issue16828

اقتصاد 16 Issue 16828 - العدد Tuesday - 2024/12/24 الثلاثاء ECONOMY تعد إمدادات الغاز الروسي إلى ًأوروبا عبر أوكرانيا صغيرة نسبيا اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين يـعـانـي اقـتـصـاد أقــطــار الــســوق الأوروبـــيـــة المـشـتـركـة مـنـافـسـة صعبة مع الاقـتـصـاديـن الأمـيـركـي والـصـيـنـي. وتــبــرز هـــذه الـتـحـديـات فــي مــجــالات عــدة: الــزيــادة العالية فـي تكلفة إنـتـاج الـطـاقـة الكهربائية فـي الأقــطــار الأوروبــيــة، حيث تبلغ تكلفة إنتاج الكهرباء في أوروبــا ضِعف ما في الـولايـات المتحدة. فزيادة تكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية ترفع أسعار السلع والبضائع المحلية والمـصـدرة، بل حتى الخدمات، مما يؤثر سلباً على إمكانيات صادراتها في الأســـواق الـخـارجـيـة. ونـظـراً للنفقات العسكرية الباهظة للحرب الأوكـرانـيـة، فالموازنات الأوروبية في معضلة مستمرة. كما أن هناك التفوق العلمي فـي المـجـال الإلكتروني بـالـولايـات المتحدة، وخاصة مؤخراً في مجال الـذكـاء الاصطناعي، وكذلك الطاقة الإنتاجية لكل مـن السلع الاستهلاكية والصناعية الصينية المنتشرة فـي الـسـوق الصينية الضخمة نفسها، بالإضافة إلى الأسواق العالمية، ناهيك عن المرونة الاقتصادية الصينية، رغم نظام حكمها الشيوعي في جذب رؤوس الأموال والاستثمارات العالمية الضخمة، والمنافسة القوية للشركات الصينية في غالبية أسواق العالم بأسعار منافِسة للشركات الأخــرى. كما أن هناك التفوق الصيني في التقدم بمجال صناعات الطاقات المستدامة، بحيث هيمنت الصين، حتى قبل انتشار هـذا القطاع الصناعي الحديث العهد، على حيازة المـراكـز الأولــى في تصنيع وتصدير واستهلاك سلع الطاقات المستدامة. ومما يضاعف الأزمـــة التنافسية الأوروبــيــة مـع الدولتين الاقتصاديتين الكبريين عالمياً، «المعاناة الاقتصادية الأوروبية البطيئة». خصصت النسخة الأوروبـيـة لنشرة «بوليتيكو» عـدة أعــداد لها مؤخراً لظاهرة تدهور الاقتصاد الأوروبي وصعوبة منافسته للاقتصادين الأميركي والصيني، فـعَـنْـوَنـت مقالها الرئيسي «مهمة فــون ديــر لايــن إيـقـاف التدهور المضني البطيء لأوروبــا». وألحقت هذا العنوان الرئيس بعنوان فرعي: «لقد تعهدت رئيسة السوق الأوروبية المشتركة بإنعاش إمكانية أقطار السوق في التنافس مع الولايات المتحدة والصين». افـتـتـحـت الــنــشــرة مـقـالـهـا بــالــفــرق بـــ مـــا يـشـتـاق إلــيــه الـــزائـــر الأمـيـركـي لأوروبـا، وهو الأماكن الأثرية في اليونان وإيطاليا، أو التاريخية في باريس وفيينا، أو حتى الأنفاق والمقابر للحربين العالميتين الأولى والثانية في برلين. هذا بينما ينصبّ اهتمام الزائر الأوروبي للولايات المتحدة على الاطلاع على المؤشرات المستقبلية؛ أولها، وليس آخرها، الركوب في سيارة بلا سائق. وخير مؤشر على هذه الظواهر هو ما حذّر منه ماريو دراغي، الرئيس الأسبق للبنك المركزي الأوروبي، في تقريره الأخير، من أن أوروبا قد أصبحت «متحفاً مفتوح الأجـــواء»، حيث حــذّر من خطورة هـذه الظاهرة، وضـــرورة معالجتها بأسرع وقت ممكن، وإلا فستعاني أوروبا من «مرحلة بطيئة من الضعف الاقتصادي». حـقـيـقـة الأمــــر أن الــتــحــديــات الــتــي تـــواجـــه أوروبـــــا أكــثــر مـــن المـنـافـسـة مع الدولتين الاقتصاديتين الكبريين. فهل بإمكان فـون ديـر لايـن الصمود في الحرب الأوكـرانـيـة ومـا تتطلبها من نفقات عسكرية باهظة الثمن؟ خاصة مع انتخاب الرئيس دونالد ترمب، ومطالبته الأعضاء في الحلف الأطلسي بتحمّل عبء مالي أكثر في الدفاع عن أوروبا. وهناك التأخر الأوروبـي عن التقدم الاقتصادي الأميركي، خاصة مؤخراً في المجالات العلمية والتقنية، فالهوة تتسع بينهما في المجالات الإلكترونية. وخـصـوصـ فــي مـجــال الـــذكـــاء الاصـطـنـاعـي، حـيـث إن الأغـلـبـيـة الـسـاحـقـة من المنصات الأساسية في هذا المجال أميركية. كما أن الأمر يتجاوز التقدم العلمي، إلى المنافسة الاقتصادية عموماً، إذ يشير الكتاب السنوي الأخير لصندوق النقد الدولي إلـى أن «نمو الاقتصاد في المائة سنوياً منذ جائحة كوفيد، بينما حققت دول الاتحاد 2 الأميركي ارتفع في المائة. ويتوقع الصندوق أن يرتفع نمو الولايات المتحدة، 1 الأوروبي نحو في المائة لمنطقة اليورو». 0.8 في المائة، مقارنة بنحو 2.8 هذا العام، نحو ويطالب كبار الاقتصاديين في السوق الأوروبية المشتركة بإعادة الحيوية لقطاع الكهرباء الأوروبـي، حيث تكلفة إنتاج الكهرباء ضِعف ما في الولايات المـتـحـدة. وقـــد طـالـب مــاريــو دراغــــي، بـالـفـعـل، بتحسين الإمـكـانـيـة التنافسية الأوروبية في الأسواق العالمية، لكن الجهود في هذا المجال لا تزال محدودة. من ناحية أخرى، أدت مبادرات تصفير الانبعاثات وتسرع الدول الأوروبية في الدفع قُدماً بخطط وسياسات تفوق إمكاناتها المالية، إلى محاولة تحقيق )، يفوق ما تتمكن أوروبا 2050( هدف تصفير الانبعاثات في موعد مبكر جداً من تنفيذه مادياً نظراً لعدم توفر البنى التحتية اللازمة لنقلة «تحول الطاقة» التاريخية المـوعـودة. ومما زاد من صعوبة تنفيذ التعهدات أيضاً عـدم توفر تريليونات الـدولارات التي حددتها الدول الأوروبية على نفسها، وما التزمت به تجاه مساعدة دول الجنوب. وقد تبّ بوضوح في مؤتمرات «كوب» الأخيرة، أنه من الصعب جداً من الناحية الواقعية تنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها أقطار السوق، الأمر الذي نتج عنه شيوع جو من التشاؤم نظراً لزيادة تكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية في الدول الأوروبية، بسبب ما تم من فرضضرائب وتعريفات جمركية على السلع والمكائن المستوردة للطاقات المستدامة التي أغلبها من الصين. كذلك تباين السياسات فـي هــذا المـجـال مـع الــولايــات المـتـحـدة، أكـانـت هــذه بشكل محاولة واشنطن، كما حدث في العهد الأول لإدارة الرئيس دونالد ترمب، أم من ازدياد المخاوف من المفاجآت التي سيطرحها الرئيس ترمب في عهده الثاني، وخاصة تهميش صناعة الطاقة المستدامة أميركياً ومـا ستتركه هـذه السياسة على الطموحات الأوروبية في مجال مكافحة تغير المناخ، وما ستشكله من زيادة الأعـبـاء المالية على الأقـطـار الأوروبـيـة لدعم دول الجنوب في غياب المساعدة الأمـيـركـيـة. وسـتـتـأثـر أوروبــــا سلباً بـاحـتـمـال تـبـاطـؤ الأبــحــاث للتوصل إلـى تقنيات حديثة أقل تكلفة من الحاضر. ستواجه أوروبا وحدها تقريباً، هيمنة الصناعة الصينية على الطاقات المستدامة، الأمـر الـذي دفع الأقطار الأوروبية لفرض تعريفات جمركية عالية على السلع والمكائن الصينية في هذا المجال، مما أدى إلى ردود فعل صينية بفرض تعريفات جمركية عالية على بعض الصادرات الأوروبية. وليد خدوري كييف ترفض تجديد صفقة عبور الإمدادات مع موسكو ماذا لو توقف نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا؟ قــالــت روســـيـــا، الاثـــنـــ ، إن الـــوضـــع المتعلق بـــالـــدول الأوروبـــيـــة الــتــي تــســتــورد الــغــاز الــروســي من خلال صفقة عبور عبر أوكرانيا، أصبح معقداً للغاية ويحتاج إلى مزيد من الاهتمام، وذلك بعد المحادثات التي جرت بين الرئيس فلاديمير بوتين ورئـــيـــس وزراء سـلـوفـاكـيـا روبـــــرت فـيـكـو. وأكـــدت أوكرانيا أنها لن تجدد صفقة عبور الغاز الروسية إلـــــى أوروبـــــــــا، الـــتـــي تــســتــمــر لمـــــدة خـــمـــس ســـنـــوات وتـنـتـهـي بـنـهـايـة الـــعـــام الـــحـــالـــي، بـسـبـب رفـضـهـا تقديم أي دعم للجهود العسكرية الروسية. وقـــــال دمـــيـــتـــري بــيــســكــوف، المـــتـــحـــدث بـاسـم الكرملين، إنه لا يستطيع تقديم مزيد من التفاصيل حول محادثات يوم الأحـد بين بوتين وفيكو. لكن بيسكوف أوضـح أن فيكو أكد في لقائه مع بوتين اســــتــــعــــداد روســــيــــا لاســــتــــمــــرار تــــوريــــد الــــغــــاز إلـــى سلوفاكيا، رغم أن رئيس الوزراء السلوفاكي أشار إلـــى أن هـــذا سـيـكـون «مـسـتـحـيـً عـمـلـيـ » بمجرد انتهاء اتفاقية نقل الـغـاز بـ روسـيـا وأوكـرانـيـا، وفق «رويترز». وكـــــــــان الــــرئــــيــــس الأوكــــــــرانــــــــي فـــولـــوديـــمـــيـــر زيلينسكي قد قال يوم الخميس إن كييف قد تدرس اسـتـمـرار عـبـور الـغـاز الــروســي، ولـكـن بـشـرط عدم تلقي موسكو أي مـدفـوعـات حتى انتهاء الحرب، وهـو شـرط من غير المرجح أن تقبله روسيا. وفي الـيـوم نفسه، صــرّح بوتين أنـه مـن الـواضـح أنـه لن يــكــون هــنــاك اتـــفـــاق جــديــد مـــع كـيـيـف لـنـقـل الــغــاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا. فـــمـــاذا سـيـحـدث إذا تـوقـفـت تـمـامـ إمـــــدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا ومن سيتأثر أكثر؟ - حجم الإمدادات: تعد إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا صغيرة نسبياً. ففي عام مليار متر مكعب 15 ، شحنت روسـيـا نحو 2023 في المائة 8 من الغاز عبر أوكرانيا، وهـو ما يمثل فقط مـن ذروة تدفقات الـغـاز الـروسـي إلــى أوروبــا ، وقــد أمضت 2019 - 2018 عبر طــرق مختلفة فـي روسيا نصف قرن في بناء حصتها في سوق الغاز فـي المائة. 35 الأوروبــيــة، التي بلغت ذروتـهـا عند ومع ذلك، فقدت موسكو حصتها لصالح منافسين مثل النرويج والولايات المتحدة وقطر منذ الحرب ، مما دفع الاتحاد 2022 الروسية الأوكرانية في عام الأوروبي إلى تقليل اعتماده على الغاز الروسي. وشهدت أسعار الغاز في الاتـحـاد الأوروبــي بعد فقدان الإمدادات 2022 ارتفاعاً قياسياً في عام الروسية، لكن هذا الارتفاع لن يتكرر نظراً للكميات المحدودة من الغاز التي يتلقاها الاتحاد الأوروبي مــــن روســــيــــا، وفـــقـــ لمـــســـؤولـــي الاتــــحــــاد الأوروبـــــــي والتجار. - مسار أوكرانيا: يربط خط أنابيب يورنغوي - بـــومـــاري - أوزغـــــــورود، الــــذي يــعــود إلـــى الحقبة السوفياتية، الغاز من سيبيريا عبر بلدة سـودزا (الـــتـــي تـخـضـع الآن لــســيــطــرة الــــقــــوات الـعـسـكـريـة الأوكرانية) في منطقة كورسك الروسية، ثم يتدفق عــبــر أوكـــرانـــيـــا إلــــى ســلــوفــاكــيــا. وفــــي سـلـوفـاكـيـا، يـنـقـسـم الــخــط إلــــى فــــروع مـتـجـهـة إلــــى جـمـهـوريـة التشيك والنمسا. وعلى الرغم من توقف تدفقات غـــازبـــروم إلـــى شــركــة «أو إم فـــي» الـنـمـسـاويـة في مـنـتـصـف نـوفـمـبـر (تــشــريــن الــثــانــي) بـسـبـب نـــزاع تـــعـــاقـــدي، لا تـــــزال الــنــمــســا تـتـلـقـى مــعــظــم غــازهــا عـبـر أوكــرانــيــا، فــي حــ تمثل روســيــا نـحـو ثلثي واردات المجر من الغاز. وتستورد سلوفاكيا نحو مـلـيـارات متر مكعب مـن غــازبــروم سنوياً، وهو 3 مــا يمثل نـحـو ثلثي احـتـيـاجـاتـهـا. أمـــا جمهورية الـتـشـيـك، فـقـد قـطـعـت تـقـريـبـ وارداتــــهــــا مـــن الـغـاز الروسي العام الماضي، لكنها عادت لاستيراد الغاز من روسيا في العام الحالي.ومعظم الطرق الأخرى لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا مغلقة، بما في ذلك خط «يامال - أوروبا» عبر بيلاروسيا وخط «نورد ستريم» تحت بحر البلطيق. والمسار الوحيد الآخر الذي يعمل لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا هو خطا «بلو ستريم»، و«ترك ستريم» إلى تركيا عبر البحر الأســــود. وتـرسـل تركيا بعض الكميات مـن الغاز الروسي إلى أوروبا، بما في ذلك إلى المجر، لكن لماذا لا يزال مسار أوكرانيا يعمل؟ عـــلـــى الــــرغــــم مــــن أن كـــمـــيـــات الــــغــــاز الـــروســـي الـــحـــالـــيـــة الــــتــــي تـــصـــل لـــــــدول الاتـــــحـــــاد الأوروبــــــــي ضئيلة نسبياً، فإن القضية تظل معضلة للاتحاد الأوروبـــي. فقد قـال كثير من أعضاء الاتـحـاد، مثل فـرنـسـا وألمــانــيــا، إنـهـم لــن يـشـتـروا الــغــاز الـروسـي بعد الآن، لكن مـوقـف سلوفاكيا والمـجـر والنمسا - الـتـي تربطها عـ قـات أوثـــق بموسكو - تتحدى النهج المشترك للاتحاد الأوروبــــي. وتـدعـي الـدول الـــتـــي لا تـــــزال تـتـلـقـى الـــغـــاز الــــروســــي أنــــه الـــوقـــود الأكثر اقتصاداً، متهمة الدول المجاورة في الاتحاد الأوروبــــــــــــي بــــفــــرض رســـــــوم عــــبــــور مـــرتـــفـــعـــة عـلـى الإمــــدادات البديلة. كما تـواصـل أوكـرانـيـا تحقيق مليار دولار مـن رسـوم 1 إلــى 0.8 إيــــرادات تـقـدر بــــ عـبـور الـغـاز سـنـويـ . ووفـقـ لحسابات «رويــتــرز»، ارتفعت صادرات «غازبروم» عبر خطوط الأنابيب مـلـيـار مـتـر مكعب، 32 إلـــى 2024 إلـــى أوروبـــــا فــي ، وهو 2023 مليار متر مكعب في 28.3 بزيادة عن أدنى مستوى لها منذ السبعينات. قـــد تـحـقـق روســـيـــا إيـــــــرادات تــصــل إلــــى نحو خــمــســة مـــلـــيـــارات دولار مـــن مــبــيــعــات الـــغـــاز عبر أوكرانيا هذا العام، استناداً إلى متوسط توقعات 339 الحكومة الـروسـيـة لسعر الـغـاز الـــذي يُــقــدّر بـــ دولاراً لـــكـــل ألـــــف مـــتـــر مـــكـــعـــب، وفــــقــــ لــحــســابــات «رويــــــتــــــرز». وفـــــي الــــوقــــت نـــفـــســـه، ســجــلــت شــركــة «غـــازبـــروم»، الـتـي تحتكر تـصـديـر الــغــاز الـروسـي عبر خطوط الأنابيب، خسارة صافية تقدر بسبعة ، وهـــي أول خـسـارة 2023 مــلــيــارات دولار فــي عـــام ، وذلـــك نتيجة لفقدان 1999 سـنـويـة لـهـا مـنـذ عـــام أسواق الغاز في الاتحاد الأوروبي. ونــتــيــجــة لـــذلـــك أعــلــنــت روســـيـــا اســتــعــدادهــا لـتـمـديـد صـفـقـة عـــبـــور الـــغـــاز، إلا أن كـيـيـف أكـــدت مــراراً أنها لن توافق على ذلـك. وفـي المقابل، هناك خيار آخر يتمثل في توجيه بعض الغاز الروسي عبر طـرق بديلة، مثل خط أنابيب «تــرك ستريم»، أو عـبـر بـلـغـاريـا أو صـربـيـا أو المــجــر، لـكـن الـقـدرة الاستيعابية عبر هذه الطرق تظل محدودة. وكــــانــــت المـــجـــر قــــد أعــــربــــت عــــن رغـــبـــتـــهـــا فـي إبـقـاء الطريق الأوكـرانـيـة مفتوحة، إلا أنـهـا أكـدت أنها ستستمر فـي تلقي الـغـاز الـروسـي عبر «تـرك ستريم» الممتد في قاع البحر الأسود. وتحسباً لأي ردود فعل من جانب موسكو، طلب الاتــحــاد الأوروبــــي وأوكـرانـيـا مـن أذربـيـجـان تــســهــيــل المــــحــــادثــــات مــــع روســــيــــا بـــشـــأن اتــفــاقــيــة عـبـور الــغــاز. وقـــال مـصـدر رفـيـع فـي شـركـة الطاقة الأذربيجانية «سـوكـار» لــ«رويـتـرز» يـوم الجمعة، إن موسكو وكييف فشلتا في التوصل إلـى اتفاق بـــشـــأن الــصــفــقــة الـــتـــي تــوســطــت فــيــهــا أذربـــيـــجـــان لاستمرار صـادرات الغاز الروسي إلى أوروبـا عبر أوكرانيا. محطة معالجة الغاز التابعة لشركة «غازبروم» بأورينبورغ في روسيا (رويترز) لندن: «الشرق الأوسط» توقعات سلبية من الشركات للعام المقبل... وتجار التجزئة يواجهون تحديات إضافية النمو الصفري للاقتصاد البريطاني يقوّضالتعهدات بالانتعاش ســــجــــل الاقـــــتـــــصـــــاد الــــبــــريــــطــــانــــي نـــمـــواً صفرياً بين يوليو (تموز)، وسبتمبر (أيلول) المـاضـيـ ، ومــن المتوقع أن يظل راكـــداً، خلال ، مـمـا يـقـوّض 2024 الـنـصـف الـثـانـي مــن عـــام بشكل كبير وعد رئيس الــوزراء كير ستارمر بإعادة تشغيل النمو الاقتصادي في البلاد. وفـــي تـعـديـل غـيـر مــتــوقّــع، ومـــع تصاعد الـــضـــغـــوط عـــلـــى حـــــزب الـــعـــمـــال بــــشــــأن أدائـــــه الاقــتــصــادي مـنـذ تــولّــيــه الـسـلـطـة فــي يـولـيـو، أظـهـرت الأرقـــام الـصـادرة عـن مكتب الإحصاء الوطني أن النمو في الربع الثالث جرى تعديله إلــــى صــفــر فـــي المــــائــــة، وهــــو أقــــل مـــن الـتـقـديـر فــي المــائــة، والـــذي 0.1 الأولــــيّ الـــذي كـــان يبلغ جرى إجراؤه الشهر الماضي. كما جرى تعديل فـي المائة 0.5 النمو، خــ ل الـربـع الـثـانـي، مـن في المائة، وفق صحيفة «الغارديان». 0.4 إلى وأوضـــــــــحـــــــــت لـــــيـــــز مـــــــاكـــــــويـــــــن، مـــــديـــــرة الإحـصـاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاء الـــوطـــنـــي، أن «الاقــــتــــصــــاد كـــــان أضــــعــــف، فـي الـربـعـ الـثـانـي والـثـالـث مـن هــذا الــعــام، مما اقـــتـــرحـــت تــقــديــراتــنــا الأولــــيــــة، حــيــث شـهـدت القطاعات مثل المطاعم والشركات القانونية والإعـــــــــ ن أداءً أقـــــل جــــــودة بــشــكــل خـــــاص». وأضافت أن نسبة الادخار الأُسري انخفضت قـلـيـً فــي الـفـتـرة الأخـــيـــرة، رغـــم أنــهــا لا تــزال مرتفعة نسبياً، مقارنة بالمعايير التاريخية، فـــي حـــ لـــم يُــظــهــر الـــدخـــل المـــتـــاح الـحـقـيـقـي للأسرة أي نمو يُذكر. وتُظهر الـصـورة الاقتصادية الأخـيـرة أن المملكة المـتـحـدة فــي طريقها لتسجيل ربعين متتاليين من النشاط الاقتصادي الثابت، وهو ما يشير إلى ركود محتمل. يأتي هذا التراجع في أعقاب تدهور ثقة الشركات والمستهلكين، وسط تصريحات قاتمة من الحكومة الجديدة، بالإضافة إلى التحذيرات من زيادات ضريبية متوقعة في موازنة الخريف. وحـــذّر بنك إنـجـلـتـرا، الأســبــوع المـاضـي، من أن النمو في المملكة المتحدة سيظل راكداً، فـي الأشـهـر الـثـ ثـة الأخــيــرة مـن الــعــام. ورغـم أن هـــذا لا يُـعـد ركــــوداً بالمعنى الـفـنـي - حيث يُـــعـــرف الـــركـــود بـربـعـ مـــن الـنـمـو الـسـلـبـي - فـــإن هـــذه الـــصـــورة الاقـتـصـاديـة تمثل ضربة إضافية للحكومة الـتـي جعلت إحـيـاء النمو الاقتصادي على رأس أولوياتها. من جهتها، قالت وزيـرة الخزانة راشيل ريـفـز: «إن التحدي الــذي نواجهه فـي إصـ ح اقــتــصــادنــا وتــمــويــل مـالـيـتـنـا الــعــامــة بشكل عـامـ مــن الإهـــمـــال هــو تحدّ 15 صحيح بـعـد هائل. لكن ذلك لا يفعل سوى تعزيز عزيمتنا لــتــقــديــم خـــدمـــاتـــنـــا لـــلـــعـــمـــال. وســــــوف تـسـهـم المـــوازنـــة وخـطـتـنـا للتغيير فــي تحقيق نمو مستدام وطويل الأجــل، وضـخ مزيد من المال في جيوب الناس، من خلال زيادة الاستثمار والإصلاح المستمر». فـــــي ســـــيـــــاق مُــــــــــــواز، تــــتــــوقــــع الــــشــــركــــات البريطانية انخفاضاً حاداً في نشاط الأعمال، خـــــــ ل الـــــعـــــام المــــقــــبــــل، مــــمــــا يـــعـــكـــسصـــــورة اقتصادية أكثر تشاؤماً للمملكة المتحدة في . وأشار مسح مؤشر النمو من اتحاد 2025 عام الصناعة البريطانية إلى أن الشركات تستعد لـتـقـلـيـص الــتــوظــيــف والإنـــــتـــــاج، فـــي الأشــهــر الثلاثة المقبلة، وفق صحيفة «الغارديان». وتحاول الشركات التخفيف من أثر قرار راشــيــل ريــفــز، فــي مـوازنـتـهـا الـتـي أُعـلـنـت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والتي تقضي 31.41( مــلــيــار جـنـيـه إســتــرلــيــنــي 25 بـجـمـع مــلــيــار دولار)، مـــن خــــ ل زيــــــادة مـسـاهـمـات الـــتـــأمـــ الـــوطـــنـــي لأصــــحــــاب الـــعـــمـــل. ورغــــم تأكيد المـسـتـشـارة ضـــرورة هــذه الأمــــوال لسد «الثقب الأسـود» في المالية العامة الذي خلفه أســ فــهــا، فـقـد اعـتـرفـت بـأنـهـا قــد تــــؤدي إلـى زيادات أقل في الأجور، بينما عَدّ آخرون أنها قد تضر الوظائف. وأوضــح اتحاد الصناعة الــبــريــطــانــيــة أن زيـــــــادة مـــســـاهـــمـــات الــتــأمــ الـوطـنـي قـد أسهمت فـي تفاقم «بيئة الطلب الضعيف» بالفعل. شركة، 899 وأظهر استطلاعٌ للرأي شمل نـوفـمـبـر (تــشــريــن الـــثـــانـــي) المـــاضـــي، 25 بـــ ديــســمــبــر (كــــانــــون الأول) الـــحـــالـــي، أن 12 و توقعات النمو كانت في أضعف مستوياتها ، فــــي أعــــقــــاب الـــفـــوضـــى 2022 مـــنـــذ نـــوفـــمـــبـــر الــتــي تَــلَـــت فــتــرة ولايــــة لـيـز تــــروس الـقـصـيـرة رئيسة للوزراء. وقد ساد التشاؤم في معظم الــــقــــطــــاعــــات، حـــيـــث تــــوقّــــع قــــطــــاع الـــخـــدمـــات انـخـفـاض الــنــشــاط، بينما تــوقّــع المـصـنّـعـون تراجعاً حاداً في الناتج، خلال الأشهر الثلاثة .2025 ) حتى مارس (آذار فــــي ســــيــــاق مـــتـــصـــل، أظــــهــــرت بـــيـــانـــاتٌ، نشرها اتحاد التجزئة البريطاني، أن تجار التجزئة يواجهون ضربة إضافية فـي العام الـــجـــديـــد، حــيــث انـخـفـضـت تــوقــعــات الإنـــفـــاق الاستهلاكي بمقدار ست نقاط، مما أثّـر على جميع فئات التجزئة تقريباً. وقالت الرئيسة التنفيذية لاتحاد التجزئة، هيلين ديكينسون، إنـــه إذا تحققت هـــذه الـتـوقـعـات، فـقـد يـواجـه تجار التجزئة ضغطاً إضافياً على الإنفاق في العام الجديد، وذلك بالتزامن مع كشفهم عن مبيعاتهم في يناير (كانون الثاني). وتـــوّجـــت هـــذه الــتــقــاريــر سـبـعـة أيــــام من البيانات الاقتصادية الصعبة للحكومة، في وقـــتٍ تــحــاول فـيـه تـعـزيـز الـنـمـو الاقـتـصـادي. وأشــــــار مـــســـحٌ آخـــــر، نـــشـــره اتـــحـــاد الـصـنـاعـة الــبــريــطــانــيــة، إلــــى أن إجـــمـــالـــي الــطــلــبــات في المصانع انهار في ديسمبر إلى أدنى مستوى .2020 منذ ذروة جائحة «كوفيد» في عام وحـــــــــــــذّر المـــــحـــــلـــــلـــــون مـــــــن أن الــــتــــبــــاطــــؤ الاقـــــتـــــصـــــادي، جـــنـــبـــ إلـــــى جـــنـــب مــــع ارتــــفــــاع تكاليف الاقــتــراض، قـد يُعرقل المالية العامة لـلـحـكـومـة، ويُــجــبــر ريـــفـــز، فـــي الــنــهــايــة، على زيادة الضرائب. لندن: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky