issue16821
9 تحقيق FEATURS Issue 16821 - العدد Tuesday - 2024/12/17 الثلاثاء شعور يتنامى بأن تل أبيب تعد للعرب في إسرائيل نكبة أخرى بعد الانتهاء منحربغزة ASHARQ AL-AWSAT عرب إسرائيل يدفعون في كل حرب ثمناً مضاعفاً فهم يتلقون الضربات من الطرفين > أضرّت الحرب بالقدرة الاقتصادية للمواطنين العرب أكثر من أيشريحة أخرى في إسرائيل > مــاحــقــة عـلـيـهـم فـــي جميع مـــجـــالات الـــحـــيـــاة. وحـطـمـت فـــروع الـــزراعـــة فــي بلداتهم، وحـــولـــتـــهـــم إلـــــى الـــعـــمـــل فـي المــــــدن الـــيـــهـــوديـــة، وفـــرضـــت قيوداً على التعليم الجامعي لديهم. ولــــكــــن كـــــل هـــــــذه الــــقــــيــــود لـــــم تـكـســر شوكتهم، بل كانت في كثير من الأحيان مــحــفــزاً لـتـحـقـيـق الإنـــــجـــــازات. وخـــاضـــوا نـــضـــالات كــبــيــرة وقـــويـــة لأجــــل الـــحـــق في الــعــمــل، ثـــم لأجـــل تـــدريـــس الـلـغـة الـعـربـيـة في مدارسهم. وشق المواطنون العرب في إسرائيل طريقهم، وحققوا إنجازات هائلة فـي جميع مـجـالات الـحـيـاة. الـيـوم يشكل في المائة منسكان الدولة، لكنهم 19 العرب فـي المـائـة مـن الأطـبـاء 35 يشكلون نسبة مستشفيات 4 فــي المستشفيات، وهــنــاك يهودية في إسرائيل يديرها أطباء عرب دائـــــرة كــبــرى فـــي مستشفيات 30 ونــحــو يـــهـــوديـــة يـــديـــرهـــا أطــــبــــاء عــــــرب، إضـــافـــة مستشفيات عـربـيـة فــي الـنـاصـرة. 4 إلـــى في المائة من 45 ويصل العرب إلـى نسبة 35 في المائة من المحامين و 30 الصيادلة و في المائة 20 في المائة من مقاولي البناء و في 20 من المهندسين. ويشكل العرب نحو المائة من الطلبة في الجامعات والكليات الأكاديمية في إسرائيل، وهذا إضافة إلى ألف طالب يدرسون في جامعات 30 نحو فلسطينية وأردنـــيـــة، وكــذلــك فــي أوروبـــا والولايات المتحدة وروسيا... وغيرها. وحـــســـب دراســــــة أُجــــريــــت فـــي معهد «طـــــــــــاوب» صــــــار مــــعــــدل الــــحــــصــــول عـلـى شــهــادة الـثـانـويـة لـــدى الـنـسـاء العربيات الإســـرائـــيـــلـــيـــات أعـــلـــى مـــن مـــعـــدل الــنــســاء . وكـثـيـر من 2018 الـيـهـوديـات، مـنـذ سـنـة الــنــســاء الــعــربــيــات فـــي إســرائــيـــل يـخـتـرن الــتــخــصــصــات الـعـلـمـيـة والــهــنــدســيــة في المــدرســة الـثـانـويـة الـتـي ترتبط باحتمال ارتــــفــــاع الأجـــــــور فــــي المــســتــقــبــل. وتـظـهـر فــــي المــــائــــة مـن 70 الـــــدراســـــة أن أكـــثـــر مــــن النساء العربيات الإسرائيليات اللواتي يتأهلن للحصول على شـهـادة الثانوية العامة يدرسن هذه التخصصات، مقابل في المائة فقط من النساء اليهوديات. 39 كما ارتفع معدل التحاق النساء العربيات فــــي مـــؤســـســـات الــتــعــلــيــم الـــعـــالـــي بـشـكـل ، وقــد 2013 و 2008 مــلــحــوظ بـــ عـــامـــي في المائة. 50 زادت على نسبة وهــــنــــاك عـــالـــم عـــربـــي فــــي الــهــنــدســة الكيميائية، الـبـروفـيـسـور حـسـام حـايـك، اخـتـراعـ عالمياً، 35 الـــذي سُجّلت باسمه أشــهــرهــا الأنــــف الإلـــكـــتـــرونـــي، الــــذي يشم مــــــرض الـــــســـــرطـــــان. وهــــــو الـــــــذي انـــتُـــخـــب شخصية الـعـام فـي إسـرائـيـل، ويـقـود في نطاق عمله في معهد الهندسة التطبيقية التخنيون في حيفا، فريق أبحاث مكوناً باحثاً وباحثة من حملة الدكتوراه، 46 من وهو يعد من أكبر وأقوى فرق الأبحاث في المعاهد العلمية المحلية والعالمية. وهناك العالم الاقتصادي العربي، البروفيسور ســامــر حـــاج يـحـيـى، الــــذي شـغــل منصب رئـــــيـــــس مــــجــــلــــس إدارة أكـــــبـــــر بــــنــــك فــي إسرائيل «بنك لئومي»، وكــان أحـد أقوى المرشحين لمنصب عميد «بنك إسرائيل». الــبــروفــيــســور مــنــذر بــولــص مــديــر وحـــدة الألـكـتـروفـيـزيـولـوجـيـا ومـنـظـمـات القلب 300 فـي مستشفى «رمــبــام» وهـنـاك نحو بـروفـيـسـور عــربــي فــي إســرائــيــل. وهـنـاك نجاحات أخـرى في مجال الثقافة، الأدب والـــشـــعـــر والــتــمــثــيــل والمـــوســـيـــقـــى والـــفـــن والرياضة. كــل هـــذه الــنــجــاحــات، مــا كــانــت لتتم لــــولا تـــوفّـــر شـــرطـــ أســـاســـيـــ : الأول أن الـعـربـي عـمـل بشكل مـضـاعـف عــن زميله اليهودي في المجال نفسه حتى تمكن من تحقيق الإنجاز والتفوق المهني، والثاني أن هناك يهوداً عقلء ومسؤولين قاوموا الــعــنــصــريــة المــتــبــعــة، ودفـــعـــوا بـزمـائـهـم الـــــعـــــرب إلــــــى الأمـــــــــام فــــتــــبــــوأوا المـــنـــاصـــب الرفيعة، وحققوا الإنجازات. وفي الوقت نفسه، لا بد من الإشـارة إلــى أن سياسة التمييز تـركـت ومــا زالـت تـــتـــرك حــتــى الـــيـــوم أثـــــراً بــالــغــ فـــي حـيـاة المـواطـنـ الــعــرب. والمصيبة هـي أن هذه الـــســـيـــاســـة تــســتــنــد إلـــــى ســلــســلــة قـــوانـــ عـــنـــصـــريـــة تــمــنــح بــشــكــل صـــريـــح حــقــوق تـــفـــوّق لـلـمـواطــن الــيــهــودي عـلـى المــواطــن الـــــعـــــربـــــي.، مـــثـــل قـــــانـــــون الـــقـــومـــيـــة الـــــذي فـــي عهد 2018 ســنّــه الـكـنـيـسـت فـــي سـنـة نـتـنـيـاهـو، أو قـــوانـــ الـجـنـسـيـة وقــانــون الأراضي وقانون الضرائب... وغيرها. وتحاول القيادات السياسية العربية مقاومة هـذه السياسة، علماً أن الأحــزاب مـــن مجموع 10 الـعـربـيـة الـوطـنـيـة تـضـم نائباً فـي الكنيست، وهـم ينقسمون 120 إلـــى تــيــاريــن: الأول يــقــوده تكتل الجبهة الديمقراطية للسلم والمــســاواة والحركة الـعـربـيـة للتغيير بـقـيـادة الـنـائـبـ أيمن عــــــودة وأحــــمــــد الـــطـــيـــبـــي، الــــــذي يـــقـــف فـي المعارضة، ويعتمد على النضال الشعبي السلمي، وتيار الحركة الإسلمية بقيادة الــــنــــائــــب مـــنـــصـــور عـــــبـــــاس، الـــــــذي يـــؤمـــن بالعمل من الداخل، وانضم إلى الائتلف الحكومي في فترة حكومة نفتالي بنيت ويائير لبيد. وعـــلـــى الـــرغـــم مـــن أن الـــنـــواب الــعــرب منتخبون مــن الـشـعـب، والــقــوانــ تتيح لهم حرية التعبير والعمل، فـإن الغالبية الـيـمـيـنـيـة تـنـاصـبـهـم الــــعــــداء، وتـتـعـامـل مـعـهـم كــأنــهــم غــيــر شــرعــيــ . وكــثــيــراً ما تـم إنـزالـهـم بالقوة عـن منصة الكنيست، وطردهم من القاعة، عندما تفوّهوا بكلم لا يـــروق الـيـمـ . وهـــم يـخـوضـون تحدياً كـــبـــيـــراً وخـــطـــيـــراً فــــي الـــســـنـــوات الأخـــيـــرة أكــتــوبــر (تــشــريــن الأول) 7 عـمـومـ ومــنــذ بــشــكــل خــــــاص. فـــهـــنـــاك ســلــســلــة قـــوانـــ لتقييد حــريــة الـتـعـبـيـر وحـــريـــة التنظيم وكثير مـن الـقـوانـ العنصرية الـتـي يتم سنّها حالياً بوتيرة عالية مثيرة للقلق؛ فالعرب يشعرن اليوم بـأن قيادة الشعب الــيــهــودي لــم تتعلم مــن دروس الـتـاريـخ؛ فهم الذين تعرّضوا للعنصرية والتفوق العرقي في أوروبــا، يمارسون العنصرية والتفوق العنصري ضد العرب. العرب في إسرائيل خلال الحربعلى غزة يـــــرى الــــعــــرب فــــي إســـرائـــيـــل مـشـاهـد الـــدمـــار والــكــارثــة الإنـسـانـيـة فــي الـقـطـاع، وهــــــم يــــتــــأثــــرون بـــهـــا كـــثـــيـــراً. فــــــــأولاً هـــذا شعبهم. على الـرغـم مـن أنـهـم لـم يـؤيـدوا هـــــجـــــوم «حــــــمــــــاس» عــــلــــى بـــــلـــــدات غــــاف غــــــــزة، خـــصـــوصـــ الاعــــــــتــــــــداءات الـــدامـــيـــة عـلـى المــدنــيــ ، وكـــانـــوا عــرضــة لـضـربـات «حــــــمــــــاس» بـــشـــكـــل مــــبــــاشــــر، إذ سـقـطـت صـــــواريـــــخ «حـــــمـــــاس» فــــي بــــلــــدات الــنــقــب وصــــــواريــــــخ «حـــــــزب الـــــلـــــه» فـــــي الـــبـــلـــدات شخصاً 18 العربية فـي الجليل، وقتلت منهم، إلا أنهم عـبّـروا عـن الغضب والألـم على مـا أصـــاب أهــل غــزة وأهـــل لبنان من مــمــارســات عــدوانــيــة إســرائــيــلــيــة. وكلما اسـتـمـرت المــأســاة الإنـسـانـيـة فـي القطاع، تــفــاقــم الــغــضــب لــــدى الــجــمــهــور الــعــربــي، وتـصـاعـدت الـحـاجـة إلــى الاحـتـجـاج ضد الحرب. فإلى جانب الاستنكارات الحادة الـــتـــي يـطـلـقـهـا قـــــادة الــجــمــهــور الــعــربــي، وانـــتـــظـــام الـــنـــاس فـــي مـــحـــاولـــة لـتـوسـيـع المساعدات الإنسانية المرسلة إلى القطاع، كلفتهم الـحـرب ثمناً باهظاً على صعيد حياتهم اليومية؛ فالمجتمع الإسرائيلي الــــيــــهــــودي مــــا زال يـــعـــانـــي مــــن الــصــدمــة أكـتـوبــر 7 الـنـفـسـيـة الـــتـــي لــحــقــت بـــه فـــي ، وتنعكس بشكل حـاد على تعامله 2023 مع الجيران العرب؛ فاليهود يخافون ليس فقط من الفلسطينيين القاطنين في بلدات حـدوديـة مثل قلقيلية وطولكرم وجنين، بل أيضاً من البلدات العربية في إسرائيل، ويقولون: «ما ضمان ألا يهاجمنا سكان تلك البلدات كما فعلت (حماس) في غلف غـــــــزة؟». وبـــالمـــقـــابـــل، يـــاحـــظ الـــعـــرب هــذا الخوف في الاحتكاك اليومي وينشأ أيضاً لديهم خـوف مقابل، فيسألون: «مـا الذي يضمن ألا يفكر المتطرفون في الانتقام منا نحن على ما يجري في ساحات الحرب؟». ويـتـحـول الـقـلـق إلـــى كــابــوس عندما يـــســـتـــمـــعـــون إلـــــــى تــــصــــريــــحــــات الــــــــــوزراء المتطرفين. وقد تضرر الشعور الشخصي بــــالأمــــان عـــنـــدمـــا أقــــدمــــت الـــحـــكـــومـــة عـلـى تــوزيــع عــشــرات ألـــوف الـتـراخـيـص لحمل الــســاح الـــنـــاري. فـقـط فــي نـهـايـة أكـتـوبـر المــــاضــــي، ضــجــت إســـرائـــيـــل بـــحـــادث قيل إنــــه «مـــحـــاولـــة دهــــس إرهـــابـــيـــة قــــرب مقر (الموساد)»، قُتل فيها رجل مسن، وأصيب نحو الأربعين بجراح. وفي حينه داهمت ســــيــــارة شـــحـــن مـــحــطـــة ركـــــــاب فــــي مــفــرق غـــلـــيـــلـــوت، عـــنـــدمـــا كــــانــــت حـــافـــلـــة تـــفـــرغ ركابها. وقام رجل أمن بإطلق الرصاص عـــلـــى الـــســـائـــق وأرداه قـــتـــيـــاً، وجـــعـــلـــوا منه فـي إسـرائـيـل بـطـاً، وادعـــوا أنــه أنقذ حياة الـعـشـرات. وبعد ثلثة أسابيع من الـتـحـقـيـق، أعـلـنـت الــشــرطــة الإسـرائـيـلـيـة أن الـرجـل، وهــو مـواطـن عربي مـن مدينة قـلـنـسـوة يـحـمـل الـجـنـسـيـة الإسـرائـيـلـيـة، إنــســان بــــريء. كـــان قــد أجـــرى عملية قلب مــفــتــوح، وأصـــيـــب بـنـوبـة مـفـاجـئـة فــداس على دواسة البنزين دون إرادة. حـتـى قـبـل هـــذه الـحـادثـة كـــان الـعـرب فــي إســرائــيــل يـشـعـرون بـأنـهـم فــي خطر، نتيجة انـفـات الـسـاح وارتــفــاع الخطاب اليميني العنصري. فكم بالحري اليوم، فــي وقـــت الـــحـــرب، الـتـي رفـعـت احـتـمـالات وقــــوع الأخـــطـــاء، والــتــعــامــل مـــع أيّ حـالـة إطـــاق نــار «مــن جـانـب الـعـرب» على أنها عملية «إرهابية». لكن إضافة إلى الأمن الشخصي هنا الــضــرر الاقــتــصــادي؛ فـقـد أضــــرّت الـحـرب بـالـقـدرة الاقـتـصـاديـة للمواطنين الـعـرب، أكـثـر مــن أي شـريـحـة أخـــرى فــي المجتمع الإســـــرائـــــيـــــلـــــي. وتــــشــــيــــر مـــعـــطـــيـــات بــنــك إسرائيل إلى أن نسبة البطالة لدى العرب تـفـاقـمـت مـــع بـــدايـــة الـــحـــرب، وخـصـوصـ فــي صـفـوف الـــذكـــور، إذ انخفضت نسبة 27 تشغيل هؤلاء في هذه المرحلة بنسبة في المائة في أوساط 11 في المائة، مقارنةً بـ 2024 الذكور من اليهود. وفي بداية سنة أيضاً، حين تم تسجيل انتعاش في سوق العمل، لوحظ انتعاش أبطأ في توظيف الرجال العرب، وهـذا الانتعاش لم ينجح حـــتـــى فـــــي الـــــوصـــــول إلــــــى مــــســــتــــواه قـبـل الحرب. إن الـــــحـــــرب أوقـــــفـــــت عــــمــــل عــــشــــرات الــــــــوف الـــــعـــــرب فـــــي الــــــــــورش الــــيــــهــــوديــــة. والمصالح التجارية العربية باتت تشكو مـن انـخـفـاض كبير فـي الطلب مـن جانب المــجــتــمــع الـــيـــهـــودي، فـــي ضــــوء الـــدعـــوات المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي إلـى مقاطعة المصالح التجارية العربية. يضاف إلـى ذلـك أن وزيـر المالية، بتسليل سموترتش، أجرى تقليصات شديدة في موازنات الـوزارات الحكومية؛ ما أدى إلى أضرار جسيمة بالخطة الخمسية الهادفة إلــــى تــعــزيــز اقـــتـــصـــاد المــجــتــمــع الــعــربــي، وتقليص هوة التمييز بحقهم. وفــــــوق كــــل هــــــذا، بـــــــادرت المـــخـــابـــرات الإسرائيلية منذ اليوم الأول للحرب إلى حـمـلـة تكميم أفــــواه شــديــدة ضــد الـعـرب، عـــمـــومـــ وضـــــد المــــؤثــــريــــن بــشــكــل خــــاص. شـــخـــص اعـــتُـــقـــلـــوا بـتـهـمـة 300 أكـــثـــر مــــن الــتــعــاطــف مـــع الإرهــــــــاب، بـيـنـهـم الـفـنـانـة دلال أبو آمنة، التي نشرت على حسابها الآيـــــــة الـــقـــرآنـــيـــة «إن يـــنـــصـــركـــم الــــلــــه فـا غـالـب لـكـم»، وبـعـد إغـــاق المـلـف تعرضت لمـظـاهـرات يـومـيـة أمـــام بيتها مــن اليمين الـــعـــنـــصـــري المــــتــــطــــرف، والـــبـــروفـــيـــســـورة نــادرة شلهوب كيفوركيان، التي اعتُقلت لأنـهـا انـتـقـدت المجتمع الـيـهـودي الـــذي لا يستنكر إبــادة الشعب الجارية في قطاع غـــزة خـــال الــحــرب، والمـمـثـلـة مـيـسـاء عبد الـهـادي، ومجموعة من الـنـواب السابقين فــــــي الــــكــــنــــيــــســــت، بـــيـــنـــهـــم رئـــــيـــــس لــجــنــة المـتـابـعـة الـعـلـيـا، محمد بــركــة، والـرئـيـس الـحـالـي لـحـزب التجمع الــوطــنــي، سامي أبـو شـحـادة، والرئيس السابق، الدكتور مطانس شــحــادة، والـنـائـب حنين زعبي، وكــذلــك عـضـو المـكـتـب الـسـيـاسـي للحركة الإســــامــــيــــة، مـــحـــمـــود مـــــواســـــي، وعــضــو قيادة التجمع، يوسف طاطور، والرئيس الأســـــبـــــق لـــلـــهـــيـــئـــة الـــتـــمـــثـــيـــلـــيـــة لــلــطــائــفــة المـسـيـحـيـة الأرثـــوذكـــســـيـــة فـــي الـــنـــاصـــرة، الدكتور عزمي حكيم... وغيرهم. وقد كان معهد أبحاث الأمن القومي فــي تــل أبـيـب قــد أجـــرى دراســــة حـــول هـذه الـــقـــضـــيـــة خــــــرج مـــنـــهـــا بـــالاســـتـــنـــتـــاجـــات والــتــوصــيــات الـتـالـيـة: «إن عــاقــة كـــلّ من الــــدولــــة والأغـــلـــبـــيـــة الـــيـــهـــوديـــة بـالمـجـتـمـع العربي ترتبط مـبـاشـرةً بـالأمـن القومي. هــنــاك خــطــر اســتــراتــيــجــي كــامــن الآن في احــتــمــالات الــتــدهــور نـحـو عـنـف مـتـبـادل مــــن شــــأنــــه أن يــــحــــول الـــبـــلـــد إلـــــى مـــيـــدان مـــواجـــهـــة بـــ الـــيـــهـــود والــــعــــرب. تتحمل سلطات الدولة مسؤولية تحييد الجهات الــــتــــي تـــــعـــــرّض اســــتــــقــــرار الــــعــــاقــــات مـع المـجـتـمـع الــعــربــي لـلـخـطـر، والــعــمــل على تـعـزيـز الــعــاقــات وتـقـويـتـهـا، اسـتـشـرافـ للمستقبل. وذلـــك عـلـى أســـاس الاعــتــراف بأن العلقات المستندة إلى ضبط النفس ولــجــمــهــا، هـــي وســيــلــة لــتــحــريــك تـسـويـة مستقبلية بين إسرائيل والفلسطينيين ما بعد الحرب. بناءً عليه، بات من المطلوب الــيــوم اتــخــاذ إجــــراء لــه تـأثـيـر فــي الـوعـي من أجل الحفاظ على الاستقرار الداخلي. إن توسيع نطاق المساعدات الاقتصادية المـوجـهـة إلــى السلطات المحلية العربية، والمصالح التجارية، والمحتاجين، سيؤثر بـــــصـــــورة إيــــجــــابــــيــــة، وذلــــــــك إلـــــــى جـــانـــب الامــتــنــاع عـــن الإمـــعـــان فـــي فـــرض الـقـيـود عـلـى حــريــة الـتـعـبـيـر، وتـصـعـيـد الـنـضـال ضــــد الإجــــــــرام والـــعـــنـــف، ولـــجـــم الــجــهــات المتطرفة من الجانبين، وتلفي المضايقات والمـواجـهـات المتبادلة التي من شأنها أن تشعل النار في البلد». يتلقون الضربات من الطرفين المـــــواطـــــنـــــون الـــــعـــــرب فـــــي إســــرائــــيــــل يدفعون في كل حرب ثمناً مضاعفاً، يعبّر عنحالتهم الفريدة؛ فهم يتلقون الضربات مـن الـطـرفـ ، باستمرار. فـي حــرب لبنان مواطناً 44 الثانية، على سبيل المثال، قُتل جندياً في إسرائيل. قسم كبير 12 مدنياً و مـــن صــــواريــــخ «حـــــزب الـــلـــه» ســقــط داخـــل البلدات العربية، الناصرة وحيفا ومجد 19 الكروم وشفا عمرو وغيرها. وقد قُتل في المائة من 43 عربياً في هذا القصف، أي مجموع القتلى المدنيين. ويضاف إلى ذلك أن أقارب هؤلاء المصابين، سكان الجنوب اللبناني ومخيمات الـاجـئـ ، تعرّضوا للقصف الإسرائيلي. ، التي 2014 في الحرب على غزة سنة سميت فــي إسـرائـيـل «الــجــرف الـصـامـد»، مـدنـيـ ، أحـدهـم عـامـل أجنبي من 6 قُـتـل تايلند والـثـانـي مـواطـن مـن فلسطينيي عــامــ )، 31( مـــن الــنــقــب، عــــودة الـــــودج 48 من أبناء عائلته بجراح. وتبين 3 وأصيب من أقاربه الذين يعيشون في 3 لاحقاً أن قطاع غـزة قُتلوا من القصف الإسرائيلي في الحرب نفسها. في الحرب الحالية حصل الأمر نفسه مواطناً قُتلوا من 33 وأكثر. فمن مجموع جراء الحرب في الشمال، بلغ عدد العرب طفلً من بلدة مجدل شمس 13 (بينهم 22 السورية المحتلة في الجولان). هذه النتيجة تعكسحال فلسطينيي ، بوصفهم مواطنين يقعون في ملتقى 48 الـــــضـــــربـــــات، ويــــتــــلــــقــــون الإصـــــــابـــــــات مــن الـجـمـيـع. فــي بـعـض الأحـــيـــان، يــبــدو ذلـك وضعاً شائكاً مليئاً بالتعقيدات. وهناك من يقول إن «العرب في إسرائيل ممزّقون ما بين مواطنتهم الإسرائيلية، التي تحتم عليهم قـواعـد حياة ونـضـال مختلفة عن بــقــيــة شـــرائـــح شــعــبــهــم، وبــــ انـتـمـائـهـم العربي والفلسطيني الــذي يحتم عليهم اتـخـاذ مـوقـف مغاير ومـعـاكـس للمواقف والسياسة والممارسات الإسرائيلية. لكن هـنـاك مــن يـــرى الأمــــور بـطـريـقـة مختلفة، ويـــــعـــــدّون هـــــذه الـــحـــالـــة تــحــديــ يـسـتـحـق التضحية لأجله. فهم، ومن باب الإخلص لانتمائهم القومي والـوطـنـي والإخــاص لمـواطـنـتـهـم فـــي الـــدولـــة الـعـبـريـة ينتمون إلــــى مـعـسـكـر الـــســـام الإســـرائـــيـــلـــي الـــذي يناضل ضد الاحتلل ومن أجل الاستقلل الفلسطيني فـي دولـــة عاصمتها القدس الشرقية، والسعي إلـى سـام حقيقي بين إســـرائـــيـــل والـــعـــالـــم الـــعـــربـــي والإســــامــــي. وهـم يقولون فـي هـذا الـصـدد: «التعايش السلمي بين اليهود والعرب في إسرائيل المبني على المـسـاواة والاحــتــرام المتبادل، هـو ضـــرورة حيوية لا تــنــازُل عنها. فـإذا لـــم يـنـجـح الــيــهــود والـــعـــرب فـــي إسـرائـيـل بــالــعــيــش مـــعـــ بــــســــام، وتـــقـــديـــم نـــمـــوذج لـــلـــحـــيـــاة المـــشـــتـــركـــة، فـــلـــن يــتــحــقــق ســـام حــقــيــقــي بــــ إســـرائـــيـــل والـفـلـسـطـيـنـيـ وسائر العرب». احتجاجاً على انتشار الجريمة في البلدات العربية (أ.ف.ب) 2023 متظاهرون في إسرائيل خلال أغسطس
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky