issue16806

6 حربمتعددةالخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16806 - العدد Monday - 2024/12/2 الاثنين مِنح للمستوطنين لبناء ملاجئ قرب الحدود مع لبنان «حزبالله» يلتزم «الصمت» حيال الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار لليوم الخامس على التوالي تشهد قرى الـــجـــنـــوب خــــروقــــات إســرائــيــلــيــة لاتـــفـــاق وقــف إطــاق الـنـار، بــمــوازاة التحذيرات مـن جيشها لعدم عودة سكان عشرات القرى الحدودية، في وقت يلتزم فيه «حزب الله» الصمت «السياسي والعسكري». وبـانـتـظـار أن تـبـدأ لجنة المــراقــبــة عملها هـذا الأسـبـوع المقبل، بعدما كـان قد وصـل إلى بيروت الجنرال الأميركي الذي سيترأسها على أن يصل الضابط الفرنسي فـي الأيـــام القليلة المــقــبــلــة، حــيــث يـعـمـل الــجــيــش الـلـبـنـانـي على توثيق الخروقات التي لا تزال تسجل حتى الآن مــن الــطــرف الإسـرائـيـلـي الـــذي يــمــارس «حـريـة الـحـركـة»، التي كـان قـد طالب بها عند البحث باتفاق وقف إطلق النار. ويــعــتــمــد «حـــــزب الـــلـــه» ســيــاســة الـصـمـت السياسيوالعسكري، حتى إن أمينه العام نعيم قاسم لم يتطرق إلى الخروقات الإسرائيلية في الكلمة الـتـي تـحـدث فيها الجمعة، بعد اتفاق وقـف إطــاق الـنـار، فيما تؤكد مصادر مطلعة على موقفه لـ«الشرق الأوسط» بأنه «لن يخرق الاتفاق وسيمنح الأطراف المعنية، لا سيما في 60 لبنان، الـوقـت الــذي نـص عليه الاتـفـاق، أي يوماً للتنفيذ». وفــيــمــا تــرفــض المـــصـــادر اعــتــبــار عــــدم رد «حــزب الـلـه» أنــه بــات فـي موقف ضعف، تؤكد أن «الــــحــــزب يــــراقــــب ويــعــتــمــد ســـيـــاســـة ضـبـط النفس، مع دعوته للأهالي لللتزام بتعليمات الجيش اللبناني والبلديات لجهة عدم العودة إلـى بعض الـقـرى فـي الـوقـت الحالي، لكن ذلك لــن يستمر طـــويـــاً»، وتـضـيـف: «فــتــرة الـهـدنـة تبلغ شهرين؛ يفترض أن يتم خلل هذه الفترة تنفيذ الاتفاق، والحزب يراقب ماذا سيحصل، وبــعــد ذلـــك إذا لــم يـلـتـزم الـجـيـش الإسـرائـيـلـي عندها يبنى على الشيء مقتضاه». يـــومـــ 60 ويــــنــــص الاتــــــفــــــاق عـــلـــى هــــدنــــة يفترض أن تنسحب خللها القوات الإسرائيلية من القرى التي دخلت إليها، بينما يطلب من «حـــــزب الـــلـــه» إنـــهـــاء وجـــــوده المــســلــح بـــــدءاً من آلاف 10 جنوب نهر الليطاني، حيث سيتم نشر عنصر من الجيش اللبناني، إضافة إلى قوات حفظ السلم التابعة للأمم المتحدة. وأفــــادت صحيفة «يـديـعـوت أحـــرونـــوت»، بأن السلطات الفرنسية، أبلغت إسرائيل أنّها انــتــهــاكــ إســرائــيــلــيــ لاتـــفـــاق وقــف 52 رصــــدت ساعة، وقد حذّرت باريس 24 إطلق النار خلل تـل أبيب مـن خطر انهيار الاتـفـاق بسبب هذه الانتهاكات، حسبما أفـادت الصحيفة، مشيرة إلى أن «إسرائيل عازمة على الرّد بالنار ضدّ أي انتهاك لاتفاق وقف إطلق النار». وفـــــي إســــرائــــيــــل، حـــيـــث لــــم تــســجــل عــــودة سـكـان الـشـمـال إلـــى مـنـازلـهـم، أفــــادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، الأحد، بأن وزارة الدفاع وقــيــادة الجبهة الـداخـلـيـة فــي الـجـيـش وقعتا مليار 1.2 اتــفــاقــ مـــع الــخــزانــة الــعــامــة بـقـيـمـة آلاف ملجأ في المنازل 10 شيقل لبناء أكثر من بالقرب من الحدود مع لبنان. وقــــالــــت الــصــحــيــفــة إن الاتــــفــــاق سـيـمـكـن 1 بـلـدة عـلـى مـسـافـة مــن 28 الإسـرائـيـلـيـن فــي كيلومترات مـن الـحـدود مـع لبنان من 5 حتى 132 بناء ملجئ في منازلهم، بمنحة تصل إلى ألف شيقل. ونقلت الصحيفة عن وزارة الدفاع القول إن المنح المخصصة لبناء الملجئ ستبدأ في أبريل (نيسان) القادم. وأشارت الوزارة إلى أنه جرى بناء مئات الملجئ داخل المنازل خلل الأشهر الأخيرة أثناء القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان. أيام على وقف النار (أ.ف.ب) 5 الدخان يتصاعد من بلدة الخيام الحدودية إثر القصف الإسرائيلي الذي يطال البلدةرغم مرور بيروت: «الشرق الأوسط» كتل المعارضة اللبنانية تُكثف استعداداتها لجلسة انتخاب الرئيس ما إنْ حدد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه برّي، التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل، موعداً لانتخاب رئيس الجمهورية، حتى سرّعت الكتل النيابية والقوى السياسية المعارضة اتصالاتها ولقاءاتها؛ للتشاور بشأن الأسـمـاء المطروحة والاتـفـاق على اسم المـــرشّـــح الــــذي تـتـقـاطـع حــولــه، وتـكـون قــادرة على تسويقه مع الفريق الآخـر، خــصــوصــ الــثــنــائــي الـشـيـعـي («حــــزب الله» و«حركة أمل») الذي كان له الدور الأســـــاســـــي فــــي تــعــطــيــل الانـــتـــخـــابـــات شهراً حتى الآن. 25 الرئاسية منذ نحو ومع أن المهلة الفاصلة عن موعد الـجـلـسـة كــافــيــة لـتـتـفـق جـمـيـع الـكـتـل النيابية أو أغلبها على مرشحٍ واحد، فـــإن هــامــش الاخــتــيــار لــم يـعـد واسـعـ كما كــان فـي الـسـابـق، بفعل الاهتمام الــعــربــي والـــدولـــي بــهــذا الاسـتـحـقـاق، الذي بحثه جان إيف لودريان، مبعوث الــــرئــــيــــس الــــفــــرنــــســــي، مـــــع الــــقــــيــــادات اللبنانية في بيروت الأسبوع الماضي. وأعــــلــــن عـــضـــو كـــتـــلـــة حــــــزب «الــــقــــوات الــلــبــنــانــيــة» الـــنـــائـــب غـــيـــاث يـــزبـــك أن «قـوى المعارضة منكبّة على درس كلّ المعطيات الرئاسية؛ بما فيها الأسماء والمـواءمـة بي الأشخاص والمتطلبات الــــوطــــنــــيــــة المــــنــــتــــظــــرة مــــــن الــــرئــــيــــس الـعـتـيـد». واعــتــرف يـزبـك فــي تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن «هناك مراجعة فيما خــصّ ترشيح المـعـارضـة الوزير السابق جهاد أزعـــور؛ بسبب المنحى الــــعــــام المــخــتــلــف حـــالـــيـــ ، ولأن فــريــق المـمـانـعـة يــعــدّه مـرشـح تــحــدٍ. مــن هنا بـــدأ الـبـحـث عــن طــروحــات وأشـخـاص لا يشكلون تحدياً للآخرين، ويفترض بـفـريـق المـمـانـعـة أيــضــ أن يـبـحـث عن اسم غير مستفزّ». ورغــم مضي أكثر من عامي على الـــفـــراغ الـــرئـــاســـي، فــــإن الأطـــــــراف؛ بما فيها نــواب المـعـارضـة، عـــادوا للحديث عـن مـواصـفـات الـرئـيـس العتيد، ورأى النائب يزبك أن «المرحلة المقبلة تحتاج إلى رئيس ملّم بالاقتصاد، وقادر على القيام بالإصلحات المطلوبة، ويحظى بـثـقـة المـــؤســـســـات الـــدولـــيـــة؛ بــمــا فيها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وإذا اقتضت اللعبة السياسية البحث عـــــن أســـــمـــــاء أخـــــــرى لا تـــشـــكـــل تــحــديــ لأحد، فل مانع». وقـال: «نمى إلينا أن مرجعية الممانعة (الـثـنـائـي الشيعي) بــــــــدأت تــــــــدرس الـــتـــخـــلـــي عـــــن تــرشــيــح سـلـيـمـان فـرنـجـيـة، لــذلــك بـــات المـسـرح مـفـتـوحـ عــلــى مــقــاربــة مــلــفّ الــرئــاســة بـصـفـتـه حــاجــة وطــنــيــة ودســـتـــوريـــة»، مــشــيــراً إلــــى أن «(الـــــقـــــوات الـلـبـنـانـيـة) وقـــوى المـعـارضـة لا تسعى لمـــلء موقع رئـــاســـة الـجـمـهـوريـة بـــأي شــخــص، بل تـريـد رئـيـسـ سـيـاديـ إصـاحـيـ قـــادراً على النهوض بلبنان، وعلى معالجة المـلـفـات الـسـيـاسـيـة والأمــنــيــة، وإعــــادة بناء الجسور مع الأشقاء العرب، بعد الإساءات التي صدرت بحقهم عن قوى الممانعة». وبــــــشــــــأن مــــــا إذا كــــــــان «الــــــقــــــوات الـــلـــبـــنـــانـــيـــة» اســـتـــبـــعـــد تـــرشـــيـــح قــائــد الـــجـــيـــش، أكـــــد يـــزبـــك أنـــــه «فـــــي المـــســـار الــســيــاســي الـــقـــائـــم، لا يـــــزال اســــم قـائـد الــجــيــش مــطــروحــ بـــقـــوّة، وإذا حصل الــــتــــقــــاطــــع عــــلــــى اســـــمـــــه بـــالـــنـــظـــر إلــــى تجربته الناجحة على رأس المؤسسة العسكرية، فل مانع لدينا مطلقاً». وفـي حي يحاذر نــواب المعارضة الـدخـول فـي الأسـمـاء تجنباً لـإحـراج، أو تحسباً من تبدّل يطرأ في الساعات الأخـيـرة، أعلن النائب المستقلّ ميشال ضـــاهـــر صــــراحــــةً أن مــرشــحــه لـرئـاسـة الـجـمـهـوريـة هــو قـائـد الـجـيـش العماد جـــــــــوزف عـــــــــون. ورأى أن «انــــتــــخــــاب الــــرئــــيــــس لا يـــعـــنـــي الاتـــــفـــــاق عـــلـــى أي شخصية تملأ الفراغ في (قصر بعبدا) وتـسـيـطـر عـلـيـهـا الـطـبـقـة الـسـيـاسـيـة، لتعود من جديد إلى نغمة المحاصصة والصفقات». وأكـد ضاهر في تصريح لـــــ«الــــشــــرق الأوســــــــط» أن «رجــــــل الأمــــن يــمــكــنــه أن يــضــبــط الاســــتــــقــــرار، وهــــذا الاستقرار يأتي بالاستثمارات للبنان. أمـــا رجـــل الاقــتـــصــاد، فــا يستطيع أن يفرض الأمن». الـــخـــروج مـــن الأزمـــــات السياسية والاقـــــتـــــصـــــاديـــــة والأمـــــنـــــيـــــة لـــــن يـــكـــون بانتخاب الرئيس فقط، بل بالبرنامج الــذي يحمله والـقـادر على تطبيقه مع الحكومة التي ستشكّل، وتـــتـــعـــامـــل الـــكـــتـــل الـــنـــيـــابـــيـــة مـع جـــلـــســـة الــــتــــاســــع مـــــن يــــنــــايــــر المـــقـــبـــل عـلـى أنـهـا ستشهد انـتـخـاب الرئيس وإنـــهـــاء مـرحـلـة الــشــغــور، بـالاسـتـنـاد إلــى إعـــان بـــرّي أنــه سيدعو السفراء والـــدبـــلـــومـــاســـيـــن الـــعـــرب والأجـــانـــب لـــــحـــــضـــــورهـــــا، ولــــــفــــــت عـــــضـــــو كـــتـــلـــة «تـــحـــالـــف الــتــغــيــيــر» الـــنـــائـــب مـيـشـال الـــدويـــهـــي إلـــــى أن «الــــتــــحــــرّك الـــجـــدي والـفـاعـل للمعارضة سينطلق مطلع هــذا الأســـبـــوع»، عــــادّاً أن «الاتــصــالات واللقاءات يجب أّ تقتصر على نواب المعارضة فقط، بل كلّ الكتل النيابية؛ لـرصـد المــاحــظــات والـتـحـفـظـات على الأســمــاء المــطــروحــة». وأكـــد الـدويـهـي لـ«الشرق الأوسط» أن «موعد انتخاب الــــرئــــيــــس يـــجـــب أن يــــكــــون مــنــاســبــة يـــتـــواضـــع فــيــهــا الــجــمــيــع، خـصـوصـ (الـثـنـائـي الـشـيـعـي) لننتخب رئيساً سيادياً، ونبدأ مرحلة بناء الدولة». بيروت: يوسفدياب وزير الثقافة لـ : محاولة لمحو الهوية والذاكرة والتاريخ وتجذّر الناس في أرضها إسرائيل تعمّدت استهداف المواقع التراثية والأثرية اللبنانية تــعــمــدت إســـرائـــيـــل فــــي حـــربــهـــا عـلـى لبنان تدمير وهــدم مـواقـع تراثية وأثرية في الجنوب والنبطية والبقاع؛ «لمحو جزء من ذاكرة اللبنانيي التاريخية والثقافية والــحــضــاريــة»، وهـــو مــا بـــدا واضــحــ بعد وقف آلة الحرب، وبدء سريان اتفاق وقف إطلق النار. نالت مدينة النبطية حصة كبيرة من هــذا العبث بـالمـقـدرات التراثية والثقافية للمدينة، إذ حوّلت إسرائيل المقر السابق للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي، وهو في 1935 بيت تراثي قديم بُني نحو عـام حي الميدان، إلى كومة ركام. ويقول رئيس فــــرع المــجــلــس فـــي الـنـبـطـيـة، كــامــل جــابــر: 2019 سنة، وحتّى عام 20 «طوال أكثر من تحديداً، احتضنت دارة كمال ضاهر المقر الرسميّ للمجلس، وكان بمبادرة واهتمام شـخـصـي مــن قِــبــل الأديــــب الـــراحـــل حبيب صادق». وعن رمزية المكان وأهميته في المدينة الـنـابـضـة بـالـثـقـافـة والــعــلــم، يحكي جابر لـ«الشرق الأوسط» كيف «شكّل هذا المركز الثقافي ملتقى اجتمع فيه كتّاب وفنانون من لبنان والعالم، مثل نعوم تشومسكي، ومحمد علي شمس الدين، وحسن داود، وبــرهــان عـلـويـة، وسـمـيـر قـصـيـر، وهـانـي فـحـص، وفتحية الـعـسّـال، وصـــادق جلل الـــعـــظـــم، ومــنــيــر بــشــيــر، وطـــيـــب تـيـزيـنـي، وزيـــن الـعـابـديـن فــــؤاد... وغـيـرهـم الكثير. كما أقيمت فيه مئات الأمسيات الثقافية ومعارض الرسم والصور والندوات التي بـــدورهـــا أضــفــت حــركــة ثـقـافـيـة لافــتــة في المدينة، وحضرها جمهور متنوع». وهــــذا المـــكـــان، تــحــديــداً، كـــان حـاضـراً لــــدى كـــل مـــن عـــرفـــه وقـــــام بـــزيـــارتـــه. يـقـول جـــابـــر: «أبــــــدى الـجـمـيـع إعــجــابــه الـشـديـد بـــهـــذا المـــوقـــع الـــتـــراثـــي المـــحـــمّـــل بـــالـــدلالات الثقافية في المدينة، ولولا إصرار أصحابه على استعادته، بسبب ضائقة مادية، لما تركناه أبـــداً. والمـؤسـف الـيـوم أن إسرائيل أتت ودمرته». يـــــرى جـــابـــر أن هـــــذا الـــفـــعـــل جـــــاء فـي ســـيـــاق «تـــدمـــيـــر جـــــزء كــبــيــر مــــن ثـقـافـتـنـا وذكــــريــــاتــــنــــا ومــــــن ذاكــــــــرة أبــــنــــاء المـــديـــنـــة والراحلي الذين كانت أنفاسهم تملؤها، وتحوّلها إلى أمكنة مليئة بالحياة»، لافتاً 1974 إلـــى أن إســرائــيــل اعـــتـــادت مـنـذ عـــام قــصــف مــثــل هــــذه المـــبـــانـــي، ومــــن ثـــم فـهـذا الفعل ليس بجديد عليها. وعـن سبب تعمّد إسرائيل هـدم مثل هذه المباني يقول جابر: «كما في كل مكان، لأجل التدمير وإحداث الخراب، على عكس مـا يـروّجـون لـه مـن استهداف عسكري أو حزبي». ولــــــــم تــــكــــتــــفِ إســـــرائـــــيـــــل بــــــذلــــــك، بــل اســـتـــهـــدفـــت دارة آل شــــاهــــن، وهـــــو بـيـت آخــر مـن بـيـوت النبطية الـتـراثـيـة فـي حي السراي، وكذلك منزل آل خريزات التراثي. يُـذكـر أن الجيش الإسـرائـيـلـي دمّـــر أحـيـاءً بكاملها في النبطية وأبنيتها وشوارعها وسوقها التجارية منذ بدء العدوان. تـطـول قـائـمـة الاسـتـهـدافـات لتشمل، مـبـنـى «المــنــشــيــة» الأثــــــري المــتــاخــم لقلعة بعلبك التاريخية، وفندق بالميرا الشهير، في أهم المدن السياحية في شرق لبنان. يـحـكـي الــفــنــان والـــنـــاشـــط فـــي مـجـال الـــحـــفـــاظ عـــلـــى الــــتــــراث الــبــعــلــبــكــي يــاســر الشمالي لـ«الشرق الأوسط»، كيف «دمرت غـــــارة إســرائــيــلــيــة مـقـهـى المـنـشـيـة الـــواقـــع سنة، 150 فــي حـــرم الـقـلـعـة مـنـذ أكـثـر مــن وحوّلته إلـى ركـــام»، علماً أن المقهى، عبر السني الماضية، تَحَوّلَ إلى متحف تراثي، فـيـه أنــــواع الـسـجـاد المـشـغـول عـلـى الـنـول، والـــفـــخـــاريـــات الـــقـــديـــمـــة وأشــــغــــال يـــدويـــة وملبس تراثية، يقصده الناس من لبنان وخارجه. كذلك استهدفت إسرائيل ثكنة غورو ومـتـنـزهـات رأس الـعـن فـي بعلبك. يقول الـــشـــمـــالـــي: «خـــفـــنـــا أن تــســتــهــدف الـقـلـعـة التاريخية، إذ إن إسرائيل لا يردعها شيء، ونحن من جهتنا حاولنا إبعاد الناس عن المـكـان قــدر المستطاع، حـتّـى لا يـكـون لدى إســرائــيــل أيّ حـجـة لقصفها وتـدمـيـرهـا» على أساس أن حجتهم في قصف المنشية كـانـت وجـــود ســيــارات مـن نــوع «بـيـك آب» في المكان. كـذلـك عـمـد الـجـيـش الإسـرائـيـلـي، في الأســابــيــع الأخـــيـــرة لـلـحـرب عـلـى تفخيخ أحياء في القرى الـحـدوديـة، ضمن سياق حـمـلـة تـدمـيـر ممنهجة فـــي مـيـس الجبل ومحيبيب والعديسة وعيترون ويارون. وفــي قـريـة العديسة الجنوبية، دُمّــر منزل الفنان التشكيلي الراحل عبد الحميد بعلبكي الـذي حوّله إلى متحف جمع فيه إرثــــ ثـقـافـيـ كـبـيـراً مـــن كـتـب ومـنـحـوتـات ولـوحـات وتحف وآثـــار نـــادرة، وكــان قبلة الزائرين من كل مكان. يـقـول وزيـــر الثقافة اللبناني محمد مرتضى لــ«الـشـرق الأوســـط»: «منذ بداية الــــحــــرب قـــــام الــــعــــدو بـــاســـتـــهـــداف المـــواقـــع الـــثـــقـــافـــيـــة، إذ تـــــمّ الاعـــــتـــــداء عـــلـــى مــديــنــة بــعــلــبــك الـــتـــاريـــخـــيـــة وفـــــي مــحــيــط الـقـلـعـة المباشر، وتدمير مبنى المنشية التاريخي، بالإضافة إلى تضرّر جزء من سور المدينة العائد إلى الفترة الرومانية». ويضيف مرتضى: «في مدينة صور أيــــضــــ ، تـــــمّ قـــصـــف الـــكـــورنـــيـــش الـــبـــحـــري والمــديــنــة الـتـاريـخـيـة المـمـتـدة بــن موقعي الـــبـــص والمــــديــــنــــة المــصــنــفـــن عـــلـــى لائــحــة الــتــراث الـعـالمـي. وقــد طــال الاعــتــداء كثيراً مـــن المـــواقـــع الأخـــــرى كـقـلـعـة تـبـنـن وقلعة شــمــع ومــعــبــد قـصـرنـبـا وســـــوق النبطية الـتـاريـخـيـة، وكـثـيـر مــن الــقــرى التاريخية التي مُسِحت بشكل كلي». وعن غاية إسرائيل يقول: «يستهدف هـذا العدو وبشراسة الـتـراث المــادي وغير المــــــــادي بــــهــــدف مـــحـــو الــــهــــويــــة والـــــذاكـــــرة والــــتــــاريــــخ وتــــجــــذّر الــــنــــاس فــــي أرضـــهـــا، ومـــحـــو ثـــقـــافـــة شـــعـــب يـــتـــألـــف مــــن جـمـيـع الأديـــــــان، مـتـعـايـش فـــي هــــذه الأرض منذ آلاف الـــســـنـــن، فــيــقــوم الـــعـــدو عـــن سـابــق تـصـوّر وتصميم بـهـدم الـقـرى التاريخية ومــحــيــطــهــا الــطــبــيــعــي كـــحـــقـــول الـــزيـــتـــون والــــخــــرّوب والــعــنــب والـــتـــن، بــهــدف محو المحيط الثقافي في لبنان». الدمار الذي أصاب مبنى «المنشية» الأثري على مقربة من قلعة بعلبكفي البقاع (إ.ب.أ) بيروت: حنان حمدان نالت النبطية حصة كبيرة من هذا العبث الإسرائيلي بالمقدرات التراثية والثقافية للمدينة

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky