issue16824

فـــي وقــــت تــلــتــزم الــفــصــائــل الـعـراقـيـة املسلحة الصمت حـيـال كـل مـا يـجـري من حــراك سياسي فـي الـداخـل والــخــارج، فإن الـعـراق الرسمي ممثال برئيسي؛ الـــوزراء محمد شياع السوداني، والبرملان الدكتور مـــحـــمـــود املــــشــــهــــدانــــي، يـــتـــحـــرك داخـــلـــيـــا وخارجيا من أجل تطويق تداعيات األزمة السورية. فـــــفـــــي الــــــــوقــــــــت الـــــــــــــذي يـــــــــــــدور جـــــدل حــــاد داخـــــل مـخـتـلـف األوســـــــاط الــعــراقــيــة الـرسـمـيـة والـنـخـبـويـة بـشـأن مــا قـيـل إنها رسـائـل تسلمتها بـغـداد بعد زيـــارة وزيـر الـــخـــارجـــيـــة األمـــيـــركـــي أنـــتـــونـــي بـلـيـنـكـن، األســـــبـــــوع املـــــاضـــــي، حــــــول حــــل «الـــحـــشـــد الــشــعــبــي»، فــــإن الــجــهــات املـــعـــارضـــة لحل «هيئة الحشد الشعبي» تدافع عن كونها مؤسسة رسمية صـدر بشأنها قـانـون تم من قِبَل البرملان 2014 التصويت عليه عام العراقي، بينما يربط آخرون بني «الحشد» والـفـصـائـل املـسـلـحـة املــوالــيــة إليـــــران، بما فـــي ذلــــك الــفــصــائــل الــتــي لـــم تــدخــل ضمن «الحشد الشعبي»، وترتبط بالقائد العام للقوات املسلحة. والقــــت الـــزيـــارة الـتــي قـــام بـهـا رئيس الـوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، األربــعــاء، إلــى اململكة العربية السعودية ولــــقــــائــــه فـــــي مـــديـــنـــة الـــــعـــــ ، ولــــــي الــعــهــد الــــســــعــــودي، األمــــيــــر مــحــمــد بــــن ســلــمــان، اهـــتـــمـــامـــا الفــــتــــا مـــــن مـــخـــتـــلـــف األوســــــــاط السياسية والشعبية، ال سيما املكان الذي جرى فيه اللقاء وهو الخيمة العربية. فاملباحثات الـتـي أجـراهـا السوداني مـع ولـي عهد اململكة العربية السعودية، اسـتـنـادًا إلــى بـيـان ملكتب رئـيـس الــــوزراء، تـم خاللها «بحث آخـر تـطـورات األوضــاع في املنطقة، وأهمية االتفاق على التنسيق املـــشـــتـــرك بــــشــــأن تــــداعــــيــــات األحـــــــــداث فـي ســــــوريــــــا، وتـــكـــثـــيـــف الــــجــــهــــود ملـــواجـــهـــة التحديات اإلقليمية والدولية، وبما يسهم فــــي تـــعـــزيـــز األمــــــن اإلقـــلـــيـــمـــي، واســـتـــقـــرار املنطقة بالكامل». كـــمـــا أكـــــد الــــســــودانــــي طــبــقــا لــلــبــيــان: «حـــــــرص الـــــعـــــراق عـــلـــى وحـــــــدة األراضـــــــي السورية، وعدم التدخل في الشأن الداخلي الـسـوري، مبديا استعداد بــ ده للتعاون مع األشقاء واألصدقاء في املنطقة من أجل إرســاء األمــن واالسـتـقـرار، وإبـعـاد املنطقة عن خطر الصراعات والحروب». وفـــــــــي عــــــمــــــان حـــــيـــــث يــــــقــــــوم رئــــيــــس الـــبـــرملـــان الـــعـــراقـــي، مــحــمــود املــشــهــدانــي، بــــزيــــارة رســـمـــيـــة، فـــإنـــه وخـــــ ل لــقــائــه مع عدد من السفراء العرب، أكد على ضرورة تـعـزيـز الـجـهـود الــدولــيــة لـرفـض الــعــدوان الــصــهــيــونــي عــلــى ســــوريــــا، ودعـــــم وحـــدة األراضي. وقــــــــــال املــــكــــتــــب اإلعـــــــ مـــــــي لـــرئـــيـــس الـــبـــرملـــان الـــعـــراقـــي، أمــــس (الــخــمــيــس)، إن «اللقاء تناول عددًا من القضايا اإلقليمية والدولية ذات االهتمام املشترك، فضال عن سـبـل تـعـزيـز الـتـعـاون بــ الــــدول العربية واإلسـ مـيـة، ومناقشة عــدد مـن القضايا الساخنة، التي تشكل أولوية لدى شعوب املنطقة». وأضـــــــاف: «تــــم الــتــأكــيــد عــلــى أهـمـيـة تـــعـــزيـــز الــــتــــعــــاون الــــعــــربــــي املــــشــــتــــرك فـي مـــواجـــهـــة الـــتـــحـــديـــات اإلقـــلـــيـــمـــيـــة، وعــلــى رأســهــا القضية الفلسطينية الـتـي تبقى القضية املـركـزيـة لجميع الـــدول العربية، حــيـــث تــــم الــتــشــديـــد عـــلـــى ضـــــــرورة إنــهـــاء الــــحــــرب الـــوحـــشـــيـــة الـــتـــي يــشــنــهــا الــكــيــان الصهيوني الغاصب، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني إلقـامـة دولـتـه املستقلة، كما تناول اللقاء الوضع في لبنان وسبل دعم اسـتـقـرار هــذا البلد الشقيق فـي مواجهة األزمات املستمرة». وتـــــابـــــع: «الــــلــــقــــاء اســـتـــعـــرض أيــضــا األوضـــــــــاع فــــي ســـــوريـــــا، والـــتـــأكـــيـــد عـلـى الـــــوقـــــوف إلــــــى جــــانــــب الـــشـــعـــب الــــســــوري الشقيق فـي مساعيه مـن أجــل االسـتـقـرار والــــــوحــــــدة الـــوطـــنـــيـــة، وضـــــــــرورة تــعــزيــز الـــــجـــــهـــــود الــــــدولــــــيــــــة لــــــرفــــــض الـــــــعـــــــدوان الصهيوني على أراضيه وسيادته، ودعم وحـدة األراضــي السورية ومساعدتها في تجاوز محنتها». داخليا، وفيما لم تعلن أي من الفصائل املسلحة املوالية إليران موقفا مما يجري حتى اآلن، فــإن الـحـديـث عـن إمكانية حـل «الحشد الشعبي» بدأ يتزايد فيما إذا كان ذلك جزءًا من عملية إعادة هيكلة للقوات املسلحة العراقية أو تنفيذًا ملا قيل إنها رسائل أميركية تلقتها بـــغـــداد قـبـل قــيــام إســرائــيــل بتنفيذ ضـربـات ضد مواقع تلك الفصائل التي يمكن أن تطال معسكرات «الحشد الشعبي». رئـيـس «هـيـئـة الـحـشـد الـشـعـبـي»، فالح الـفـيـاض، الـــذي ال يملك عـ قـة وديـــة مـع عدد مـن الفصائل املسلحة املوالية إليـــران، حـاول تجنيب «الحشد» أي تداعيات محتملة مقبلة عبر نفيه تـدخـل «الـحـشـد» فـي سـوريـا خالل الفترة املاضية. الـــفـــيـــاض خــــ ل كــلــمــة لـــه مــــؤخــــرًا، بعد تصاعد األصـــوات الداعية إلـى حـل الفصائل املسلحة وحصر الـسـ ح بيد الـدولـة، قـال إن قـــــوات «الـــحـــشـــد» لـــم ولــــن تــتــدخــل فـــي الــشــأن الـسـوري كما يــروج بعضهم، مـؤكـدًا االلـتـزام بـتـوجـيـهـات وقـــــــرارات الــقــائــد الـــعـــام لـلـقـوات املسلحة، رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني. وأضــــــاف أن «ســــوريــــا بــلــد عـــزيـــز وجـــار قريب»، وأن «رأي العراق لم يؤخذ بما جرى في سوريا طيلة السنوات السابقة»، وأوضح الفياض: «إننا لم ولن نتدخل في شأن الشعب الـــــســـــوري، لـــكـــن الــــعــــراق وســــوريــــا بـمـسـاحـة أمــنــيــة واحــــــــدة»، مـــشـــددًا عــلــى أن «(الــحــشــد الشعبي) يأتمر بـإمـرة الـقـائـد الـعـام للقوات املسلحة، ونحن األكثر التزاما بالتوجيهات، ونـحـن حـمـاة أسـاسـيـون لـلـدولـة، وال نلتفت للتخرصات التي يطلقها املغرضون من هنا وهناك». 6 سوريا ما بعد األسد NEWS Issue 16824 - العدد Friday - 2024/12/20 اجلمعة أكد رئيس البرلمان العراقي خالل لقائه عددا من السفراء العرب على ضرورة تعزيز الجهود الدولية لرفض العدوان الصهيوني على سوريا ودعم وحدة أراضيها ASHARQ AL-AWSAT القت زيارة السوداني إلى السعودية ولقائه ولي العهد اهتماما الفتا من مختلف األوساط السياسية والشعبية بغداد تواصل مساعيها لتطويق تداعيات األزمة السورية اهتمام الفت باستقبال ولي العهد السعودي لرئيس الوزراء العراقي في الخيمة (واس) بغداد: حمزة مصطفى ًبلينكن حذرها من «سياسة المصائب» في الشرق األوسط أميركا تلوّح إليران بـ«الجزرة والعصا» نوويا خيّر وزير الخارجية األميركي أنتوني بلينكن الـنـظـام اإليـــرانـــي بــ الـتـركـيـز على «بناء دولة أفضل لشعبه» أو تحمل عواقب مـــواصـــلـــة االنـــــخـــــراط فــيــمــا ســـمـــاه سـيـاسـة «املغامرات واملصائب» في الشرق األوسـط، فـيـمـا رأى مــســتــشــار األمـــــن الـــقـــومـــي جـايـك سـولـيـفـان أن إيــــران فــي «أضــعــف نقطة لها مـنـذ عــقــود» بـعـد «تـفـتـت مـحـور املــقــاومــة»، الفتا إلى أن هناك «فرصة ضخمة» لتعزيز التكامل اإلقليمي. وخــــــــ ل مـــقـــابـــلـــة مـــــع رئــــيــــس مـجـلـس الــــعــــ قــــات الــــخــــارجــــيــــة األمــــيــــركــــي مــايــكــل فرومان في نيويورك، عكس وزير الخارجية املـنـتـهـيـة واليـــتـــه أنــتــونــي بـلـيـنـكـن سـيـاسـة الـعـصـا والـــجـــزرة الــتــي يـمـكـن أن تعتمدها اإلدارة املــقــبــلــة بـــقـــيـــادة الـــرئـــيـــس املـنـتـخـب دونـالـد ترمب حيال إيـــران، عـــادًّا أن الحوار مــعــهــا مــمــكــن لــلــتــوصــل إلـــــى اتــــفــــاق نــــووي جـديـد، ولكنه حـض على مواصلة الضغط على السلطات اإليرانية وتهديدها بعواقب إذا مضت في سياساتها النووية في الشرق األوسط. وإذ ســـئـــل عــــن إمــــكــــان تـــســـريـــع إيـــــران لبرنامجها النووي في ضوء إخفاقاتها في أنحاء مختلفة من الشرق األوسط، وال سيما ضرب «حزب الله» في لبنان وسقوط نظام حليفها الرئيس السوري بشار األسد، أجاب «لم يكن عاما طيبا إليـران»، معبرًا 2024 أن عن اعتقاده أن «إيـران ال بد أن تتخذ بعض الخيارات األساسية»، ومنها أن «تركز على نـفـسـهـا وعـــلـــى مـــحـــاولـــة بـــنـــاء دولـــــة أفـضـل وأكــثــر نـجـاحـا قــــادرة عـلـى تحقيق مصالح شعبها». واقـتـرح أن يتوقف النظام اإليـرانـي عن «االنـــخـــراط فـي هــذه املـغـامـرات ـ أو املصائب ـ فـــي مـخـتـلـف أنـــحـــاء املــنــطــقــة وخـــارجـــهـــا». وإذ تساءل عما «إذا كـان اتخاذ هـذا الخيار ســيــكــون حـكـيـمـا بـــالـــقـــدر الـــكـــافـــي»، رأى أن املسؤولني اإليرانيني «يحتاجون إلى التركيز على اقتصادهم، والتركيز على تنمية البالد، وتحقيق مصالح شعبهم»، محذرًا من أنهم «إذا لــم يـتـخـذوا هـــذا الـخـيـار، فسيواجهون بعض الــقــرارات الصعبة التي يتعني عليهم اتخاذها (...) في شأن الوجهة التي يعتزمون اتخاذها في املستقبل كي يتمكنوا من تحمل هـذا النوع من املتاعب التي انخرطوا فيها، لألسف، لسنوات عديدة». وقـــــــال أيــــضــــا: «ال أعـــتـــقـــد أن الـــســـ ح النووي أمر حتمي (...) ألنهم فقدوا أدوات مختلفة، كما فقدوا خطوط دفاع مختلفة»، محذرًا من أن «التكاليف والعواقب التي قد يتحملونها ملـتـابـعـة هـــذا الـطـريـق ستكون شديدة». وأضاف: «أنا متفائل بأن هذا األمر ال يزال تحت السيطرة». فترة االختراق وكرر موقف إدارة الرئيس جو بايدن من االتـفـاق الـنـووي، املـعـروف رسميا باسم خطة الـعـمـل الـشـامـلـة املـشـتـركـة، الـــذي أقـــر فــي عهد ثــم خرجت 2015 الــرئــيــس بــــاراك أوبـــامـــا عـــام خالل الوالية 2018 منه الواليات املتحدة عام األولــــى لـلـرئـيـس دونـــالـــد تــرمــب، عــــادًّا أن ذلـك االتـــفـــاق قــيّــد قــــدرة إيــــران عـلـى تـكـديـس املـــواد االنـشـطـاريـة ومـــن ثــم احـتـمـال صنعها قنبلة لـ«أكثر من عام». وأكد أنه «اآلن صار وقت االختراق لجهة إنـــتـــاج املـــــواد االنــشــطــاريــة مـسـألـة أســـبـــوع أو أسبوعني (...) وسيتطلب األمـــر منهم بعض الوقت لتحويلها سالحا»، داعيا إلى «مراقبة بشكل أكثر فاعلية للتأكد من أنهم ال يتحركون في هذا االتجاه». ونبه إدارة الرئيس املنتخب دونـالـد ترمب الــذي يعود إلـى البيت األبيض بعد شهر من اآلن إلى أن «تجد طريقة للتعامل مع هذا، ألن إنتاج اليورانيوم املخصب بنسبة فــي املــائــة يمنحهم الـــقـــدرة، عـلـى األقـــل من 60 حــيــث املــــــواد االنـــشـــطـــاريـــة، عــلــى إنـــتـــاج مـــواد متعددة األسلحة في وقت قصير للغاية». وعــــــن احـــتـــمـــال الــــتــــفــــاوض عـــلـــى صـفـقـة نـــوويـــة جـــديـــدة مـــع إيـــــــران، عــبــر بـلـيـنـكـن عن اعــتــقــاده أن «هـــنـــاك احــتــمــاالت لـلـمـفـاوضـات، وبـالـطـبـع، يعتمد ذلـــك عـلـى مــا تـخـتـار إيـــران القيام به وما إذا كانت تختار املشاركة بشكل هــــــادف»، مـضـيـفـا أنـــه «سـيـتـعـ عـلـى اإلدارة القادمة اتخاذ قرار». وذكّر بأن ترمب قال عند انسحابه من االتـفـاق إنـه يريد «صفقة أفضل وأقــوى»، كاشفا عن أنه «من إدارة إلى أخرى، سـواء أكانت إدارتـنـا، أم كانت إدارة ترمب، أم إدارة أوباما، كان هناك تصميم مشترك ال يزال قائما لضمان عــدم حصول إيـــران على سالح نووي». «فرصة ضخمة» إلــى ذلــك، تحدث مستشار األمــن القومي لـلـبـيـت األبـــيـــض جـــايـــك ســولــيــفــان عـــن الــشــرق األوســط خـ ل مناسبة له في نيويورك، فرأى أن إيــــران فــي «أضــعــف نقطة لـهـا مـنـذ عـقـود»، مشيرًا إلى إضعاف «حزب الله» وإطاحة األسد. وعــــــد أن هـــــذه الــــتــــطــــورات تـــقـــدم «فـــرصـــة ضـخـمـة» لتعزيز الـتـكـامـل اإلقـلـيـمـي. وقـــال إن «احــتــمــال وجــــود شـــرق أوســــط أكــثــر اســتــقــرارًا وتـــــكـــــامـــــ ً، حـــيـــث يــــكــــون أصـــــدقـــــاؤنـــــا أقــــــوى، وأعداؤنا أضعف، أمر حقيقي». وإذ أشاد بدعم أكتوبر 7 الرئيس بايدن إلسرائيل بعد هجمات كعامل في تراجع مكانة 2023 ) (تشرين األول إيران في الشرق األوسط، وأحد أسباب سقوط األسـد في سوريا، أضـاف أنـه «يمكن للمرء أن يرى الطرق التي تنقل بها إسرائيل - بصراحة، بــدعــم مـــن الـــواليـــات املــتــحــدة (...) الــقــتــال إلـى أعــدائــهــا»، مـشـيـرًا إلـــى «تـفـتـت مـحـور املـقـاومـة وإضـــعـــاف إيـــــران». واعـــتـــرف بـــأن «عــــددًا قلي للغاية من األشخاص كان يمكن أن يتوقعوا» مـــا ســـمـــاه «الـــســـرعـــة والـــنـــطـــاق وحـــجـــم إعــــادة تشكيل الشرق األوسط في هذه الفترة القصيرة من الزمن». وحني سئل سوليفان عن مساعي تطبيع الــــعــــ قــــات بــــ املـــمـــلـــكـــة الـــعـــربـــيـــة الـــســـعـــوديـــة وإسرائيل، أشار إلى إصرار القادة السعوديني على أن «االتــفــاق ال يمكن أن يمضي قـدمـا من دون التزام إسرائيل بإنشاء دولة فلسطينية». وإذ تــحــدث عـــن تـــعـــاون إدارة بـــايـــدن مع إدارة تــرمــب فــي شـــأن مـسـائـل األمــــن الـقـومـي، دعا سوليفان إلى الحفاظ على «اليقظة» بشأن إيران التي «يجب أن تكون أولوية خالل الفترة االنتقالية» بني بايدن وترمب. فــي غـضـون ذلـــك، حــض املـعـهـد الـيـهـودي لـــ مـــن الـــقـــومـــي األمـــيـــركـــي إدارة تـــرمـــب عـلـى مواصلة املـحـادثـات الـنـوويـة مـع إيـــران «ولكن فـقـط فـــي ظـــل ظــــروف صـــارمـــة، وبــالــتــزامــن مع تـــهـــديـــد عـــســـكـــري أمــــيــــركــــي جــــــدي لــلــبــرنــامــج النووي». واشنطن: علي بردى تأهب غربي لتفعيل «سناب باك» إلعادة العقوبات على إيران طهران: نظام «الهيمنة» يستخدم «الذرية الدولية» ألهدافه انتقدت طهران ضغوط القوى الغربية بشأن برنامجها الــنــووي، ووجـهـت أصابع االتــــهــــام إلــــى «نـــظـــام الــهــيــمــنــة» بــاســتــخــدام الـــوكـــالـــة الـــدولـــيـــة لــلــطــاقــة الــــذريــــة لتحقيق «أهدافه»، وخلق حالة من االزدواجية داخل الـــبـــ د بـــشـــأن جـــــدوى بــرنــامــجــهــا الـــنـــووي، وذلـك بعد يومني من مناشدة األمـم املتحدة للقوى العاملية وإيــــران العمل بشكل عاجل .2015 الستعادة االتفاق النووي لعام وقــــال مـحـمـد إســـ مـــي، نــائــب الـرئـيـس اإليـــــرانـــــي ورئــــيــــس مــنــظــمــة الـــطـــاقـــة الـــذريـــة اإليــــرانــــيــــة، إن تـــطـــويـــر إيـــــــران لــبــرنــامــجــهــا الــــــنــــــووي يـــرتـــكـــز عـــلـــى «أهـــــــــــداف عـــلـــمـــيـــة»، مــتــحــدثــا عــــن أهـــمـــيـــة الـــنـــمـــو الــتــكــنــولــوجــي املتسارع وتأثيره الكبير على حياة الناس واقتصاداتهم. وأشــــار إلـــى االســتــخــدامــات «الـعـلـمـيـة» لــلــطــاقــة الـــنـــوويـــة، مـتـهـمـا الـــقـــوى الـغـربـيـة بمحاولة إثارة االنقسام بني الشعب اإليراني وقيادته حول جدوى األنشطة النووية التي تنفذها البالد. وقـــــــال: «الــــــــدول املــهــيــمــنــة تــســعــى إلـــى إضـــعـــاف الــنــمــو االقـــتـــصـــادي فـــي إيـــــران من خـــ ل تقييد الـتـقـنـيـات املـتـقـدمـة». وصـــرّح: «يـــروجـــون لـفـكـرة أن الـطـاقـة الـنـوويـة تعني فقط القنبلة، ملنع اآلخــريــن مـن السعي إلى استخدامها»، حسبما أوردت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» الخميس. وقـــــال إســــ مــــي: «إن الـــوكـــالـــة الــدولــيــة للطاقة الذرية ملزمة بتسهيل ودعـم توفير الــتــكــنــولــوجــيــا الـــنـــوويـــة الــســلــمــيــة لـجـمـيـع الشعوب. ومع ذلك، فإنهم يضعون العقبات أمامنا. ملـاذا؟ ألنهم يسعون لتطبيق قانون الكونغرس األمـيـركـي الــذي يستغل الوكالة لتحقيق أهدافهم». وأضـــــــــــــاف إســــــــ مــــــــي: «هـــــــــــذا الــــنــــظــــام االســتــكــبــاري، عـبـر فـبـركـة املـلـفـات وحـمـ ت الضغط التي يقودها أعـداء الثورة والنظام الصهيوني، أثار ضجة ضد الشعب اإليراني وفـرض علينا سنوات من العقوبات. لكنهم ال يــكــشــفــون عـــن حـقـيـقـة االزدواجـــــيـــــة الـتـي صــنــعــوهــا، بـــل يـــروجـــون روايـــتـــهـــم املــــــزوّرة لتحريض املجتمع اإليـرانـي والعالم ضدنا تحت ذريعة أننا نقوم بأعمال غير قانونية». «سناب باك» وقـــالـــت الــوكــالــة الــدولــيــة لـلـطـاقـة الــذريــة الـتـابـعـة لــ مــم املــتــحــدة هـــذا الـشـهـر إن إيـــران تـــعـــمـــل عـــلـــى تـــســـريـــع تــخــصــيــب الـــيـــورانـــيـــوم في 60 «بشكل كبير» إلى درجة نقاء تصل إلى في املائة 90 املائة، وهو ما يقترب من مستوى تقريبا الالزم لصنع األسلحة. وتقول الدول الغربية إنه ال توجد حاجة لتخصيب الـيـورانـيـوم إلـى مثل هـذا املستوى املـرتـفـع فــي إطــــار أي بـرنـامـج مــدنــي مــوثــوق، وإن أي دولة أخرى لم تفعل ذلك من دون إنتاج قنابل نووية. وأبـــلـــغـــت بـــريـــطـــانـــيـــا وفـــرنـــســـا وأملـــانـــيـــا مجلس األمن في رسالة في وقت سابق من هذا الشهر أنها مستعدة - إذا لـزم األمـر - لتفعيل ما تسمى آلية «سناب بـاك» للعودة السريعة إلـــــى فـــــرض جــمــيــع الـــعـــقـــوبـــات الـــدولـــيـــة عـلـى إيــران ملنعها من الحصول على سـ ح نـووي. وستفقد هـــذه الــــدول الــقــدرة عـلـى اتــخــاذ مثل أكتوبر (تشرين األول) من 18 هذا اإلجـراء في العام املقبل عندما تنتهي صالحية قرار األمم بشأن االتفاق. 2015 املتحدة لعام والـــــتـــــقـــــى دبـــــلـــــومـــــاســـــيـــــون أوروبـــــــيـــــــون وإيـرانـيـون أواخـــر الشهر املـاضـي ملناقشة ما إذا كان بإمكانهم العمل على نزع فتيل التوتر اإلقـلـيـمـي، بما فـي ذلــك مـا يتعلق بالبرنامج الـنـووي لطهران، قبل عــودة ترمب إلـى البيت األبيض في يناير (كانون الثاني) لوالية ثانية مدتها أربع سنوات. وزادت املــخــاوف الـغـربـيـة مــن احـتـمـاالت تــغــيــيــر مـــســـار الـــبـــرنـــامـــج الـــــنـــــووي اإليــــرانــــي مــع تـصـاعـد الــتــوتــرات بــ إيــــران وإســرائــيــل. وهــدد مسؤولون إيـرانـيـون بتغيير «العقيدة الـــنـــوويـــة» لــبــ دهــم إذا مـــا تـعـرضـت املـنـشـآت النووية لضربات إسرائيلية. مواجهة في مجلس األمن والــــثــــ ثــــاء املــــاضــــي، نـــاقـــش مـجـلـس األمــــن املــلــف الـــنـــووي اإليـــرانـــي وإلـــزامـــات مـعـاهـدة حـظـر االنـتـشـار الـــنـــووي. وحثت رئيسة الشؤون السياسية باألمم املتحدة روزماري دي كارلو، القوى العاملية وإيران على العمل بشكل عاجل الستعادة االتفاق النووي، مشددة على أن «نجاحه أو فشله يهمنا جميعا». وقــالـــت دي كـــارلـــو فـــي جـلـسـة دوريـــة »2231« ملــــجــــلــــس األمــــــــــن حــــــــول الـــــــقـــــــرار الــــــصــــــادر بــــشــــأن االتــــــفــــــاق الــــــنــــــووي عــــام ، إن «الوقت حاسم» حسبما أوردت 2015 «رويـــتـــرز». وأضــافــت: «بينما يقع العبء على املشاركني فـي (خطة العمل الشاملة املشتركة) والواليات املتحدة، فإن نجاحهم أو فــشــلــهــم يــهـمــنــا جــمــيــعــا. ال تـسـتـطـيـع املنطقة تحمل املزيد من عدم االستقرار». وقــــــال روبـــــــرت وود نـــائـــب الــســفــيــرة األمـــيـــركـــيـــة لـــــدى األمـــــــم املـــتـــحـــدة ملـجـلـس األمــــن: «عــلــى الــرغــم مــن أن الـدبـلـومـاسـيـة هي الخيار األفضل، فإن الواليات املتحدة كـانـت واضـحـة أيـضـا فـي أن حـيـازة إيــران أسلحة نووية ال يمكن أن تكون خيارًا أبدًا. نحن مستعدون الستخدام جميع مواطن قوتنا لضمان هذه النتيجة». بـــدوره، قـال جيمس كـاريـوكـي، نائب الــســفــيــر الــبــريــطــانــي لــــدى األمـــــم املـتـحـدة لــلــمــجــلــس: «ســنــتــخــذ جــمــيــع اإلجــــــــراءات الــدبــلــومــاســيــة ملــنــع إيــــــران مـــن الــحــصــول عــلــى ســــ ح نــــــووي، بــمــا فـــي ذلــــك تفعيل الـــعـــودة الــســريــعــة لــــ(الـــعـــقـــوبـــات) إذا لــزم األمـــر». وأبـلـغ السفير اإليـرانـي لـدى األمـم املتحدة أمير سعيد إيرواني، املجلس بأن االستعانة بـ«العودة السريعة» للعقوبات على طهران ستكون «غير قانونية وغير بنّاءة». وقال: «ما تسمى (سناب باك) ليست أداة لـتـهـديـد إيــــــران. لـقـد أوضـــحـــت إيـــران تماما أن مثل هــذه الـخـطـوة االسـتـفـزازيـة ستقابل برد حازم ومتناسب». مــن جهتها، قـالـت الـسـفـيـرة األملـانـيـة لدى األمم املتحدة، أنتيه ليندرتسه: «يجب عــلــى إيـــــران تـغـيـيـر مـــســـارهـــا، وتـخـفـيـض التصعيد، واختيار الدبلوماسية». وقـــالـــت دي كـــارلـــو ملـجـلـس األمـــــن إن وكـالـة الطاقة الـذريـة «غـيـر قـــادرة على أن تضمن للمجتمع الدولي الطبيعة السلمية للبرنامج النووي اإليراني». لندن - طهران: «الشرق األوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==