issue16819

7 حرب متعددة الخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16819 - العدد Sunday - 2024/12/15 األحد السلطة الفلسطينية تطلق حملة أمنية ضد المسلحين في الضفة أطـلـقـت الـسـلـطـة الفلسطينية حـمـلـة أمنية واسعة، في مدينة جنني شمال الضفة الغربية، ضـد مسلحني فـي املخيم الشهير، مخيم جنني، في بداية تحرك هو األقوى واألوسع من سنوات طـويـلـة، ويـفـتـرض أن يـطـول مـنـاطـق أخــــرى، في محاولة الستعادة املبادرة وفرض السيادة. وأعــلـــن الــنــاطــق الــرســمــي بــاســم قـــوى األمـــن الـفـلـسـطـيـنـي، الـعـمـيـد أنـــــور رجـــــب، أن األجـــهـــزة األمنية بدأت، فجر السبت، حملة «حماية وطن» لــحــفــظ األمــــــن والـــســـلـــم األهــــلــــي، وبـــســـط ســـيـــادة القانون، وقطع دابر الفتنة والفوضى في مخيم جنني. وأكد رجب، في بيان، أن هدف هذه الجهود اســـتـــعـــادة مــخــيــم جــنـــ مــــن ســـطـــوة الــخــارجـــ على القانون، الذين نغصوا على املواطن حياته اليومية، وسلبوه حقه في تلقي الخدمات العامة بـحـرّيـة وأمــــان. وتعهد باملضي وبــا هـــوادة في إنفاذ وتنفيذ القانون. واندفعت قوات األمن الفلسطيني إلى مخيم جنني في واحدة من املرات القليلة، قبل أن تندلع اشتباكات واسعة بني عناصر األمــن ومسلحني فلسطينيني تـابـعـ للفصائل هــنــاك. وأظـهـرت مــقــاطــع فــيــديــو تــــبــــادال لـــلـــرصـــاص وانـــفـــجـــارات وحــرائــق ودخــانــا فـي أزقـــة املـخـيـم، قبل أن تعلن الــفــصــائــل أن الـسـلـطـة قـتـلـت أحــــد قـــــادة «كـتـيـبـة جنني» التابعة لـ«الجهاد اإلسلمي». ونـــعـــت «الــــجــــهــــاد» يـــزيـــد جــعــايــصــة «الـــــذي ارتــــقــــى بــــرصــــاص أجــــهــــزة الــســلــطــة فــــي جــنـــ »، متهمة السلطة «بملحقة املقاومني واملطلوبني لـــاحـــتـــال» فــــي اســـتـــهـــداف مــتــصــاعــد ومـتـعـمـد «يــــتــــمــــاهــــى بـــشـــكـــل تـــــــام مـــــع عــــــــــدوان االحــــتــــال وإجرامه». ودعـــت «الــجــهــاد» الـفـصـائـل التــخــاذ موقف حــاســم ضـد الـسـلـطـة، فـاقـتـهـا حــركــة «حــمــاس» الــتــي رأت «مــــا تــنــفــذه أجـــهـــزة الـسـلـطـة بالضفة الغربية استهدافا واضحا للمقاومة املتصاعدة». وطالبت «حماس» قيادة السلطة بـ«لجم سلوك أجــــهــــزتــــهــــا وتـــصـــحـــيـــح بـــوصـــلـــتـــهـــا األخــــاقــــيــــة والـوطـنـيـة نـحـو خــيــار الـــوحـــدة واملــقــاومــة لــردع االحتلل وصد عدوانه». لكن موقفي «حـمـاس» و«الـجـهـاد» لـم يلقيا آذانـا مصغية في رام الله، باعتبار أن الحركتني مـــتـــهـــمـــتـــان بـــالـــســـعـــي إلـــــــى تــــقــــويــــض الـــســـلـــطـــة الفلسطينية. وأكـد مصدر أمني كبير لـ«الشرق األوسـط» أن الـحـمـلـة تـسـتـهـدف إنـــقـــاذ الــضــفــة مـــن مصير مـــشـــابـــه ملــصــيــر قـــطـــاع غــــــزة. وقــــــــال: «إســـرائـــيـــل تـتـربـص بـالـضـفـة، وتــدعــم الـفـوضـى حـتـى تبرر العالم في وقت الحق خطتها الستكمال ما بدأته فـــي غـــــزة؛ تـــدمـــيـــرًا وتــهــجــيــرًا، ومــــن ثـــم تـقـويـض السلطة الفلسطينية». وأضــــــــــاف املـــــصـــــدر أن الـــســـلـــطـــة عــــلــــى عـلــم بــمــخــطــطــات إســـرائـــيـــلـــيـــة واضــــحــــة وصـــلـــت حـد التنفيذ، إلغراق الضفة في الفوضى، مشيرًا إلى أن «مــا حــدث فـي غــزة لـن يحدث فـي الضفة. لقد تعلمنا الدرس جيدًا». وبـدأت الحملة الفلسطينية في جنني، التي تــحــولــت إلــــى مـــركـــز لـلـمـسـلـحـ الـفـلـسـطـيـنـيـ ، بـعـد أيـــام مــن تـحـذيـرات إسـرائـيـلـيـة مــن احتمال تــــدهــــور األوضــــــــاع فــــي الـــضـــفـــة الـــغـــربـــيـــة، تـحـت تـأثـيـر الــتــطــورات الـحـاصـلـة فــي ســوريــا (انـهـيـار نظام األســـد)، ضمن وضــع تعرّفه األجـهـزة بأنه «تدحرج حجارة الدومينو». وقالت إذاعة الجيش اإلسـرائـيـلـي إن الـتـقـديـرات فـي أجـهـزة األمـــن بأن تــدهــورًا محتمل فـي الضفة قـد يـقـود كـذلـك إلى انهيار السلطة. وتصف إسرائيل املواجهات في جنني بأنها «غير عادية». واالشــتــبــاكــات بــ مسلحني وقــــوات أمنية فلسطينية فـي جنني تعد ترجمة لـحـرب أخـرى أشــــــرس عـــلـــى مـــنـــصـــات الـــتـــواصـــل االجـــتـــمـــاعـــي. ويـــمـــكـــن رصــــــد تـــحـــريـــض كـــبـــيـــر عـــلـــى الــســلــطــة الفلسطينية فـي منصة «تـلـغـرام» بوصفها (أي الـــســـلـــطـــة) شـــريـــكـــا لــإســرائــيــلــيــ فــــي مــواجــهــة املقاتلني في الضفة. وهدد مسلحون في جنني ومناطق أخرى في الشمال قيادة وعناصر السلطة بأنهم سيدفعون ثمن «أفعالهم»، لكن السلطة أكدت أنها ماضية، بل حققت إنجازات في يومها األول. وفي رسالة حول جديتها هذه املرة، اجتمع رئـيـس الــــوزراء محمد مصطفى بـقـادة املؤسسة األمـنـيـة فــي جـنـ ، وقـــال مصطفى مــن هـنـاك إن «هــدف ما بجري إنقاذ املخيم وحماية املواطن، ووقـــــف املــــعــــانــــاة... نــعــمــل عــلــى اســـتـــعـــادة زمـــام املـــبـــادرة فــي كـافـة مـحـافـظـات الــوطــن، والنتيجة ستكون إيجابية للجميع». وقــــال الــنــاطــق األمـــنـــي إن عـنـاصـر األجــهــزة األمـــنـــيـــة نــجــحــوا فـــي إعـــطـــاب عـــشـــرات الــعــبــوات املــفــخــخــة فـــي شــــــوارع مــديــنــة جـــنـــ ، واعــتــقــلــوا مسلحني، وسـيـطـروا على مركبة مفخخة كانت مُعدّة ملهاجمتهم. والحملة في جنني مؤجلة منذ فترة طويلة، تـجـنـبـت فـيـهـا الـسـلـطـة الـــدخـــول فـــي مــواجــهــات داخــلــيــة فـيـمـا هـــي مــحــاصــرة مـــن قــبــل إســرائــيــل ســـيـــاســـيـــا ومــــالــــيــــا. لـــكـــن الــــحــــرب الــــتــــي شـنـتـهـا إسرائيل في قطاع غزة، والتغييرات الكبيرة في منطقة الــشــرق األوســـــط، وضـعـتـا الـسـلـطـة على املحك. وتـــراقـــب إســرائــيــل مــا يــحــدث فــي جـنـ عن » إن السلطة تلقت رسالة 12 كثب. وقالت «القناة الـ ساخنة مـن إسـرائـيـل قبل فترة وجـيـزة مفادها: «ابــــــدأوا بـالـتـحـرك وإال فسنضطر إلـــى الــدخــول بـأنـفـسـنـا». لـكـن الـسـلـطـة ال تــربــط بــ إسـرائـيـل وعمليتها في جنني، والتي ستتوسع إلى مناطق أخرى الحقا. رام هللا: كفاح زبون «هدنة غزة»: «ضغوط وعراقيل» تعترض مساعي الوسطاء إلنجاز اتفاق مساع تتوالى للوسطاء بشأن إبرام هدنة فـي قطاع غــزة، كـان أحدثها فـي الـقـاهـرة، وهو ما يفتح تكهنات عديدة بشأن مستقبل االتفاق املنتظر منذ نحو عام عبر جوالت سابقة عادة «ما تعثرت في محطاتها األخيرة». «حــــمــــاس» بــاملــقــابــل تــتــحــدث عـــن سعيها لـ«اتفاق حقيقي»، عقب تأكيد أميركي رسمي عــــن «مـــــؤشـــــرات مـــشـــجـــعـــة»، وســـــط مــــا يـــتـــردد «عـن ضغوط وعراقيل»، وهـي أحـاديـث ينقسم إزاءهـــــــا خـــبـــراء تـــحـــدثـــوا لــــ«الـــشـــرق األوســـــط» بـشـأن مستقبل االتــفــاق بـغـزة، بـ مـن يــرى أن «الصفقة باتت وشيكة ألسباب عديدة، بينها املـوقـف األمـيـركـي، حيث دعـا الرئيس املنتخب يناير 20 دونالد ترمب للفراج عن الرهائن في (كـــانـــون الــثــانــي) املــقــبــل»، وآخـــريـــن يـتـحـدثـون بــحــذر عــن إمـكـانـيـة الـتـوصـل لـلـهـدنـة فــي «ظـل شروط إسرائيلية بشأن األسرى الفلسطينيني، وعدم االنسحاب من القطاع، قد تعرقل االتفاق لفترة». وفي ثالث محطة بعد إسرائيل، الخميس، وقـطـر، الجمعة، بحث مستشار األمــن القومي األميركي، جيك سوليفان، السبت، في القاهرة، مـــع الـــرئـــيـــس عــبــد الـــفـــتـــاح الــســيــســي، «جــهــود الـجـانـبـ لـلـتـوصـل إلـــى اتـــفـــاق لــوقــف إلطـــاق الــــنــــار وتــــبــــادل املــحــتــجــزيــن فــــي غـــــــزة»، وســـط تـأكـيـد مــصــري عـلـى «أهــمــيــة الــتــحــرك الـعـاجـل إلنفاذ املساعدات اإلنسانية إلى القطاع، و(حل الدولتني) باعتباره الضمان األساسي لتحقيق الـسـام واالسـتـقـرار فـي الـشـرق األوســــط»، وفق بيان صحافي للرئاسة املصرية. ســولــيــفــان، بــحــث الــجــمــعــة، فـــي قـــطـــر، مع رئيس الـــوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مستجدات األوضاع في غزة، حسب بـيـان صحافي لــ«الـخـارجـيـة القطرية»، عقب زيارته إسرائيل، وتأكيده في تصريحات، الخميس، أنه «يـزور مصر وقطر؛ لضمان سد ثغرات نهائية قبل التوصل إلى صفقة تبادل»، الفتا إلى أن «وقف إطلق النار واتفاق الرهائن مـن شأنهما أن يـؤديـا إلــى تحرير املحتجزين وزيادة املساعدات املقدمة إلى غزة كثيرًا». الخبير فـي الـشـؤون اإلسرائيلية بـ«مركز األهرام للدراسات السياسية واالستراتيجية»، الدكتور سعيد عكاشة، يرى أن «املساعي ال بد أن تكون موجودة عادة باعتبار أنها تحول بني حــدوث انفجار أو تحتويه، وليس بالضرورة يعني هذا الحراك الدبلوماسي التوصل لشيء؛ إال في ضوء شروط معينة تلزم الطرفني بتقديم تنازالت». ووفــق عكاشة، فـإن هناك طرفا إسرائيليا يـشـعـر حـالـيـا وســـط املــفــاوضــات بــأنــه يتحدث فـــي املـائـة 90 مـــن مــركــز قـــوة بـعـد تـدمـيـر نـحـو مـــــن قــــــــــدرات «حـــــــمـــــــاس»، ويـــتـــمـــســـك بــــشــــروط «مــســتــحــيــل أن تـقـبـلـهـا الــــحــــركــــة»، مــنــهــا عـــدم خروج أسماء كبيرة في املفرج عنهم في األسرى الفلسطينيني، ويضع مطالب بشأن االنسحاب من القطاع. باملقابل يرى املحلل السياسي الفلسطيني، عــبــد املـــهـــدي مـــطـــاوع، أن ثــمــة اخــتــافــا تـشـهـده املـــحـــادثـــات الــحــالــيــة، خـصـوصـا فـــي ظـــل مـسـاع مكثفة مـن الـوسـطـاء وإصـــرار اإلدارة األميركية حــالــيــا عــلــى بــــذل جـــهـــود كــبــيــرة لـلـضـغـط على «حماس» وإسرائيل ليسجل أن الصفقة أبرمت فـي عهد الـرئـيـس جـو بــايــدن، فـضـا عـن وجـود مهلة من ترمب إلتمام الهدنة. ويـــعـــتـــقـــد أن نـــتـــنـــيـــاهـــو قـــــد يـــــنـــــاور خـــال األسبوعني الحاليني من أجل تحصيل مكاسب أكــبــر، وقـــد يـزيـد مــن الـضـربـات بـالـقـطـاع، ويمد املفاوضات إلى بداية العام املقبل لتدخل املرحلة األولى من الهدنة قبل موعد تنصيب ترمب، كما اشترط سابقا. » اإلسرائيلية، الجمعة، 13 وأفـادت «القناة الــ بأن الحكومة كشفت عدم حدوث أي اختراق جدي في مسألة إبرام صفقة تبادل أسرى مع «حماس»، مؤكدة وجود كثير من الخلفات، الفتة إلى أنه تم إبـاغ وزراء املجلس الــوزاري املصغر (الكابينت) قبل أيام بأن الحركة معنية بالوقت الحالي بإبرام صفقة، وأن هناك تغييرًا في موقفها. أمــا «حــمــاس»، فـأصـدرت بيانا، السبت، في ، يتحدث عن استمرار «حرب 37 ذكرى تأسيسها الـ إبـــادة جماعية متكاملة األركــــان، وتطهير عرقي وتـهـجـيـر قــســري وتـجـويـع وتـعـطـيـش، لــم يشهد لـهـا الـتـاريـخ الـحـديـث مـثـيـاً»، مــؤكــدة انفتاحها على «أي مبادرات جادة وحقيقية لوقف العدوان وجــرائــم االحــتــال، مـع تمسّكها الــرَّاســخ بحقوق شـعـبـنـا وثـــوابـــتـــه وتــطــلــعــاتــه، والــتــمــســك بــعــودة الـــنـــازحـــ وانـــســـحـــاب االحـــتـــال وإغـــاثـــة شعبنا وإعــمــار مـا دمَّـــره االحــتــال وإنــجــاز صفقة جـادة لتبادل األسرى». القاهرة: «الشرق األوسط» إجالء سكان مخيمي النصيرات والبريج لالجئين خالل العمليات العسكرية اإلسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ) يضطرون إلى النزوح كل مرة وإسرائيل ترد بقتل المزيد من المدنيين غزاويون غاضبون من إطالق صواريخ وسط الناس... وفتوى تؤيدهم أثـار إطـاق الصواريخ مجددًا من قطاع غـزة باتجاه مناطق إسرائيلية مــــحــــاذيــــة لـــــلـــــحـــــدود، غـــضـــبـــا وجـــــــدال كـبـيـريـن بــ الـــنـــاس، وهـــو جـــدل امتد حتى لرجال ديـن بعد أن حـرم أحدهم إطــــــاق هـــــذه الــــصــــواريــــخ، فــــي فــتــوى غــيــر مــســبــوقــة اســـتـــنـــدت إلــــى الــضــرر الـــذي تـحـدثـه الــصــواريــخ عـلـى الـنـاس املتضررة واملهجرة بعد أكثر من عام وشهرين على الحرب. ولـم يستطع الغزيون إال التعبير عن غضبهم، وعل صوتهم عبر مواقع الـــتـــواصـــل االجـــتـــمـــاعـــي ضــــد مـطـلـقـي الصواريخ، خصوصا أن إسرائيل ترد عــادة بقصف وقتل الـنـاس فـي محيط األمـاكـن التي يطلق منها الصواريخ، ناهيك عن تهجيرهم. وهـــــــــاجـــــــــم الــــــــغــــــــزيــــــــون مـــطـــلـــقـــي الصواريخ بعد إطلق صواريخ لليوم الثالث على التوالي من مناطق متفرقة بـــالـــقـــطـــاع تـــجـــاه مــســتــوطــنــات ومــــدن إسرائيلية، آخرها مساء الجمعة، من قـبـل عـنـاصـر تـابـعـة لـحـركـة «الـجـهـاد اإلســـامـــي» أطـلـقـت صـــاروخـــ تـجـاه مدينة عسقلن على الحدود الشمالية للقطاع. وقــال غزيون فقدوا منازلهم ونـــزحـــوا مـــن مـــكـــان ملـــكـــان طـيـلـة وقــت الــــحــــرب، إنـــهـــم مــــا عـــــاد لـــديـــهـــم مــكــان يــــذهــــبــــون إلـــــيـــــه، وإن عــــلــــى مــطــلــقــي الصواريخ تجنب وضعهم تحت النار والتهجير مرة أخرى. واضــــطــــر مـــعـــ أبـــــو يــــونــــس، مـن ســـكـــان جــبــالــيــا الـــنـــزلـــة، لـــلـــنـــزوح مـع أفـــــــــراد، لـيـلـة 9 عـــائـــلـــتـــه املـــكـــونـــة مــــن الـسـبـت، فــي أجــــواء بــــاردة جـــدًا، وقــال لـ«الشرق األوســط»: «ما حدا حاسس فـــيـــنـــا، وبـــمـــعـــانـــاتـــنـــا، يـــعـــنـــي ضـــرب الـــصـــواريـــخ مـــا بـفـيـد غـيـر أنـــه يسمح لـاحـتـال أن يقتلنا ويـهـجـرنـا. مش فاهم شو املطلوب». ويروي أبو يونس كيف أنه قضى لــيــلــة بـــــــاردة يــبــحــث فــيــهــا عــــن خـيـمـة تــــؤوي أطــفــالــه، مــن أجـــل «اسـتـعـراض الــــصــــواريــــخ». وقـــــال مــنــفــعــاً: «بـكـفـي ضـــــرب صـــــواريـــــخ، وبــكــفــيــنــا هـــمـــوم. احـنـا تعبنا مـن كـل إشـــي، بكفينا ذل ومهانة». جدل «فيسبوكي» هــــذا الــغــضــب كــــان يــمــكــن رصـــده بسهولة على مواقع شبكات التواصل االجــتــمــاعــي، الــتــي شــهــدت مــوجــة من املنشورات والتعليقات التي تعبر عن رفــضــهــا إلطـــــاق الـــصـــواريـــخ فـــي ظل الـــظـــروف الـصـعـبـة لــلــســكــان، ومـــــرارة الـنـزوح التي ال تتوقف، بينما حـاول البعض وهـم قلة الدفاع عما تقوم به الفصائل. وألول مــــرة كــــان يـمـكـن رصــــد كم كـبـيـر مـــن الـتـعـلـيـقـات مـــن غــزيــ غير قلقني من قول رأيهم. وكـــتـــب الـــنـــاشـــط عـــمـــر عـــبـــد ربــــه، الذي كان اتهم «حماس» بالتعرض له على خلفية كتابات على «فيسبوك»: «أنــا نــازح فلسطيني في وسـط قطاع غـــزة حـيـث انـطـلـقـت مـنـهـا الـصـواريـخ العبثية األخـيـرة تجاه إسـرائـيـل، هي لـم تسبب أي ضــرر لها قطعا، لكنني املتضرر الوحيد الحتمال طلب إخلء املنطقة الجغرافيّة، بوصفها منطقة قتال خطيرة، هـذا ما يمكن جنيه من املقاومة املزعومة». وكتب منشئ املحتوى والناشط مــهــنــد الـــنـــهـــار، بــعــد أن نــشــر تعميم جـيـش االحــتــال بالخريطة الـجـديـدة لــــــلــــــنــــــزوح: «تــــخــــيــــل فــــــي وســــــــط هــــذا الــــبــــرد والــــخــــوف الـــشـــديـــد ألهـــــل غـــزة الــــذيــــن تـــــشـــــردوا فــــي الـــــعـــــراء يـأتـيـهـم أمــر بـــاإلخـــاء... والـسـبـب... صـواريـخ عـبـثـيـة تـطـلـقـهـا (حــــمــــاس) مـــن نفس مـــــكـــــان وجــــــــــود هــــــــــؤالء املــــــدنــــــيــــــ !». أضـــــاف: «أعــانــكــم الـــلـــه... أعــانــكــم الـلـه على هذا البلء وعلى هذه الحماقات واملـراهـقـات!! ال أدري إلـى متى سيظل مصير أهل غزة مرهونا بيد هؤالء!! ال عقل وال فهم وال رحمة!!». وكتب الصحافي والناشط عزيز املـصـري: «كــل مـن يطلق صـواريـخ من بني السكان وهو يعلم أنها ليست ذات فائدة اليوم... هو مشبوه وجاسوس». وألول مـــرة ينتقل هـــذا الــنــوع من الــــجــــدل إلـــــى رجــــــال الــــديــــن؛ فـــقـــد نـشـر الــداعــيــة سـلـمـان الـــدايـــة، أســتــاذ الفقه وأصـــــــولـــــــه، وعــــمــــيــــد كـــلـــيـــة الـــشـــريـــعـــة السابق بالجامعة اإلسلمية التابعة لحركة «حـمـاس»، وأحــد الشخصيات الـــديـــنـــيـــة الـــتـــي كـــانـــت تـــأخـــذ الــحــركــة بـــمـــواقـــفـــه وفــــتــــاويــــه فــــي الــــعــــديــــد مـن الـــقـــضـــايـــا، فــــتــــوى حـــــول حـــكـــم ضـــرب قـذائـف صاروخية وغيرها مـن أماكن وجود الناس وأماكن نزوحهم، مُحرِّما ذلك. وكتب الداية: «إن مآالت هذا الفعل وتداعياته تتنافي مع مقاصد الجهاد، فما شرع الجهاد إال لحفظ مصالح من رمـيـت الـقـذيـفـة مــن بــ بـيـوتـهـم، فمن أس مـقـاصـد الــجــهــاد: أال تفتنهم في دينهم بردة في السلوك، أو في املعتقد، أو بـــهـــاك فــــي األنــــفــــس، أو دمــــــار فـي البيوت املتصدعة من آثار ما ألقي على القطاع من حمم وقنابل وصـواريـخ». أضــــــاف: «أيـــهـــمـــا أخــــف عــنــد الــعــقــاء: وجـــود املـحـتـل الـــدائـــم فــي قـطـاعـنـا مع سكون وانشغال عنا بقدر ما، أم رجمه بصاروخ يصرفه عن سكونه ليجعله مشغوال بنا، ممعنا في تدميرنا ليله ونهاره، مع عجزكم عن دفعه على كل حال؛ للفارق املذهل في العدد والعتاد واإلمداد؟». وفـــــــــــــــورًا دفــــــعــــــت هــــــــــذه الــــفــــتــــوى عناصر من «حماس» ملهاجمة الداية، عــلــى صـفـحـتـه قــبــل أن يـــقـــوم بــإغــاق التعليقات، والتي كان بينها انتقادات لـه ألنــه تـأخـر فـي الـفـتـوى، كما كــال له غاضبون شتى أنواع االتهامات. وكــتــب وائــــل املــبــيــض، مـــن سـكـان حي الشجاعية: «بعد ما اتدمرت غزة وصـــــارت سـكـن وتــــــراب، طــالــع الشيخ يحكي ال يجوز ضــرب الـصـواريـخ من بني البيوت والخيام، صحت النومة يا شيخ، كمان شوي رح توقف الحرب يا شيخ، ليش مستعجل بهالفتوى!!». فيما كتبت أم محمد طــــارق: «أن تأتي متأخرًا خير من أال تصل أبـدًا»، بينما كتب الـنـاشـط عـرابـي منصور: «ال يفتي القاعد وال املجاهد للنازح». ورد الداعية أنس املصري على الداية، مذكرًا بفتوى سابقة لـه، ومشيرًا إلى أن الـدايـة كــان جــزءًا مـن مجلس فقهي يـصـدر الـفـتـاوي وفـــق خـدمـة مشاريع «حماس». غزة: «الشرق األوسط» نتنياهو قد يناور لوقت أطول بأمل تحصيل مكاسب أكبر ومد المفاوضات إلى بداية العام المقبل

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==