issue16827.1

Issue 16827 - العدد Monday - 2024/12/23 الاثنين الإعلام 17 MEDIA د. ياسر عبد العزيز أمضى اللبنانيون الأشهر الأخيرة من العام يترقّبون بقلق مصير بلدهم غير آبهين بأي مستجدات أخرى ترند وقفة مع «الإنترنت» العربي عند الحديث عن مشكلات المحتوى العربي على شبكة «الإنترنت»؛ تبرز مشكلة تقلص حجم هذا المحتوى، الذي لا في المائة من إجمالي المضامين المُتاحة على الشبكة 3 يتعدى في 7 العالمية، في حين أن الناطقين باللغة العربية يمثلون المائة من سكان العالم، لكن تلك ليست أخطر المشكلات على أي حال. وربـمـا تتعلق المشكلة الأبـــرز بخصوص هــذا المحتوى العربي في كونه يميل إلى الضعف والتهافت في الأغلب، ولا يُسهل الوصول إلى المزايا الرائعة والمتنوعة التي ترفدنا بها تلك الشبكة، بينما ييسر التعرض لجوانبها الضارة، والتأثر بتداعياتها السلبية. ومـــن بــ أكـثـر مـشـكـ ت ذلـــك المـحـتـوى إثــــارة للقلق أنـه لا يـوفـر للناطقين باللغة الـعـربـيـة، أو المهتمين بمجالاتها المــعــرفــيــة، الــســبــل الـــ زمـــة لـلـحـصـول عــلــى مــحــتــوى مــوثــوق ومتجدد ومُخلص للاشتراطات العلمية. وربما يكون هذا هو السبب الأكبر في اضطرار قطاعات من الباحثين والتكنوقراط والجمهور الباحث عن مضامين جادة، إلى اللجوء للغات الأجنبية للحصول على المعلومات الـتـي تيسر إنـجـاز المـهـام، ســواء كـانـت معرفية أو بحثية أو إخبارية وتحليلية في عديد الأحيان. لقد أضحت شبكة «الإنـتـرنـت» العالمية ركـيـزة أساسية وإطـــاراً معلوماتياً لا يمكن الاستغناء عنه لقضاء المصالح بأنواعها كافة، ومـع ذلـك، فـإن تلك الشبكة تبقى بمعزل عن تأثير الدولة الوطنية العربية، باستثناء القدرة على حجب مـا تشخصه بوصفه «مضامين أو مـواقـع ضـــارة»، وهـو أمر بات محل شك كبير أيضاً، بسبب انتشار التقنيات التي تتيح تخطي إجراءات الحظر. ويمكن القول إن السيادة الوطنية على الفضاء الاتصالي الــراهــن، وفــي القلب منه شبكة «الإنـتـرنـت»، تراجعت بقوة، بحيث لـم تترك للدولة الوطنية فرصاً للتحكم أو السيطرة على المضامين الرائجة عبرها سوى من خلال إجـراءات بناء «الــعــزلــة الــرقــمــيــة»، وهـــو أمـــر يــقــوض آيــديــولــوجــيــا الشبكة المــفــتــرضــة الــقــائــمــة عــلــى الــحــريــة والانـــفـــتـــاح وبـــنـــاء جـسـور التواصل، ويرتب تكاليفسياسية ومعرفية يصعب تحملها. ورغم الإقـرار بأن ثمة مبادرات وممارسات إيجابية في «الإنــتــرنــت» الـعـربـي، فــإن المـيـل إلــى إنـتـاج المـحـتـوى المُسطح والمُبتذل والتافه، والتعرض له بإفراط، يُعد سمة رئيسة في هذا المحتوى لا يمكن تجاهلها. ويـمـكـن الــقــول إن الـكـثـيـر مــن المـضـامـ الــتــي تُــبــث عبر «الإنـتـرنـت» العربي لا تساعد المـواطـنـ الـعـرب على تعزيز الـقـدرة على امتلاك الحكم الـذاتـي العقلاني، وهـو أمـر أسهم فيه انتشار الشائعات والمعلومات الزائفة، ورفدته مُمكنات «الـــذكـــاء الاصــطــنــاعــي» بـــقـــدرات نـوعـيـة جــديــدة فــي مـجـالات الفبركة والاختلاق. لقد كـان اللجوء إلـى محرك بحث شهير مثل «غـوغـل»، بــالــلــغــة الـــعـــربـــيـــة، مـــســـألـــة شـــبـــه مــضــمــونــة لــلــحــصــول عـلـى معلومات موثوقة أو تدقيق إفـــادات مُلتبسة، فـي السنوات الـفـائـتـة، أمـــا الـــيـــوم، فـــإن عملية فـــرز الــغــث عــن الـسـمـ عبر هـــذا المــحــرك أضـحـت غـايـة فــي الـصـعـوبـة، فـضـً عــن هيمنة النزعة التجارية، التي أغرقته في الإعلانات وأنشطة اللجان الإلكترونية وآليات الإشهار المدفوعة. ومن بين أخطر ما فعله المحتوى السائد على «الإنترنت» الـعـربـي الـيـوم أنــه تـحـول إلــى آلـيـة لإرســـاء المـكـانـة، ولأن تلك الـعـمـلـيـة تـــجـــري عـــبـــره مـــن خــــ ل مــنــظــور الانـــتـــشـــار وحـجـم التفاعل، فقد منح مكانات لأشخاص ورمــوز وقضايا غاية في التفاهة والابـتـذال والابتعاد عن القيمة الحقيقية، فيما أقصى المستحقين باطراد. ولأن تلك الشبكة التي بُنيت على أفكار الحرية والانفتاح والتواصل وإعـطـاء الصوت لمن لا صـوت لـه، أضحت فريسة سهلة لأقـسـى أنــــواع الاحــتــكــار، عـبـر تحكم عـــدد مــحــدود من الفاعلين في المحتوى المُتاح عبرها، فقد بات الجمهور العربي بدوره فريسة أيضاً لنزوعها الاحتكاري، وهو الأمر الذي تمت معاينته بوضوح خلال أحداث الحرب الروسية - الأوكرانية، والحرب الدائرة حالياً في منطقة الشرق الأوسط. ورغم هذه الإشكاليات الضخمة والمتعددة، فإن الفرص لا تزال سانحة لتحسين موقف العرب على الشبكة، لكن هذه الفرص تحتاج إلى تضافر الجهود بين الحكومات والمُشرعين والمؤسسات والمجتمع المدني والجمهور العربي نفسه. وســـيـــكـــون نـــهـــوض الـــجـــامـــعـــات والمــــؤســــســــات الـعـلـمـيـة بـــأدوارهـــا الطبيعية فـي رفــد المـحـتـوى على الشبكة بالمزيد من المحتوى الجاد مسألة ضرورية، كما ستكون الحكومات والمشرعون معنيين بالعمل على تشكيل جبهة للتفاوض مع شركات التكنولوجيا الكبرى القائمة على تنظيم المحتوى وبـثـه، للحد مـن هيمنتها الاحـتـكـاريـة، وإخضاعها لمعايير واضحة ومُلزمة لتعزيز المحتوى وضمان توازنه. وســـيـــكـــون مــــن المُــــهــــم فــــي هـــــذا المــــجــــال إطــــــ ق مـنـصـات وشــبــكــات اجـتـمـاعـيـة عــربــيــة، بـــشـــروط أكــثــر رشــــداً وقـابـلـيـة للتنظيم مــن تـلـك الـتـي يقضي الـجـمـهـور الـعـربـي عليه جل أوقاته، بكل ما تحمله من مخاطر وتفاهات. لا يجب أن يـكـون «الإنـتـرنـت» الـعـربـي هـو مـا يُـبـث على الشبكة باللغة العربية فقط، لكن ينبغي أن يعكس انشغالات وأولـــويـــات ومـصـالـح الـــدولـــة الـوطـنـيـة الـعـربـيـة ومواطنيها أيضاً. هل تنجح مساعي دمجصُنّاع المحتوى داخل غُرف الأخبار؟ يـــبـــدو أن ثــمــة تـــطـــوراً جـــديـــداً ربـــمـــا يظهر داخـــــل «غـــــرف الأخــــبــــار»، بــعــدمــا ســعــت صحف بـارزة، مثل «واشنطن بوست»، لاجتذاب صُنّاع المحتوى بهدف «تعزيز التواصل مع الجمهور»، فــي حــ أثــــارت مـسـاعـي دمـــج صُـــنّـــاع المـحـتـوى (المـؤثـرون) داخـل غُـرف الأخـبـار تـسـاؤلات بشأن «ضمانات التوازن بين المعايير المهنية والتكيّف مع تطلّعات الجمهور». ووفـــــــق تـــقـــريـــر مـــعـــهـــد «رويــــــتــــــرز لــــدراســــة الـصـحـافـة»، الــعــام المــاضــي، فـــإن «الـجـمـهـور من الفئات الأقــل مـن أربـعـ عاماً يعيرون اهتماماً أكــبــر لــصُــنّــاع المــحــتــوى، أو مــا يـطـلـقـون عليهم لقب (مـــؤثـــرون)، بوصفهم مـصـدراً للمعلومات وكذلك الأخبار». كما أشارت دراسة استقصائية ضـمـن مــبــادرة «بـيـو-نـايـت» الأمـيـركـيـة، المعنية بــرصــد الـتـغـيـرات فــي كيفية اســتــهــ ك الأخــبــار والمــــعــــلــــومــــات، فــــي نـــوفـــمـــبـــر (تـــشـــريـــن الـــثـــانـــي) المـــاضـــي، إلــــى أن أكــثــر مـــن خُــمــس الــبــالــغــ في الـــــولايـــــات المـــتـــحـــدة يـــعـــتـــمـــدون بـــانـــتـــظـــام عـلـى «المؤثرين» للحصول على الأخبار. ومــــع ذلـــــك، فــــإن مـعـظـم هـــــؤلاء «المـــؤثـــريـــن» الذين ينشرون الأخبار لا ينتمون إلى مؤسسات إخــــبــــاريــــة ولا يـــخـــضـــعـــون لـــتـــدريـــب صـــحـــافـــي. وحـسـب دراســــة أجـرتـهـا منظمة «اليونيسكو» ونُــــشــــرت نــتــائــجــهــا، نـــهـــايـــة نــوفــمــبــر المـــاضـــي، فـــي المـــائـــة) لا 62( فـــإن غـالـبـيـة هــــؤلاء المــؤثــريــن يتحقّقون من صحة المعلومات التي يشاركونها مـــع جــمــهــورهــم، مـــا يُــثــيــر مـــخـــاوف مـــن انـتـشـار «المعلومات الزائفة». ومــعــروف أن ثمة تـجـارب بـــدأت تخوضها أخيراً غرف الأخبار للدمج بين الصحافي المدرب وصانع المحتوى صاحب الكاريزما والجمهور. وظهرت، في هذا الإطار، نماذج؛ مثل: «واشنطن بـوسـت»، والمنصة الأميركية «مورنينغ بيرو» الــتــي أطـلـقـت بـالـفـعـل مـــبـــادرات يـقـودهـا صُــنّــاع محتوى على منصات التواصل الاجتماعي، غير أن الاتجاه لا يزال قيد التجربة والتقييم، حسب ما يبدو. الــــخــــبــــيــــر فــــــي إدارة وتــــحــــلــــيــــل بــــيــــانــــات «الــــســــوشــــيــــال مــــيــــديــــا»، مـــــهـــــران كــــيــــالــــي، رهـــن نــجــاح تـجـربـة دمـــج صُـــنّـــاع المــحــتــوى فـــي غـرف الأخـبـار بـ«تنظيم العلاقة بـ الـطـرفـ »، وقـال لــ«الـشـرق الأوســــط» إنــه «عـلـى غــرف الأخــبــار أن توفّر لصُنّاع المحتوى أدوات؛ مثل: التحقق من المـــصـــادر، والالـــتـــزام بـأخـ قـيـات الـصـحـافـة، في حين يقدّم صُنّاع المحتوى خبراتهم في الإبـداع الرقمي وفهم الجمهور على المنصات الحديثة». وأضــــــاف: «كــمــا يـجـب تـقـنـ الــعــ قــة مـــن خـ ل وضـع إطـار واضـح يحدّد المسؤوليات وأسلوب العمل». غــيــر أن كــيــالــي أشــــار إلــــى «تـــحـــديـــات أمـــام تجربة دمج صُنّاع المحتوى في غرف الأخبار»، قـــــائـــــ ً: «هــــنــــاك نـــظـــرة ســلــبــيــة مــــن قِـــبـــل بـعـض الصحافيين التقليديين تجاه صُـنّـاع المحتوى، بل هم يعدونهم دخلاء على المهنة، رغم امتلاكهم جمهوراً واسعاً وتأثيراً كبيراً». وأضاف: «بعض المـؤسـسـات الصحافية تعاني صعوبة التكيّف مـــع أســـلـــوب المــحــتــوى الــســريــع والــبــســيــط الـــذي يــتــنــاســب مـــع مــنــصــات الـــتـــواصـــل الاجــتــمــاعــي، خشية خسارة الصورة الوقورة أمام الجمهور». وعدّ كيالي أن غرف الأخبار قبل أن تستعين بصُنّاع المحتوى، هي بحاجة إلى «التجهيزات والإجـــــراءات الـتـي تمكّن الصحافيين مـن إنتاج ونشر محتوى رقمي جذاب بسرعة». وعن الحلول لتجاوز هذه التحديات، أوضح الخبير فـي إدارة وتحليل بيانات «السوشيال مـــيـــديـــا» أنـــــه «يـــجـــب عـــلـــى المـــؤســـســـات تـحـديـث سياساتها وتوفير الدعم الفني والتدريب اللازم للصحافيين، مـع تغيير النظرة السلبية تجاه صُنّاع المحتوى والبحث عن تعاون». القاهرة: إيمان مبروك النقل المباشر واستنفار مراسليها سادا برامجها مشهد الحربطغى علىشاشات المحطات اللبنانية طــغــى مــشــهــد الـــحـــرب عــلــى أحــــــداث لـبـنـان ، لا سـيـمـا فــي الأشــهــر الأخـــيـــرة من 2024 لـسـنـة العام، وهي أشهر أمضاها اللبنانيون يترقّبون بقلق مصير بلدهم غير آبهين بـأي مستجدات أخرى تحصل على أرضهم أو في دول مجاورة. وشــــكّــــلــــت مــــحــــطــــات الــــتــــلــــفــــزة الــــخــــبــــز الـــيـــومـــي للمشاهدين، فتسمروا أمام شاشاتها يتابعون أحداث القصف والتدمير والموت. المشهد الإعلامي: بداية سلسة ونهاية ساخنة عند اندلاع ما أُطلق عليها «حرب الإسناد» ، لـــم يتأثر 2023 ) أكــتــوبــر (تــشــريــن الأول 8 فـــي المشهد الإعـ مـي فـي لبنان، فقد أبقى أصحاب عـلـى 2024 المـــحـــطـــات المــحــلــيــة مــــع بــــدايــــة عـــــام برامجهم المعتادة، وخاضت التلفزيونات موسم رمـــضـــان بــشــكــل عــــــادي، مـتـنـافـسـة عــلــى تـقـديـم الأفـــضـــل لـلـمـشـاهـد. لـــم تــتــبــدل أجـــنـــدة الــبــرامــج فــــي مـــحـــطـــات «إل بــــي ســــي آي»، و«الــــجــــديــــد»، و«إم تي فـي». وتابع اللبنانيون برامج الترفيه والحوارات السياسية والألعاب والتسلية، وكأن لا شيء غير عادي يحدث. وفي موسم الصيف، ركــنــت المــحــطــات كــعــادتــهــا إلــــى إعــــــادات درامــيــة وحلقات من برامج ترفيهية. فهذا الموسم يتسم عادة بالركود، كون المُشاهد عموماً يتحوّل إلى نــشــاطــات أخــــرى يـمـارسـهـا بـعـيـداً عـــن الـشـاشـة الصغيرة. لكن منذ أن جرى تفجير أجهزة الاستدعاء سبتمبر 17 (البيجر) بعناصر «حزب الله»، في (أيلول) من العام الحالي، انقلب المشهد الإعلامي رأســــــــ عـــلـــى عــــقــــب. وضــــعــــت جـــمـــيـــع المـــحـــطـــات مراسليها ومـقـدمـي نــشــرات الأخــبــار لـديـهـا في حـــالـــة اســـتـــنـــفـــار، وصــــــار المـــشـــهـــد الـــســـائـــد عـلـى الشاشة الصغيرة، مـن حينها، يتألّف مـن نقل مباشر وحوارات سياسية متواصلة. مقتلصحافيين خلال الحرب لـــم تـــوفـــر الـــحـــرب الــــدائــــرة فـــي لــبــنــان منذ بـــدايـــاتـــهـــا الــجــســم الإعــــ مــــي الـــــذي خــســر عـــدداً مــن مـراسـلـيـه عـلـى الأرض. وُصــــف استهدافهم بـــــ«جــــريــــمــــة حـــــــرب» هـــــــزّت المـــشـــهـــد واســـتـــدعـــت اسـتـنـكـاراً واســعــ . ولـعـل الـحـدث الأبـــرز فـي هذا في بلدة 2024 المجال هو الذي جرى في أكتوبر حاصبيا الجنوبية. فقد استهدفت غارة إسرائيلية فندقاً كان قد تحول إلى مقر إقامة للصحافيين الذين يغطون منهم 3 أخـــبـــار الــــحــــرب؛ مــمــا أســـفـــر عـــن مــقــتــل وإصابة آخرين. قُتل من قناة «الميادين» المصوّر غسان نـجـار، ومهندس البث محمد رضــا، كما قُتل المصوّر وسام قاسم من قناة «المنار». ونجا عدد آخر من الصحافيين الذين يعملون في قناة «الجديد»، ووسائل إعلامية أخرى. تمديد أوقات البث المباشر أحــــــداث الـــحـــرب المـــتـــســـارعـــة الـــتـــي تـخـلّـلـهـا اغـــتـــيـــالات، وقــصــف عـنـيـف عـلـى لــبــنــان، ســـادت المــشــهــد الإعــــ مــــي. وشـــهـــدت مــحــطــات الـتـلـفـزة، لـــلـــمـــرة الأولـــــــــى، تـــمـــديـــد أوقــــــــات الــــبــــث المــبــاشــر ساعة يومياً. 18 ليتجاوز وجنّدت محطات التلفزة مراسليها للقيام بمهمات يـومـيـة ينقلون خـ لـهـا الأحــــداث على الأرض. وتنافست تلك المحطات بشكل ملحوظ كــي تـحـقّـق الـسـبـق الـصـحـافـي قـبـل غـيـرهـا، فقد مدّدت محطة «إم تي في»، وكذلك «الجديد» و«إل بــي ســي آي»، أوقــــات الــبــث المـبـاشـر لـيـغـطّـي أي مستجد حتى ساعات الفجر الأولى. وحــصــلــت حـــالـــة اســتــنــفــار عـــامـــة لــــدى تلك المحطات. فكان مراسلوها يصلون الليل بالنهار لنقل أحداث الساعة. برامج التحليلات السياسية والعسكرية نجمة الشاشة أخـــــــذت مـــحـــطـــات الـــتـــلـــفـــزة عـــلـــى عــاتــقــهــا، طيلة أيــام الـحـرب فـي لبنان، تخصيص برامج حــواريــة تتعلّق بـهـذا الــحــدث. وكـثّـفـت الـلـقـاءات التلفزيونية مع محللين سياسيين وعسكريين. وبـسـبـب طـــول مـــدة الــحــرب اسـتـعـانـت المـحـطـات بوجوه جديدة لم يكن يعرفها اللبناني من قبل. نوع من الفوضى المنظمة ولّدتها تلك اللقاءات. فاحتار المشاهد اللبناني أي تحليل يتبناه أمام هـذا الكم من الآراء. وتـم إطــ ق عناوين محددة على تلك الفقرات الحية. سمّتها محطة الجديد «عدوان أيلول». وتحت عنوان «تحليل مختلف»، قدّمت قناة «إل بي سي آي» فقرة خاصة بالميدان الـعـسـكـري وتـــطـــوراتـــه. فــي حــ أطـلـقـت «إم تي فــي» اســم «لـبـنـان تحت الـــعـــدوان» على الفقرات الخاصة بالحرب. أفيخاي أدرعي نجماً فرضته الحرب انــتــشــرت خــــ ل الـــحـــرب الأخـــبـــار الــكــاذبــة، وخصّصت بعض المحطات مثل قناة «الجديد» فقرات خاصة للكشف عنها. وبين ليلة وضحاها بـرزت على الساحة الإعلامية مواقع إلكترونية جـديـدة، وكانت مُتابعة من قِبل وسائل الإعـ م وكذلك من قِبل اللبنانيين. ومـن بينها «ارتكاز نــيــوز» الـلـبـنـانـي. كـمـا بـــرز دور «وكـــالـــة الإعـــ م الوطنية»، لمرة جديدة، على الساحة الإعلامية؛ إذ حققت نجاحاً ملحوظاً في متابعة أخبار الحرب في لبنان. وشهدت محطات تلفزة فضائية، مثل: «العربية» و«الجزيرة» و«الحدث»، متابعة كثيفة لشاشاتها ومواقعها الإلكترونية. أمـا الحدث الأبــرز فكان متابعة اللبنانيين للمتحدث الإعلامي للجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعـي. فالحرب فرضته على اللبنانيين لتوليه مهمة الكشف عن أسماء قـادة الحزب الذين يتمّ اغتيالهم. كما كان يطل في أوقات متكررة، عبر حــســابــه عــلــى «إكـــــــس»، يــطــالــب ســـكـــان مـنـاطـق مــحــددة بـمـغـادرة مـنـازلـهـم. فـيـحـدد لـهـم الـوقـت والساعة والمساحة التي يجب أن يلتزموا بها، كي ينجوا من قصف يستهدف أماكن سكنهم. عودة صحيفة إلى الصدور فــــي خـــضـــم مــشــهــد الــــحــــرب الـــطـــاغـــي عـلـى الساحة اللبنانية، برز خبر إيجابي في الإعلام المــــقــــروء. فــقــد أعــلــنــت صـحـيـفـة «نــــــداء الـــوطـــن»، نــوفــمــبــر (تـــشـــريـــن الـــثـــانـــي)، اسـتـئـنـاف 11 فـــي صدورها، ولكن بإدارة جديدة. فقد سبق أن أعلن القيمون عليها في فترة سابقة عن توقفها. وكان ذلك في شهر مايو (أيار) من العام نفسه. توقيفحاكم مصرف لبنان يتصدّر نشرات الأخبار ســبــق انــشــغــال الإعــــــ م الــلــبــنــانــي بمشهد الحرب خبر توقيف حاكم مصرف لبنان رياض ســ مــة. كـــان الـخـبـر الأبــــرز فــي نــشــرات الأخــبــار سبتمبر من 3 المتلفزة. لم يتوقع اللبنانيون في أن يستيقظوا على خبر شكّل مفاجأة 2024 عام لـهـم. فـفـي هـــذا الــيــوم تــم تـوقـيـف ريـــاض سلامة عـلـى ذمـــة التحقيق، وذلـــك بتهم تتعلّق بغسل أمــوال واحتيال واخـتـ س. جـاءت هـذه الخطوة في إطار تحقيق يتعلّق بشركة الوساطة المالية الـلـبـنـانـيـة «أبـتـيـمـوم إنـفـيـسـت»، وقــبــل أسـابـيـع قـــلـــيـــلـــة مـــــن تـــصـــنـــيـــف لـــبـــنـــان ضـــمـــن «الـــقـــائـــمـــة الـــــرمـــــاديـــــة» لمـــجـــمـــوعـــة الـــعـــمـــل المــــالــــي «فــــاتــــف» )؛ مــمــا يـــهـــدّد الـــنـــظـــام المـــالـــي الـلـبـنـانـي FATF( المتأزم. 2024 أخبار تصدّرت المشهد الإعلامي لعام 2024 تـــــصـــــدّرت المـــشـــهـــد الإعـــــ مـــــي لــــعــــام سـلـسـلـة مـــن الأحــــــداث. شـمـلـت أخـــبـــار اغـتـيـالات قــــادة «حــــزب الـــلـــه»، وفـــي مـقـدمـهـم أمـيـنـه الـعـام سبتمبر. كما انشغلت 27 حسن نصر الـلـه فـي نـــشـــرات الأخـــبـــار المــتــلــفــزة بــالــحــديــث عـــن وضــع لبنان على «القائمة الرمادية»، وهو تصنيف من شأنه أن يفاقم معاناة البلاد اقتصادياً في ظل . أما أحدث 2019 الأزمة المالية المستمرة منذ عام الأخبار التي تناقلتها محطات التلفزة فهو قرار الإفـــــراج عــن المـعـتـقـل الـسـيـاسـي جـــورج إبـراهـيـم عاماً في السجون 40 عبد الله بعد قضائه نحو الفرنسية. وقف إطلاق النار يبدّل المشهد المرئي نوفمبر أُعلن وقف إطلاق النار، بعد 27 في تـوقـيـع اتــفــاق مــع إســرائــيــل. فتنفّست محطات الـــتـــلـــفـــزة الــــصــــعــــداء. وانـــطـــلـــقـــت فــــي اســـتـــعـــادة مـــشـــهـــديـــتـــهـــا الإعــــ مــــيــــة المــــعــــتــــادة اســــتــــعــــداداً لاستقبال الأعياد وبرمجة موسم الشتاء. انفجار أجهزة «البيجر» أدّى إلى تصاعد الحرب (أ.ف.ب) بيروت: فيفيان حداد اغتيالحسن نصراللهتصدّر مشهد الحرب توقيفحاكم مصرف لبنانشكّل مفاجأة للبنانيين

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky