issue16816

Issue 16816 - العدد Thursday - 2024/12/12 الخميس OPINION الرأي 14 الحدث المكثّف ومعايير التقييم 2023 ) أكتوبر (تشرين الأول 7 لو عدنا لأحداث الإقليم منذ وحتى سقوط نظام الأسد، ورسمنا قوّة الأحـداث وتصاعدها بـيـانـيـا لـوجـدنـا أن ذروة الــحــدث كــانــت فــي بــدئــه، وخــــفّ ذلـك تدريجيا، ووصــل إلــى مستوى متوسط بعد ثلاثة أشهر من الضربات، ولكنه سيتصاعد ويتفجّر بعد القرار الإسرائيلي بتربية وتأديب جبهة الإسناد في لبنان، وما كان «حزب الله» يـتـوقـع أن تـصـل الأمــــور إلـــى مــا آلـــت إلــيــه، ظـــنّ أن الإسـرائـيـلـي منهك ومشغول في غزة، ولن يفتح جبهة شاسعة بالشكل الذي حـــدث، وقــد اطـمـأن حسن نصر الـلـه، قبل اغتياله، خـاصـة في أوائل شهور المواجهة والمشاغلة مع الإسرائيليين، أن الضربات ستكون في إطار محدود، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان. قـــررت إسـرائـيـل أن تقضي على «حـــزب الـلـه» كما قضيت عـلـى «حـــمـــاس»، فـضـربـت واغـتـالـت الـصـفـوف الأولــــى، ومنهم نصر الله، ومن ثم شنّت حرب «البياجر»، وهذا السيناريو لم يكن وارداً في تقديرات «حزب الله»، التي تنتمي إلى تقييم قديم للمواجهة مع إسرائيل، فهي دولـة تتقدم علميا وتكنولوجيا 2006 كــل ثـانـيـة ودقـيـقـة، ولا تـمـزح فــي هـــذا المــجــال. مـواجـهـة صارت من الماضي، الفرق أن «حزب الله» بتخلفه توقّف عندها. أخطر تقديرات للأمور أن يجرفك الحدث نحو العاطفة، وإذا رأيت الكل يتحدث التزم الصمت. هذه الموجات من الأحداث المكثّفة لـن تكشف عـن مكنونها فـي يـــومٍ ولـيـلـة، بـل علينا ألا تأخذنا نشوة الحدث عن تقييمه، وتقدير احتمالات التأزيم الذي يمكن أن يجرّه. مـــا يــمــيّــز الــحــكــمــاء عــبــر الـــتـــاريـــخ أنــهــم لا يــنــجــرفــون مع الــعــواطــف الـجـيـاشـة الـعـمـومـيـة، بـــل يـــأخـــذون الـــورقـــة والـقـلـم ويحسبون كـل شــيءٍ بمقدار، فالحدث لـه كوامنه وليس على ظاهره، وكـم من فرحة جـرّت حروبا أهلية، وويــ تٍ إنسانية، ومـــآســـي طــائــفــيــة، عـلـيـنـا الــتــركــيــز نــحــو المـسـتـقـبـل، فـالـحـدث الجاري حاليا سيكشف عن تحدياتٍ وأزمـاتٍ كبيرة، فالحدث ينتج أزمـتـه كما يعبر الفيلسوف الفرنسي إدغـــار مـــوران في كتابه عن «مفهوم الأزمة». فكرة الاضطراب لدى موران هي الفكرة الأولى التي تُظهِر مفهوم الأزمـــة، وهـي في الـواقـع ذات وجهين، إذ يقول: «يمكن للحدث، أو للحادث، أي للاضطراب الخارجي، أن يتسبب في أزمة. بهذا المعنى، يمكن أن تكون مصادر الأزمة مختلفة مثل: موسم سيّئ، أو اجتياح تليه هزيمة... إلخ. ولكن الاضطرابات الأكـثـر إثــارة ليست تلك الناجمة عـن أزمـــات، إنّـمـا المتأتيّة من عمليّة تبدو فـي الظاهر غير مـشـوّشـة. وغالبا مـا تظهر هذه العمليّات على صورة نموّ كبير جدّاً أو سريع لقيمة أو لشيء متغيّر: النموّ (المُفرط) لمجموعة سكانيّة بالنسبة إلى المـوارد المـوجـودة في محيط مُعّ (غالبا، في علم البيئة الحيوانيّة، يثير تخطي عتبة معيّنة من الكثافة الديموغرافيّة اضطرابات أزمــــيّــــة فـــي الـــســـلـــوكـــات، قــبــل شــــحّ المــــــــوارد)، أو كــمــا يُـــقـــال في الاقتصاد الكلاسيكي: النموّ المفرط للعرض مقابل الطلب». ومـن هنا، يضيف مــوران: «تظهر الأزمــة على أنّها غياب لـــلـــحـــلّ (ظــــواهــــر اخــــتــــ ل وفـــــوضـــــى)، ويــمــكــنــهــا فــــي الـنـتـيـجـة أن تستثير حــــًّ (مــثــل ضـبـط جــديــد، وتـــحـــوّل تـــطـــوّري). إذن مـــن الـــواضـــح أنّ مـــا هـــو مــهــمّ لمـفـهـوم الأزمـــــة لـيـس الاضـــطـــراب الخارجي الـذي يُطلق في بعض الحالات مسار أزمـة، بقدر ما هو الاضطراب الداخلي الناشئ عن عمليّات تبدو في الظاهر غـيـر مــشــوّشــة. والاضـــطـــراب الـــدّاخـــلـــي، الــنّــاجــم عــن الــعــبء أو المأزق المزدوج، سوف يعبّر عن نفسه أساسا على شكل تقصير فـي الـضّـبـط، واضـمـحـ ل لـ سـتـقـرار الـداخـلـي، أي على شكل اختلال». الخلاصة: الأحـداث يجب ألا تقاس بمعايير عاطفية، ولا بصيغ خطابية، بـل تقيّم ضمن انعكاسها الكلي. معيار كل حـــدثٍ عـرضـه على مـيـزان المصلحة أولاً، هـنـاك زحــف إنشائي يتجه نحو التقييم الأخـ قـي للعمل السياسي، وهـــذا يجعل الـواقـع أقــلّ قــدرة على التكيّف مع المتغير، وربما تبدي الأيـام بعض تفجّرات الحدث الكامنة... ربما. الأحداث يجب ألا تقاس بمعايير عاطفية ولا بصيغ خطابية بل تقيّمضمن انعكاسها الكلي فهد سليمان الشقيران لماذا كانت إسرائيل جاهزة للحدث السوري؟ الـتـغـيـيـر الــســريــع فـــي ســـوريـــا أربــــك المـنـطـقـة، وأثـــــار الــعــديــد من الــتــســاؤلات، والكثير مـن الـقـلـق. فــالأمــور تبقى غير واضــحــة، والكل يبحث عن إجابات وتطمينات بشأن المسار الذي ستسير فيه سوريا خلال المرحلة المقبلة، وما إذا كانتستجدصيغة توفيقية بين الفصائل الـتـي تـحـاربـت فـي المــاضــي، أو ستتوصل إلــى مـعـادلـة للسير بأمان وســط الـتـجـاذبـات والمـطـامـع الـخـارجـيـة المحيطة بـهـا. فهناك إجماع على أن المرحلة المقبلة أصعب، لأن جراحات سوريا كثيرة ومشاكلها معقدة، والأصابع الخارجية موجودة وتضيف إلى تعقيدات المشهد. كيفية إدارة الفراغ الذي حدث بعد الانهيار السريع لنظام الأسد، هي المحك الآن، وبالتالي فإن العالم سيراقب أفعال القادة الجدد، ولن يكتفي بالتصريحات والبيانات والوعود. إسرائيل كانت جاهزة لاستغلال الوضع، مثلما وضح من خلال عملية التوغل السريع في المناطق الحدودية لوضع اليد على مناطق استراتيجية حساسة، والتدمير الممنهج للقدرات والبنية العسكرية السورية، فيما يشبه عملية نزع السلاح لخلق «منطقة دفاع معقمة»، على حد تعبير وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس. هــذا الاسـتـعـداد الإسـرائـيـلـي لـم يـــأتِ مـن فـــراغ، وهــو إن جــاء في ســيــاق تـوظـيـف تــداعــيــات عـمـلـيـة «حـــمـــاس» فـــي الــســابــع مـــن أكـتـوبـر (تشرين الأول) من العام الماضي، التي استخدمتها حكومة بنيامين نتنياهو لـتـدمـيـر غـــزة وقـــــدرات «حـــمـــاس» و«حــــزب الـــلـــه»، وإضـعـاف محور إيران، فإنه كان في الواقع سابقا لكل ذلك، وبسنوات عديدة. أصـــدر نتنياهو كـتـابـا باللغة الإنـجـلـيـزيـة تحت 1996 فــي عـــام عنوان «محاربة الإرهاب»، أورد فيه ملامح من رؤيته الأمنية لمواجهة ما وصفه بآيديولوجيا الإرهــاب، وسياسة الوقاية خير من العلاج، وكيفية التعامل مـع الـــدول التي يـراهـا داعـمـة لـإرهـاب. وعلى الرغم مــن أنـــه لــم يـتـحـدث بشكل مـبـاشـر عــن سـيـاسـة تغيير الأنـظـمـة، فإنه أشـــار إلــى ضـــرورة إضـعـاف وعـــزل تلك الــــدول، بـاسـتـخـدام العقوبات دول في المنطقة 7 والعمل العسكري عند الضرورة. وركّز وقتها على بشكل رئيسي؛ هي إيران وسوريا والعراق والسودان وليبيا واليمن ولبنان، الــذي ركـز فيه على «حــزب الـلـه». ومـع دعـوتـه للتعاون «بين الــديــمــقــراطــيــات» لـلـضـغـط الـــحـــازم عـلـى هـــذه الـــــدول وغــيــرهــا، وعـــزل الأنــظــمــة لمـنـعـهـا مـــن الاســـتـــمـــرار فـــي دعــــم الــجــمــاعــات الـــتـــي وصـفـهـا بـالإرهـابـيـة، فإنه لـم يستبعد أن يــؤدي ذلـك إلـى زعزعتها فـي سبيل دفعها لتغيير سياساتها. وكــان أكثر وضـوحـا عندما أشــار إلــى أن تغيير سلوك بعض الـدول التي ذكر منها إيـران والعراق، لن يتحقق إلا من خلال تغيير طبيعة النظام، وهو ما فُهم على أنه إشارة مبطنة إلى تغيير الأنظمة المعنية. نتنياهو بالتأكيد لـم يكن الوحيد بـ الساسة والمنظرين في إسرائيل الذين حددوا معالم لسياسات التدخل الاستباقية في الدول ضمن الاستراتيجية الوقائية. فقبل كتابه ذاك بسنوات، وتحديداً في ، كانت هناك محاضرة أثـــارت اهتمام المتابعين والمعنيين 2008 عـام ألقاها آفـي ديختر، وزيـر الأمـن الداخلي الإسرائيلي في ذلـك الوقت، أمــام معهد دراســـات الأمــن القومي التابع لجامعة تل أبيب، وتناول فيها «أبــعــاد الـحـركـة الاسـتـراتـيـجـيـة الإسـرائـيـلـيـة المقبلة فــي البيئة ساحات 7 الإقليمية» حسب العنوان الذي اختاره. وركز ديختر على أيـضـا هـي الإيـرانـيـة والـسـوريـة والفلسطينية والـعـراقـيـة واللبنانية والمصرية والسودانية، مقدما رؤيــة إسرائيل الاستراتيجية لكيفية الـتـعـامـل معها وفـــق سـيـاسـة طـويـلـة الـنـفـس، والــوســائــل الـتـي يمكن استخدامها. وإذا كان مفهوما في نظر الكثيرين اهتمام إسرائيل بمحيطها المباشر وبــالــدول الـتـي تشعر بقلق إزائــهــا، فــإن ورود اســم الـسـودان أثــــار الـــتـــســـاؤلات، وهـــو مــا شــرحــه ديـخـتـر فــي مـحـاضـرتـه بـقـولـه إنـه منذ خمسينات القرن العشرين كانت تقديرات إسرائيل أن هذا البلد بـــمـــوارده الـضـخـمـة، ومـسـاحـتـه الـشـاسـعـة، وعــــدد ســكــانــه، يـمـكـن أن يصبح دولة قوية مضافة إلى قوى الإقليم، وبالتالي رأت أنه لا يمكن أن يُسمح له بذلك. ومن ذلك التقييم عمدت إسرائيل إلى التدخل في أزمتي السودان في الجنوب ثم في دارفور. رؤيـــــة إســـرائـــيـــل الاســتــراتــيــجــيــة حـــــددت الـــخـــيـــارات الـــتـــي يمكن توظيفها فـي التعامل مـع الـــدول المــذكــورة بـــدءاً مـن اسـتـخـدام الـقـوة، وإثارة الفتن الداخلية وخلق الفوضى، مروراً بالتواصل مع الجماعات العرقية والطائفية وقوى المعارضة المستعدة للتعاون مقابل دعمها في الوصول للسلطة، وانتهاء بإنشاء تحالفات مع بعضدول الجوار. هـــــكـــــذا فـــــــإن إســـــرائـــــيـــــل تـــعـــمـــل دائــــــمــــــا لــــ ســــتــــعــــداد بـــالـــخـــطـــط والاسـتـراتـيـجـيـات الطويلة الأمـــد، ولا تجلس فـي انـتـظـار أن تأتيها الـفـرص، بـل تعمل لخلق الـظـروف التي تتيح لها تنفيذها، فـي حين أن منطقتنا مستغرقة في الحرائق المتنقلة التي لا تنطفئ بفعل فاعل خـــارجـــي، أو بـــأيـــادٍ داخــلــيــة. وبـيـنـمـا ننشغل نـحـن الــيــوم بـتـداعـيـات الحدث السوري المفاجئ، ونتخوف مما سيكون عليه اليوم التالي، وما إذا كانت سوريا ستسقط في فخ الفوضى والاضطرابات الداخلية لتلحق بـركـب دول أخـــرى فــي محيطنا، فـــإن إسـرائـيـل تـكـون تخطط وتستعد للحدث الآخر المقبل. نـــتـــحـــدث كـــثـــيـــراً عــــن الأمـــــــن الـــقـــومـــي الــــعــــربــــي، لــكــنــنــا لا نـمـلـك استراتيجيات موحدة طويلة الأمد لدرء المخاطر، والتحسب للأزمات، ومعالجة الـخـ فـات، والبحث عـن مقومات التنمية المشتركة، بلغة المصالح... لا بروح العواطف المتقلبة. نتحدث كثيراً عن الأمن القومي العربي لكننا لا نملك استراتيجيات موحدة طويلة الأمد لدرء المخاطر عثمان ميرغني هروب الأسد والاجتياح التركي لسوريا يوما 11 ما كاد يهرب بشار الأسـد ويسقط النظام في سوريا في بعد حكم حـزب واحـد لأربعين عاما من الظلم والبطش والديكتاتورية عاما، حتى بدأت إسرائيل في احتلال شريط جبل 13 وصراع لأكثر من الشيخ وشريط الجولان، واستعملوا لفظ احتلال ترجمة لمفهوم استغلال اللحظة فـي الأراضـــي الفارغة التي انسحب منها الجيش الـسـوري في شريط الــجــولان، فالسقوط السريع والمـــروع للنظام فـي دمشق تجاوز جميع التكهنات، رغم الوضوح أنه تم الترتيب له مسبقا وظهر جليا في الانسحاب والتسليم المتسلسل للمدن من إدلب وحلب وحماة وحمص ثم العاصمة دمشق، فقد كانت الأوامر بخلع الملابس والتسليم من دون مقاومة، والتنسيق كان واضحا حتى في إعادة تسمية صاحب القيادة من أبـي محمد الجولاني إلـى أحمد الشرع سفير الـزرقـاوي والبغدادي وزعـيـم «جبهة الـنـصـرة» سـابـقـا، فـي مـحـاولـة لتغيير الـتـاريـخ القريب وشطبه من الذاكرة، والعجيب أن هناك ملاحقة في حق الجولاني سابقا » الأميركية CNN« مليارات دولار، بينما قناة 10 والشرع حاليا بقيمة تستضيفه في نشراتها مباشرة وتسجيلاً، بشكل لا يختلف عن مقابلات بن لادن في كهوف تورا بورا. في ظل إعـ ن أميركا عن دراســة رفـع قـوات «قسد» والجولاني من قبيل هروب الأسد 11 قوائم الإرهاب، مستشهدين بما جرى في الأيام الـ وسقوط دمشق. فهل ما حدث كان مبرمجا مسبقا؟ فقد سقطت دمشق من دون قتال وسقوط دماء حتى الآن، متمنين ألا نرى دماء في الشام، وتستعيد الدولة مكانتها وهيبتها، وألا تسقط الدولة عقب النظام، كما ، حيث سقطت الدولة ولم تولد إلى يومنا هذا، 2011 حدث في ليبيا عام فسوريا تسير نحو النموذج الليبي، وبدأت الحلقة الأولى من المسلسل. رغم الفرحة بالتخلص من ديكتاتورية عائلة الأسد وفساد وبطش نظامه بالشعب السوري؛ فإن الخشية الآن من حالة اللادولة في سوريا، وإن كانت قد شكلت حكومة مؤقتة، ولكن أفغنة سوريا لا يمكن تجاهلها في ظل وجود عوامل كثيرة تتجه نحو الفوضى. صحيح أن المشهد في سوريا لا يزال تحت السيطرة الظاهرة، ولكن عوامل الخروج عن السيطرة متوفرة ولا تحتاج سوى لمحراك شر ينفث في رماد نارها الخامدة، وبخاصة في بلد تجتمع فيه قوميات متعددة وطـوائـف وملل مختلفة قـد يسهل الـدفـع بها نحو الاخـتـ ف والخلاف لتفتيت سوريا إلى ثلاث أو أربع دول، إذا لم تبق أقاليم مفككة. الاجـتـيـاح الـتـركـي لـسـوريـة الـعـربـيـة، بــدأ حتى قبل هـــروب الأســد، وهــو مـا حــدث وسيسمح بـعـودة «داعـــش» للمنطقة التي طــردت منها، بل إن بعض سجناء «داعـش» قد تمكنوا بالفعل من الفرار والهرب، من السجون، التي كانوا يحتجزون فيها من قبل «قسد» التي تحتفظ بأكثر من ثلاثة آلاف من أخطر قـادة وعناصر «داعـــش»، فالعمليات العدائية التركية ضد الأراضي السورية تسببت في فرار هذه العناصر، وبخاصة في ظل وجود أنباء عن ترك مقاتلي «قسد» مواقعهم في بعض السجون تسهيلاً لفرارهم. ألف 12 فـالمـخـاوف الـدولـيـة مـشـروعـة وصـائـبـة على مصير قـرابـة مقاتل في تنظيم «داعش» في سجون «قسد» التي تؤويهم والتي لا تبعد كلم عن حـدود الـعـراق، مما جعل الحكومة العراقية في حالة 70 سـوى تأهب قـصـوى؛ لكون عناصر «داعـــش» ستكون وجهتم الـعـراق وليبيا كمرحلة ثانية. الحذر والتخوف من أي صراع بين الفصائل تستخدم فيه «داعش» للغلبة، وبالتالي يتعقد الأمـر، وهـذا الاحتمال ليس مستبعداً، ولا هو رؤية سوداوية للأحداث التي لا يزال مبكراً إعلان الفرحة بها. وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إن «الإرهابيين المحتجزين في السجون التي تسيطر عليها (قوات سوريا الديمقراطية) قد يهربون من مراكز الاعتقال جراء ما يحدث من انهيار للسلطة المركزية في سوريا وسقوط النظام بشكل عام، وتحديداً على مناطق سيطرة (قسد) حيث سجون مهمة لعناصر (داعـــش)، ويعتبر مخيم الهول، أكبر 7 يتواجد المخيمات الواقعة تحت سيطرة (قوات سوريا)، حيث يؤوي المخيم أكثر من ثلاثة آلاف من مقاتلي التنظيم الـشـرس، مما يؤكد مخاوف العالم من أضــرار وخطر فــرار عناصر (داعـــش) جــراء التعنت التركي في ملف مكافحة الإرهــــاب، بينما مـا تـقـوم بـه قـد يتسبب فـي أكـبـر كـارثـة بفرار الآلاف من عناصر التنظيم المتوحش الشرس». فتركيا رغــم تقاربها الكبير مـع بعض الـــدول الفاعلة فـي المنطقة ومعادلة صفر مشاكل، فإنها كانت وما زالت الحاضنة الرئيسية لقيادات إخوانية تتهم بالإرهاب، لا مبرر لها سوى استخدام هذه القيادات في مشاريع الفوضى التي يرتبط فيها تنظيم الإخـوان الإرهابي بمشاريع تخريبية في المنطقة. فالغزو والاجتياح التركي لسوريا سيمكن عناصر «داعـــش» من الـــفـــرار واســتــعــادة رص وتـرتـيـب صـفـوفـهـا لـلـعـودة لـصـنـاعـة الـفـوضـى والتوحشضد السكان المحليين، ما يشكل تهديداً خطيراً في حالة تمكن عناصر التنظيم الفارة من التسلل إلى مناطق الصراع الإقليمي، ومنها ليبيا، فـي ظـل وجــود راعٍ مستعد وجـاهـز لنقلهم، بـل ودفــع مصاريف سفرهم وتجهيزهم بالسلاح والعتاد. ففرار عناصر «داعش» سيبقى هو الإنجاز الأهم لعملية الاجتياح التركي للأراضي السورية، التي قد لا تتوقف حتى تقضم تركيا جزءاً من الأراضي العربية السورية، في ظل سوريا منقسمة من دون الأسد. فرار عناصر «داعش» من السجون السورية سيبقى هو العامل الأخطر على المنطقة جبريل العبيدي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky