issue16828
3 سوريا ما بعد الأسد NEWS Issue 16828 - العدد Tuesday - 2024/12/24 الثلاثاء محادثات الوفد السعودي «ركزتعلى الوضع فيسوريا والقضاء على الكبتاغون» ASHARQ AL-AWSAT لماذا كان الصفدي أول وزير خارجية عربي يزور دمشق للقاء الشرع؟ يدعم ساسة أردنـيـون سرعة الانفتاح على الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الـشـرع (أبـــو محمد الــجــولانــي)، أمـــام جملة ملفات مشتركة تبعث على القلق لدى مراكز الــقــرار الأمـنـيـة والسياسية فـي الــبــاد، لكن تـيـاراً محافظاً قريباً مـن السلطة يُـحـذر من الاستعجال فـي الانـفـتـاح أمـــام مشهد أمني سوري مرتبك لم تحدد بعدُ نسبة سيطرته عـــلـــى الأرض، وضــــمــــان اســــتــــمــــراريــــة عـمـل مؤسساته، وقدرته على حصر حمل السلح ضمن جيش نظامي. وبزيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى دمشق، الاثنين، وهو أول وزير خـارجـيـة عــربــي أجــــرى مـبـاحـثـات مــع إدارة سوريا الجديدة، تكون عمان أعلنت رسمياً فتح خطوط الاتـصـال مـع الـقـيـادة السورية الــــجــــديــــدة، بـــعـــدمـــا كـــانـــت قــــنــــوات الاتـــصـــال سرية ومغلقة ضمن دائرة محدودة الأركان والأشخاص والمرجعيات. وإن كــانــت عــمــان دعــمــت سـابـقـ فـكـرة لـــجـــنـــة الاتـــــصـــــال الـــعـــربـــيـــة بــــشــــأن ســــوريــــا، ورعـــــت جــانــبــ مـــن اجــتــمــاعــاتــهــا فـــي عـمـان وفـي الـريـاض، وسعت لتوفير مظلة دولية لــــدعــــم المــــــبــــــادرة المـــســـمـــاة حــيــنــهــا «خـــطـــوة مـــقـــابـــل خــــطــــوة» بـــهـــدف اســـتـــعـــادة الــنــظــام السوري السابق لحضنه العربي بعيداً عن سيطرة ونفوذ الـقـرار الإيـرانـي على القصر الـجـمـهـوري آنــــذاك؛ فـــإن «أحــــداً مــن المجتمع الدولي لم يثق بمصداقية نظام بشار الأسد وجديته في خلع عباءة الإيراني عن حكمه»، بحسب مصادر «الشرق الأوسط». وأعـــادت المـصـادر التذكير بــأن الحراك الدبلوماسي الأردني تجاه سوريا لا يبتعد عــــن جـــمـــلـــة مــــحــــاور أســـاســـيـــة هـــــي: جــهــود حقيقية مشتركة في مسألة مكافحة تصنيع المـــخـــدرات فـــي الـــداخـــل الـــســـوري وتـهـريـبـهـا عبر الأردن، وضمان أمن واستقرار الجنوب السوري الذي يشكل أمنه واستقراره ضرورة تـفـرضـهـا المــصــالــح المــشــتــركــة، ودعــــم عـــودة اللجئين السوريين من مخيمات اللجوء في ألف لاجئ 300 الأردن، بما لا يقل عن عـودة ســـوري فــي المـرحـلـة الأولــــى، وبـسـقـف زمني محدد. والملف الثالث والأخطر هو التصدي لأي مــجــمــوعــات إرهـــابـــيـــة تـنـتـمـي لتنظيم «داعـــش» قـد تعيد تشكيل نفسها، انطلقاً لعودة التهديد لأمن دول جوار سوريا. في تلك الزاوية يريد الأردن أن يضمن مــصــالــحــه فــــي ظــــل أي تــــطــــورات تـشـهـدهـا الساحة السورية، خصوصاً في ظل اتصال كم على الحدود، 370 جغرافي يمتد لنحو مـمـا شــكّــل إرهـــاقـــ عـسـكـريـ وأمــنــيــ لـــأردن أمــام علنية استهداف الميليشيات المتعددة الانــــتــــمــــاءات فـــي الـــجـــنـــوب الــــســــوري لـأمـن الأردني. وإن بدا النظام السوري السابق غير ملتزم بمخرجات اجتماعاته الفنية الأمنية مـع الأردنــيــ على مــدى عــام ونـصـف العام مـضـت لـجـهـة الــتــعــاون بـالمـلـفـات المـشـتـركـة، ولم يكترث للدعم العربي في عـودة سوريا للحاضنة العربية؛ فإن عمان تحتاج أيضاً إلى اختبار الإدارة السورية الجديدة ومدى جديتها في عكس «أقوالها إلى أفعال»، كما قالت المصادر لـ«الشرق الأوسط». الحسابات الأردنية في ميزان اختبار الـثـقـة بـــــالإدارة الـسـوريـة الـجـديـدة مرتبطة بمدى استقللية قرارها عن أي تأثير لدول إقـلـيـمـيـة لــهــا مــصــالــح ونـــفـــوذ فـــي مـنـاطـق ســـوريـــة، والاخـــتـــبـــار الآخــــر هـــو مـــدى قـــدرة إدارة الشرع (الجولاني) في السيطرة على الأرض وتحييد مخاطر الانقسام الداخلي وتــطــوره فـي مشهد يعيد فـوضـى الاقتتال والدمار. والسؤال الذي طرحه مراقبون هو: لماذا لـم تتجه مجموعة الاتـصـال العربية بشأن سوريا إلـى دمشق، وتفتح قناة اتصال مع جامعة الـــدول العربية الـتـي لـم تــزر دمشق منذ الثامن من الشهر الحالي؟ والإجابة هنا قد تُغلف باحتمالات واردة تأخذ شكلً من أشكال التباين في المـواقـف من سوريا بعد الأسـد. فالقانون الدولي حتى الآن لم يُجب عن قانونية العمل مع إدارة سياسية جديدة لسوريا لا تـزال على قائمة الإرهــاب الدولي زعيماً وقيادات. مــلــيــون ســــوري، 1.3 يـقـيـم فـــي الأردن فـــي المـــائـــة فـــي مـخـيـمـات 15 مــنــهــم أقــــل مـــن اللجوء السوري. وتتحدث الأرقـام الرسمية عن دمج الطلبة السوريين في مدارس المملكة ألـف 160 الأردنــــيــــة، والمـــقـــدر عـــددهـــم بـنـحـو طالب وطالبة. والـرقـم المضاف إلـى سلسلة الـــنـــســـب والأرقـــــــــام فــــي المـــلـــف الـــــســـــوري، أنـــه خــال سـنـوات الأزمـــة الـسـوريـة وبـعـد تدفق ألـــف طـفـل وُلــــدوا 250 الــاجــئــ ، فـــإن نـحـو ألف سوري 100 في الأردن، كما أن أكثر من يـعـمـلـون فــي الــســوق الأردنـــيـــة بـعـد منحهم تصاريح عمل قانونية. وبالطبع شكّلت هذه الأرقام ضغطاً على موازنة الأردن اقتصادياً، وهي التي تعاني من عجز مرتفع ومستمر، فـي وقــت لـم تشكّل فيه الاستجابة الدولية للدول المستضيفة للجئين السوريين حلولاً اقتصادية تنموية مستدامة. وبـــعـــيـــداً عـــن صــــور الـــفـــضـــائـــيـــات، فــإن أرقام عودة السوريين في الأردن إلى مدنهم الأصـلـيـة هــي أرقــــام مـتـواضـعـة. وفـــي نفس الـــوقـــت الــــذي تـتـحـدث فـيـه وزارة الـداخـلـيـة ألـــــف ســــوري 13 الأردنـــــيـــــة عــــن عــــــودة نـــحـــو عبر الحدود منذ الثامن من الشهر الحالي، فـــــإن هـــــذا المــــعــــدل لـــيـــس ثـــابـــتـــ ، وقـــــد يـتـأثـر بمستويات الأمــن واحـتـمـالات الفوضى في الــداخــل الــســوري. وقــد يـبـدو هــذا الاحـتـمـال مــطــروحــ فـــي ظـــل مــعــادلــة تـمـلـمـل الـجـنـوب السوري وانتمائه لإدارة الشرع (الجولاني)، وأن مـعـظـم المـقـيـمـ فـــي مـخـيـمـات الـلـجـوء الـسـوري فـي شمال المملكة الأردنــيــة هـم من سكان مدن جنوب سوريا. مـا لـم تقله عـمـان صـراحـة تسمعه من مــخــاوف الـنـخـب الـقـريـبـة مــن مــراكــز الــقــرار، والأمـــــر مـتـعـلـق بــنــمــوذج جــديــد مـــن نـمـاذج حــكــم الإســـــام الــســيــاســي فـــي ســـوريـــا، مما يـعـيـد المـــخـــاوف مـــن انــتــعــاش لـــهـــذا الــتــيــار. والـــصـــدفـــة أو الـتـخـطـيـط يــــؤكــــدان أن نحو نـائـبـ فـــي الـبـرلمـان 138 نـائـبـ مـــن أصـــل 31 الأردني نجحوا بعد الانتخابات التي جرت فــي الـعـاشـر مــن سبتمبر (أيـــلـــول) المـاضـي، مما يعني الاستقواء أكثر بنموذج إسلمي للحكم متسلح بـعـاطـفـة الـخـطـاب وتـأثـيـره على الرأي العام. وتلك تضاعف المخاوف من أزمـــة الــوحــدة الــواحــدة لــأراضــي الـسـوريـة، وكـــــــفـــــــاءة عــــمــــل مــــؤســــســــاتــــهــــا، وصــــنــــاعــــة ديمقراطية تحمي حقوق الأقليات. عمان: محمد خير الرواشدة الشرع التقى مسؤولين سعوديين وأردنيين وقطريين... وعبداللهبن زايد اتصل بالشيباني وفود عربية تزور دمشق دعماً لبناء سوريا الجديدة التقى القائد الـعـام لـــإدارة الجديدة فــــي ســــوريــــا أحـــمـــد الــــشــــرع، فــــي دمـــشـــق، الاثنين، مسؤولين عرباً قدموا تباعاً دعماً للشعب الـسـوري، وناقش معهم الجهود المـــركـــزة فـــي الــفــتــرة المـقـبـلـة، بـيـنـهـم وزيـــر الخارجية الأردنـــي أيـمـن الـصـفـدي، الـذي يعد أول وزير خارجية عربي يزور دمشق مــنــذ ســقــوط بــشــار الأســـــد. وكـــذلـــك كـانـت مستجدات سوريا محور اتصالات عربية. وبحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع نظيره المصري بــــدر عــبــد الـــعـــاطـــي، فـــي اتـــصـــال هــاتــفــي، الاثنين، مستجدات الأوضاع على الساحة السورية، اتـصـالاً بالتطورات السياسية والميدانية الأخيرة، وفق ما جاء في بيان للخارجية المصرية. وأكد عبد العاطي «أهمية دعم الدولة الـــســـوريـــة خـــــال هـــــذه المـــرحـــلـــة الــفــاصــلــة فـــي تـــاريـــخ ســـوريـــا الــشــقــيــقــة، وضـــــرورة احـــــــتـــــــرام ســــيــــادتــــهــــا ووحـــــــــــدة وســــامــــة أراضـيـهـا، وتمكين مؤسساتها الوطنية مـــن الاضــــطــــاع بــــدورهــــا، وتــبــنــي عملية سياسية شاملة بملكية وقــيــادة سورية يــــشــــارك فـــيـــهـــا جـــمـــيـــع مـــكـــونـــات الــشــعــب السوري لاستعادة الاستقرار في أراضي سوريا كافة». كـــــان وفـــــد ســــعــــودي قــــد زار دمـــشـــق، الأحد، والتقى الشرع، وفق ما قال مصدر مــــقــــرّب لــلــحــكــومــة الـــســـعـــوديـــة، الاثـــنـــ ، لوكالة الصحافة الفرنسية. وأشار المصدر إلى أن المحادثات «ركزت على الوضع في سوريا والقضاء على الكبتاغون وغيرها من الموضوعات». وكـرر الصفدي خلل زيارته دمشق أن بـــــــاده تــــدعــــم الـــشـــعـــب الـــــســـــوري فـي مرحلة انتقالية بعد سـنـوات مـن القتل والـتـشـريـد والـــدمـــار، ليصل إلـــى مرحلة مـسـتـقـبـلـيـة يــكــون فـيـهـا نــظــام سـيـاسـي جديد يبنيه السوريون، ويحمي حقوق كل السوريين. وحـــــــذر الــــصــــفــــدي، فــــي تــصــريــحــات نُــشــرت عـلـى «إكــــس»، مــن أي اعــتــداء على ســـيـــادة ســـوريـــا وأمـــنـــهـــا، مــشــيــراً إلــــى أن التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية هو احتلل جديد يجب أن ينتهي، وإلى ضـــــــــرورة أن يـــــمـــــارس المـــجـــتـــمـــع الــــدولــــي ضغوطاً على إسرائيل بألا تعبث بسوريا في هذه المرحلة الانتقالية. وذكّر الصفدي بــأن البيان الختامي لاجتماعات العقبة قبل عـشـرة أيـــام كــان واضـحـ بــأن الهدف من الاجتماعات هو تنسيق موقف عربي مع المجتمع الـدولـي من أجـل دعـم سوريا في بناء المستقبل الذي يكون آمناً مشرقاً لكل السوريين. كــمــا شــــدد الـــصـــفـــدي عــلــى أن بـــاده ستدعم سـوريـا فـي الانـطـاق لبناء دولـة حـــرة مستقلة مـنـجـزة كـامـلـة الــســيــادة لا إرهاب فيها ولا إقصاء، وتلبي طموحات جميع مـواطـنـيـهـا وحـقـوقـهـم، مـعـبـراً عن استعداد بلده لمساعدة دمشق في إعادة بناء قدرات المؤسسات الحيوية. وقــــال الــصــفــدي إنــــه اتــفــق مـــع أحـمـد الشرع على التعاون في مكافحة تهريب المــــــخــــــدرات والأســــلــــحــــة مـــــن ســـــوريـــــا إلـــى الأردن، وفـقـ لمــا ذكــرتــه وكــالــة «رويـــتـــرز» للنباء. وعانى الأردن خلل السنوات الماضية بشكل مستمر من عمليات تسلل وتهريب أسلحة ومـــخـــدّرات، لا سيّما الكبتاغون، 2011 برّاً من سوريا التي شهدت منذ عام نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلً، وأدى إلــــى نـــــزوح مـــايـــ الـــســـكـــان وتــشــريــدهــم داخل البلد وخارجها. وفد قطري كما وصل إلى دمشق، الاثنين، وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمّد الــخــلــيــفــي، عـــلـــى رأس وفـــــد دبــلــومــاســي لإجـراء مباحثات مع مسؤولين سوريين، وفـــق مــا أعـلـن المـتـحـدث بـاسـم الخارجية عاماً من القطيعة 13 ماجد الأنصاري بعد الـــدبـــلـــومـــاســـيـــة. ونـــشـــر الأنـــــصـــــاري عـلـى «إكـــــــــس»: «وصــــــل الــخــلــيــفــي إلـــــى دمــشــق (...) على متن أول طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية تهبط فـي مـطـار سـوري منذ سـقـوط نـظـام بـشـار الأســـد»، مضيفاً أن الـوفـد سـيُـجـري لــقــاءات مـع مسؤولين سوريين «تجسيداً لموقف قطر الثابت في تقديم كل الدعم للشعب السوري». وأشــــــــــــار الأنــــــــصــــــــاري إلــــــــى أن هــــذه الـــلـــقـــاءات تـجـسـد مــوقــف بــــاده «الــثــابــت في تقديم كل الدعم للشقاء في سوريا». وجاء في بيان لوزارة الخارجية القطرية: «تـــعـــد هــــذه الــــزيــــارة تـــأكـــيـــداً جـــديـــداً على مــتــانــة الـــعـــاقـــات الأخــــويــــة الــوثــيــقــة بين دولة قطر والجمهورية العربية السورية الــشــقــيــقــة، وحـــــرص قــطــر الـــتـــام (...) من أجـــل الـنـهـوض بـسـوريـا والمـحـافـظـة على سـيـادتـهـا». وقـــال مـسـؤول قـطـري لوكالة الصحافة الفرنسية إن فريقاً فنياً للطيران رافق الوفد من أجل «تقييم جاهزية مطار دمشق الـدولـي لاستئناف الـرحـات» بين الــبــلــديــن. وأكــــد أن «قــطــر عــرضــت تـقـديـم الدعم الفني لاستئناف الرحلت التجارية والشحن، فضلً عـن صيانة المـطـار خلل المرحلة الانتقالية». مـــن جــانــبــه قــــال الـــشـــرع إن الـــدوحـــة أبـدت اهتمامها بالاستثمار في قطاعات من بينها الطاقة في سوريا في المستقبل. وأضــاف الشرع أنـه دعـا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لزيارة سوريا. اتصال إماراتي وفـي سياق الاتــصــالات، أجــرى وزيـر الخارجية الإمــاراتــي الشيخ عبد الله بن زايـــد آل نـهـيـان، الاثـــنـــ ، اتـــصـــالاً هاتفياً بــنــظــيــره الــــســــوري الــجــديــد أســـعـــد حسن الشيباني، ناقشا خلله تعزيز العلقات الثنائية. وقــــالــــت وكــــالــــة الأنــــبــــاء الإمــــاراتــــيــــة: «نــاقــش الـجـانـبـان سـبـل تـعـزيـز الـعـاقـات الأخوية الوطيدة بين البلدين والشعبين الــشــقــيــقــ فــــي المــــجــــالات ذات الاهـــتـــمـــام المشترك». وأضــــــــافــــــــت أن وزيـــــــــــر الــــخــــارجــــيــــة الإمـــــــاراتـــــــي «شـــــــــدّد خــــــال الاتــــــصــــــال مـع الـــشـــيـــبـــانـــي عـــلـــى أهـــمـــيـــة الــــحــــفــــاظ عـلـى وحــــــدة وســــامــــة وســــيــــادة ســــوريــــا، كـمـا أكّـــد مـوقـف دولـــة الإمــــارات الـداعـم لجميع الجهود والمساعي المبذولة للوصول إلى مـرحـلـة انتقالية شـامـلـة وجـامـعـة تحقق تـــطـــلـــعـــات الــــشــــعــــب الــــــســــــوري فـــــي الأمـــــن والتنمية والـحـيـاة الكريمة، حيث تؤمن دولـة الإمــارات بأهمية إعـادة التفاؤل إلى الشعب السوري الشقيق من أجل مستقبل مزدهر». وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي والقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في دمشق (أ.ف.ب) دمشق: «الشرق الأوسط» سفارة سوريا في القاهرة تنتظر برقية لرفع «علم الثورة» ترفض البعثة الدبلوماسية السورية فـــــي الـــــقـــــاهـــــرة الـــــتـــــجـــــاوب مـــــع دعــــــــــوات مــن الـــجـــالـــيـــة الـــســـوريـــة فــــي مـــصـــر بـــرفـــع «عــلــم الــثــورة الـجـديـد» على مقر الـسـفـارة بوسط العاصمة القاهرة في الوقت الحالي؛ وذلك كون عملية تغيير العلم تخضع لـ«إجراءات بروتوكولية»، من بينها إرسال برقيات من الحكومة الـسـوريـة الـجـديـدة، وتنسيق مع الدولة المضيفة، وهو «ما لم يتم حتى الآن»، وفق مصادر سورية. ومــــع الـتـغـيـيـر الـــــذي شــهــدتــه ســـوريـــا، بسقوط نـظـام بـشـار الأســـد، شـرعـت الإدارة الــجــديــدة، بـقـيـادة أحـمـد الــشــرع، فــي تغيير الـعـلـم، ورفـــع علم «الــثــورة الـسـوريـة» بلونه الأخـــضـــر، ونـجـمـاتـه الـــثـــاث، عـلـى مختلف المـــؤســـســـات الــــســــوريــــة، وبـــعـــضســفــاراتــهــا بالخارج. وقـــــــــال نــــشــــطــــاء وأعــــــضــــــاء بـــالـــجـــالـــيـــة الــســوريــة فـــي الـــقـــاهـــرة، إن «الــعــلــم الــســوري الجديد لم يُرفع على مقر البعثة الدبلوماسية لسوريا بمصر أو أي من ملحقياتها». ويـقـيـم فـــي مـصـر مـــا يــقــرب مـــن مليون ونصف المليون سوري، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة. إجراءات بروتوكولية ولـــــم تــســتــجــب الــبــعــثــة الــدبــلــومــاســيــة السورية بالقاهرة لدعوات أعضاء بالجالية لـــتـــغـــيـــيـــر الـــعـــلـــم الــــــســــــوري، وفــــــق الـــنـــاشـــط الـــســـيـــاســـي الـــــســـــوري المـــقـــيـــم بـــمـــصـــر، لـيـث الــزعــبــي، الـــذي أشـــار إلـــى أنـــه «الـتـقـى أخـيـراً القنصل الــســوري بـالـقـاهـرة بـشـار الأسـعـد، وأبلغه بــأن تغيير العلم يخضع لإجـــراءات بروتوكولية، مـن بينها إرســـال برقيات من الــحــكــومــة الـــســـوريـــة الـــجـــديـــدة، إلــــى الـبـعـثـة الدبلوماسية بالقاهرة للتغيير». وكــلــفــت الإدارة الـــجـــديـــدة فـــي ســوريــا، مـحـمـد الـبـشـيـر، بتشكيل حـكـومـة انتقالية (حكومة إنقاذ)، حتى الأول من مارس (آذار) ، وأسندت حقيبة وزارة الخارجية إلى 2025 أسعد حسن الشيباني. وقال الزعبي، في تصريحات لـ«الشرق الأوســــــــط»، إن «الـــســـفـــارة الـــســـوريـــة، قـامـت بـــإنـــزال الـعـلـم الــســابــق لــســوريــا، كـمـا أزالـــت صـــور رمـــوز الـنـظـام الـسـابـق مــن داخـــل مقر الـبـعـثـة الــدبــلــومــاســيــة، لـكـنـهـا لـــم تــضــع أي بــــديــــل»، مــشــيــراً إلــــى أن «الــبــعــثــة الــســوريــة بالقاهرة، تمثل أيضاً سـوريـا فـي الجامعة العربية، ورفــع علم الـثـورة عليها ضــروري، خصوصاً أن كثيراً مـن الـسـفـارات السورية بعواصم العالم قامت بتغييره». ورفعت السفارات السورية في روسيا وأميركا والصين وعدد من دول العالم، علم الــثــورة الـسـوريـة الـجـديـد. وبينما لــم ترفع الـسـفـارة الـسـوريـة بـالـقـاهـرة، العلم الجديد عـلـى مـقـرهـا، قـامـت صـفـحـات الـسـفـارة على مـــوقـــع الــــتــــواصــــل الاجـــتـــمـــاعـــي (فـــيـــســـبـــوك) بتغيير العلم إلى علم الثورة الجديد. ورفــــــض الـــســـفـــيـــر الـــــســـــوري بـــالـــقـــاهـــرة حــــســــام الــــديــــن آلا، الـــتـــعـــقـــيـــب عـــلـــى مــوقــف رفـــع الـعـلـم الـــســـوري الــجــديــد. بينما تـــداول مـسـتـخـدمـون لمـــواقـــع الــتــواصــل الاجـتـمـاعـي فــيــديــو لـلـقـنـصـل الـــســـوري فـــي مــصــر بـشـار الأســعــد، أشـــار فيه إلــى «انـتـظـارهـم اعـتـراف الجامعة العربية أولاً قبل رفــع علم الـثـورة السورية». ويرى الرئيس السابق لرابطة الجالية الــــســــوريــــة فــــي مــــصــــر، راســـــــم الأتـــــاســـــي، أن «الـبـعـثـة الـدبـلـومـاسـيـة الـسـوريـة بـالـقـاهـرة، تنتظر اعـتـمـاد الحكومة الـجـديـدة بسوريا في الجامعة العربية، حتى ترفع علم الثورة الـجـديـد»، مشيراً إلــى أن «الـحـكـومـة المؤقتة في سوريا، لم تعتمد في الجامعة العربية، وتغيير العلم يخضع لبروتوكول وتنسيق مع الدول المضيفة للسفارات السورية». واعــــتــــبــــر الأتــــــاســــــي فــــــي تـــصـــريـــحـــات لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط»، أن «الـــســـفـــارات الـتـي قامت برفع العلم الجديد، تستضيفها دول مؤيده للنظام الجديد في سـوريـا»، مشيراً إلــى أن «مـصـر تتخذ موقفاً إيجابياً تجاه التغيير بسوريا بشكل عـام، وتعلن دعمها لخيارات الشعب السوري دون الحديث عن نظامه». ترقب التطورات ولا يختلف في ذلـك، مسؤول الائتلف الــوطــنــي الــــســــوري، عــــادل الــحــلــوانــي، الـــذي أشار إلى أن «الموقف المصري، يتسم بالتريث فـــي الــفــتــرة الــحــالــيــة، لـحـ وضــــوح الــرؤيــة بعد التغيير الذي تشهده سوريا»، وقال إن «الخطاب المصري يؤكد على دعمه للشعب السوري وخياراته، لكنه يعكسحالة الترقب لتطورات الأوضاع». وفي اعتقاد الحلواني، في تصريحات لـ«الشرق الأوســـط»، أن «الهواجس المصرية تـجـاه التغيير الـــذي تشهده ســوريــا، يمكن إزالتها بالحوار»، منوهاً إلى أن «رفع العلم الجديد على مقر السفارة السورية بالقاهرة يحتاج إلى خطاب من الحكومة المؤقتة إلى الــحــكــومــة المـــصـــريـــة»، إلــــى جـــانـــب «اعـــتـــراف مـــن الــــدولــــة المــضــيــفــة بــالــحــكــومــة الــجــديــدة بدمشق». ومـــنـــذ إعــــــان ســـقـــوط الأســـــــد، تـتـمـسـك مـــصـــر بــــــضــــــرورة تـــبـــنـــي عـــمـــلـــيـــة ســيــاســيــة شاملة يشارك فيها جميع مكونات الشعب السوري. وخلل اتصال مع نظيره الروسي، مـسـاء الأحــــد، أكـــد وزيـــر الـخـارجـيـة المـصـري بــــــدر عـــبـــد الــــعــــاطــــي، «أهـــمـــيـــة دعــــــم الــــدولــــة السورية واحترام سيادتها ووحدة وسلمة أراضـــيـــهـــا، وتــعــزيــز الـتـنـسـيـق بـــ الأطــــراف الفاعلة مـن أجــل دعــم سـوريـا خــال المرحلة الانتقالية». وطالب، بحسب بيان للخارجية المـــصـــريــة، بـــضـــرورة «إعـــــاء مــصــالــح عـمـوم الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته، بما يسمح بتبني عملية سياسية شاملة بملكية ســـوريـــة تـفـضـي إلــــى إعـــــادة الاســـتـــقـــرار إلــى سوريا، بما يحفظ أمن ومستقبل ومقدرات الشعب السوري». القاهرة: أحمد إمبابي
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky