issue16824

8 حرب متعددة الخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16824 - العدد Friday - 2024/12/20 اجلمعة تقرير منظمة «أطباء بال حدود» يكشف عن حملة الدمار الشامل التي تشنها إسرائيل مصيدة الموت في غزة تخلّف معاناة ألجيال تُــــــــــدمِّــــــــــر الــــــهــــــجــــــمــــــات الــــعــــســــكــــريــــة اإلســــرائــــيــــلــــيــــة املـــــتـــــكـــــررة عــــلــــى املـــدنـــيـــن 14 الـفـلـسـطـيـنـيـن، عــلــى مــــدى األشـــهـــر الـــــ املاضية، نظام الرعاية الصحية، والبنية التحتية األسـاسـيـة، إضـافـة إلـى الحصار الخانق، والحرمان املنهجي من املساعدات اإلنساني، بما يستنزف ظروف الحياة في غـــزة، وفـقـا لـتـقـريـر جـديـد ملنظمة «أطـبـاء بال حـدود» حمل عنوان «غـزة: العيش في مصيدة للموت». وقال كريستوفر لوكيير، األمي العام لـ«أطباء بال حدود» الذي زار غزة في وقت سـابـق مـن هــذا الــعــام: «يـكـافـح الـنـاس في غــزة مـن أجــل الـبـقـاء على قيد الـحـيـاة في ظـروف مـروعـة، ولكن ال يوجد مكان آمن، وال أحـــد فــي مــأمــن، وال يـوجـد مَــخــرَج من هذا القطاع املمزق». أضــاف لوكيير: «العملية العسكرية األخــــيــــرة فـــي الـــشـــمـــال مـــثـــال صـــــارخ على الـــحـــرب الــوحــشــيــة الـــتـــي تــشــنُّــهــا الـــقـــوات اإلســــرائــــيــــلــــيــــة عــــلــــى غـــــــــزة، ونـــــحـــــن نــــرى عــ مــات واضــحــة عـلـى التطهير الـعـرقـي؛ حـيـث يــتــعــرَّض الـفـلـسـطـيـنـيـون للتهجير القسري والـحـصـار والـقـصـف. مـا شهدته فـــرقـــنـــا الـــطـــبـــيـــة عـــلـــى األرض طــــــوال هـــذا الــــصــــراع يـــتـــوافـــق مـــع الــتــوصــيــفــات الـتـي قدَّمها عدد متزايد من الخبراء القانونيي واملـــنـــظـــمـــات الـــتـــي خــلــصــت إلــــى أن إبــــادة جماعية تحدث في غــزة. وبينما ال نملك املرجعية القانونية إلثـبـات التعمد، فإن عالمات التطهير العرقي والدمار املستمر - بما في ذلك القتل الجماعي، واإلصابات الجسدية والنفسية الشديدة، والتهجير الـقـسـري، والــظــروف املعيشية املستحيلة للفلسطينيي تحت الحصار والقصف - ال يمكن إنكارها». وقدَّرت األمم املتحدة، في وقت سابق آالف جثة 10 مــن هـــذا الــعــام، أن أكـثـر مــن ال تـــزال مـدفـونـة تحت األنــقــاض. ومنعت القوات اإلسرائيلية في مرات كثيرة املواد األسـاسـيـة مثل الــغــذاء واملـــاء واإلمــــدادات الطبية مـن دخــول الـقـطـاع، وكـذلـك منعت املـسـاعـدات اإلنسانية وأخَّــرتـهـا، كما هو 1.9 مـــوثَّـــق فـــي الــتــقــريــر. وقــــد نــــزح نــحــو في املائة من مجموع 90( مليون شخص سكان الـقـطـاع) قـسـرًا، وأُجـبـر كثير منهم على النزوح مرات عدة. يــعــمــل أقــــل مـــن نــصــف مـسـتـشـفـيـات مستشفى، بشكل 36 غـزة، البالغ عددها جـــزئـــي، كـمـا أن نــظــام الــرعــايــة الصحية فـي حالة دمـــار. وخــ ل فترة السنة التي إلـى 2023 يغطيها الـتـقـريـر (مـــن أكـتـوبـر ) تـــعـــرَّض مــوظــفــو «أطــبــاء 2024 أكــتــوبــر هجوما وحـادث 41 بال حــدود» وحدهم لــ عــــنــــف، بـــمـــا فـــــي ذلــــــك الــــــغــــــارات الـــجـــويـــة والقصف والتوغالت العنيفة في املرافق الـــصـــحـــيـــة، وإطـــــــ ق الــــنــــار املـــبـــاشـــر عـلـى مراكز إيواء املنظمة وقوافلها، واالحتجاز الـتـعـسـفـي ألفــــــراد مـــن طــواقــمــهــا مـــن قبل الــــقــــوات اإلســـرائـــيـــلـــيـــة. واضــــطــــر الــطــاقــم الــطــبــي واملــــرضــــى، عــلــى حـــد ســــــواء، إلــى إخـــ ء املــرافــق الصحية بشكل عـاجـل في حـــادثـــة مــنــفــصــلــة، وغـــالـــبـــا مـــا كــانــوا 17 يركضون فعليا للنجاة بحياتهم. الـوضـع فـي شمال غـزة خطير بشكل خـــــاص فــــي أعــــقــــاب الــعــمــلــيــة الــعــســكــريــة اإلسرائيلية األخـيـرة، التي تتبع سياسة «األرض املـــــحـــــروقـــــة»، وأدت إلـــــى إخــــ ء مـنـاطـق واســـعـــة مـــن الــســكــان، وقــتــل نحو 2024 أكـــتـــوبـــر 6 شــــخــــص. ومــــنــــذ 2000 حــــاصــــرت الـــــقـــــوات اإلســـرائـــيـــلـــيـــة الـــجـــزء الــشــمــالــي مـــن الـــقـــطـــاع، خــصــوصــا مخيم جباليا، مــرة أخـــرى. وخـفَّــضـت السلطات اإلسرائيلية بشكل كبير كمية املساعدات األساسية املُصرَّح لها بدخول الشمال. وقـــال لوكيير: «ألكـثـر مـن عـــام، شهد طـاقـمـنـا الـطـبـي فـــي غـــزة حـمـلـة ال هـــوادة فيها من قبل القوات اإلسرائيلية، تميزت بالدمار الشامل والتخريب والتجريد من اإلنسانية. وتعرّض الفلسطينيون للقتل في منازلهم وفي أسـرَّة املستشفيات. وتم تهجيرهم قسرًا مرارًا وتكرارًا إلى مناطق غـيـر آمــنــة أو غـيـر صـحـيـة. وال يستطيع الناس إيجاد حتى أبسط الضروريات مثل الطعام واملياه النظيفة واألدويــة». ودعت «أطـبـاء بـ حـــدود» الـــدول، ال سيما أقـرب حـلـفـاء إســرائــيــل، إلـــى إنــهــاء دعـمـهـا غير املـــشـــروط إلســـرائـــيـــل، والـــوفـــاء بـالـتـزامـهـا بـمـنـع اإلبــــــادة الـجـمـاعـيـة فـــي غــــزة. وقـبـل يناير (كـانـون الثاني)، 26 نحو عــام، فـي أمـــــرت مـحـكـمـة الـــعـــدل الـــدولـــيـــة إســرائــيــل بـتـنـفـيـذ «تــدابـــيـــر فـــوريـــة وفــعــالــة لتمكي تـــوفـــيـــر الــــخــــدمــــات األســــاســــيــــة املــطــلــوبــة بـــشـــكـــل عــــاجــــل واملـــــســـــاعـــــدات اإلنـــســـانـــيـــة ملعالجة الـظـروف املعيشية املـتـرديـة التي يواجهها الفلسطينيون فـي قطاع غـزة». ولــم تتخذ إسـرائـيـل أي إجـــراء ذي مغزى لـ مـتـثـال ألمـــر املـحـكـمـة. وبـــــدال مـــن ذلـــك، تواصل السلطات اإلسرائيلية منع منظمة «أطباء بال حــدود» وغيرها من املنظمات اإلنـــســـانـــيـــة مـــن تــقــديــم املـــســـاعـــدة املــنــقــذة لــلــحــيــاة لـــأشـــخـــاص املـــحـــاصَـــريـــن تـحـت الحصار والقصف. ورأت «أطباء بال حدود» أن على الدول تـسـخـيـر نــفــوذهــا لـلـتـخـفـيـف مـــن مـعـانـاة السكان، وتمكي توسيع نطاق املساعدات اإلنسانية في أنحاء قطاع غزة. وبوصفها السلطة القائمة باالحتالل، فإن السلطات اإلسرائيلية مسؤولة عن ضمان التسليم السريع واآلمــن ودون عوائق للمساعدات اإلنـسـانـيـة عـلـى املـسـتـوى الـكـافـي لتلبية احـتـيـاجـات الــنــاس. وبــــدال مــن ذلـــك، جعل الـحـصـار اإلسـرائـيـلـي والعرقلة املستمرة للمساعدات من املستحيل على الناس في غــزة الــوصــول إلــى السلع األسـاسـيـة، بما فـي ذلــك الــوقــود والــغــذاء واملـــاء واألدويــــة. وفــي الـوقـت نفسه، قـــررت إسـرائـيـل فرض حـــظـــر فــــعــــال عـــلـــى وكــــالــــة األمـــــــم املــتــحــدة إلغـاثــة وتشغيل الـ جـئـن الفلسطينيي (األونـــــروا)، وهــي أكـبـر مـــزود للمساعدات والرعاية الصحية وغير ذلك من الخدمات الحيوية للفلسطينيي. وكـــــررت املـنـظـمـة دعــوتــهــا إلــــى وقــف فوري ومستدام إلطالق النار، وأن يتوقف الـــتـــدمـــيـــر الـــكـــامـــل لــلــحــيــاة الـفـلـسـطـيـنـيـة فـــي غـــــزة. كــمــا تــدعــو مـنـظـمـة «أطـــبـــاء بال حـدود» إلى «الوصول الفوري واآلمـن إلى شـمـال غـــزة؛ للسماح بإيصال املساعدات اإلنــــســــانــــيــــة واإلمــــــــــــــــــدادات الــــطــــبــــيــــة إلــــى املستشفيات». ويشير تقرير «أطباء بال حدود» إلى أنـــه «حـتـى لــو انـتـهـت العملية العسكرية اإلسـرائـيـلـيـة على غــزة الــيــوم، فــإن آثـارهـا طـــويـــلـــة األجـــــــل ســـتـــكـــون غـــيـــر مــســبــوقــة، بــالــنــظــر إلـــــى حـــجـــم الــــدمــــار والـــتـــحـــديـــات االستثنائية، املتمثلة فـي توفير الرعاية الـــصـــحـــيـــة فـــــي جـــمـــيـــع أنـــــحـــــاء الــــقــــطــــاع. يــتــعــرَّض عــــدد هـــائـــل مـــن جـــرحـــى الــحــرب لخطر الــعــدوى والـبـتـر واإلعــاقــة الـدائـمـة، وســيــحــتــاج كـثـيـر مـنـهـم إلــــى ســـنـــوات من الرعاية التأهيلية. إن الخسائر الجسدية املـتـراكـمـة والــصــدمــات الـنـفـسـيـة الناجمة عـن العنف الشديد، وفـقـدان أفـــراد األسـرة واملـــــــنـــــــازل، والــــــنــــــزوح الــــقــــســــري املـــتـــكـــرر، والــظــروف املعيشية الالإنسانية سيبقى أثرها على مدى أجيال». باريس: «الشرق األوسط» الوضع في شمال القطاع خطير بشكل خاص حيث يتبع الجيش اإلسرائيلي سياسة «األرض المحروقة» طفلة فلسطينية أُصيبت بقصف إسرائيلي في بيت الهيا الثالثاء الماضي (رويترز) جنود إسرائيليون يعترفون: قتلنا أطفاال فلسطينيين ليسوا إرهابيين اعـــتـــرف عــــدد مـــن الـــجـــنـــود والــضــبــاط اإلسرائيليي، الذين قاموا بمهمات قتالية فـــي قـــطـــاع غـــــزة، بــأنــهــم أقــــدمــــوا عــلــى قتل فلسطينيي أبرياء مع أنهم كانوا يعرفون أنهم مدنيون وليسوا أعضاء في «حماس» وليسوا إرهابيي، بل تم قتل أطفال أيضا، بدعوى أنهم إرهابيون وهم يعلمون جديا أنهم أبرياء. فــفــي تـحـقـيـق صــحــافــي أجـــــراه ينيف كوفوفيتش، ونشرته صحيفة «هآرتس»، أمــس، جـاء فيه أن قــوات االحـتـ ل املرابطة على محور «نتساريم»، رسموا خطا واهيا، وقـــــرروا حـكـم املــــوت عـلـى كــل مــن يـجـتـازه، بـــغـــض الـــنـــظـــر إن كـــــان ذلـــــك شــخــصــا مـمـن يضلون طريقهم ويكونون غير مسلحي، أو كانوا يركبون على دراجات هوائية. وقـــــد اعــــتــــرف الـــجـــنـــود فــــي الـتـحـقـيـق بــأنــهــم أطــلــقــوا الـــرصـــاص بــغــرض الـقـتـل، وتحدثوا لصحيفة كيف يتم لديهم اعتبار أي فلسطيني قتيل مخربا، حتى لـو كان »: «هناك 252« طفالً. وقال قائد في الفرقة شـــيء يـسـمـى لـــدى الـــقـــوات بــ(مـنـطـقـة خط الجثث). بعد إطـ ق النار، ال يجري جمع الجثث على الفور، والكالب تأتي لنهشها. فـي غــزة يـعـرفـون أنــه أينما تـوجـد الكالب فــإن هــذا هـو املـكـان الـــذي يجب أن يهربوا منه». ويــــضــــيــــف الـــتـــحـــقـــيـــق: «عــــــــرض مــمــر كم، وهو يبدأ قرب كيبوتس 7 نتساريم هو بئيري، وينتهي بخط الشاطئ الذي احتله الجيش اإلسرائيلي. لقد تم إجالء السكان مـن كـل املنطقة، وتــم هــدم البيوت مـن أجل رســــم الــــشــــوارع، وإقـــامـــة مـــواقـــع عـسـكـريـة. رسميا، دخــول الفلسطينيي غير ممنوع كليا، لكن الحديث ال يدور عن دعوة السكان إلى العودة. «هذه مغسلة كلمات للجيش»، »، الــذي 252« قـــال ضـابـط كبير فــي الـفـرقـة جــوالت احتياط في 3 كـان فـي السابق فـي غزة. «عمليا، قائد الفرقة رأى هذه املنطقة منطقة قــتــل... مـن يـدخـل يتم إطـــ ق النار عليه». ويقول ضابط آخر في الفرقة نفسها، أنهى مؤخرًا خدمة االحتياط: «من ناحية الفرقة، فإن مجال القتل هو منطقة تصويب للقناص»، لكن الحديث ال يـــدور فقط عن مكان يُقتلون فيه، بل أيضا هوية القتلى. «نحن هناك نقتل مدنيي، ويتم اعتبارهم مـخـربـن»، قـــال. وهـــذا الـضـابـط غـيـر نــادم أكـتـوبـر (تـشـريـن األول) ارتـــدى 7 ألنـــه فــي الزي العسكري، (وذهب إلى حرب عادلة)، ولـــكـــن مــهــم لـــه أن الــــصــــورة الـــتـــي تـلـقـاهـا املواطنون يجب أن تكون كاملة. «لقد حان الوقت ألن يعرف الجيش اإلسرائيلي كيف تبدو الحرب. أي أفعال خطيرة تجري على يد بعض القادة والجنود في الداخل. وأي مشاهد غير إنسانية نراها هناك». ويـــــــــــروي جـــــنـــــدي آخـــــــــر: «األمـــــــــــر كــــان الـحـفـاظ عـلـى املنطقة نظيفة: كــل مــن يمر فـــي الـــجـــســـر، ويـــدخـــل مـنـطـقـة املـــمـــر يجب أن يــتــلــقــى رصــــاصــــة فــــي رأســـــــه. هـــــذه هـي األوامـــــر. ذات مـــرة، األصـــدقـــاء الــذيــن كـانـوا فــي الـحـراسـة الحــظــوا شخصا يـقـتـرب من جهة الجنوب. نحن قفزنا كأن هذا اقتحام لــعــشــرات املــخــربــن. صـعـدنـا إلـــى املـــواقـــع، وببساطة مزقناهم. أنا أتحدث عن عشرات الــرصــاصــات وربــمــا أكــثــر. خـــ ل دقـيـقـة أو دقــيــقــتــن أطــلــقــنــا الـــنـــار عــلــى الـــجـــثـــة. كــان بـجـانـبـي أشـــخـــاص مـــجـــرد أطــلــقــوا الـــنـــار، وضحكوا». وقـال: «الحدث لم ينته هنا. توجهنا نـــحـــو الـــجـــثـــة املــــضــــرجــــة بـــــالـــــدمـــــاء، قـمـنـا بـتـصـويـرهـا وأخـــذنـــا الــهــاتــف. كـــان شـابـا سـنـة ربـــمـــا». وحــســب أقـــوالـــه، فقد 16 ابـــن جاء إلى املكان ضابط استخبارات وجمع املـــعـــلـــومـــات. وبـــعـــد بـــضـــع ســــاعــــات عـــرف الــجــنــود أن هــــذا الــفــتــى لــيــس مـــن نـشـطـاء «حـمـاس»، بل مجرد طفل. في املساء جاء قــائــد الـكـتـيـبـة وقـــــال: «كـــل االحـــتـــرام ألنـنـا 10 قتلنا مخربا، وقــد صلى مـن أجــل قتل مخربي فـي الـغـد». وعندما أشــار أحـد ما بـــأنــه لـــم يــكــن مـسـلـحـا، ويـــبـــدو أنــــه مـجـرد مدني، الجميع صرخوا فيه وقائد الكتيبة قال: «بالنسبة لي، كل من يجتاز الخط هو مخرب. ال يوجد تهاون. ال يوجد مدنيون. الــجــمــيــع مــــخــــربــــون». هـــــذا حـــقـــا أصــابــنــي بالصدمة. «هل من أجل ذلك تركت البيت، وذهـــبـــت لــلــنــوم فـــي بــيــت فــيــه فـــئـــران؟ هل مــن أجـــل إطـــ ق الــنــار عـلـى أشــخــاص غير مسلحي؟»، تساءل الجندي. ويــــورد مـقـاتـل آخـــر خـــدم فــي املنطقة هــــذه الــقــصــة: «أعـــلـــنـــوا فـــي مـكـبـر الــصــوت بـــأنـــه يـــوجـــد مـــخـــربـــون. أنـــــا صـــعـــدت إلـــى الــتــلــة، وقــمــت بـالـحـمـايـة. دبـــابـــة توجهت غير مسلحي، ويسيرون 4 نحوهم. كانوا مشيا على األقــــدام. ال يـظـهـرون بوصفهم مــخــربــن. الــدبــابــة تـقـدمـت نـحـوهـم وبـعـد ذلـــك بـــدأ إطـــ ق الــنــار. لـقـد أطـلـقـوا عليهم الـــــــرصـــــــاص مــــــن مـــــدفـــــع «املــــــــــــــــاغ»، مـــئـــات قُــتـلـوا على الـفـور (مشهد 3 . الــرصــاصــات الـجـثـث ال يـخـرج مــن ذهـــنـــي)، الـــرابـــع بقي على قيد الحياة بطريقة ما ورفع يديه. لم يسمحوا له بالذهاب. أخـذنـاه إلـى قفص، ووضـــعـــنـــاه قــــرب املـــوقـــع، خــلــعــوا مـ بـسـه وأبـــقـــوه هـــنـــاك»، وصـــف الــجــنــدي. «جميع الجنود مروا قربه وبصقوا عليه. هذا كان مقرفا. فـي النهاية جــاء أحــد املحققي مع ، وسـألـه أسئلة عــدة في 504 املعتقلي مـن الوقت الذي كان يصوب فيه املسدس نحو رأســـه. حقق معه بضع دقـائـق، وبعد ذلك أمر الضباط بإطالق سراحه. لقد تبي أن هــذا الفلسطيني بـاإلجـمـال أراد الـوصـول إلى أعمامه في شمال القطاع. تل أبيب: «الشرق األوسط» «هدنة غزة»: الوسطاء لـ«تقليص الفجوات» وسط «تفاؤل» أميركي جهود مكثفة للوسطاء تسابق الزمن إلبــــــــرام هـــدنـــة بــــن إســــرائــــيــــل و«حــــمــــاس» فــي قـطـاع غـــزة، وســـط تـسـريـبـات إعالمية لــلــمــفــاوضــات الـــتـــي تـــفـــرض عـلـيـهـا سـريـة كــبــيــرة، تـشـيـر لــوجــود «فـــجـــوات» وأخـــرى تتحدث عن «تقدم» بمسار املحادثات الذي يشهد زخـمـا، منذ فـوز إعــ ن فـوز دونالد تــرمــب بــرئــاســة الـــواليـــات املــتــحــدة الشهر املاضي بعد أسابيع من الجمود. تـــــحـــــركـــــات الـــــوســـــطـــــاء تـــــأتـــــي وســــط «تـفـاؤل» أميركي رسمي بإمكانية حدوث اتفاق، وتأكيد القاهرة أن استمرار الحرب اإلسرائيلية يعد تحديا لقرارات الشرعية الــدولــيــة. وإزاء تـلـك املــشــاهــد يـــرى خـبـراء تــحــدثــوا لــــ«الـــشـــرق األوســــــط» أن الصفقة باتت وشيكة حال نجحت جهود «تقليص الــفــجــوات» وقـــدم طـرفـا الــحــرب، «تــنــازالت حقيقية» في ظل ضغط الوقت الذي حدده يناير (كانون 20 ترمب بتنفيذ الهدنة قبل الثاني) موعد وصوله للسلطة. وبــحــســب مـــصـــدر فـلـسـطـيـنـي تـحـدث لــــــ«الـــــشـــــرق األوســـــــــــــط»، فـــــــإن املــــحــــادثــــات تـنـصـب حـالـيـا عـلـى «ســـد الــفــجــوات الـتـي تقوم إسرائيل بفتحها»، خاصة املتعلقة بــعــدد الـــرهـــائـــن وإبـــعـــاد عــــدد مـــن األســــرى الفلسطينيي أصــحــاب األحـــكـــام الكبيرة خارج فلسطي وطلب الحصول على قائمة بأسماء الرهائن األحياء، وهناك تحفظات مــــن «حـــــمـــــاس» مـــــوجـــــودة عـــلـــى الـــطـــاولـــة، متوقعا إمكانية التوصل لتفاهمات تقرب وجـهـات النظر على أن يكون هناك اتفاق األسبوع املقبل حال حدث ذلك. فـــيـــمـــا نـــقـــلـــت «رويـــــــتـــــــرز»، أمـــــــس، عـن مصادر مطلعة قولهم إن وسطاء أميركيي وعربا يكثفون جهودهم على مدار الساعة لـلـتـوصـل إلــــى اتـــفـــاق لـــوقـــف إطـــــ ق الــنــار بـــن إســرائــيــل و«حــــمــــاس»، الفــتــن إلـــى أن «الــــوســــطــــاء تــمــكــنــوا مــــن تــضــيــيــق بـعـض الفجوات بشأن النقاط العالقة، لكن بعض االختالفات األخرى ال تزال قائمة». ودارت مـنـاقـشـات، الــثــ ثــاء املـاضـي، حــــول أعــــــداد وفـــئـــات أولـــئـــك الـــذيـــن سيتم إطالق سراحهم لكن األمور لم تحسم بعد، فـيـمـا بـــــرزت مـــن بـــن نـــقـــاط الـــخـــ ف طلب إسرائيل االحتفاظ بالحق في التعامل مع أي تهديد عسكري محتمل من غزة وتمركز القوات اإلسرائيلية خالل مراحل االتفاق، وفق «رويترز». وبـــــــحـــــــســـــــب املـــــــحـــــــلـــــــل الــــــســــــيــــــاســــــي الـفـلـسـطـيـنـي، الـــدكـــتـــور أيــمــن الـــرقـــب، فــإن تـــلـــك املـــســـاعـــي والــــجــــهــــود مــــن الـــوســـطـــاء تعزز حالة من التفاؤل بإمكانية التوصل التــــفــــاق قـــريـــب وتــقــلــيــص الـــفـــجـــوات الــتــي يثيرها رئيس الوزراء اإلسرائيلي بنيامي نتنياهو، الفتا إلـى أن الحديث الـدائـر عن الرهائن واألسرى يمكن تجاوزه والوصول لتفاهمات فيها، وأي خالف يؤجل ملرحلة ثانية، مع أهمية تقديم تنازالت حقيقية، ال سيما من إسرائيل بهذه املرحلة. جـــــــزء مـــــن هـــــــذا الـــــتـــــفـــــاؤل تـــعـــبـــر عــنــه وسائل إعالمية بإسرائيل، وفق الخبير في الشؤون اإلسرائيلية الدكتور خالد سعيد، مشيرًا إلى أن هناك حديثا عن تحقيق تقدم من جراء جهود الوسطاء الحالية، ووجود وفد إسرائيلي في قطر وآخر سيتوجه إلى الــقــاهــرة، الخميس أو الجمعة الستكمال مسارات املحادثات. وهناك مجموعة أخـرى في إسرائيل، وفـــــق ســـعـــيـــد، تــــــروج لـــعـــدم وجــــــود أجـــــواء إيجابية، وأن القرار وحده في يد نتنياهو ومن ثم غير متفائلة بإمكانية إبرام االتفاق. بـــيـــنـــمـــا ال يـــــــــزال وزيـــــــــر الــــخــــارجــــيــــة األمـــيـــركـــي أنـــتـــونـــي بــلــيــنــكــن، «مـــتـــفـــائـــ ً» بـــإمـــكـــان الـــتـــوصّـــل خـــــ ل األيـــــــام املـتـبـقـيـة مـــن واليـــــة الــرئــيــس جـــو بـــايـــدن إلــــى وقــف إلطـــــ ق الـــنـــار بـــن إســـرائـــيـــل و«حـــمـــاس»، رافضا في مداخلة أمام «مجلس العالقات الخارجية»، في مركز األبحاث املرموق في نـيـويـورك، األربـــعـــاء، اإلدالء بــأي تكهّنات بشأن احتماالت نجاح هذه الجهود بعدما مُنيت واشنطن بخيبات أمـل متتالية في هذا املجال. وكرّر بلينكن خالل كلمته ما سبق أن أدلــــى بـــه، األســـبـــوع املـــاضـــي، خـــ ل رحلته الـثـانـيـة عــشــرة إلـــى الــشــرق األوســـــط، حي قـــال إن «حـــمـــاس» بـاتـت أكـثـر جـنـوحـا إلـى املفاوضات؛ بسبب الضربات املتتالية التي تلقّتها داعمتها إيران. فــيــمــا شـــــدد الـــرئـــيـــس املـــــصـــــري، عـبـد الفتاح السيسي، فـي كلمة بقمة مجموعة الثماني بالقاهرة، الخميس، على ضرورة وقــــــف إطـــــــ ق الـــــنـــــار فـــــي غـــــــزة، مـــــؤكـــــدًا أن استمرار الـحـرب اإلسرائيلية ضـد الشعب الفلسطيني يمثل تحديا لقرارات الشرعية الدولية. وجاءت كلمة الرئيس املصري، بنهاية أســــبــــوع حـــاســـم مـــلـــيء بـــاملـــحـــادثـــات، كـــان أبــرزهــا حـديـث وسـائـل إعـــ م أميركية عن زيـــارة ملـديـر وكـالـة االسـتـخـبـارات املركزية األمــيــركــيــة، ويــلــيــام بــيــرنــز، األربــــعــــاء، إلـى الدوحة لبحث النقاط العالقة، حيث توجد حاليا فرق فنية لبحث االتفاق. ووفـــق مـسـؤول أمـيـركـي تـحـدث ملوقع «أكسيوس»، الثالثاء، فإن مستشار الرئيس جـو بـايـدن لـشـؤون الـشـرق األوســـط، بريت ماكغورك، موجود بالدوحة؛ للمشاركة في املــحــادثــات الــتــي تـضـم مـسـؤولـن قطريي ومـــصـــريـــن وإســـرائـــيـــلـــيـــن، فــــي حــــن قـــال مــســؤولــون إســرائــيــلــيــون، إن وفـــد بـ دهـم الـــــــذي وصـــــــل، االثـــــنـــــن، ضــــم مــمــثــلــن عـن جـهـازَي «املــوســاد»، و«الـشـابـاك» والجيش اإلسرائيلي. القاهرة: «الشرق األوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==