issue16829
10 عاماً منالتحولات 25 YEARS OF CHANGE Issue 16829 - العدد Wednesday - 2024/12/25 الأربعاء ASHARQ AL-AWSAT 25 الأسد فيسوريا ولبنان... ربع قرن من الاستباحة والتدمير مع حلول القرن الحادي والعشرين بدا أنّ الانـعـطـاف فـي الـزمـن يحمل انعطافاً في الذي منّ علينا 2000 التاريخ. فلنتذكّر العام ببضعة أحــــداث يصعب اجتماعها فــي عـام يونيو (حزيران)، توفّي حافظ 10 واحد. ففي الأســــد، وبـكـى كـثـيـرون كـمـا يبكي الضحايا آباء قساة قهروهم وطفّلوهم. لكنّ أكثر منهم قالوا في سرّهم: لأوّل مرّة يصنع الأسد عملاً مفيداً. وحافظ، الذي كان عمليّاً رئيس البلدين، كـان قد أغمض عينيه بعد حدثين شهدهما العام ذاتـه: ففي مـارس (آذار)، كان اجتماعه بالرئيس الأميركيّ بيل كلينتون في جنيف لـــبـــحـــث اســـتـــئـــنـــاف الــــتــــفــــاوض الــــــســــــوريّ - الإسـرائـيـلـيّ. هناك قـرئ الـسـ م على السلام لأنّ الأســـــد، وفـــق عــبــارتــه، اخـــتـــار «الـــشـــرف» بديلاً. ومع أنّه كان معروفاً بالجلوس سبع ساعات متواصلة على كرسيّه، فقد تذكّر أنّه كان في شبابه يسبح في بحيرة طبريّا، وأنّ الــســ م سـيـكـون مـرفـوضـ مــا لــم يمنحه كـلّ شبر منها. مــــــايــــــو (أيـــــــــــــــــــار)، انــــســــحــــب 25 وفــــــــــي الإســـرائـــيـــلـــيّـــون مــــن جـــنـــوب لـــبـــنـــان الـــتـــزامـــ بالوعد الانتخابيّ الـذي قطعه إيهود بـاراك بــالانــســحــاب مـــن طـــرف واحـــــد. يـومـهـا فُـجـع أنــــصــــار الأســـــــد الـــلـــبـــنـــانـــيّـــون والــــســــوريّــــون بـــالانـــســـحـــاب الــــــذي أحــــــرج إصـــــرارهـــــم عـلـى مـــواصـــلـــة حــمــل الــــســــ ح، فـــســـمّـــوه «مـــؤامـــرة الانـسـحـاب». هـكـذا أخـــرج أحـدهـم مـن قبّعته أرنــب «مـــزارع شبعا» المنسيّة، التي احتلّها مـن ســوريّــا، فـأُرفـق 1967 الإسـرائـيـلـيّـون فـي الاكــــتــــشــــاف بـــتـــجـــديـــد صـــرخـــة الـــــحـــــرب: إمّــــا الانـــســـحـــاب مــــن مـــــــزارع شــبــعــا أو فـلـيـخـرب العالم. لكنْ سريعاً ما هدأت الأعصاب وأُعلن أنّ ذاك الانسحاب يرقى إلى «تحرير» أنجزه «حزب الله» بدعم «سوريّا الأسد». تدريب بشّار وسياسيّو لبنان حين توفّي حافظ، روى أحد السوريّين طُرفة عن فلاّح بسيط من درعا توجّه شمالاً نـــحـــو دمـــشـــق بــقــصــد المــــشــــاركــــة فــــي جـــنـــازة الـــرئـــيـــس. لــكــنّــه مـــع اقـــتـــرابـــه مـــن الــعــاصــمــة، وقعت عيناه على يافطة كُتب عليها: «الأسد خـالـد لا يــمــوت». هـنـا، قفل فـ ّحـنـا البسيط عــــائــــداً، ظـــانّـــ أنّ الــخــبــر الـــــذي تــنــاهــى إلـيـه شائعة فبركها الأعداء الذين يصفهم الإعلام الرسميّ بفبركة الشائعات. ولـم يكن خطأ الـفـ ّح كـامـ ً، أو أنّ ذلك مـا تـبـّ حينما انتقلت السلطة إلــى النجل بــــشّــــار، فـــبـــدا أنّ حـــافـــظ خـــالـــد حــــقّــــ . فــرغــم تغييرات حدثت هنا وهناك، ربطها البعض بـشـبـاب بــشّــار ودراســـتـــه فــي لـنـدن واقـتـرانـه بفتاة «عصريّة» تعرف العاصمة البريطانيّة كما تعرف كفّها، بقيت النزعة الخرابيّة أقوى مـــا يــتــربّــع فـــي قـصـر المــهــاجــريــن. هــكــذا جـاز الحديث عن وصيّة حافظ لنجله، ومفادها: فلتَبق الحرائق مشتعلة إلـى أن يقضي الله أمراً. وبــشّــارُ لـم يكن حقل تدريبه إلا لبنان، ، وعلى 1998 غرفة نوم النظام السوريّ. ففي طريق توريثه الـذي بدأ قبل أربعة أعـوام مع رحيل أخيه الأكـبـر بـاسـل، كُـلّـف بالمسؤوليّة عـــن الـــوجـــود الــعــســكــريّ الــــســــوريّ فـــي الـبـلـد «الـشـقـيـق»، حـيـث بـلـغ عـــدد الـجـنـود أربـعـ ألفاً. وفـي سياق تدريبه وثّـق النجل علاقته بالسياسيّين اللبنانيّين ممّن كانت أغلبيّتهم الساحقة تطأطئ الــرأس أمــام أصغر ضابط مــــنــــتــــدَب. وهـــــو مــثــلــمــا اســـتـــلـــطـــف بـعـضَـهـم اسـتـثـقـل بـعـضـهـم الآخــــر عــمــً بـــمـــزاج أرعـــن طبّقه على آخرين. وكان أكثر الذين لفحتهم عواطف بشّار، بـــالإيـــجـــابـــيّ مـنـهـا والـــســـلـــبـــيّ، ثـــ ثـــة: حسن نصر الله ورفيق الحريري وإميل لحّود. فـنـصـر الـــلـــه، قــائــد المـــقـــاومـــة، كـــان مـثـار رجـــل 2000 إعـــجـــابـــه. فـــهـــو، وقـــــد رُســــــم فــــي التحرير، مثّل لـه كــلّ مـا لا يملكه، هـو الـذي حــصــل عــبــر «تـــوريـــث جـــمـــهـــوريّ» فـــريـــد من نـوعـه على مـا بــات يملكه. وإذا كــان لـوالـده الراحل دالّة على نصر الله، وموقع تفاوضيّ قـــويّ حـيـال إيـــران، فاليافع بـشّـار افتقر إلى الـــصـــفـــتـــ . ولـــئـــن وفّــــــر لــــه «ســـمـــاحـــة الأمــــ العامّ» الشرط الضروريّ لإبقاء النار مشتعلة في كلّ مكان، فقد كان لمقاومته بُعد علاجيّ مخلوط بالسحر على الرئيس غير المجرّب، وذلك بمعنى العلاجيّة التي تراءى للقيصر نـــقـــولا وزوجــــتــــه ألـــكـــســـنـــدرا أنّ راســـبـــوتـــ يحملها لابنهما المريض. لكنْ إذا كانت محبّة نصر الله حبّاً لما يستحيل، فمحبّة إميل لحّود كانت حبّاً لما يمكن. فقائد الجيش، الـذي أوصلته دمشق ، كــان فيه 1998 إلــى رئـاسـة الـجـمـهـوريّـة فـي مـن العسكريّة مـا كــان فـي «الــدكــتــور» بشّار الــــــذي ألـــبـــســـوه الـــــبـــــزّة لأنّ رئــــاســــة ســـوريّـــا مكتوبة لعسكريّين. ذاك أنّ لحّود كان قائداً لسلاح البحريّة في الجيش اللبنانيّ، وكان تواضع هـذا السلاح، والوقت الضئيل الذي يستدعيه المنصب، يتيح له ساعات طويلة يتشمّس فيها ويـدهـن جـسـده بـالـزيـوت في عُّ 1989 مسبح «الحمّام العسكريّ». ثمّ في لـحّـود قـائـداً للجيش، وكـــان مطلوباً ضابط مــارونــيّ رفـيـع الـرتـبـة يقبل الـحـلـول فـي هذا الموقع بعد تصفية التمرّد الـذي قـاده القائد السابق ميشال عون. وأغلب الظنّ أنّ سماتٍ شخصيّةً حبّبت بشّار بلحّود أهمّها الضعف المشترك في ربط الكلمات وصياغة العبارات ثـــمّ تغطية الـضـعـف بقهقهة تُـفـلـت مــن الفم وتغيب في زحمة اللامعنى في هذا العالم. بــيــد أنّ الـــحـــريـــري لـــم يــكــن مـسـتـسـاغـ . فــالــرجــل الـــثـــريّ الـــــذي يـــــوزّع المـــــال والــهــدايــا بـسـخـاء عـلـى ضــبّــاط ســـوريّـــ ، مُـــعـــوّلاً على مقابل سياسيّ، ليس الثريّ الـذي يستهوي بــشّــار. ذاك أنّ المــرغــوب مــن الأثـــريـــاء هــو مَـن يــــدفــــع صـــــاغـــــراً، ويــــكــــون طـــمـــوحـــه الـــوحـــيـــد ألاّ تُـــصـــادَر ثـــروتـــه. أمّــــا أن يُـكـتـب ويــقــال إنّ الـحـريـري هــو مــن يبني عــ قــات ســوريّــا مع الـعـالـم، ومـــن يـقـتـرح عـلـى دمـشـق «الـنـمـوذج الـــصـــيـــنـــيّ» حـــيـــث تــبــقــى الــســلــطــة فــــي أيــــدي أصحابها وتُمنح الحرّيّة للسوق، فهذه كلّها أكلاف باهظة ومهينة ينبغي ألا تُدفع. وهـنـاك أشـيـاء أخـــرى أسّـسـت البغضاء للزعيم اللبنانيّ. فقد كان شائعاً أنّ الحريري ينطوي على فائضسنّيّ لا يحتمله الفائض الـــعـــلـــويّ فــــي نـــظـــام بــــشّــــار، وأنّـــــــه لا يـكـتـفـي بتوحيد الطائفة السنّيّة في لبنان، بل يمدّ نــفــوذه إلـــى الـسـنّـة الــســوريّــ . ولـــم يـكـن أقــلّ إثــــــارة لـــ رتـــيـــاب مـــا يـــــراه الــبــعــض تـقـاطـعـ بـــ مــشــروعــه الـــســـنّـــيّ ومـــشـــروع لــبــنــانــيّ لا يـــزال غامضاً، أو مـا ينسبه إلـيـه بعض آخر مـــن رغــبــة فـــي ســــ م إقــلــيــمــيّ يــكــمّــل مـــا بـــدأه الفلسطينيّون والإسرائيليّون في أوسلو عام . وربّما بدا مستفزّاً لبشّار ما كان يُكثر 1993 الحريري من تـــرداده في وصـف نفسه، وهو أنّه «عصاميّ» بنى نفسه بنفسه. عواصف الخارج وجرائم الداخل كــــــــان لانـــــســـــحـــــاب الإســـــرائـــــيـــــلـــــيّـــــ مــن الجنوب أن أسقط حجّة النظام السوريّ في إبـقـاء جيشه بلبنان، وشجّعت وفـــاةُ حافظ مَن كان يخاف ويتردّد على الإقدام. أمّا رجل المرحلة فـكـان البطريرك المــارونــيّ نصر الله ،2000 ) صفير الذي رعى، في سبتمبر (أيلول ما عُرف بـ«نداء المطارنة الموارنة» الداعي إلى انسحاب الجيش السوريّ الذي «آن أوانه». ومـضـى صـفـيـر، بـهـمّـة مــصــارع شـــابّ، يــوجّــه لـكـمـاتـه. فـفـي ظـلّـه أُسّــــس، فــي أبـريـل ، «لـقـاء قـرنـة شــهــوان» الـذي 2001 ) (نـيـسـان اعـتُـبـر نــــواةً لمــا بـــات مــعــارضــة. ولــئــن جمع الـلـقـاء هــذا سـيـاسـيّـ مسيحيّين، فــإنّــه مـدّ جــــســــوراً، مـــنـــظـــورة وخـــفـــيّـــة، مـــع الــحــريــري وولـيـد جنبلاط المصابين بــ«الاسـتـيـاء» من بـــشّـــار ومـــن عـامـلـه فـــي لـبـنـان إمــيــل لــحّــود. وفـي صيف العام، وبالشراكة مع جنبلاط، أشـــرف الـبـطـريـرك عـلـى «مـصـالـحـة الجبل» بين المسيحيّين والدروز. والأخيرة اكتسبت أهميّتها مـن أنّ الجبل المسيحيّ - الـــدرزيّ عـــمـــود الـــوطـــنـــيّـــة الــلــبــنــانــيّــة الـــفـــقـــريّ. وفــي مــــــوازاة تـــحـــرّك رجـــــال الـــديـــن والـسـيـاسـيّـ المـسـيـحـيّـ ، اهـــتـــزّ المـجـتـمـع المــســيــحــيّ، في أغــســطــس (آب)، عــبــر تـــظـــاهـــرات طــ ّبــيّــة 7 أعلنها قواتيّون، قائدهم سجين، وعونيّون، قـــائـــدهـــم مـــنـــفـــيّ. وبــــــدون مــــذكّــــرات تـوقـيـف أو مــبــرّر قــانــونــيّ، زُجّ فــي المـعـتـقـ ت مئات المـــتـــظـــاهـــريـــن الــــشــــبّــــان المـــطـــالـــبـــ بـــحـــرّيّـــة التعبير وخروج القوّات السوريّة. لــــكــــنّ الــــــجــــــوار الإقــــلــــيــــمــــيّ كـــــــان يـــضـــجّ غـــزا الأمــيــركــيّــون 2003 بـــأحـــداث أكـــبـــر. فـفـي الـــعـــراق، وبــعــد عـــام وجـــد الـــكـــرد الــســوريّــون فـــي الـقـامـشـلـي/قـامـشـلـو مـــا يـشـجّـعـهـم على الانـــتـــفـــاض فــانــتــفــضــوا. وفــيــمــا راح الأســـد يـردّ على تلك الــزلازل بشحن الإرهابيّين إلى الـعـراق، حيث يـزرعـون عبوات المــوت، مضت واشنطن تلوّح له بالعصا الغليظة فواجهها بــعــبــوة ســيــاســيّــة فُــــجّــــرت فـــي بــــيــــروت. فقد تمسّك بـشّـار بالتجديد لـلـحّـود، مـع انتهاء ، رافـعـ محبّته 2004 ولايـتـه الـدسـتـوريّـة فـي له إلى هيام، وهذا لأنّ لحّود، وفق المراقبين، «المارونيّ الوحيد الذي يطمئنّ له الأسد في ظلّ ظروف المنطقة الجديدة». وفــــي سـبـتـمـبـر مـــن الـــعـــام نــفــســه صــدر الـــداعـــي إلـى 1559 عـــن مـجـلـس الأمــــن الـــقـــرار انسحاب القوّات الأجنبيّة المتبقّية من لبنان، وحلّ جميع الميليشيات ونزع سلاحها. وقد بدا واضحاً بما يجلو اللبس أنّ المستهدَفين بـالـقـرار هما بـشّـار، الـــذي عليه أن ينسحب، ونصر الله، الذي عليه أن ينزع سلاحه. هكذا كـــان لا بـــدّ أن يــــردّ المـسـتـهـدَفـان بـعـمـل يطال إمّـــــا جــنــبــ ط الـــــذي دفـــعـــه الــتــجــديــد لـلـحّـود إلى الموقع المسيحيّ المعارض، أو الحريري، المـــمـــتـــعـــض مـــــن الــــتــــجــــديــــد، والـــــــــذي تــســبّــب لـــه امــتــعــاضــه بـــإهـــانـــة مـــبـــاشـــرة مـــن الأســــد، خصوصاً أنّ الشكوك قد حامت بشأن دور له في صدور القرار الأمميّ. فــبــرايــر (شــبــاط) 14 هــكــذا شــهــد يــــوم الـــجـــريـــمـــة الــــتــــي أودت بـــالـــحـــريـــري 2005 شخصاً 21 ومـعـه الــوزيــر بـاسـل فليحان و مــــن المــــرافــــقــــ ، قـــبـــل أن تــتــنــاســل الـــجـــرائـــم وتحصد مجموعة معتبرة من السياسيّين والصحافيّين المعروفين بمعارضتهم الأسد ونصر الله. وكـــمـــا أنّ ســـــوريّـــــا ســــوريّــــتــــان فـلـبـنـان لبنانان. هـكـذا انـشـقّ البلد بـ كتلة عُرفت آذار» تيمّناً بيوم مظاهرتها الضخمة 8« بـــ التي شكرت «سوريّا الأســد»، وأخـرى عُرفت آذار» تبعاً ليوم المظاهرة التي فاقتها 14« بــ ضــــخــــامــــة، والـــــتـــــي احــــتــــجّــــت عــــلــــى اغـــتـــيـــال الحريري وطالبت بخروج الجيش السوريّ. بالفعل خرجت قـوّات الأسـد من لبنان أبـريـل، لـكـنّ نصر الـلـه آثــر أن يهدي 30 فـي قـــائــدهـــا رســـتـــم غـــزالـــة «بــنــدقــيّــة المـــقـــاومــة» لأنّـه لم يشأ للجنود السوريّين أن يغادروا ضعفاء مذلولين. بيد أنّ «لعنة الحريري» طــــاردت غــزالــة مثلما طــــاردت سـلـفـه غــازي كنعان لتنسج واحـدة من القصص الخفيّة على 2002 فيسيرة بشّار. فرستم، المُعّ في رأس الهرم الأمنيّ محلّ غازي، شاركه القتل والتعذيب اللذين تشهد عليهما بلدة عنجر البقاعيّة وفندق البوريفاج البيروتيّ، كما شاركه رعاية شبكات التهريب والمـخـدّرات الــــتــــي تـــــتـــــوزّع عـــائـــداتـــهـــا عــلــيــهــمــا وعــلــى نظامهما وحلفائهما في «محور المقاومة». لكنّ رستم كان أشـدّ فظاظة وانضباطاً في ولائه من غازي، ولربّما عاد هذا إلى سنّيّة الأوّل التي أحوجته إلـى المـزايـدة في الـولاء قياساً بعلويّة الثاني، ابـن بلدة القرداحة، الذي بلغ به اطمئنانه حدّ الافتخار بصداقة الحريري بعدما بات الأخير مغضوباً عليه. لبنان كان «غرفة نوم» النظام السوريحيث تدرب بشار الأسد (أرشيفية - أ.ف.ب) يكتب حازم صاغية أصعب سيرة لبنانية لبشار الأسد «الهارب» من دمشق، وبيروت أيضاً. الوريث الذي دخل قصر المهاجرين بنزعة «خرابيّة»، بدأ ولايته الدموية بالتدرب على لبنان، «غرفة نوم» النظام السوري، وبوصية توريث يجوز أن يكون مفادها: فلتَبقَ الحرائق مشتعلة إلى أن يقضي الله أمراً. سيرة دموية لكنها متقلبة. فبينما كان نفوذ بشار الأمني يدشن وراثته وتكليفه بالوجود العسكري في البلد «الشقيق»، كانت رياح عواطفه تلفح، حباً وبغضاً، سياسيين لبنانيين، بين فبراير 14 حسن نصر الله ورفيق الحريري وإميل لحود. ومع ، يـوم وقعت الجريمة التي أودت بالحريري، 2005 ) (شـبـاط تناسلت جـرائـم حـصـدت مجموعة معتبرة مـن السياسيّين والصحافيّين. أبريل (نيسان) خرجت قــوّات الأسـد من لبنان، 30 وفـي لـكـنّ نـصـر الـلـه آثـــر أن يـهـدي قـائـدهـا رسـتـم غــزالــة «بندقيّة المقاومة» لأنّه لم يشأ للجنود السوريّين أن يغادروا «ضعفاء مذلولين»، قبل أن تتكامل سوريا اللبنانية مع لبنان السوري مالياً، ولينتقل «عهد الوصاية» إلى مرحلة أخرى أُخضع فيها لبنان لنظرية بعثية عنوانها «لبنان الـعـروبـة». سيرة بشار تبدو منهكة لمن يكتبها وقاسية على من يقرأها، إذ تتوزاى سطوة «التدمير» التي يزخر بها صاحب السيرة، مع فداحة ما استباحه على مدار ربع قرن، من دمشق حتى بيروت. سوى أن صاغية، في هذه السيرة، يسجل «علاقة وحيدة محترمة» أتاحتها تلك الـسـنـوات، جسّدها مثقّفون وكـتّـاب سوريّون شرعوا ينشرون أعمالهم في الصحافة اللبنانيّة، إذ تشكلت علاقة نــادرة في نظافتها لم تخلُ من غصّة رافقت تعرّف لبنانيّين إلى خيرة أبناء الشعب السوريّ. حازم صاغية بقيت النزعة الخرابيّة أقوى ما يتربّع في قصر المهاجرين. هكذا جاز الحديثعن وصيّة حافظ لنجله: فلتَبق الحرائق مشتعلة أصدقاء الأسد في لبنان... سجل جرائم وفضائح (أرشيفية - سانا) النصالكامل على الموقع الإلكتروني
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky