issue16819

نوفمبر (تشرين الثاني) 24 في مساء ، تــبــنــت «املــــقــــاومــــة اإلســـامـــيـــة فـي 2024 العراق» ما يبدو أنه آخر هجوم «روتيني» عـلـى إسـرائـيـل. بـعـد أسـبـوعـن فـقـط هـرب بشار األسـد إلـى روسيا، وأعلنت فصائل مسلحة أن «سوريا حرة». خــتــم اإلعــــــان عـــن الــهـــجــوم املـــزعـــوم، الذي نشرته قناة «تلغرام»، سجل أنشطة «محور املقاومة» في إطار «حرب اإلسناد» قبل أن يدخل اتفاق لوقف النار في لبنان حيز التنفيذ. نوفمبر تحركت 27 صـبـاح األربــعــاء الفصائل السورية في ريف حلب الغربي، ودوى في بغداد إنذار سياسي، وتصاعد حـــــــراك دبـــلـــومـــاســـي مــــع عــــواصــــم غــربــيــة وعــربــيــة لـفـهـم «مــــا ســـيـــجـــري»، عــلــى وقــع مـزاعـم متفشية فـي كـل مـكـان بــأن «بـغـداد هي الهدف التالي» بعد األسد. عـــلـــى الــــحــــدود الـــغـــربـــيـــة مــــع ســـوريـــا تتحشد قـوات عراقية بداعي «التحصي» مــن تسلل «عـنـاصـر مـسـلـحـة»، وربــمــا من تـمـدد فـكـرة «انـهـيـار الــنــظــام»، كـمـا يحذر زعماء عراقيون. كل هذا لم يبدأ مع سقوط األسد، بل منذ أن بدأت الفصائل السورية رحلتها الخاطفة نحو دمشق، في غضون أيام. 10 بمراجعة األحداث وتوقيتات املعارك في سوريا، فإن بغداد أرسلت إلى الحدود الـــســـوريـــة وحــــــدات مـــن الــجــيــش الــعــراقــي و«الحشد الشعبي»، مرة واحدة على األقل كلما سقطت مدينة في سوريا. نوفمبر املاضي، زار الحدود 27 ومنذ الـــعـــراقـــيـــة - الـــســـوريـــة قــــــادة فــــي الـجـيـش مـرات، حتى صباح 6 و«الحشد» أكثر من ديسمبر (كــانــون األول) 13 يـــوم الجمعة .2024 مـجـمـل الـــصـــورة ال يــقــول الـكـثـيـر عن الـــوضـــع فـــي الـــعـــراق، بـعـد ســقــوط األســـد، وانـــكـــفـــاء طــــهــــران، وقــبــلــهــمــا تـــراجـــع قــوة «حـــزب الــلــه» الـلـبـنـانـي، لـكـن ثـمـة عناصر أساسية يبحث فيها صناع القرار، تشمل أسـئـلـة عـــن «الــحــكــام الـــجـــدد» فـــي دمـشـق، و«مــســتــقــبــل الـــنـــفـــوذ اإليـــــرانـــــي»، و«شــكــل العملية السياسية» في بغداد. أخـــــــذت األســـئـــلـــة مـــنـــحـــى جــــديــــا، مـع تصريحات أدلى بها املبعوث األممي إلى العراق، محمد الحسان، بعد لقائه املرجع الديني علي السيستاني، في النجف يوم .2024 ديسمبر 12 «أطـــلـــعـــت الــســيــد الــســيــســتــانــي على لـــقـــاءات جـــرت فـــي مـقـر األمــــم املــتــحــدة في نــــيــــويــــورك حـــــول الـــــعـــــراق. األوضـــــــــاع فـي املنطقة صعبة ومتغيرة ومتسارعة (...) العراق يحتاج إلى قرارات جريئة وعاجلة ونـحـن نــقــول، خـيـر الـبـر عـاجـلـه، ونشجع أصــــحــــاب الـــــقـــــرار عـــلـــى اتــــخــــاذ الـــــقـــــرارات املــطــلــوب اتـــخـــاذهـــا، والـــتـــي بـعـضـهـا طـال أمدها، لهذا البلد من مصالحة وتصالح». ســــألــــت «الـــــشـــــرق األوســــــــــط» مـمـثـلـي أحـــــــزاب عـــراقـــيـــة عـــمـــا فـــهـــمـــوه مــــن كـــام 6 الـــــحـــــســـــان؛ ســـمـــعـــنـــا تــــــأويــــــات ال يــمــكــن التحقق منها، مأسورة بنظرية املؤامرة، وصلت درجة الحديث عن «سقوط النظام الـسـيـاسـي»، وإعـــــادة عــقــارب الـسـاعـة إلـى ، غالبيتها تخرج من بطانة 2003 ما قبل أحزاب شيعية تقليدية. كــــــان هـــــــؤالء يـــتـــعـــاطـــون مـــــع أحــــــداث متسارعة محورها رئيس الحكومة محمد ديسمبر 10 شــيــاع الـــســودانـــي. فـفـي يـــوم ، اجـــتـــمـــع قــــائــــد الــــقــــيــــادة املـــركـــزيـــة 2024 األمريكية (سنتكوم) الجنرال مايكل إريك كـــوريـــا مـــع مــســؤولــن فـــي قـــــوات «قــســد» الـكـرديـة فـي ســوريــا، ثـم سـافـر إلــى بغداد واجتمع بالسوداني، الـذي كرر له املوقف الـعـراقـي بـشـأن «احـــتـــرام خــيــارات الشعب السوري». في اليوم التالي، سافر السوداني إلى األردن، والـتـقـى فــي عــمــان املــلــك عـبـد الله الثاني، هذا األخير سافر في اليوم نفسه إلــى أبـوظـبـي للقاء رئـيـس الــدولــة، محمد بن زايد. وبـيـنـمـا عـــاد الــســودانــي إلـــى بــغــداد، تـلـقـى اتـــصـــاال مـــن ولـــي الـعـهـد الـسـعـودي األمـــيـــر مـحـمـد بـــن ســلــمــان، واسـتـقـبـل في اليوم نفسه وفدًا من الخارجية األميركية، بينما كان وزير الدفاع األملاني يتنقل بي بغداد وأربيل في زيارة رسمية. مـــا كــــان يُــســمــع فـــي بـــغـــداد وعـــمـــان، هو «ضبط الحدود» مع سوريا. ملخص االتــــصــــاالت الـــدولـــيـــة الـــتـــي شـمـلـت الحـقـا الرئيس األميركي جو بايدن، ومستشاره جــــــــاك ســـــولـــــيـــــفـــــان، ووزيــــــــــــر الــــخــــارجــــيــــة الـبـريـطـانـي، أفــــادت بـــأن الـعـالـم «حـريـص عــلــى تــقــويــة األمــــن لــــدى جـــيـــران ســوريــا» الجديدة. مم يخاف قادة األحزاب الشيعية؟ شخصيات عراقية ضالعة 6 لم تقدم فـــي صــنــاعــة الــــقــــرار الـــعـــراقـــي، ومــقــربــون مـــنـــهـــم، أي تــــصــــور مـــتـــمـــاســـك عــــن عــــراق مـــا بـعـد األســـــد، وال حـتـى كـيـف يـمـكـن أن يستجيبوا لضغوط إقليمية هائلة. لـــيـــس مـــــن املـــبـــالـــغـــة وصــــــف الـــحـــالـــة السائدة بأنها األكثر اهتزازًا منذ سنوات في العراق، على ما يقول مستشار حكومي ســـابـــق. مـــع ذلـــــك، ثــمــة عــنــاصــر أســاســيــة تـشـكـل األســئــلــة واملــــخــــاوف الــعــراقــيــة من الحالة السورية. حرب عقائد... وخصوم محليون تــقــول شـخـصـيـة شـيـعـيـة متنفذة لــــــ«الـــــشـــــرق األوســـــــــــط» إن «املـــــخـــــاوف مــــتــــبــــادلــــة. فـــــي ســـــوريـــــا مـــــن انـــــدفـــــاع جــــمــــاعــــات عــــراقــــيــــة قـــلـــقـــة مــــن الـــنـــظـــام الـجـديـد؛ وفــــي الـــعـــراق مـــن شـــــرارة في (الـــســـيـــدة زيــــنــــب) بـــدمـــشـــق قــــد تـشـعـل العراق، واملنطقة». وفقا لهذه الشخصية، فـإن األسد كـــــان قــــد مـــنـــح طــــهــــران وصــــايــــة كـامـلـة بصلحيات أمنية مفتوحة على املرقد. اآلن انتهت هــذه الصيغة، و«الجميع خائف». وتــــــضــــــيــــــف: «مــــــــــع ذلــــــــــــك، نـــســـمـــع تطمينات دولــيــة مــن أن مـسـار األمـــور لن ينقلب في دمشق بسرعة، كما سقط األسد». مـــنـــذ أن فــــر األســـــــد إلـــــى مــوســكــو تـــحـــمـــس الـــــشـــــارع الـــشـــيـــعـــي الـــعـــراقـــي لفكرة أن األضرحة الشيعية في سوريا «بـــــاتـــــت دون حــــمــــايــــة». تــــغــــذت هـــذه الـحـمـاسـة بـسـيـل مـــن مــنــشــورات غـزت مواقع التواصل االجتماعي. لكن دبلوماسيي عراقيي أطلعا «الـــشـــرق األوســـــط» عـلـى اتـــصـــاالت مع فاعلي إقليميي بشأن «ضمانات عدم الوصول إلى سيناريو قد يشعل حربا في املنطقة، مدعومة بسلوك منضبط للفصائل الـسـوريـة حتى اآلن». يقول أحدهما: «الضمانات قد تكسر بخطأ مقصود، أو غير مقصود». كــــــل مــــــن تـــحـــدثـــنـــا إلــــيــــهــــم كــــانــــوا يـــعـــتـــقـــدون أن «الـــحـــكـــومـــة الــــتــــي نـــأت بنفسها عـن نظام األســـد، ولــم تتدخل لـتـغـيـيـر مــصــيــره، ال تـحـلـم الـــيـــوم بـأن ينهار كـل شــيء وتفقد السيطرة على الفصائل الشيعية»، الـتـي يـبـدو أنها األقل ضجيجا هذه األيام. ثــــمــــة خـــــــوف آخـــــــر يـــــصـــــدره قـــــادة أحــزاب شيعية في بـغـداد، من خصوم محليي من السنة والكرد، قد يفكرون باقتناص هـذه اللحظة الـنـادرة؛ حيث الفاعل اإليراني ينكفئ على نحو غير مـسـبـوق، رغـــم أن الـبـعـض يسمي هـذا االنكفاء «انسحابا تكتيكيا». يـقـول مستشار سـيـاسـي، وعضو فـــي حــــزب شــيــعــي، إن «هــــــروب األســـد أشعل فرضيات عـن مسارين يشكلن أكبر مخاوف القوى الشيعية الحليفة إليــــــــــران، أن تـــتـــحـــرك الـــــقـــــوى الــســنــيــة الســتــغــال الـلـحـظـة فـــي تـغـيـيـر مـيـزان الـــــقـــــوى، بــــدافــــع الـــتـــمـــرد عـــلـــى تــعــاقــد ســيــاســي مـــع األخ األكـــبـــر الـــــذي جفت أصوله في دمشق وبيروت». يفيد املـسـار الـثـانـي، وفـقـا لهاتي الـشـخـصـيـتـن، أن «الـــســـودانـــي نفسه سيقفز من سفينة (اإلطــار التنسيقي) إلى عقد سياسي جديد، بورقة رابحة اســـمـــهـــا حـــمـــايـــة بــــغــــداد مــــن اســـتـــمـــرار سقوط عواصم محور املقاومة». يقول أحدهما: «ال شيء ينفي هذه الفرضية، والسوداني بيده اآلن ورقة رابحة». ال يــفــصــح الـــســـيـــاســـيـــون الـشـيـعـة عــن هـــذه املــخــاوف عـلـنـا. بـــدال مــن ذلـك يضخون في املجال العام سرديات عن «حكم املتطرفي» في سوريا الجديدة، واحتمالية تـدفـق آالف املسلحي إلى الــــــعــــــراق، وهــــــو تــــكــــرار لــــكــــام مـحـسـن رضائي، القيادي في «الحرس الثوري» ألف عنصر في سوريا 11« اإليراني، أن يخططون الحتلل مدن عراقية». كان من الغريب أن نسأل سياسيي عراقيي عن تداعيات الزلزال السوري، فترد اإلجـابـات عـن «الـصـراع الداخلي بي اللعبي العراقيي، وفرصهم في االنتخابات املقبلة، انطلقا مما حدث في دمشق». يتعزز الحديث عن هذين املسارين بـــــوقـــــائـــــع عــــلــــى األرض. إذ تـــســـافـــر شخصية سياسية عراقية إلى سوريا، حاملة رسالة من السوداني. لم يتسن الــــحــــصــــول عــــلــــى تــــأكــــيــــد مـــــن مـــصـــدر مستقل أو حكومي عـن الـرسـالـة، لكن مطلعي أبـلـغـوا «الــشــرق األوســــط» أن «مضمونها هو تعهدات عراقية بعدم الــتــأثــيــر عــلــى مـــســـار الــحــكــم الــجــديــد، بـــيـــنـــمـــا ثـــمـــة طـــلـــب مـــلـــح لـــلـــمـــزيـــد مـن الــضــمــانــات بــشــأن وضــــع الـشـيـعـة في سوريا». لـــــــم يـــــكـــــن الـــــتـــــعـــــاطـــــي اإليـــــجـــــابـــــي مـــــع الـــفـــصـــائـــل الــــســــوريــــة هـــــو مـــوقـــف الـحـكـومـة مـنـذ الــبــدايــة. تـقـول مـصـادر مـــوثـــوقـــة إن الــــقــــرار بـــشـــأن ســـوريـــا لم يــكــن بــيــد الــــســــودانــــي، إذ إن الـتـعـاقـد الـــســـيـــاســـي عـــلـــى تـــشـــكـــيـــل الـــحـــكـــومـــة قضى بــأن املـلـفـات االستراتيجية هي مـــن اخــتــصــاص «اإلطــــــار الـتـنـسـيـقـي»، تضيف: «في البداية، قرروا الدفاع عن األســد. أرسـلـوا بالفعل مجموعات من فصائل شيعية إلى سوريا». لـــم تـتـمـاه الـحـكـومـة الــعــراقــيــة مع الفصائل السورية إال بعد أن تعرضت أرتــــال مــدرعــة لنقل املسلحي الشيعة لقصف جوي داخل األراضي السورية، كما أن انهيار الجيش السوري وتأخر املــــبــــادرة اإليـــرانـــيـــة حـــــررا الـــســـودانـــي، والخطاب العام في العراق إلى حد ما، من التعاقد السياسي املبرم سلفا مع تحالف «اإلطار التنسيقي». بغداد اليوم التالي يـقـول دبلوماسي غـربـي مقيم في بـــغـــداد، طـلـب عـــدم الـكـشـف عــن هويته ألنــــه غــيــر مـــخـــول بــالــتــحــدث عــلــنــا، إن «اســـتـــقـــرار الـــعـــراق أولـــويـــة مـلـحـة اآلن بـالـنـسـبـة للمجتمع الـــدولـــي»، رغـــم أن «املسار اإلقليمي يضغط باتجاه إنهاء جيل من امليليشيات التي أسهمت في تكريس التوتر واالضطراب». يــلـمــح الــدبــلــومــاســي إلــــى «صــــدام في الرؤى» حول وضع العراق الخاص بـــعـــد األســـــــد، ويـــتـــزامـــن هـــــذا الـتـلـمـيـح مـع ســـؤال يصفه سياسيون عراقيون بـ«العجائبي»، فـي مـا إذا وصـل زحف سقوط العواصم في بلدان املحور إلى بغداد؟ جـزء من هـذا السؤال ال يستند إلى معطى متماسك. يـــقـــول ســيــاسـي عــــراقــــي، زعـــــم أنـــه اطلع على جانب من اتـصـاالت عراقية - أمـيـركـيـة حـــول الـــعـــراق، إن واشـنـطـن فـاوضـت اإلسرائيليي الـذيـن يرغبون بــــ«إكـــمـــال مـهـمـة الـــقـــضـــاء عــلــى مـحـور املــــقــــاومــــة، والـــــــذي لــــم يـــبـــق مـــنـــه ســـوى العراق». تـــزعـــم فـــرضـــيـــة «املــــفــــاوضــــات» أن الــطــرف اإلســرائــيــلــي يـنـظـر إلـــى بـغـداد عــلــى أنـــهـــا «الـــذخـــيـــرة األهـــــم لــطــهــران، التي ستعيد من خلل مواردها املالية والسياسية املحور الــذي هــوى، وفـر». مــــا يــعــنــي أن «األمـــــــر لــــن يـــتـــوقـــف عـنـد األسد». إال أن األمـــيـــركـــيـــن، ولـــكـــبـــح هـــذه الرغبة، وضعوا «خريطة طريق بديلة لـلـهـجـمـات اإلســرائــيــلــيــة» تـفـضـي إلــى الغرض نفسه. يقول مستشار عراقي إن «نـزع سـاح الفصائل، وإنهاء مصانع املــــســــيــــرات، وتـــعـــديـــل وضـــــع (الـــحـــشـــد الـــشـــعـــبـــي) بـــصـــهـــره داخـــــــل املـــؤســـســـة الـــحـــكـــومـــيـــة، وانـــســـحـــاب املـيـلـيـشـيـات ومكاتبها االقتصادية من املدن السنية، هو جوهر املسار الجديد». يـزعـم هــذا الـسـيـاسـي أن واشنطن تـــريـــد تــتــويــج املـــســـار املــــزعــــوم بـــإجـــراء انتخابات في العراق، في بيئة سياسية مختلفة، وتعتقد أن «إيران مجبرة اآلن على تقبل األمر الواقع». تقول ثلث شخصيات من «اإلطار التنسيقي» إن هذا السيناريو «محض خـيـال»، لكنهم يعترفون بـأن مـا يصل بــــغــــداد مــــن رســــائــــل مــــفــــاده أن «قــطــع الجسر العراقي لنفوذ إيـــران مفروض اآلن». يصعب تخيل كـيـف يمكن تنفيذ هــــذا الــســيــنــاريــو، وأن يـــجـــري تحييد مــــجــــمــــوعــــات تـــضـــخـــمـــت فـــــي الـــــعـــــراق، وتـــــكـــــرســـــت بــــنــــيــــويــــا فــــــي املــــؤســــســــات الحكومية. يــرجــح مـسـتـشـار سـيـاسـي عـراقـي أن يتم هــذا بـالـتـفـاوض مـع اإليـرانـيـن أنفسهم، ويقول: «من الصعب استبعاد الـنـفـوذ اإليــرانــي بـهـذه الـسـهـولـة. إنهم جزء من اتصاالت نشطة حول املنطقة، والعراق في قلب التفاوض، ولو حدث تغيير في تركيبة املعادلة العراقية فإن طهران على الخط». أقدار الشرق األوسط وحظ السوداني تـطـرح غـــرف حـزبـيـة ســــؤاال يبدو بدائيا، أو أنه مأخوذ بأجواء الصدمة: «ملــــــاذا يــجــب أن تــتــعــرض بـــغـــداد إلــى ضربات (مثلً) وهي التي نأت بنفسها عن حرب اإلسناد، ولم تقدم الدعم ملنع سقوط األســد؟». سـؤال يضمر البحث عـن مكافأة اإلعـفـاء مـن تكاليف اليوم التالي للحرب. ال يـــــبـــــدو أن هــــــــذا هــــــو الــــســــيــــاق اإلقـلـيـمـي، إذ تـؤشـره أحـــداث متتالية تـــفـــضـــي إلـــــى أن تـــغـــيـــيـــرًا فــــي الــــعــــراق مطلوب إقليميا، حتى ال يجد نفسه أمام خيارات صعبة. يـــــقـــــول الـــــدبـــــلـــــومـــــاســـــي الــــغــــربــــي لــــــ«الـــــشـــــرق األوســــــــــــط»، إن «املـــنـــطـــقـــة تغيرت (...) األمر ال يحتاج إلى الكثير لفهم أن املنطقة تغيرت وعلى اللعبي التعايش». ، وإذا 2003 لـــلـــمـــرة األولـــــــي مـــنـــذ اسـتـثـنـيـنـا الـــتــحـدي الــــوجــــودي الـــذي ، فـإن القوى 2014 شكله «داعـــش» عـام الــشــيــعــيــة الـــعـــراقـــيـــة تــــواجــــه حـــصـــارًا مــن ضـغـوط مـركـبـة، مــا يجعلها أمــام اخـــتـــبـــار ســيــاســي فـــي الــطــريــقــة الـتـي تختارها للتكيف. أظــهــر اإلعــــام األمــيــركــي أن وزيــر الــخــارجــيــة أنــتــونــي بـلـيـنـكـن لـــم يـرتـد ســتــرة واقــيــة مــن الـــرصـــاص حــن نـزل ديسمبر، كما 13 في بـغـداد، في نهار فعل في آخـر زيــارة قـام بها للعاصمة نـوفـمـبـر 5 الـــعـــراقـــيـــة مــنــتــصــف لــيــلــة . لم ينس الوزير املنتهية واليته 2023 تفسير النزول في املطار بهذه الطريقة املــريــحــة: «أحـــد األشـــيـــاء الـتـي أخـبـرت بها السوداني كانت مدى روعة السفر بالطائرة من املطار، حيث يمكن رؤية حيوية املدينة». بعد هــذا التندر األمـيـركـي املفرط بـــالـــعـــراق، لــخــص بـلـيـنـكـن املــفــيــد في بــيــانــه الــصــحــافــي قــبــل أن يــصــل إلــى العقبة في األردن للجتماع مع وزراء خـــارجـــيـــة جـــيـــران ســــوريــــا: «هـــــذه هي الـــلـــحـــظـــة املـــنـــاســـبـــة لـــلـــعـــراق لــتــعــزيــز سيادته وأمنه». أكـــــبـــــر املـــــــخـــــــاوف الـــــعـــــراقـــــيـــــة مــن تــــطــــمــــيــــنــــات بـــلـــيـــنـــكـــن أنـــــهـــــا كـــلـــمـــات دبلوماسي يقضي شـهـره األخـيـر في املنصب، قبل أن تأتي حكومة أميركية جمهورية بتعهدات مسبقة بالضغط األقـصـى على إيــــران، والــعــراق آخــر ما تبقى لها نظريا. يـتـفـق سـيـاسـيـون عــراقــيــون على قـــنـــاعـــة بــــــأن «شـــيـــئـــا مــــا ســيــحــصــل»، لــكــنــهــم يــخــتــلــفــون حـــــول حــقــيــقــتــه. ال يفعلون شيئا هذه األيام سوى التنبؤ؛ هــل هـنـاك ضـربـة إسـرائـيـلـيـة وشيكة، أم أن واشــنــطــن تــريــد حــمــايــة الــعــراق بصفقة جديدة، ثمنها تحجيم النفوذ اإليراني؟ ويــضــخ مــقــربــون مـــن الــســودانــي، هــــــذه األيـــــــــام، تـــطـــمـــيـــنـــات بــاســتــبــعــاد الضربات العسكرية، لكنهم في املقابل يمهدون لتغييرات سياسية «ملزمة» تخفف مـن وطــأة الـيـوم األول لدونالد تــرمــب فــي الـبـيـت األبـــيـــض، وفـــي هـذه الــــســــرديــــة ألـــــغـــــام جـــــاهـــــزة لـــانـــفـــجـــار ينصبها خصوم السوداني، في بغداد وطهران، إذ يرون الحظ وأقدار الشرق األوســط تساق إليه أكثر مما ينبغي، ومن هنا يخشى الجميع املفاجآت. 5 سوريا ما بعد األسد NEWS Issue 16819 - العدد Sunday - 2024/12/15 األحد تصل إلى بغداد رسائل إقليمية تشدد على قطع ما تبقى من «جسر النفوذ اإليراني» ASHARQ AL-AWSAT سياسيون عراقيون: ال نعرف ما سيحدث... الجميع قلق من الجميع بغداد بعد دمشق... أسئلة «اليوم التالي» (رويترز) 2024 ديسمبر 13 مروحيات تابعة للخارجية األميركية ترافق الوزير أنتوني بلينكن أثناء توجهه نحو سفارة بالده في بغداد يوم لندن: علي السراي

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==