــانـــي ويـــصـــطـــبـــر الأبــــــريــــــاء لآثـــــــار تـلـك الـــــغـــــارات، يــتــبــاهــى ويـتـبـخـتـر الأشـــقـــيـــاء: «مــــا نـبـالـي بشيء؛ لسنا الإمبراطور الـذي أخجلته صيحة الطفل البريء: الإمبراطور عارياً»، حي انكشف أمام الجمهور الانــخــداع الإمــبــراطــوري بـوهـم الـــزي الأســطــوري، وفق القصة الشهيرة «ثوب الإمبراطور». لا حاجة لهم إلى سِتارٍ يسترهم أو قناعٍ يغطي أوضاعاً جرى اعتيادها، وتُثير التساؤل عن مستقبل اليمن. صـــديـــقٌ أحــســن ظــنــه بـــي فـــأرســـل يــتــســاءل بـشـأن مستقبلٍ لا يـبـالـي بــه كــل مــن لا يـبـالـي، وعـــن أوضـــاع اليمن وتطوراته؛ التي تصح تسميتها «تـدهـورات»!، وعمّا إذا كانت النزاعات ستنتهي أم لا؟ «...إنــــــه كـمـا الــســاعــة (عِــلْــمُــهــا عِـــنْـــدَ رَبّــــــي)؛ يـبـدو المستقبل غـامـضـ ؛ لا سيما أن بعض أبـنـاء اليمن ما زالـــوا يعيشون المـاضـي ويعيدونه ولا ينطلقون منه نــحــو غــــدٍ أفـــضـــل. لــكــن (الــتــفــكــيــر والــبــحــث عـــن طـريـق المستقبل) غير مستحيلٍ ألبتة، بل واجــب، رغماً عمّن ضلوا سبيل تهيئة أجواء إنهاء النزاع. وحتى ينتهي الـــــنـــــزاع، ولـــئـــا تــعــلــو دقــــــات طـــبـــول الــــحــــرب وحـــدهـــا، تـغـدو ممكنةً وضـــروريـــةً مـواصـلـةُ تـوجـيـه الــنــداء إلـى كل الأطــراف بمواصلة العمل على ابتداع الوقف التام للنزاع، وإثبات جدارة تَحَمّل مسؤولية الشأن الداخلي اليمني». يــرى الـسـائـلُ أن «نـــداء الـسـام (ثـمـة مجموعة في صـنـعـاء تحمل هـــذا الاســــم) تـصـدمـه سـلـبـيـاتٌ كثيرة؛ منها: خـروج اليمنيي إلى دول أخـرى للعيش بأمان، وثـــــارات، وولاءات ضـيـقـة، وتضييع مستقبل شباب وأطفال اليمن». عدتُ أقول: «نداء السلم أنفع من استدعاء الحرب، والمضي في سبيل إعــادة الاستقرار الــذي قد يحد من مـخـتـلـف الــظــواهــر الـسـلـبـيـة، يُـيـسـر الـتـفـكـيـر والـعـمـل للمستقبل، من أجل جميع أطفال اليمن إناثاً وذكوراً». ينبغي َِن هالَهُ «عُسرُ» السني العشر الماضية على اليمنيي ومَن تسبب فيه، أن يتذكر نهاية أهوال نصف قرن من النزاع أسفرت عن مليي الضحايا والمشردين والضائعي في بلدان أخرى... مثل كولومبيا، وفيتنام ، لــتــبــدأ فـــوراً 1975 ) الــتــي انــتــهــت فـــي أبـــريـــل (نـــيـــســـان عقود من 4 بعدها حروب لبنان، وأنغولا التي عاشت سني مروعة لرواندا... بالنظرِ إلى 4 الحروب... وكذا هذه النزاعات الأشد هولاً والأطول من النزاع اليمني، يتبي أن جميعها انـتـهـت بــســامٍ يُـغـيـث الــنــاس؛ وإنْ مؤقتاً. لـكـن؛ لا يَـحِـلّ الـسـام ولــن يُغيث مَــن لا يسعى إليه، قولاً ثم فعلً. ، فـإنـه 2025 مـــا دمــنــا عـلـى أبـــــواب الـــعـــام الــجــديــد يتعي على اليمنيات واليمنيي بتنوعهم، وتعايشهم وتسامحهم، وصبرهم وعزمهم، دخـول مسار توعية سـلـمـي يــعــزز الـــحـــوار بـــن الأطــــــراف، مـــن خـــال أمـريـن اثني: أولهما: مواصلة التذكير بانتفاء جدوى استمرار النزاع، ولا زوال لمن يعمل على إنهائه. وثانيهما: مساندة الوسطاء الدوليي والإقليميي في إكمال مسعاهم، باستجابة اليمنيي. ومـا دامــت هناك بقية أمــل، فليعمل الجميع دون يأسٍ من أجل #السلم_لليمن؛ لأنه الطريق المُثلى إلى مستقبلٍ أفضل ينتظر أهلَه، مهما عطلت «تدهورات» الحاضر مقاربة الكمال. للعام الثاني على التوالي، تسرق سلطات الاحـــــتـــــال الإســــرائــــيــــلــــي الـــبـــهـــجـــة مــــن الأرض المـقـدسـة، الـتـي لـم تعد تستشعر فـرحـة الميلد كـمـا جـــرت الـــعـــادة مـنـذ ألــفــي عــــام، بـعـدمـا بـات الــحــزن يطبع عـلـى كــل دروب المـــدن التاريخية هناك، من بيت لحم، مروراً بالناصرة، وصولاً إلى القدس. غــابــت الـــفـــرحـــة، وانــمــحــت الابــتــســامــة من وجوه «البيت لحميي»، كما اختفى السياح من الـطـرقـات، وبــدت ساحة المهد موحشة، بسبب إطباق قوات الاحتلل على المدينة التي أضحت قـلـعـة عـسـكـريـة، بـعـدمـا عــرفــت بـكـونـهـا مدينة للسلم. الاحــــــتــــــال يـــقـــطـــع أوصـــــــــال فـــلـــســـطـــن فـي صــبــغــتــهــا المـــســـيـــحـــيـــة، وكـــــــأن الأمـــــــر مــقــصــود بـــه تـفـريـغـهـا مـــن أحــــد مـكـونـاتـهـا الـتـاريـخـيـة، بالضبط كما يجري تهويد الـقـدس، عبر طرد سكانها، لا سيما بعد أن بات الوصول من رام الــلــه، الـقـريـبـة، إلـــى بـيـت لـحـم، رحــلــةً شـاقـة من المــذلــة والـــعـــذاب، عـلـى طــرقــات مـمـلـوءة بنقاط التفتيش والـحـواجـز هـنـاك؛ حيث تـــراق كرامة صاحب الأرض الأصلي. الــــــقــــــدس بـــــــدورهـــــــا حـــــزيـــــنـــــة، لــــــم تــنــصــب بلديتها شـجـرة المــيــاد الـشـهـيـرة عـنـد «الـبـاب الجديد»، أحد أبواب المدينة التي تبُعد ثمانية كيلومترات عن بيت لحم. لا طعم للفرحة فـي بيوت المقدسيي ولو وضــعــوا مـــغـــارات رمــزيــة فــي دورهـــــم؛ فرحتهم مسروقة، وقلوبهم مكسورة، ودموعهم ثخينة تملأ أعينهم. الــشــرطــة الإســرائــيــلــيــة مــــذعــــورة، لا ســام فـــي الـــقـــلـــب، مـــا يـجـعـلـهـا لا تـــوفـــر الاعــــتــــداءات على سكان القدس وسياحها دفعة واحـدة، ما أفرغها بدورها من زائري الأماكن المقدسة. سيناريو تهجير سكان بيت لحم والقدس والـــــنـــــاصـــــرة وغــــيــــرهــــم، مـــــــاضٍ قـــــدمـــــ ، فـــخـــال عـائـلـة فلسطينية 500 شــهــراً تــركــت نـحـو 14 مسيحية بلدة الميلد الــعــذراوي، ما يعني أنه مـن القريب جــداً أن تضحي بيت لحم مـن غير حـــضـــور مـسـيـحـي فـلـسـطـيـنـي، ولـــيـــس ببعيد فـــي الـــزمـــن المــنــظــور أن تـخـتـفـي كـنـيـسـة المــهــد، وتضحي أثراً بعد عي. التهجير في بيت لحم يمتد إلـى سكانها المسلمي كذلك، وبنوع خـاص وسـط شبابها، فما من مستقبل في ظل احتلل يقتل البهجة في الصدور، ويمنعهم من أن يتنفسوا الرجاء. يوماً تلو الآخـر يصبح الأمـل أكثر إيلماً، والخشية أن يأتي «الكريسماس» المقبل ليواجه الفلسطينيون شبح ضم الضفة الغربية بالقوة الـجـبـريـة، كـمـا يــتــوّعــد عـــدد وافــــر مــن الـسـاسـة الإسرائيليي. التاريخ يُعيد نفسه بعد ألفي عام، «الطفل فــــي المـــــغـــــارة، وأمــــــه مــــريــــم، وجــــهــــان يــبــكــيــان»، والـحـقـيـقـة أنــــه لـيـس الـطـفـل وأمــــه فـحـسـب مَـن يذرفان الدموع، ولكن أهل فلسطي المجروحة، لا سيما في غـزة المصلوبة بدورها منذ أربعة عشر شهراً. مريم التي لم تجد لها مكاناً في الفندق، فـــــــي زمـــــــــن أوغـــــســـــطـــــس قـــــيـــــصـــــر، وحـــــــــن كـــــان كــرنــيــلــيــوس والـــيـــ عــلــى ســــوريــــا، وهـــيـــرودس حاكماً في اليهودية، ستفاجأ اليوم لو عادت؛ فندقاً في بيت لحم بسعة 57 حيث هناك نحو عشرة آلاف غرفة فندقية فارغة مهجورة، فقد أغلقت جميعها أبوابها منذ بداية العدوان على غزة، وحتى الساعة. بيت لحم تــؤدي الشعائر الدينية الطقسية حــســب «الأســتــاتــيــكــيــو» الــتــقــلــيــدي، لــكــن مـــن غير أهازيج الفرحة، بعدما فقد الناس أرزاقـهـم، الأمر الـــذي بـــدّد أهــازيــج الـفـرحـة، وأزاح زيـنـات المـيـاد، وقطع استعراضات الحركة الكشفية، وكيف لهم أن يفرحوا وصوت البكاء والعويل في غزة يسمع في بيت لحم والرامة! الألــــم الـفـلـسـطـيـنـي المـــجـــرد، ومــــن دون أدنـــى نـزعـة عرقية أو طائفية، تـجـاوز حـــدود فلسطي، ومــسّ شغاف القلوب الأمينة، ولا نغالي إن قلنا إنه قطع نياطها. نـــهـــار الــجــمــعــة الـــفـــائـــت، وخـــــال اسـتـقـبـالـه لأفــراد «الكوريا الرومانية»، أي «حكومة البابا»، أدان البابا فرنسيس القسوة البالغة من الجانب الإسرائيلي التي أدّت إلـى مقتل عشرة من أطفال غــــزة مـــن عــائــلــة واحــــــدة فـــي مـــجـــزرة بــحــق عـائـلـة «خلة»، بعد استهدافهم بقصف جوي في جباليا النزلة. أيّ نَفْس سوية تفعل هذا، وكأن هيرودس يـــعـــود مــــن جــــديــــد، لــيــقــتــل أطــــفــــال بـــيـــت لـــحـــم مـــرة جديدة. الفقير وراء جدران الفاتيكان، يتصل هاتفياً الــســابــعــة مــســاء كـــل يــــوم، مــنــذ بـــدايـــة الـــحـــرب مع أطفال غـزة، لدرجة أنهم باتوا يعتبرونه فـرداً من الـعـائـلـة الفلسطينية، ولا ينفك يـنـاشـد المجتمع الأمـــمـــي المـــصـــاب بــ«سـكـتـة إيـمـانـيـة ووجـــدانـــيـــة»، ولــهــذا أخــرجــت لــه هــولــيــوود فيلماً حـمـل عـنـوان «الـكـونـكـاف»، لكي يظهر الفاتيكان والأمـــراء من الكرادلة، كأنهم جماعة من اللصوص والفاسقي الزناة والسراق. مَـــــن يــبــشــر «الـــبـــيـــت لــحــمــيــن» والمــقــدســيــن والغزاويي بالسلم الـذي بَشّرت به الملئكة ليلة مولد المسيح، ومَن يُخبر الإسرائيليي بأن السلم الـحـقـيـقـي يــولــد فـقـط مـــن قـلـب مـتـجـرد مـــن القلق والخوف من الحرب. فلسطي بحاجة إلـى سـام حقيقي ودائــم لا يتوقف عند مـراوغـات الاتفاقيات، أو على طاولة أنــــصــــاف الـــحـــلـــول الإنـــســـانـــيـــة، فـــمـــن حــــق أهــلــهــا مستقبلٌ كله رجاء، يؤمن بكرامة العنصر البشري. فلسطين بحاجة إلىسلام حقيقي ودائملا يتوقفعند مراوغات الاتفاقيات أو على طاولة أنصاف الحلول الإنسانية بعضأبناء اليمن ما زالوا يعيشون الماضي ويعيدونه ولا ينطلقون منه نحو غدٍ أفضل لطفي فؤاد نعمان إميل أمين عمرو الشوبكي OPINION الرأي 14 بيت لحم ــ غزة... «كريسماس» البهجة المفقودة بغير السلام... أي مستقبل لليمن؟ الخوفمن الإسلاميين بين دمشق والقاهرة العلاقات بين الدول تقاس على أساسالمصالح الاستراتيجية وضمان عدم التدخل فيشؤون الدول الأخرى

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky