issue16823

2 أخبار NEWS Issue 16823 - العدد Thursday - 2024/12/19 الخميس ASHARQ AL-AWSAT السعودية وأستراليا تبحثان دعم استقرار المنطقة والعالم استعرض الأمير خالد بن سلمان وزيــــــر الــــدفــــاع الــــســــعــــودي، أمــــــس، مـع ريـتـشـارد مـارلـز نـائـب رئـيـس الـــوزراء وزير الدفاع الأسترالي، آخر التطورات في المنطقة والعالم، والجهود المبذولة حيالها لدعم الأمن والاستقرار. وبحث الجانبان خـال استقبال الأمـــيـــر خـــالـــد بـــن ســلــمــان لمــــارلــــز، في الــــــريــــــاض، الــــعــــاقــــات الـــثـــنـــائـــيـــة بـن البلدين في المجال الدفاعي، والمسائل ذات الاهتمام المشترك. وفــــــــي ســـــيـــــاق آخـــــــــر، اســـتـــعـــرض مــــجــــلــــس إدارة «هـــــيـــــئـــــة المــــســــاحــــة والمــعــلــومــات الـجـيـومـكـانـيـة» بـرئـاسـة الأمـــيـــر خـــالـــد بـــن ســلــمــان الـتـطـلـعـات المـسـتـقـبـلـيـة لـتـعـزيـز دور الـسـعـوديـة الريادي في المحافل الدولية. ونــــــــــــــاقــــــــــــــش المـــــــــجـــــــــلـــــــــس خـــــــــال اجـتـمـاعـه، أمــــس، المـلـخـص التنفيذي لــــ«الاســـتـــراتـــيـــجـــيـــة الــجــيــومــكــانــيــة»، وإنــشــاء أكـاديـمـيـة وطـنـيـة، والـتـصـور الــــــــعــــــــام لمــــــــشــــــــروع نـــــــظـــــــام المـــــســـــاحـــــة والمعلومات الجيومكانية. وبــــــــحــــــــث المـــــــجـــــــلـــــــس الـــــــبـــــــرامـــــــج والـــدراســـات ذات الأهـمـيـة فــي تحقيق مستهدفات الهيئة والـقـطـاع، مطّلعاً على التجارب المحلية والـدولـيـة التي تعزز برامج ومشاريع السعودية ذات الأثر المباشر على التنمية. واســـتـــعـــرض مـــشـــاركـــات الـهـيـئـة المـــــحـــــلـــــيـــــة والـــــــدولـــــــيـــــــة فـــــــي الــــلــــجــــان والمــؤتــمــرات والملتقيات ذات العلقة، وشراكاتها الاستراتيجية مع الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية. الرياض: «الشرق الأوسط» الأمير خالد بنسلمان لدى استقباله نائبرئيسالوزراء الأسترالي ريتشارد مارلز (واس) مصر تقرّ تشكيل «مجلسالتنسيق الأعلى» مع السعودية ســعــيــ لــتــطــويــر مـــســـتـــوى الـــشـــراكـــة المـصـريـة - الـسـعـوديـة، وافــقــت الحكومة المصرية، أمس الأربعاء، على قرار تشكيل «مـــجـــلـــس الــتــنــســيــق الأعــــلــــى المــــصــــري - الــســعــودي»؛ بـهـدف تعزيز الـتـعـاون بي البلدين ليشمل مختلف المجالات. وكـــان وزيـــر الخارجية المـصـري بدر عبد العاطي قـال خـال مؤتمر صحافي مـــــع نـــظـــيـــره الــــســــعــــودي الأمـــــيـــــر فـيـصـل بــــن فــــرحــــان، فــــي الـــقـــاهـــرة يـــــوم الــعــاشــر : «نـــحـــن 2024 ) مـــــن ســـبـــتـــمـــبـــر (أيـــــــلـــــــول فـــي المــــراحــــل الــنــهــائــيــة لــتــدشــن مجلس الـتـنـسـيـق الأعــلــى المــصــري - الــســعــودي، بـرئـاسـة الـرئـيـس عـبـد الـفـتـاح السيسي وولـي العهد السعودي الأمير محمد بن ســـلـــمـــان»، مـــؤكـــداً عــلــى مـــا سـيـمـثـلـه هــذا المــجــلــس الـتـنـسـيـقـي مـــن «مــظــلــة شـامـلـة للمزيد من تعميق العلقات الثنائية بي البلدين، والـدفـع لآفــاق التعاون بينهما فـــي المـــجـــالات الـسـيـاسـيـة والاقــتــصــاديــة والتجارية والتنموية والاستثمارية، بما يحقق مصالح الشعبي». وخلل اجتماعه أمس، وافق مجلس الوزراء المصري على قرار تشكيل مجلس الـتـنـسـيـق الأعــلــى المــصــري - الــســعــودي، وأوضــحــت الـحـكـومـة المـصـريـة فــي إفـــادة لـــهـــا، أن «المـــجـــلـــس يـــهـــدف إلـــــى تـكـثـيـف الـــتـــواصـــل وتـــعـــزيـــز الـــتـــعـــاون بـــن مصر والمملكة العربية السعودية في مختلف المجالات التي تهم الجانبي». ووفـــــــق بــــيــــان الـــحـــكـــومـــة المـــصـــريـــة، «يـــتـــألـــف المــجــلــس مـــن عــــدد مـــن الــــــوزراء والمـــســـؤولـــن مـــن الــبــلــديــن فـــي المـــجـــالات ذات الـــصـــلـــة»، كـــمـــا «يـــعـــقـــد اجــتــمــاعــات دوريــــة بـالـتـنـاوب فــي الـبـلـديـن، ولـــه عقد اجتماعات استثنائية كلما دعت الحاجة إلى ذلك». وقالت الحكومة المصرية، إن المجلس «سـيـحـل مـحـل الاتـــفـــاق الــخــاص بـإنـشـاء الــلــجــنــة الــعــلــيــا المـــصـــريـــة - الــســعــوديــة المشتركة». ويـعـكـس تشكيل مـجـلـس التنسيق الأعـــلـــى الـــســـعـــودي - المــــصــــري، مـسـتـوى الشراكة العالي بي البلدين حالياً، وفق تـــقـــديـــر وكـــيـــل لــجــنــة الــــشــــؤون الــعــربــيــة بمجلس النواب المصري (البرلمان)، أيمن محسب، الذي قال لـ«الشرق الأوسـط» إن «المـجـلـس يشكل نـــواة لتفعيل الـعـاقـات ويعكس إرادة لتوسيع التعاون بمختلف المجالات». وتوقف محسب، مع التمثيل الرفيع لرئاسة المجلس، بقيادة الرئيس المصري وولــــي الـعـهـد الــســعــودي، مـشـيـراً إلـــى أن «هـــــذه الـــخـــطـــوة ســتــدفــع تـــقـــدم الــتــعــاون في مختلف المجالات، بــإرادة من القيادة الــســيــاســيــة فـــي الـــبـــلـــديـــن»، وأوضــــــح أن «تشكيل المجلس، سيساعد على تنسيق الآراء بي القاهرة والرياض في مختلف المجالات والقضايا الإقليمية». وخـــال اسـتـقـبـال الـرئـيـس المـصـري، وزيــــــر الـــثـــقـــافـــة الــــســــعــــودي، الأمــــيــــر بـــدر بـــن عــبــد الــلــه بـــن فـــرحـــان، الـــثـــاثـــاء، أكــد السيسي «اعـــتـــزاز بـــاده قــيــادةً وشعباً، بالعلقات التاريخية مع السعودية في المجالات كافة». القاهرة: أحمد إمبابي تشكيل مجلسالتنسيق الأعلى يعكسمستوى الشراكة العالي بين السعودية ومصر (واس) بالتزامن مع «منتدى حوكمة الإنترنت» ملتقى دولي في الرياضيناقش الدبلوماسية الرقمية والتحالفات استضافت «منظمة التعاون الرقمي»، الــــثــــاثــــاء، الـــــــــدورة الــــرابــــعــــة مــــن «المــلــتــقــى الدبلوماسي»، بالتعاون مع أمانة مجلس الـــــتـــــعـــــاون الـــخـــلـــيـــجـــي، فـــــي مــــقــــر الأمـــــانـــــة بالعاصمة السعودية الرياض. ومثّلت الفعالية وفقاً للقائمي عليها، منصةً للحوار والتعاون، وشهدت حضور وزراء وســــفــــراء وشــخــصــيــات مـــن الــقــطــاع الــخــاص ومـمـثـلـن عــن الــــدول الأعـــضـــاء في المنظمة، حيث بحثت في «دور التكنولوجيا بوصفها أداة ضرورية للتفاعل مع أصحاب المـــصـــلـــحـــة»، بـــمـــشـــاركـــة جـــاســـم الـــبـــديـــوي، الأمـــــن الـــعـــام لـلـمـجـلـس، وديـــمـــة الـيـحـيـى، الأمـــن الــعــام للمنظمة، ومـمـثـلـن وزاريـــن من 19 مـــن المــشــاركــن فـــي أعـــمـــال الـــــدورة الــــــ «منتدى حوكمة الإنترنت» في الرياض. وتضمن الملتقى عرضاً رئيسياً بعنوان «تـــوقـــعـــات لــلــدبــلــومــاســيــة الــتــكــنــولــوجــيــة ،»2025 العالمية – أبرز العوامل المؤثرة لعام قـدّمـه مـارتـن راوخـــبـــاور، المـؤسـس المـشـارك لـشـبـكـة دبـلـومـاسـيـة الـتـكـنـولـوجـيـا، حيث تناول العناصر الجيوسياسية التي تشكل قــوانــن الـتـكـنـولـوجـيـا وأولـــويـــات الابـتـكـار وتقاطعاتها مع العلقات الدولية، واشتمل على جلسة حوارية تفاعلية بحثت في دور الـدبـلـومـاسـيـة الـتـكـنـولـوجـيـة والـتـحـالـفـات المتعددة الأطـراف في تعزيز اقتصاد رقمي آمن ومرن ومزدهر. وأكّــــد جـاسـم الـبـديـوي عـلـى مــا يمثّله الملتقى بوصفه منصة استراتيجية يشارك فيها المـجـلـس مـعـبّـراً عــن ريـــادتـــه للبتكار الرقمي وتعزيز التعاون الـدولـي، وأضـاف خـــال كلمته الافـتـتـاحـيـة للملتقى أن دول المجلس «تُبرز دورهــا المحوري في تشكيل مــســتــقــبــل الــــتــــحــــول الاقـــــتـــــصـــــادي الـــعـــالمـــي بالتزامها بتطوير الاقـتـصـاد الـرقـمـي مما يـتـمـاشـى مـــع أهـــــداف المـنـطـقـة الأوســـــع في تنمية الاقتصاد وتنويعه». مـــــن جـــهـــتـــهـــا، عـــــــدّت ديــــمــــة الـــيـــحـــيـــى، التكنولوجيا الرقمية «عاملً رئيسياً يفتح آفـــــاق الـــفـــرص الاقـــتـــصـــاديـــة المـسـتـقـبـلـيـة». وأضـافـت أن «الملتقى الدبلوماسي» يؤكّد عـــلـــى دور الـــدبـــلـــومـــاســـيـــة الــتــكــنــولــوجــيــة وأهـــمـــيـــة الـــعـــمـــل المـــشـــتـــرك لـــاســـتـــفـــادة مـن قـــدرات الاقـتـصـاد الـرقـمـي بالكامل وقـيـادة الـتـحـول الـرقـمـي، وكشفت عـن مسعى عبر جمع الأطــــراف المعنية، إلــى جمع الأطـــراف المـعـنـيـة بــهــدف تـعـزيـز الـتـفـاهـم بـــن الـــدول الأعضاء والمنظمات الدولية حـول ضـرورة الدبلوماسية التكنولوجية، وشــدّدت على دعـــم «الــشــمــول الاجــتــمــاعــي فـــي الاقـتـصـاد الرقمي، بما يضم تمكي المرأة والمجتمعات المهمشة». مـــن جــانــبــه، أشــــار مـــارتـــن راوخـــبـــاور، المـــــؤســـــس المــــــشــــــارك لـــشـــبـــكـــة دبـــلـــومـــاســـيـــة الــتــكــنــولــوجــيــا، إلــــى أن مـــواجـــهـــة الأزمـــــات المـــــتـــــعـــــدّدة والمــــتــــداخــــلــــة «تـــتـــطـــلـــب حــــلــــولاً مشتركة»، «إذ تحمل التكنولوجيا الجديدة مفاتيح حل لأكبر التحديات العالمية التي تواجهنا»، وأشاد بتأكيد الملتقى على الدور الأسـاسـي للدبلوماسية التكنولوجية في تشكيل مستقبل لا تُفصل فيه الدبلوماسية عن التكنولوجيا. ويــجــمــع «المــلــتــقــى الــدبــلــومــاســي» في كــــل دورة عــــــدداً مــــن الـــــــــــوزراء، والــــســــفــــراء، والدبلوماسيي، وروّاد الفكر وغيرهم من أصحاب المصلحة للمشاركة في محادثات مــــحــــفــــزة لـــلـــتـــفـــكـــيـــر حـــــــول الـــدبـــلـــومـــاســـيـــة الرقمية تأكيداً على أهميتها في العلقات الدولية، كما يستكشف المقاربات المبتكرة لــــلــــدبــــلــــومــــاســــيــــة، ويـــســـتـــفـــيـــد مــــــن أحــــــدث التطورات التكنولوجية، والأدوات الرقمية، والرؤى المبنية على البيانات لدعم الجهود الدبلوماسية. وفقاً لما تحدث به مسؤولون عن الملتقى لـ«الشرق الأوسط». وكانت الـدورتـان الثانية والثالثة من «الملتقى الدبلوماسي» في سفارتي سلطنة عــمــان وبــاكــســتــان عـلـى الـــتـــوالـــي، وعكست الاستضافة المشتركة مـع مجلس التعاون الـخـلـيـجـي ومـنـظـمـة الـــتـــعـــاون الــرقــمــي في الـــــــدورة الـــرابـــعـــة، الـــتـــوافـــق الاســتــراتــيــجــي بي الجانبي للستفادة من التكنولوجيا الرقمية لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام وسد الفجوة الرقمية إقليمياً ودولياً. الرياض: «الشرق الأوسط» ما مصير الجماعة الحوثية بعد إثارة مخاوفها بالحراك الدبلوماسي؟ كثّفت الجماعة الحوثية خلل الأيام الماضية استعداداتها الميدانية وعمليات الحشد والتجنيد لمواجهة السيناريوهات المحتملة لعودة المعارك العسكرية بينها وبي الحكومة اليمنية والـقـوات الموالية لها داخلياً، إلـى جانب مخاوفها من مساندةٍ تأتي من الخارج، وذلـك بعد أيـام من سقوط نظام بشار الأسد الحليف لها في سوريا. وبـــيـــنـــمـــا يـــشـــيـــر كـــثـــيـــر مــــن المـــــواقـــــف الـــغـــربـــيـــة، والــــحــــراك الـدبـلـومـاسـي إلـــى إمـكـانـيـة إنــهــاء الأزمــــة السياسية فــي اليمن بنفس الطريقة الـتـي جــرت بها إزاحـــة نـظـام الأســـد، خصوصاً أن هــذا حـــدثَ مـع انـهـيـارٍ لنفوذ إيـــران فـي المنطقة؛ ويظهر في تــصــريــحــات وتـــصـــرفـــات الــجــمــاعــة الــحــوثــيــة الـــتـــي تُـــصـــرّ على استمرار مواقفها الرافضة لأي تسوية سياسة. وبـحـث رشـــاد العليمي، رئـيـس مجلس الـقـيـادة الرئاسي اليمني، الاثني، مع الفريق الركن فهد بن حمد السلمان قائد القوات المشتركة، التطورات الميدانية، وسبل دعم الجيش اليمني لتثبيت الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، بما يعود بالنفع على القاطني فيها، ومناقشة دعـم قـيـادة «قـــوات تحالف دعم الشرعية في اليمن». وســبــقــت ذلــــك لــــقــــاءات كــثــيــرة بـــن مـــســـؤولـــن عـسـكـريـون وسـيـاسـيـن ســعــوديــن ويـمـنـيـن وغــربــيــن، فـــي الـــريـــاض، مع القادة لدعم قوات الجيش اليمني ضد الجماعة الحوثية. وشهدت الأيام الماضية تصريحات أميركية غير مسبوقة بـــشـــأن الأزمـــــــة الــيــمــنــيــة، وصـــفـــت الـــنـــفـــوذ الـــحـــوثـــي فــــي الـيـمـن بالعدوان، فيما يبدو تغيراً مهماً تجاه الجماعة، بعد سنوات طويلة اتّهمت فيها الإدارة الأميركية بالنعومة السياسية معها، وحـتـى بعد دخـولـهـا فـي مرحلة المـواجـهـة العسكرية المباشرة معها بسبب أحداث البحر الأحمر، ظلت تلك الاتهامات قائمة. وكشفت السفارة الأميركية لدى اليمن عن لقاءات عقدها الـسـفـيـر سـتـيـفـن فـــاجـــن، ورئـــيـــس مـكـتـب مـكـافـحـة الإرهـــــاب في الـــشـــرق الأوســـــط الــتــابــع لـــــوزارة الــخــارجــيــة الأمــيــركــيــة جيسي ليفنسون، مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، وعدد من المسؤولي اليمنيي، جرى فيها بحث «مواجهة عدوان الحوثي داخــل اليمن وخــارجــه». كما كشفت الـسـفـارة عـن لقاء جـمـع الـقـيـادي الـعـسـكـري فــي الـجـيـش اليمني الـفـريـق محمود الصبيحي، بالسفير الأميركي، مع إشارة إلى بحثهما «مواجهة الـحـوثـيـن فــي الـيـمـن»، بـالـتـزامـن مــع أنــبــاء عــن طـلـب الــولايــات المتحدة من العراق وعمان، طرد ممثلي الجماعة لديهما، بمن فيهم محمد عبد السلم فليتة، الناطق الرسمي باسمها، والذي يـقـيـم فـــي عـــمـــان، ويـمـتـلـك اســتــثــمــارات كـبـيـرة فـــي الـــعـــراق. ولا يستبعد الباحث السياسي اليمني فارس البيل، تكرار سيناريو إسقاط نظام الأسـد في اليمن، لكن ليس بنفس الصورة، نظراً إلــى اخـتـافـات كثيرة، أبـرزهـا مـخـاوف المجتمع الـدولـي مـن أن يكون حل الأزمـة اليمنية عسكرياً سبباً في نشوء بـؤرة صراع جديدة، فالجماعة الحوثية يمكن أن يستخدمها النظام الإيراني لمزيد من التصعيد في المنطقة وإغــاق ممرات الملحة الدولية خلل مرحلة الحسم. وتضع إيران ثقلها العسكري على الجماعة الحوثية، وفقاً لحديث البيل إلى «الشرق الأوسط»، مما يدفع المجتمع الدولي إلى التفكير في حل الأزمة اليمنية بعيداً عن الحسم العسكري، وجـــرّ الجماعة الحوثية بعيداً عـن المــشــروع الإيــرانــي لتصبح حالة سياسية يمنية، لكن مـا يمنع ذلـك هـو الارتـبـاط الوثيق بي الجماعة وإيــران، ومشروعها الطائفي المختلف عن الواقع اليمني. تبدو الجماعة الحوثية متحفزة إزاء ما يجري من لقاءات وتحضيرات لتحريك ملف الأزمـة اليمنية، ورغم أنه لم تتضح بعد ملمح التوجهات المقبلة تجاه هـذه الأزمـــة؛ فـإن الجماعة الحوثية تشعر بالتهديد، ويَـظـهـر ذلــك مـن خــال تصريحات قادتها وتحركاتها على الأرض. وأخيراً، تحدث محمد علي الحوثي، ابن عم زعيم الجماعة، إلــــى وســـائـــل إعـــــام إيـــرانـــيـــة عـــن تــوســيــع خــــيــــارات المـــواجـــهـــة، واستمرار المعركة، وعن خطة عسكرية للمواجهة، مدّعياً عدم الاكتراث بأي استعدادات أو توجهات لحل الأزمة القائمة معها بالحل العسكري، إذ، حسب مزاعمه، فإنهم في الجماعة واجهوا تلك التحديات طوال العقد الماضي، وما زال بإمكانهم الاستمرار في دعم فلسطينيي غزة. ومـــنـــذ أيـــــام أعـــلـــن زعـــيـــم الـــجـــمـــاعـــة، عــبــد المـــلـــك الــحــوثــي، اســتــعــدادهــا لمــواجــهــة كــل تــحــرك يـسـتـهـدفـهـا، ضـمـن مــا سـمّـاه «إطار موقفها ضد أميركا وإسرائيل»، والتصدي «لكل مؤامرة، ولكل استهداف»، مشيراً إلى تدريب مئات الآلاف خلل الأشهر الأخيرة، على المهارات القتالية، و«ليصبحوا حاضرين نفسياً وثقافياً ووجـدانـيـ ومـعـنـويـ »، كما قـــال: «لمـواجـهـة التغييرات التي تحمل مسمى الشرق الأوسط الجديد». ورغم مخاوفها من إطـاق عملية عسكرية ميدانية محلية ضد مواقعها ومناطق سيطرتها وبمساندة خارجية؛ فإن الجماعة الحوثية اختارت التصعيد أسلوبَ هروب إلى الأمام، كما يصفه مراقبون للشأن اليمن، وذلـك بإعلنها استمرار عملياتها العسكرية في المياه الدولية المحيطة باليمن، وإطـاق الصواريخ باتجاه إسرائيل تحت مزاعم مساندة أهالي قطاع غزة. ويؤكد مطهر البذيجي، المدير التنفيذي للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (رصـد)، أن تخوفات الجماعة من اندلاع ثورة شعبية دفعتها لعقد اجتماعات مكثفة ونزول ميداني عبر مشرفيها ومسؤولي التعبئة والتحشيد في مناطق سيطرتها لتجنيد أكبر عددٍ ممكنِ من الأطفال والكبار على حد سواء. ويوضح البذيجي لـ«الشرق الأوسط» أن مخاوف الجماعة مـــن تــنــامــي الــغــضــب الـشـعـبـي تـــــزداد بـسـبـب تـــدهـــور الأوضــــاع المـعـيـشـيـة واســـتـــمـــرار ارتــكــابــهــا الانـــتـــهـــاكـــات الـجـسـيـمـة بحق المدنيي خصوصاً الأطفال والنساء، يدفعها إلى الاستثمار في معاناة سكان قطاع غزة من جهة، وتصعيد مزاعمها بمواجهة إسرائيل والغرب لكسب التأييد والحصول على مزيد من الأتباع والمقاتلي. خلل الأيـام الماضية نفّذت الجماعة، حسبما أعلنت على لسان المتحدث العسكري باسمها، وعبر وسائل إعلمها، ست هجمات باتجاه إسـرائـيـل، واحـــدة منها بمشاركة ميليشيات عراقية موالية لإيران، وهاجمت ثلث سفن حربية أميركية في البحر الأحمر وخليج عدن، كانت ترافقسفناً تجارية لحمايتها. ومـن المتوقع أن تستمر الجماعة الحوثية في التصعيد تجاه إسرائيل، بوصف ذلك إحـدى أهم وسائل الحصول على تأييد شــعــبــي داخــــلــــي، خـــصـــوصـــ مــــع انـــهـــيـــار حــلــفــائــهــا فــــي مــحــور المـمـانـعـة، واضــطــرارهــا إلــى تحمل مسؤولية مـواجـهـة خصوم المحور وحدها، حسب باحث أكاديمي في جامعة صنعاء فضّل عدم ذكر اسمه حفاظاً على سلمته. وإلى جانب المخاوف من الغضب الشعبي، فإن التحركات الــســيــاســيــة والـــدبـــلـــومـــاســـيـــة الــيــمــنــيــة والإقـــلـــيـــمـــيـــة والـــدولـــيـــة المــــحــــدودة، زادت قـلـق قــــادة الـجـمـاعـة مـــن انــســحــاب المـتـغـيـرات الجديدة في المنطقة لتصل إلى اليمن، وبدء تحجيم نفوذها فيه بصفتها إحدى أذرع إيران التي تلقت كثيراً من الخسائر أخيراً. فعالية 15 ورصــــدت «الـــشـــرق الأوســـــط» تنظيم أكــثــر مــن خطابية كبيرة لمن تسميهم الجماعة الحوثية «خريجي دورات طوفان الأقصى» في مختلف المـدن الخاضعة لسيطرتها خلل الشهر الجاري، إلى جانب عشرات الفعاليات الأخرى في الأرياف والمناطق النائية. وحسب الباحث الاقتصادي اليمني يوسف شمسان، فإن إيــران ستدفع بالجماعة الحوثية للبحث عن الربح في الأزمـة اليمنية الــتــي سـتـظـل أحـــد مـلـفـات المــواجــهــة بينها والـــولايـــات المتحدة الأميركية. ويذهب شمسان في إفادة لـ«الشرق الأوسط» إلى ورود حل الأزمـة اليمنية بالحسم العسكري، إلا أن المتوقع تفضيل الــغــرب الـحـل الـسـيـاسـي الـــذي يتضمن إلــــزام الجماعة الـحـوثـيـة بـتـقـديـم كـثـيـر مـــن الـــتـــنـــازلات بـمـا يـحـقـق الــرغــبــة في حماية ممرات الملحة الدولية وتأمي الاقتصاد العالمي من أي أضرار ناتجة عن الأزمة اليمنية. ويتوقع شمسان، وهو باحث أكاديمي في اقتصاد الحرب، أن تُثْقَل الجماعة الحوثية بشروط كثيرة لاسـتـمـرار بقائها فـي المشهد اليمني، ومــن ذلــك تسليم الأسلحة الاستراتيجية والنوعية مثل الصواريخ الباليستية والــطــائــرات والـــــزوارق المُــســيّــرة، والـتـعـهـد بـعـدم الـتـعـرض لأمـن الملحة الدولية أو مصادر الطاقة. ويـــتـــوقـــع مـــراقـــبـــون أن تـــكـــون الـــتـــفـــاهـــمـــات الـــســـعـــوديـــة - اليمنية أكثر جدية في التعاطي مع النفوذ الحوثي في اليمن بعد الـتـطـورات الأخــيــرة فـي المنطقة مـن الـتـحـركـات الأميركية المحدودة. عدن: وضاح الجليل مراقبون يعتقدون أن الجماعة الحوثية تشعر بالتهديد من خلال تصريحات قادتها وتحركاتها على الأرض

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky