issue16818

يـــــــــــــدرس الـــــــرئـــــــيـــــــس األمــــــيــــــركــــــي املنتخب، دونالد ترمب، خيارات لردع قدرات إيران على إنتاج سالح نووي، بما في ذلك إمكانية شن غارات جوية استباقية، مما يشكل خرقًا للسياسة األميركية القائمة على احتواء طهران بالدبلوماسية والعقوبات. وأفـــــادت صحيفة «وول ستريت جــورنــال» بــأن فـريـق تـرمـب االنتقالي يــــنــــاقــــش تـــــداعـــــيـــــات ضــــعــــف مـــوقـــف إيـــران اإلقليمي وسـقـوط نظام األسـد فــــي ســــوريــــا، بـــاإلضـــافـــة إلـــــى تـدمـيـر إسرائيل مليليشيات مثل «حزب الله» و«حماس». وقـــــــــال مـــــســـــؤولـــــون انـــتـــقـــالـــيـــون إن ضـــعـــف مـــوقـــف إيـــــــران اإلقــلــيــمــي، والـكـشـف عــن تـقـدم الـجـهـود الـنـوويـة لطهران، قد أديا إلى تفاقم املناقشات الداخلية الحساسة. ومع ذلك، ال تزال جميع املداوالت حول هذه القضية في ًاملراحل املبكرة. وضع متقلب جدا صــــرّح مـــســـؤولـــون أمــيــركــيــون أن إيـــران قـد تحتاج عــدة أشـهـر لتطوير ســـــ ح نــــــــووي. وحــــســــب الــصــحــيــفــة، يـعـكـف فــريــق الــرئــيــس املـنـتـخـب على »2.0 استراتيجية «الضغط األقـصـى الـتـي تجمع بــن عـقـوبـات اقتصادية صارمة وخطوات عسكرية محتملة. تناقش الخطة خيارين رئيسيي: األول يشمل تعزيز الوجود العسكري األميركي في الشرق األوسـط وتزويد إسـرائـيـل بأسلحة مـتـطـورة لتعطيل املــنــشــآت الــنــوويــة اإليـــرانـــيـــة. الـثـانـي يعتمد عـلـى تـهـديـد الــقــوة العسكرية والـــعـــقـــوبـــات لـــدفـــع طـــهـــران نــحــو حل دبـلـومـاسـي، على غـــرار استراتيجية ترمب مع كوريا الشمالية في واليته األولى. لــيــس مـــن الــــواضــــح أي خـــيـــار قد يختاره ترمب بشأن إيران، على الرغم مـــن تــأكــيــده رغــبــتــه فـــي تـجـنـب حــرب عاملية ثالثة وتصعيد كبير في الشرق األوسط. وقــــال تــرمــب إن «أي شـــيء يمكن أن يـحـدث» حـن سئل فـي مقابلة مع مـجـلـة «تـــايـــم» عـــن احــتــمــاالت خـوض حــرب مـع إيـــران أثـنـاء واليـتـه املقبلة. وصـــرّح ترمب فـي مقابلة عـن اختيار املجلة لـه شخصية الــعــام: «أي شيء يـمـكـن أن يـــحـــدث. أي شـــيء يـمـكـن أن يحدث. إنه وضع متقلب جدًا». ولم يُفصح املسؤولون في اإلدارة املقبلة بعد عـن موقفهم، وقــد تتغير املقترحات بناء على معلومات جديدة ومناقشات مع الحلفاء مثل إسرائيل. وقــال رئيس الــــوزراء اإلسرائيلي بنيامي نتنياهو بعد ثـ ث مكاملات هــاتــفــيــة مــــع تـــرمـــب إنـــهـــمـــا «يــتــفــقــان تمامًا على التهديد اإليراني». ضربة استباقية قــــــــال مــــــســــــؤولــــــون ســـــابـــــقـــــون إن تـرمـب درس ضــربــات استباقية على البرنامج الـنـووي اإليـرانـي في نهاية واليته األولى بعد اكتشاف زيادة في مخزون املواد النووية اإليرانية. ومع ذلك، بعد مغادرته، نفى ترمب أنه فكّر فــي الـعـمـل الـعـسـكـري بـجـديـة، متهمًا كبار مساعدي الدفاع بتطوير خطط حرب. وأفـــــادت صحيفة «وول ستريت جــورنــال» بــأن مساعدي ترمب الذين يدعمون الخيارات العسكرية لفترته الـــثـــانـــيـــة يـــقـــتـــرحـــون دعـــــم الـــضـــربـــات اإلســرائــيــلــيــة عـلـى املــنــشــآت الـنـوويـة اإليـــرانـــيـــة، وربـــمـــا مــشــاركــة الـــواليـــات املتحدة في عملية مشتركة. رغم ذلك، هـــنـــاك شـــكـــوك حــــول نـــجـــاح إســرائــيــل فــي شــن هـجـوم مـنـفـرد عـلـى املنشآت النووية اإليـرانـيـة، التي يقع بعضها في عمق األرض. ويعتقد حلفاء ترمب أن األشهر األولى من فترته الجديدة توفر فرصة ملــواجــهــة الــتــهــديــد الـــنـــووي اإليـــرانـــي بينما النظام في موقف ضعيف. عقوبات جديدة وإذا لــــجــــأ تــــرمــــب إلـــــــى الـــخـــيـــار العسكري الجاد، فإنه بذلك سيخالف السياسة األميركية الحالية وسياسته في الوالية األولــى. وأشــار مسؤولون فــــي فــــريــــق انـــتـــقـــال تــــرمــــب إلـــــى أنــهــم يعتزمون فرض عقوبات جديدة على إيران، بما في ذلك تصنيف الحوثيي منظمة إرهابية، وكذلك حرمان الدول التي تشتري النفط اإليراني من شراء الطاقة األميركية. وأكـــــــــــــــــدوا أن زيـــــــــــــــادة الــــضــــغــــط االقـــــتـــــصـــــادي ال تــــكــــفــــي؛ ألن إيـــــــران «تـــحـــاول اغــتــيــال تـــرمـــب»، مـمـا يـؤثـر عـــلـــى طـــريـــقـــة الــتــفــكــيــر فــــي الــتــعــامــل معها. وقـدمـت إيـــران ضـمـانـات بعدم اغتيال ترمب ردًا على قتل سليماني. وصــــــــــرّح مـــــســـــؤولـــــون فـــــي فـــريـــق االنتقال أن مواجهة أذرع إيران تتطلب حـــرمـــانـــهـــا مــــن املــــــــوارد االقـــتـــصـــاديـــة والعسكرية. وقـــال مـسـؤول فـي فريق االنــــتــــقــــال: «إنــــهــــا رأس األخـــطـــبـــوط. لـــن نــحــل جـمـيـع هـــذه الـقـضـايـا حيث هـي. سنحلها في كيفية تعاملنا مع طهران». 2015 وكـانـت إيـــران توصّلت عـام فـي فيينا التـفـاق مـع فرنسا وأملانيا واملــمــلــكــة املــتــحــدة والـــصـــن وروســيــا والـــواليـــات املـتـحـدة، يـضـع أطـــرًا لهذا الـــبـــرنـــامـــج. يــلــحــظ الـــنـــص مــــن جـهـة أخــــــرى تـخـفـيـفـ لــلــعــقــوبــات الـــدولـــيـــة املــفـروضـة عـلـى طــهــران. لـكـن فــي عـام ، سحب ترمب بالده من االتفاق 2018 الـــذي دأب عـلـى انـتـقـاد عـيـوبـه، ودعــا إلبـــــــرام اتــــفــــاق شـــامـــل يــلــجــم بــرنــامــج إيران للصواريخ الباليستية، وأنشطة «الحرس الثوري» اإلقليمية. وردًا على ذلك، بدأت طهران مسار االنــســحــاب الــتــدريــجــي مـــن الــتــزامــات االتــــفــــاق الـــــنـــــووي. وفـــــي بــــدايــــة عـهـد الرئيس جو بايدن الذي حاول االتفاق النووي، رفعت طهران نسبة تخصيب في املائة. 60 اليورانيوم إلى وزادت مـــخـــاوف الـــقـــوى الـغـربـيـة مــن تــســارع بـرنـامـج إيــــران لتخصيب فــي املــائــة، 60 الــيــورانــيــوم بـمـسـتـوى في املائة املطلوبة 90 القريب من نسبة لتطوير السالح النووي. مواجهة في مجلس األمن وأعربت فرنسا وأملانيا واململكة املتحدة عن «قلقها العميق»، الثالثاء، وحــثــت الـجـمـهـوريـة اإلســ مــيــة على «إنــــــهــــــاء تـــصـــعـــيـــدهـــا الــــــنــــــووي عــلــى الفور». وفي رسالة إلى مجلس األمن الــدولــي، ناقشت الـــدول الـثـ ث إمكان اســتــخــدام آلــيــة «ســـنـــاب بــــاك» إلعـــادة فــــرض الــعــقــوبــات عــلــى إيــــــران بـهـدف منعها من حيازة السالح النووي. وجاء في رسالة للدول األوروبية الـــــثـــــ ث، مـــــؤرخـــــة فـــــي الـــــســـــادس مـن ديسمبر (كـانـون األول)، أن «الثالثي األوروبــــــــــــــــــي مـــــــا زال مــــلــــتــــزمــــ حـــــ دبلوماسيًا للملف النووي اإليراني»، لـكـن الــرســالــة جــــددت تـصـمـيـم الـــدول الـــثـــ ث «عــلــى اسـتـخــدام كـــل األدوات الـدبـلـومـاسـيـة ملـنـع إيــــران مــن حـيـازة السالح الـنـووي»، في إشــارة إلـى آلية «سناب بــاك». وجـاء أيضًا في رسالة «الــتــرويــكــا» األوروبـــيـــة إلـــى املـجـلـس: «نـقـتـرب سـريـعـ مــن لـحـظـة مفصلية بالنسبة لـقـرار مجلس األمـــن الـدولـي فــي الــعــام املـقـبـل. يـتـوجّــب 2231 رقـــم عــــلــــى إيــــــــــران أن تـــبـــطـــئ بـــرنـــامـــجـــهـــا النووي إليجاد بيئة سياسية مواتية لتحقيق تقدّم كبير ولحل تفاوضي». وجــــــاءت هــــذه الـــرســـالـــة ردًا على رســائــل وجـهـتـهـا روســيــا وإيـــــران في وقـــــت ســـابـــق مــــن األســــبــــوع املـــاضـــي، أعقبت مذكرة أولية وجهتها بريطانيا 27 وأملـانـيـا وفـرنـسـا إلــى املجلس فـي نوفمبر (تـشـريـن الــثــانــي). وواصـلـت روسـيـا وإيــــران إرســـال رسـائـل أخـرى هذا األسبوع. تنتهي فــي أكـتـوبـر (تـشـريـن األول) الذي يُعنى 2231 مفاعيل القرار رقم 2025 .2015 بتطبيق االتفاق املبرم في عام تشديد الرقابة قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، إن إيران قبلت تشديد الرقابة عـــلـــى مـــنـــشـــأة فــــــــوردو الــــنــــوويــــة بــعــدمــا أسرعت طهران بشكل كبير من تخصيب الـــيـــورانـــيـــوم قـــريـــبـــ مــــن مـــســـتـــوى صـنـع األسلحة. وقـــــالـــــت الـــــوكـــــالـــــة الــــتــــابــــعــــة لـــأمـــم املـــتـــحـــدة، فــــي األيـــــــام الــقــلــيــلــة املـــاضـــيـــة، إن إيــــــــــران ضــــاعــــفــــت وتـــــيـــــرة تــخــصــيــب اليورانيوم في منشأة فـوردو إلى درجة في املائة، أي قريبًا من 60 نقاء تصل إلى في املائة الالزمة إلنتاج أسلحة، 90 نسبة فيما وصفته القوى الغربية بأنه تصعيد شـديـد الـخـطـورة فــي الــخــ ف الـقـائـم مع طهران بشأن برنامجها النووي. وقـالـت الـوكـالـة إن إيـــران ستتمكن كيلوغرام ًا 34 اآلن مـن إنـتـاج أكـثـر مـن شهريًا من اليورانيوم املخصب بنسبة فـي املـائـة فـي فــــوردو، أي 60 تصل إلــى أمـثـال إجمالي مـا كانت تنتجه 6 نحو طـــهـــران فـــي فـــــوردو ومــنــشــأة تجريبية فــــوق األرض فـــي نــطــنــز خــــ ل األشــهــر 7 و 5 الــقــلــيــلــة املـــاضـــيـــة وتـــــــــراوح بــــن كيلوغرامات. وتــشــيــر مــعــايــيــر الـــوكـــالـــة الــدولــيــة لـــلـــطـــاقـــة الـــــذريـــــة إلـــــى أنـــــه مــــن الــنــاحــيــة الـــنـــظـــريـــة، يــكــفــي إلنـــتـــاج قـنـبـلـة نــوويــة كيلوغرامًا من اليورانيوم 42 توافر نحو فـــي املــــائــــة، إذا تم 60 املــخــصــب بـنـسـبـة تخصيب هذه الكمية إلى مستوى أعلى. أمثال 4 وتمتلك إيـــران بالفعل أكـثـر مـن هذه الكمية، وهو ما يكفي إلنتاج أسلحة أخرى عند مستويات تخصيب أقل. وتـقـول الـــدول الغربية إنــه ال يوجد مـــبـــرر لـتـخـصـيـب الـــيـــورانـــيـــوم إلــــى هــذا املــســتــوى الــعــالــي فـــي إطــــار أي بـرنـامـج مـدنـي، وإنــه ال توجد دولــة وصلت لهذا املــســتــوى مـــن الـتـخـصـيـب دون أن تنتج قــنــابــل نـــوويـــة. ودأبـــــت إيـــــران عــلــى نفي سعيها المتالك أسلحة نووية. ومن املقرر أن يناقش مجلس األمن، الثالثاء، ملف النووي اإليراني. تأتي هذه النقاشات في وقت تعاني فـيـه إيـــــران مــن سـلـسـلـة مــن االنـتـكـاسـات االســـتـــراتـــيـــجـــيـــة، بـــمـــا فــــي ذلــــــك هــجــوم إسرائيل على حليفتيها حركة «حماس» في غزة وجماعة «حزب الله» في لبنان، إلــــى جـــانـــب اإلطــــاحــــة بــبــشــار األســـــد في سوريا. والـــتـــقـــى دبــلــومــاســيــون أوروبــــيــــون وإيــــــرانــــــيــــــون، أواخـــــــــر الـــشـــهـــر املــــاضــــي، ملناقشة ما إذا كان بإمكانهم العمل على تهدئة التوتر اإلقليمي، بما في ذلـك ما يتعلق بالبرنامج النووي لطهران، قبل عـودة دونالد ترمب إلى البيت األبيض. ولم تحرز املفاوضات أي تقدم. 6 حرب متعددة الخرائط NEWS فريق ترمب االنتقالي يناقش تداعيات ضعف موقف إيران اإلقليمي وسقوط نظام األسد في سوريا وتدمير إسرائيل قدرات «حزب هللا» و«حماس» ASHARQ AL-AWSAT Issue 16818 - العدد Saturday - 2024/12/14 السبت بعد تدميرها قدرات الجيش السوري إسرائيل تمهد لضربة عسكرية إليران إلــــى جـــانـــب األهــــــداف املــتــعــددة، بـمـا فـــي ذلـــك اإلقـلـيـمـيـة والــداخــلــيــة، التي حققتها الهجمات اإلسرائيلية ضــــد الـــــقـــــدرات الـــعـــســـكـــريـــة لـلـجـيـش الـــــــســـــــوري، حــــقــــق رئـــــيـــــس الـــــــــــوزراء بنيامي نتنياهو خطوة كبيرة نحو التحضير لهجوم واسع على إيران. عـامـ 13 فــالــحــلــم الـــــذي راوده مــنــذ بـتـوجـيـه ضــربــة لـلـمـشـروع الــنــووي اإليـــرانـــي أصـــبـــح، مـــن وجــهــة نـظـره، أمرًا واقعًا. ولديه شريك مهم يشجعه عــلــى ذلــــك، وهــــو الــرئــيــس األمــيــركــي املنتخب دونالد ترمب. كــــــــان نــــتــــنــــيــــاهــــو، ومــــــــن خــلــفــه الـجـيـش واملـــخـــابـــرات، مقتنعي بـأن تـــوجـــيـــه ضـــربـــة قـــاصـــمـــة لــلــمــشــروع الـنـووي اإليـرانـي هو مشروع ضخم يفوق بكثير قدرات إسرائيل. لــــذلــــك، حـــــــاول نـــتـــنـــيـــاهـــو خـــ ل الــحــرب جـــر أقــــدام الـــواليـــات املتحدة للقيام باملهمة، لكنه فشل. فالرئيس جو بايدن ظل متمسكًا بموقفه مؤيدًا للحوار الدبلوماسي مع طهران. غير أن الـــهـــجـــوم الــــــذي شــنــتــه إســـرائـــيـــل أكـتــوبــر (تـشـريـن 26 عـلـى إيــــران فــي األول) غـــيّـــر الـــقـــنـــاعـــات. فـــقـــد كــانــت نتائج الهجوم قاسية على القدرات الـدفـاعـيـة اإليــرانــيــة، وإيــــران أول من يـعـلـم بــذلــك لـكـنـهـا تـفـضـل الـصـمـت. وإذا أضفنا إلى ذلك أن خطة طهران لـتـطـويـق إســرائــيــل بـــــأذرع عسكرية فـتـاكـة تـلـقـت ضــربــة قــويــة، حـيـث تم في املائة من قدرات 70 إلى 60 تدمير «حماس» العسكرية في غزة والضفة الغربية، وتدمير نصف قـوة «حـزب الـلـه» على األقـــل، فإنها قلّمت أظافر «الحرس الثوري» اإليراني. ومـع سقوط نظام بشار األسـد، أتــيــحــت إلســـرائـــيـــل فـــرصـــة مـفـاجـئـة ونـــــــادرة لـــضـــرب الــجــيــش الـــســـوري، فــــاســــتــــغــــلــــتــــهــــا دون تــــــــــــــردد. وفـــــي غـــضـــون أيــــــام قـــلـــيــلـــة، دمــــــرت ســـ ح الـــجـــو الـــــســـــوري وقــــــواعــــــده، وكـــذلـــك سـ ح البحرية وموانئه، إلـى جانب معظم الدفاعات الجوية وبطاريات الصواريخ. وكل ذلك دون أن تتعرض إلطــــــ ق رصــــاصــــة واحــــــــدة، لـيـخـرج الجيش اإلسرائيلي من الهجوم بال أي إصابة. كـمـا هـــو مـــعـــروف، نـفـذ الجيش اإلســـرائـــيـــلـــي هـــــذه الــعــمــلــيــة لـيـؤكـد مـكـانـتـه كـــأقـــوى جـيـش فـــي املـنـطـقـة، وإلظـــهـــار أنــــه يــــرد عــلــى املـــســـاس به بـــمـــقـــايـــيـــس ضـــخـــمـــة غـــيـــر مــســبــوقــة فــــي الـــــحـــــروب. كـــمـــا كـــانـــت ردًا عـلـى االنـــتـــقـــادات الـداخـلـيـة فــي إسـرائـيـل، خــصــوصــ بــعــد نـــقـــاط ضــعــفــه الـتـي وخـــ ل 2023 أكــتــوبــر 7 ظــهـــرت فـــي الحرب. بـــالـــنـــســـبـــة لـــنـــتـــنـــيـــاهـــو، كـــانـــت الــــعــــمــــلــــيــــة وســــيــــلــــة إلثــــــبــــــات قـــوتـــه الـسـيـاسـيـة لـخـصـومـه الــذيــن يـرونـه «قـــائـــدًا فــاســدًا ومـــحـــتـــاالً»، وإلظــهــار أنـــــــه يـــــديـــــر حـــــربـــــ تـــحـــقـــق مـــكـــاســـب هـــائـــلـــة. ومــــع ســهــولــة انـــهـــيـــار نـظـام األســــد وتـحـطـيـم الــجــيــش الـــســـوري، أصبحت هذه العملية تحقق مكسبًا استراتيجيًا لم تتوقعه أي مخابرات فــــــي الـــــعـــــالـــــم، ولـــــــم تـــتـــخـــيـــلـــه أعـــتـــى الساحرات، حيث مهدت الطريق أمام نتنياهو للضربة التالية: إيران. أمــــــس، تــنــاقــلــت جــمــيــع وســـائـــل اإلعالم العبرية تصريحات صريحة ملسؤولي كبار في الحكومة والجيش اإلســــرائــــيــــلــــيَّــــنْ، يـــــؤكـــــدون فــيــهــا أن «الـهـدف املقبل للجيش اإلسرائيلي هـــو تــوجــيــه ضـــربـــة إليــــــــران». وذكـــر هــــــــؤالء املـــــســـــؤولـــــون أن الــعــمــلــيــات العسكرية الجارية في سوريا تهدف إلـــى «تـنـظـيـف الــطــريــق، جـــوًا وبــــرًا»؛ لـتـمـهـيـد الـــطـــريـــق لــضــربــة مــبــاشــرة ضـــد إيــــــران. كـمـا أشــــار الـبـعـض إلـى أن ســـ ح الــجــو اإلســرائــيــلــي يـــدرس توجيه ضربة قاصمة للحوثيي في اليمن كجزء من هذه االستعدادات. بالطبع، يعتقد الخبراء أن ضرب إيران «ليس باملهمة السهلة. فهي ال تـــــزال دولـــــة قـــويـــة، تـخـصـص مــــوارد هـائـلـة لـتـعـزيـز قــدراتــهــا الـعـسـكـريـة، وتتبع عقيدة ال تعترف بالهزيمة أو الخسارة». بالنسبة إليران، حسابات الربح والخسارة ليست محورية؛ إذ تحتفل بالنصر دون هوادة مهما كان الثمن الذي تدفعه باهظًا، خصوصًا عندما يـــكـــون اآلخــــــــرون هــــم مــــن يـتـحـمـلـون التكلفة. وفــــي إســـرائـــيـــل، كــمــا فـــي دوائــــر سياسية عديدة في الواليات املتحدة والغرب، يـزداد االقتناع بأن القيادة اإليرانية تـدرك التحديات واألخطار املتراكمة ضدها. ويُعتقد على نطاق واســـــع أنـــهـــا قـــد تــــرى الـــحـــل الـوحـيـد أمـــامـــهـــا يــكــمــن فــــي تـــســـريـــع تـطـويـر قدراتها النووية العسكرية، وصوال إلى إنتاج قنبلتها الذرية األولى. هـــــذا الـــــواقـــــع يـــشـــجـــع إســـرائـــيـــل على املضي قدمًا في تدمير املنشآت النووية اإليـرانـيـة، ليس فقط دفاعًا عن نفسها، بل أيضًا نيابة عن دول الغرب وحماية ملصالحها املشتركة. تـدعـم دول الـغـرب هــذا الـتـوجـه. وقد بـدأت إسرائيل بطرح هذا امللف منذ عـــــدة أشـــهـــر أمــــــام حــلــفــائــهــا، لـكـنـهـا تطرحه اآلن بـقـوة أكـبـر بعد انهيار نظام األســد وتدمير قـــدرات الجيش السوري. رغــــم إعـــجـــاب الـــغـــرب بـــالـــقـــدرات اإلســـرائـــيـــلـــيـــة وإشـــــادتـــــه بـجـيـشـهـا، الذي استطاع قلب املوازين وتحقيق مكاسب عسكرية بعد إخفاقه املهي أكتوبر، 7 أمـام هجوم «حماس» في حيث يُتوقع أن تصبح هذه املكاسب مــادة دراسـيـة فـي الكليات الحربية، فإن هناك تساؤالت ملؤها الشكوك: هــــل هـــــذه الـــحـــســـابـــات اإلســرائــيــلــيــة واقـــعـــيـــة ودقــــيــــقــــة؟ أم أنـــهـــا تـعـتـمـد بشكل كبير على الغرور والغطرسة أكثر من التحليل املهني والتخطيط االستراتيجي؟ ومـــاذا سيكون مـوقـف إسرائيل إذا تـبـن أن الـقـيـادة اإليــرانــيــة بــدأت بالفعل االستعداد للتحول إلى دولة نــوويــة مـنـذ الـتـهـديـدات األولــــى لها، وقــــد تُـــفـــاجـــئ الـــعـــالـــم الـــيـــوم بــإعــ ن تجربة نووية ناجحة، على غـرار ما ؟2007 فعلته كوريا الشمالية عام وفي الداخل اإلسرائيلي، تُطرح تــــــســــــاؤالت صـــعـــبـــة؛ أبــــــرزهــــــا: «هـــل نـخـوض مـغـامـرة كـهـذه، نـخـدم فيها الغرب وكل خصوم إيران في املنطقة، بينما ندفع نحن الثمن كامالً؟». تل أبيب: نظير مجلي » ودعم هجوم إسرائيلي 2 فريق اإلدارة المقبلة يدرس استراتيجية «الضغط األقصى ضربات وقائية على طاولة ترمب لردع «القنبلة» اإليرانية (أرشيفية - األمم المتحدة) 2015 يوليو 20 » بعد أسبوع على توقيع االتفاق النووي بفيينا في 2231« مجلس األمن يصوت باإلجماع على القرار لندن - واشنطن: «الشرق األوسط» نتنياهو وغاالنت في غرفة تحت األرض بمقر وزارة الدفاع يتابعان الضربة الموجهة إليران (وزارة الدفاع اإلسرائيلية)

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==