issue16806

بــعــد أســابــيــع مـــن المـــفـــاوضـــات المُــعــقّــدة بــــن الـــكـــتـــل الـــســـيـــاســـيـــة، والــــعــــراقــــيــــل الــتــي كـادت تعيدها إلـى نقطة الصفر في البرلمان الأوروبـــــي، تـبـدأ الــيــوم المـفـوضـيـة الأوروبــيــة 6 الــجــديــدة نـشـاطـهـا، وعـيـنـهـا عـلـى مـسـافـة آلاف كيلومتر مــن بـروكـسـل، حـيـث سيعود دونــالــد تـرمـب للجلوس فــي الـبـيـت الأبـيـض لولاية ثانية ترتعد لها فرائص الأوروبـيـن الـــذيـــن يـــواجـــهـــون أصـــعـــب المـــراحـــل الـــتـــي مــرّ بـــهـــا الاتــــحــــاد مـــنـــذ تـــأســـيـــســـه، فــــي حـــــال مـن الانقسام غير المسبوق تحت وطأة الانحسار الاقتصادي والسياسي في ألمانيا وفرنسا. تحديات ضخمة تنتظر هذه المفوضية الأكـــــثـــــر جـــنـــوحـــا نـــحـــو الـــيـــمـــن فـــــي تـــاريـــخ الاتحاد، في قارة شديدة الاستقطاب، تعاني من تراجع إنتاجيتها وقدرتها على المنافسة، ومـــن ضـمـور نـفـوذهـا عـلـى الـسـاحـة الـدولـيـة الـتـي تغلي على وقــع الــحــروب فـي أوكـرانـيـا والـــشـــرق الأوســـــط، وإعـــــادة تـشـكـيـل المــحــاور في انتظار العاصفة التي قد تهبّ بعد شهر ونصف الشهر مـن واشنطن، وتحمل معها بوادر حرب تجارية جديدة. عودة ترمب تفاقم التحديات الــــقــــلــــق عــــلــــى أشـــــــــــدّه فــــــي المــــؤســــســــات الأوروبــــــيــــــة مــــن حـــســـاســـيـــة تــــرمــــب المـــفـــرطـــة حـــيـــال المـــؤســـســـات مـــتـــعـــددة الأطــــــــراف، ومــن اسـتـعـداده للتعاون مـع الاتــحــاد، أو إذا كان سيدير ظهره للحلف الأطلسي الـــذي، حتى إشـعـار آخـــر، يشكّل مظلة الــدفــاع الأساسية لـــأوروبـــيـــن. كــل ذلـــك يــحــدث بينما المـحـرك الفرنسي - الألماني، الذي قاد الاتحاد عقوداً، يعاني من أعطال يخشى أن تصبح مزمنة، ويـتـقـدم الـرئـيـس الـــروســـي فـاديـمـيـر بوتي على الجبهة الأوكرانية. وضعت رئيسة المفوضية أورسولا فون در لاين برنامج ولايتها الثانية تحت عنوان مزدوج، قوامه الأمن والازدهار، مشددة على ضــــــرورة الـــنـــهـــوض بــالــصــنــاعــات الــدفــاعــيــة الأوروبـــــيـــــة الـــتـــي أهــمــلــتــهــا بــــلــــدان الاتـــحـــاد طـــــوال عـــقـــود، اعـــتـــمـــدت خــالــهــا عــلــى مظلة الحليف الأميركي، لكن التوافق على ضرورة الإســـراع في إعــادة التسليح يواجه انقساما عميقا حــول كيفية تمويله، بعد أن رفضت ألمانيا وهـولـنـدا فـكـرة اللجوء إلــى السندات الأوروبية، وتحميل الدول الأعضاء مزيداً من الأعباء المالية. وكـانـت فــون در لايــن قـد وعــدت بتقديم اقـــتـــراح مـفـصـل لـلـتـمـويـل الــدفــاعــي المـشـتـرك بــحــلــول مـــــارس (آذار) المــقــبــل، واسـتـحـدثـت فــي التشكيلة الـجـديـدة للمفوضية منصبَ مـــــفـــــوّض مــــتــــفــــرّغ لـــــشـــــؤون الــــــدفــــــاع يـــتـــولاه الـــلـــيـــتـــوانـــي أنــــــدريــــــوس كـــوبـــيـــلـــيـــوس، لـكـن المــراقــبــن لا يـتـوقـعـون انــطــاقــة فـــي الـقـريـب المـنـظـور لـهـذا المـــشـــروع؛ لأن الاقـــتـــراح مــا زال فـي مراحله الأولـــى، والصلحيات الدفاعية ما زالـت حصراً بيد الــدول الأعـضـاء. يُضاف إلى ذلك أن ثمة مخاوف حقيقية من أن يبقى الاتـــحـــاد الأوروبــــــي وحــــده فـــي تـقـديـم الـدعـم الاقـــتـــصـــادي والــعــســكــري لأوكـــرانـــيـــا إذا قـرر ترمب وقف الدعم الأميركي، وهناك مخاوف أيـــضـــا مــــن إقــــصــــاء الأوروبــــــيــــــن عــــن طـــاولـــة الحوار الدبلوماسي المحتمل لإنهاء الحرب. الهاجسالاقتصادي لا يـقـلّ الـهـاجـس الاقــتــصــادي بالنسبة للوروبييخطورة عن المخاوف الأمنية، لكن لـم تتمكن الـــدول الأعـضـاء مـن التوافق حتى الآن حـــول تـحـديـد المـــســـار الـــعـــام الــــذي يجب أن تـنـدرج ضمنه جـهـود الإنــعــاش، ولا يـزال الـجـدل قائما حــول المفاضلة بـن الإنتاجية والــــقــــدرة الــتــنــافــســيــة، رغــــم أن الـتـشـخـيـص الذي وضعه ماريو دراغـي، الرئيس السابق للحكومة الإيطالية وللبنك المركز الأوروبي، فـي تقريره الشهير، يُـشـدّد على أن الفجوة الــقــائــمــة بـــن أوروبـــــــا مـــن جـــهـــة، والــــولايــــات المتحدة والصي من جهة أخـرى، هي القفزة التكنولوجية التي ما زالت متعثرة في بلدان الاتحاد. وبـــدأت هــذه الـفـجـوة تتعمّق مـع مطلع القرن الحالي، إلـى أن بلغ نمو دخـل الأسـرة الأميركية ضعف مـا بلغه فـي أوروبــــا، ومن شركة تكنولوجية فـي العالم 50 أصـل أكبر هناك أربع أوروبية فحسب. وكان دراغي قد اقــتــرح، لمــجــاراة الـــولايـــات المـتـحـدة والـصـن، خطة استثمارية حتى نهاية العقد الحالي مليار يورو سنويا. 800 بمقدار لكن الـهـواجـس الأوروبـــيـــة لا تقف عند هــــذا الـــحـــد، والاتــــحــــاد مـــا زالــــت عــلــى أبــوابــه دول مـرشـحـة لـانـضـمـام إلـــى الـــنـــادي، من 9 بينها أوكــرانــيــا، وهـــذا يقتضي سلسلة من الإصلحات الداخلية الكبرى في المؤسسات، مــــن شـــأنـــهـــا أن تُـــغـــيّـــر المــــامــــح الــجــغــرافــيــة والاجــــتــــمــــاعــــيــــة والاقـــــتـــــصـــــاديـــــة لـــلـــمـــشـــروع الأوروبـــــــــي. وفــــي طـلـيـعـة هــــذه الإصـــاحـــات تــعــديــل نـــظـــام اتـــخـــاذ الــــقــــرارات فـــي المـجـلـس لاستبدال الإجماع بالأغلبية. رغــم كـل ذلــك، لا يــزال النقاش الـعـام في بـــلـــدان الاتـــحـــاد يـــــدور حــــول مـــحـــاور أخــــرى، مـــثـــل الــــهــــجــــرة وصـــــعـــــود الـــــقـــــوى الــيــمــيــنــيــة المــتــطــرفــة والـــقـــومـــيـــات الــشــعــبــويــة، عـلـمـا أن تــــدفــــقــــات المـــهـــاجـــريـــن غـــيـــر الـــشـــرعـــيـــن إلـــى في 42 الــبــلــدان الأوروبـــيـــة تـراجـعـت بنسبة المـائـة خــال الأشـهـر التسعة الأولـــى مـن هذا العام، بينما تواصل الدول الأوروبية تشديد تدابير مراقبة الهجرة، وتتراجع نسبة النمو الديموغرافي في معظمها. ولتكتمل صورة الأزمــات والتحديات التي تنتظر المؤسسات الأوروبـــيـــة خـــال الــســنــوات الـخـمـس المقبلة، تــواجــه المـفـوضـيـة الــجــديــدة صـعـوبـة كبيرة في العمل ضمن مشهد سياسي ترسّخ فيه صعود القوى المناهضة للمشروع الأوروبي، والتي تلقى تجاوبا كبيراً في أوسـاط الرأي العام الـذي يستمد معلوماته بنسبة كبيرة من وسائط التواصل الاجتماعي التي تتدفق فيها بشكل كبير الأنباء المُضلّلة. 10 أخبار NEWS Issue 16806 - العدد Monday - 2024/12/2 الاثنين يمرّ الاتحاد الأوروبي بأصعب المراحل منذ تأسيسه تحت وطأة الانحسار الاقتصادي والسياسي في ألمانيا وفرنسا ASHARQ AL-AWSAT أزمة جورجيا تتعمّق بعد تصاعد الاحتجاجات أشـــــــــاد رئـــــيـــــس الـــــــــــــوزراء الــــجــــورجــــي إيـــراكـــلـــي كـــوبـــاخـــيـــدزه بــــ«ســـيـــطـــرة» قـــوات الأمـــــــن، الأحـــــــد، عـــلـــى المـــتـــظـــاهـــريـــن، الـــذيـــن اتّــــهــــمــــهــــم بـــالـــعـــمـــل وفـــــــق أوامــــــــــر أجــنــبــيــة لتقويض الـــدولـــة، وذلـــك فــي مـقـابـل تنديد أمـيـركـي وتـــحـــدًّ صــريــح مــن جــانــب رئيسة جـورجـيـا. واشتعلت الأزمـــة فـي جورجيا، مليون 3.8 وهــي دولـــة يبلغ عــدد سكانها نسمة، وتقع بي أوروبـا وآسيا، منذ أعلن حـــــزب «الــــحــــلــــم» الــــجــــورجــــي الـــحـــاكـــم يـــوم الخميس أنه سيعلق محادثات الانضمام إلـــى الاتـــحـــاد الأوروبــــــي لمـــدة أربــــع سـنـوات مقبلة. ويشعر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالقلق إزاء ما يعدانه «تحوّلاً» من جــانــب جــورجــيــا بـعـيـداً عـــن المـــســـار المـؤيـد للغرب والعودة إلى فلك روسيا، كما نقلت وكـــالـــة «رويـــــتـــــرز». وخـــرجـــت احــتــجــاجــات كـبـيـرة مـنـاهـضـة لـلـحـكـومـة فـــي الـعـاصـمـة تـبـلـيـسـي خـــال الـلـيـالـي الـــثـــاث المـاضـيـة، وأطلقت الشرطة مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود. قلق روسي من «ثورة» الروسي ​ قال نائب رئيسمجلس الأمن دمـــيـــتـــري مـــيـــدفـــيـــديـــف، الأحــــــــد، إن هــنــاك محاولة ثـورة في جورجيا. وقـال الرئيس الـروسـي السابق على منصّة «تـلـغـرام» إن جورجيا «تتحرك بسرعة في الاتجاه نحو أوكـرانـيـا، إلــى الـهـاويـة المظلمة. وعـــادة ما ينتهي هــذا الـنـوع مـن الأمـــور بشكل سيئ للغاية». ورفـض رئيس الــوزراء الجورجي كـوبـاخـيـدزه انــتــقــادات الـــولايـــات المـتـحـدة، التي أدانـت استخدام «القوة المفرطة» ضد المتظاهرين. وتحدّث في مؤتمر صحافي، عن «تورط أجنبي» دون تقديم أدلة. وقال: «رغــــم الـعـنـف المـمـنـهـج الأشــــد قــســوة الـــذي استخدمته الجماعات العنيفة ومدربوها الأجــانــب، فــإن الـشـرطـة تصرفت بمستوى أعلى من نظيراتها الأميركية والأوروبية، ونــجــحــت فـــي حــمــايــة الـــدولـــة مـــن مـحـاولـة أخرى لانتهاك النظام الدستوري». ورفض كوباخيدزه قرار الولايات المتحدة بتعليق شراكتها الاستراتيجية مع جورجيا، وعدّه «حدثا مؤقتا»، وقال إن جورجيا ستتحدث إلــــى الإدارة الـــجـــديـــدة لــلــرئــيــس المـنـتـخـب دونـــالـــد تــرمــب عـنـدمـا يـتـولـى منصبه في يناير (كانون الثاني). وزاد مـن عمق الأزمـــة الدستورية في الــــبــــاد، قــــول الــرئــيــســة المــنــتــهــيــة ولايــتــهــا سالومي زورابيشفيلي، المنتقدة للحكومة والـداعـمـة لانضمام جورجيا إلــى الاتـحـاد الأوروبـــي، السبت، إنها سترفض التنحي عن منصبها عند انتهاء ولايتها في وقت لاحق من هذا الشهر. وقالت زورابيشفيلي إنـــهـــا سـتـبـقـى فـــي مـنـصـبـهـا لأن الــبــرلمــان الـجـديـد، الـــذي اختير فـي أكتوبر (تشرين الأول) في انتخابات تقول المعارضة إنها مــزورة، غير شرعي، وليست لديه السلطة لتسمية خليفتها. تحذير أوروبي حـــذّرت مسؤولة السياسة الخارجية فـــــي الاتــــــحــــــاد الأوروبــــــــــــي الــــجــــديــــدة كـــايـــا كـــــالاس، الأحـــــد، الـسـلـطـات الــجــورجــيــة من اســتــخــدام الـعـنـف ضــد المـتـظـاهـريـن الـذيـن يـــحـــتـــجـــون عـــلـــى قـــــــرار الـــحـــكـــومـــة تــأجــيــل مـــســـاعـــي الانـــضـــمـــام إلـــــى الـــتـــكـــتـــل. وقـــالـــت كالاس لصحافيي في كييف: «من الواضح أن اســــتــــخــــدام الـــعـــنـــف ضــــد المـــتـــظـــاهـــريـــن الـسـلـمـيـن أمــــر غــيــر مــقــبــول، ويـــجـــب على الحكومة الجورجية احـتـرام إرادة الشعب الــــــجــــــورجــــــي... فـــيـــمـــا يـــتـــعـــلـــق بــــالاتــــحــــاد الأوروبــــــــي، هــــذا لـــه عـــواقـــب واضـــحـــة على علقتنا مع جورجيا». وقالت كالاس التي استهلت توليها منصبها بزيارة أوكرانيا، إن «الخيارات» طرحت على الدول الأعضاء فـــي الاتـــحـــاد الأوروبــــــي حـــول طريقة 27 الــــــ الـــــرد، بـمـا فـــي ذلـــك خــيــار فـــرض عـقـوبـات. وقـالـت إن «لـديـنـا خــيــارات مختلفة. ولكن بالطبع يجب التوصل إلى اتفاق». وتجمع آلاف الأشخاص في العاصمة الجورجية تبليسي، السبت، لليلة الثالثة مــــن الاحـــتـــجـــاجـــات الـــتـــي شـــهـــدت تـوقـيـف الـــــعـــــشـــــرات. ووســــــــط الـــــفـــــوضـــــى، طـــــــاردت الــــشــــرطــــة المـــحـــتـــجـــن فـــــي شــــــــــوارع وســــط تبليسي وضربتهم، وأوقـفـت عــدداً منهم. وأطــــلــــق شـــرطـــيـــون مــلــثــمــون يــــرتــــدون زي مكافحة الشغب الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، ومدافع المياه أثناء تفريق المـحـتـجـن، الــذيــن ألــقــوا عليهم مفرقعات، بينما شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من نـــافـــذة مـبـنـى الـــبـــرلمـــان، كـمـا نـقـلـت «وكــالــة الـصـحـافـة الـفـرنـسـيـة». وأقــــام المـتـظـاهـرون حواجز على الجادة الرئيسة في تبليسي. لندن: «الشرق الأوسط» كالاسشددت على تعزيز الموقف الأوكراني... وواشنطن نفت تزويد كييف بأسلحة نووية زيلينسكي يربط التفاوضمع روسيا بـ«ضماناتغربية» أكّــــــد الـــرئـــيـــس الأوكـــــرانـــــي فــولــوديــمــيــر زيلينسكي، الأحد، أن بلده تحتاج إلى مزيد مـن الأسـلـحـة، وإلـــى ضـمـانـات أمنية قبل أن تـــوافـــق عــلــى الـــبـــدء بــمــفــاوضــات مـــع روســيــا لإنهاء غزوها لأوكرانيا. وقال زيلينسكي إثر لقائه مسؤولي بارزين من الاتحاد الأوروبي فـــــي كـــيـــيـــف: «فــــقــــط حـــــن تــــتــــوافــــر لـــنـــا هـــذه العناصر ونصبح أقـويـاء، ينبغي علينا أن نضع (...) جدول أعمال الاجتماع مع القتلة»، وفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». كما لفت زيـلـيـنـسـكـي إلـــى أن الـــدعـــوة لـانـضـمـام إلـى الحلف الأطلسي «ضرورية لبقاء» أوكرانيا، بـــعـــد نـــحـــو ثـــــاث ســــنــــوات عـــلـــى بـــــدء الـــغـــزو الــروســي. وقـــال زيلينسكي فـي خـتـام اللقاء إن «دعــــوة أوكــرانــيــا لـانـضـمـام إلـــى الحلف الأطلسي أمر ضروري لبقائنا. نعمل على كل المستويات لتعزيز مـوقـع أوكـرانـيـا ومجمل الأسرة اليورو - أطلسية». وتـسـيـطـر روســـيـــا، فــي الــوقــت الـحـالـي، في المائة من أراضــي أوكرانيا 18 على نحو المعترف بها دوليا، بما في ذلك شبه جزيرة ،2014 الــــقــــرم الـــتـــي ضــمــتــهــا مـــوســـكـــو عـــــام وضمت روسيا مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا، على الرغم من أنها لا تسيطر عليها بـالـكـامـل. وحـقـقـت الـقـوات الروسية في الأسابيع الأخيرة مكاسب على الأرض بمعدل لم يسبق له مثيل منذ أوائـل ، واشتد الصراع في الآونة الأخيرة 2022 عام مع شن ضربات واسعة النطاق على الأراضي التي تسيطر عليها كييف، وتهديد الرئيس الروسي فلديمير بوتي بضرب مراكز صنع الــقــرار فــي الـعـاصـمـة الأوكــرانــيــة بـصـاروخـه الجديد «أوريشنيك». التزام أوروبي بأمن أوكرانيا جـــــــاءت تـــصـــريـــحـــات زيــلــيــنــســكــي بـعـد اجتماعه بوفد أوروبــي، ضمّ رئيس المجلس الأوروبـــــــــــي أنـــطـــونـــيـــو كـــوســـتـــا، ومـــســـؤولـــة الــســيــاســة الـــخـــارجـــيـــة بـــالاتـــحـــاد الأوروبــــــي كــــايــــا كـــــــــالاس. وفــــــي أول يــــــوم بـــعـــد تــســلّــم المفوضية الجديدة مهامها، اختار المسؤولان الأوروبــيــان زيــارة كييف لتقديم رسالة دعم لأوكـــرانـــيـــا فـــي حـربـهـا مـــع روســـيـــا، وفـــق ما ذكرته وكالة «رويترز» للنباء. وكتب كوستا على منصة «إكس»: «منذ اليوم الأول للحرب، وقـف الاتحاد الأوروبــي إلــــى جـــانـــب أوكــــرانــــيــــا... ومـــنـــذ الـــيـــوم الأول لــولايــتــنــا، نــؤكــد مـــن جــديــد دعــمــنــا الــراســخ لــلــشــعــب الأوكـــــــرانـــــــي». وأرفــــــــق كـــوســـتـــا مـع المـنـشـور صــــورة جمعته مــع كــــالاس ومــارتــا كــــوس مــفــوضــة الاتـــحـــاد الأوروبـــــــي لــشــؤون التوسيع لدى وصولهم بالقطار. وكـــــالاس وكــوســتــا مـــن المـــؤيـــديـــن بـقـوة لأوكــرانــيــا مـنـذ غـــزو روســيــا لـهـا فــي فبراير ، وتـــأتـــي زيــارتــهــمــا فـــي وقـت 2022 ) (شـــبـــاط تكافح فيه كييف لصد هجوم روسي شرس وســـــط حـــالـــة مــــن الـــغـــمـــوض بـــشـــأن سـيـاسـة الـــولايـــات المــتــحــدة تـجـاهـهـا، عـنـدمـا يتولى الـــرئـــيـــس المــنــتــخــب دونــــالــــد تـــرمـــب مـنـصـبـه، الشهر المـقـبـل. ويـقـول الاتــحــاد الأوروبــــي إن مؤسساته ودولـه الأعضاء قدّمت مساعدات مليار 133 لأوكـــرانـــيـــا تُـــقـــدّر قيمتها بـنـحـو دولار منذ بدء الحرب. بــــدورهــــا، قـــالـــت كــــــالاس: «فــــي زيـــارتـــي الأولــــى مـنـذ تـولـي منصبي، كـانـت رسالتي واضحة: يريد الاتحاد الأوروبــي أن تنتصر أوكرانيا في هذه الحرب. سنفعل كل ما يلزم مـــن أجــــل ذلـــــك». وبـــزغـــت كـــــالاس حـــن كـانـت رئـيـسـة لــــوزراء إسـتـونـيـا بوصفها مــن أشـد مـنـتـقـدي مــوســكــو. ووضـعـتـهـا روســـيـــا هـذا العام على قائمة المطلوبي بتهمة تدمير آثار الحقبة السوفياتية. الغموضالاستراتيجي للمرة الأولـــى منذ بـدايـة الــحــرب، أبـدى زيلينسكي بعض الليونة، وخفف مـن حدة مـــوقـــفـــه الــــرافــــض لأي مــــحــــادثــــات ســـــام مـع بـوتـن. وطـلـب، فـي تصريحات الجمعة، من حلف شمال الأطلسي (الناتو) تقديم حماية مــضــمــونــة لأجـــــــزاء أوكــــرانــــيــــا الـــتـــي تـسـيـطـر عليها كييف من أجل «وقف المرحلة الحرجة مـن الــحــرب»، وأشـــار ضمنا إلــى أنــه سيكون مـــســـتـــعـــداً بـــعـــد ذلــــــك لـــانـــتـــظـــار لاســـتـــعـــادة الأراضــــي الـتـي سـيـطـرت عليها روســيــا. من جــانــبــه، يــريــد الــرئــيــس الـــروســـي أن تـتـنـازل أوكــــرانــــيــــا عــــن أربـــــــع مـــنـــاطـــق فــــي الـــجـــنـــوب والـشـرق تحتلها موسكو جزئيا، بالإضافة إلـى شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام ، وصرف النظر عن الانضمام إلى حلف 2014 شمال الأطلسي. وفـــــيـــــمـــــا أقـــــــــــرت كـــــــــــالاس بـــــــــأن «أقـــــــــوى ضـــمـــان أمـــنـــي هـــو عــضــويــة الـــنـــاتـــو»، إلا أن الدبلوماسيي الغربيي يستبعدون أن يمنح الحلف أوكـرانـيـا العضوية قريبا؛ نظراً إلى معارضة مجموعة من الأعضاء الحذرين من الانجرار إلى حرب مع روسيا. وقالت كـالاس إنه «يجب عدم استبعاد أي شـــيء» عـلـى مـسـتـوى الاتـــحـــاد الأوروبــــي فيما يتعلق بمسألة إرســـال قـــوات أوروبـيـة للمساعدة في فـرض أي اتفاق لوقف إطلق الــنــار. وتــطــرّقــت إلـــى «غــمــوض استراتيجي يــــتــــعــــن اعــــــتــــــمــــــاده بـــــهـــــذا الــــــــصــــــــدد». وعــــــدّ زيـلـيـنـسـكـي أن «نــصــف الـحـلـفـاء سـيـوقـفـون تقديم الـدعـم» إذا تقدمت كييف بطلب مثل هذا. ولفتت كالاس إلى أن الاتحاد الأوروبي سيواصل سعيه لوضع أوكرانيا في موقف «قــــــوي» فـــي حــــال اخـــتـــيـــار كـيـيـف الــتــفــاوض مــع مــوســكــو، لكنها أقــــرت فــي الــوقــت نفسه بـأن الاتـفـاق على طـرق جـديـدة لـزيـادة الدعم لأوكرانيا «يزداد صعوبة». أسلحة نووية أمـيـركـيـا، قـــال مـسـتـشـار الأمــــن الـقـومـي بالبيت الأبيض جيك سوليفان لشبكة «إيه بـــي ســــي» الإخــــبــــاريــــة، الأحــــــد، إن الـــولايـــات المـــتـــحـــدة لا تـــــــدرس فــــكــــرة إعــــــــادة الأســـلـــحـــة الــنــوويــة الــتــي تــنــازلــت عـنـهـا أوكــرانــيــا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وأدلى سوليفان بهذا التصريح عندما سُئل بخصوص مقال لصحيفة «نـيـويـورك تايمز» الشهر الماضي يفيد بأن بعض المسؤولي الغربيي أشاروا إلى أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن قد يمنح أوكرانيا أسلحة نووية قبل تركه الرئاسة. وقــــــال ســـولـــيـــفـــان: «هــــــذا لـــيـــس مــوضــع بــــحــــث، لا. مــــا نــفــعــلــه هــــو زيــــــــادة الــــقــــدرات الـــتـــقـــلـــيـــديـــة المـــتـــنـــوعـــة لأوكــــرانــــيــــا لـيـتـسـنـى لشعبها الـــدفـــاع بـفـاعـلـيـة عـــن نـفـسـه، ودفـــع المـعـركـة لـلـجـانـب الـــروســـي ولــيــس (منحهم) قدرات نووية». وفـي الأسـبـوع المـاضـي، وصفت روسيا الـفـكـرة بـأنـهـا «جــنــون تــــام»، وقــالــت إن منع حــــدوث مـثـل هـــذا الاحــتــمــال هـــو مـــن أسـبـاب إرســـال موسكو قــوات إلـى أوكـرانـيـا. وورثـت كييف أسلحة نووية من الاتحاد السوفياتي ، لكنها تـخـلّـت عنها 1991 بـعـد انـهـيـاره فــي ، في 1994 بموجب «مـذكـرة بـودابـسـت» عــام مقابل ضمانات أمنية من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا. زيلينسكي لدى استقباله كوستا وكالاسفي كييف أمس(أ.ف.ب) لندن: «الشرق الأوسط» ولاية ترمب الثانية أثارت مخاوف في بروكسل من حرب تجارية جديدة المفوضية الأوروبية الجديدة تباشر مهامها وسطهواجسعدة صورة لبعضأعضاء المفوضية الأوروبية الجديدة في البرلمان الأوروبي فيستراسبورغ (إ.ب.أ) بروكسل: شوقي الريّس

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky