issue16828

لمسات LAMASAT 21 Issue 16828 - العدد Tuesday - 2024/12/24 الثلاثاء كيف أخرجت الموضة التول من مناسبات الأعراس... والمخمل من سيطرة الطبقات المخملية؟ الأقمشة تبرز لاعباً أساسياً في أزياء المساء والسهرة هذا الموسم في عالم الموضة هناك حقائق ثابتة، واحـدة منها أن حلول عام جديد يتطلب أزياء تعكس الأمنيات والآمال وتحتضن الـــجـــديـــد، وهـــــذا يـعـنـي الـتـخـلـص مـــن أي شـــيء قــديــم لــم يـعـد لــه مــكــان فــي حياتك أو فـي خزانتك، واسـتـبـدال كـل مـا يعكس الرغبة في التغيير به، وترقب ما هو آتٍ بإيجابية وتفاؤل. جـــولـــة ســريــعــة فـــي أســــــواق المــوضــة والمـحـال الكبيرة تؤكد أن المسألة ليست تجارية فحسب. هي أيضاً متنفس لامرأة تأمل أن تطوي صفحة عــام لـم يكن على هواها. بالنسبة لأخريات فإن هذه المناسبة فــرصــتــهــن لــلــتــخــفــف مــــن بـــعـــض الــقــيــود وتبني أسلوب مختلف عما تعودن عليه. المتحفظة الـتـي تـخـاف مــن لـفـت الانـتـبـاه –مــــثــــاً- يــمــكــن أن تُــــدخِــــل بــعــض الــتــرتــر وأحجار الكريستال أو الألــوان المتوهجة عــلــى أزيـــائـــهـــا أو إكــســســواراتــهــا، بينما تستكشف الجريئة جانبها الهادئ، حتى تخلق تـوازنـ يشمل مظهرها الخارجي وحياتها في الوقت ذاته. كــــــل شـــــــيء جـــــائـــــز ومـــــقـــــبـــــول. المـــهـــم بالنسبة لخبراء الموضة أن تختار قطعاً تـــتـــعـــدى المـــنـــاســـبـــة نـــفـــســـهـــا. فـــفـــي وقـــت يــعــانــي فــيــه كــثـيـر مـــن الـــنـــاس مـــن وطـــأة الـغـاء المعيشي، فــإن الأزيــــاء الـتـي تميل إلــــى الــــجــــرأة والـــحـــداثـــة الـــافـــتـــة لا تـــدوم لأكـــثـــر مـــن مـــوســـم. إن لـــم تُـــصـــب بــالمــلــل، يصعب تكرارها إلا إذا كانت صاحبتها تتقن فنون التنسيق والتمويه. مـن هذا المنظور، يُفضّل الاستثمار في تصاميم عـصـريـة مــن دون مـبـالـغـات، حـتـى يبقى ثمنها فيها. المـصـمـمـون وبــيــوت الأزيـــــاء يــبــدأون بـمـغـازلـتـهـا بـكـل الــبــهــارات المــغــريــة، منذ بـــــدايـــــة شـــهـــر أكــــتــــوبــــر (تــــشــــريــــن الأول) تقريباً، تمهيداً لشهري نوفمبر (تشرين الــثــانــي) وديـسـمـبـر (كـــانـــون الأول). فهم يـعـرفـون أن قابليتها للتسوق تـزيـد في هذا التوقيت. ما يشفع لهم في سخائهم المـبـالـغ فـيـه أحـيـانـ ، فــي كــل مــا يــبــرُق، أن اقــتــراحــاتــهــم مـتـنـوعـة وكـــثـــيـــرة، تـتـبـايـن بــــن الـــفـــســـاتـــن المـــنـــســـدلـــة أو الـهـنـدسـيـة وبــــــــن الــــقــــطــــع المـــنـــفـــصـــلـــة الـــــتـــــي يــمــكــن تنسيقها حسب الذوق الخاص، بما فيها التايورات المفصلة بسترات مستوحاة من التوكسيدو أو كنزات صوفية مطرزة. بـــالـــنـــســـبـــة لـــــــألـــــــوان، فـــــــإن الأســـــــود يبقى سيد الألــوان مهما تغيرت المواسم والــفــصــول، يـلـيـه الأحــمــر الـعـنـابـي، أحـد أهم الألوان هذا الموسم، إضافة إلى ألوان المعادن، مثل الذهبي أو الفضي. ضمن هذه الخلطة المثيرة من الألوان والـــتـــصـــامـــيـــم، تــــبــــرز الأقــــمــــشــــة عــنــصــراً أســـاســـيـــ . فــكــمــا الـــفـــصـــول والمـــنـــاســـبـــات تتغير، كـذلـك الأقـمـشـة الـتـي تتباين بي الصوف والجلد اللذين دخـا مناسبات الـــــســـــهـــــرة والمـــــــــســـــــــاء، بـــــعـــــد أن خــضــعــا لــتــقــنــيــات مـــتـــطـــورة جـعـلـتـهـمـا بـمـلـمـس الـــحـــريـــر وخـــفـــتـــه، وبــــــن أقـــمـــشـــة أخــــرى أكـــثـــر الـــتـــصـــاقـــ بـــــالأفـــــراح والاحـــتـــفـــالات المسائية تـاريـخـيـ ، مثل التول والمـــــــوســـــــلـــــــن والــــــحــــــريــــــر والمـــــخـــــمـــــل والـــــــبـــــــروكـــــــار. الـــتـــول والمــخــمــل تـحـديـداً يُـــــســـــجِـــــان فــــــي المـــــواســـــم الأخــــــــــــيــــــــــــرة حـــــــضـــــــوراً لافـــــــتـــــــ ، ســـــــواء اســــتُــــعــــمــــل كــل واحـــــــــــد مـــنـــهـــمـــا وحـــده، أو مُزجا بــــــــعــــــــضــــــــهــــــــمــــــــا بـبـعـض. الـفـكـرة هـنـا هــي اللعب عـــلـــى الــســمــيــك والـشـفـاف، مع العلم أن أغلب المــــــصــــــمــــــمــــــن أتقنوا فنون الــــــتــــــمــــــويــــــه عــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــى شـــــفـــــافـــــيـــــة الـــــــــــتـــــــــــول، مــــن خـــال تــشــكــيــلــه فــــــــــــــــــــــــــــــي كـشـاكـش، أو توظيفه كـأرضـيـة يـطـرزون عليها وروداً وفراشات. التول لا يختلف اثنان على أنه من الأقمشة الــتــي تــصــرخ بــالأنــوثــة، والأكـــثـــر ارتـبـاطـ بالأفراح والليالي الملح. ظل طويلً لصيقاً بــفــســاتــن الــــزفــــاف والــــطــــرحــــات وبــــأزيــــاء راقصات الباليه، إلا أنه الآن يرتبط بكل ما هو رومانسي وأثيري. شهد هــذا القماش قـوتـه فـي عـروض ، على يـد مصممي 2018 الأزيــــاء فـي عــام مــن أمــثــال: إيـلـي صـعـب، وجيامباتيستا فالي، وسيمون روشا، وهلم جرا. لكن قبل هـذا التاريخ، اكتسب التول شعبية لا يستهان بها فـي القرني التاسع عــــشــــر والـــــعـــــشـــــريـــــن، لـــــعـــــدد مــن الأســـبـــاب مـــهَـــدت اخــتــراقــه عـالـم المــوضــة المــعــاصــرة، عـلـى رأسـهـا ظــهــور الـنـجـمـة الــراحــلــة غـرايـس كــــــيــــــلــــــي بـــــفـــــســـــتـــــان بتنورة مستديرة مــــن الـــــتـــــول، فـي فــيــلــم «الـــنـــافـــذة الــــــــخــــــــلــــــــفــــــــيــــــــة» الصادر في عام ، شــــد 1954 الانتباه ونال الإعــــــــجــــــــاب. طـــــــبـــــــقـــــــاتـــــــه المـــــــتـــــــعـــــــددة مــــــــــــوَهــــــــــــت عـــــــــــــــلـــــــــــــــى شفافيته وأخـــــفـــــت الــــكــــثــــيــــر، وفــــــــــــــــــــــــي الــــوقــــت ذاتــــــــه سلّطت الضوء على نعومته وأنوثته. منذ ذلك الحي تفتحت عيون صناع المـــوضـــة عــلــيــه أكـــثـــر، لــتــزيــد بــعــد صـــدور السلسلة التلفزيونية الناجحة «سيكس أنــــــــد ذي ســــيــــتــــي» بــــعــــد ظـــــهـــــور «كــــــــاري بــرادشــو»، الشخصية التي أدتـهـا الممثلة ســارة جيسيكا بـاركـر، بتنورة بكشاكش وهـــي تـتـجـول بـهـا فـــي شـــــوارع نـيـويـورك فـــي عـــز الــنــهــار. كـــان هـــذا هـــو أول خـــروج مـهـم لـهـا مــن المـنـاسـبـات المـسـائـيـة المهمة. لا يختلف إثنان أن الإطـالـة كانت مثيرة وأيقونية شجعت المصممي على إدخاله في تصاميمهم بجرأة أكبر. حتى المصمم جـيـامـبـاتـيـسـتـا فــالــي الــــذي يـمـكـن وصـفـه بملك الــتــول، أدخــلــه فــي أزيــــاء الـنـهـار في تشكيلته مـن خـط الـــ«هــوت كـوتـور» لعام .2015 ما حققه فالي من نجاح جعل بقية المصممي يـحـذون حـــذوه، بمن فيهم ماريا غراتزيا تشيوري، مصممة دار «ديـــور» الـتـي مـا إن دخـلـت الــدار بـــوصـــفـــهـــا أول مـصـمـمـة مــن الـجـنـس اللطيف ،2016 فـــــــــي عــــــــــــام حــتــى بــــدأت تـنـثـره يـــمـــيـــنـــ وشــــــمــــــالاً. تــــــــارة فـــــي فــســاتــن طـــويـــلـــة، وتــــــارة في تـــنـــورات شـفـافـة. اســــــتــــــعــــــمــــــلــــــتــــــه بـــســـخـــاء وهـــي تــــــرفــــــع شــــعــــار الـــــــنـــــــســـــــويـــــــة ولـــــــــــــــيـــــــــــــــس الأنوثة. كـــــــــــــــــان هـدفـهـا اسـتـقـطـاب جيل الــــــشــــــابــــــات. مــنــحــتــهــن اقـــــــتـــــــراحـــــــات مـــبـــتـــكـــرة عـــــن كـــيـــفـــيـــة تــنــســيــقــه مــــــع قــــطــــع «ســـــبـــــور» ونــجــحــت فـــعـــاً في استقطابهن. المخمل كــــــــمــــــــا خــــــــرج الـتـول مـن عباءة الأعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراس والمــــنــــاســــبــــات الكبيرة، كذلك المـخـمـل خـرج عـــــــــــــــــن طــــــــــــوع الــــــــطــــــــبــــــــقــــــــات المــــــخــــــمــــــلــــــيــــــة إلــــــى شــــــوارع المـــــــــــــــــوضـــــــــــــــــة وزبـــــــائـــــــن مــن كل الفئات. مـــــــــــــــــنـــــــــــــــــذ فـــــــــــتـــــــــــرة وهـــــــــو يــــغــــازل المـــوضـــة الـــــــعـــــــصـــــــريـــــــة. فــــــــي الــــــعــــــام المــــاضــــي، اقترحه كــــــــــــثــــــــــــيــــــــــــر مـــــــن المــــــــصــــــــمــــــــمــــــــن فـــــي قطع خطفت الأضـــواء مـن أقمشة أخــرى. بملمسه الناعم وانسداله وألوانه الغنية، أصبح خير رفيق للمرأة في الأوقات التي تـحـتـاج فـيـهـا إلـــى الــــدفء والأنـــاقـــة. فهو حـتـى الآن أفــضــل مـــا يـنـاسـب الأمـسـيـات الـشـتـويـة فـــي أوروبــــــا وأمـــيـــركـــا، وحـالـيـ يــنــاســب حــتــى مـنـطـقـة الـــشـــرق الأوســـــط، لمــا اكتسبه مــن مــرونــة وانـــســـدال. أمـــا من الـنـاحـيـة الـجـمـالـيـة، فـهـو يخلق تماوجاً وانعكاسات ضوئية رائعة مع كل حركة أو خطوة. تشرح الدكتورة كيمبرلي كريسمان كــامــبــل، وهـــي مــؤرخــة مــوضــة، أنـــه «كــان واحـــداً مـن أغـلـى الأنـسـجـة تـاريـخـيـ ، إلى حد أن قوانيصارمة نُصَت لمنع الطبقات الـــوســـطـــى والمــتــدنــيــة مـــن اســتــعــمــالــه في الـــــقـــــرون الــــوســــطــــى». ظــــل لــــقــــرون حــكــراً عـلـى الـطـبـقـات المـخـمـلـيـة والأثــــريــــاء، ولـم يتخفف من هذه القواني إلا بعد الثورة الصناعية. ورغـم ذلك بقي محافظاً على إيحاءاته النخبوية حتى السبعينات من القرن الماضي. كانت هذه هي الحقبة التي شـهـدت انــتــشــاره بــن الهيبيز والمـغـنـن، ومنهم تسلل إلى ثقافة الشارع. أمــــــــا نـــهـــضـــتـــه الــــذهــــبــــيــــة الأخـــــيـــــرة فيعيدها الخبراء إلى جائحة «كورونا»، ومــــا ولَــــدتــــه مـــن رغـــبـــة فـــي كـــل مـــا يمنح تـــفـــوَق بـمـرونـتـه 2020 الــــراحــــة. فـــي عــــام ومــــــا يـــمـــنـــحـــه مـــــن إحـــــســـــاس بــالــفــخــامــة والأناقة على بقية الأنسجة، وكان الأكثر استعمالاً في الأزيــاء المنزلية التي يمكن استعمالها أيضاً فـي المـشـاويـر العادية. الآن هــــو بــخــفــة الــــريــــش، وأكــــثــــر نـعـومـة وانسدالاً بفضل التقنيات الحديثة، وهو مـــا جـعـل كـثـيـراً مـــن المـصـمـمـن يسهبون ،2024 فيه في تشكيلتهم لخريف وشتاء مثل إيلي صعب الـذي طوعه في فساتي و«كــابــات» فخمة طـــرَز بعضها لمـزيـد من الفخامة. أمــــــــا «بــــــــالمــــــــان» وبــــــــرابــــــــال غـــــورانـــــغ و«مــــوغــــلــــر» و«ســـكـــابـــاريـــلـــلـــي» وغــيــرهــم كُـــثـــر، فـبـرهـنـوا عـلـى أن تـنـسـيـق جاكيت مــن المـخـمـل مــع بـنـطـلـون جينز وقميص من الحرير، يضخه بحداثة وديناميكية لا مــثــيــل لـــهـــا، وبـــــان جـــاكـــيـــت، أو سـتـرة مستوحاة مـن التوكسيدو، مـع بنطلون كـــاســـيـــكـــي بــــســــيــــط، يـــمـــكـــن أن تـــرتـــقـــي بالإطللة تماماً وتنقلها إلى أي مناسبة مهمة. الـشـرط الوحيد أن يكون بنوعية جيدة حتى لا يسقط في خانة الابتذال. لندن: جميلة حلفيشي من اقتراحات «سكاباريللي» التي تخاطبشريحة الشابات أكثر من الفئات الأخرى (سكاباريللي) قطعاً متنوعة كان فيها 2025 اقترح المصممرامي علي لربيع وصيف التول أساسياً (رامي علي) ... قدمه في 2024 المخمل كان قوياً في عرضإيليصعب لخريفوشتاء فساتين وكابات للرجل والمرأة (إيليصعب) إطلالة من خط الـ«كروز» لدار «ديور» استعملت فيها ماريا غراتزيا تشيوري التول كأرضية طرزتها بالورود (ديور) مع أن المخمللا يحتاج إلى إضافات، تفنّن إيليصعب في تطريزه لخريف 2024 وشتاء (إيليصعب) بين المرأة والتول والمخمل قصة حب تزيد دفئاً وقوة في الاحتفالات الخاصة والمناسبات المهمة التولحاضر دائماً في تشكيلات المصمم إيلي صعبخصوصاً فيخط الـ«هوت كوتور» (إيليصعب) النجمة مونيكا بيلوتشي في إطلالة مخملية من «ديور» في مهرجان مراكش السينمائي (ديور)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky