issue16823

7 حربمتعددةالخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16823 - العدد Thursday - 2024/12/19 الخميس سموتريتشرافضاً «صفقة غزة»: نتنياهو يعرفخطوطنا الحمر رفــــض وزيـــــر المـــالـــيـــة الإســرائــيــلــي بتسلئيل سموتريتش الاتـفـاق المزمع لـوقـف الــنــار فــي قـطـاع غـــزة، قــائــاً إنـه بشكله الحالي «ليس جيداً ولا يخدم أهـــــداف إســـرائـــيـــل فـــي الـــحـــرب ويـشـكـل طوق نجاة لحركة (حماس)». وقال سموتريتش، في حديث مع إحــدى الإذاعـــات اليمينية الإسرائيلية الأربـــــــــــعـــــــــــاء: «(حــــــــــمــــــــــاس) فــــــــي أدنــــــــى مستوياتها منذ بداية الحرب. هذا ليس الـوقـت المـنـاسـب لمنحها طــوق النجاة. هذا هو الوقت المناسب للستمرار في سحقها والـضـغـط عـلـيـهـا». وأضــــاف: «يجب أن تعيد (حـمـاس) المخطوفين، ولكن في صفقة استسلمها وليس في صفقة استسلمنا». خطوطحمر وهـــــاجـــــم ســـمـــوتـــريـــتـــش الــصــفــقــة المـــتـــبـــلـــورة، قــــائــــاً: «صــفــقــة يــتــم فيها إطــــــــاق ســــــــراح مــــئــــات الـــقـــتـــلـــة الــــذيــــن سـيـعـودون إلــى قتل الـيـهـود، ونتخلى فـــيـــهـــا عــــــن شـــــمـــــال الــــقــــطــــاع ونـــســـمـــح لمــلــيــون مـــن ســـكـــان غــــزة بـــالـــعـــودة إلــى هــــــنــــــاك، ســـتـــقـــضـــي عــــلــــى الإنــــــجــــــازات التي تم تحقيقها بدماء كثيرة، وهذا خطأ فـــادح». وأردف: «الصفقة ليست جيدة ولا تخدم أهـداف دولـة إسرائيل ومـــصـــالـــحـــهـــا، ولا الـــنـــصـــر ولا عــــودة المـخـتـطـفـ لأنـــهـــا فـــي الــنــهــايــة صفقة جزئية». وقــــــــال ســـمـــوتـــريـــتـــش، فـــيـــمـــا بـــدا تــحــذيــراً لـرئـيـس الــــــوزراء الإسـرائـيـلـي بنيامين نتنياهو من المضي قدماً: «إنه (نــتــنــيــاهــو) يــعــرف خـطـوطـنـا الـحـمـر، ولــــديــــنــــا تـــأثـــيـــر كـــبـــيـــر عـــلـــى خـــطـــوات الحكومة». وتابع: «ثمة أمر واحد فقط يهمنا، وهو مصلحة إسرائيل». وجــاءت تصريحات سموتريتش المعارضة بعد أنباء عن تقدم كبير في مفاوضات إطلق النار. وأكدت تقارير مختلفة الأربـــعـــاء مـــا نـشـرتـه «الــشــرق الأوســــــط» مـــســـاء الـــثـــاثـــاء حــــول تـقـدم كبير في المفاوضات قد يجعل التوقيع وشيكاً، مع إغلق معظم القضايا. ويـفـتـرض أن يشمل الاتـــفـــاق، في المرحلة الأولـــى، وقـف الـنـار وانسحاب الـجـيـش الإســرائــيــلــي مـــن مـــراكـــز المـــدن ولـــيـــس مــــن قـــطـــاع غـــــزة مــــع بـــقــائـــه فـي مـــحـــوري نــتــســاريــم وفــيــادلــفــيــا، على أن يتم الـسـمـاح بـعـودة جميع النساء والأطـــــفـــــال إلـــــى شـــمـــال الــــقــــطــــاع. وفـــي مـرحـلـة لاحــقــة وتــدريــجــيــة، تـتـم عــودة الرجال وفق آلية متفق عليها. وســـتـــســـلـــم الــــحــــركــــة فـــــي المـــرحـــلـــة يوماً، 60 إلى 45 الأولى، التي تمتد من أســــيــــراً إســـرائـــيـــلـــيـــ نـصـفـهـم 30 نـــحـــو أحـيـاء فقط، مقابل عــدد لـم يحسم من الأســـرى الفلسطينيين بينهم عشرات المحكومين بالمؤبد. وبحسب الاتفاق، ســـيـــتـــم تـــســـلـــيـــم مـــعـــبـــر رفــــــح لـلـسـلـطـة الفلسطينية، لـكـن لـيـس بشكل فــوري وضـمـن ترتيبات تـشـرف عليها مصر كذلك. وتعتبر «حماس»، بحسب مصدر تـــحـــدث إلــــى «الــــشــــرق الأوســــــــط»، أنـهـا قـــدمـــت تــــنــــازلات كــبــيــرة بـتـخـلـيـهـا عن شرطي وقف الحرب وانسحاب الجيش بشكل كامل من قطاع غزة. لكنه أكد أن الحركة تلقت ضمانات بالوصول إلى هـــذه المــرحــلــة فــي المـــراحـــل الــاحــقــة من الاتفاق. ويفترض أن يتم نقاش تسليم بـــاقـــي الأســـــرى لــــدى «حـــمـــاس» ووقـــف الحرب خلل فترة المرحلة الأولى. وأكـــــــــــدت إســـــرائـــــيـــــل و«حــــــمــــــاس» الـــــثـــــاثـــــاء أن ثــــمــــة تــــقــــدمــــ كــــبــــيــــراً فــي المفاوضات. لكن مسؤولين إسرائيليين يــعــتــقــدون أن الأمـــــر «لا يـــــزال بـحـاجـة لوقت» بسبب خلفات حـول ضمانات وقـــــــــــف الــــــــحــــــــرب ومــــــصــــــيــــــر الأســـــــــــرى الفلسطينيين المفرج عنهم. وثــــــــمــــــــة نــــــــقــــــــاش حـــــــــــــول إبـــــــعـــــــاد بـــعـــض الأســـــــرى إلـــــى خــــــارج الأراضــــــي الفلسطينية، وهـــي مـسـألـة لــم تحسم نـــهـــائـــيـــ لأنــــهــــا تـــحـــتـــاج إلــــــى مـــوافـــقـــة «حـــمـــاس» والأســـــرى وذويـــهـــم والــــدول المضيفة. وقال موقع «واينت» إن «حماس» قـــد تــكــون مـــرنـــة فـيـمـا يـتـعـلـق بــإطــاق سـراح أسـرى إلـى الـخـارج، ويتم النظر فـي إمكانية ترحيلهم إلــى دولــة ثالثة مـثـل تـركـيـا أو قـطـر أو دولــــة إسـامـيـة أخـــــــــرى. وتـــــجـــــرى مـــبـــاحـــثـــات حـثـيـثـة فــي الـــدوحـــة انــضــم إلـيـهـا مــديــر وكـالـة المــــخــــابــــرات المــــركــــزيــــة الأمـــيـــركـــيـــة بـيـل بـــيـــرنـــز، وفــــــي الــــقــــاهــــرة انــــضــــم إلــيــهــا المبعوث الخاص بالرهائن الـذي عينه الـــرئـــيـــس الأمـــيـــركـــي المــنــتــخــب دونـــالـــد ترمب مؤخراً، آدم بوهلر. وكان بوهلر التقى رئيس الوزراء بـنـيـامـ نـتـنـيـاهـو الاثـــنـــ ثـــم انطلق إلـــــى مـــصـــر. وبـــحـــســـب وســــائــــل إعــــام إسرائيلية، مـن المـقـرر أن يسافر أيضاً إلى الدوحة لإجراء محادثات مماثلة. وبـــذلـــت الإدارة الأمــيـــركــيــة، الـتـي انـضـم إليها وسـطـاء مـن مصر وقطر، جهوداً مكثفة في الأيــام الأخـيـرة لدفع المحادثات إلى الأمام، حيث أفاد موقع «تـــايـــمـــز أوف إســـرائـــيـــل» الاثـــنـــ بــأن الـــرئـــيـــس جـــو بـــايـــدن يـعــمــل مـــع فـريـق تــــرمــــب لمــــحــــاولــــة إبــــــــرام الـــصـــفـــقـــة قـبـل يناير (كـانـون 20 تنصيب الأخـيـر فـي الثاني) المقبل. وقـالـت مـصـادر مطلعة لــ«الـشـرق الأوســـــط» إن مـبـعـوثـي بــايــدن وتـرمـب جاءوا لإغلق الصفقة نهائياً. وتعثرت عدة جولات من المفاوضات وفشلت في التوصل إلى تكملة لاتفاق تم التوصل إليه في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) من 105 ، تم خلله إطــاق ســراح 2023 الـرهـائـن فــي هـدنـة اسـتـمـرت أسـبـوعـ . رهــائــن قـبـل ذلــك، 4 وتـــم إطـــاق ســـراح وأنـــقـــذت الـــقـــوات الإسـرائـيـلـيـة ثمانية من المختطفين أحياء، وتمت استعادة منهم. 38 جثث مـن 96 وتـــعـــتـــقـــد إســــرائــــيــــل أن مــــــن الــــــرهــــــائــــــن الــــذيــــن 251 أصــــــــل 7 اختطفهم مسلحو «حــمــاس» فـي مـا زالـــوا فـي القطاع، 2023 أكـتـوبـر وهو رقم يشمل جثث ما لا يقل عن رهينة أكــد الجيش الإسرائيلي 34 مــقــتــلــهــم. كـــمـــا تــحــتــجــز «حـــمـــاس» مواطنْ إسرائيليْ دخـا القطاع ، بـالإضـافـة 2015 و 2014 فــي عـامـي إلى جثتي جنديْ إسرائيليْ قُتل .2014 في عام رامالله: كفاح زبون واشنطن تعرب عن «تفاؤل حذر»... و«حماس» تُحذر من «شروط جديدة» «هدنة غزة»... الوسطاء يسارعون الخطى للاتفاق جـــــــــولات مـــكـــوكـــيـــة لــــــــــــإدارة الأمـــيـــركـــيـــة بالمنطقة، لبحث ملف الـهـدنـة فـي قـطـاع غـزة، تتزامن مع حديث متصاعد عن «قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلق النار بالقطاع»، وتأكيد مصري على «أهمية سرعة إبرامه». وأكــــــــد الــــرئــــيــــس المـــــصـــــري عــــبــــد الـــفـــتـــاح الـــســـيـــســـي ونــــظــــيــــره الإنـــــدونـــــيـــــســـــي بـــــرابـــــوو ســـوبـــيـــانـــتـــو، الأربـــــــعـــــــاء، بــــالــــقــــاهــــرة «أهـــمـــيـــة مـواصـلـة الـجـهـود لـلـوصـول إلـــى وقـــف لإطــاق النار في غزة، وإطلق سراح الرهائن، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية من دون أي قيود»، وفق بيان صحافي للرئاسة المصرية. وتحدثت وسائل إعلم أميركية عن زيارة لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ولــــيــــام بـــيـــرنـــز، إلــــــى الــــــدوحــــــة، وســــــط حــديــث واشنطن عن «تفاؤل حذر» وتحذير «حماس» من «شروط جديدة». زيـــــــــارة بـــيـــرنـــز عـــــدّهـــــا خـــــبـــــراء تـــحـــدثـــوا لـ«الشرق الأوسط»، «محاولة للوسطاء لإسراع الـخـطـى بـشـأن إبــــرام اتــفــاق وتــجــاوز أي نقاط عالقة». ويــبــحــث بـــيـــرنـــز، الأربـــــعـــــاء، فـــي الـــدوحـــة مـــع رئـــيـــس الــــــــوزراء الـــقـــطـــري، الــشــيــخ محمد بـن عبد الرحمن آل ثـانـي، حـل النقاط العالقة بين إسرائيل و«حـمـاس»، و«سبل إحــراز تقدم نـحـو وقـــف إطـــاق الــنــار فــي غـــزة والإفـــــراج عن المحتجزين»، وفق ما نقلته «رويـتـرز» وشبكة «سي إن إن» الأميركية. وتــــــوجــــــد فــــــي قــــطــــر حــــالــــيــــ فــــــــرق فــنــيــة لـبـحـث الاتـــفـــاق، وفـــق مـــســـؤول أمــيــركــي لمـوقـع «أكــســيــوس»، الـثـاثـاء، لافـتـ إلــى أن مستشار الـرئـيـس جــو بــايــدن لــشــؤون الــشــرق الأوســـط، بريت مـاكـغـورك، مـوجـود بالدوحة للمشاركة فــي المــحــادثــات الـتـي تـضـم مـسـؤولـ قطريين ومـــــصـــــريـــــ وإســـــرائـــــيـــــلـــــيـــــ ، فــــــي حــــــ قــــال مــــســــؤولــــون إســــرائــــيــــلــــيــــون، إن وفــــــد بـــادهـــم الــذي وصــل، الاثـنـ ، ضـم ممثلين عـن جهازي «الموساد» و«الشاباك» والجيش الإسرائيلي. وســـبـــق تــلــك المـــحـــادثـــات الــفــنــيــة، اتــصــال بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي المنتخب دونــالــد تـرمـب، الأحـــد، بـشـأن مـفـاوضـات غـزة، ووصــــــول مـسـتـشـار تـــرمـــب لـــشـــؤون الــرهــائــن، آدم بوهلر إلــى إسـرائـيـل، الاثــنــ ، بعد زيــارة مــــبــــعــــوث تـــــرمـــــب لــــلــــشــــرق الأوســــــــــــط، ســتــيــف ديسمبر (كـانـون 9 ويـتـكـوف، إلــى المنطقة فـي الأول) الحالي، وتصريحه بأنه «لـن يكون من الجيد عدم إطلق سـراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل تنصيب الرئيس ترمب. وانـــضـــمـــت تـــحـــركـــات فــــريــــق تــــرمــــب، مـع أخــــــــرى، قـــــام بـــهـــا الأســـــبـــــوع المـــــاضـــــي، رئــيــس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، ورئيس الــــشــــابــــاك، رونــــــ بــــــار، فــــي الــــقــــاهــــرة؛ لـبـحـث اتــفــاق الـهـدنـة، ولــقــاء رئـيـس جـهـاز المـخـابـرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الـوزراء الــقــطــري، فــي الـــدوحـــة؛ لبحث الاتـــفـــاق، حسب «أكــســيــوس»، وتــاهــا وصـــول مستشار الأمــن الــــقــــومــــي الأمـــــيـــــركـــــي، جـــيـــك ســــولــــيــــفــــان، إلـــى إسـرائـيـل، الخميس، وقـطـر، الجمعة، ومصر، السبت، والتشاور بشأن الصفقة بهدف «سد الثغرات النهائية». المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عـــبـــد المــــهــــدي مــــطــــاوع، يـــــرى أن زيـــــــارة بـيـرنـز «اســــتــــكــــمــــالٌ لـــــحـــــراك الــــوســــطــــاء ولـــلـــضـــغـــوط الأمـيـركـيـة المــبــاشــرة مــن إدارة جــو بــايــدن مع فــريــق تــرمــب مــن أجـــل إتــمــام صـفـقـة وتجسير الهوة وكسر التعنت بين الطرفين»، مؤكداً أن «هذا الوجود خطوة متقدمة بالمفاوضات». ويــعــتــقــد خــبــيــر الــــشــــؤون الإســـرائـــيـــلـــيـــة، الــــدكــــتــــور ســعــيــد عـــكـــاشـــة، أن زيـــــــارة بــيــرنــز، مـــحـــاولـــة جـــديـــدة مـــن الـــوســـطـــاء والأمــيــركــيــ لتقريب وجهات النظر بين طرفَي الحرب. وعلى خلف نبرة الأيام الماضية بوسائل إعـــــــام إســـرائـــيـــلـــيـــة وأمـــيـــركـــيـــة حـــــول «اتــــفــــاق وشـــــيـــــك»، تـــحـــدثـــت واشــــنــــطــــن، الــــثــــاثــــاء، عـن «تفاؤل حـذر» وسـط تسريبات إسرائيلية بأن «الطريق لا تزال طويلة»، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، لصحافيين، الثلثاء، إن «التفاؤل الحذر هو طريقة منصفة لوصف الوضع، على الرغم أن الواقعية تخفف منه كثيراً»، مشيراً إلى خيبات الأمل السابقة. وعـــلـــى المــــســــار الـــــحـــــذر، تـــحـــدث مـــســـؤول إسرائيلي مطلع على المحادثات، لـ«إكسيوس»، الــثــاثــاء، قــائــاً إن «الــفــجــوات لا تــــزال كـبـيـرة، وهــــنــــاك فــــجــــوات يـــمـــكـــن لــــفــــرق الــــتــــفــــاوض أن تسدها، وهــذا مـا يحاولون القيام بـه الآن في قطر، وعلى أي حال، لا يزال الطريق طويلً». مــــســــؤول إســـرائـــيـــلـــي آخـــــر أشــــــار إلـــــى أن «الـتـصـريـحـات المتفائلة الـتـي أدلـــى بـهـا وزيــر الـدفـاع، يسرائيل كاتس خـال الأيــام الأخيرة، كـانـت مـبـالَـغـ فـيـهـا»، فــي إشــــارة إلـــى حديثه، الاثنين، بأن «الاتفاق أصبح أقرب من أي وقت مضى». مــــطــــاوع أرجــــــع ذلـــــك الــتــغــيــر إلـــــى وجــــود خلفات متعلقة بالرهائن، مع إصرار إسرائيل اســــتــــام جـــمـــيـــع الأحـــــيـــــاء ورفـــــــض «حــــمــــاس» ذلـــــك، وكـــذلـــك الأســــــرى الـفـلـسـطـيـنـيـون، هـنـاك اخــــتــــافــــات بــــشــــأن إطـــــــاق أصــــحــــاب الأحــــكــــام الكبيرة البارزين، وهل يبقون داخل فلسطين أم خارجها؟ مشيراً إلى أن تلك التفاصيل هي من ستحسم الاتفاق من عدمها. بينما يعتقد عكاشة أن ذلـك التغيير قد يكون محاولة للضغط على «حماس» لتحقيق مكاسب أخرى خلل المفاوضات أو تهيئة الرأي الــعــام الإسـرائـيـلـي بـــأن الـجـولـة قــد تفشل وأن العودة إلى الحرب أقرب. «حماس» من جانبها خرجت في بيان، الثلثاء، مرحّبة بـ«ما تشهده الدوحة من مباحثات جـادة وإيجابية برعاية الإخوة الوسطاء القطريين والمصريين»، مؤكدة أن «الــــوصــــول إلــــى اتـــفـــاق لـــوقـــف إطـــــاق الــنــار وتبادل الأســرى ممكن إذا توقف الاحتلل عن وضــع شـــروط جــديــدة»، مـن دون توضيح تلك الشروط. » الإسرائيلي، i24« وفــي حـ ذكــر مـوقـع الثلثاء، أن «حماس» أبدت مرونة في ملفات، لا سيما الانسحاب الكامل من القطاع إلى آخر جـزئـي، اتهم قـيـادي بالحركة فـي تصريحات، الأربعاء، إسرائيل، برفض الموافقة على الإفراج عــن كـبـار الأســــرى والـــقـــادة الفلسطينيين، في مـفـاوضـات غـــزة، والإصــــرار على ترحيل ذوي الأحـــكـــام الـعـالـيـة إلـــى خــــارج فـلـسـطـ ، بينما تطالب الحركة بأن يتم تخيير الأسـرى بشكل شخصي. وبحسب الـقـيـادي فـي الـحـركـة ذاتـــه، فإن إســـرائـــيـــل تـــريـــد اتـــفـــاقـــ مـــن دون تــوقــيــع على غـرار الحروب السابقة والاكتفاء ببيان قطري ومـصـري، فـي حـ تـشـدّد «حـمـاس» على أنها تريد اتفاقاً مكتوباً وتطلب ضمانات الوسطاء الدوليين بإلزام إسرائيل بتطبيق كامل مراحل الاتفاق. ويؤكد مطاوع أهمية أن تـدرك «حماس» أن الوقت ليس في صالح الشعب الفلسطيني، وأن عليها إنجاز اتفاق يخفف عنها المصاعب، متوقعاً أن تـواصـل إسـرائـيـل اسـتـخـدام أوراق ضغط في ملفَي الانسحاب والرهائن والأسرى حتى آخــر لحظة على الـحـركـة للحصول على تــــنــــازلات أكـــبـــر، كــمــا رأيـــنـــا مـــن نــتــنــيــاهــو في جولات سابقة. منازل فلسطينيين تعرّضتلأضرار بالغة جراء غارات إسرائيلية في بيتلاهيا شمال قطاع غزة (رويترز) القاهرة: «الشرق الأوسط» السلطة الفلسطينية ماضية في عمليتها ضد المسلحين بجنين قـــال وزيـــر الـداخـلـيـة الفلسطيني، الـلـواء زياد هب الريح، إن العملية التي تشنها السلطة فـــي مــديــنــة جــنــ ومـخـيـمـهـا سـتـسـتـمـر حتى تحقيق أهدافها بفرض الأمـن والنظام وبسط الــقــانــون. وأطـلـقـت الـسـلـطـة الفلسطينية قبل نحو أسبوعين حملة أمنية واسعة، في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، ضد مسلحين في المخيم، فـي بـدايـة تـحـرك هـو الأقـــوى والأوســـع منذ سنوات طويلة، ويفترض أن يطال مناطق أخــرى، في محاولة لاستعادة المـبـادرة وفرض السيادة. تحدياتصعبة وأضــــــــاف هــــب الـــــريـــــح، الـــــــذي تــــرأس اجــــتــــمــــاعــــ أمــــنــــيــــ فـــــي جــــنــــ عــــلــــى وقــــع اشـتـبـاكـات مـسـتـمـرة فــي المـخـيـم: «عملية (حـمـايـة وطـــن) مستمرة ومـتـواصـلـة (...) لن نتراجع عن تحقيق أهدافنا وسنلحق كـــل مَـــن يـــحـــاول الـعـبـث بــمــقــدرات شعبنا وتـخـريـب المــشــروع الـوطـنـي الفلسطيني، والجميع تحت القانون». وتخطط السلطة لتوسيع العملية إذا نجحت في جنين. واعترف وزير الداخلية الـفـلـسـطـيـنـي بـــــ«وجــــود تــحــديــات صعبة على المستوى الميداني فـي كـل محافظات الضفة الـغـربـيـة». وقـــال هـب الــريــح: «ثمة تــحــديــات مـرتـبـطـة بـالـعـصـابـات المسلحة وعـصـابـات المـــخـــدرات وعـصـابـات السطو وغـيـره»، وتـابـع: «مــا يهمنا هـو الوصول إلى عقول هؤلاء الشبان للحد من المفاهيم الـتـحـريـضـيـة الــتــي تــغــرر بـهـم مـــن جـهـات مــــغــــرضــــة. نــــريــــد إنــــزالــــهــــم عـــــن الـــشـــجـــرة ودمجهم في المجتمع الفلسطيني، ومَن لا يلتزم ببرنامجنا في ظل التغيرات الراهنة بالمنطقة، فسنستهدفه». «حماية وطن» مـن جانبه، أعـلـن الناطق الرسمي باسم قـــوى الأمـــن الفلسطيني، الـعـمـيـد أنـــور رجــب، أن الأجهزة الأمنية بدأت حملة «حماية وطن» لـحـفـظ الأمـــــن والــســلــم الأهـــلـــي وبـــســـط ســيــادة القانون، وقطع دابر الفتنة والفوضى في مخيم جنين. وتواجه السلطة مسلحين داخـل المخيم تــقــول إنــهــم «مــتــطــرفــون وداعـــشـــيـــون يتبعون أجـنـدات خـارجـيـة» لنشر الفوضى فـي الضفة الـــغـــربـــيـــة. فـــي المـــقـــابـــل يـــقـــول المــســلــحــون إنـهـم «مقاتلون ضـد إسـرائـيـل»، لذلك تريد السلطة كبح جماحهم لأنها «متعاونة مع إسرائيل». وقتلت السلطة خــال العملية مسلحين واعــتــقــلــت آخــــريــــن، وتـــعـــرضـــت لــهــجــمــات أدت إلـى إصـابـات وخسائر في المـدرعـات. ويتبادل عـنـاصـر الأمــــن مــع المـسـلـحـ اشـتـبـاكـات شبه يـــومـــيـــة فــــي المـــخـــيـــم مــــا حـــــــوّل الــــوضــــع هــنــاك إلــــــى مـــــــأســـــــاوي. واتـــــهـــــم رجــــــب مـــــن وصــفــهــم بــــــ«الـــــخـــــارجـــــ عـــــن الـــــقـــــانـــــون» بـــاســـتـــهـــداف المـــواطـــنـــ فـــي حــيــاتــهــم وأمـــنـــهـــم والـتـضـيـيـق عليهم في حركتهم في مدينة جنين ومخيمها، بعد أن اتخذوا مساراً داعشياً في ممارساتهم وسلوكهم. وقــال إن الأجـهـزة الأمنية تمكنت، خـــال العملية المـتـواصـلـة، مــن الـسـيـطـرة على ســيــارتــ مفخختين بـــمـــواد مـتـفـجـرة شـديـدة التأثير، فيما تم تفجير سيارتين وسط مدينة جنين. كما تمكنت من تفكيك متفجرات زرعت في الشوارع والطرقات العامة، وبجانب المرافق الحكومية والخدمية. إنقاذ الضفة وهـــــدد رجــــب المــســلــحــ ، قـــائـــاً إنـهـم بـ«سلوكهم الداعشي» لن يكونوا قادرين على «ثني الأجهزة الأمنية عن المضي قدماً في العملية الأمنية». لكن المسلحين ردوا على السلطة وقـالـوا إنـهـم لا يحملون أي أفكار متطرفة. وقـــــال مـــصـــدر أمـــنـــي كـبـيـر لـــ«الــشــرق الأوســـــــط» إن «الــحــمــلــة تــســتــهــدف إنــقــاذ الضفة من محاولة جرها إلى غزة ثانية»، وأضــــــاف: «ثــمــة مـــن يـتـلـقـى تـعـلـيـمـات من إســرائــيــل، وثـمـة مــن يتلقى تعليمات من الـــــخـــــارج، لـــتـــخـــريـــب الــــوضــــع الأمــــنــــي فـي الضفة». وخــال عـام الـحـرب الإسرائيلية على غزة، هاجمت الرئاسة وحركة «فتح» إيــران أكثر من مـرة، واتهمتها بـ«التدخل فـي الـشـأن الفلسطيني» و«مـحـاولـة جلب حروب وفتن وفوضى». حجارة الدومينو وبـــــدأت الـحـمـلـة الـفـلـسـطـيـنـيـة فـــي جنين بعد أيـام من تحذيرات إسرائيلية من احتمال تـــدهـــور الأوضــــــاع فـــي الــضــفــة الــغــربــيــة، تحت تأثير التطورات الحاصلة في سوريا (انهيار نظام الأسـد) ضمن وضع تعرفه الأجهزة بأنه «تدحرج حجارة الدومينو». وقــــالــــت إذاعـــــــة الـــجـــيـــش الإســـرائـــيـــلـــي إن التقديرات في أجهزة الأمن بأن تدهوراً محتملً فـي الضفة قـد يقود كذلك إلـى انهيار السلطة الفلسطينية. وتــصــف إســرائــيــل المـــواجـــهـــات فـــي جنين بـــأنـــهـــا «غـــيـــر عـــــاديـــــة»، وتــــقــــول إنـــهـــا حـاسـمـة لمستقبل السلطة الفلسطينية. وقـــال مـصـدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوســـــط» إن بـــدء الـعـمـلـيـة الأمــنــيــة يستهدف سحب الذرائع من إسرائيل، وأضــاف: «لم نرد أن نعطي إسرائيل الفرصة كي تفتك بالضفة مثلما فعلت فــي غـــزة ولـبـنـان وتـفـعـل الآن في ســوريــا بـاسـم أمـنـهـا»، وتــابــع المــصــدر: «تـريـد إسرائيل الفوضى. رامالله: «الشرق الأوسط» أرشيفية لوزير المالية بتسلئيلسموتريتشيتحدث معرئيسالوزراء بنيامين نتنياهو يوليو الماضي (رويترز) 24 فيجلسة للكنيست يوم محاولات لتهدئة الرأي العام الإسرائيلي بمكاسب أكبر