issue16816

بلينكن في الأردن وتركيا وسوليفان إلى إسرائيل سعياً لإنجاح المفاوضات «تعاون وثيق» بين بايدن وترمب لوقف النار وإطلاق الرهائن في غزة كـثـفـت إدارة الــرئــيــس الأمــيــركــي جـــو بـايـدن اتـصـالاتـهـا مــع فــريــق الــرئــيــس المـنـتـخـب دونــالــد ترمب سعياً إلى إنجاح المفاوضات الجارية حالياً لوقف النار في غزة وإطلاق الرهائن بين إسرائيل و«حـــمـــاس»، مستفيدة مــن تـجـربـة وقـــف الـحـرب فـي لـبـنـان، وســط عملية تغيير عميقة تشهدها سوريا بعد خلع الرئيس بشار الأسد. ويـأتـي هـذا التواصل بـ الإدارتـــ الحالية يناير (كانون 20 والمقبلة قبل تنصيب ترمب في الثاني) المقبل، وفي ظل جهود دبلوماسية جديدة تمثلت بتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلـــى كـــل مـــن تـركـيـا والأردن، ومـسـتـشـار الأمن القومي جايك سوليفان إلى إسرائيل لدفع المـــحـــادثـــات المـتـعـلـقـة بــاتــفــاق لإنـــهـــاء حــــرب غـــزة. ويــقـول مـسـؤولـون أمـيـركـيـون إن الـبـيـت الأبـيـض بقيادة بايدن يرغب في التوصل أخيراً إلى وقف يوماً، وأن 40 للنار قبل ترك منصبه بعد أقل من تـرمـب يـريـد بــدء ولايـتـه الثانية مـع الانـتـهـاء من حـربَـي لبنان وغــزة وإطـــ ق الرهائن المحتجزين لدى «حماس». لـبـلـيـنـكـن إلــــى الــشــرق 12 وهـــــذه الــــزيــــارة الـــــــ الأوسط منذ بدء الحرب بين إسرائيل و«حماس» ، والأولــى منذ 2023 ) أكتوبر (تشرين الأول 7 في إطـــاحـــة الـــرئـــيـــس الــــســــوري بـــشـــار الأســــــد. وعـلـى رغـم أنـه سيركز إلـى حد كبير على سوريا، لكنه سيتطرق إلى الآمال التي طال أمدها في التوصل إلـى اتـفـاق لإنـهـاء القتال فـي غــزة. وأفـــادت وزارة الخارجية الأميركية بــأن بلينكن سيلتقي الملك عبد الـلـه الـثـانـي بـن الحسين فـي مدينة العقبة، الخميس، قبل أن يطير إلى أنقرة لعقد اجتماعات مع مسؤولين أتراك، الجمعة. وكــــان الــرئــيــس بـــايـــدن تـــحـــادث مـــع الـعـاهـل الأردنـــي عبر الـهـاتـف، الاثـنـ ، حــول الـوضـع في سوريا، بالإضافة إلى الجهود المستمرة للتوصل إلى وقف النار وإطلاق الرهائن في غزة. «تنسيق وثيق» ونــــقــــلــــت شـــبـــكـــة «ســـــــي إن إن» الأمـــيـــركـــيـــة لـــلـــتـــلـــفـــزيـــون عــــن خـــمـــســـة مــــصــــادر مــطــلــعــة عـلـى المـــحـــادثـــات أن «هـــنـــاك تـنـسـيـقـ وثـــيـــقـــ »، يشمل «إطــــــــــ ع فــــريــــق تــــرمــــب عــــلــــى الــــعــــمــــل الـــحـــســـاس والمضني الذي تقوم به إدارة بايدن». وأضافت أن «الجهود الأولية لا تـزال موجهة من فريق بايدن والمــســؤولَــ الـلـذيـن يــقــودان اتــفــاق وقـــف الــنــار»، وهما مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» ويليام بيرنز ومنسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوســط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، بالتعاون مـع مرشح ترمب لمنصب المبعوث إلى الشرق الأوسـط ستيف ويتكوف، علماً أن الأخير زار كــــً مـــن إســـرائـــيـــل وقــطــر فـــي نــهــايــة نـوفـمـبـر (تـــشـــريـــن الـــثـــانـــي) المــــاضــــي، ونـــاقـــش مـــع رئـيـس الــــوزراء الـقـطـري وزيـــر الـخـارجـيـة محمد بـن عبد الرحمن آل ثاني الحرب في غزة وإمكان التوصل إلى اتفاق لوقف النار. وكـــان تـرمـب أعـلـن فــي مـنـشـور عـلـى منصته «تــروث سـوشـال» للتواصل الاجتماعي الأسبوع المــاضــي أنــه يـريـد إطـــ ق الـرهـائـن بـحـلـول الـوقـت الــذي يتولى فيه منصبه، مـحـذراً مـن أنـه بخلاف ذلك «سيكون هناك جحيم يدفع ثمنه في الشرق الأوســـط، وأولـئـك المـسـؤولـون الـذيـن ارتـكـبـوا هذه الفظائع ضد الإنسانية». وظهرت مفارقة بأن بلينكن سعى إلى تلطيف تحذير تـرمـب، فـقـال إن المـنـشـور يمثل «انعكاساً قـــويـــ لــحــقــيــقــة أنـــنـــا كـــأمـــيـــركـــيـــ عـــــازمـــــون عـلـى استعادة الرهائن». وأضاف: «أعتقد أن هذا موقف قـــوي عـبـر الـحـزبـ (الــديــمــقــراطــي والـجـمـهـوري) الــتــي تـتـبـنـاه الـــولايـــات المــتــحــدة، وسـنـسـعـى بكل الــســبــل المـمـكـنـة فـــي الـــوقـــت المـتـبـقـي لــنــا لمـحـاولـة استعادة الرهائن والحصول على وقف النار (...) وأعتقد أن بيان الرئيس المنتخب يعزّز ذلك». وعــلــى رغـــم الاخـــتـــ فـــات الـسـيـاسـيـة الــحــادة بــ بــايــدن وتــرمــب فــي شـــأن عـــدد لا يـحـصـى من الـقـضـايـا، رحّـــب مـسـؤولـو الإدارة الـحـالـيـة بدعم الرئيس المنتخب لدعم صفقة إطلاق الرهائن. وقــــال سـولـيـفـان عـلـى شـبـكـة «ســـي بـــي إس» إن «كلاً من الفريقين المنتهية ولايته والقادم على اتصال دائــم؛ لذلك سيكون هناك انتقال سلس»، مضيفاً أنه أمضى «وقتاً طويلاً» في تقديم إحاطة لخليفته، مــرشــح تــرمــب لمـنـصـب مـسـتـشـار الأمــن القومي النائب مايك والتز، في شأن سوريا خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقف النار ممكن وبــــعــــد مـــضـــي عـــــام مـــنـــذ انـــهـــيـــار الـــهـــدنـــة الأخيرة في غزة، صار المشاركون في المحادثات واضحينفيشأنجهودهم، لكنهم متواضعون فـــي الـتـعـبـيـر عـــن احـــتـــمـــالات نــجــاحــهــم. وقـــال نائب مستشار الأمــن القومي جــون فينر عبر «سي إن إن»: «لن أجلس هنا وأصف تعقيدات المفاوضات علناً، لكننا نعتقد بشدة أن وقف النار ممكن»، مضيفاً أن «محاولة تحقيق ذلك تشكل أولوية كبيرة لهذه الإدارة». وقال مستشار ترمب الرئيسي في الشرق الأوســــــط، مـسـعـد بـــولـــس، إن الـــحـــرب «انـتـهـت عــمــلــيــ »، مـضـيـفـ أن مــســألــة صـفـقـة الــرهــائــن فقط لا تـزال عالقة، لكن يجب أن تحدث «على الـــفـــور» مـــن دون ربــطــهــا بــــأي خــطــط لـــ«الــيــوم الـتـالـي». وقــال لصحيفة «لـو بـــوان» الفرنسية إنه «قد يكون هناك بعض الخلاف حول بعض الفلسطينيين» الـذيـن سيطلقون فـي الصفقة، لكن «بـصـرف النظر عـن ذلــك، اتفق المعسكران على الخطوط العريضة للاتفاق». ستشمل مـوجـة الاتــصــالات مـن مسؤولي بــــايــــدن وتــــرمــــب قـــريـــبـــ رحـــلـــة ســـولـــيـــفـــان إلـــى إسرائيل. وهو يتبع زيارة نائبوزير الخارجية جــيــمــس روبـــــــ الـــــــذي زار الــــقــــدس الأســــبــــوع الماضي. كما انخرط أعضاء رئيسون في فريق الأمن القومي لترمب - والرئيس المنتخب نفسه - مع أعضاء الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. والتقى والتز أخــيــراً فــي واشـنـطـن أقـــرب مـسـاعـد لنتنياهو، رون ديرمر. ويعكس إطـار النقاشات الجهود السابقة التي قادتها الـولايـات المتحدة وقطر ومـصـر، والـتـي ستشهد المـرحـلـة «الإنـسـانـيـة» الأولــــى إطـــ ق الإنــــاث وكــبــار الـسـن والـجـرحـى المتبقين مقابل مئات السجناء الفلسطينيين. وتشارك تركيا الآن في المناقشات لأن جزءاً كبيراً من فريق «حماس» التفاوضي انتقل إلى تركيا. واشنطن: علي بردى نوفمبر الماضي (رويترز) 13 الرئيسان جو بايدن ودونالد ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض ًواشنطن تعتقد بشدة أن وقف النار أصبح ممكنا 7 حربمتعددةالخرائط NEWS Issue 16816 - العدد Thursday - 2024/12/12 الخميس ASHARQ AL-AWSAT مؤلفات قيّمة وشهادات تقدير وكراريس مدرسية غزة تحرق الكتب للخبز والدفء لم يتخيل الكاتب الغزي محمود عساف، للحظة واحدة، أن يخسر مكتبته الثرية بآلاف الكتب العلمية والدينية وغيرها من محتويات قيمة، ولم يتخيل في أسوأ كوابيسه أن مكتبته «العزيزة» على قلبه ستتحول إلى وقود للنار التي يبحث عنها كل الغزيين في ظل افتقارهم لوسائل التدفئة المعروفة. شعر عساف، الذي نزح مضطراً من مدينة غـزة إلـى ديـر البلح بفعل الحرب الإسرائيلية، بغصة فـي قلبه، بعد أن عــرض عليه صاحب أحــــــد الأفــــــــــران شـــــــراء مـــــا تـــبـــقـــى مـــــن مــكــتــبــتــه، لاســتــخــدام الـكـتـب فـــي إشـــعـــال الـــنـــار فـــي فـرنـه القديم، بغرض إعداد الخبز للسكان. لم يوافق فوراً لكنه لاحقاً اضطر لبيع كتبه تحت ضغط الوضع المعقد. وقـــــــال عــــســــاف الـــــــذي يـــمـــلـــك فـــــي مـكـتـبـتـه ألـف عنوان بينها كتب ألّفها 30 الكبيرة نحو بنفسه: «منذ تلك اللحظة كأني أُقيم كل المآتم فـــي قـلـبـي، لـكـن مـــا اضــطــرنــي إلـــى الــقــبــول هو ضيق الـحـال الـــذي وصلنا إلـيـه فـي غـــزة، وأنـا أنظر إلى أطفالي وأطفال بـ دي وهم يتمنون لــقــمــة الـــعـــيـــش أو ارتــــــــداء حــــــذاء فــــي أقـــدامـــهـــم يساعدهم على السير فـي الــرمــال بـ الخيام التي تحتوينا منذ عام». كتب عساف عبر صفحته في «فيسبوك» الـتـي يتابعها الآلاف: «ليتني مِـــتّ قبل هــذا»، 35 خــصــوصــ أن مـكـتـبـتـه يـــعـــود عــمــرهــا إلــــى عـامـ مـضـت، وكـــان مــن حــ إلـــى آخـــر يُثريها بالكتب القيمة الـتـي قـرأهـا جميعها بتمعّن، وكــــانــــت بــمــثــابــة مـــرجـــع عــلــمــي لــكــثــيــريــن مـن الطلبة الجامعيين وحتى لأصدقائه من الكتاب والأكاديميين وغيرهم. وعــســاف لـيـس الــوحــيــد الــــذي اضــطــر إلـى اســـتـــخـــدام الـــكـــتـــب لــلــحــصــول عـــلـــى نــــــار، ومـــع تضاعف أزمـــة عــدم تـوفـر الحطب فـي القطاع، اضـطـر الكثيرون إلــى اسـتـخـدام كتبهم بغضّ النظر عن نوعها، حتى المدرسية، لإشعال النار من أجل تجهيز الطعام لعوائلهم، أو الحصول على تدفئة، حتى إن بعض المواطنين اضطروا إلــى دخـــول مكتبات عـامـة وخـاصـة واسـتـولـوا عـلـى مــا بـهـا مــن كـتـب لاسـتـخـدامـهـا فــي إيـقـاد النيران. وقــــــال عـــمـــاد مــحــيــســن، وهـــــو مـــوظـــف فـي القطاع الخاص ويمتلك مكتبة خاصة بـه، إن أبناءه حين قُصف منزلهم أخرجوا المئات من الكتب مـن تحت ركــام المـنـزل، واحتفظ بها في خيمة مجاورة لخيمته التي نزح إليها في دير البلح وسـط القطاع، لكنه فوجئ بـأن جيرانه أحرقوها كلها لإشـعـال أفـــران الطينة مـن دون علمه واستئذانه. لــم يعاتبهم محيسن، كـمـا قـــال لــ«الـشـرق الأوســـــــــط»، حـــتـــى حــــ رآهــــــم أيـــضـــ يــحــرقــون شهادات التقدير التي حصل عليه، لأنه يشعر بأن الحرب أخـذت منه كل شيء ولم يتبقّ لأي شـــيء قيمة تُـــذكَـــر؛ «مــــاذا تنفع الــشــهــادات مع انعدام الحياة؟». الصديق وقت الضيق! ووجــــــــــد مـــحـــيـــســـن نــــفــــســــه مــــضــــطــــراً إلــــى استخدام ما تبقى لديه لإشعال الوقود لزوجته مـن أجــل إعـــداد الـطـعـام، أو حتى لتدفئة المياه للاغتسال، وأحياناً من أجل التدفئة. ولم يُخفِ محيسن حسرته الكبيرة على فقدانه مكتبته التي كانت بمثابة الصديق وقت الضيق، يلجأ إليها كلما شعر بأنه بحاجة إلى تغيير مزاجه اليومي، قائلاً: «قراءة الكتب والاستفادة منها، هــي أفـضـل مــا يمكن أن يعينك عـلـى مواجهة مشكلات الحياة». ويـــعـــانـــي ســـكـــان قـــطـــاع غـــــزة، خـصـوصـ في شماله، من انعدام تام لغاز الطهي، الذي يُـسـمـح لـكـمـيـات مـــحـــدودة مـنـه فـقـط بـدخـول مـنـاطـق جــنــوب الــقــطــاع، ويــــوزع عـبـر جهات حـكـومـيـة ضــمــن مـعـايـيـر مـــحـــددة وبـكـمـيـات بـسـيـطـة جــــداً لا تـــكـــاد تــكــفــي لأســـبـــوع واحـــد أفـــراد على سبيل المثال. 6 لعائلة مكونة مـن كــمــا أنــــه مــنــذ الـــعـــاشـــر مـــن أكـــتـــوبـــر (تــشــريــن ، فقد سكان قطاع غزة كل مصادر 2023 ) الأول الـــكـــهـــربـــاء المـــتـــوفـــرة مـــن خـــطـــوط إسـرائـيـلـيـة ومـــن محطة الـكـهـربـاء الــوحــيــدة، الأمـــر الــذي أسهم في مضاعفة الأزمات بالنسبة لهم، مع اعتمادهم على ما تبقى من طاقة شمسية لدى بعض المقتدرين التي تقتصر فقط على شحن البطاريات والهواتف النقالة. طلب مرتفع ومــــنــــذ بـــــدايـــــة الــــــحــــــرب، يـــســـتـــخـــدم ســمــيــر الحوراني من سكان منطقة الزوايدة وسط قطاع غـــزة، الأخــشــاب والـحـطـب بشكل أسـاسـي لإيقاد النار لعائلته لإعداد الطعام والخبز، ومنذ فترة لجأ إلى الكتب والأوراق والدفاتر، التي تساعده على ايـقـاد الـنـيـران وتخفف مـن كميات الخشب الـشـحـيـحـة. وقـــــال: «الــكــتــب تــســاعــد عــلــى إيــقــاد النيران، وتخفف من استخدام الخشب». ومـع حاجة الناس إلـى الكتب، تحولت إلى مـادة للبيع. واستغل محمد المدهون، من سكان حي الشيخ رضوان، شمال مدينة غزة، الأوضاع الــحــالــيــة، وأخـــــرج مـــن مــنــزلــه الــــذي لـــم يـتـعـرض لأي قصف أو ضــرر، كل ما فيه من كتب ودفاتر وأوراق، وعرضها للبيع، في خيمة نصبها إلى جوار المنزل، وكان يقدم فيها مشروبات ساخنة، شــواقــل 5 مــقــابــل أجــــر مـــــادي بـسـيـط لا يــتــعــدى (دولار ونصف تقريباً). وقـال المدهون: «جمعت كــل مــا لــــديّ: كـتـب قــــراءة وكـتـب مــــدارس ودفـاتـر وأوراق كرتون... كل شيء، وعرضته للبيع». وأضاف: «فوجئت بالطلب المرتفع. البعض اشــتــراهــا مـــن أجــــل المــســاعــدة فـــي إشـــعـــال الــنــار، والبعض اشترى كتاباً أو اثنين للقراءة». وتابع: «لم يكن مشهداً محبباً لي. لكنّ الناس يحتاجون إلــى الكتب مـن أجــل الــقــراءة والــنــار. وأنــا أحتاج إلى المال». غزة: «الشرق الأوسط» إسرائيل تخشى فوضى في الضفة تؤديلانهيار السلطة حذرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من احتمال تـــدهـــور الأوضـــــاع فـــي الـضـفـة الــغــربــيــة، تـحـت تأثير الـتـطـورات الحاصلة فـي سـوريـا (انهيار نظام بشار الأســــد) ضـمـن وضـــع تـعـرّفـه الأجـــهـــزة بــأنــه «تــدحــرج حجارة الدومينو». وقالت إذاعــة الجيش الإسرائيلي إن التقديرات في أجهزة الأمن تفيد بأن تدهوراً محتملاً في الضفة قد يقود كذلك إلى انهيار السلطة الفلسطينية. ويـراقـب جهاز الشاباك الإسرائيلي الـوضـع في الــضــفــة بــشــكــل حــثــيــث، خــصــوصــ مـــع الاشــتــبــاكــات الــواســعــة فــي شـمـال الـضـفـة بــ الـسـلـطـة ومسلحين فلسطينيين. وتــصــف إســرائــيــل المـــواجـــهـــات فـــي جـنـ بأنها «غير عادية». وقـــالـــت مـــصـــادر أمــنــيــة إســرائــيــلــيــة إنــــه يـوجـد تخوف من توسع وامتداد هذه المواجهات إلى مناطق أخرى في الضفة، في ظل حالة من الاشتباكات التي أدت إلــــى قــتــلــى وجــــرحــــى، وتـــحـــريـــض مـــتـــزايـــد على شبكات التواصل ضد السلطة، وسعي «حماس» إلى الفوضى. وبحسب المصادر، فإن إيران و«حماس» تحاولان إشــــعــــال الـــضـــفـــة. وحـــــــذرت المـــــصـــــادر مــــن أن الــضــفــة أصبحت وجـهـة الإيـرانـيـ المقبلة. وقـالـت المـصـادر: «نـخـشـى مـــن الــتــدهــور ســريــع تـحـت تـأثـيـر الأحــــداث فـي سـوريـا. الـوصـول إلـى نقطة تنهار فيها السلطة الفلسطينية مــن شـأنـه أن يـــؤدي إلـــى مـوجـة إرهـــاب وفقدان السيطرة». والـتـقـديـرات الإسرائيلية مـتـكـررة منذ سـنـوات، وتزايدت جديتها بعد هجوم «حماس» على إسرائيل فـــي الـــســـابـــع مـــن أكـــتـــوبـــر (تـــشـــريـــن الأول) مـــن الــعــام المــاضــي، وجـــاء الآن فــي ظــل اشـتـبـاكـات مسلحة بين الأجـهـزة الأمنية الفلسطينية ومسلحين، في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، في مشهد ينذر بمزيد مـن الفوضى التي تغذيها، بحسب السلطة، أطـراف أخرى. ويشتبك مسلحون مع عناصر السلطة في جنين منذ أيام، وجرت اشتباكات مماثلة في طولكرم كذلك، وهـــي اشــتــبــاكــات بـثـتـهـا مـنـصـات فلسطينية، اتـهـم بعضها السلطة بالعمل لصالح إسرائيل في ملاحقة المـقـاومـ ، واتـهـم بعضها المسلحين بالعمل لصالح أجـــنـــدات خــارجــيــة واسـتـنـسـاخ تـجـربـة الانـــقـــ ب في قطاع غزة. والاشـــتـــبـــاكـــات المــســلــحــة بـــ عــنــاصــر الـسـلـطـة ومسلحين تابعين للفصائل ليست جـديـدة، وكانت تـــنـــدلـــع بــــ الــفــيــنــة والأخــــــــرى بــســبــب اعـــتـــقـــالات أو محاولة اقتحام مخيمات، لكنها تكتسب زخماً أكبر في الأيام القليلة الماضية، وتأخذ طابعاً فيه كثير من تبادل الاتهامات والتحدي وفرض الهيبة. وبعد مقتل فلسطيني في جنين قـال المسلحون إن السلطة قتلته، دعت جماعات معارضة وشبابية إلــــى مـــظـــاهـــرات عـــارمـــة ضـــد الـسـلـطـة فـــي كـــل الـضـفـة الغربية، وتعهدت السلطة بأنها ستواجه «الفلتان». وكان فيديو أظهر إطلاق نار علىشاب فلسطيني قـــرب ســيــارة عسكرية تـابـعـة لـأمـن الفلسطيني في جنين في ذروة توتر كبير. وهــاجــمــت الــفــصــائــل الــســلـطـة بــعــد قــتــل ربـحـي الـشـلـبـي، وقــالــت حــركــة «حـــمـــاس» إن إقــــدام السلطة الـفـلـسـطـيـنـيـة فـــي الــضــفــة الــغــربــيــة عــلــى قــتــل ربـحـي الـشـلـبـي بـــرصـــاص أجـــهـــزة الأمــــن الـتـابـعـة لــهــا، يعد تجاوزاً لكل الخطوط الحمر وطالبت بحراك فصائلي لمـواجـهـة ذلــــك. وسـاهـمـت الــحــادثــة فــي رفـــع مستوى التوتر في جنين ومناطق أخرى. والاشــــتــــبــــاكــــات بـــــ مـــســـلـــحـــ وقـــــــــوات أمــنــيــة فـلـسـطـيـنـيـة، تــعــد تــرجــمــة لـــحـــرب أخـــــرى تـــبـــدو أكـثـر شراسة على منصات التواصل الاجتماعي. ويـــمـــكـــن رصــــــد تـــحـــريـــض كـــبـــيـــر عـــلـــى الــســلــطــة الــفـلـسـطـيـنـيـة فــــي مـــنـــصـــات «تــــلــــغــــرام» بـــعـــدّهـــا (أي السلطة) شريكاً للإسرائيليين في مواجهة المقاتلين فــي الـضـفـة، وهـــو تـحـريـض تـــرى الـسـلـطـة أنـــه منظم وليس شعبوياً. والمــجــاهــرة فــي تـحـدي السلطة الـــذي يـصـل إلـى بـث بـيـانـات مرئية لمسلحين مكشوفي الــوجــه، يأتي في وقت تحاول فيه السلطة استعادة الهيبة والردع وإثبات حضورها وجاهزيتها لتحمل المسؤولية في قطاع غزة كذلك، وليس فقط الضفة الغربية. وانـدلـعـت اشتباكات مـع السلطة خــ ل الشهور المـــاضـــيـــة فـــي مــنــاطــق أخـــــرى فـــي طـــولـــكـــرم ونــابــلــس والـــخـــلـــيـــل، مــــا أثــــــار مــــخــــاوف حـــــول إمـــكـــانـــيـــة تــمــدد الفوضى. ويعتقد أن تـدفـع الأحـــداث السلطة إلــى التحرك بشكل أكــبــر، بـعـدمـا بـــدأت تشعر أن مسلحين بـــدأوا يدخلون إلى الفراغ ويهددون بقاءها. رامالله: كفاح زبون

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky