issue16806

4 حربمتعددةالخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16806 - العدد Monday - 2024/12/2 الاثنين أنقرة تُجري اتصالات مكثفة حول تطورات عملية حلب... وتركيز على محور تل رفعت ومنبج سوريو تركيا يترقبون الأوضاع للعودة إلى بلدهم بـــــرز مـــلـــف الـــاجـــئـــن الـــســـوريـــن فـي تركيا مع تطور المعارك في حلب وسيطرة الفصائل المسلحة عليها، وبدأت مناقشات واسـعـة فـي وسـائـل الإعـــام التركية حول إمـــكـــانـــيـــة عــــودتــــهــــم بـــــأعـــــداد كـــبـــيـــرة إلـــى بلدهم. وكــــذلــــك شـــهـــدت الــــســــاعــــات الأخـــيـــرة اتـــصـــالات مكثفة مــن جـانــب تـركـيـا بشأن التطورات في سوريا وتقدم قـوات «هيئة تــحــريــر الـــشـــام» والــفــصــائــل الـــداعـــمـــة لها وبينها فصائل موالية لأنقرة. كما واصلت فصائل «الجيش الوطني الـسـوري»، الموالية لتركيا، معاركها على محور تل رفعت منعاً لتقدم «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، واستغلل التطورات في حلب للسيطرة على المدينة التي تشكل مـع منبج وعــن الـعـرب «كـوبـانـي» أولوية استراتيجية لتركيا. وأفيد بـأن «الجيش الوطني» سيطر عليها. وتحدثت «الشرق الأوســط» مع عدد مـن الـسـوريـن فـي إسطنبول حــول مـا إذا كـــانـــوا يــفــكــرون بــالــعــودة إلـــى بـــادهـــم، لا سيما أن هـنـاك أعـــداداً كبيرة ممن قدموا إلى سوريا، فروا من حلب، ثاني أكبر المدن الـسـوريـة، بسبب حملة الجيش الـسـوري .2016 عليها في ترقبعودة اللاجئين وقـــال محمد الصباحي، وهــو صاحب محل للبقالة يبيع فيه البضائع السورية: «نـــتـــرقـــب الأوضـــــــاع وإذا اســـتـــقـــرت الأحـــــوال فـي حلب فسنعود إلــى ديــارنــا. أهـلـي هناك ولـــنـــا بــيــت وأرض، إذا اســـتـــقـــرت الأوضـــــاع فـسـأصـطـحـب أســـرتـــي ونـــعـــود، الـــوضـــع في تركيا فـي الـعـامـن الأخـيـريـن أصـبـح صعباً بالنسبة لنا». لــم تـجـرِ حـتـى الآن حـركـة نـــزوح كبيرة مـــن داخــــل تــركــيــا بــاتــجــاه حــلــب، لــكــن بـــدأت تـظـهـر حـــــالات فـــرديـــة تـفـاعـلـت بـشـكـل كبير مـع تقدم الفصائل المسلحة ووصولها إلى قــلــب المـــديـــنـــة، وبــــدأ بــعــض الـــســـوريـــن ممن يقيم ذووهـــم هناك فـي التوجه إلـى مناطق الحدود، استعداداً للعودة. عــلــى الـــجـــانـــب الـــتـــركـــي، بــــدا أن هـنـاك تـــفـــاؤلاً بــبــدء عــــودة واســعــة لـلـسـوريـن إلـى بلدهم، كما عبّر عن ذلك المستشار السابق لـلـرئـيـس الـتـركـي الــقــيــادي بــحــزب «الـعـدالـة والتنمية» الحاكم، ياسي أكطاي، وذلـك أن سيطرة الفصائل على حلب ستمكّن جـزءاً كبيراً من السوريي في تركيا من العودة إلى بلدهم من دون التعرض لأي ضغوط. وأشار أكطاي، في مقال بصحيفة «يني شفق» القريبة من الحكومة التركية، الأحد، إلى إمكانية تشجيع السوريي على العودة إلــــى ديـــارهـــم لــلــدفــاع عـــن أرضـــهـــم فـــي وجــه العمليات الديموغرافية التي جرى تنفيذها عاماً الماضية. 11 في المدينة على مدار الـ ولفت إلى أن الشعب السوري المحاصَر فـــــي شــــمــــال الـــــبـــــاد مـــــا زال يـــمـــلـــك أراضــــــي ومـــمـــتـــلـــكـــات فـــــي حـــلـــب وحــــمــــص وحــــمــــاة، أُجبر على التخلي عنها، إضافة إلى أقارب مفقودين لا يُعرف عنهم شيء. وذكر أكطاي أنه في ظل العدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة ولبنان قام الرئيس التركي رجب طيب إردوغـان بخطوة «جريئة وصعبة جداً» من خـال تقييم جميع الاحـتـمـالات، وتقديم ما يُعدّ بمثابة غصن الزيتون إلى الأسـد للقاء وتطبيع الـعـاقـات، إلا أن الــرد «المتعجرف» من الأسد أظهر بوضوح أنه ليس له أي مكان فـي أي خـطـوة إيجابية مـن شأنها أن تفيد الشعب السوري أو شعوب المنطقة، وكان من الممكن أن يرى الأسد في ذلك فرصة تاريخية له، إلا أنه لم يحاول استغللها والاستفادة منها» رغــم أنــه فـي الأســـاس غير جـديـر بها بــــأي حــــــال»، والأعــــجــــب مـــن ذلــــك هـــو أنــــه لم يـعـد يـمـتـلـك أي قـــوة أو قـيـمـة اسـتـراتـيـجـيـة ســوى قـدرتـه على ارتـكـاب المـجـازر وتعذيب المحتجزين في سجونه حتى الموت. اتصالات مكثفة وفي إطار متابعة تركيا للتطورات فـي حلب وشـمـال سـوريـا، أجــرى وزيـر الخارجية التركي، هاكان فيدان، الأحد، اتصالاً هاتفياً مع نائب رئيس الوزراء وزيـر الخارجية العراقي، فـؤاد حسي، ضمن سلسلة اتــصــالات مكثفة بــدأت، مـــســـاء الـــســـبـــت، لـبـحـث الـــتـــطـــورات في إدلب. وتـــلـــقـــى فــــــيــــــدان، مــــســــاء الـــســـبـــت، اتـــصـــالاً هـاتـفـيـ مـــن نــظــيــره الـــروســـي، سيرغي لافــروف، لبحث التطورات في ســـوريـــا، ومـــســـار أســـتـــانـــة، بـحـسـب ما ذكرت وزارة الخارجية التركية. وبــدورهــا ذكـــرت وزارة الخارجية الــــروســــيــــة، فــــي بــــيــــان لــــهــــا، أن فـــيـــدان ولافـــــــــروف أعــــربــــا خـــــال مــحــادثــتــهــمــا الـــهـــاتـــفـــيـــة عــــن قــلــقــهــمــا الـــشـــديـــد إزاء التطورات التي وصفاها بـ«الخطيرة» عـلـى خـلـفـيـة الـتـصـعـيـد الـعـسـكـري في مــحــافــظــتــي حـــلـــب وإدلــــــــب الـــواقـــعـــتـــن ضـــمـــن مـــنـــاطـــق خـــفـــض الــتــصــعــيــد فـي شـــمـــال غـــربـــي ســـوريـــا المـــعـــروفـــة بـاسـم «بوتي - إردوغـان». وأضاف البيان أن الجانبي أكدا ضرورة تنسيق الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار في سوريا مع الأخذ في الحسبان إمكانات صيغة أستانة. وفي إطار الاتصالات التركية حول الـــتـــطـــورات فـــي شـــمـــال ســـوريـــا، أجـــرى فيدان اتصالاً هاتفيا، مساء السبت، مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، تناول أيضاً سير وقف إطلق النار بي إسرائيل و«حزب الله» اللبناني. كــمــا بــحــث فـــيـــدان فـــي اتـــصـــال مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التطورات في سوريا وقطاع غزة. وفـــي الـــوقـــت نـفـسـه، نـفـت مـصـادر تركية ما ذكرته بعض وسائل الإعـام المحسوبة على المعارضة السورية، عن تــوجّــه وفـــد أمـنـي ســـوري إلـــى أنطاليا لإجــــراء مـبـاحـثـات مــع الـجـانـب التركي حول التطورات في حلب. وكــانــت تــقــاريــر فــي وســائــل إعــام معارضة تحدثت عـن مـغـادرة وفـد من دمـشـق إلـــى أنـطـالـيـا فــي جـنـوب تركيا لمناقشة الـتـطـورات، وأن مصر رفضت طـلـبـ مـــن الــحــكــومــة الـــســـوريـــة لإجــــراء وساطة بي دمشق وأنقرة. مواجهات مع «قسد» وعـــــلـــــى الـــصـــعـــيـــد المــــــيــــــدانــــــي، قـــالـــت مصادر أمنية تركية إن «الجيش الوطني السوري»، منع محاولة لـ«قسد» لاستغلل الـــــتـــــطـــــورات فـــــي حــــلــــب، وطــــلــــب الــجــيــش الـــســـوري المـــســـاعَـــدة مـــن الـــقـــوات الــكــرديــة، ومـنـع إقـامـة ممر يـربـط منطقة تـل رفعت بشمال شرقي سوريا، وقام بقطع الطريق بي المدينة الواقعة في شمال غربي حلب ومحافظة الرقة في شمال شرقي سوريا. ونـــقـــلـــت وســـــائـــــل إعــــــــام تـــركـــيـــة عـن المصادر، قولها في بيان الأحد، إن «حزب الـعـمـال الـكـردسـتـانـي»، وذراعــــه الـسـوريـة «وحــــــــــــدات حــــمــــايــــة الــــشــــعــــب» الــــكــــرديــــة، أكــبــر مــكــونــات «قـــســـد»، سـعـيـ لاسـتـغـال انـــســـحـــاب الـــجـــيـــش الـــــســـــوري مــــن بـعـض المناطق للسيطرة عليها. وذكـرت المصادر أن المنطقة التي كان سيقيم فيها المسلحون الأكراد ممراً كانت ستربط مناطق فـي شمال شرقي سوريا تسيطر عليها «قسد» مع تل رفعت، وهي منطقة استراتيجية، تقع في شمال غربي حلب. وجــاء في البيان أن المجال فُتح أمام الــــوحــــدات الـــكـــرديـــة بـسـبـب طــلــب الـجـيـش الـــــســـــوري، الــــــذي خـــســـر ســـريـــعـــ المــنــاطــق الـــخـــاضـــعـــة لــســيــطــرتــه فــــي حـــلـــب، الـــدعـــم مــــن «الـــتـــنـــظـــيـــمـــات الإرهــــابــــيــــة» (الـــعـــمـــال الـــكـــردســـتـــانـــي- الــــوحــــدات الـــكـــرديـــة) ضد الــــفــــصــــائــــل، وأنـــــــــه بـــــــدأ بـــنـــقـــل الأراضـــــــــي الخاضعة لسيطرته إلـى «وحــدات حماية الشعب» الكردية. وأضــــــــــــاف: «ولــــــهــــــذا الــــســــبــــب، ذُكــــــر أن كـــثـــيـــراً مـــــن عـــنـــاصـــر (حـــــــزب الـــعـــمـــال الكردستاني) و(وحـــدات حماية الشعب) قدِموا إلى منطقة حلب من شرق الفرات، وبـــــدأ شــحــن الأســـلـــحـــة الــثــقــيــلــة الـتـابـعـة للوحدات الكردية». أنقرة: سعيد عبد الرازق لم تجرِ حتى الآن حركة نزوح كبيرة من داخل تركيا باتجاه حلب، لكن بدأت تظهر حالات فردية «تحرير الشام» وفصائل مسلحة تحاصر القوات الكردية شمالسوريا قــــالــــت مـــــصـــــادر كـــــرديـــــة فـــــي شـــمـــال ســـوريـــا إن مـسـلـحـي الـفـصـائـل الـسـوريـة أطــبــقــوا الــحــصــار عــلــى الـــقـــوات الــكــرديــة المــتــمــركــزة فـــي حــيّــي الأشـــرفـــيـــة والـشـيـخ مقصود وفي إقليم الشهباء داخل مدينة حلب وريفها الشمالي. وأوضحت أن ذلك جـاء بعدما سيطرت الفصائل المنضوية في «الجيش الوطني»، و«إدارة العمليات العسكرية» التابعة لعملية «رد العدوان» بقيادة «هيئة تحرير الشام»، على مطار كويرس العسكري شرق مدينة حلب فجر الأحد، وقطعها الطريق الدولية السريعة بي مدينة حلب ومحافظة الرقة، بعد أيام من المواجهات العنيفة بي هذه الفصائل والـــجـــيـــش الــــســــوري. وذكـــــر مـــديـــر المــركــز الإعـــامـــي لــــ«قـــوات ســوريــا الديمقراطية (قسد)»، فرهاد شامي، في اتصال هاتفي مـن مقاتليها 3 لــ«الـشـرق الــوســط»، بــأن قـــتـــلـــوا خـــــال تـــصـــديـــهـــم لـــهـــجـــوم نــفــذتــه فصائل «الجيش الـوطـنـي» على محاور نــاحــيــة شــــيــــراوا الــتــابــعــة لمــديــنــة عـفـريـن الــكــرديــة وقــــرى إقـلـيـم الـشـهـبـاء الـواقـعـة بالريف الشمالي لمحافظة حلب. وعمدت «قسد» إلى توسيع سيطرتها على أحياء عــــدة ومــنــاطــق فـــي مـحـيـط حــيــي الـشـيـخ مـقـصـود والأشـــرفـــيـــة بـمـديـنـة حـلـب بعد انـسـحـاب الـــقـــوات الـحـكـومـيـة، مــن بينها أحياء السريان وبستان الباشا والشيخ نجار داخــل المدينة، وقــرى تـل عــران وتل حــاصــل ومـسـكـنـة بــريــف حـلـب الـشـرقـي. وأشار المتحدث العسكري إلى أن الجيش التركي قصف صباح الأحــد قـرى الشيخ عـيـسـى ومــرعــنــاز وأم الـــحـــوش فـــي ريـف عفرين والشهباء بقذائف المدفعية، وقال شامي: «الهجوم على شمال غربي سوريا خـطـطـت لـــه تــركــيــا، وهــــي تــديــر الـهـجـوم خطوة بخطوة»، مشدداً على أن القيادة العامة لــ«قـسـد» تتابع المـوقـف مـن كثب، قائلً إن «أولويتنا الوطنية والأخلقية تبقى الدفاع عن شعبنا، وسنتدخل عند الـــضـــرورة لتحقيق ذلــــك». وشــهــدت قـرى وبـــلـــدات حــربــل وزيـــــوان ورادار وشـعـالـة وســمــوقــة فـــي أريـــــاف عــفــريــن والـشـهـبـاء اشـتـبـاكـات عنيفة بــن «قــســد» وفصائل مـسـلـحـة مـــوالـــيـــة لــتــركــيــا، بــعــد مــحــاولــة الفصائل التسلل ومهاجمة مناطق نفوذ «قسد» بتغطية مدفعية نارية من الجيش الــتــركــي، وبــاتــت تـلـك المــنــاطــق مـحـاصـرة بالكامل، وفـق مصادر عسكرية وشهود عيان. مـــن جــانــبــهــا، أعــلــنــت قـــيـــادة عملية «فـــجـــر الـــحـــريـــة» الـــتـــي تـــقـــودهـــا فـصـائـل «الـــجـــيـــش الـــوطـــنـــي» عـــن تـمـشـيـط مـطـار كـويـرس العسكري بـالـكـامـل، والسيطرة على المنطقة الصناعية في الشيخ نجار وعلى مدينة السفيرة بالكامل، والمحطة الــــحــــراريــــة شـــــرق مـــديـــنـــة حــــلــــب، وبـــذلـــك تكون قد قطعت جميع الطرق الرئيسية الـــواصـــلـــة بـــن مــديــنــة حــلــب ومـحـافـظـات الرقة ودير الزور شرقاً، والحسكة شمالي شرق. وكـــانـــت الـفـصـائـل الــســوريــة المـوالـيـة لــــتــــركــــيــــا فــــــي شـــــمـــــال غـــــربـــــي ســــــوريــــــا قــد أعلنت السبت عملية «فجر الـحـريـة» ضد «تـــنـــظـــيـــمـــات مــســلــحــة كـــــرديـــــة» والـــجـــيـــش الــــــســــــوري. ويـــتـــمـــركـــز المـــجـــتـــمـــع الــــكــــردي بـــمـــحـــافـــظـــة حــــلــــب فــــــي حــــيــــي الأشــــرفــــيــــة والـــشـــيـــخ مـــقـــصـــود الـــلـــذيـــن لــــم تـدخـلـهـمـا الــفــصــائــل المــســلــحــة مــنــذ إطـــاقـــهـــا عملية «ردع الــــــــعــــــــدوان»، إلـــــــى جــــانــــب عــــشــــرات المخيمات والتجمعات السكانية في منطقة الـشـهـبـاء، عـلـى الــرغــم مــن أن مـديـنـة حلب باتت خاضعة بالكامل لسيطرة الفصائل المسلحة و«هيئة تحرير الشام». منبج (محافظحلب): كمالشيخو غياب تام للحياة المدنية منذ سنوات... ومخاوف من القصف الجوي وهجمات مضادة سوريون يعودون إلى منازلهم فيجدون ذكرياتهم تحت الأنقاض بعد انسحاب القوات السورية من مدن وبـــلـــدات كـثـيـرة فـــي مـحـافـظـتـي حـلـب وإدلـــب شــمــال غــربــي ســـوريـــا، سـعـى عـــدد مــن سكان المـــنـــطـــقـــة، بــيــنــهــم نـــشـــطـــاء وإعــــامــــيــــون، إلـــى العودة إلى منازلهم وتفقّد ممتلكاتهم، غير أن مَن وصل إليها فوجئ بالدمار الهائل الذي طـــال الأبـنـيـة والـــشـــوارع الـتـي شـهـدت مـعـارك عنيفة بي القوات الحكومية و«هيئة تحرير الشام» وفصائل معارضة مسلحة. وشهدت الطرقات الرئيسية حركة سير بمئات العائدين إلى ديارها لتفقّد منازلهم، مــــن بــــن هــــــؤلاء الإعــــامــــي فــــــؤاد بــصــبــوص، المــتــحــدر مــن مـديـنـة ســراقــب بــريــف محافظة إدلب. ونـــقـــل فـــــؤاد لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط» كيف صُدم من مشهد الخراب الجزئي، وأثار الدمار الذي طال منزله، وقسماً كبيراً من الحي الذي كــان يسكن فـيـه، وعـبّـر عـن مـشـاعـره بالقول: «كان المشهد صادماً من الدمار والخراب الذي طـــال مـنـزلـنـا والــحــي الــــذي كـنـت أعــيــش فيه، حيث سُوّي قسم من البيوت بالأرض، وتَحَوّلَ إلى كومة ركام». ووصــــف ســراقــب بـأنـهـا تـحـولـت لمدينة أشباح بعدما كانت تنبض بالحياة سابقاً، ليضيف: «ما توقعت أن تكون البلد موحشة لــــهــــذه الــــــدرجــــــة، الـــعـــشـــب طــــالــــع بـــالـــطـــرقـــات والشوك غزا الشوارع قبل المنازل». وهذا الإعلمي يقيم في مدينة إدلب بعد نــزوحــه الاضـــطـــراري مــن مسقط رأســـه بـدايـة ، خــال حملة عسكرية نفذتها الـقـوات 2020 الـــحـــكـــومـــيـــة دعــمــتــهــا روســـــيـــــا، واســتــهــدفــت مناطق سيطرة الهيئة والفصائل المسلحة، وفــــرضــــت كــــل مــــن مـــوســـكـــو وأنــــقــــرة اتــفــاقــيــة «ســـوتـــشـــي» ورســـمـــت حـــــدود مـنـطـقـة خفض الــتــصــعــيــد، وضـــمـــت ســـراقـــب ومـــــدن ســوريــة ثانية. ولفت بصبوص إلـى أن «منزلي، كحال معظم المنازل، مدمّر حتى البلط والسيراميك سرقوها، لا أبـواب ولا شبابيك حتى كابلت الـكـهـربـاء سُــرقــت بـالـكـامـل، وشـبـكـة الـصـرف الـصـحـي»، موضحاً أن غالبية سكان البلدة لم يعودوا إليها على الرغم من خروجها من سيطرة الجيش السوري. وتــعــود أهـمـيـة ســراقــب إلـــى أنــهــا نقطة ) الـذي يربط 5 تقاطع الطريقي الدوليي (إم ) الذي يوصل 4 العاصمة دمشق بحلب، و(إم مدينتي حلب واللذقية. معرة النعمان وذكــر آخـــرون عـــادوا إلــى مــدن وبلدات معرة النعمان وخـان شيخون وكفرنبل أن مشاهد الـدمـار هـنـاك كـانـت صـادمـة، فكتل المــبــانــي الـــتـــي كـــانـــت تـمـثـل مـــامـــح الـحـيـاة اليومية قبل الـحـرب تحولت إلــى إطــالات خـاويـة، بينما تكسرت الــجــدران، وتهدمت الأســـطـــح، ولـــم يـعـد بــالإمــكــان الــتــعــرف إلـى بـاب أو شـبـاك، وتهالكت بنيتها التحتية، وتـــنـــاثـــر كــــابــــات الـــخـــط الـــرئـــيـــســـي لـلـتـيـار الكهربائي في قارعة الطرقات. وانــــتــــشــــرت عـــلـــى مـــنـــصـــات الـــتـــواصـــل الاجـــتـــمـــاعـــي صـــــور وتـــســـجـــيـــات لـنـشـطـاء وأهــالٍ في مشهد يعيد إلى الذاكرة النزوح ســــنــــوات، ونــشــر 4 المـــعـــاكـــس المـــمـــاثـــل قـــبـــل الـــــعـــــائـــــدون صــــــــوراً تـــظـــهـــر فـــرحـــتـــهـــم وهـــم يــــذرفــــون الــــدمــــوع عـــلـــى الــــرغــــم مــــن الـــدمـــار الـهـائـل الـــذي أصـــاب بـلـداتـهـم، كـمـا أطلقوا أبــــواق سـيـاراتـهـم يسمعون أغــانــي وطنية تتغنى بالعودة إلى الأرض والديار. أمــــــا وائــــــــل المــــتــــحــــدر مـــــن بــــلــــدة مـــعـــرة النعمان بريف إدلـب ويعمل ناشطاً مدنياً في كثير من المنظمات الإنسانية والإغاثية، حـن عــاد إلــى بيتهم المــدمّــر وجــد كـل شيء مسروقاً ومنهوباً، ليقول: «لم أقـرر العودة بــــعــــد، لـــكـــن جـــئـــت لأتـــفـــقـــد مـــنـــزلـــي بـسـبـب الــقــصــف والــهــجــمــات، لــكــن ســـرقـــوا منزلنا وذكـريـاتـنـا وتـاريـخـنـا، عـلـى أمـــل أن نعود في وقت لاحق بعد توقّف الهجوم الروسي والسوري». ووصـــف آخـــرون شـــوارع بلداتهم التي كــــانــــت تـــعـــج بـــالـــحـــيـــاة والــــحــــركــــة المــــروريــــة بـأنـهـا أصـبـحـت خـالـيـة تـمـامـ مــن المـدنـيـن، وتكسوها أكوام الأنقاض وبقايا الركام، في وقـــت شــوهــدت فـيـه قـطـع الــحــديــد المتفحمة والمركبات المحترقة في مشهد عكس ضراوة الحرب وشراسة المعارك التي دارت فيها قبل سنوات. بـــــــدوره، نــقــل أحـــمـــد الــشــيــخ أحـــمـــد من فريق «ملهم» التطوعي، وهو منظمة خيرية وإغـــاثـــيـــة، كــيــف قــــرر الــــعــــودة لمــســقــط رأســـه ســراقــب، بغية تفقّد مـنـزل عائلته والـشـارع سنوات 5 الذي وُلد ونشأ فيه، ليقول: «منذ وأنـــا مهجر ونـــازح عـن سـراقـب وعــن منزلي وديـــاري. بعدما تحررت ومـن فرحتي نزلت فـــــوراً عــلــيــهــا، مــشــاعــر مـخـتـلـطـة مـــن الــفــرح والحزب والقهر لكل السنوات التي قضيتها خارجها»، على الرغم من عدم انتهاء المعارك القتالية في محيط المنطقة. نــــشــــرت مـــنـــصـــات ومــــعــــرفــــات الـــفـــريـــق التطوعي مقاطع فيديو تظهر لحظة وصول أعضائها إلى منازلهم ومدنهم، وكيف قبّلوا تـــرابـــهـــا، واحـــتـــضـــنـــوا جـــدرانـــهـــا المـتـهـالـكـة، وأخــــبــــر الـــنـــاشـــط أحـــمـــد بـــــأن ســـبـــب عـــودتـــه بالدرجة الأولى هو: «كنت أريد أن أشمّ راحة أرضــنــا، وأرجــــع (أشــــوف) أهـلـنـا وجـيـرانـنـا، نعم مشاهد الدمار تدمي القلب والروح، لكن عندما التقيت بالناس العائدين مثلنا على الطرقات، ونهنئ بعضنا بالسلمة، وقتها أيقنت أننا سنعود». ومـــــثـــــل أحـــــمـــــد يــــخــــطــــط كـــــثـــــيـــــرون مــن الـــســـوريـــن لـــأمـــر نــفــســه بـــعـــدمـــا أجــبــرتــهــم سنوات الحرب على ترك بلداتهم ومنازلهم، وأكـــــــدوا أنـــهـــم لـــن يــقــبــلــوا أن تـسـتـمـر رحـلـة النزوح، وينوون العودة والبقاء بالقرب في منازلهم المـدمـرة، ونصب خيام فـوق الركام للإقامة فيها، وطيّ رحلة الاغتراب وقساوة سنوات الشتات. منبج (محافظة حلب): كمالشيخو نوفمبر (أ.ف.ب) 28 سوريان يراقبان المعاركفيسراقب نساء وأطفال بمخيم للاجئين فيسوريا (إعلام تركي)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky