issue16806

OPINION الرأي 12 Issue 16806 - العدد Monday - 2024/12/2 الاثنين وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com 1701 البعد الإقليمي لتنفيذ القرار سوريا قبل أن يفوت الأوان روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية نــجــحــت إدارة جــــو بــــايــــدن بــــالــــوصــــول لــوقــف لإطـاق النار، إذا نُفّذ فسيفتح الباب أمـام هدنة أو وقــف كـامـل ودائـــم للأعمال العدائية بـ الجانبين الــلــبــنــانــي والإســــرائــــيــــلــــي. مــــن المـــبـــكّـــر الـــحـــكـــم عـلـى هــذا الإنــجــاز، إلا أنــه خـطـوة أسـاسـيـة يمكن البناء عـلـيـهـا؛ فــهــو أولاً يــوقــف آلــــة الــقــتــل والــــدمــــار الـتـي حصدت الآلاف من الضحايا والبيوت والمؤسسات بـــالمـــلـــيـــارات، ويـــضـــع ثــانــيــا حــــداً لــــحــــروب، أبـــرزهـــا ، ويُرسِي 2006 ، وحرب 1982 ، وحرب 1978 اجتياح نــوعــا مـــن الــهــدنــة بـــإشـــراف دولــــي عـــمـــاده الـــولايـــات المتحدة. ثالثا، إذا صدقت النيات، ومهما تباينت التفاسير، فـإن الاتـفـاق يحصر السلح بيد القوات الشرعية، وهـو اللبنة وحجر الـزاويـة للخلص من آخــر الميليشيات الـتـي سلّمت الـسـاح بعد «اتـفـاق الــطــائــف»، بـاسـتـثـنـاء «حـــزب الـــلـــه»، بحجة تحرير الأراضي المحتلة من إسرائيل. رابعا، الاتفاق فرصة نـــادرة قـد لا تتكرر، ولبنان اعـتـاد إضـاعـة الفرص، للمراجعة والمحاسبة الداخلية من قبل الأطراف كافة على أدائها السياسي، خصوصا «حزب الله» وأداءه السياسي والعسكري الذي عرّض الطائفة الشيعية وأبناء الجنوب والبقاع وضاحية بيروت لخسائر بمليارات الدولارات ومآسٍ لا تُحتَمل. فـــي المـــقـــابـــل، ودون تـــســـرّع، يـــبـــدو أن الـجـهـات الـــرســـمـــيـــة لـــيــســـت بـــالمـــســـتـــوى الـــــــذي يــتــطــلــبــه هـــذا الاتــفــاق الـخـاضـع لـرعـايـة ورقــابــة دولــيــة. يطالعنا رئــيــس المـجـلـس نـبـيـه بـــري فـــي أول إطـــالـــة لـــه إلـى اللبنانيين، منذ الصيف المـاضـي، بكلمة وجدانية أقــــــرب إلـــــى الأدب مــنــهــا إلـــــى الـــســـيـــاســـة، فــــي وقـــت يحتاج اللبنانيون فيه إلـى معرفة موقف المسؤول الرسمي الذي أدار المفاوضات عن الدولة بغير حق، والحليف و«الاخ الأكــبــر» لـــ«حــزب الــلــه»، ليطلعهم على مضمون الاتـفـاق وعـن رؤيـتـه لمرحلة مـا بعده وبــــنــــاء الـــــدولـــــة ودور الـــجـــيـــش ومــســتــقــبــل ســـاح المـقـاومـة. أمــا رئـيـس الـحـكـومـة، فـا يـــزال يلجأ إلى العناوين العريضة، ولم يعلن بوضوح، وهو ممثل السلطة التنفيذية بغياب رئيس للجمهورية، عن المـوقـف بـشـأن مستقبل الـسـاح ودور «حـــزب الله» في شمال الليطاني، علما بأن وزراء الحزب ونوابه فـي الـبـرلمـان لـم يسقطوا حـرفـا واحـــداً مـن خطابهم الخشبي داخل جلسة الحكومة وخارجها، مرددين شعار النصر ومتابعة المـقـاومـة؛ كـأن الـزمـن توقف . ويـــبـــرز ذلـك 2024 ) أكــتــوبــر (تــشــريــن الأول 6 عـنـد بقول رئيس كتلة نـواب الحزب في البرلمان، محمد رعد، في مقالة بجريدة «الأخبار»، إن نتيجة الحرب مـنـعـت إســرائــيــل مـــن تـحـقـيـق أهــدافــهــا «ولــــم يُـمـسّ »، أو 2006 ) المعمول به منذ حرب تموز 1701( القرار تهنئة أمين «حزب الله»، نعيم قاسم، بالنصر الذي »، في تأكيد للعودة إلى 2006 تحقق «ويفوق نصر المربع الأول. إلى ذلك، يجدر التوقف عند مشهدية الانتصار في الشوارع والساحات وعلى الطرقات إلى الجنوب، وكلها دلالات من المؤيدين لـ«حزب الله»، الذين أَبَوا رفع علم لبناني واحد من بين آلاف الأعلم الحزبية، على أن الأزمة السياسية في لبنان لا تزال معقدة، ولا يجوز استبعاد ظهور عقبات أمام تنفيذ الاتفاق. الاحتفال بالنصر غلب فرح العودة إلى البيوت، ولــــو مـــهـــدّمـــة، والـــخـــاص مـــن مــآســي الــــنــــزوح، ولــو بالعودة إلى قرى ممسوحة ومحتلة. بـــقـــدر مـــا الــتــعــويــل عــلــى الــــداخــــل مــهــم لتنفيذ الاتفاق، يبقى دور الخارج أكثر أهمية، وقد يرسم الـــخـــطـــوة الأولـــــــى عـــلـــى طـــريـــق الــــســــام الإقـــلـــيـــمـــي، ويستكمل الرغبة الدولية في تصفية أدوار المنظمات خارج الدولة وسطوتها على صناعة القرار في عدد من الـدول. وقد عبّر بايدن عن ذلك عندما أعلن عن الاتـــفـــاق، رغـــم أنـــه لـيـس بـالـضـبـط مــا سـعـى جـاهـداً لتحقيقه. الـــســـؤال هــو مــا إذا كـــان وقـــف إطــــاق الــنــار في لبنان الذي أعلنه بايدن والبيان المشترك مع فرنسا سـيـكـون بمثابة نـهـايـة لـجـهـوده الـدبـلـومـاسـيـة في الشرق الأوسط أو نقطة انطلق نحو اتفاقيات أكثر شمولاً يمكن أن تنهي الحرب المدمرة في غزة، وربما تمهّد الطريق لتحوّل إقليمي أوسع. بايدن قال في كلمته: «مـــرة أخــــرى: الــســام مـمـكـن. ومـــا دام الأمــر كذلك، فلن أتوقف لحظة واحـدة عن العمل لتحقيق يوما. لعله يعتبر 50 ذلك»، والمدة المتبقية له أقل من أن الأفضل أن يتذكره الناس باعتباره الرئيس الذي وضع الشرق الأوسـط على طريق التسوية الدائمة لـــلـــعـــداوات الــطــويــلــة بـــــدلاً مـــن الـــرئـــيـــس الـــــذي سـلّـم الفوضى إلى خليفته. هــــــدف بـــــايـــــدن إطـــــــاق مــــســــار لإعـــــــــادة الـــنـــظـــام لـلـمـنـطـقـة، الـــــذي خــــرج عـــن مـــســـاره بــســبــب هـجـوم ، واندلاع 2023 أكتوبر 7 «حماس» على إسرائيل في حــرب غـــزة. وحـتـى الآن، ورغـــم المـــدة المتبقية لـه في واشـنـطـن، يعتبر أنـــه قــد يـكـون قــــادراً عـلـى متابعة مـــســـار الـــســـام مـــن خــــال تــوفــيــر الـــتـــزامـــات أمـنـيـة أميركية ومـسـاعـدات نـوويـة مدنية للمملكة وبـدء مسار قيام دولة فلسطينية. إذا صدقت نيات بايدن، وتمكّن الرئيس دونالد تـرمـب مــن اسـتـكـمـالـهـا، يعني ذلـــك أن الــرهــان على تنفيذ اتــفــاق وقـــف الــنــار فــي لـبـنـان يـتـجـاوز لبنان والــلــبــنــانــيــ إلــــى كـــونـــه جـــــزءاً مـــن مـــشـــروع لـسـام الإقليم. فحذار اللعب بالنار، لأن الحرب إذا تجددت فستحرق لبنان، ولن تقتصر على «حزب الله». ليت الرئيسبشار الأسد يقرأ المتغيرات قراءة ،2015 واقعية معاصرة تدرك مدى الاختلف عن فل الفصائل هي ذاتها، ولا موقف إيران هو ذاته، ولا الروس، ولا الأتراك، حتى إسرائيل. جرت مياه تحت الجسور منذ ذلـك الحين، وهناك توافقات دولية، تقابلها رؤى دولية أخرى مختلفة تماما عن تلك التوافقات. إيـــــــران المـــســـانـــدة أصـــبـــحـــت فــــي وضـــــع آخــــر، وروسيا لديها أولوياتها الأوروبية، وهذان كانا ظهيرين للنظام في سوريا. صحيح أن هناك توافقات إقليمية جديدة بين الأمـيـركـان والإسـرائـيـلـيـ ، حتى الـــدول العربية مقتنعة جميعها بـضـرورة إنـهـاء دور الفصائل المسلحة في الــدول العربية، المدعومة من إيــران، ولـيـس إبــقــاؤهــا وإدارة الـــصـــراع معها كـمـا كـان الــوضــع سـابـقـا، بـعـد هـزيـمـة «حـــمـــاس» و«حـــزب الله»، ومساندة الحكومة المركزية وإعانتها على حفظ الأمن اللبناني والفلسطيني، مع الضمانات لــحــفــظ الأمــــــن الإســـرائـــيـــلـــي، والـــنـــيـــة هــــي ذاتـــهـــا بالنسبة لسوريا، فهناك توافق على إنهاء الدور الإيراني وتعزيز النظام المركزي للدولة. إنـمـا الـجـديـد أنــه يـبـدو أن لـلـروس ولـ تـراك رأيــــا آخــــر، وهـــو انــتــهــاز فــرصــة ضـعـف المـسـانـدة الإيــــــرانــــــيــــــة لــــســــوريــــا وانــــشــــغــــالــــهــــا بــــأمــــورهــــا، والــتــفــاهــمــات الإيـــرانـــيـــة الإســرائــيــلــيــة الأمـيـركـيـة تركت فراغا لن تتمكن القوات النظامية وحدها أن تملأه، ولم يقتنع الرئيس بشار بالتفاهم مع الأتـــراك حـول ذلـك الـفـراغ والتنسيق معها، لذلك سارعت تركيا بالدفع بفصائل تضمن أولاً أمن الـحـدود الشمالية السورية، وتشكل حائط صدّ عن الهجمات الكردية حمايةً لتركيا، وهي رؤية يـــبـــدو أن الــــــروس مــتــوافــقــون مـعـهـا بــدلــيــل عــدم تصديهم - كما توقع الرئيس بشار - للهجمات الــتــي تـعـرضـت لـهـا الـــقـــوات الـنـظـامـيـة فــي حلب، إذ جاء الـردّ الروسي بـارداً جـداً، خاصة أن هناك نصائح روسية سابقة تجاهلها الرئيس السوري بالتفاهم مع الأتراك وترتيب الأوضاع معها. إنما مع الأسـف دخـل هـؤلاء المسلحون دون مقاومة تـذكـر، وتـركـت الـقـوات النظامية مكانها لها، وتخلت عن مواقعها. القراءة التي كانت منتظرة والمطلوبة في ظل هذه المتغيرات الدولية والإقليمية هي استشراف المـسـتـقـبـل بـــقـــراءة واقــعــيــة لـلـمـعـطـيـات الـجـديـدة والانــــفــــتــــاح عـــلـــى الـــــداخـــــل أولاً، بـــالـــعـــفـــو الـــعـــام والسماح بعودة النازحين والانفتاح على القوى الـداخـلـيـة حـفـظـا لـلـدمـاء وحـفـظـا لـلـنـظـام أيـضـا، وقطع الطريق على أي تفاهمات أجنبية تتجاهل القوة المركزية. ربـمـا لــم يـفـتِ الأوان بـعـد، إنـمـا يـتـوقـف ذلـك عـلـى الـفـهـم الـسـريـع وإدراك المـعـطـيـات الواقعية وعــــدم الــســمــاح بــالــعــودة لـاقـتـتـال الــداخــلــي من جديد. كما أنّ التعويل على التفاهمات الإقليمية مجازفة خطيرة، لـن تنجح، والجبهة الداخلية ليست على ما يرام. مــــن بــــ الــــخــــيــــارات المـــثـــيـــرة لـلـرئـيـس تــرمــب فــي إدارتـــــه الــجــديــدة، يــبــدو انـتـقـاؤه لـــصـــقـــر الـــســـيـــاســـة الــــخــــارجــــيــــة، ســيــنــاتــور فــلــوريــدا، مــاركــو روبــيــو، مــدعــاة لكثير من الـــتـــســـاؤلات، لا سـيـمـا أنـــه مـــعـــروف بنهجه الـــثـــوري، واستراتيجيته فــي دعـــم المـقـاومـة غير العنيفة. يهتم الـعـالـم بـروبـيـو، انـطـاقـا مـن أنه الـدبـلـومـاسـي الأكــثــر أهـمـيـة، والــرجــل الــذي يحتمل أن يغير وجــه الـعـاقـات الخارجية بـ الــولايــات المتحدة وأعـدائـهـا وحلفائها على حد سواء. هـل سيصبح روبـيـو صانع سياسات أميركية، أم مجرد منفّذ لسياسات الرئيس تـرمـب غـيـر الــواضــحــة بـقـوة حـتـى الـسـاعـة، والـــتـــي يــتــوقــع نــفــر كــبــيــر مـــن المـــراقـــبـــ ألا تـــتـــمـــاهـــى مـــــع ســــيــــاســــات ولايـــــتـــــه الأولـــــــى بالمطلق؟ تـــبـــدو الـــعـــاقـــة بـــ الــثــنــائــي تـــرمـــب – روبـــيـــو، غـريـبـة بـعـض الـــشـــيء؛ فـقـد حملت 2016 تـاسـنـا واضـــحـــا فـــي انــتــخــابــات عـــام للفوز بترشيح الـحـزب الـجـمـهـوري، لكنها عـــادت لتستقيم، ولينضم روبـيـو إلــى دعم .2020 ترمب في حملة يـــــبـــــدو روبــــــيــــــو نـــــائـــــب رئـــــيـــــس لــجــنــة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، أحد أحجار ولاية ترمب المقبلة، وغالب الظن أن تعيينه مـن قبل مجلس الـشـيـوخ سيجري مـن غير عــــوائــــق أو عـــقـــبـــات، غـــيـــر أن هـــــذا لا يـمـنـع مــن إلــقــاء نــظــرة عـلـى تـصـريـحـاتـه السابقة ومـواقـفـه الأخــيــرة الـتـي تمثل نـافـذة مبكرة عـــلـــى الــكــيــفــيــة الـــتـــي ســـيـــرتـــب مــــن خــالــهــا الـــجـــمـــهـــوريـــون أولــــويــــاتــــهــــم فـــيـــمـــا يـخـص الـتـهـديـدات المتعلقة بالسياسة الخارجية الأميركية. عــبــر شــبــكــة «تــــــروث ســـوشـــيـــال» كتب تـرمـب: «سـيـكـون روبـيـو مـدافـعـا عـن أمتنا، وصـــديـــقـــا حــقــيــقــيــا لـــحـــلـــفـــائـــنـــا، ومـــحـــاربـــا شجاعا لن يتراجع أبداً أمام أعدائنا». يبدو هذا التصريح مُطَمْئِنا للبعض، ومقلقا للبعض الآخـر خصوصا في ظل ما تَـفَـوّهَ به روبيو قبل أيــام في حديث لشبكة الأخبار الأميركية «سي إن إن». يـــــرى روبــــيــــو أن أمـــيـــركـــا تـــدخـــل زمـــن السياسة الخارجية البراغماتية بعد فوز تـرمـب، ويضيف قـائـاً: «إن أميركا بحاجة لأن تكون عملية للغاية وحكيمة في كيفية استثمار نفوذها في الخارج، وما ستفعله، وكيف تتعامل مع الأمور». هــذا الـطـرح يعمّق الـــرؤى البراغماتية للمرحلة السياسة الأمـيـركـيـة المقبلة، رغم محاولات ترمب طمأنة الأصدقاء والحلفاء، أولـــــئـــــك الـــــذيـــــن تـــنـــتـــابـــهـــم الـــــهـــــواجـــــس مــن سياسات ترمب التي خبروها سابقا. عــلــى ســبــيــل المــــثــــال، تــحــدثــت مــؤخــراً مـنـسـقـة الــســيــاســات الأوروبــــيــــة الـخـارجـيـة الــــجــــديــــدة فـــــي الاتــــــحــــــاد الأوروبـــــــــــــي، كـــايـــا كـالاس، مبديةً قلقها من أميركا الانعزالية، الــتــي يـمـكـن أن تـطـفـو عـلـى الـسـطـح لاحـقـا، ومؤكدة على أن مواجهة قوى الشر الحديثة حـول العالم أمـر يتطلب مـزيـداً مـن تضامن وتـضـافـر جـهـود أعــضــاء «الــنــاتــو» والـعـالـم الحر. لماذا يقلق الأوروبيون بنوع خاص من روبيو؟ ربـمـا لأن الـرجـل لـه مـوقـف واضـــح من الأزمة الروسية - الأوكرانية، فعلى الرغم من أنــه يحمل بـشـدة على بـوتـ ، ويـديـن بقوة عملياته العسكرية فـي أوكـرانـيـا، فإنه كان من بين مجموعة صغيرة من الجمهوريين المتشددين الذين صوّتوا في أبريل (نيسان) 95 المـــاضـــي ضـــد حـــزمـــة مـــســـاعـــدات بـقـيـمـة مـلـيـار دولار، لمــســاعــدة أوكـــرانـــيـــا وتـــايـــوان وإســــرائــــيــــل، وقــــد كـــانـــت ذريـــعـــتـــه تتلخص فــي أن «أمـيـركـا لــم تفعل مــا يكفي لمعالجة تـــحـــديـــاتـــهـــا الـــداخـــلـــيـــة مـــثـــل أمــــــن الــــحــــدود والهجرة». هـــــل بــــــــدّل روبـــــيـــــو مــــواقــــفــــه الـــخـــاصـــة بالسياسة الخارجية الأميركية، وربما بما » أي «جعل أميركا MAGA« يتسق مع شعار عظيمة مرة جديدة»؟ المــــــعــــــروف أن روبـــــيـــــو كـــــــان مـــــن أشــــد المهاجمين لسياسات تـرمـب الانـعـزالـيـة في ، وقد صَـرّحَ وقتها أن «العالم من دون 2016 المشاركة الأميركية هو عالم لا يريد أي منا أن يـعـيـش فـــيـــه»، وكـــــان ضـــد مـــوقـــف تـرمـب الـقـائـل بــأن «الـــولايـــات المـتـحـدة تعطي أكثر مما تحصل عليه من تفاعلتها مع المجتمع الـــــدولـــــي». يــعــنــي ذلــــك أن هـــنـــاك أولـــويـــات بـالـنـسـبـة لـــروبـــيـــو، فـــي مــقــدمــهــا الـتـعـاطـي بــعــقــانــيــة ســـيـــاســـيـــة بـــراغـــمـــاتـــيـــة، ولــيــس باندفاعات عاطفية تجاه روسيا والصين، وكوريا الشمالية وإيران. تـتـفـق تــوجــهــات روبـــيـــو مـــع سـيـاسـات تــرمــب بـالمـطـلـق لـجـهـة الــصــ الــتــي يـعـدّهـا المــــهــــدّد الـــجـــيـــوســـيـــاســـي الأكــــبــــر فــــي الـــقـــرن الحادي والعشرين. وبالنسبة لـروسـيـا، فمن الـواضـح أنه يؤمن بحتمية التوصل إلى اتفاق في نهاية الأمر مع بوتين عبر التفاوض. الأكثر إثارة في رؤاه الخارجية يتعلق بإيران، وإمكانية التوصل معها إلى اتفاق مشروط بوقف برنامجها النووي، وقضايا أخرى وهو هنا يتفق مع تصريحات ترمب لمجلة (بولتيكو) عن إمكانية عقد صفقه من إيران لأن العواقب مستحيلة. روبيو صديق مقرب لإسرائيل، وداعم لـهـا ضــد «حـــمـــاس» و«حــــزب الـــلـــه»، لـكـن هل ستقبل تل أبيب بحديث عنصفقة مع إيران؟ غــالــبــا سـيـعـمـق روبـــيـــو الــبــراغــمــاتــيــة السياسية الأميركية التقليدية، لكن كيف وبــــــأي آلــــيــــات، هـــــذا أمـــــر يـــحـــتـــاج لمـــزيـــد مـن الـوقـت، لكن وفـي كـل الأحـــوال سيكون رقما صعبا في إدارة ترمب المقبلة. إميل أمين سام منسى سوسن الشاعر

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky