issue16806
3 حربمتعددةالخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16806 - العدد Monday - 2024/12/2 الاثنين من حلب إلى حماة وحمص... ساعات من القلق الشعبي الرئيسالسوري يتعهد استخدام القوة للقضاء على «الإرهاب» تــعــهّــد الــرئــيــس الـــســـوري بــشــار الأســـد بــ«اسـتـخـدام الـقـوة للقضاء على الإرهـــاب». وقــــال خـــ ل اتــصــال مــع الـقـائـم بصلاحيات الــرئــيــس فـــي أبـــخـــازيـــا: «ســـنـــواصـــل الـــدفـــاع عـن اسـتـقـرار ووحـــدة أراضــيــنــا»، وفــق بيان رئـــــاســـــي ســــــــوري نـــشـــرتـــه وســـــائـــــل الإعــــــ م الرسمية. وأكــــد الأســــد أنـــه مـــع حـلـفـائـه «قـــــادرون عـــلـــى ضـــــرب الإرهــــابــــيــــن ومـــــن يـــدعـــمـــهـــم». وقــال إن «الإرهـابـيـن لا يمثلون الشعب ولا مؤسسات الدولة، بل يمثلون فقط الأجهزة التي تُشغّلهم وتدعمهم». بـدوره، شدد وزير الخارجية السوري، بسام الصباغ، على أن الدولة ستعمل على اســتــعــادة الأمـــن والاســتــقــرار وصـــون وحــدة وســــيــــادة وســــ مــــة أراضــــيــــهــــا. وذلــــــك خـــ ل اتــــصــــالات هــاتــفــيــة مــــع نـــظـــرائـــه الإمــــاراتــــي والأردنــــــي والــفــنــزويــلــي، وقـــــال: «سـنـواصـل حـــربـــنـــا لمـــكـــافـــحـــة الإرهـــــــــــاب» وأن «هـــجـــوم الجماعات الإرهابية على حلب وإدلـب، أدى إلى ترهيب المدنيي وتعطيل جميع مناحي الحياة، وأفضى إلى موجة نزوح كبيرة». جــــــــاء ذلــــــــك بــــعــــد ســــــاعــــــات مــــــن الـــقـــلـــق الــعــصــيــب عــاشــهــا الـــســـوريـــون فـــي مـنـاطـق سيطرة دمشق، بالتوازي مع دخـول مدينة حلب حـالـة حظر تـجـول فرضتها الفصائل المسلحة بعد سيطرتها على معظم أحياء المــديــنــة وريــفــهــا، وتـقـدمـهـا فـــي ريـــف حـمـاة الشمالي. مـصـادر أهلية فـي حلب، قالت إن ليلة السبت كانت هادئة نسبياً في المدينة، وقبل ســريــان حـظـر الــتــجــول، خـــرج المــدنــيــون إلـى الأسواق للتزود بالمواد التموينية الغذائية، وكـــــــادت المــــحــــ ت الـــكـــبـــرى تـــفـــرغ مــــن المـــــواد الغذائية الأسـاسـيـة، كما استمرت التغذية الكهربائية العامة مع انقطاعات في بعض الأحياء، ولوحظ استمرار التغذية في بعض المـــنـــاطـــق لـــســـاعـــات طـــويـــلـــة، غــالــبــ لــتــراجــع الـــضـــغـــط عـــلـــيـــهـــا نـــتـــيـــجـــة تــــوقــــف المـــصـــانـــع والـورش والمـدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية وغيرها. كـــمـــا اســــتــــمــــرت مـــحـــطـــات الـــــوقـــــود فـي العمل، وفي المقابل انقطعت المياه عن أحياء غرب المدينة وسط هواجس من حصول أزمة مياه لتوقف الموظفي عن العمل في مؤسسة المياه العامة. وقــالــت المــصــادر إن الـفـصـائـل المسلحة حـــاولـــت طـمـأنـة المــدنــيــن، وبـــــادرت بـتـوزيـع الـــخـــبـــز بـــعـــد تـــوقـــف الأفـــــــــران لـــعـــدم وصــــول الدقيق والمحروقات إليها. وشـــن الــطــيــران الـحـربـي الـــروســـي أربــع غـــــــارات جــــويــــة، الأحـــــــد، اســـتـــهـــدفـــت مـشـفـى الــــجــــامــــعــــة وســـــــط مــــديــــنــــة حـــــلـــــب، أســــفــــرت قــتــلــى عــســكــريــن ومـــدنـــيـــن، 5 عــــن ســـقـــوط بالإضافة إلـى عـدد كبير من الجرحى، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى أن أربعة مدنيي قُتلوا بينهم ســـيـــدة وعــنــصــر فـــي الـــدفـــاع المـــدنـــي إضـــافـــةً جــريــحــ ، جـــــراء غـــــارات جـويـة 50 إلــــى نــحــو روسية استهدفت مخيماً للمهجرين في حي الجامعة بمدينة إدلب. كـــمـــا نـــفّـــذ الـــطـــيـــران الـــحـــربـــي الـــروســـي منذ ساعات الصباح الأولـى من يوم الأحد، ســلــســلــة مــــن الـــــغـــــارات الـــجـــويـــة اســتــهــدفــت محيط مـــدن وبــلــدات مـــورك وخـــان شيخون وكفرنبل وحزارين وتل كوكبة بريفي إدلب الـجـنـوبـي وحــمــاة الـشـمـالـي، الـتـي سيطرت عليها «هيئة تحرير الشام» حديثاً. ومــــع وصـــــول الــفــصــائــل المــســلــحــة إلــى ريـف حماة الشمالي، مساء السبت، سـادت حالة من الذعر الشديد في محافظتي حماة وحـــمـــص، وقـــالـــت مـــصـــادر أهـلـيـة إنـــه كـانـت هناك مخاوف من دخـول الفصائل المسلحة إلـــى بــلــدات مــحــردة والسقيلبية وكـفـربـهـم، ذات الغالبية المسيحية، خشية تفجر صراع طـائـفـي، وقـــد حــاولــت الـسـلـطـات المـحـلـيـة، لا سيما الميليشيات الرديفة للقوات الحكومية، طمأنة الأهالي وإعلانهم الجاهزية للتصدي لأي اعــتــداء، وذلـــك قبيل وصـــول التعزيزات الـعـسـكـريـة إلـــى ريـــف حــمــاة الـشـمـالـي وبــدء الهجوم المضاد. ولفتت المصادر إلـى سرعة ســـريـــان الـقـلـق والـــذعـــر فـــي الـــريـــف الـحـمـوي الـــجـــنـــوبـــي الــــغــــربــــي، لا ســـيـــمـــا الــــقــــرى ذات الـغـالـبـيـة الـعـلـويـة، حـيـث خـــرج الأهـــالـــي في بـعـض قـــرى مـصـيـاف إلـــى الــطــرقــات الـعـامـة بـحـثـ عـــن وســيــلــة نــقــل تُــقــلّــهــم إلــــى مـنـاطـق آمنة، ومنهم من أمضى ساعات في العراء، ليل السبت. وفــــــي مـــديـــنـــة حـــمـــص وريــــفــــهــــا كـــانـــت المـــخـــاوف أكــبــر لـتـركـز المـيـلـيـشـيـات الـرديـفـة وذويهم والتابعي لإيـران و«حـزب الله» في عـدة أحياء منها، بالإضافة إلـى انتشارهم فــــي مــعــظــم الــــريــــف الـــغـــربـــي بــحــمــص عـلـى الحدود مع لبنان. وقالت المصادر إن المدنيي تخوفوا من تفجر الصراع مجدداً في حمص «المنهكة»، التي تهجر معظم سكانها خلال الحرب، رغم وجود رغبة شعبية بالتخلص من الإيرانيي والميليشيات التابعة لها. فـــي شــمــال حــمــص، تـــجـــددت الـــدعـــوات فــــي بـــلـــدة تــلــبــيــســة الـــواقـــعـــة عـــلـــى الــطــريــق الــدولــي «دمـشــق - حـمـص - حـمـاة - حـلـب». للانضمام إلى الفصائل المسلحة والمشاركة في عملية «رد العدوان، بعد انسحاب القوات الحكومية من الحواجز على مداخل البلدة وقيام الأهالي بإحراقها». وشـــبـــهـــت المـــــصـــــادر الـــقـــلـــق الــــــذي ســـاد مـنـاطـق سـيـطـرة دمـشـق بـــ«كــرة الــنــار» التي أنــــذرت بـحـالـة فــوضــى وانـــفـــ ت أمــنــي، قبل أن يعود الـهـدوء إلـى تلك المناطق مع إعلان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أن قواتها «تقوم بمهامها الوطنية في التصدي للتنظيمات الإرهابية في مختلف المناطق»، داعيةً السوريي إلى «عدم تصديق ما يُنشر مــــن شـــائـــعـــات وأكـــــاذيـــــب تــتــعــلــق بــالــوضــع الميداني أو تمس القيادة العسكرية». كما أكد مصدر عسكري سوري تنظيم الــــقــــوات الــحــكــومــيــة «خـــطـــ دفـــاعـــيـــ مـــعـــززاً، وهـي في كامل الجاهزية»، لصد أي هجوم مــحــتــمَــل، بــعــد نـفـيـه عــــدم دخـــــول الـفـصـائـل المـسـلـحـة إلــــى بـــلـــدات ريــــف حـــمـــاة الـشـمـالـي ومـــنـــهـــا الــســقــيــلــبــيــة، وحـــيـــالـــن، ومــــحــــردة، واللطامنة، وحلفايا، وطيبة الإمام، ومعان، وصــــــــوران، ومـــعـــر شـــحـــور وبـــاقـــي الــبــلــدات المجاورة. مــن جـانـبـه أكـــد مـديـر المــرصــد الـسـوري رامي عبد الرحمن، تمكن القوات الحكومية من تحـصـيـن خطوط دفـاع تمتد من أطراف حماة الشمالية وصولاً إلى بلدة السقيلبية، وقلعة المضيق، التي دخلتها «هيئة تحرير الـشـام» يـوم السبت، وتعرضت فيها لكمي أسفر عن أسـر عـدد من عناصرها. وأضـاف في تصريحات للإعلام أن تعزيزات كبيرة من التابعة للقوات الحكومية والمدربة 25 الفرقة مـن روسـيـا وصلت إلـى بـلـدات السقيلبية و مــحــردة وخــطــاب ومـــعـــردس، وأقـــامـــت حـــزام حـــمـايـــة لـــوجـــودهـــا فـــي حـــمـــاة. مــشــيــراً إلــى وقـــــوع اســـتـــهـــداف فـــي ريــــف حـــمـــص، لـثـ ث سيارات وقتل ستة مقاتلي من الميليشيات الإيرانية، كما قُتل سبعة من «هيئة تحرير الشام» لدى محاولتهم نقل الأسـلـحـة. مسلحون أمام مطار كويرسالعسكري والأكاديمية في الجزء الشرقي من محافظة حلب أمس(أ.ف.ب) دمشق: «الشرق الأوسط» شن الطيران الحربي الروسي أربع غارات استهدفت مشفى الجامعة بحلب وأسفرتعنسقوط عسكريين ومدنيين المبعوث الأممي: ما يحصل فيسوريا دليل فشل جماعي قال المبعوث الأممي إلى سوريا غير بــيــدرســن، إنـــه يـتـابـع مـــن كـثـب الأوضــــاع على الأرض فـي سـوريـا، فـي ظـل التحول الجذري في خطوط التماس الذي شهدته فـي الأيـــام الأخــيــرة، وإن مـا يـحـدث اليوم دلــيــل عـلـى الـفـشـل الـجـمـاعـي فــي تحقيق عـمـلـيـة ســيــاســيــة حـقـيـقـيـة مــنــذ ســنــوات كــثــيــرة، لـتـنـفـيـذ قــــرار مـجـلـس الأمــــن رقــم .2015 لعام 2245 وحـــــــــــذّر المـــــبـــــعـــــوث الــــــخــــــاص لـــأمـــم المــتــحــدة إلـــى ســـوريـــا غـيـر بــيــدرســن، في بـيـان، الأحـــد، مـن أن القتال الـدائـر حالياً في هذا البلد «تترتب عليه عواقب وخيمة على السلام الإقليمي والدولي». عـامـ 14 وقـــــال إنــــه فـــي بـــلـــدٍ مــزقــتــه مــن الــحــرب والـــصـــراع، تُـشـكـل الـتـطـورات الأخـــيـــرة مـخـاطـر شـــديـــدة عـلـى المـدنـيـن، ولـهـا عـواقـب وخيمة على السلم والأمــن الإقليميي والدوليي. وكــأولــويــة فـــوريـــة، شـــدد بــقــوة على الـــحـــاجـــة المـــلـــحـــة لأن تـــفـــي كــــل الأطـــــــراف بــالــتــزامــاتــهــا بــمــوجــب الـــقـــانـــون الـــدولـــي بحماية المدنيي والبنى التحتية المدنية، لافتاً إلى أن «هذه رسالة واضحة لجميع الأطراف المشاركة في أي أعمال عدائية من أي نوع»، مؤكداً أنه سيواصل الضغط من أجل حماية المدنيي، وخفض التصعيد. المــبــعــوث الأمــمــي أعــــاد إلـــى الأذهــــان تــــحــــذيــــره مــــــــــراراً وتـــــــكـــــــراراً مـــــن مـــخـــاطـــر الــتــصــعــيــد فــــي ســــوريــــا، «ومــــــن مــخــاطــر إدارة الــــصــــراع فــحــســب بـــــدلاً مـــن حــلــه»، ومــــن حــقــيــقــةٍ مـــفـــادهـــا أنــــه لا يُــمــكــن لأي طــــرفٍ ســــوري أو مـجـمـوعـة مـــن الأطــــراف القائمة حـل الـصـراع الـسـوري بالوسائل العسكرية. ودعــــــــا إلـــــــى الانـــــــخـــــــراط الـــســـيـــاســـي العاجل والجاد - بي الأطــراف الرئيسية الــــســــوريــــة والـــــدولـــــيـــــة - لـــحـــقـــن الـــــدمـــــاء، والتركيز على الحل السياسي وفقاً لقرار ). وقـــــال إنــه 2015( 2254 مـجـلـس الأمـــــن سيستمر فـي الـتـواصـل مـع كـل الأطـــراف، وفـــي الإعــــراب عــن اســتــعــدادي لاسـتـخـدام مساعيّ الحميدة لدعوة الأطراف السورية والـدولـيـة الرئيسية إلـى محادثات سلام جديدة وشاملة بشأن سوريا. يُـــــذْكـــــر أن الـــــقـــــرار الــــــذي تـــقـــدمـــت بـه الولايات المتحدة الأميركية، والذي صدر ، شـدد على ضــرورة قيام 2254 تحت رقـم جميع الأطـــراف في سوريا بتدابير بناء الـــثـــقـــة لــلــمــســاهــمــة فــــي جــــــدوى الـعـمـلـيـة الـسـيـاسـيـة، ووقــــف إطــــ ق الـــنـــار الـــدائـــم. ودعا جميع الدول إلى استخدام نفوذها لـــــــدى الــــحــــكــــومــــة الـــــســـــوريـــــة والـــفـــصـــائـــل المسلحة للمضي قدماً في عملية السلام، وتدابير بناء الثقة والخطوات نحو وقف إطلاق النار. تجدر الإشــارة إلـى أن القرار الأممي عــبّــر عـــن دعــمــه عـمـلـيـة سـيـاسـيـة بـقـيـادة سورية تيسرها الأمم المتحدة، وتقيم في أشهر حكماً ذا مصداقية يشمل 6 غضون الجميع، ولا يقوم على الطائفية، وتحدد جــــدولاً زمـنـيـ وعـمـلـيـة لـصـيـاغـة دسـتـور جــديــد. وشــهــدت جنيف اجـتـمـاعـات عـدة مــن ذلـــك الــحــن بــن الأطـــــراف المـعـنـيـة في الـــصـــراع داخـــــل ســـوريـــا، إلا أنـــهـــا فشلت فــي الـتـوصـل إلـــى اتـــفـــاق، خـصـوصـ بعد «مـحـادثـات 2017 تـأسـيـس مـوسـكـو عـــام مــســار 2018 أســــتــــانــــة» تــــ هــــا فــــي عــــــام «سوتشي». القرار الأممي دعـا إلـى إطـ ق سراح أي شـــخـــص مـــحـــتـــجَـــز بـــشـــكـــل تــعــســفــي، خــصــوصــ الـــنـــســـاء والأطـــــفـــــال، ويــطــالــب جميع الأطــــراف أن تـوقـف على الـفـور أي هجمات ضـد المـدنـيـن والأهــــداف المدنية على هــذا الـنـحـو، بما فـي ذلــك الهجمات ضــــد المـــــرافـــــق الـــطـــبـــيـــة والمــــوظــــفــــن، وأي استخدام عشوائي للسلحة، بما في ذلك من خلال القصف والقصف الجوي. جنيف: «الشرق الأوسط» تل أبيب ترى أن تدهور الوضع قد يؤدي إلى زيادة اعتماد دمشق على إيران الجيشالإسرائيلي فيحالة تأهب إزاء اشتعال النار بسوريا أعــلــنــت قـــــوات الــجــيــش الإســـرائـــيـــلـــي، الـــيـــوم الأحـــــد، حـــالـــة تـــأهـــب عــســكــري على الحدود مع سوريا، وذلك بناءً على القرار الذي اتخذه المجلسالوزاري الأمني المصغر في الحكومة الإسرائيلية «الكابينت»، الذي دعا إليه رئيس الوزراء، بنيامي نتنياهو، بشكل مهرول، ليلة الجمعة-السبت، خرق فيه الـوزراء المتدينون والعلمانيون حرمة السبت. واتضح أن الاجتماع عُقد بطلب عاجل مـــن أجـــهـــزة الأمــــــن، الـــتـــي رغـــبـــت فـــي شــرح صورة الوضع في سوريا، والحصول على توجيهات حول كيفية التعامل الإسرائيلي معها. وخــرج الاجتماع بقرار الإعــ ن عن حالة تأهب عسكري لمواجهة أي تطور أو تدهور في سوريا يترك أثراً على إسرائيل. ومـــن المــعــلــومــات المــســرّبــة تــقــول هـذه الأجــــــهــــــزة، وبــــــالأســــــاس «أمــــــــــان» (شــعــبــة الاســـتـــخـــبـــارات الــعــســكــريــة فـــي الــجــيــش)، والموساد (المخابرات الخارجية)، ورئاسة أركـــــان الــجــيــش، إن «الــهــجــوم الــــذي قـامـت بــه قـــوات (هـيـئـة تـحـريـر الــشــام) المـسـنـودة بـــقـــوة مـــن تـــركـــيـــا، جــــاء بـفـضـل الــضــربــات القاصمة التي وجّهتها إسرائيل لـ(حزب الـلـه) وللضربات الـتـي تُوجهها إسرائيل لمواقع الميليشيات الإيرانية و(حــزب الله) فــي ســـوريـــا، ولــذلــك فـــإن إيــــران تـــزج باسم إسرائيل فيها». ويـــرون أن الـقـوى (الفصائل المسلحة الـــســـوريـــة) تَـــعـــدّ «حــــزب الـــلـــه» فـــي أضـعـف حـــالاتـــه، وتـعـتـقـد أنـــه لا يـمـتـلـك مـــن الـقـوة أن يتدخل لصالح سـوريـا، كما كـان يفعل في السنوات الماضية، وهذه هي فرصتها لتثبيت سيطرتها على الـشـمـال الـسـوري الـــغـــربـــي. ولمـــــا رأت أن الـــجـــيـــش الـــســـوري يـنـسـحـب، وروســـيـــا لا تـــعـــنّ حـلـيـفـهـا في دمشق بشكل حاسم لأنها لا تريد التورط فــي حـــرب أخــــرى بـعـد أوكـــرانـــيـــا، فـتـح ذلـك شهيتها على التقدم أكثر. وإذا تمكنوا من السيطرة على مدينة حـمـاة، فسيطمعون بالتقدم نحو دمـشـق مـن جـهـة، واللاذقية من جهة ثانية. وأكدت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن «المعارك في سوريا تخلق وضعاً خطيراً؛ لأنها تهدد استقرار الدولة والنظام، وتنذر بانتشار فوضى يمكنها أن تهدد الحدود مــــع إســــرائــــيــــل، وتــــهــــدد الــــســــويــــداء وبـقـيـة الـــبـــلـــدات الـــــدرزيـــــة فــــي الـــجـــنـــوب الـــغـــربـــي، مـمـا يـفـتـح الـــبـــاب لـضـغـط دروز إسـرائـيـل المـــجـــنّـــديـــن فـــي الــجــيــش الإســـرائـــيـــلـــي، كي يــتــدخــلــوا أو تـتـيـح لــهــم الــتــدخــل لحماية عشيرتهم الدرزية السورية». لـذلـك فإنها، مـن الناحية التكتيكية، تــضــع الأســـــد وإيـــــــران مـــن ورائــــهــــا، لكنها قـــد تـــأتـــي بـــقـــوة إســ مــيــة أيـــضـــ . مـــن هنا على إسرائيل أن تنتظر وتراقب من كثب، و«تُــــــجــــــري اتـــــصـــــالات أمـــنـــيـــة وســـيـــاســـيـــة إقليمية؛ حتى لا تفوتها الفرصة للتأثير وتحويل الظرف المعقد إلى فرصة». وفـــي نـهـايـة الــبــحــث، جـــرى تـأكـيـد أن الــخــطــوة الـــفـــوريـــة عــلــى الـصـعـيـد العملي يجب أن تـكـون بــالإســراع فـي بـنـاء الـجـدار الـــجـــديـــد، الـــــذي بــــدأ بـــنـــاؤه فـــي الـــجـــولان، والـــــوادي الاصـطـنـاعـي الـــذي يـجـري حفره بــــن الـــبــلـــديـــن داخــــــل الأراضــــــــي الـــســـوريـــة، ليكون منطقة عازلة يمنع دخول أي سوري إليها. وفــي الـوقـت نفسه، الـتـأهـب، ليفهم كـــل الــفــرقــاء أن إســرائــيــل لـــن تـسـمـح لأحـد بالمساس بها. ويتناول الخبراء الإسرائيليون هذا التلخيص بالتحليل، فـيـرون أن «سـوريـا بقيادة الأسد الضعيف والمردوع هي أفضل وضـــع لإســرائــيــل، خـصـوصـ أن نتنياهو كان قد وجّه إليه تهديداً بألا يلعب بالنار، وبــــرســــالــــة مــــفــــادهــــا أن عـــلـــيـــه أن يــرفــض استخدام أراضيه ومطاراته وموانئه لنقل أسلحة إيرانية إلـى (حــزب الـلـه)، وإلا فإن إسـرائـيـل سـتُـواصـل وسـتُـوسّـع ضرباتها في سوريا». ويَعدّ الخبراء سوريا في هذه الحالة سبباً جيداً للعلاقات الإسرائيلية الرتيبة مـــع روســــيــــا. فــــالــــروس مــعــنــيــون بـــالأســـد، وموقفهم تجاه إسرائيل إيجابي، ويؤدون دوراً مهماً فــي تخفيف الـضـغـط الإيــرانــي على الأسد. ومع ذلك يرى الإسرائيليون أن تـدهـور الـوضـع الحربي قـد يــؤدي بالأسد إلـى زيـــادة الاعتماد على إيـــران، وفـي هذه الحالة تتضرر إسرائيل. لـكـن هـنـاك مــن يــتــســاءل: ومـــا الـضـرر في أن تسقط سوريا الأسـد ويحلّ محلها نظام حكم إسلامي؟ فإذا كانت المشكلة في الـفـوضـى، فـــإن تـركـيـا قــــادرة عـلـى أن تقيم حكماً شبيهاً بحكم الإخــوان المسلمي في مـصـر فــي زمـــن محمد مــرســي. فـفـي حينه أقامت إسرائيل اتصالات معه، عبر وسطاء فـي لـنـدن وواشـنـطـن وإسـطـنـبـول. وكــادت تتوصل إلى تفاهمات مشتركة حول قطاع غـزة ومستقبل القضية الفلسطينية وفق مـصـالـح إســرائــيــل، بـلـغـت حــد الاسـتـعـداد لمنح الفلسطينيي أرضــ في سيناء، بدلاً مــــن الأرض الـــتـــي تــحــتــلــهــا إســـرائـــيـــل فـي الضفة الـغـربـيـة. وإذا أقـيـم نـظـام إسلامي فـــي ســـوريـــا فـيـمـكـنـه أن يـــكـــون منضبطاً ومــــردوعــــ مـــن إســـرائـــيـــل، وفــــق مـسـؤولـن إسرائيليي. إلا أن هذه الصورة الوردية لا تشجع الــكــثــيــريــن، وهــــم يــــرون أن هــــذا الـــنـــوع من الأنـظـمـة سيكون فـي أحـسـن الأحــــوال مثل حــكــم «حــــمــــاس»، مـــخـــادعـــ ، يُــظــهــر صـــورة إيجابية، ويُضمر صــورة أخـــرى، ويخبئ لإسرائيل ضربات يصعب تصورها. لــــــهــــــذا تــــــقــــــرر ألا تــــتــــخــــذ إســـــرائـــــيـــــل مـوقـفـ مــع أي طـــرف فــي الــوقــت الـحـاضـر، وتُـــــواصـــــل اتـــصـــالاتـــهـــا مــــع روســــيــــا الــتــي زارهــــا وزيـــر الــشــؤون الاسـتـراتـيـجـيـة رون ديـرمـر، فـي الشهر المـاضـي، وتـركـيـا، التي زارهـــا رئـيـس جـهـاز المـخـابـرات الـعـامـة في إسرائيل «الشاباك» رونـن بـار، قبل ثلاثة أسابيع. وفي الزيارتي تحدّث المسؤولان الإسرائيليان أيضاً عـن سـوريـا. وقــد دعا نــتــنــيــاهــو إلـــــى اجـــتـــمـــاع آخـــــر لـلـكـابـيـنـت لمتابعة التطورات. أكتوبر (إ.ب.أ) 22 دورية إسرائيلية في هضبة الجولان السوري المحتل تل أبيب: نظير مجلي
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky