issue16821

Issue 16821 - العدد Tuesday - 2024/12/17 الثلاثاء OPINION الرأي 14 دمشق والسير عكسالمتوقع رغــم الـسـعـادة الـغـامـرة الـتـي يعيشها الشعب الـــــســـــوري عـــقـــب ســــقــــوط واحـــــــد مــــن أبــــشــــع الــنــظــم ديكتاتورية، وأكثرها إجـرامـا ودمـويـةً في العالم، فـــإن هـنـاك تـخـوفـات أبــداهــا كـثـيـرون لـيـس بغرض «الــنــكــد» عـلـى الـشـعـب الـــســـوري الـعـظـيـم، وإفــســاد فرحته فـي يــوم انـتـصـاره، إنـمـا لـكـون التغيير في ســـوريـــا جــــاء فـــي مـنـطـقـة فــشــلــت أو تــعــثــرت فيها تــجــارب الـتـغـيـيـر، ســـواء كـانـت مـدنـيـة أو مسلحة، بالتالي فإن الخوف على سوريا مشروع، ليس فقط بسبب الخلفية العقائدية لجانب كبير من الفصائل المسلحة، إنما لكون هـذا المسار محفوفا بالمخاطر من دون أن يعني ذلك أنه ليست أمامه فرص نجاح. والحقيقة أن هناك عاملين فـي صالح تجربة التغيير السورية يجعلان من الوارد أن تسير «عكس المـــتـــوقـــع» إذا حــافــظــت عـلـيـهـمـا: الأول يـتـمـثـل في طريقة التعامل مع النظام والمنظومة القديمة، وهنا سنجد أن قادة الفصائل، على رأسهم أحمد الشرع، أكـــدوا على حرمة الــدم ورفــض الانـتـقـام العشوائي وتصفية الحسابات، بخاصة مع الإدراك الـذي في ذهــن الكثيرين أن «الـصـنـدوق الأســـود» للحكم في سوريا مرتبط بطائفة بعينها بسبب وجود قيادات كثيرة مـن الطائفة العلوية على قمة أجـهـزة الأمـن والمخابرات مارست أبشع صور التعذيب والجرائم بحق باقي أبناء الشعب، بالتالي فإن خطر الانتقام المـذهـبـي نـظـريـا وارد، لكنه لــم يـحـدث ونتمنى ألا يحدث لأن ذلك سيكون بداية فشل المسار الانتقالي، كما غابت حتى اللحظة المفردات المشتقة من كلمة «اجتثاث» التي رُفعت في العراق وليبيا والسودان رغم أن دوافع الثأر والاجتثاث في سوريا تفوق أي بلد آخر. مـحـاكـمـة عـــادلـــة لمـــن أجـــرمـــوا فـــي حـــق الشعب السوري مسار نجاح، والانتقام من البيئة الحاضنة لهؤلاء مسار فشل، والتمييز بين «دلاديــل» النظام وأزلامـــه، وبـ قتلته ومجرميه، أمـر مطلوب حتى يستطيع الـسـوريـون بـنـاء نـظـام جـديـد عينه على المـسـتـقـبـل ومــتــعــافٍ مـــن مــــآلات الــتــجــارب الـعـربـيـة الأخرى. سيظل مأمولاً أن يستمر هذا الخطاب المتحكم فــــي المـــشـــاعـــر و«الــــفــــتــــاوى» الــســيــاســيــة والــديــنــيــة الإقــصــائــيــة الـــتـــي أصـــابـــت حــتــى تـــجـــارب التغيير المدنية والسلمية في العالم العربي، ويحدث قطيعة مع هذا الخطاب الثوري الذي وظفه كل تيار من أجل إقصاء خصومه، فرفعته «القوى الثورية» في مصر بــدعــم إخـــوانـــي عـقـب ثــــورة يـنـايـر (كـــانـــون الـثـانـي) من أجل إقصاء مختلف قيادات النظام القديم 2011 ورفــــع شــعــار «إمـــســـك فـــلـــول»، فــحــدث الـــفـــراغ الـــذي مـأتـه الــقــوى الأكــثــر تنظيما، كـمـا شـهـد الــســودان عقب ثورته مظاهرات لأكثر من عام مطالبة بتفكيك النظام القديم وطـاردوا حتى قياداته الوسيطة من دون أن يبنوا مؤسسات بديلة تحل مكان مؤسسات النظام القديم، فحدث الفراغ الذي لم يكن هناك إلا قــــوات الــجــيــش و«الــــدعــــم الـــســـريـــع» لــيـمــآه وكـانــت النتيجة اقتتالاً أهليا. إن طبيعة التغيير «الــثــوريــة» فـي سـوريـا إذا تـبـنـت مــشــروعــا ديـنـيـا ستمتلك مـــبـــررات أكــثــر من غيرها للانتقام والــثــأر، لكنها مطالبة بــأن تفعل العكس، وأن يكون مشروعها «إصلاحيا» بامتياز مهما كـانـت مـغـريـات الـخـطـاب الــثــوري الإقـصـائـي الـذي راج في أكثر من بلد عربي وكـان أحد أسباب الإخفاق الذي حدث. مـــطـــلـــوب أن يــــكــــون هــــنــــاك مــــشــــروع انــتــقــالــي يـسـتـوعـب كـــل مـــن لـــم يـــتـــورط فـــي اســتــبــاحــة دمـــاء السوريين، ولم يرتكب جرائم جنائية، وهو توجه حـــادث حاليا على مستوى الخطاب المعلن، ولكن مع وجود أعين وأذرع الخارج، ومع تعدد الفصائل المسلحة، ستكون هناك تحديات كبيرة أمام تثبيت أركان هذا المسار. أما العامل الثاني، وهو «خادع»، إذا لم يُشتغل عليه مـن أجــل اسـتـمـراره، ويتعلق بحالة الإجماع شبه الكامل على رفض النظام القديم، التي جعلت أشد القوى علمانيةً لا تعترض على أن تقود قوى التغيير المسلح فصائل إسلامية متشددة، عززته الطريقة التي باع بها بشار أقرب المقربين له وفراره من البلاد خلسة من دون أن يخبر أحداً منهم. الإجـــــمـــــاع الـــوطـــنـــي عـــلـــى رفـــــض نــــظــــام بــشــار سـيـكـون مـــهـــدداً فـــي لـحـظـة انــتــقــال الـسـلـطـة وبـنـاء المؤسسات، فكيف يمكن بناء جيش وطني وأجهزة أمنية وسلطة قضائية مستقلة أو شبه مستقلة لا تخضع لمحاصصة الـقـوى السياسية والفصائل؟ وما هو الأساس العقائدي الجديد الذي على أساسه سيبنى جيش وطني مهني محايد، وأيـضـا كيف يمكن أن تبني سوريا نموذجها الجديد في الواقع الـعـمـلـي بـــصـــورة مـخـتـلـفـة عـــن الـــنـــمـــوذج الإيـــرانـــي الــذي وصفته بأنه «مـــؤذٍ»، بمعنى ألا تكون هناك ميليشيات مسلحة بجانب الجيش، كما هو الحال مع «الحرس الثوري» الإيراني و«الحشد الشعبي» العراقي و«قوات الدعم السريع» السودانية. يحتاج الأمر لدرجة من الوعي «بالصالح العام» لم تعرفها تــجــارب الـتـغـيـيـر بمختلف تـوجـهـاتـهـا فــي الـعـالـم العربي. الــوصــول إلــى مـسـار انتقالي صلب ومتوافق عليه يحتاج أيضا لجهود عربية وتركية للضغط عــلــى إســـرائـــيـــل لــوقــف عـــدوانـــهـــا، وأيـــضـــا الـتـفـاعـل الإيــجــابــي مــع هـــذا المـــســـار، وتــوجــيــه الـنـصـح لـــه لا الوصايا حتى تعود سوريا لعالمها العربي بإرادة شعبها. الوصول إلى مسار انتقاليصلب يحتاج إلىجهود عربية وتركية للضغطعلى إسرائيل لوقفعدوانها علىسوريا عمرو الشوبكي مجموعة بريكسإلى أين؟! يشهد الـعـالـم تــحــوّلاً متسارعا فـي ميزان الـــقـــوى الاقـــتـــصـــاديـــة، الـــــذي أُســـــس مــنــذ عـقـود عــلــى مــركــزيــة نــفــوذ مـجـمـوعـة الــســبــع (فـرنـسـا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا والـولايـات المــتــحــدة الأمــيــركــيــة وكـــنـــدا والـــيـــابـــان) بـقـيـادة الـــولايـــات المـتـحـدة، والــــذي أدّى إلـــى نـشـوء قـوة مماثلة تقف في وجه التيار الغربي وعقوباته الاقـتـصـاديـة المُـجـحـفـة. فـــإن الــعــالــم، مـنـذ تفكك الاتحاد السوفياتي بعد الحرب العالمية الثانية، يبحث عن توازن ومنظومات دولية أكثر عدالة، ولا ســيــمــا أن قـــيـــادة الـــعـــالـــم لـــم تــعــد مــرهــونــة بـالـولايـات المتحدة والـــدول الغربية اقتصاديا وتكنولوجيا. فـــي الــثــانــي والــعــشــريــن مـــن شــهــر أكـتـوبـر ، وعلى مدى ثلاثة أيام، 2024 (تشرين الأول) عام عُقدت «قمة بريكس» السادسة عشرة لمجموعة «بريكس» في مدينة قــازان، عاصمة جمهورية تترستان في روسيا، وضمت دولاً انضمت إلى المجموعة أو مدعوة للانضمام. في الواقع، الهيمنة الأميركية والسياسية هــي الـحـافـز الأســاســي الـــذي جـعـل التفكير في تــشــكــيــل مــجــمــوعــة دولــــيــــة تـــتـــحـــدى الاحـــتـــكـــار الاقــــتــــصــــادي والـــســـيـــاســـي الــــغــــربــــي، وتــــواجــــه الــــعــــمــــ ق الأمـــــيـــــركـــــي؛ وعــــلــــى رأســــــــه الــــــــدولار ،2006 الأمـــيـــركـــي، أمــــراً ضــــروريــــا. لــــذا فـــي عــــام اجتمعت مجموعة تأسيسية مؤلفة مـن أربـع دول (البرازيل وروسيا والهند والصين)، وكانت 2009 يونيو (حزيران) عام 16 أول قمة لها في في روسيا. Yekaterinburg في يكاتيرينبرغ فـــي الـــبـــدايـــة جــــرى تــركــيــز المــجــمــوعــة على تسليط الــضــوء عـلـى فـــرص الاسـتـثـمـار، ثــم ما لبثت أن تحوّلت وأضـحـت كتلة جيوسياسية تــــضــــم ثـــــــ ث دول نـــــوويـــــة (روســــــيــــــا والـــهـــنـــد وخـــ ل انـعـقـاد قمة 2017 والـــصـــ ). وفـــي عـــام بريكس فـي مدينة شيامين الصينية، طُرحت فــكــرة «بــريــكــس بــلــس» الــتــي هـدفـهـا الأســاســي هو إضافة دول جديدة إلى المجموعة كضيوف بصورة دائمة أو مشارِكة في الحوار. وأهــــــــــــداف المــــجــــمــــوعــــة مـــــتـــــعـــــددة؛ أهـــمـــهـــا تحقيق وتعزيز التكامل والاندماج الاقتصادي والاجـــتـــمـــاعـــي، وتـحـقـيـق نــمــو شـــامـــل مـسـتـدام وتنمية قائمة على التكنولوجيا، والعمل على إنـــشـــاء ســــوق مـشـتـركـة لــلــتــجــارة الـــحـــرة (عـلـى غرار خطة مارشال)، وتعزيز التجارة الدولية؛ وتفعيل تبادل العملات المحلية بين المجموعة وإيــجــاد عملة مــوحّــدة، والـتـخـلّـص مـن شـروط صندوق النقد والبنك الدوليين المُجحفة، والأمن والــــســــ م... وهـــكـــذا تُـــقـــدم مـجـمـوعـة الـبـريـكـس نفسها على أنها البديل عـن مجموعة السبع، فما العوامل التي تجعل من مجموعة بريكس قـــــوة جــــاذبــــة لــــــدول الـــجـــنـــوب الــفـــقـــيـــرة والــــــدول النامية؟ في 45 تضم «بريكس» بشكلها الحالي نحو 33.9 مليار نسمة)، و 325( المائة من سكان العالم فـي المـائـة مـن إجمالي مساحة اليابسة، ويبلغ تريليون دولار، بما 29 حجم اقتصاد المجموعة في المائة من حجم الاقتصاد. كما 29 يمثل نحو يمثّل الـنـاتـج المحلي لمجموعة الـبـريـكـس، بناء 36.7 على معيار تعادل القوة الشرائية، نسبة في المائة من الاقتصاد العالمي. لـكـن مــن أهـــم أهـــــداف «بــريــكــس»، وخـاصـة روســــيــــا ورئـــيـــســـهـــا، اهـــــتـــــزاز هــيــمــنــة الـــــــدولار الأمـــيـــركـــي، الـــــذي يُـــعـــدّ مـــن أهــــم أدوات هيمنة الــــــولايــــــات المــــتــــحــــدة عـــلـــى الاقــــتــــصــــاد الـــعـــالمـــي والـسـيـاسـة الـعـالمـيـة، واعــتــمــاد عـمـلـة مشتركة واحـــدة مــوحّــدة خـاصـة بكتلة «بـريـكـس». وفي حـــــال قــــــررت مــجــمــوعــة بـــريـــكـــس ابـــتـــكـــار عـمـلـة مـدعـومـة بـالـذهـب، فــإن الطلب على الـذهـب من جــانــب الــبــنــوك المـــركـــزيـــة ســــوف يــرتــفــع ويــدفــع بأسعار الذهب إلى الارتفاع. لكن هل من السهل التخلص من هيمنة الدولار في المدى القريب؟، وفــي حــال أيّ تـحـوّل سـريـع نحو عملة جديدة سـيُـحـدث صـدمـة شـديـدة على الـنـظـام العالمي، خاصة أن الدولار لا يزال فيسلة عملات احتياط دول العالم وديونها التي تُقوّم بالدولار، كذلك في احتياطات البنوك المركزية في جميع أنحاء الـعـالـم. ومـــاذا عـن الصين التي تُـعـدّ ثاني أكبر مــشــتــرٍ لـــســـنـــدات الـــخـــزانـــة الأمـــيـــركـــيـــة وتـمـتـلـك تـريـلـيـونـات دولار ضـمـن احــتــيــاط من 3 نـحـو النقد الأجنبي، والتي بذلك ستتأثر بأيّ إجراء يــخــص الــــــــدولار، والــــزخــــم المـــتـــســـارع والمـــتـــزايـــد للروبية الهندية، واليوان الصيني الذي يشهد أســـرع مـعـدل نـمـوّ بـ العملات 2016 منذ عــام العالمية؟ ومـاذا عن الأمـوال التي ستتدفّق على ســلــة المــجــمــوعــة (مــــن بـــنـــوك وصـــنـــاديـــق)، وقــد تتكدّس وتشكل تضخما ملحوظا؟ ومـــاذا عن غياب الرؤى حاليا؟ وهل ستكون هناك هيمنة اقتصادية وسياسية أخرى من قِبل الصين مثلاً أو روسيا أو الاثنتين معا؟ أسئلة كثيرة مـطـروحـة، ولـكـن مما لا شك فيه هو أن «بريكس» حُلم من الأرجح أن يتحقق وينجح. *باحثة لبنانية مما لاشكفيه أن «بريكس» حُلم من الأرجح أن يتحقق وينجح * سعاد كريم مستقبلسوريا: مخاوفمشروعة نتعلم من التاريخ أننا لا نتعلم شيئا من التاريخ وفق هيغل. هذه العبارة قفزت إلى مخيلتي وأنا أرى ملامح تلقي «ربيع أصـولـي»، بعد أن جربنا «الربيع الـعـربـي» غير المــأســوف عليه، الـــذي لا تـــزال تداعياته في ليبيا، التي لا يتمنى أحد أن تكون (سوريا ما بعد الأسد)، رغم كل التفاؤل بطريقة سقوط النظام من دون ضحايا، وتصريحات «هيئة تحرير الشام» وقائدها حول المرحلة المقبلة. أجــواء النشوة بــزوال نظام الأسـد مستحقة، لكن المـــخـــاوف حـــول مستقبل ســـوريـــا مــشــروعــة، وينبغي أن تـــكـــون هـــي مـــحـــور الاهـــتـــمـــام والـــحـــديـــث والـــحـــوار والـدبـلـومـاسـيـة فـــي الأيـــــام المـقـبـلـة، فـبـعـد ثــ ثــة عشر عاما مـن الـحـرب الأهلية والطائفية وعسكرة مناطق ســـوريـــا بــعــشــرات بـــل بـمـئـات الـفـصـائـل والـتـنـظـيـمـات مــن كــل الخلفيات والـجـنـسـيـات إلـــى الـحـد الـــذي أحــال سوريا إلى مختبر تجريبي لنماذج إدارة صراع وحكم آيديولوجي للمناطق المـحـررة من «داعـــش»، و«جبهة الـنـصـرة» ثـم الحكم الأصـولـي الــذي أحــدث قطيعة مع التطرف العالمي مـع تشكّل «هيئة تحرير الـشـام» في إدلـــب، ثـم التحالف مـع فصائل مدعومة مـن تركيا لما يشبه الإسلام العسكري المحلي المدعوم من الخارج، في مقابل تجربة الأكــراد مع «قسد»، وكثير من الفوضى والــتــرقــب فــي مـنـاطـق بـعـيـدة عــن نـفـوذ الـ عـبـ على الأرض السورية، أو ما يسمى «فواعل ما دون السلطة .»Non state actor أكثر مـن نصف قـرن مـن نظام «البعث» يمكن أن نتفهم ونبرر بزواله كل هذا الفرح والابتهاج والتفاؤل، لـكـنّ الـتـحـديـات الـتـي تــواجــه ســـوريـــا، مــوحــدة بهوية عربية جامعة لكل المكونات، كبيرة ومعقدة ومخيفة أكـــثـــر مـــن أي مـنـطـقـة مــسّــتــهــا ريـــــاح الــتــغــيــيــر بسبب الجغرافيا والمــــوارد والأطــــراف المـؤثـرة على الـبـ د من خـارجـهـا، مما يتسبب فـي مخاطر هائلة مـن انـعـدام الـــثـــقـــة والــــخــــوف مــــن المـــجـــهـــول، لا ســيــمــا مــــع تـكـشـف المشاريع التي تـحـاول مـلء الـفـراغ ليس على مستوى النظام البائد المنهار والمنكشف، وإنما الفراغ الإيراني، وهو ما يفسر التحركات التركية حتى قبل تدخل الأمم المتحدة والــدول العربية بمساعدات دولية تخفف من تـصـدعـات الـــفـــراغ. وهــنــاك مــنــاوشــات قــد تـتـحـول إلـى مـعـارك على الأرض بـ الـقـوات الـكـرديـة المـدعـومـة من الـــولايـــات المـتـحـدة والـجـيـش الـوطـنـي الـــســـوري، وهـو مزيج مـن الفصائل المسلحة لا يجمعها سـوى رعاية تــركــيــا ورئــيــســهــا رجــــب طــيــب إردوغـــــــان الــــذي يسعى لتوسيع نفوذه على الأرض، بصفته أكبر المنتصرين مـــن زوال الأســــــد، ولـــيـــس بـبـعـيـد الــعــبــث الإســرائــيــلــي بـــســـوريـــا عــلــى طــــول الــــحــــدود الـــســـوريـــة - الـلـبـنـانـيـة، ومـحـاولـتـه مــغــازلــة المــكــونــات الأقــلــويــة، بـيـنـمـا هـنـاك مـــســـاحـــات كــبــيــرة مـــن الــــكــــوادر المــســلــحــة والــتــشــكــ ت الصغيرة التي تجوب باقي المناطق، ممّن لم ينضووا تحت كيان المعارضة، و«هيئة تحرير الشام». فــــي المـــقـــابـــل هـــنـــاك مــــخــــاوف حـقـيـقـيـة مــــن عــــودة «تـنـظـيـم داعـــــش»، وهــنــاك الآلاف مـحـتـجـزون بـالـقـرب مـن عائلاتهم فـي مخيمات تؤمنها الــقــوات الـكـرديـة، أشهرها مخيما الهول والباغوز، ثم حلفاء الأسـد من جـهـة ثـالـثـة يـسـعـون لإنــقــاذ شـــيء مــن خـسـارتـهـم على الأرض عــبــر صــفــقــات لــ حــتــفــاظ بــالــقــواعــد الـبـحـريـة والجوية على ساحل البحر الأبيض المتوسط. مــاذا عـن الـسـوريـ ؟ لا شـك فـي أن عــودة الملايين مليون ســوري، الذين 12 من اللاجئين المنفيين، قرابة يشكلون نصف سكان ما قبل الحرب، تطرح تحديات كبيرة على مستوى تطلعاتهم بشأن سـوريـا جديدة تمنحهم الحد الأدنى من كرامة العيش والأمان والولاء للرض، على أساس أن مستقبل سوريا يجب أن يكون بـيـد الــســوريــ ضـمـن خـطـة دولــيــة مـشـتـركـة تـقـودهـا الأمم المتحدة، والجامعة العربية، ودول الاعتدال وفي مقدمتها السعودية، لتجنيب سوريا أي سيناريوهات محتملة لـحـرب أهلية وأعــمــال عنف أو تـوغـ ت دول أجنبية، والأهـــم توحيد هــذا المـزيـج الــســوري المتنوع تحت حكومة قــادرة على إدارة الانقسامات الطائفية والــعــرقــيــة إلــــى وقــــت صــيــاغــة دســـتـــور جــديــد وإجــــراء الانتخابات. نجاح سـوريـا فـي تخطي هــذه العقبات وطمأنة الـسـوريـ قـبـل غـيـرهـم حـــول مستقبلهم بـحـاجـة إلـى تــــجــــاوز لــحــظــة الـــنـــشـــوة إلـــــى الـــفـــكـــرة، وعـــلـــى أنـــصـــار الـفـاعـلـ الــجــدد مــن خــــارج ســوريــا مــن دول وقــنــوات وشخصيات اعتبارية ألا يبالغوا في تقدير ما حدث ووصفه «بالفتح المبين» من دون قـراءة السياق المعقد لنتيجة بـــدت سـريـعـة، لـكـن نــمــوذج «إدلـــــب» والمـطـبـخ الـــــذي تـــم تـحـشـيـد الـــفـــرقـــاء فــيــه عــلــى إســـقـــاط الـنـظـام بــجــدارة يحتاج إلــى إنـضـاج فـكـرة الــدولــة بـنـمـوذج لا يكون طموحه «طالبان» أو «العدالة والتنمية»، حيث لا تحتمل سوريا الخروج من الهلال الشيعي إلى قوس أصولي. لا تحتملسوريا اليوم الخروج من الهلال الشيعي إلى قوسأصولي يوسف الديني

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky