3 سوريا مابعد األسد NEWS Issue 16819 - العدد Sunday - 2024/12/15 األحد ASHARQ AL-AWSAT بلينكن تحدث عن اتصال مباشر مع «هيئة تحرير الشام»... والشرع: ما حصل انتصار على المشروع اإليراني تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا أصـــــدرت الـــــدول الـعـربـيـة املـجـتـمـعـة في مـــديـــنـــة فــــي األردن، أمـــــس الـــســـبـــت، بـيـانـهـا الــخــتــامــي الـــــذي أكـــــدت فــيــه دعــمــهــا لعملية انتقالية سلمية سياسية سـوريـة - سورية جـامـعـة، تتمثل فيها كــل الــقــوى السياسية واالجتماعية السورية. وقـال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة االتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: األردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومــصــر، وأمـــن عـــام جـامـعـة الــــدول العربية، وبحضور وزراء خارجية اإلمـــارات، ومملكة الـبـحـريـن، الـرئـيـس الـحـالـي للقمة الـعـربـيـة، ودولـــة قطر، وذلــك ضمن اجتماعات العقبة حـول سـوريـا: «أكــد املجتمعون الـوقـوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون واإلسناد له في هذه املرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته». وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية واالجتماعية السورية، وبمن فيها املــرأة والشباب واملجتمع املدني بــعــدالــة، وتــرعــاهــا األمـــم املـتـحـدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس األمن رقم وأهدافه وآلياته». 2254 كـــمـــا دعـــــا الـــبـــيـــان إلـــــى «تــشــكــيــل هـيـئـة حـــكـــم انـــتـــقـــالـــيـــة جـــامـــعـــة بــــتــــوافــــق ســــــوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار لـانـتـقـال مـــن املــرحــلــة االنـتـقـالـيـة إلـــى نـظـام ســـيـــاســـي جــــديــــد، يــلــبــي طـــمـــوحـــات الـشـعـب الـسـوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها األمم املتحدة، استنادًا إلـى دستور جديد يُقره الـسـوريـون، وضمن تواقيت محددة وفـق اآللـيـات التي اعتمدها القرار». وأكــــد الــبــيــان عـلـى «دعــــم دور املـبـعـوث األمــــمــــي إلـــــى ســـــوريـــــا، والـــطـــلـــب مــــن األمــــن الـعـام لألمم املتحدة تـزويـده بكل اإلمكانات اللزمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية ملساعدة سوريا؛ لدعم العملية االنتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق فـي إنـجـاز عملية سياسية يقودها .»2254 السوريون وفق القرار وشــــدد عـلـى أن «هــــذه املــرحــلــة الـدقـيـقـة تـسـتـوجـب حـــــوارًا وطــنــيــا شـــامـــاً، وتـكـاتـف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية واالجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة اآلمـــنـــة املــســتــقــرة املــــوحــــدة الـــتـــي يستحقها الــشــعــب الــــســــوري بــعــد ســـنـــوات طــويــلــة من املعاناة والتضحيات». إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الـفـوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مـكـونـاتـه، ومـــن دون أي تمييز عـلـى أســاس الـعـرق أو املـذهـب أو الـديـن، وضـمـان العدالة واملساواة لجميع املواطني». ودعـــــــــا إلـــــــى «ضــــــــــــرورة الــــحــــفــــاظ عــلــى مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها عـــلـــى الـــقـــيـــام بـــــأدوارهـــــا فــــي خـــدمـــة الـشـعـب الـسـوري، وحماية سـوريـا مـن االنـــزالق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكي جهاز شـــرطـــي لـــحـــمـــايـــة املــــواطــــنــــن ومــمــتــلــكــاتــهــم ومقدرات الدولة السورية». وحـــــث عـــلـــى «االلـــــتـــــزام بــتــعــزيــز جــهــود مـكـافـحـة اإلرهـــــاب والـــتـــعـــاون فـــي مـحـاربـتـه، في ضوء أنه يشكل خطرًا على سوريا وعلى أمــن املنطقة والـعـالـم، ويشكل دحـــره أولـويـة جامعة». أيـــضـــا، أكــــد الــبــيــان «الــتــضــامــن املـطـلـق مــع الـجـمـهـوريـة الـعـربـيـة الـسـوريـة الشقيقة فـــي حــمــايــة وحــدتــهــا وســامــتــهــا اإلقـلـيـمـيـة وســيــادتــهــا وأمـــنـــهـــا واســـتـــقـــرارهـــا وســامــة مـواطـنـيـهـا. وتــوفــيــر الــدعــم اإلنــســانــي الــذي يـحـتـاج إلـيـه الـشـعـب الـــســـوري، بـمـا فــي ذلـك من خلل التعاون مع منظمات األمم املتحدة املعنية». وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف األمـــنـــيـــة والـــحـــيـــاتـــيـــة والـــســـيـــاســـيـــة لــلــعــودة الـطـوعـيـة لـاجـئـن الــســوريــن إلـــى وطـنـهـم، وتقديم كل العون اللزم لذلك، وبالتعاون مع منظمات األمم املتحدة املعنية». كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل املنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة املواقع املـــجـــاورة لـهـا فــي جـبـل الـشـيـخ ومحافظتي الـقـنـيـطـرة وريـــــف دمـــشـــق، ورفـــضـــه احـــتـــاال غاشما وخـرقـا للقانون الـدولـي والتـفـاق فك االشتباك املبرم بي سوريا وإسرائيل في عام ، مطالبا بانسحاب القوات اإلسرائيلية. 1974 كــمــا أدان الــــغــــارات اإلســـرائـــيـــلـــيـــة على املناطق واملنشآت األخــرى في سوريا، وأكد أن هــضــبــة الــــجــــوالن أرض ســــوريــــة عـربـيـة محتلة يجب إنهاء احتللها، مطالبا مجلس األمـن باتخاذ اإلجـــراءات الـازمـة لوقف هذه االخـتـراقـات. وأوضـــح أن التعامل مـع الواقع الــــجــــديــــد فــــي ســــوريــــا ســـيـــرتـــكـــز عـــلـــى مـــدى انسجامه مع املبادئ واملرتكزات أعله، وبما يـضـمـن تـحـقـيـق الـــهـــدف املــشــتــرك فـــي تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته. وفــــــي خــــتــــام لــــقــــاء الـــعـــقـــبـــة، قــــــال وزيــــر الخارجية التركي هاكان فيدان إن بـاده لن تسمح «لإلرهابيي» بالسيطرة على املرحلة االنتقالية فـي ســوريــا. أمــا وزيـــر الخارجية الــــعــــراقــــي فـــــــؤاد حـــســـن فــــقــــال إن األطـــــــراف اإلقليمية ال ترغب في رؤيـة ليبيا أخـرى في املـنـطـقـة. مــن جـهـتـه، كـشـف وزيـــر الـخـارجـيـة األميركي أنتوني بلينكن إن الواليات املتحدة أجـــرت «اتــصــاال مـبـاشـرًا» مـع «هيئة تحرير الـــشـــام» الـــتـــي تـــقـــود املـــعـــارضـــة فـــي ســـوريـــا، والتي سيطرت على الحُكم في سوريا على الرغم من تصنيفها منظمة إرهابية. وقـــــــــــال بــــلــــيــــنــــكــــن لــــلــــصــــحــــافــــيــــن بـــعـــد مـحـادثـات بـشـأن ســوريــا فــي الـعـقـبـة: «نحن على اتصال مع (هيئة تحرير الشام) وأطراف أخــرى»، دون أن يحدد كيف جرى ذلـك، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. إلـــى ذلــــك، طــالــب وزيــــرا خـارجـيـة مصر واألردن، الـسـبـت، إســرائــيــل بسحب قواتها من املنطقة منزوعة السلح على الحدود مع سوريا. وأكد أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية األردنـي، أن استقرار سوريا مــهــم بــالــنــســبــة لـــــــ ردن، مــضــيــفــا: «ال نـريـد لسوريا أن تغرق بالفوضى». وتابع خـال مؤتمر صحافي في ختام أعمال اجتماعات العقبة حول سوريا: «نريد للمرحلة الــســوريــة املـقـبـلـة أن تـشـمـل جميع مــكــونــات الـشـعـب الـــســـوري، وإطـــــاق عملية سـيـاسـيـة ســـوريـــة - ســــوريــــة»، مـــشـــددًا على «التشاركية في اتخاذ القرار في سوريا خلل املرحلة املقبلة». وطالب الصفدي إسرائيل باالنسحاب مـن جميع األراضــــي الـسـوريـة الـتـي دخلتها مـــؤخـــرًا، مـــؤكـــدًا أن «الـــجـــوالن أرض سـوريـة مــحــتــلــة، ويـــجـــب عــلــى إســـرائـــيـــل االنــســحــاب منها». مـن جانبه، قـال بـدر عبد العاطي وزيـر الخارجية املصري، إن وحـدة سوريا مسألة شديدة األهمية، مؤكدًا أهمية عدم إقصاء أي مكون من العملية السياسية في سوريا؛ ألنه سيؤدي لعدم االستقرار. وشــــدد عـلـى ضــــرورة وقـــف االعـــتـــداءات اإلســــرائــــيــــلــــيــــة عــــلــــى األراضــــــــــــي الــــســــوريــــة، واالنسحاب من املنطقة العازلة التي احتلتها في «خرق فاضح التفاق فض االشتباك لعام .»1974 تصريحات الشرع وجــــاء مــؤتــمــر الـعـقـبـة فـــي وقــــت قــال فــيــه قــائــد «هــيــئــة تــحــريــر الــــشــــام»، أحـمـد الـشـرع، إن مـا حصل فـي سـوريـا انتصار عـــلـــى املــــــشــــــروع اإليـــــــرانـــــــي، مـــضـــيـــفـــا أنـــه ليس مـن املــفــروض قـيـادة الــدولــة بعقلية الــثــورة، وهـنـاك حـاجـة إلــى قـانـون ودولـــة مــؤســســات، بـحـسـب تـصـريـحـات نقلتها قناة «العربية». وأكــد الشرع أن القيادة الجديدة في ســـوريـــا أعـــطـــت لــروســيــا فـــرصـــة مـــن أجــل بناء علقة جديدة. ولفت إلى أن إسرائيل كانت تتحجج بالوجود اإليراني لدخول سوريا لكن هذه الحجج لم تعد موجودة. وتابع: «ال حجج ألي تدخل خارجي اآلن في سوريا بعد خروج اإليرانيي...». عمّان: «الشرق األوسط» المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة االتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية األردنية على إكس) مقاربة أردنية جديدة في التعامل مع «سوريا الجديدة» تحتفظ عمّان بمساحات قلق من عودة الفوضى إلى سوريا «في أي لحظة»، وعودة أســـــبـــــاب الــــتــــوتــــر األمـــــنـــــي والــــعــــســــكــــري عـلـى جبهتها الـشـمـالـيـة. ومـــع ذلـــك يمتلك األردن أسبابه في البحث عن فرص لتسوية سياسية شاملة تُعيد سوريا الجديدة إلى عمق عربي بعيد عن تأثير دول إقليمية في قرار دمشق. بواعث القلق األردني من احتماالت عودة الفوضى إلى سوريا أكثر ترجيحا من نجاح «هيئة تحرير الشام» بقيادة أحمد الشرع (أبو محمد الجوالني) في تثبيت شروط األمن على كـامـل األراضــــي الــســوريــة، وإعــــادة بـنـاء دولــة قابلة للحياة بعيدًا عن الفوضى والنزاع على السلطة، حسب ما قالت مصادر دبلوماسية مطلعة تحدثت إلى «الشرق األوسط». وقالت هذه املصادر إن املنطقة الجنوبية من سوريا على الحدود األردنية توجد فيها فصائل مسلحة ليست على «وفاق» مع «هيئة تحرير الـشـام»، وإن فـرص اشتعال الفوضى واملـــواجـــهـــة بــالــســاح مـــا زالـــــت قــائــمــة؛ األمـــر الـــــذي يـعـنـي بـالـنـسـبـة إلــــى األردن الـتـحـضّــر لجميع الـسـيـنـاريـوهـات املـحـتـمـلـة. وهــــذا قد يُــعـيـد أســـبـــاب الـقـلـق األمـــنـــي والــعــســكــري من عمليات تسلل مقاتلي، إلـى جانب التحضر للتعامل مع احتماالت موجة جديدة من تدفق اللجئي على الحدود؛ مما يُعيد الذاكرة إلى .2013 و 2012 صور عامي ولم ينف مصدر مطلع تحدّث لـ«الشرق األوســــــط» وجــــود «قـــنـــوات اتـــصـــال مـــع قــيــادة ســـوريـــا الـــجـــديـــدة بــعــد إعـــــادة تــأهــيــل رئـيـس (جــبــهــة تــحــريــر الــــشــــام) بـنـسـخـتـه الــجــديــدة (أحمد الشرع) رئيسا انتقاليا ملرحلة انتقالية تــنــتــهــي بــمــصــالــحــات ســــوريــــة تـــمـــثّـــل جـمـيـع األطراف في الحكم الجديد». وتابع املصدر قائل إن قنوات االتصال تــعــامــلــت مـــن مـنـطـلـق «حـــســـن الـــنـــيـــات»، غير أنـــهـــا تـــحـــتـــاج إلـــــى اخـــتـــبـــار صـــدقـــيـــة خــطــاب الجوالني - الشرع، وضمانات تحييد اإلسلم السياسي في معادلة الحكم السوري لصالح دولـــة تقبل الـجـمـيـع. وفـــي هـــذا اإلطــــار، تقول مــــصــــادر «الــــشــــرق األوســــــــط» إن «مــعــلــومــات مـتـوافـرة حملت انطباعات إيجابية بتجنّب الشرع التبعية ألي طرف خارج معادلة العمق العربي». لكن تبقى هـذه املسألة بحاجة إلى تعريف وسياق منضبطَي بعيدًا عن تفاوت وجهات النظر بشأن سوريا الجديدة في ظل حكم جديد ما زال له إرث في التشدد الديني، وقـــــواعـــــده تــنــتــمــي إلـــــى تــنــظــيــمــات مــتــطــرفــة، واحتماالت انعكاسه على شكل حكم اإلسلم الـسـيـاسـي فـــي بـلـد بـحـجـم ســـوريـــا بتنوعها الثقافي والعرقي واملذهبي. فــــــي الـــــســـــيـــــاق، يـــــبـــــدو أن تـــصـــريـــحـــات الـجـوالنـي سابقا أو الـشـرع بحلته الجديدة، دفعت عمّان إلى النظر بـ«إيجابية حذرة» إلى خطة قائد االنقلب السهل على نظام «البعث» السوري، خصوصا أن الشكل الجديد للحكم في دمشق أخذ بعي االعتبار أن «اإلصلحات الداخلية تحتاج إلى ورشة عمل بروح توافق وطــنــي وبـلـغـة ال تُــقـصـي أحـــــدًا»، وأن سـوريـا الـــجـــديـــدة تــحــتــاج إلــــى إعـــــادة بــنــاء مـؤسـسـي مـدنـي وعسكري بـدعـم دولـــي واطمئنان دول الجوار. من أجل ذلك، استجابت عمّان إلى طلب إدارة الــجــوالنــي املــســاعــدة فـــي فـتـح املـخـابـئ الــســريــة لــســجــون الــنــظــام الـــســـابـــق، وجـــهّـــزت فـــرقـــا مـــن الــــدفــــاع املـــدنـــي األردنــــــــي. وبـالـفـعـل كانت الفرق جاهزة لدخول سوريا قبل إعلن عـــدم وجــــود ســجــون ســريــة تـحـت األرض في «صـيـدنـايـا»، حسب مـصـادر أردنــيــة تحدّثت لـ«الشرق األوسط». وقـــد سـبـق ذلـــك سـرعـة اسـتـجـابـة األردن لــ وضــاع اإلنـسـانـيـة فــي ســوريــا بـعـد هــروب بـشـار األســـد املـفـاجـئ، وكــانــت عــمّــان أول من أرســــل قــوافــل مــســاعــدات إلـــى ســوريــا محمّلة طــنــا مـــن املـــســـاعـــدات الـطـبـيـة 250 بــأكــثــر مـــن والغذائية األساسية. ماذا يريد الجوالني؟ ويـتـبـلـور فـــي دمــشــق حـالـيـا حـكـم جـديـد يـبـرز فيه دور الـجـوالنـي - الـشـرع الـــذي تمكّن مـن بسط شخصيته على ملمح الـثـورة التي كشفت هشاشة النظام السابق، وضعف جيشه دون دعــم حلفائه الـــروس واإليـرانـيـن. وتقول مـصـادر عربية إن املطلوب مـن الـجـوالنـي اآلن هــو تـمـكـن الــســوريــن مــن اســتــعــادة الـثـقـة مع عمقهم العربي، وتحشيد دعـم دولــي مـن أجل برنامج إعـــادة إعـمـار البنى التحتية املـدمـرة، واستفادة الدولة السورية من مواردها بعيدًا عـــن الــفــســاد وســطــو الـحـلـفـاء حـتـى عـلـى قـــرار دمشق االقتصادي. وليحقق ذلك فإن على الجوالني -وحسب حــديــث مـــصـــادر مـطـلـعـة لــــ«الـــشـــرق األوســـــط»- تسوية ثلث قضايا ستمكّنه من تنفيذ خطته ضمن املرحلة االنتقالية التي حـدّدهـا بسقف زمني ال يتجاوز شهر مارس (آذار) املقبل، وهي: شطبه من قوائم اإلرهاب الدولي، ودعم حكمه الجديد من خلل رفع العقوبات األميركية عن سوريا، وثالثا عبر دعم خطته في إعادة إعمار سوريا ضمن مسارات سياسية ضامنة وآمنة. فــي املـقـابـل، قــد تـكـون االجـتـمـاعـات التي بــــــدأت وانـــتـــهـــت، الـــســـبـــت، فــــي مـــديـــنـــة الـعـقـبـة الـــجـــنـــوبـــيـــة بـــحـــضـــور وزراء خـــارجـــيـــة لـجـنـة االتــــصــــال الـــعـــربـــيـــة الـــــوزاريـــــة بـــشـــأن ســـوريـــا، واملكونة من األردن والسعودية والعراق ولبنان ومــصــر، وجــامــعــة الــــدول الـعـربـيـة، وبـحـضـور وزيـري خارجية اإلمـارات والبحرين، بصفتها الـرئـيـس الـحـالـي للقمة الـعـربـيـة، ودولـــة قطر؛ مــدخــا إلعــــادة طـــرح اللجنة الـــوزاريـــة مـبـادرة الــتــي انـطـلـقـت من 2023 مــايــو (أيـــــار) مـــن عـــام الرياض «خطوة مقابل خطوة» والتي طُرحت على نظام بشار األسد سابقا وظل يتهرّب من االلتزام بها. لـــكـــن لـــضـــمـــان مـــــــرور الــــتــــصــــوّر األردنـــــــي مــن دون مـعـوقـات عـربـيـة أو إقليمية وبـرضـا أمـيـركـي فـــإن اجـتـمـاعـات العقبة حـرصـت على تـــأمـــن لــــقــــاءات ومــبــاحــثــات ثــنــائــيــة منفصلة مــع وزراء خـارجـيـة تـركـيـا والـــواليـــات املتحدة واملمثل األعلى للسياسة الخارجية في االتحاد األوروبي، باإلضافة إلى املبعوث األممي حول سوريا. واملطلوب أردنيا وضع خريطة طريق؛ للتعامل مـع سـوريـا الـجـديـدة ضمن املصالح املشتركة التي تربط الجميع مرحليا. ماذا يريد األردن؟ من وجهة نظر أردنية كان يمكن للنظام السوري السابق أن يُعيد تقديم نفسه أمام املجتمع الدولي لو استجاب ملبادرة «خطوة مـــقـــابـــل خــــطــــوة» الــــتــــي الــــتــــزمــــت الــــواليــــات املـــتـــحـــدة الـــحـــيـــاد تــجــاهــهــا، وأن الـتـسـويـة السياسية الشاملة في سوريا هي الضمانة الوحيدة الستقرار النظام واستمرارية عمل مؤسساته ووحدة أراضيه. لكن بشار أضاع الـفـرصـة وتـمـسّــك بـمـواقـف حليفه اإليــرانــي وذراعـــه «حــزب الـلـه» فـي سـوريـا، ولــم يـدرك أن الحليف (إيــران) أصابه الضعف وذراعـه الـعـسـكـريـة (حــــزب الـــلـــه) أُصــيــبــت بنكسات قوية، كما أنه رفض نصيحة حليفه الروسي إعـان بـدء التفاوض على تسوية سياسية تـسـمـح لــبــشــار األســـــد بـــخـــروج آمــــن يحفظ مـــاء الــوجــه بـــدل الـــهـــروب املــفــاجــئ بحماية موسكو. والـحـال بــأن عقل الـقـرار السياسي في األردن يسعى لعدم استبدال أي نفوذ إقليمي آخر -املقصود تركيا- بالنفوذ اإليراني، وأن متطلبات نجاح ذلك هو أن تعود سوريا إلى عمقها العربي على أسـاس احترام خيارات الشعب نفسه، ونـضـج مـخـرجـات التسوية السياسية للمرحلة االنتقالية في سوريا، بضمان تمثيل الجميع. العاهل األردنـــي امللك عبد الله الثاني الـــذي كــان فـي مدينة العقبة منذ الخميس املــــــاضــــــي، تـــــابـــــع كــــوالــــيــــس الـــتـــحـــضـــيـــرات الجتماعات العقبة، ومن الطبيعي أن لقاءات ومباحثات وجلسات حــوار جـرت لصياغة تـفـاهـمـات ضـامـنـة لـلـتـعـامـل مـــع مـخـرجـات اجتماع العقبة وتطبيقها على األرض. بـــالـــعـــودة إلــــى املــــخــــاوف األردنــــيــــة من نــفــوذ إقـلـيـمـي جــديــد يسيطر عـلـى سـوريـا بعد النفوذ اإليراني، فقد ثبت أمـام حقائق ومعلومات خاصة توصلت لها مراكز القرار األردنـــــي بـــأن الــجــوالنــي ورغــــم تلقيه دعما تـــركـــيـــا، لـكـنـه لـــم يـسـتـسـلـم لــطــلــبــات تـركـيـة بـشـأن تـقـدمـه نـحـو دمـشـق ليلة الـثـامـن من الشهر الحالي، وأنه حافظ على مسافات من استقللية قـراره العسكري بعيدًا عن تكرار أخطاء النظام السابق. عمّان: محمد خير الرواشدة (من اليسار) وزراء خارجية العراق وتركيا واألردن ومصر ومسؤولة الشؤون الخارجية واألمن في االتحاد األوروبي أثناء مؤتمر صحافي بختام لقاء العقبة أمس (إ.ب.أ) دعا بيان االجتماع إلى «نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها األمم المتحدة، استنادا إلى دستور جديد يُقره السوريون»
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==