عالم الرياضة SPORTS 20 Issue 16826 - العدد Sunday - 2024/12/22 األحد كرة القدم ربما ال تحكمها قوانين الفيزياء والمنطق بشكل مثير للدهشة أصبحت كل مباراة تبدو مفتوحة على جميع االحتماالت مان سيتي وغوارديوال ضحيَّتا نسخة «مجنونة» من الدوري اإلنجليزي في بعض األحيان يكون التفسير الــوحــيــد املــعــقــول هـــو أن كــــرة الـــقـــدم ال تحكمها قــوانــن الـفـيـزيـاء والـبـيـانـات والتوقعات واملنطق؛ لكنها في الواقع لعبة متغيرة قــد تنقلب عليك فــي أي وقت من دون أن تكون قادرًا على القيام بالكثير لتغيير األمور لصالحك. لقد كانت مباراة ديربي مانشستر األخيرة بي فريقي مترددين، يفتقران إلى الثقة واإلقناع، وال يعطيان سوى قـــلـــيـــل جــــــدًا مـــــن الـــــدالئـــــل عـــلـــى أنــهــمــا الــــنــــاديــــان األكــــثــــر نـــجـــاحـــا عـــلـــى مــــدار تــــاريــــخ الــــــــدوري اإلنـــجـــلـــيـــزي املـــمـــتـــاز. لكن مانشستر سيتي كـان هو الفريق صاحب التسديدات الثالثة على املرمى فـــي الـــشـــوط األول، وبـــهـــذا املـعـنـى كـان يستحق التقدم عن طريق الهدف الذي ســـجـــلـــه يـــوســـكـــو غــــفــــارديــــول بــضــربــة رأس، بـعـد عـرضـيـة مـتـقـنـة مـــن كيفي دي بروين، وهـو ثامن هـدف يستقبله مانشستر يونايتد من ركلة ركنية هذا املـوسـم، والـرابـع بنفس الطريقة تحت قـــيـــادة املـــديـــر الـفـنـي الـبـرتـغـالـي روبـــن أموريم. لـــكـــن فــــي الــــشــــوط الـــثـــانـــي، حــــاول مــانــشــســتــر يـــونـــايـــتـــد أن يــــــدرك هـــدف التعادل ويتحكم في زمام املباراة، على عـكـس مانشستر سـيـتـي الــــذي تـراجـع أداؤه كثيرًا. واصــــــــــــل مــــانــــشــــســــتــــر يــــونــــايــــتــــد الهجوم، على الرغم من أن أمـاد ديالو كـــان الــ عــب الـوحـيـد الـــذي بـــدا خطيرًا على املرمى. وحتى في ذلك الوقت، كان كـل شـيء يشير إلـى أن فـوز مانشستر سـيـتـي بـــهـــدف دون رد ســيــكــون فـــوزًا متواضعا، سيقلص فارق النقاط بينه نـقـاط، 6 وبـــن املـتـصـدر لـيـفـربـول إلـــى وربــمــا يـعـيـد الــــروح املـعـنـويـة العالية لـ «السيتيزنز». لكن بعد ذلك، مرر ماتيوس نونيز الـكـرة بشكل قصير لتصل إلـى ديالو، قبل أن يضاعف نونيز الخطأ ويتدخل على ديـالـو بشكل متهور فـي محاولة الستعادة الكرة، ليحتسب حكم اللقاء ركلة جـزاء ملانشستر يونايتد. ونجح بـــرونـــو فـــرنـــانـــديـــز، بــعــد أســـــوأ مـــبـــاراة لـــه بـقـمـيـص مـانـشـسـتـر يــونــايــتــد، في تـــســـجـــيـــل ركــــلــــة الـــــــجـــــــزاء. كــــان نـــونـــيـــز قــــد لـــعـــب فــــي الـــبـــدايـــة فــي مـركـز الظهير األيــســر في مــحــاولــة مـــن جوسيب غــــــوارديــــــوال إلعـــــادة تـــــرتـــــيـــــب األمـــــــــــور، والـــــوصـــــول إلـــى تـــــــشـــــــكـــــــيـــــــلـــــــة جـــــــــــــــــديـــــــــــــــــدة قـــــــــادرة عـلـى إعـــــــــــــــــــــــــــــــــــادة الـــــــــــــهـــــــــــــدوء لــــــلــــــفــــــريــــــق. وكــــــــان هـــذا االخـــــتـــــيـــــار بــــــمــــــثــــــابــــــة تــــــــــــــذكــــــــــــــيــــــــــــــر ببعض القرارات الــــــغــــــريــــــبــــــة الـــــتـــــي اتخذها غوارديوال قــــــبــــــل املـــــــبـــــــاريـــــــات األوروبــيــة الكبرى؛ لـــــــــكـــــــــن إذا كـــــــــان غوارديوال يبالغ في الـتـفـكـيـر أمــــام فـريـق متواضع مثل الفريق الـــــحـــــالـــــي ملـــانـــشـــســـتـــر يــونــايــتــد، فــيــبــدو أنــه سيكون محكوما عليه بالفشل! وبـــمـــجـــرد أن سـجـل مــــانــــشــــســــتــــر يــــونــــايــــتــــد الـــــــهـــــــدف األول، بـــــدا تـــســـجـــيـــلـــه لــلــهــدف الثاني أمرًا حتميا؛ حيث انطلق ديالو بي مدافعَي مانشستر ســـيـــتـــي الــــلــــذيــــن كـــانـــا مــــــــــتــــــــــبــــــــــاعــــــــــديــــــــــن بــــعــــضــــهــــمــــا عـــن بــعــض بشكل غــــــــــــــريــــــــــــــب، وملـــــــــــــــــــــــس الـــــــــــــكـــــــــــــرة لــيــبــعــدهــا عـــــــن إيــــــــــدرســــــــــون، قـــــبـــــل أن يـــســـددهـــا فــــي الـــشـــبـــاك بـن قدمي غفارديول. لم يكن أي من هذا قابال للتفسير؛ لكن يبدو أن القدر قرر أن يعاني غوارديوال بـعـد ســـنـــوات عـــديـــدة مـــن الــنــجــاح غير املسبوق، وأن يجرب الشعور بالعجز الـــذي كـــان يـعـانـي مـنـه معظم املـديـريـن الفنيي اآلخرين. في التاسع والعشرين من أكتوبر (تـــشـــريـــن األول)، أقـــيـــل إريـــــك تـــن هــاغ مــــن مــنــصــبــه مــــديــــرًا فـــنـــيـــا ملـانـشـسـتــر يونايتد. وفــي الـيـوم الـتـالـي مباشرة، خسر مانشستر سيتي أمــام توتنهام فـــي كــــأس رابـــطـــة األنــــديــــة اإلنـجـلـيـزيـة املحترفة. ومـنـذ رحـيـل تـن هـــاغ، خسر مباريات من أصل 8 مانشستر سيتي مـبـاراة، ولـم يفز إال على نوتنغهام 11 فـورسـت، وكــأن هناك لعنة قـد أصابت مــانــشــســتــر ســيــتــي فـــــور رحـــيـــل املـــديـــر الـــفـــنـــي لــلــغــريــم الــتــقــلــيــدي مـانـشـسـتـر يـونـايـتـد! فـهـل لـنـا أن نتخيل إلـــى أيـن كــان مانشستر سيتي سيصل لـو كان جيم راتكليف حاسما بما يكفي ليقيل تن هاغ في الصيف! وهــــــكــــــذا، وبــــعــــد تـــعـــثـــر لـــيـــفـــربـــول وآرســــنــــال فـــي عـطـلـة نــهــايــة األســـبـــوع، يـــبـــدو تـشـيـلـسـي -رغـــــم الــفــوضــى الـتـي كان يعاني منها ورغم فريقه املتضخم بشكل سخيف- هو الفريق القادر على تــحــقــيــق االنــــتــــصــــارات املـــتـــتـــالـــيـــة، فـي مفاجأة لم يتوقعها أحـد. إنه أحد تلك املـــواســـم الــتــي تــذكــرنــا بــمــدى صعوبة الـــهـــيـــمـــنـــة عـــلـــى الــــــــــدوري اإلنـــجـــلـــيـــزي املمتاز -حتى في ظل املزايا املالية التي تتمتع بـهـا أنــديــة الـنـخـبـة– عـلـى غــرار مــا فـعـلـه مـانـشـسـتـر سـيـتـي، وإلــــى حد أقل آرسنال وليفربول، خالل السنوات األخـيـرة. وأصبحت األنـديـة املتوسطة فــي الـــــدوري اإلنـجـلـيـزي املـمـتـاز -ليس فــقــط أســـتـــون فــيــ وتـــوتـــنـــهـــام- ولـكـن أندية أخــرى مثل برايتون وبورنموث ونـــوتـــنـــغـــهـــام فـــــورســـــت وبــــرنــــتــــفــــورد، تـمـتـلـك جــــودة عـالـيـة لـلـغـايـة. وفــجــأة، وبــشــكــل مـثـيـر لــلــدهــشــة، أصــبــحــت كل املباريات مفتوحة على كل االحتماالت، ولم يعد أي فريق يضمن الفوز مسبقا. لكن التركيز يظل على مانشستر سـيـتـي، نـظـرًا ألنــه انـهــار بشكل سريع وغــيــر مـتـوقـع تــمــامــا. ولـــم يـعـد العـبـو الفريق يمتلكون القوة البدنية الالزمة وال الـحـمـاس، وال الــدوافـــع الـتـي كانت لـديـهـم. سـيـعـود مانشستر سيتي في مـرحـلـة مـــا لتحقيق االنـــتـــصـــارات مـرة أخــــرى؛ لـكـن الــضــرر قــد حـــدث بالفعل، وتالشت معه الهالة التي كانت تحيط بالفريق إلى األبد. وبـاألمـس، لعب مانشستر سيتي خــــــارج مــلــعــبــه أمــــــام أســــتــــون فـــيـــ ، ثـم يـسـتـضـيـف إيـــفـــرتـــون عــلــى أرضــــــه، ثم يـــخـــرج ملـــواجـــهـــة لـيـسـتـر ســيــتــي، قبل أن يستضيف وســت هــام. لكن أستون فيال الذي كان بعيدًا تماما عن مستواه مــؤخــرًا، تـفـوق عـلـى مانشستر سيتي املـــوســـم املــــاضــــي، وهــــي املــــبــــاراة الـتـي قـد يُنظر إليها على أنها كانت إشـارة مـبـكـرة إلـــى أن أيــــام هيمنة مانشستر سيتي على كرة القدم اإلنجليزية باتت معدودة. لكن هل يمكن أن يرحل غوارديوال؟ إنــهــا فــكــرة سـخـيـفـة بـالـنـظـر إلــــى عــدد البطوالت التي فـاز بها، وبالنظر إلى أن مـشـروع مانشستر سيتي بالكامل يعتمد عليه بشكل كبير؛ لكن في الغالب ال يتمكن املديرون الفنيون من التعافي مـن مثل هـذه االنتكاسات؛ ربما يكون االســتــثــنــاء الــوحــيــد الــقــابــل لـلـمـقـارنـة 3 هــنــا هـــو يـــورغـــن كـــلـــوب الـــــذي حــقــق مباراة بالدوري 14 انتصارات فقط في ، املــوســم الــذي 2021 -2020 فــي مـوسـم تفشى فيه فيروس «كورونا». لـــقـــد بــــــدا غـــــــوارديـــــــوال فـــــي حـيـرة مــن أمــــره؛ لكنه أكـــد عـلـى أن «كـــل شـيء سـيـمـر» وســيــعــود الــفــريــق إلـــى املـسـار الصحيح مرة أخرى. فهل نرى ذلك قريبا؟ * خدمة الغارديان *لندن: جوناثان ويلسون ال هيمنة مطلقة على الدوري اإلنجليزي (رويترز) صالح متحسرا على إحدى الفرص التهديفية (رويترز) ليفربول يسير بثبات رغم تقلبات النتائج الكبيرة (أ.ف.ب) لعبة الكراسي منحت نسخة هذا الموسمزخما كبيرا (رويترز) غوارديوال ضحية نسخة مجنونة من البطولة العريقة (أ.ف.ب)
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==