issue16808
7 حربمتعددةالخرائط NEWS «إذا انهار وقف إطلاق النار لا فرق بين (حزبالله) ولبنان» ASHARQ AL-AWSAT Issue 16808 - العدد Wednesday - 2024/12/4 الأربعاء إيصالرئيس«صنع في لبنان» يتطلب تجاوز الاصطفافات السياسية تــســتــعــد الـــكـــتـــل الـــنـــيـــابـــيـــة الــلــبــنــانــيــة لإجــراء مـشـاورات مفتوحة لعلها تتوصل، خلال جلسة الانتخاب التي حددها رئيس يناير 9 المـجـلـس الـنـيـابـي، نـبـيـه بــــري، فــي (كانون الثاني) المقبل، لإخـراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم، لانتخاب الرئيس الرابع عـشـر لـلـجـمـهـوريـة، إلا إذا صـــدق مستشار الرئيس الأميركي المنتخب للشؤون العربية والــشــرق الأوســــط، مسعد بــولــس، بدعوته الــــنــــواب لــلــتــريــث إلــــى حـــن دخـــــول دونـــالـــد ترمب البيت الأبيض، فذلك يعني أن إنهاء الــشــغــور الـــرئـــاســـي ســـيُـــدرج بــوصــفــه بـنـداً أســاســيــا عــلــى جــــدول أعـــمـــالـــه، لــئــ يـتـكـرر مـا حصل فـي انتخاب العماد ميشال عون أكتوبر (تشرين 31 رئيسا للجمهورية في ، الذي سبق انتخاب ترمب 2016 الأول) عام لولاية رئاسية أولى. ومـــــــع أن الــــكــــتــــل الــــنــــيــــابــــيــــة بــــاشــــرت لــقــاءاتــهــا المـفـتـوحـة لـلـتـوصـل إلـــى مـقـاربـة موحّدة لانتخاب الرئيس، فإنها تُفضّل أن تبقى تحت سقف التشاور، وتنأى بنفسها عن الانـخـراط في لعبة الأسـمـاء، على الأقل في المدى المنظور، ريثما تتمكن من اختبار مــــدى الاســـتـــعـــداد لــلــتــوافــق عــلــى رئـــيـــس لا يُشكل تحديا لأحـــد، يجمع ولا يـفـرق على حد تأكيد بري الـذي يتطلع، كما نقل عنه، لـ«لبننة» الاسـتـحـقـاق الـرئـاسـي بانتخاب رئـــيـــس «صُــــنــــع فــــي لـــبـــنـــان» قــــــادر عـــلـــى أن يحظى بتأييد عربي ودولـي، ويعيد إدراج البلد على لائحة الاهتمام الدولي. دعوة بحضور السفراء لـــكـــن رهــــــان مــــصــــادر نــيــابــيــة عـــلـــى أن جلسة الانتخاب التي حـددهـا بـري بدعوة الــــســــفــــراء لـــحـــضـــورهـــا، ســـتـــكـــون حــاســمــة ومــثــمــرة هــــذه المــــــرة، ولــــن تـــصـــرف الأنـــظـــار عــن الـتـوقـف أمـــام دعـــوة مستشار الرئيس الأميركي المنتخب النواب للتمهل والتريّث إلـــى مـــا بـعـد دخــــول تــرمــب الـبـيـت الأبـيـض يناير المقبل، وما إذا كانت ستؤدي 20 في إلـى ترحيل الانتخاب فتكون الجلسة مثل سابقاتها من الجلسات التي أبقت الشغور الرئاسي قائما. فهل يفعلها الـنـواب بانتخاب رئيس للجمهورية، كما تسأل المـصـادر النيابية، مــــن دون الالــــتــــفــــات لـــدعـــوتـــهـــم بــالــتــمــهــل، خصوصا أن بري بتحديده موعداً لجلسة مـــفـــتـــوحـــة يــــكــــون قـــــد وضــــــع الـــــنـــــواب أمـــــام مسؤولياتهم، مـن دون أن يعفي نفسه من المهمة التي ألقاها على عاتقه بالتوافق على رئيس، ما دام أن أي فريق نيابي بمفرده لا يستطيع إيصاله إلى القصر الجمهوري ؟ قد يكون من السابق لأوانه الإجابة عن السؤال الذي يبقى خاضعا لإنضاج الظروف المحلية المـواتـيـة لتسهيل انتخابه بـمـؤازرة اللجنة «الخماسية»، التي تُشكل مجموعة دعــم ومـسـانـدة لـلـنـواب لإخـــراج الاستحقاق الـــرئـــاســـي مــــن الـــــتـــــأزم، ومـــــن خــلــفــهــا الـــــدول الأعضاء التي تتشكل منها والمجتمع الدولي بإصراره على انتخابه اليوم قبل الغد. فهل بــدأت الـظـروف المحلية النضوج، في ظل عدم تبدّل موازين القوى في البرلمان، والتي لا يمكن من دونها قيام قـوة نيابية فاعلة ومقررة تضغط للتوافق على رئيس يتمتع بحيثية سياسية جامعة للانتماءات الـطـائـفـيـة، خـصـوصـا بـعـد الـتـوصـل لوقف النار في الجنوب الـذي أسقط تـذرّع «حزب الله» بترحيل الانتخاب إلـى ما بعد عودة الهدوء إلى الجنوب. وكيفستتصرف «الخماسية» من الآن وصــاعــداً، فـي الـوقـت الـــذي احتلت ضــرورة انـتـخـاب الـرئـيـس حـيـزاً عـلـى جـــدول أعـمـال المـحـادثـات التي أجـراهـا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في زيارته للمملكة الـعـربـيـة الــســعــوديــة؟ وهـــل طـلـب مستشار الـــرئـــيـــس تــــرمــــب الـــتـــمـــهّـــل يـــعـــبّـــر عــــن رأيــــه الــشــخــصــي، ويــبــقــى فـــي حـــــدود الاجــتــهــاد واخــــتــــبــــار ردود الـــفـــعـــل، بــــ أي مــفــاعــيــل سـيـاسـيـة؟ وإلا مــا المــبــرر مــن تـأكـيـد المـوفـد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، في زيــارتــه الأخــيــرة لـبـيـروت، أن التنسيق بي واشنطن وباريس لم ينقطع؟ وهل المقصود من كلامه أن التنسيق يقتصر على الإدارة الحالية للبيت الأبـيـض ولا يشمل الفريق الخاص بالرئيس ترمب؟ مفاجأة بولس فـــــي هـــــــذا الـــــســـــيـــــاق، كـــشـــفـــت المــــصــــادر الـنـيـابـيـة لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط» أن مـــا صـــرّح بـه بـولـس أحـــدث مـفـاجـأة نيابية، استدعت الــــتــــواصــــل مــــع ســـفـــيـــرة الــــــولايــــــات المـــتـــحـــدة لــدى لبنان لـيـزا جـونـسـون، لـجـ ء الأسـبـاب الـكـامـنـة وراء المــوقــف المــفــاجــئ الـــصـــادر عن مـسـتـشـار تـــرمـــب، والـــــذي جـــاء بـعـد سـاعـات على تعيينه في منصبه. وقـالـت المــصــادر إن الـوسـيـط الأميركي آمــــوس هــوكــســتــن، الــــذي تـــفـــاوض مـــع بــري وتـــــوصـــــل وإيـــــــــاه لــــوقــــف الـــــنـــــار بـــــن لــبــنــان وإســـرائـــيـــل، كـــان قــد أكـــد أنـــه يـحـظـى بضوء أخــضــر مــن الــرئــيــس الأمــيــركــي الــحــالــي جو بــايــدن، وخـلـفـه الـرئـيـس المـنـتـخـب، سـمـح له بتوسيع مهامه لتشمل الملف الرئاسي. وأمـــــلـــــت بـــــــأن تـــجـــيـــب الــــســــفــــيــــرة لـــيـــزا جـــونـــســـون عـــلـــى الــــتــــســــاؤلات الـــتـــي خـلـفـهـا تــصــريــح بـــولـــس الـــــذي فــسّــرتــه كــتــل نـيـابـيـة على أنــه يعطي الأولــويــة لـدخـول ترمب إلى البيت الأبيض ليكون صاحب كلمة الفصل فـي انتخاب الـرئـيـس، بـــدلاً مـن حصرها في سلفه الرئيس جو بايدن، وقالت إن باريس تـــواصـــلـــت بــــدورهــــا مــــع واشـــنـــطـــن لـلـغـرض نـــفـــســـه، لــعــلــهــا تــســتــوضــح حــقــيــقــة المـــوقـــف الأمـيـركـي لقطع الـطـريـق عـلـى الإربــــاك التي أحـــدثـــه تــصــريــحــه، رغــــم أنــــه لـــم يــخــفــف من اندفاع الكتل النيابية في مشاوراتها، سعيا وراء التوافق على رئيس لن توكل إليه مهمة إدارة الأزمة، ويُفترض أن يتمتع بالمواصفات التي تلقى الدعم المطلوب عربيا ودوليا. بيروت: محمد شقير ترقّب لبدء عمل لجنة المراقبة وسط استمرار الخروقات الجيشاللبناني ينتشر جنوباً والإسرائيلي ينسحب من قرىحدودية يستمر التوتر على الحدود الجنوبية للبنان مع الخروقات الإسرائيلية اليومية لاتـــفـــاق وقــــف الـــنـــار، فـــي مــــــوازاة الـجـهـود الــداخــلــيــة والـــخـــارجـــيـــة الـــتـــي تُـــبـــذل لـعـدم تجدد الحرب، واستكمال الجيش اللبناني انـــتـــشـــاره فـــي الــجــنــوب مـــع بــــدء انـسـحـاب الــجــيــش الإســـرائـــيـــلـــي مـــن قــــرى حـــدوديـــة دخلها خلال المواجهات مع «حزب الله». ويُــــــعــــــوّل الـــجـــمـــيـــع فـــــي لـــبـــنـــان عـلـى التهدئة والتزام الأطراف بالاتفاق مع بدء لجنة المراقبة عملها المتوقع خـ ل الأيـام المـــقـــبـــلـــة، مــــع وصــــــول الـــجـــنـــرال الــفــرنــســي المــرتــقــب الـــيـــوم الأربــــعــــاء، بــعــدمــا كــــان قد وصـــل الـجـنـرال الأمـيـركـي الـــذي سيترأس الـــلـــجـــنـــة، لـــيُـــعـــقـــد أول اجـــتـــمـــاع لـــهـــا غـــداً الخميس، وفـق ما قالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط». وفـــي وقـــت ســجّــل فـيـه بـــدء انـسـحـاب الجيش الإسرائيلي بجنوده وآلياته من الـقـرى الـتـي دخلها جـنـوب لـبـنـان، أفــادت «الــــوكــــالــــة الــوطــنــيــة الــلــبــنــانــيــة لـــإعـــ م» أمــس، بانتشار كثيف للجيش فـي أحياء وشـــــــــوارع مـــديـــنـــة صــــــور ومـــحـــيـــطـــهـــا فـي جنوب البلاد للحفاظ على الأمـن، مشيرة إلى أن ذلك يأتي «إيذانا بالبدء في إعادة انتشار الجيش في الجنوب، لا سيما في القرى الحدودية». وأعلن الجيش اللبناني أمس أيضا، عــن حـاجـتـه لـجـنـود مـتـطـوعـن للالتحاق بـوحـداتـه المقاتلة، فـي إطـــار خطة تجنيد عناصر إضافيي بالجيش لتعزيز قدراته لـــ نـــتـــشـــار فــــي الـــجـــنـــوب وتـــطـــبـــيـــق قــــرار » بعد اتفاق وقف 1701« مجلس الأمن رقم النار. ويــــنــــص اتـــــفـــــاق وقــــــف إطـــــــ ق الـــنـــار يوما، يُفترض أن تنسحب 60 على هدنة خــ لــهــا الــــقــــوات الإســرائــيــلــيــة مـــن الــقــرى الـتـي دخلتها، فـي حـن يطلب مـن «حـزب الله» إنهاء وجوده المسلح بدءاً من جنوب آلاف 10 نهر الليطاني؛ حيث سيتم نشر عنصر مـن الجيش اللبناني، إضـافـة إلى قـوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل). وفـــيـــمـــا تـــراجـــعـــت حـــــدة الـــتـــوتـــر عـنـد الــــحــــدود يــــوم الـــثـــ ثـــاء بـــن «حـــــزب الــلــه» وإســـرائـــيـــل بــعــد تـصـعـيـد غــيــر مــســبــوق، مــســاء الاثـــنـــن، مـنـذ بـــدء تـنـفـيـذ الاتـــفـــاق، اســـتـــمـــرت الـــخـــروقـــات الإســرائــيــلــيــة الـتـي أيـــــــام، وفـــق 7 خـــرقـــا خـــــ ل 80 تـــــجـــــاوزت توثيق الجيش اللبناني. وأدّى القصف الإسرائيلي، إلى مقتل مواطن في بلدة شبعا، إذ قالت «الوكالة الوطنية للعلام» إنه «قتل جـراء صاروخ أطلق من قِبل مسيّرة معادية». وأفـــادت «الوطنية» بـ«سقوط قذيفة مـدفـعـيـة عــلــى ســهــل مــرجــعــيــون بمنطقة تـل مـرجـعـيـون»، مشيرة إلــى تـوغـل دبابة «ميركافا» إسرائيلية من مثلث تل نحاس بـاتـجـاه المـثـلـث الـفـاصـل بــن ديـــر ميماس - بــرج المـلـوك، وكفركلا فـي الـجـنـوب، وقد متر 200 تـوقـفـت عـلـى مـسـافـة لا تـقـل عــن قرب حاجز للجيش اللبناني المتمركز في بلدة برج الملوك. مــــن جـــهـــتـــهـــا، أفـــــــادت قـــنـــاة «المــــنــــار» الــتــابــعــة لـــــ«حــــزب الـــلـــه» بــــأن رتـــــً مـؤلـفـا آلــيــة إسـرائـيـلـيـة تــقــدم مــن منطقة 15 مــن الــوزانــي الـحـدوديـة بـاتـجـاه منطقة وطى الخيام في جنوب لبنان، مشيرة إلى «أن جــــزءاً مــن الــرتــل الإســرائــيــلــي تــوجّــه نحو الـحـي الـشـرقـي مـن الـبـلـدة»، بعدما كانت المعلومات قـد أشـــارت الاثـنـن إلــى تراجع الآليات العسكرية الإسرائيلية من أحياء الخيام. وشنّت غـارة على بلدة بيت ليف في محافظة النبطية بجنوب لبنان، وأطلق الـــجـــيـــش الإســــرائــــيــــلــــي رشــــقــــات رشـــاشـــة بــــاتــــجــــاه بــــلــــدة مــــجــــدل زون فــــي الـــقـــطـــاع الغربي. في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي: «إنــــــه هـــاجـــم خــلــيــة إرهـــابـــيـــة فــــي مـنـطـقـة العقبة في البقاع». وكـــــــان وزيـــــــر الـــــدفـــــاع الإســــرائــــيــــلــــي، يسرائيل كاتس، قد هدد الاثني بالتوغل «أعمق» داخـل لبنان، وعـدم التمييز بينه وبـــن «حـــزب الــلــه» إذا انــهــار وقـــف إطــ ق الـنـار الـهـشّ بـن الـدولـة العبرية والـحـزب المدعوم من إيران. وقــــــال كــــاتــــس، خـــــ ل زيـــــــارة تـفـقـديـة للحدود الشمالية: «إذا انهار وقف إطلاق الــــنــــار، فــلــن تـــكـــون هـــنـــاك حــصــانــة لــدولــة لـبـنـان»، مضيفا: «إذا استأنفنا الـحـرب، سنتحرك بـقـوة أكــبــر، وسـنـتـوغـل أعـمـق» داخل لبنان. فــي غــضــون ذلــــك، أفــــادت «الـوطـنـيـة» بــــــــأن فــــــــرق الـــــــدفـــــــاع المــــــدنــــــي والإســــــعــــــاف الـصـحـي فــي الـهـيـئـة الـصـحـيـة الإسـ مـيـة بــــدأت «بـــإعـــادة وديـــعـــة جـثـامـن الـشـهـداء (الـذيـن سقطوا خـ ل الـحـرب) لتشييعهم إلــــــى مــــثــــواهــــم الأخــــــيــــــر». وكــــشــــف رئــيــس طبابة قضاء صـور، الدكتور وسـام غزال، شــهــيــداً، وتــعــمــل وزارة 192 أن «عـــددهـــم الـصـحـة الــعــامــة والـــدفـــاع المـــدنـــي واتــحــاد بلديات قضاء صور وبلدية صور ووحدة الـــكـــوارث الـطـبـيـعـيـة فــي اتــحــاد الـبـلـديـات عـــلـــى المــــســــاعــــدة لإتــــمــــام هـــــذه الــعــمــلــيــات الإنسانية». فرق الدفاع المدني فيصور تقوم بإعادة وديعة جثامين قتلىسقطوا خلال الحرب لتشييعهم إلى مثواهم الأخير (رويترز) بيروت: «الشرق الأوسط» اتفاقية وقف النار ستبقى مضبوطة على الإيقاع الأميركي الجهود الدبلوماسية تنجح في احتواء تجدد التصعيد بين «حزبالله» وإسرائيل نــــــجــــــحــــــت الــــــــجــــــــهــــــــود والاتـــــــــــصـــــــــــالات الـدبـلـومـاسـيـة فـــي احـــتـــواء الـتـصـعـيـد الـــذي شهده جنوب لبنان، ليل الاثني، وكاد ينذر بـتـفـلّـت الأمـــــور مـــجـــدداً، وبــــرز الـــــدور الأكـبـر للمبعوث الأميركي آمــوش هوكستي الـذي أجرى اتصالات سريعة مع الأطـراف المعنيّة خـــصـــوصـــا مــــع الـــجـــانـــب الإســـرائـــيـــلـــي لمـنـع انزلاق الوضع نحو التفجير مجدداً. وجـــاء ردّ «حـــزب الـلـه» على الـخـروقـات الإسرائيلية، مفاجئا ومـن خـارج التوقعات خـــصـــوصـــا بـــعـــد الاتـــــصـــــالات الـــتـــي أجــرتــهــا الـــــحـــــكـــــومـــــة الــــلــــبــــنــــانــــيــــة مـــــــع الأمــــيــــركــــيــــن والــــفــــرنــــســــيــــن، وتــــأكــــيــــدهــــا الــــــتــــــزام لــبــنــان بالاتفاق، وحتى لا تأخذ تلّ أبيب أي ذريعة للتنصّل من القرار. ولأول مرّة منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ عند الرابعة من فجر الأربعاء أكـــتـــوبـــر (تـــشـــريـــن الأول) المــــاضــــي، قــرر 27 «حــــزب الـــلـــه»، مــســاء أول مــن أمـــس الاثــنــن، الــــــخــــــروج عــــــن صــــمــــتــــه، وأطــــــلــــــق قـــذيـــفـــتـــن صاروخيتي على موقع للجيش الإسرائيلي داخـل مـزارع شبعا اللبنانية المحتلّة، وعدّه «الإنذار الأول» لتلّ أبيب لوقف خروقاتها. وأعلن مصدر مقرّب من «حزب الله» أن «المقاومة مارست ضبط النفس إلـى أقصى حدّ، وعندما تجاوزت الخروقات الإسرائيلية خــرقــا وجّـــهـــت رداً أولـــيـــا وتــحــذيــريــا»، 70 الــــــ مشيراً إلى أن الحزب «مارس حقّ الدفاع عن النفس من ضمن ما تنص عليه الاتفاقية». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «إن العملية التحذيرية التي نفذتها المقاومة هي رسالة واضحة بأنها لن تبقى مكتوفة الأيدي حيال الـجـرائـم الإسرائيلية المتمادية ســـواء بقتل المواطني اللبنانيي الأبرياء، أو بالاستمرار فــي جـــرف الأراضـــــي والـــقـــرى عـلـى مــــرأى من قوات (اليونيفيل)». وزادت عـــمـــلـــيـــات تـــجـــريـــف إســـرائـــيـــل للأراضيوالمنازل في قرى الشريط الحدودي، قلق أبناء هذه البلدات من منعهم من العودة إلـيـهـا، وتحويلها إلـــى منطقة عــازلــة كانت تطالب بها منذ بداية الحرب، ورأى المصدر المقرّب من «حزب الله» أن الحزب «يراقب من كثب كيف ستتعامل اللجنة الخماسية عند مباشرة مهامها، ومــا إذا كانت ستتصدّى للانتهاكات الإسرائيلية، وتمكن الأهالي من العودة إلى قراهم». وقال: «ستبقى المقاومة على جاهزيتها للتصدي لـلـجـرائـم الإسـرائـيـلـيـة، وحـتـى لو انسحب مقاتلو الحزب إلى شمال الليطاني، فـهـذا لا يمنعهم مــن مـهـاجـمـة إســرائــيــل إذا انتهكت اتفاق وقف النار، ولم تنفّذ ما ورد فيه». ونقلت وكـالـة «رويــتــرز» عـن مصدرين ســيــاســيــن لــبــنــانــيــن، أمــــس أن «اثـــنـــن من كبار المسؤولي اللبنانيي طالبا واشنطن وبــاريــس بالضغط عـلـى إسـرائـيـل لـ لـتـزام بــوقــف إطــــ ق الـــنـــار، بـعـدمـا شـنـت عـشـرات الــــعــــمــــلــــيــــات الــــعــــســــكــــريــــة عـــــلـــــى الأراضـــــــــــي اللبنانية». وقالت إن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بـــرّي الحليف الـوثـيـق لـــ(حــزب الــلــه) والـــذي تــــفــــاوض بــــاســــم لـــبـــنـــان مــــن أجـــــل الـــتـــوصـــل لـ تـفـاق «تـحـدثـا إلـــى مـسـؤولـن فــي البيت الأبـــــيـــــض والـــــرئـــــاســـــة الـــفـــرنـــســـيـــة فـــــي وقـــت مــتــأخــر، أول مـــن أمــــس الاثـــنـــن، وعـــبّـــرا عن قلقهما بشأن وضع وقف إطلاق النار». ويحاول الجيش الإسرائيلي الاستفادة من الوقت الـذي يفصل عن اليوم الأخير من هــذه الـهـدنـة، ويـعـزز وضعيته على الأرض بـمـا يـــؤدي إلـــى فـــرض شــروطــه عـنـدمـا تبدأ اللجنة الخماسية مـهـامـهـا، ورأى الباحث فـــي الـــشـــؤون الأمــنــيــة والــســيــاســيــة الـعـمـيـد خالد حـمـادة، أن «إسـرائـيـل تتخذ مـن مهلة يوما المحددة لانسحابها من المناطق 60 الــ التي احتلتها مؤخراً، فرصة لتنفيذ هجمات تستهدف مـا تـعـده مـواقـع عسكرية وأمنية لـ(حزب الله) في العمق اللبناني». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «التصعيد الــذي شهدته الـسـاعـات الماضية يـــبـــقـــى مـــضـــبـــوطـــا عـــلـــى الإيـــــقـــــاع الأمـــيـــركـــي الـــراعـــي لــهــذه الاتــفــاقــيــة، لـكـن ذلـــك لا يُلغي خطر تفلّت الأمور في أي حسابات خاطئة». وأضـــاف حــمــادة: «بـغـض النظر عـن النيات الإســرائــيــلــيــة، فـــإن الــتــطــور الـعـسـكـري الــذي شـــهـــدتـــه الـــســـاعـــات المـــاضـــيـــة يـــضـــع الـــدولـــة اللبنانية أمام مسؤولياتها، ويضعها أمام اخـتـبـار فـــرضسـيـادتـهـا عـلـى كــل الأراضــــي اللبنانية، وعدم السماح لـ(حزب الله) بتنفيذ أي عملية رغـم الخروقات الإسرائيلية التي ستعالج عبر اللجنة الخماسيّة التي تبدأ عملها في الساعات المقبلة». ويُنتظر أن تبدأ لجنة المراقبة عملها، حتى يلمس اللبنانيون تـراجـع الخروقات وصــــولاً إلـــى وقـفـهـا نـهـائـيـا مــع الانـسـحـاب الإســرائــيــلــي الـنـهـائـي مـــن الـــقـــرى والــبــلــدات اللبنانية، وشدد العميد خالد حمادة على أن «انــتــشــار الـجـيـش فــي جــنــوب الليطاني يتطلّب التعامل بحذر مع أي خرق لاتفاقية وقـــف الـــنـــار؛ إذ لا يـمـكـن لـلـجـيـش أن يـكـون وســـيـــطـــا، بــــل عــلــيــه فـــــرض الـــقـــانـــون ومــنــع أي وجـــــود مــســلّــح ســـــواء لــــ«حـــزب الـــلـــه» أو أي تــنــظــيــم مــــســــلّــــح»، مـــشـــيـــراً إلـــــى أنـــــه «لا خـــصـــوصـــيـــة لأحــــــد فـــــي مــــمــــارســــة أي دور عسكري أو أمني لا في جنوب الليطاني ولا في شماله». وتـسـبـبـت الـــعـــودة الــســريــعــة لـ هـالـي فـــي قـتـل عـــدد مـــن المــدنــيــن عـلـى يـــد الــقــوات الإسرائيلية وأسْـــر عــدد آخــر، ورأى حمادة أن «دعـــوة المـواطـنـن فــور دخــول وقــف النار حـيّـز التنفيذ لـلـعـودة إلــى قـراهـم وبيوتهم الــــتــــي مــــا زالـــــــت مـــحـــتـــلّـــة مــــن قـــبـــل الــجــيــش الإســرائــيــلــي، تــعــدّ قــــراراً مـتـسـرعـا، وعـــرّض حــيــاتــهــم لــلــخــطــر»، لافـــتـــا إلــــى أن «الـــعـــودة الآمنة لم تتحقق بعد، قبل البدء بالانسحاب الإسـرائـيـلـي الـتـدريـجـي، وانــتــشــار الجيش الـلـبـنـانـي وقــــوات الــ(يـونـيـفـيـل) مــن المـواقـع والمــــنــــاطــــق الــــتــــي تـــنـــســـحـــب مـــنـــهـــا الــــقــــوات الإسرائيلية، وبضمانة اللجنة الخماسية المــــفــــتــــرَض بـــهـــا أن تـــضـــع حـــــداً لــلــخــروقــات الإسرائيلية». جنود إسرائيليون يحضّرون للانسحاب من القرى التي دخلوا إليها فيجنوب لبنان (أ.ف.ب) بيروت: يوسفدياب
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky