issue16828

11 عاماً منالتحولات 25 Issue 16828 - العدد Tuesday - 2024/12/24 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT Years Of Change 25 جاء الذكاء الاصطناعي لينقذ السلطات منطوفان المعلومات > الدولار سيبقى على الأرجح العملة الأقوى في الساحة الدولية > الأوروبيون يفتقرون لشجاعة الاعتراف بالحاجة إلى الهجرة لأسباب اقتصادية واجتماعية واقـــــع جـــديـــد تـــرغـــم واشـنـطـن عــــلــــى الـــــقـــــول إن اهـــتـــمـــامـــهـــا بالصين ما زال على ما عليه، ولـــكـــن لــنــحــل بــــدايــــة المـشـكـلـة الجديدة. أوبئة عابرة للحدود كـيـف سـتـؤثـر الأوبــئــة الـعـابـرة للحدود > على صورة وتوازنات العالم في السنوات المقبلة؟ - عـلـيـنـا الـتـنـبّــه لمـــوضـــوع جــوهــري، وهـــو أن الأوبـــئـــة لـيـسـت ظـــاهـــرة جــديــدة. المـــخـــيـــف فـــيـــهـــا الــــيــــوم ســــرعــــة الـــتـــواصـــل َّـــت بالبشرية مـرات والانـتـشـار. الأوبـئـة أ عــــــدة؛ فــــي الــــقــــرون الـــوســـطـــى كـــــان هــنــاك الــطــاعــون يـضـربـهـا كــل عـقـديـن أو ثـاثـة، ويــقــضــي عــلــى ربــــع أو ثــلــث الـــســـكـــان. ثم لنتذكر الإنفلونزا (الـرشـح) التي ضربت العالم فـي نهاية الـحـرب العالمية الأولــى، وقضت على عدد يكاد يشابه عدد الذين ماتوا بسببها. إذن، الجديد والخطير أمـــران: الأول سرعة التنقل عبر العالم والأعداد الكبيرة للمسافرين بالطائرة، كل مسافر قد يكون حاملً لوباء. والثاني يتناول ما يحصل في المختبرات. فحتى اليوم، ما زال هناك اعتقاد بــأن مـصـدر جائحة «كـوفـيـد» هو المختبر. يُــــضــــاف إلـــــى ذلـــــك الــــفــــروق الــكــبــيــرة والمتغيرة في الاستجابة لهذا الوباء بين الــــدول الـتـي اختلفت حـــول أفـضـل طريقة لــلــتــصــدّي لــــه. والـــثـــانـــي الـــامـــســـاواة بين الـــبـــشـــر حـــيـــث كـــــان بــاســتــطــاعــة الاتـــحـــاد الأوروبي أن يشتري لقاحين أو ثلثة لكل فـــرد مــن أفــــراد الاتــحــاد الأوروبــــــي، بينما شخصاً 15 أشخاص أو 10 كان اللقاح لكل في عدد من الـدول الأفريقية. طبعاً قامت بـــعـــض الـــــــدول بــتــقــديــم مـــســـاعـــدات لــهــذه الـــــــدول، لــكــن الـــامـــســـاواة عــلــى المـسـتـوى الــعــالمــي كـــانـــت فــاقــعــة. وبــالــتــالــي يتعين عــلــيــنــا أن نـــــرى كـــيـــف ســتــتــم الأمـــــــور فـي المستقبل. والــــثــــالــــث اخــــتــــاف أنـــظـــمـــة الـــرعـــايـــة الاجــتــمــاعــيــة حــتــى بـــ الــــــدول المــتــقــدمــة؛ فــفــي الــــولايــــات المـــتـــحـــدة، كــــان هـــنـــاك عــدد كـبـيـر مــن الــفــقــراء لــم يتمكن مــن الــوصــول إلـــى المـسـتـشـفـيـات بـسـبـب فــقــدان الـضـمـان الاجـــتـــمـــاعـــي لــلــجــمــيــع؛ مــــا يـــفـــســـر أعـــــداد الـوفـيـات الـكـبـرى. خـاصـتـي أن الجائحة الأخيرة أبرزت أهمية وجود سلطات بعيدة النظر تعتمد القرار الصائب. كذلك، يتعين ردم الهوة الهائلة بين القارات والبلدان في القدرة على التصدي للجائحة، لأن جائحة «كوفيد» لن تكون الأخيرة. الهزات «التكتونية» في العالم العربي يـــعـــيـــش الــــعــــالــــم الــــعــــربــــي ارتــــجــــاجــــات > «تكتونية» وتــراكــمــات، ومـثـال مـا هـو جـــارٍ في ســوريــا قــائــم أمــــام أعـيـنـنـا. هــل سيبقى الـعـالـم العربي بهذا التمزق؟ - مــا تـقـولـه يــطــرح مــوضــوع شــروط الاســـتـــقـــرار الـــســـيـــاســـي. لمـــــاذا هـــنـــاك دول مــســتــقــرة ســيــاســيــ أو مــنــاطــق مـسـتـقـرة سياسياً ومناطق في حالة ثورات وانعدام الأمن وما شابه؟ ثــمــة عــــدة تــفــســيــرات لـــذلـــك، والـــرائـــج يــتــنــاول وجــــود أو غــيــاب دولــــة الــقــانــون، وتمثيل المـواطـنـ وإشــراكــهــم فــي الـقـرار الـسـيـاسـي. وتـــوافـــر هـــذه الـعـنـاصـر يوفر الاســتــقــرار. هـــذا هــو التفسير الليبرالي. ولـــكـــنْ هـــنـــاك رأي آخــــر يـــقـــول إن الـــقـــراءة الـلـيـبـرالـيـة تـنـطـبـق عـلـى الـــــدول المـتـقـدمـة قليلة السكان، وليس على الدول المتخلفة وكثيرة السكان حيث الاستقرار لا يتوفر إلا بفرض القانون فرضاً. أعتقد أن هذين الـتـفـسـيـريـن لـديـهـمـا مـــا يـشـرعـهـمـا، لكن التفسير غير كافٍ. في اعتقادي أننا نعيش، في المنطقة الـــعـــربـــيـــة، مــرحــلـــة مــــن الـــظـــواهـــر الـــتـــي لا يمكن أن تسمح بــالاســتــقــرار. هـنـاك أولاً اللمساواة الهائلة في المداخيل بين الدول المـجـاورة. هـذا الأمـر سيدفع الــدول الأكثر فــقــراً إلـــى الاســـتـــمـــرار، بـاعـتـبـار أن الـــدول المــحــظــوظــة لا تـسـتـحـق مـــا لـــديـــهـــا، وأنـــه يجب، بشكل من الأشكال، أن تشركها في جـــزء مــن ثــرواتــهــا. فــانــعــدام الـــتـــوازن بين الـــدول الـثـريـة والــــدول الفقيرة فـي العالم العربي من أكثر الهوات عمقاً في العالم. الــــعــــامــــل الــــثــــانــــي هـــــو الــــــتــــــزاوج بـ الانـفـجـار الـسـكـانـي والانــتــقــال مــن الـريـف إلـى المـدن من جهة، وانـعـدام فـرص العمل الجديدة من جهة أخرى. ففي سوريا مثلً عناصر لا تؤدي إلى الاستقرار: 4 تجتمع التصحّر وفقدان المياه، حيث هبط الإنتاج الــــزراعــــي فـــي الــجـــزيــرة ومـنـطـقـة الــبـاديــة هبوطاً مريعاً، وتراجعت تربية المواشي، بالتوازي مع الانفجار السكاني. أعتقد أن سوريا تُعدّ الدولة الثالثة في العالم من حيث النمو السكاني و«الترييف» الفظيع للمدن وفـقـدان فـرص العمل؛ إذ إن هناك ألــف فـرصـة عمل جـديـدة كل 300 حـاجـة لــــ عــــام، والـــجـــزء الأكـــبـــر مـنـهـا غـيـر مـتـوفـر. ولـــــم أتــــحــــدث بــعــد عــــن الــســيــاســة أو عـن البطش أو عن الروح الطائفية وكل الأمور الأخرى. إذن، الـــعـــنـــاصـــر المـــوضـــوعـــيـــة لــعــدم الاســــتــــقــــرار مــــوجــــودة مــــا يـــبـــ الــحــاجــة الماسة لقيادة متميزة منكبّة على معالجة هـــذه الـعـنـاصـر المـوضـوعـيـة الاقـتـصـاديـة والاجتماعية غير المساعدة للستقرار. ًحركية السكان عبر العالم: الهجرات نموذجا مـــن المــتــوقّــع أن تــتــزايــد الــهــجــرات عبر > العالم في السنوات المقبلة. كيف ستتعامل معها الدول الجاذبة لها؟ - السبب الأول لهذه الحركية الانعدام الـــهـــائـــل فـــي الــــتــــوازن الـــديـــمـــوغـــرافـــي بين الـقـارات الخمس. ثمة دول، إذا استمرّت على هـذا المستوى من التوالد، قد يندثر سكانها تماماً. هذا ينطبق على إيطاليا ومالطا ورومانيا وغيرها من الدول. لــــهــــذه الــــظــــاهــــرة أســـــبـــــاب رئــيــســيــة عــنــوانــهــا الـــهـــرم الــســكــانــي الـــــذي يتغير فـــي هــــذه الـــبـــلـــدان الــتــي عـلـيـهـا الاهــتــمــام بالمسنّين. هؤلاء تتزايد أعدادهم باطراد. والشيخوخة مكلفة وغير منتجة، بينما عـــدد الــشــبــان الـعـامـلـ يـقـل كـــل يــــوم. لا، بــل إن أعــــداد الـشـيـوخ تــتــوازى مــع أعـــداد لأطفال. هذا ما هو حاصل في الدول المتقدمة، وانتقل الأمر إلى الصين، واليابان وكوريا الجنوبية. بالمقابل، لديك قـارات ما زالت نسبة التوالد فيها مرتفعة ومشاريعها التنموية لم تنجح، وبالتالي ليس هناك عمل ووظائف. وهذا يصحّ على أفريقيا، أو على أميركا الوسطى وأفريقيا بصورة أساسية. نـــصـــف المـــهـــاجـــريـــن غـــيـــر الــشــرعــيــ إلــــى الــــولايــــات المـــتـــحـــدة (الـــبـــالـــغ عــددهــم مـلـيـونـ ) مــن المـكـسـيـكـيـ . أنـــت تبني 11 حـــائـــطـــ . أنـــــت تـــطـــرد (كـــمـــا هــــو مـــشـــروع ترمب) المليين إلى بلدهم. لكن الموضوع يبقى قائماً، لأن عدم التوازن يبقى قائماً، وإن بنيتَ حائطاً فسيجد مَن يتمكن من فتحه، أو حتى المرور من تحت الحائط. كل هذه الأمور تجعلنا نقول إن هذا الانــعــدام فـي الــتــوازن مـن المسائل الكبرى الـــذي 21 فـــي الـــربـــع الـــثـــانـــي مـــن الـــقـــرن الـــــــ ستتحكم به المسألة الديموغرافية إلى حد كبير. وأنا لا أرى أن الدول المتقدمة لديها بوصلة كافية لمعالجة هذا الأمر. هـــنـــاك بــعــض الـــحـــلـــول الـــتـــي تنبغي دراستها لمعالجة ملف الشيخوخة: مثلً في إسبانيا وفـي إيطاليا تم اتخاذ قرار بـــ«اســتــيــراد» شـبـاب مــن جـنـسـيـات، ومـن مـــهـــن مــعــيــنــة، والإتـــــيـــــان بـــهـــم بـــالـــتـــوازي مــع الاســتــمــرار فــي مكافحة الـهـجـرة غير المشروعة. بـذلـك، تعترف الـدولـة بأنها بحاجة لـهـؤلاء المـهـاجـريـن، ولكنها تمسك بآلية اخـتـيـارهـم. الـوضـع فـي كـوريـا الجنوبية شبيه، ولـكـن الـحـل مختلف، ويـقـوم على تـــوفـــيـــر بـــطـــاقـــة عـــمـــل وإقـــــامـــــة لـلـعـامـلـ سنوات لتجنّب 5 الأجانب لفترة تقل عن حصولهم على بطاقة إقامة دائمة. أمـــا الأوروبــــيــــون، فـإنـهـم مـتـأخـرون؛ كونهم يفتقرون للشجاعة السياسية من أجـــل الاعـــتـــراف بــصــراحــة بـأنـهـم بحاجة للهجرة لأسباب اقتصادية واجتماعية. هذا هو الشرط الأول لمعالجة فاعلة لملف الهجرات، والتوصل إلى حلول يطبقونها بـطـريـقـة مـنـظـمـة؛ إذ فــشــل الـــحـــل الأمــنــي لوقف الهجرات، ولم تكن كافية مساعدات الـتـنـمـيـة لـــلـــدول «المـــــصـــــدّرة» حــتــى يبقى المهاجر من أفريقيا في بلده ويعثر هناك على فرصة عمل، كما لم تنجح المساعدات المعطاة للعائلت للإكثار من الإنجاب. إذن الـحـلـول الـثـاثـة الــتــي طرحتها أوروبـــــــــــا كــــانــــت فــــاشــــلــــة. واعـــــتـــــقـــــادي أن أوروبـــا تفتقر لرؤية كاملة لعدم التوازن الـــديـــمـــوغـــرافـــي؛ مــــا يــعــنــي أن الـــهـــجـــرات ســـتـــتـــواصـــل وتــــتــــزايــــد بــــاتــــجــــاه الــــقــــارة الــقــديــمــة، مـهـمـا كـــانـــت بـــرامـــج الأحــــــزاب، خصوصاً اليمينية منها. ولـقـد لاحظنا أنه بعد إقفال طريق بوجه المهجرين يتم العثور على طريق أخرى. الفقر والحروب تـدفـع إلـــى الـهـجـرات إلـــى الـبـلـدان الغنية. وهـــذا قــائــم، وسـيـتـزايـد ومـعـه الـهـجـرات. لـذا، تكمن مصلحة الحكومات الأوروبية فـــي أن تـعـثـر عـلـى بـوصـلـة لمـعـالـجـة هـذه المسألة بالغة الأهمية اليوم وغداً. الثورة الرقمية هـل تغير الـثـورة التكنولوجية الجديدة > كيفية إدارة شؤون العالم والمجتمع؟ - الـثـورة التكنولوجية «التي تشمل الإنـــتـــرنـــت والــــهــــواتــــف الـــذكـــيـــة ووســـائـــل التواصل الاجتماعي» هي مِن نوع خاص، لأنها أسرع بكثير في تحققها من الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر، كما أنها تحتضن في باطنها ثورات داخلية، على رأسـهـا الـثـورة الإلكترونية التي أوصلت إلـى ثــورة الـذكـاء الاصطناعي. والـسـؤال: مَن المستفيد منها؟ بدايةً، كان الرأي السائد أنها لصالح عموم الناس؛ إذ فُتِح الفضاء، وخُفّضت كلفة التواصل التي أصبحت شبه مجانية أو مجانية بالكامل، وعلى سبيل المثال، أصـبـح بـإمـكـان أي كـاتـب أن يـرسـل كتابه لمــن يـريـد وفـــي أي مــكــان. كــذلــك، فـــإن هـذه الثورة وسّعت هامش الحرية أمام الفرد، وحـوّلـت أي فـرد يستخدم الهاتف الذكي صـحـافـيـ أو مـــراســـاً أو مـعـلّـقـ ، وهـــو ما رأيـــنـــاه فـــي الـــحـــرب الـلـيـبـيـة «الـــتـــي أنـهـت نظام القذافي». كــــــذلــــــك تــــتــــعــــ الإشـــــــــــــــــارة إلــــــــــى مـــا وفّـــرتـــه هـــذه الـــثـــورة مــن وســائــل للتعبئة الاجــتــمــاعــيــة، كـــالـــدعـــوة إلــــى الـتـجـمـعـات والمــظـاهـرات لمـئـات الآلاف مـن الأشـخـاص خــــال وقــــت قـصـيـر لــلــغــايـة. ولـــــذا، صـفّـق كـثـيـرون لـهـذه الــقــدرة «العجائبية». لكن الـدراسـات بيّنت أن هـذه الـقـدرة لا تسمح بـتـحـقـيـق أمــــريــــن: الأول إيـــجـــاد رابـــــط أو بـــــرامـــــج مـــشـــتـــركـــة لـــــهـــــؤلاء المـــتـــجـــمـــعـــ . والثاني أنها لا تتيح بروز قيادات جدية. بـــاخـــتـــصـــار، فــــإن وســـائـــل الــتــواصــل الاجــــتــــمــــاعــــي تـــتـــيـــح الــــتــــواصــــل الـــســـريـــع وتـــعـــبـــئـــة الأشــــــخــــــاص، لـــكـــنـــهـــا لا تـتـيـح تنظيمهم ورصّـهـم فـي برنامج سياسي. والــــرأي الـسـائـد أن الــثــورة التكنولوجية جـــــــاءت عـــلـــى حــــســــاب الأنـــظـــمـــة الــقــائــمــة والسلطات المالية والسياسية والأمنية. لكن هذه المقاربة بدت لاحقاً سطحية وجزئية؛ إذ تبّ أن للسلطات القدرة على الـتـحـكـم بــالــثــورة التكنولوجية بأشكال مـخـتـلـفـة. فـعـلـى سـبـيـل المـــثـــال، فـــإن دولـــة كــبــرى، كـالـصـ ، فـرضـت سلطاتها على الـشـركـات الـكـبـرى الـفـاعـلـة، مثل «غـوغـل» أو «فــــيــــســــبــــوك»؛ بــــــأن يــــكــــون «الـــــخـــــادم» ) في الصين وأن تكون الأدوات SERVER( المـسـتـخـدمـة صينية الــصُــنــع. بمعنى أن الصين سيطرت على المضمون مـن خلل الأدوات. كـــذلـــك تـــبـــ لاحـــقـــ أن الـــثـــورة التكنولوجية تتيح للسلطات أن تمارس رقابة على الناس، ومَن يعتقد أن رسالته النصية أو اتصالاته الهاتفية غير مراقَبة فهو ساذج. بـــيـــد أن مــشــكــلــة جــــديــــدة بــــــرزت أمــــام الــســلــطــات، تـكـمـن فـــي الــحــجــم الــهــائــل من المعلومات التي تحصل عليها في مختلف أنـحـاء الـعـالـم، مـن بينها معلومات بالغة الأهمية، لكنها تضيع في بحر المعلومات الأخــــــرى. فـفـيـمـا خـــص هـجـمـات نـيـويـورك ، تبين أنه توافرت 2001 وواشنطن في عام للأجهزة الأمنية معلومات بالغة الدقة عن الذين قاموا بالعملية. لكنها كانتضائعة. من هنا، يأتي دور الذكاء الاصطناعي الــــــذي جـــــاء لــيــنــقــذ الـــســـلـــطـــات مــــن طـــوفـــان المعلومات. إضافةإلىذلك،فإنالذكاءالاصطناعي أدى إلى تطور هائل في إدارة الحروب. ففي غــزة وجـنـوب لبنان، استخدمته إسرائيل بـشـكـل مــكــثــف، واعـــتـــمـــدت فـــي لــبــنــان على )، التي تمتلكها Big Data( » «الداتا الكبرى عن أصحاب السيارات ولوحاتها لتحديد هوية الأشخاص المستهدَفين. كذلك تتعين الإشـــــــــارة إلــــــى دور الـــــذكـــــاء الاصـــطـــنـــاعـــي فـــي حـــرب المـــســـيّـــرات، بـحـيـث نـشـهـد الـيـوم تغيراً جـذريـ فـي إدارة الــحــروب، ومــا لها مـــن انــعــكــاســات. فـــي أي حــــال، فـــإن لـلـذكـاء الاصــــطــــنــــاعــــي تـــطـــبـــيـــقـــات مـــتـــنـــوعـــة عـلـى جميع الصعد، وسيقوى دوره أكثر فأكثر مستقبلً. الدولار الملك هـــل سـيـبـقـى الــــــدولار الأمـــيـــركـــي عملة > المستقبل؟ - الــواقــع أن الــــدولار أعـلـن عــن وفـاتـه كالعملة الدولية الأولى باكراً جداً. وتكرر ســـنـــة؛ إذ أتــــذكــــر أنــــــه، فـي 20 ذلـــــك خـــــال مطلع الــقــرن، ظـهـرت تحليلت حـتـى في مجلة «فــورن أفـيـرز» أو مجلت المؤسسة الأميركية تتنبأ بنهاية الدولار، خصوصاً بعد ظهور العملة الأوروبية (اليورو). ثم مؤخراً عامل جديد؛ إذ قررت «البريكس» أن تكون لديها عملة موحّدة. بداية، أنا لا أعتقد أن «البريكس» في وضع مِن التماسك يسمح بأن يكون لديها عملة واحـــدة. ثانياً: يـبـدو، بعد ربـع قرن على اعتماد اليورو، أنه حصل على جزء من ودائع المصارف المركزية ومن التجارة الـدولـيـة، لكنه توقف عندها، بمعنى أنه في المائة تقريباً. لكنه 17 نما إلـى نسبة توقّف عندها في السنوات الأخيرة. وهـــــنـــــاك عــــمــــات أخـــــــــرى، مـــثـــل الـــ والـــفـــرنـــك الـــســـويـــســـري، لــكــنــهــا لــــم تـمـس الدولار الذي لم يزل الدولار العملة الأولى فــــي المــــائــــة مـن 60 إلـــــى 50 فــــي أكـــثـــر مــــن المــبــادلات الـتـجـاريـة الـكـبـرى، ومــن ودائــع المــــصــــارف الــــكــــبــــرى. وهــــــذا الأمــــــر يـعـطـي الــولايــات المـتـحـدة قـــدرة سياسية كبيرة، لأن لـديـهـا الــقــدرة عـلـى طـبـع هـــذه العملة من جهة، ويعطيها، من جهة أخرى، قدرة للتأثير عـلـى اقــتــصــادات الــــدول الأخـــرى، وبالتالي على أمنها. لـــكـــن فـــــي الــــقــــريــــب المــــنــــظــــور، أعــتــقــد أن الــــــــدولار ســيــبــقــى الــعــمــلــة الأقـــــــوى فـي الـــســـاحـــة الــــدولــــيــــة، ولا أقــــــول الـــوحـــيـــدة، التي تتحكم، بمفردها، بأكثر مـن نصف ودائــع المصارف المركزية، وأيضاً بنوعية المبادلات في المصارف. ثم هناك العقوبات الـــتـــي تــفــرضــهــا واشـــنـــطـــن بـــالـــلـــجـــوء إلـــى سلح الـدولار؛ فالولايات المتحدة نجحت في الحرب على الإرهــاب في المجال المالي أكثر من نجاحها في المجال الأمني. ومن جانب آخــر، فـإن العولمة غيرت فـي أهمية الوزارات في كل دولة، حيث إن وزير المالية الأميركي أهم بكثير من وزير الخارجية أو الداخلية، لأن لائحة العقوبات بحوزته. دولة حول العالم قادرة على التحول لقوة نووية (رويترز) 20 (رويترز) 2019 أرشيفية لترمب وشي في قمةزعماء مجموعة العشرين بأوساكا اليابانية عام أطراف«بريكس» ليست منسجمة ما يجعل مهمة التفوق على «الأطلسي» صعبة (الرئاسة التركية)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky