4 سوريا ما بعد األسد NEWS Issue 16818 - العدد Saturday - 2024/12/14 السبت سفير أميركي: «أخشى أننا سنتخلّى مرة أخرى عن حلفائنا األكراد الذين تم التخلي عنهم مرات عديدة من قبل إدارات سابقة» ASHARQ AL-AWSAT «توافق عام» تركي ــ أميركي على مستقبل سوريا ما بعد األسد سيطر ملفان رئيسيان على مباحثات وزيـر الخارجية األميركي، أنتوني بلينكن، فـي أنــقــرة؛ أولـهـمـا مستقبل سـوريـا مـا بعد بــشــار األســـــد، والــثــانــي الـتـبـايـن بـــن تركيا وأميركا حول مكافحة اإلرهاب. وأبـــــدت تــركــيــا وأمـــيـــركـــا تــوافــقــا بـشـأن «رؤيـة سوريا مستقرة» خالية من اإلرهـاب، لكن خالفهما استمر بشأن مسألة مكافحة اإلرهـــاب فـي سـوريـا، نظرًا لالنقسام املزمن بـــيـــنـــهـــمـــا بــــشــــأن وحـــــــــدات حـــمـــايـــة الــشــعــب الـــــكـــــرديـــــة، أكــــبــــر مــــكــــونــــات قــــــــوات ســــوريــــا الديمقراطية (قـسـد)، التي تحاربها القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» املوالي ألنقرة، بينما تعدها واشنطن حليفا رئـيـسـيـا فـــي الـــحـــرب عــلــى تـنـظـيـم «داعــــش» اإلرهابي. ونـاقـش الجانبان التركي واألمـيـركـي، خالل اجتماع بلينكن والرئيس التركي رجب طيب إردوغـان، بمطار إيسنبوغا في أنقرة، مــســاء الـخـمـيـس، ثـــم مـبـاحـثـاتـه مـــع نظيره التركي هاكان فيدان بمقر الخارجية التركية فـــي أنـــقـــرة، الــجــمــعــة، الــــــدور الـــــذي ستلعبه تركيا وأميركا في تحديد مستقبل سوريا، وأكـــدا اتفاقهما، بشكل عــام، على رغبتهما في رؤية سوريا مستقرة. مستقبل سوريا وقـــــــال بـــلـــيـــنـــكـــن، فــــي إفــــــــادة صــحــافــيــة قصيرة مشتركة مـع نظيره الـتـركـي هاكان فـــيـــدان، إنــهــمــا «يــــحــــاوالن ضــمــان اســتــفــادة الشعب الـسـوري مـن الفرصة املتاحة أمامه مـن أجــل مستقبل أفـضـل بعد التخلص من (الــرئــيــس املــخــلــوع بــشــار) األســـــد»، مضيفا أن هـــنـــاك «اتـــفـــاقـــا عــــامــــا» مــــع تـــركـــيـــا حـــول «نــــوع» ســوريــا الــــذي يـــريـــدان رؤيـــتـــه، «بـــدءًا بالحكومة املؤقتة التي يجب أن تضم عددًا أكبر من األشخاص، وتحمي حقوق األقليات واملرأة، وتستمر في تقديم الخدمات للشعب مـن خــ ل حماية مـؤسـسـات الــدولــة، وتزيل األسـلـحـة الكيميائية -إن وجــــدت- وتـرفـض العالقات مع الجماعات املتطرفة، وال تشكل بـــــأي حـــــال مــــن األحـــــــــوال تـــهـــديـــدًا ملـحـيـطـهـا وللدول املجاورة». وأضـاف: «ناقشنا الـدور الذي ستلعبه الــــــواليــــــات املـــتـــحـــدة وتـــركـــيـــا فــــي مـسـتـقـبـل سوريا، وناقشنا ضـرورة مواصلة الجهود ملحاربة (داعش)». بـدوره، قال فيدان إن ضمان االستقرار فـــي ســـوريـــا بـــأســـرع وقـــــت، ومـــنـــع اإلرهـــــاب مــن إيــجــاد مـوطـئ قـــدم هــنــاك، وضــمــان عـدم سيطرة تنظيمي «داعــــش» و«حـــزب العمال الـــكـــردســـتـــانـــي - وحـــــــــدات حـــمـــايـــة الــشــعــب الــــكــــرديــــة» عـــلـــى مـــنـــاطـــق فــــي ســـــوريـــــا، بـن أولويات بالده. وأضــــــاف فـــيـــدان: «هـــنـــاك اتـــفـــاق واســـع النطاق مـع أميركا على مـا نـريـد رؤيـتـه في سوريا، وناقشنا كيف يمكن لدول املنطقة أن تدعم الفرصة املهمة لنا وللشعب السوري للتحرر من أغالل بشار األسد». وبـيـنـمـا اتـــفـــق الــجــانــبــان بـــشـــأن مـسـألـة عدم إتاحة الفرصة لتنظيم «داعـش» للظهور مجددًا، عكس الجانب األميركي مخاوف من أن يــؤدي فــراغ السلطة فـي سـوريـا إلـى تفاقم الـــتـــوتـــرات املــتــصــاعــدة بــالــفــعــل فـــي املـنـطـقـة، وتـــهـــيـــئـــة الــــــظــــــروف لـــــــــ«داعــــــــش» الســــتــــعــــادة األراضــــي والـنـفـوذ، ومــخــاوف مـن أن تضعف عمليات الـقـوات التركية والفصائل السورية املـسـلـحـة املــوالــيــة لـهـا مــن عـمـلـيـات التحالف الــدولــي للحرب على «داعــــش» ضـد التنظيم، بـسـبـب اســتــهــدافــهــا وحـــــدات حــمــايــة الـشـعـب الكردية التي تعول عليها واشنطن بوصفها حليفا في الحرب ضد «داعش»، وتسعى تركيا إلنهاء وجودها قرب حدودها الجنوبية. فـي غـضـون ذلـــك، كشفت مـصـادر كردية عن أن وفــدًا فرنسيا، يــزور مدينة القامشلي، عـقـد لـــقـــاءات مــع ممثلي لــــــــ«اإلدارة الــذاتــيــة» لـشـمـال وشــــرق ســوريــا ملـنـاقـشـة تشكيل وفـد كـــردي مـوحـد لـلـذهـاب إلــى العاصمة دمشق، بــهــدف الــتــفــاوض مـــع «هـيـئـة تـحـريـر الــشــام» واملعارضة على املرحلة االنتقالية بعد إسقاط نظام الرئيس السابق بشار األسد. يـــأتـــي ذلـــــك فــــي وقـــــت قـــــال قـــائـــد «قـــــوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مظلوم عبدي، إن رفـع علم االستقالل في مناطق سيطرتهم يـنـدرج مـن اقتناعهم بأنهم جـزء مـن سوريا، معتبرًا أن مشاركتهم فـي املرحلة االنتقالية ستساهم في حل شامل ملشاكل البالد. وذكر مسؤول عسكري كردي أن التحالف الــــــدولــــــي ضـــــد تـــنـــظـــيـــم «داعـــــــــــش» والـــجـــيـــش األمــيــركــي تــعــهّــدا بـحـمـايـة ضـفـة نـهـر الــفــرات التي باتت تفصل عسكريا بي «هيئة تحرير الـشـام» والفصائل املوالية لتركيا، مـن جهة، وبـــن قــــوات «قـــســـد»، مـــن جـهـة أخـــــرى، ومـنـع أي خـروقـات حتى الـوصـول إلـى حـل سياسي شامل للبالد. وقـــــالـــــت مـــــصـــــادر كـــــرديـــــة مــــشــــاركــــة فـي االجتماعات، التي عُقدت مع الوفد الفرنسي الــــخــــاص املــــرســــل مــــن وزارة الـــخـــارجـــيـــة، إن الفرنسيي عقدوا اجتماعات مع قـادة أحزاب «الـــوحـــدة الــوطــنــيــة»، املـنـضـويـة فـي «اإلدارة الذاتية» بقيادة «حزب االتحاد الديمقراطي»، وبـحـثـوا إمـكـانـيـة تشكيل وفـــد كــــردي موحد مــن جميع األحــــزاب واألطـــــراف الــكــرديــة، على أن يترأسه مظلوم عبدي قائد «قــوات سوريا الديمقراطية»، للذهاب إلى العاصمة دمشق، والتفاوض مع الحكومة املؤقتة التي يديرها تـــحـــالـــف فـــصـــائـــل املـــعـــارضـــة بـــقـــيـــادة «هـيـئـة تحرير الشام». وذكرت املصادر ذاتها أن الوفد الفرنسي سيجتمع مـع قـــادة أحـــزاب «املجلس الوطني الــكــردي»، وطـرفـي «الـحـزب التقدمي» وحـزب «الـــــوحـــــدة»، وشــخــصــيــات مـــن الــتــكــنــوقــراط، لـــتـــشـــكـــيـــل وفـــــــد كــــــــــردي، يــــضــــم كـــــل األطــــــــراف واألحـــــزاب الـسـيـاسـيـة، لـلـتـفـاوض مــع «هيئة تــحــريــر الـــشـــام» والــفــصــائــل املـــعـــارضـــة حــول مـــســـتـــقـــبـــل الـــــبـــــ د واملـــــشـــــاركـــــة فـــــي املـــرحـــلـــة االنتقالية. فـــي الـــســـيـــاق، كــشــف مـــســـؤول عـسـكـري كـــردي، شــارك فـي اجتماعات لـقـوات «قسد» والـتـحـالـف الـــدولـــي والـجـيـش األمــيــركــي مع وجهاء وشيوخ من عشائر الرقة والحسكة وديـــر الــــزور، أن نـهـر الــفــرات سـيـكـون الخط الفاصل بي مناطق قـوات «قسد» من جهة، و«هـــيـــئـــة تـــحـــريـــر الــــشــــام» مــــن جـــهـــة ثــانــيــة، والـفـصـائـل املـوالـيـة لتركيا مــن جـهـة ثالثة. وأكـــد هـــذا املــصــدر طـالـبـا عـــدم اإلفــصــاح عن صــفــتــه أو اســــمــــه: «قـــــــادة الـــتـــحـــالـــف أكـــــدوا أنـــهـــم ســـيـــكـــونـــون الـــضـــامـــن الـــرئـــيـــســـي ملـنـع أي خــــروقــــات تــحــصــل عــلــى ضــفــتــي الــنــهــر، حتى الــوصــول إلــى حـل سياسي شـامـل في عموم البالد، يحفظ حقوق جميع املكونات واألقليات واإلثنيات». وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان واألميركي أنتوني بلينكن خالل إفادة صحافية مشتركة بعد مباحثاتهما في أنقرة أمس (رويترز) أنقرة: سعيد عبدالرازق القامشلي: كمال شيخو مسؤولون سابقون: نحن ال نجيد هندسة المجتمعات أو بناء الدول... ومتخوفون من عودة «داعش» سوريا بعد األسد من منظور أميركي قــوبــل ســقــوط الــرئــيــس الـــســـوري بشار األسد بتصريحات أميركية مرحبة ومحذرة في الوقت نفسه. فهذه اللحظة التي انتظرها األميركيون كثيرًا وعملوا عليها مـن خالل تـــطـــويـــق األســــــد ومـــحـــاصـــرتـــه بــالــعــقــوبــات والـــضـــغـــوطـــات االقـــتـــصـــاديـــة والــســيــاســيــة، فـاجـأتـهـم بـتـطـوراتـهـا املــتــســارعــة، وخـاصـة أنـــهـــا حــصــلــت عــلــى يـــد تـنـظـيـم مـــــدرج على لــــوائــــح اإلرهـــــــــاب األمـــيـــركـــيـــة، وهـــــو «هــيــئــة تــــحــــريــــر الـــــــشـــــــام»، وزعــــيــــمــــهــــا أبــــــــو مــحــمــد الــجــوالنــي، املـــعـــروف الــيــوم بـأحـمـد الــشــرع، 10 والـــــذي وضـــعـــت أمـــيـــركـــا مــكــافــأة قـــدرهـــا مـــ يـــن دوالر ملـــن يــتــقــدم بـمـعـلـومـات عـنـه. بـاملـقـابـل، يـقـف الـرئــيـس األمـيـركـي املنتخب دونالد ترمب محذرًا: «سوريا ليست معركة الواليات املتحدة، وال يجب أن تتدخل فيها»، في موقف سلّط الضوء مجددًا على أسلوبه املختلف في إدارة األزمات. يـــــســـــتـــــعـــــرض «تــــــقــــــريــــــر واشــــــنــــــطــــــن»، وهــــو ثـــمـــرة تـــعـــاون بـــن «الــــشــــرق األوســـــط» و«الــــشــــرق»، كيفية تـعـامـل إدارة بــايــدن مع األمر الواقع في سوريا، وما إذا كانت سترفع «الهيئة» من لوائح اإلرهـــاب، باإلضافة إلى تـوجـهـات إدارة تـرمـب املـقـبـلـة، ومـــا إذا كـان ســيــنــفــذ وعـــــــوده الـــســـابـــقـــة بــســحــب الـــقـــوات األميركية من هناك. سقوط صادم فـاجـأ سـقـوط األســـد الـسـريـع الكثيرين في واشنطن، كالسفير األميركي لدى سوريا واإلمــــــارات ثـــيـــودور قــطّــوف الــــذي أعــــرب عن صدمته حيال مجريات األحداث وتسارعها، مشيرًا إلى أنه على األرجح أن «هيئة تحرير الشام» لم تتوقع أيضا أن تحقق هذا النوع مـن الـنـجـاح بـهـذه الـسـرعـة. ويعتبر قطّوف أن مـا جـرى أثبت «ضعف األســد وعــدم والء قواته العسكرية واألمنية». مـن ناحيته، وصــف السفير األميركي الـــســـابـــق لـــــدى الـــبـــحـــريـــن ونــــائــــب املـــبـــعـــوث الــســابــق لـلـتـحـالـف الـــدولـــي لـهـزيـمـة تنظيم «داعـــــــــش» ويـــلـــيـــام روبـــــــــوك، ســـقـــوط األســــد بـ«التحول الصادم واملثير للدهشة». واعتبر روبوك أن رفع الغطاء اإليراني والروسي عن األسد تركه «مكشوفا وضعيفا جدًا»، مشيرًا إلــــى أن «هــيــئــة تــحــريــر الـــشـــام» بـــــدأت بـهـذا الهجوم في البداية على أنه هجوم صغير في حلب، ثم حققت نجاحا تلو اآلخر. وأضاف: «حتى قبل يوم أو يومي من سقوط دمشق، كان البعض يعتقد أنه قد تمر أسابيع، ال بل شهور، على السيطرة عليها، غير أن األمر حدث في يوم واحد فقط». ويـــــقـــــول الـــكـــولـــونـــيـــل أنــــتــــونــــي شـــافـــر املــســؤول االسـتـخـبـاراتـي الـسـابـق فـي وزارة الـــدفـــاع األمـيـركـيـة ومـسـتـشـار حـمـلـة ترمب الـــســـابـــقـــة، إن ســـبـــب األحـــــــــداث املـــتـــســـارعـــة يــعــود إلـــى تـحـيـيـد الـعـنـصـريـن األسـاسـيـن فـــي الـــدفـــاع عـــن األســـــد، وهــمــا «حــــزب الــلــه» وروسيا؛ ما أدى إلى «بقاء جيش غير فعال وهــزيــل تـحـت إمــرتــه انــهــار بـسـرعـة فـائـقـة». لـكـن شـافـر يـسـلّــط الــضــوء فــي الــوقــت نفسه على الـــدور الـتـركـي، وتـحـديـدًا دور الرئيس رجــب طيب إردوغـــــان، مشيرًا إلــى أنــه «رأى فرصة مع خسارة دعم روسيا وتراجع قوة (حزب الله) كوسيلة الستعادة نفوذ تركيا». وأضــــــاف: «الـــســـؤال اآلن: مــــاذا نـفـعـل حـيـال تـركـيـا؟ فتركيا حليف فـي (الــنــاتــو)، لكنها غالبا ما تعمل باستقاللية ومن دون اعتبار للمصالح األميركية. وبرأيي، هذا ما حصل هنا». القوات األميركية ومصير «قسد» وهنا يشدد قطّوف على الـدور الكبير الـذي لعبته تركيا في األحــداث، مشيرًا إلى وجــــــود «هــــمّــــن رئـــيـــســـن إلردوغــــــــــان» هـمـا «أوال عودة الالجئي السوريي إلى بالدهم ماليي الجـئ، وهذه 3 والذين يبلغ عددهم مسألة سياسية محلية تشكل ضغطا هائال على إردوغـــان. وثانيا بالطبع تزايد سلطة األكـراد في شرق سوريا لدرجة تقلقه، وهو اآلن قـــــادر عــلــى مـــواجـــهـــتـــهـــم». ومــــع تــزايــد الـحـديـث عــن احـتـمـال سـحـب تـرمـب الـقـوات عنصر 900 األمـيـركـيـة الـبـالـغ عـددهـا نحو في شمال شرقي سوريا، يعرب قطّوف عن قلقه حيال مصير حلفاء الـواليـات املتحدة األكراد، مضيفا: «أخشى أننا سنتخلّى مرة أخرى عن حلفائنا األكراد الذين تم التخلي عنهم مرات عديدة من قبل إدارات سابقة، من ضمنها إدارة هنري كيسنجر في سبعينات القرن املاضي». ويـــشـــارك روبـــــوك الــــذي عــمــل عـــن قــرب مع «قـوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في إدارة ترمب األولـى، هذا القلق، مشددًا على أنهم كانوا «شركاء قيّمي وتحملوا الكثير مـــن الـــخـــســـائـــر». وأضــــــاف: «أنـــــا قــلــق حـيـال توجه قرار الواليات املتحدة. أعتقد أن تركيا تـــقـــود الـــوضـــع حــالــيــا، والــــواليــــات املـتـحـدة تتمتع بعالقة قريبة لكن صعبة مـع تركيا من بعض النواحي، وأنـا لست متأكدًا أننا سـنـكـون حــازمــن وأقــويــاء بـمـا فـيـه الكفاية فــي إيــصــال رسـالـتـنـا إلـــى تـركـيـا، ومـفـادهـا أننا نريد الحفاظ على أمان هذه القوة لكي تستمر بـالـقـتـال ضــد (داعـــــش) فــي شمالي شـــرقـــي ســـــوريـــــا». وأشــــــــار روبــــــــوك إلـــــى أن «تركيا تملك نفوذًا كبيرًا في الوقت الحالي، وهـــذا مــا يـضـع األكــــراد فــي مـوقـف صـعـب». ويتحدث شافر عن املسألة الكردية فيصفها بـ«املعقدة جدًا»، ويضيف: «ليس من العدل أن يتم استخدامهم كحليف رئيس وشريك قتال فعال، ثم يتم تجاهلهم مـجـددًا». لكن شــافــر الــــذي عـمـل مـسـتـشـارًا لـتـرمـب يرجح أن الـرئـيـس املـنـتـخـب سيعيد تقييم الـــدور األمـيـركـي فــي ســوريــا، وسيعيد الـنـظـر في قواعد الـقـوات األميركية من حيث التكلفة، مـشـيـرًا إلـــى أنـــه سينظر كــذلــك فــي احـتـمـال «تـنـفـيـذ املـهـمـة مـــن الــقــاعــدة األمــيــركــيــة في أربيل وفي األردن». عودة «داعش»؟ ويحذر الكثيرون من أن سحب القوات األميركية من شمال شرقي سوريا سيعني عودة تنظيم «داعش». ويتوقع روبوك الذي لعب دورًا أساسيا في مكافحة التنظيم في إدارة ترمب، أن «يعود التنظيم». ويضيف: «عــنــدمــا يــــزول الـضـغـط أعـتـقـد أن الـفـوضـى واالضـــــطـــــرابـــــات فــــي ســــوريــــا ســـتـــكـــون مـثـل األكسجي لـ(داعش). إن (هيئة تحرير الشام) هي الخصم اآليديولوجي لـ(داعش)، لكن ال أراهم قادرين على مواجهة هذا التحدي في األشهر املقبلة». ويـشـكـك روبـــــوك فـــي أن تـتـمـكـن «قـــوات سوريا الديمقراطية» من التصدي لـ«داعش» أو البقاء في حال انسحاب الواليات املتحدة، مــشــددًا عـلـى ضــــرورة بــقــاء هـــذه الـــقـــوات في عهد ترمب. مـــــــن نـــــاحـــــيـــــتـــــه، يـــــتـــــحـــــدث شــــــافــــــر عـــن تــحــد آخــــر يـــواجـــه الــــواليــــات املـــتـــحـــدة، وهــو سـجـنـاء «داعــــش» فــي ســوريــا والــذيــن يصل ألـــفـــا، بـحـسـب تقييم 50 عـــددهـــم إلـــى قـــرابـــة لـلـسـيـنـاتـور الـجـمـهـوري لـيـنـدسـي غــراهــام، فيقول: «سنضطر إلى مواجهة هذه القضية مـــبـــاشـــرةً، وهــــو مـــا لـــم تـــرغـــب إدارة بــايــدن فـــي الــتــعــامــل مــعــه. فــهــنــاك مــشــاكــل متعلقة بــاالحــتــجــاز غـيـر املـــحـــدود، والـــتـــي يـجـب أن نـــجـــد حـــــ لـــهـــا، وهـــــي (مــــشــــاكــــل) مـشـابـهـة للنقاش املرتبط بـ(غوانتنامو)». الجوالني ولوائح اإلرهاب وفـــي ظــل تـــطـــورات األحـــــداث وسـيـطـرة زعـــيـــم «هـــيـــئـــة تـــحـــريـــر الــــشــــام» أبـــــو مـحـمـد الــجــوالنــي، املــعــروف الــيــوم بـأحـمـد الـشـرع، على املشهد، يدعو روبوك إلى رفع تصنيف «تحرير الـشـام» كمنظمة إرهابية أجنبية، وإلـــــى رفــــع الــقــيــود االقـــتـــصـــاديـــة «الـقـاسـيـة جـــــدًا» عــلــى ســــوريــــا. ويــفــســر هــــذه املــقــاربــة قائالً: «يجب أن نكون ملتزمي، وأن نحاول العمل مع حلفاء تعاونوا معنا في التحالف العاملي ضد (داعـــش)، وإشــراك حلفائنا من الخليج؛ فهم العـبـون مهمون جــدًا ولديهم مصالح كبيرة في سوريا، وأعتقد أن الشعب والحكومة في سوريا لديهما مصلحة في بناء مجموعة أوسـع من األصدقاء بـدال من االعتماد على تركيا». مـــن نـاحـيـتـه، يـتـوقـع شــافــر «انـقـسـامـا فــي الـسـيـاسـة» فيما يتعلق بالتعاطي مع «الـهـيـئـة»، مشيرًا إلــى أن تـرمـب «سيحاول تحديد ما يجب القيام به لتشكيل تحالف، والـقـيـام بما هـو ضـــروري إلعـــادة الحوكمة إلـــى املـنـطـقـة»، مــحــذرًا: «إن لــم نـكـن حـذريـن فسيعود تنظيم (داعـــش)، فهذا مـا يحصل حــالــيــا فـــي أفــغــانــســتــان». ويــضــيــف شــافــر: «يجب أن نكون حذرين جـدًا عندما نساعد فـــي إســـقـــاط حـــكـــومـــة، قـــد تـــكـــون حــكــومــة ال تـعـجـبـنـا، لـكـن عـلـى األقــــل هــي تـمـلـك بعض السيطرة على األراضــي. فزعزعة االستقرار هـــي الــخــطــر األكـــبـــر لـــ ســـتـــقـــرار اإلقــلــيــمــي، ولـكـل مــن يعيش فــي هـــذه املـنـاطـق أيـضـا». ويـتـحـدث شــافــر عــن الــجــوالنــي، مـعـربـا عن شكوكه فـي الـصـورة التي يعرضها حاليا، فــيــقــول: «هـــنـــاك تــقــاريــر صـــــادرة حــــول هــذا الـــرجـــل، هـــذا اإلرهـــابـــي الـــذي يـريـد االنـتـقـام من أعـداء (هيئة تحرير الشام)، ومن ضمن ذلك قتل بعض األشخاص. آمل أن أكون على خطأ، آمل أن يكون رجل الدولة الذي يظهره للجميع، لكن أعتقد أن األمور ستكون أشبه حي ظن الجميع 1961-1960 بكاسترو في أنـــه سـيـكـون الـــرجـــل املــنــاســب، لـكـنـه أصـبـح حاكما توتاليتاريا». ويــــغــــوص قــــطّــــوف فــــي تــفــاصــيــل هـــذه املــقــاربــة، فـيـقـول عــن أمـيـركـا وسـيـاسـاتـهـا: «نحن ال نجيد هندسة املجتمعات أو بناء الــــدول. إذا كــان الـتـاريـخ الـحـديـث قـد علّمنا شيئا، فيجب أن يكون هذا ما استنتجناه». ويستكمل قطّوف: «ال يمكننا فرض النتائج مـــن خـــ ل فــوهــة الـبـنـدقـيـة. يـجـب أن يـكـون لدينا قـوة موثوقة عندما تصل إلـى طاولة املـفـاوضـات». وعـن الجوالني يقول قطّوف: «عندما نتحدّث عن املتطرفي أو عن شخص فــــي الـــســـلـــطـــة يــــقــــدم جـــانـــبـــا جــــيــــدًا لــلــعــالــم، نكتشف بعدها أنـه شخص مختلف تماما في الـواقـع. عموما، من خـ ل تجربتي، فإن الثورات تميل إلى أن تأكل أبناءها، وغالبا ما يكون أكثر العناصر تشددًا لهذه الثورات هو الذي يصل إلى املسرح». واشنطن: رنا أبتر يرجح كثيرون أن يسحب ترمب القوات األميركية من سوريا (أ.ب)
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==