issue16821

تسعى دول الاتــحــاد الأوروبــــي للتوافق عــلــى «خــريــطــة طـــريـــق» لـكـيـفـيـة تـعـامـلـهـا مع السلطات السورية التي تسلمت زمــام الأمـور في سوريا بعد السقوط السريع لنظام الرئيس الـــســـابـــق بـــشـــار الأســــــد؛ لــــذا عـــجّـــلـــت، جـمـاعـيـا وفرادى، بإرسال مبعوثين إلى دمشق لتفحص الوضع والتعرف على السلطات الجديدة. وبــــالــــتــــوازي، فــــإن المـــلـــف الــــســــوري احـتـل الأولـويـة في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد، الاثــــــنــــــ ، فـــــي بـــــروكـــــســـــل. ويـــــعـــــد الاجــــتــــمــــاع المـذكـور تمهيداً للقمة الـتـي سيعقدها الـقـادة 19 الأوروبــيــون فـي العاصمة البلجيكية يـوم من الشهر الجاري، والتي سيكون فيها الملف السوري رئيسا على طاولة المباحثات. وقـــالـــت كـــايـــا كــــــالاس، المــمــثــلــة الــجــديــدة لــلــســيــاســة الـــخـــارجـــيـــة الأوروبــــــيــــــة، الاثـــنـــ ، إنها أرسلت مبعوثا أوروبـيـا إلـى دمشق، في الــيــوم نـفـسـه، لـلـتـشـاور مــع الـقـيـادة الـجـديـدة، وسيعقبه، الثلاثاء، وفد من أربعة دبلوماسيين فرنسيين للغرض نفسه. وبانتظار أن تتوضح صــــورة المــوقــف فــي ســـوريـــا، فـــإن الأوروبـــيـــ ، رغم النظرة «الإيجابية» للتحولات السورية، تـنـتـابـهـم مـجـمـوعـة مـــن المـــخـــاوف، لـيـس فقط بالنسبة لأداء الـسـلـطـات الــجــديــدة، بــل حـول مستقبل ســوريــا نـفـسـهـا. وفـــي أي حــــال، فـإن الأوروبــــيــــ وضـــعـــوا مـجـمـوعـة مـــن الـــشـــروط الـتـي يتمسكون بـتـوفـرهـا مــن أجـــل التعاطي الإيجابي مع دمشق. وتعكس التصريحات العلنية الصادرة عن وزراء خارجية الاتحاد، وأيضا من الطرف البريطاني، تطابق الرؤية؛ ما يعني، عمليا، أن الــدول الأوروبـيـة لن تتحرك منفردة في الملف المــــذكــــور، بـــل إنـــهـــا تـــعـــول، كــمــا قـــالـــت مــصــادر فرنسية، على «مـقـاربـة جماعية شاملة لآلية ومضمون التعاطي»؛ ما يوفر لها «ثقلاً» أكبر في التأثير على مجريات الأحداث هناك. ستة تحديات وملفاترئيسية ثمة ستة تحديات وملفات رئيسة تشغل الأوروبــــيــــ كــمــا بـقـيـة الـــعـــالـــم، يـتـمـثـل أولــهــا بالمحافظة على وحدة سوريا وسيادتها على كامل أراضيها. وقال وزير الخارجية الفرنسي جـــان نـويـل بــــارو، الاثــنــ ، إنـــه «يـتـعـ علينا أن نضمن وحـــدة الأراضـــــي الــســوريــة، ويجب أن نتأكد من عدم وجـود (أي) تدخل أجنبي». وكــان بــارو قد توجه السبت إلـى العقبة لعقد سـلـسـلـة لــــقــــاءات مـــع نـــظـــرائـــه مـــن الــســعــوديــة والأردن ومـــصـــر وقـــطـــر وتــــركــــيــــا، بـمـنـاسـبـة الاجتماع الذي دعت إليه عمّان لإجراء سلسلة من المــشــاورات. كذلك اتصل بوزير الخارجية الإسرائيلي للغرض نفسه. وتــــتــــخــــوف بــــــاريــــــس، كــــمــــا غــــيــــرهــــا مــن الــــــعــــــواصــــــم الأوروبــــــــــــيــــــــــــة، مـــــــن المــــخــــطــــطــــات الإسرائيلية والتركية، ومـن تـطـورات الوضع الـــســـوري الـــداخـــلـــي، وكــلــهــا يـمـكـن أن تفضي إلـــى «تـقـسـيـم» ســوريــا. وفـــي مــا يشبه «ثبتا» للمخاطر التي تحيط بالوضع السوري، قالت مصادر دبلوماسية فرنسية رفيعة المستوى، إن «الـــتـــحـــديـــات تــشــمــل كـيـفـيـة الــــوصــــول إلــى استقرار الوضع، وتجنب النزاعات الإقليمية والإثـــنـــيـــة والــديــنــيــة والــطــائــفــيــة، إضـــافـــة إلــى مــــعــــاودة الأعــــمــــال الإرهــــابــــيــــة؛ مــــا مــــن شــأنــه التذكير بما عرفه العراق وليبيا» بعد سقوط نــظــام الــرئــيــس صــــدام حـسـ والـعـقـيـد معمر القذافي. وذهــــبــــت هــــــذه المـــــصـــــادر إلــــــى الــــقــــول إن «الـــدولـــة الـسـوريـة يمكن أن تـنـدثـر»، فــي حـال لـم يتم التحرك نحو الحلول السياسية التي تـــحـــفـــظ وحـــــــدة ســــوريــــا ومـــؤســـســـاتـــهـــا. بـيـد أن الـخـطـر الأكـــبـــر تـمـثـلـه المـخـطـطـات الـتـركـيـة والإسرائيلية؛ فإسرائيل سارعت إلى احتلال الشريط مـنـزوع الـسـ ح الفاصل بينها وبين ، وتــخــطــط لمـضـاعـفـة 1974 ســـوريـــا مــنــذ عــــام أعـــداد المستوطنين فـي الـجـولان الــســوري، في حــ أن تـركـيـا تـؤكـد لمــن يـريـد أن يسمع أنها تريد القضاء على «الإرهابيين» على حدودها، فـي إشـــارة إلــى الــقــوات الـكـرديـة. ولا شـك أنها تـعـول على «تـفـهـم» الـرئـيـس المنتخب دونـالـد تــرمــب الــــذي عــــزم، خـــ ل ولايــتــه الأولـــــى، على سحب القوات الأميركية الداعمة والمتحالفة مع «قسد»، ولم يتراجع عن ذلك إلا بفعل الضغوط التي مورست عليه، وأولها من الأوروبيين. لائحة المطالب الأوروبية طــــــرح الأوروبـــــــيـــــــون فــــي الأيــــــــام الـــثـــ ثـــة المــاضــيــة، وخـصـوصـا يـــوم الاثــنــ ، مجموعة مــــن المـــطـــالـــب ســـمـــاهـــا بــــــارو «الـــــشـــــروط الــتــي يـــتـــعـــ اســـتـــيـــفـــاؤهـــا» مــــن جــــانــــب الــســلــطــات السورية الجديدة. وجــاء في حرفية ما أشار إليه: «حصول الانتقال السياسي الذي يسمح بتمثيل جـمـيـع الأقــلــيــات الــســوريــة، واحــتــرام حــقــوق الإنــــســــان، وحـــقـــوق المـــــرأة فـــي ســوريــا، ورفــــــض الإرهــــــــاب والــــتــــطــــرف». وســـبـــق لــــه أن طلب يوم الأحد «مكافحة (داعش) والإرهاب». ووصــــف الـــوزيـــر الإســبــانــي خـوسـيـه مـانـويـل ألـــبـــاريـــس مــــا ســـبـــق بـــأنـــه «خــــطــــوط حـــمـــراء» سيتحكم احترامها المسبق في رفع العقوبات الأوروبـيـة المفروضة على سوريا، وفي تقديم المــســاعــدات الإنـسـانـيـة. واعـتـبـر بـــارو أنـــه «إذا تمت معالجة هـذه المسائل بشكل صحيح من قبل السلطات الجديدة، عندها يمكننا إجراء محادثة ثانية حول العقوبات». ويــحــرص الأوروبـــيـــون عـلـى الــقــول إنهم بـــعـــيـــدون كـــل الــبــعــد عـــن «الــــســــذاجــــة»، وإنــهــم سمعوا تصريحات أحمد الشرع، (أبـو محمد الـجـولانـي) قـائـد قـــوات «هيئة تحرير الـشـام» والـــرجـــل الـرئـيـس فــي الـنـظـام الــجــديــد، والـتـي وصفتها المصادر الفرنسية بأنها «إيجابية»، إلا أنــهــم يـــريـــدون أفـــعـــالاً. وقــــال بـــــارو: «فيما يتعلق بالسلطات الجديدة فـي دمـشـق، نحن لـسـنـا ســـاذجـــ بـــأي حـــال مـــن الأحــــــوال، نحن عــلــى درايــــــة بــمــاضــي بــعــض هــــذه الـجـمـاعـات الإســـ مـــيـــة». وبــاخــتــصــار يــريــد الأوروبــــيــــون «أفعالاً وليس أقوالاً». الأقواللا الأفعال يـتـضـح مـمـا ســبــق، ووفــــق تعبير سفير فـرنـسـي ســابــق لـــدى المـنـطـقـة، أن الأوروبـــيـــ الـــذيـــن، فـــي أي حــــال، لا يـسـتـطـيـعـون الـتـحـرك فــــي ســــوريــــا مــــن غـــيـــر الــتــنــســيــق مــــع الــجــانــب الأمـيـركـي، ومــا تـقـوم بـه الأمـــم المـتـحـدة ممثلة فـــي مـبـعـوثـهـا غــيــر بـــيـــدرســـون، يــطــلــبــون من حـــكـــام ســـوريـــا الـــجـــدد إبــــــراز «شــــهــــادة حسن ســلــوك»، والــتــي مــن غـيـرهـا لــن يحصل أمـــران بالغا الأهـمـيـة، هـمـا: مـن جهة رفــع العقوبات عاما، 12 المفروضة على النظام السابق منذ والاعتراف بالنظام الجديد. وتضيف باريس إلــى مـا سـبـق، الامـتـنـاع عـن زعـزعـة الاستقرار في المحيط السوري، وتحديداً في لبنان وهو الـــطـــرف الأكـــثـــر هــشــاشــة فـــي الإقـــلـــيـــم. وأكــــدت كالاس أن التكتل لن يرفع العقوبات المفروضة على سوريا إلا إذا ضمن حكامها الجدد عدم اضطهاد الأقليات، وحماية حقوق المرأة، تحت مظلة حكومة موحدة تنبذ التطرف الديني. ومــن جانبها، قـالـت المـصـادر الفرنسية، إن المــــطــــلــــوب «قـــــيـــــام حـــكـــومـــة جـــــديـــــدة تـمـثـل جميع السوريين». لكنها أضافت أن الاعتراف بالنظام الجديد، رغـم البعثة التي تصل إلى دمشق الثلاثاء، «مـا زال بعيداً وغير مطروح الـيـوم». وقـالـت كايا كـــالاس، إن الاتـحـاد يريد «حكومة مستقرة وسلمية وشاملة للجميع». وإذ اعــــتــــبــــرت أن ســــوريــــا يـــمـــكـــن أن تـحـظـى بـ«مستقبل متفائل وإيجابي»، رأت أنـه «غير مـؤكـد، وعلينا أن نتأكد مـن أن الأمـــور تسير في الاتجاه الصحيح»، وخلاصتها: «بالنسبة لنا، لا يتعلق الأمر بالأقوال فقط، بل نريد أن نرى الأفعال»، وأن أموراً كهذه تحتاج إلى وقت طويل حتى تتحقق. رفع العقوبات أمــا ملف رفــع العقوبات الـــذي يـدفـع إليه المـــبـــعـــوث الأمــــمــــي، فـثـمـة صــعــوبــة «إجـــرائـــيـــة» لهذه المسألة بسبب تداخل العقوبات الوطنية والأوروبـــيـــة والــدولــيــة الـتـي فُــرضــت فــي العقد المنقضي. وبحسب المـسـؤولـة الأوروبـــيـــة، فإن الـعـقـوبـات «إحــــدى الـقـضـايـا المــطــروحــة»، لكن البت فيها ليس الـيـوم، بل ربما يُطرح لاحقا. أمـا الأمــر الثاني، فيتناول رفـع «هيئة تحرير الشام» وجماعات المعارضة الأخرى، من لائحة المنظمات الإرهابية، وهو أمر لا يقل تعقيداً عن الأول، ويتطلب مقاربة أوروبية ودولية شاملة. ويـريـد الأوروبـــيـــون التريث قبل الإقـــدام عـــلـــى خــــطــــوة مـــــن هــــــذا الـــــنـــــوع. والـــــحـــــال أن الأوروبــيــ الـذيـن يتعين عليهم التعامل مع أحـمـد الــشــرع، لــم يـنـسـوا تــاريــخ «أبـــو محمد الــجــولانــي» الـــذي تنقل بــ تنظيم «داعـــش» و«الــــنــــصــــرة». ورغــــــم الاعـــــتـــــدال الــــــذي تـــبـــرزه تصريحاته، فــإن «التشكيك» فـي صدقيتها وفي نياته إزاء قيام «سوريا الجديدة» ما زال سيد الموقف. ثمة شـرط آخـر يتمسك به الأوروبـيـون، عــنــوانــه الابـــتـــعـــاد عـــن إيـــــران وروســــيــــا. وفــي رسالة إلى السوريين، كتبت كالاس: «روسيا وإيران ليستا صديقتين لكم، ولا تساعدانكم إذا كنتم فـي ورطـــة. لقد تـركـوا نـظـام الأســد، وهـــذه رسـالـة واضـحـة جــداً تُظهر أن أيديهم مشغولة في مكان آخـر، وأنهم ضعفاء». أما وزيـــر خـارجـيـة هـولـنـدا كـاسـبـار فيلدكامب، فـقـد قـــال الاثـــنـــ : «فـــي مـــا يـتـعـلـق بـالـقـواعـد العسكرية الروسية في سوريا، نريد خروج الروس» من هذا البلد. ويــــــرى الأوروبــــــيــــــون أن ثـــمـــة خـــاســـرَيـــن رئــيــسَــ مـــن الـــتـــطـــورات الأخـــيـــرة هــمــا إيــــران وروســـــيـــــا، ورابـــــحَـــــ أســـاســـيّـــ هـــمـــا تـركـيـا وإســـرائـــيـــل. وتـمـتـلـك هـــاتـــان الـــدولـــتـــان أوراق ضغط قـويـة فـي المـلـف الــســوري. ومــا دامـــت لا تتوفر إرادة دولية خصوصا أميركية، للضغط عـلـيـهـمـا جــــديــــا، فـــــإن الـــتـــداخـــل بــــ الـــعـــوامـــل الداخلية والخارجية سيضاعف، إلــى جانب العوامل الأخرى، من عدم اليقين، ويترك الباب مفتوحا أمام الكثير من السيناريوهات. 3 سوريا ما بعد الأسد NEWS Issue 16821 - العدد Tuesday - 2024/12/17 الثلاثاء تطابق الرؤية مع الطرف البريطاني في الملف ASHARQ AL-AWSAT بيدرسن يشدد للشرع على «انتقالسياسيشامل» فيسوريا شــــــــدد المـــــبـــــعـــــوث الأمــــــمــــــي لــــســــوريــــا غــيــر بـــيـــدرســـن، بــعــد لــقــائــه قـــائـــد «هـيـئـة تـحـريـر الــشــام» أحـمـد الــشــرع (أبـــو محمد الـجـولانـي)، ورئـيـس الحكومة الانتقالية محمد البشير على الحاجة إلــى «انتقال سـيـاسـي شــامــل، وذي مـصـداقـيـة بـقـيـادة ومــلــكــيــة ســــوريــــا، ومـــبـــنـــيّ عـــلـــى المـــبـــادئ .»2254 الواردة في قرار مجلس الأمن رقم وأكــــد، فــي بــيــان، الاثـــنـــ ، عـلـى «نية الأمــــــــم المــــتــــحــــدة فـــــي تــــقــــديــــم كـــــل أشــــكــــال المساعدة للشعب السوري». وكـــــانـــــت الـــــقـــــيـــــادة الــــعــــامــــة لـــــــــإدارة السياسية الجديدة في سوريا قد ذكرت، الأحـــــــد، أن الــــشــــرع نـــاقـــش مــــع بـــيـــدرســـن، ضـــرورة إعـــادة النظر فـي خريطة الطريق التي حددها مجلس الأمن الدولي في عام .2015 وجـــــــاء فــــي بــــيــــان لـــــــــإدارة الـــســـوريـــة الجديدة على تطبيق «تلغرام»، أنه جرى خـــــ ل الـــلـــقـــاء «بـــحـــث ومـــنـــاقـــشـــة ضـــــرورة ، نظراً 2254 إعــــادة الـنـظـر فــي الـــقـــرار رقـــم لــــلــــتــــغــــيــــرات الـــــتـــــي طـــــــــرأت عــــلــــى المـــشـــهـــد الــــســــيــــاســــي؛ مـــــا يـــجـــعـــل مـــــن الـــــضـــــروري تحديث القرار ليتلاءم مع الواقع الجديد»، في إشــارة إلـى قـرار مجلس الأمـن المتعلق بوقف إطلاق النار، والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا. وقـــــــال بــــيــــدرســــن إن إدراج مـجـلـس الأمــن الـدولـي «جبهة النصرة» في لائحة المنظمات الإرهـابـيـة «يشكل عامل تعقيد واضـحـا» فـي الجهود الـرامـيـة إلــى إيجاد طــــريــــق لـــلـــمـــضـــي قـــــدمـــــا. ومــــــع ذلــــــــك، أكـــد أهمية النظر لـ«هيئة تحرير الشام» التي ،2016 انفصلت عن «جبهة النصرة» عـام من خلال أحداث الحرب. وذكــــــر الـــبـــيـــان الـــــصـــــادر عــــن الإدارة الــســوريــة الــجــديــدة، أن الــشــرع شـــدد على «ضــــــرورة الــتــركــيــز عــلــى وحـــــدة الأراضـــــي الــــســــوريــــة، وإعــــــــــادة الإعــــــمــــــار، وتــحــقــيــق التنمية الاقتصادية». وأضاف البيان أنه أثار أيضا «أهمية توفير بيئة آمنة لعودة الــــ جــــئــــ ، وتـــقـــديـــم الــــدعــــم الاقـــتـــصـــادي والسياسي لتحقيق ذلك». أجواء إيجابية تــــواصــــلــــت «الــــــشــــــرق الأوســــــــــــط» مــع جـيـنـيـفـر فــيــنــتــوم، مـــن المــكــتــب الإعـــ مـــي لـلـمـبـعـوث الأمـــمـــي، وسـألـتـهـا عـــن نتائج الــــزيــــارة، فـاكـتـفـت بـــالـــقـــول: «لــــن نــقــدم أي مـعـلـومـات إضــافــيــة عـمـا جـــاء فـــي الـبـيـان الـــرســمـــي» لــبــيــدرســن، إلا أن مـــصـــادر في دمــشــق أوضـــحـــت لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط» أن أجواء الاجتماع بين الشرع والوفد الأممي كـــانـــت إيـــجـــابـــيـــة، وأن الإدارة الـــجـــديـــدة أعطت تطمينات، لكنها تحتاج إلى رؤية تنفيذها على أرض الواقع. وقـــالـــت المــــصــــادر إن بـــيـــدرســـن ركّـــز عـلـى «ضـــــرورة عـــدم الانـــفـــراد بالسلطة، وأن يشمل تشكيل الحكومة الانتقالية المـقـبـلـة كـــل فــئــات الـــســـوريـــ ، وأن يـكـون هــنــاك دور لــلــمــرأة، وحــمــايــة حـقـوقـهـا». ورأت المـصـادر أن الأمــم المتحدة سيكون لـهـا دور فــي المـرحـلـة المـقـبـلـة فــي تسيير الـــــحـــــوارات والـــنـــقـــاشـــات بـــ الــســوريــ لـــلـــتـــوصـــل إلـــــى صـــيـــغـــة يـــتـــوافـــق عـلـيـهـا الـــجـــمـــيـــع مــــن جــــانــــب، ومـــــن جـــانـــب آخـــر تيسير التواصل والنقاشات مع الأطراف الدولية والإقليمية الموجودة على الأرض في سوريا. وأشـــــــــارت المـــــصـــــادر إلــــــى أن الإدارة الـــجـــديـــدة أبــلــغــت الـــوفـــد الأمـــمـــي أن قـــرار ) لــم يعد 2015( 2254 مـجـلـس الأمــــن رقـــم يُجْدي بصيغته الحالية؛ لذا طالب الشرع الــوفــد الأمــمــي بــ«تـحـديـث الـــقـــرار وفـــق ما ينسجم مع الواقع الجديد». وينص القرار ، على إنشاء إدارة انتقالية بعد 2254 رقم اخـتـتـام وفــــدي المــعــارضــة ونــظــام (بــشــار) الأسد المفاوضات. وبــــحــــســــب المـــــــصـــــــادر، فـــــــإن الـــــشـــــرع أكــــد «ضـــــرورة الــتــعــاون الـسـريـع والــفــعــال لمعالجة مــشــكــ ت الــــســــوريــــ »، مـــشـــدداً عــلــى «وحــــدة أراضــــي ســوريــا، وإعــــادة إعـمـارهـا وتنميتها الاقـــتـــصـــاديـــة، وتــوفــيــر بـيـئـة مـنـاسـبـة لـعـودة آمـــنـــة لـــ جـــئـــ إلـــــى ســــوريــــا، وتـــقـــديـــم الـــدعـــم الاقـــتـــصـــادي والــســيــاســي لــهــذه الـعـمـلـيـة، مع الأخـذ في الحسبان أن هذه الخطوات تتطلب تنفيذاً متأنيا تحت إشراف فريق من الخبراء». غطاء الرأس تـــوقـــفـــت المــــصــــادر عـــنـــد طـــلـــب الـــشـــرع مـــن الــنــســاء فـــي الـــوفـــد المـــرافـــق لـلـمـبـعـوث الأمـــمـــي وضــــع غــطــاء الـــــرأس عــنــد الـتـقـاط الصور الرسمية. وبحسب المصادر، لم يتم الاعـتـراض على حضور النساء فـي الوفد الأمـمـي الاجـتـمـاع دون تغطية رؤوسـهـن. وقــالــت المـــصـــادر إن هـــذا الـطـلـب «وإن بـدا تفصيلاً بسيطا وربما هامشيا بالقياس إلـــــى الــــتــــحــــولات الـــكـــبـــرى الـــتـــي تـشـهـدهـا ســوريــا الآن إلا أنـــه مــؤشــر يـجـب الـتـوقـف عـنـده فـي ظـل حـالـة الغموض والضبابية عما ستؤول إليه الأمور». وسـيـطـر مقاتلو المـعـارضـة الـسـوريـة بقيادة «هيئة تحرير الشام» على العاصمة دمـــشـــق فـــي الــثــامــن مـــن ديـسـمـبـر (كـــانـــون الأول) الحالي، تحت اسـم إدارة العمليات العسكرية بعد سيطرتها على كل المناطق التي كانت تحت سيطرة نظام الأسد، الذي انسحب من المؤسسات العامة والشوارع، عـامـا 61 مـنـهـيـا حـكـم «الــبــعــث» الــــذي دام سنة تحت حكم عائلة الأسد. 53 منها ويـعـيـش الــســوريــون فـتـرة حـرجـة في خــضــم تـــحـــولات كـــبـــرى لـــم تــتــضــح تـمـامـا مـآلاتـهـا، رغـــم الارتـــيـــاح الشعبي الـسـوري لخلاصه مـن حكم مستبد، والتطلع نحو بناء دولة جديدة. الشرع مجتمعاً مع بيدرسن والوفد المرافق الأحد (سانا) دمشق: سعاد جروس مبعوث أوروبي في دمشق يتبعه فرنسي... ووزراء خارجية «الاتحاد» يمهدون لقمة الخميس شروط أوروبية شاملة لـ«التطبيع» مع سوريا «الجديدة» باريس: ميشال أبو نجم

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky