issue16823
يـــجـــب أن يـــكـــون ســـقـــوط نـــظـــام حـــــزب «الـــبـــعـــث» الـشـمـولـي فــي ســوريــا خـبـراً ســـاراً للمنطقة والـعـالـم، كما كــان سـقـوط نـظـام «الـبـعـث» المستبد فـي الـعـراق. ومـع ذلـك، يجب أن نكون حذرين؛ فبقاء الطغاة على سـدة الحكم مـأسـاة، وزوالـهـم قد يجلب مآسي إذا لم يتم التعامل مع الأوضاع الجديدة بحكمة، بعيداً عن الانتقامات الداخلية والتدخلات الخارجية. لـطـالمـا كـــان نـظـام الأســـد مــصــدراً لمــأســاة الشعب السوري لأكثر من خمسة عقود. تتكشف أدلة المجازر واسـتـخـدام الأسـلـحـة المـحـرمـة دولـيـا وأسـالـيـب القتل المروعة والمعتقلات سيئة الصيت من خلال شهادات العيان ومشاهد السجون ووثائق الدولة. كـــان هـــذا الــنــظــام أيــضــا مـــصـــدراً لــعــدم اسـتـقـرار المـنـطـقـة. تـدخـ تـه فــي لـبـنـان وتـــورطـــه فــي اغـتـيـالات الـــقـــادة والــنــخــب الــلــبــنــانــيــة، ومــنــهــم رئـــيـــس الـــــوزراء اللبناني رفـيـق الـحـريـري، جلبت المـآسـي لـهـذا البلد الجميل الذي كان دوما منارة للتعايش والثقافة. كما زعزع استقرار العراق بتسهيل تدريب ودخول شبكات ، في 2003 الـجـمـاعـات الإرهــابــيــة الـجـهـاديـة بـعـد عـــام وقت كان العراق بحاجة إلى مد يد العون، لا يد القتل. يــجــب الاحـــتـــفـــاء بــانــهــيــار هــــذا الـــنـــظـــام بـوصـفـه انــتــصــاراً للحرية والــعــدالــة وبـــدايـــةً لـخـ ص الشعب الــســوري مـن مظالم قـاسـيـة. ومــع ذلـــك، ومــع التقدير لـتـصـريـحـات مــتــوازنــة مــن قــائــد الـعـمـلـيـات المشتركة أحمد الشرع، فإن الوضع الحالي يثير القلق، إذ توجد جماعات مسلحة ذات جـذور في تنظيمَي «القاعدة» و«داعش» في أجزاء واسعة من الأراضي السورية. آخـــر مــا يـحـتـاج إلـيـه الــشــرق الأوســــط الــيــوم هو صعود التنظيمات الجهادية المسلحة. فهذه المنطقة لـيـسـت أفــغــانــســتــان المــتــرامــيــة، بـــل هـــي أكــثــر تـرابـطـا مـع الـعـالـم وأكـثـر أهمية استراتيجيا. على المجتمع الـدولـي أن يتحرك بشكل حـاسـم، ليس فقط لمواجهة التهديد الإرهابي المحتمل، بل أيضا لمساعدة الشعب السوري على طي صفحة الاستبداد، ودعـم تطلعاته عــبــر تـشـكـيـل حــكــومــة ديــمــقــراطــيــة مــدنــيــة تُــعــبّــر عن إرادة الـسـوريـن وتمثل جميع مكوناتهم مـن السنة والــعــلــويــن، والـــكـــرد والمـسـيـحـيـن، والـــــــدروز، وبـاقـي الأطــــيــــاف. إطــــــارٌ مـــدنـــيّ شـــامـــلٌ يــمــثّــلُ ضــــــرورةً ليس لسوريا فحسب، بل لتحقيق السلام في المنطقة. مصير سوريا محوري ليس فقط لشعبها، ولكن أيضا لجيرانها. فلبنان بحاجة ماسة إلـى استعادة دولـــتـــه المـــدنـــيـــة الــديــمــقــراطــيــة والــتــنــعــم بــالاســتــقــرار والــســ م بـعـد هـــذه الـسـنـن العصيبة مــن الـصـراعـات والحروب. فـــي الـــوقـــت نــفــســه، وفــــي خــضــمّ هــــذه الــتــحــولات الـكـبـرى فـي المنطقة، يقف الــعــراق عند مفترق طـرق. فقطعا يجب أن يـكـون الــعــراق مهتما بما يـجـري في ســـوريـــا، ويــجــب أن يــكــون عــونــا لأشــقــائــه الـسـوريـن وجيرانه من أجـل استتباب الأمـن والاسـتـقـرار. لكننا لا نستطيع أن نلعب هـــذا الــــدور إذا لــم تـتـم معالجة المشكلات البنيوية لمنظومة الحكم وتحصي الجبهة الداخلية في مواجهة مخاطر رجوع التطرف والتناحر الطائفي الـذي عانى العراقيون بسببها خلال الفترة الماضية من كوارث كبيرة. لا يمكن إنكار أهمية الإنجازات التي تحققت بعد ،2003 إسقاط النظام الاستبدادي «البعثي» في عـام مثل تبني الدستور والـتـداول السلمي للسلطة، وما نشهده اليوم من بـوادر للإعمار والنمو الاقتصادي. ومــع ذلـــك، فــإن المـشـكـ ت البنيوية لا تـــزال قـائـمـة، إذ أدى ضعف بنية الدولة، والفساد، وتمكن الجماعات المسلحة من أموال الدولة وتجاوزها على قرارها إلى تشكيل خطر وجودي على الدولة العراقية نفسها. ويجب على العراق أيضا إعادة صياغة علاقاته مع جيرانه، وذلك بناءً على مفهوم الدولة ذات السيادة وعلاقات الدولة بالدولة، مبنيةً على أساس المصالح المشتركة ورفض التدخل في شؤون الآخر، وألا يكون الــعــراق قـاعـدة لأي طــرف مـعـادٍ لـلـجـوار. الـسـمـاح لأي طرف خارجي بالهيمنة على القرار الوطني العراقي يقوّض السيادة ويغذي عدم الاستقرار وعدم التوازن عـــلـــى صــعــيــد المـــنـــطـــقـــة. يـــجـــب تـــعـــزيـــز ســلــطــة الـــدولـــة ذات الـسـيـادة، فـاسـتـقـرار الــعــراق لا يتقبل القيمومة والوصاية الخارجية والانتقاص من سيادته. العراق، كما أثبت التاريخ، غير مطواع للهيمنة الأجنبية! وكان بيان المرجعية الدينية في النجف الذي أكد على سلطة الـدولـة وحصر الـسـ ح بيدها ومعالجة الـــفـــســـاد، مــوقــفــا حــاســمــا فـــي لــحــظــة تـــاريـــخـــيـــة، كما تــعــودنــا عــلــى مـــواقـــف الــنــجــف الـــتـــي تـــمـــارس أقـصـى درجات المسؤولية والحرص على المصلحة العراقية. كما قلنا سابقا، هناك حاجة ملحّة لحوار وطني حقيقي بــن الـعـراقـيـن لمـراجـعـة الـخـلـل فــي منظومة الـحـكـم والـــوصـــول إلـــى صـيـغـة تمكنهم مــن المـشـاركـة الفعلية في حكم بلادهم ضمن نظام ديمقراطي مدني يرسخ مفهوم الدولة ذات السيادة، وتحصر السلاح بيدها، وتمكن الحوكمة الرشيدة من مجابهة الفساد المستشري وتقديم الخدمات للمواطني. دور الـعـراق بوصفه مـحـوراً فـي الـشـرق الأوسـط يعتمد على قدرته على العمل بشكل مستقل وتعزيز علاقات سلمية مع جميع جيرانه، بما في ذلك عمقه العربي وإيران وتركيا. إن تعزيز السيادة والاستقرار السياسي يمكن أن يحوّل العراق إلـى جسر بي دول الشرق الأوسـط. ولـدى العراق الإمكانية ليكون حجر الـزاويـة في نظام إقليمي جديد يركز على الاستقرار والتكامل الاقتصادي والتعاون بدلاً من الصراع. حــل الـقـضـيـة الــكــرديــة أمـــر ضــــروري أيــضــا. فقد حُـــرم الــكــرد مــن حـقـوقـهـم الـسـيـاسـيـة والـثـقـافـيـة على مــــدى عـــقـــود، ويـــجـــب الإقــــــرار بـــأولـــويـــة مـعـالـجـة هــذه المظالم واحـتـرام حقوق الـكـرد، بصفته شعبا أصيلاً فــي هـــذه المـنـطـقـة. فـفـي ســوريــا، يتطلب الأمـــر ضمان هذه الحقوق الكردية في أي تسوية سياسية وتثبيت مبدأ الشراكة في الوطن ورفـع السياسات التمييزية والإقصائية التي رافقت حكم «البعث». أما في العراق، فــتــجــب مـــراجـــعـــة الـــعـــ قـــة بـــن الــحــكــومــة الــفــيــدرالــيــة وحكومة إقليم كردستان بصورة بنيوية، ومعالجة الــــنــــزاعــــات المــــتــــكــــررة المــتــعــلــقــة بـــــالمـــــوارد والأراضــــــــي والحوكمة والصلاحيات. الـتـحـديـات هـائـلـة، لـكـنّ الــفــرص كــذلــك. الـشـرق الأوســــط يـقـف عـنـد نـقـطـة تــحــول، والـــخـــيـــارات التي تُتخذ الآن ستحدد مسار المنطقة لعقود قادمة. دعم الشعب الـسـوري فـي كفاحه مـن أجــل الديمقراطية، واستعادة عافية لبنان، وإصـ ح النظام السياسي فــي الـــعـــراق، ليست فـقـط واجــبــات أخـ قـيـة، بــل هي أيضا ضرورات استراتيجية. هــــذه المـنـطـقـة عـــاشـــت ظـــروفـــا عـصـيـبـة وحـــروبـــا مـــدمـــرة عــلــى مــــدى الــعــقــود المــاضــيــة بـسـبـب الأنـظـمـة الاسـتـبـداديـة والـعـنـف والـقـمـع، وأيــضــا بسبب حقبة الدولة المتآكلة والمتجاوز عليها من مجاميع مسلحة خارج إطار الشرعية، والتي أقحمت المنطقة وشعوبها في مغامرات خطيرة. حان الوقت لهذه المنطقة أن تستقر، واستقرارها مرهون بشرعية منظومة الحكم المستمَدة من تراضى شعوبها، والـتـركـيـز على تحقيق النمو الاقـتـصـادي والتطور وتوفير فـرص العمل للشباب، واستئصال الإرهاب والتطرف. إذا كان الآخرون قادرين على التحول في مجرى تاريخهم كما حـدث في أوروبـــا وآسـيـا، فلا يوجد ما يـمـنـع هـــذه المـنـطـقـة مــن الـتـحـول بــهــذا الاتـــجـــاه. وإلا، سيبقى هذا الجيل والأجيال القادمة أسـرى لنزاعات تافهة على مفاهيم هامشية، فيما يتحول العالم إلى مسار التقدم والنمو الاجتماعي. هـذا واجبنا بصفتنا قــادة وشعوب هـذه البلاد لتحقيقه. ولـكـن، فـي تـقـديـري، على المجتمع الـدولـي أيــــضــــا أن يـــلـــعـــب دوره فـــــي دعــــــم تـــصـــحـــيـــح المـــســـار واستعادة الدول بناءً على القيم الديمقراطية والمدنية والــســ م والـتـعـايـش ورفـــض الـــعـــدوان، وكـذلـك العمل على إصــ ح حقيقي فـي الـعـراق بما يـؤمّـن التعايش ليس فقط على صعيد الوطن العراقي، بل على صعيد المنطقة. يـــجـــب عـــلـــى المـــجـــتـــمـــع الـــــدولـــــي أن يـــلـــعـــب دوراً اســـتـــبـــاقـــيـــا، مــــن خـــــ ل تـــقـــديـــم الــــدعــــم الـــدبـــلـــومـــاســـي والاقـــتـــصـــادي والأمــــنــــي لاســـتـــقـــرار المــنــطــقــة. لــكــن في نهاية المطاف، تقع المسؤولية على عاتق قادة وشعوب المنطقة. شـــرق أوســـط يـقـوم عـلـى الـتـعـاون والـشـمـول في متناول اليد -إذا توفرت الإرادة لتحقيقه. * الرئيس العراقي السابق دعم السوريين في بناء ديمقراطيتهم أمر واجب OPINION الرأي 13 Issue 16823 - العدد Thursday - 2024/12/19 الخميس * برهمصالح ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ا ر ن و ر ا ا روس ز د ا Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ أ ١٩78 ª« ¬ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ا ر ن و ر ا ا روس ز د ا Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ أ ١٩78 ª« ¬ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ا ر ن و ر ا ا روس ز د ا Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١ ٨٧ ª« ¬ أ ١٩78 ª« ¬ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ا ر ن و ر ا ا روس ز د ا Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ أ ١٩78 ª« ¬ أ ا ن أ ا م و Ghas an Charbel ا ر ن و ر ا ا روس ز د ا Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidro s Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ أ ١٩78 ª« ¬ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ا ر ن و ر ا ا روس ز د ا Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zai Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ أ ١٩78 ª« ¬ أ ا ن أ ا م و Gha san Charbel ا ر ن و ر ا ا روس ز د ا Editor-in-Chief A istants Editor-in-Chief Aidr os Abdula iz Zaid Bin Kami S ud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ أ ١٩78 ª« ¬ أ الرئيس التنفيذي جماناراشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي ssistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا ئي التحرير محمد هاني Mohamed Hani معظم المنطقة عـاشـت وعــانــت مــن متلازمة ، وهي السنة التي 1979 التطرف التي يرمز لها بــ وصــل فيها آيــة الـلـه الخميني إلــى الـحـكـم وأقــام نظاما ثيولوجيا آيدولوجيا متطرفا نشر عدواه في أنحاء المنطقة. أصيبت به المجتمعات العربية وتسلل إلى عمق بعض الأنظمة، في التسعينات وما بعدها. فــــهــــل الــــــــــدور عــــلــــى ســـــوريـــــا الـــــتـــــي تــحــتــفــل بــالــخــ ص مـــن واحــــد مـــن أكــثــر الأنــظــمــة فـظـاعـة وقــســوة فــي الــعــالــم؟ هــل يـعـقـل أن مـعـظـم الـعـالـم الـعـربـي الـــذي لـفـظ حـديـثـا الـتـطـرف وقـضـى على مـعـظـم «الـــقـــاعـــدة» و«داعــــــــش»، وحـــاصـــر «حـــزب الله»، وأبعد «الإخـوان»، يمكن أن يولد من جديد وفي دمشق؟ لـيـس خفيا أن هـنـاك قلقا إقليميا ودولــيــا، وبالطبع سوريّا، من أن يعتلي المتطرفون الحكم ويـــحـــيـــلـــوا حـــيـــاة ســــوريــــا والمـــنـــطـــقـــة إلـــــى أزمـــــات مليون ســـوري إلى 23 وحـــروب فـي وقــت يحتاج الاســــتــــقــــرار الـــســـيـــاســـي والازدهــــــــــار الاقـــتـــصـــادي والعيش حياة كريمة. «هيئة تحرير الـشـام»، حتى الـيـوم، أظهرت تقبلاً للأنظمة الاجتماعية والـدولـيـة، وتعاملت بحساسية مـع مكونات الـبـ د المتنوعة، وصـدر عن رئيسها أحمد الشرع العديد من التصريحات المطمئنة للحكومات والمـواطـنـن، بـأنـه مـع دولـة للجميع، وأنهم ليسوا جماعة تريد تغيير سوريا والعالم وفق رؤية متطرفة. ستتضح الـــصـــورة عـنـدمـا يستقر الـوضـع، ويــفــعّــل الــنــظــام الــجــديــد نــشــاطــه، ويـــديـــر عجلة مؤسساته. أمـا الآن فليس لنا إلا أن نفترض أن المـنـخـرطـن فــي الــثــورة الـسـوريـة تعلموا دروســـا صـعـبـة مـــن تـجـاربـهـم الــطــويــلــة. قــائــدهــم، أحـمـد الشرع نفسه مر بتحولات فكرية كبيرة، وسبق لــه أن تـحـدث عـنـهـا. عـنـدمـا كـــان شـابـا فــي مطلع عـامـا، حيث 42 ، العشرينات يختلف عنه الـيـوم يــبــدو أكــثــر هـــــدوءاً وحــكــمــة. ونــفــتــرض كــذلــك أن المتطرفي لـم يصلوا إلــى أســـوار دمـشـق إلا بعد سنوات من تجاربهم ومعرفتهم بما حدث للأمم التي في محيطهم الجغرافي. لـــم يـنـجـح نـــظـــام ديـــنـــي مــتــطــرف واحـــــد، كل مـــا وصـــل مـنـهـا أو كـــاد يـصـل ســقــط، بـاسـتـثـنـاء نــظــام الـخـمـيـنـي فـــي طـــهـــران، وتــجــربــتــه نــمــوذج وعبرة يستحقان التأمل. نجح في نقل إيران من مزدهرة إلى فقيرة. سخّر كل إمكاناتها لأحلامه الدينية المتشددة، وها هو اليوم يواجه مخاطر مــع سـقـوط الـدومـيـنـو خـارجـيــا، ورفــضــا شعبيا واســـعـــا داخــلــيـــا لــثــقــافــتــه. اســتــوطـــن المـتـطــرفـون أيضا السودان وتركوه خرابا. مروا سريعا على الـــقـــاهـــرة، حــكــمــوهــا لـــعـــام واحــــــد، كـــانـــت تـجـربـة أيقظت المصريي وأعادتهم إلى الميادين للتظاهر لإقـــصـــائـــهـــم. وهـــنـــاك الــــــدول الـــتـــي ابــتــلــيــت قـهـراً بجماعات مسلحة متطرفة مثل «حـزب الله» في لــبــنــان، ومـيـلـيـشـيـات ليبيا والــصــومــال والـيـمـن وغيرها تسببت في تدمير بلدانها. ومن ثمّ ليس أمام حكام دمشق الجدد نموذج واحد ناجح. رمــز يعبر عـن تـاريـخ التطرف 1979 تـاريـخ والــــفــــشــــل. يـــعـــبـــر عـــــن كـــــارثـــــة نـــصـــف قــــــرن حـلـت بـالمـنـطـقـة. الـخـمـيـنـيـة، والــقــطــبــيــة، والـــســـروريـــة، والـسـ لـيـة مثل الـحـوثـيـة، جـــاءت امــتــداداً لقطار الآيديولوجيات الساعية إلى الحكم، من شيوعية واشتراكية وبعثية. سوريا البعثية أخـذت نصيبها تحت نظام عسكري لجيلي مـن بيت الأســـد. إنْ تــرث الحكم وتـــحـــتـــكـــره آيـــديـــولـــوجـــيـــا إســــ مــــويــــة مــتــطــرفــة فسيعني ذلك أن ليل سوريا طويل. ولهذا تحث الأمم المتحدة والقوى الدولية المختلفة القابضي عــلــى الــســلــطــة فـــي دمـــشـــق عــلــى تــبــنــي المــشــاركــة السياسية لاستيعاب الجميع. ليس لأن المشاركة فقط تعكس تنوع الوضع الاجتماعي السياسي فـي سـوريـا، بـل والأهـــم، لأنـهـا الوصفة الوحيدة الــــتــــي يـــمـــكـــن أن تــتــجــنــب الــــفــــوضــــى والاقــــتــــتــــال والتدخلات الخارجية. الأمم المتحدة والقوى الدولية المختلفة تحث القابضين على السلطة في دمشقعلى تبني المشاركة السياسية لاستيعاب الجميع عبد الرحمن الراشد ؟1979 هل وصلت دمشق متلازمة
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky