issue16805

4 حرب متعددة الخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16805 - العدد Sunday - 2024/12/1 األحد اعتبرت تحركات الفصائل المسلحة نتيجة لـ«االستهداف الروسي ـ السوري» تركيا تحدد أولوياتها في سوريا: منع النزوح... والتصدي لـ«قسد» بـعـد أيــــام مـــن الـصـمـت الــرســمــي، حـــدّدت تـــركـــيـــا أولـــويـــاتـــهـــا فــــي «مـــعـــركـــة حـــلـــب» الــتــي أشعلتها تـحـركـات لفصائل سـوريـة مسلحة، وتـــــركـــــزت عـــلـــى «مـــنـــع أي مـــوجـــة جــــديــــدة مـن الـــــنـــــزوح إلــــــى أراضـــــيـــــهـــــا»، وكــــذلــــك الـــتـــصـــدي لـــــ«قــــوات ســـوريـــا الــديــمــقــراطــيــة (قـــســـد)» الـتـي يشكل قوامها «وحدات حماية الشعب الكردي» املناوئة ألنقرة من الوجود على حدودها. وأطـلـقـت فصائل مسلحة أبــرزهــا «هيئة تــحــريــر الـــشـــام» ومــجــمــوعــات أخـــــرى بعضها مــــوال ألنـــقـــرة، قـبـل أيــــام، مـعـركـة سـمـيـت «ردع الــعــدوان» النــتــزاع السيطرة على ثانية كبرى املـدن السورية من الجيش الـسـوري، وتوسيع مناطق سيطرتها شمال غربي سوريا. كـمـا حــــدّدت تـركـيـا ضـمـن أولـويـاتـهـا في خضم التطورات الراهنة، الحفاظ على وضع إدلب واستقرارها وأمن الحدود التركية، ومنع أي موجة جديدة من النزوح إلى أراضيها. واعـــتـــبـــر مـــســـؤولـــون أتــــــراك أن تــحــركــات الـــفـــصـــائـــل املـــســـلـــحـــة بــــاتــــجــــاه حــــلــــب، نـتـيـجـة لــــ«تـــصـــعـــيـــد الـــهـــجـــمـــات واالســـــتـــــهـــــدافـــــات مـن جانب القوات الروسية والسورية على مواقع الـفـصـائـل فـــي إدلــــــب»، خـــال أكــتــوبــر (تـشـريـن األول) املـــاضـــي، الــتــي عـدتـهـا «إضـــــــرارًا بـــروح وعمل اتفاقيات مسار أستانة للحل السياسي في سوريا» الذي أدى عمليًا إلى توقف الحرب سنوات 4 وحافظ على الهدوء في سوريا طوال تقريب ًا. ورقة منبج وكان الفتًا، أيضًا، عودة تركيا إلى إبراز ورقـــة منبج وتــل رفـعـت الخاضعتني لسيطرة قــوات «قـسـد»، والحديث عـن ازديـــاد الهجمات اإلرهـابـيـة فيها، وحـديـث الـرئـيـس رجــب طيب إردوغـــان، خـال األسابيع األخـيـرة، عن عملية عسكرية تركية محتملة ضد «قسد» في شمال سوريا. وفـيـمـا يتعلق بعملية «ردع الـــعـــدوان»، نـفـى وزيـــر الـخـارجـيـة الــتــركــي، هــاكــان فـيـدان، انـــــخـــــراط بــــــاده فــــي الــــصــــراعــــات الـــــدائـــــرة فـي حـــلـــب، مــــؤكــــدًا فــــي الــــوقــــت ذاتــــــه أنـــهـــا «تـتـخـذ احتياطاتها»، وستتجنب أي إجـراء قد يؤدي إلى «موجة هجرة جديدة». وأكـــــــد فـــــيـــــدان، خـــــال كـــلـــمـــة فــــي مــنــتــدى إعــامــي فــي إسـطـنـبـول، الـسـبـت، أن تـركـيـا لن تسمح أبــدًا لـ«البنية اإلرهابية في سوريا أن تتحول إلـى دولـــة»، وهـي إشـــارة صريحة إلى موقف تركيا من وجود «قسد» على حدودها. وكــــرر فــيــدان االنـــتـــقـــادات الـتـركـيـة للدعم األمــيــركــي لـــوحـــدات حـمـايـة الـشـعـب الــكــرديــة، قائلً: «شريان حياة التنظيمات اإلرهابية في املنطقة في أيـدي الـواليـات املتحدة، وال يمكن أن تستمر هذه التنظيمات حتى لثلثة أيام من دون الدعم األميركي». تحريك الفصائل وتــــواكــــب مـــع اإلفــــــــادات الـــتـــركـــيـــة، إعـــان الفصائل املسلحة املوالية لها في شمال غربي سـوريـا، السبت، أنها دشَّــنـت عملية عسكرية جـــــديـــــدة ضـــــد «تـــنـــظـــيـــمـــات مـــســـلـــحـــة كــــرديــــة» والجيش السوري. وجــــاء فـــي بــيــان عـــن تــلــك الــفــصــائــل أنـهـا أطلقت عملية «فجر الحرية»؛ بهدف ما قالت إنــــــه «تـــحـــريـــر املـــنـــاطـــق املـــغـــتـــصـــبـــة» مــــن قـبـل الــجــيــش الــــســــوري، ومـسـلـحـي «حـــــزب الـعـمـال الكردستاني». وأضاف البيان أنها شاركت في عملية «تحرير» مدينة حلب، مشيرًا إلى أنها «خـــطـــوة نـحـو تـحـقـيـق الـــهـــدف األســـمـــى، وهـو تحرير كامل األراضي السورية». وأكـــــد الـــبـــيـــان الــــتــــزام الــفــصــائــل املــوالــيــة لتركيا «بوحدة واستقلل األراضــي السورية، ورفض كل أشكال االحتلل والتقسيم». وقــبــيــل تــلــك الــتــحــركــات الــعــســكــريــة، قــال املــتــحــدث بـــاســـم الــخــارجــيــة الــتــركــيــة، أونــجــو كيتشالي، إن «الـحـفـاظ على الـسـام فـي إدلـب واملنطقة املــجــاورة الـواقـعـة عند نقطة الصفر مــن الـــحـــدود الـتـركـيـة، هــو قـضـيـة ذات أولــويــة بالنسبة لتركيا». وفــــي تـحـمـيـل لــلــمــســؤولــيــة عـــن الــتــحــرك األخـيـر لــ«تـحـريـر الــشــام» والـفـصـائـل املسلحة بــاتــجــاه حـلـب لـكـل مــن دمــشــق ومــوســكــو، قـال كيتشالي، فـي بـيـان عبر حسابه الرسمي في ، تم 2017 «إكـــــس» مــســاء الـجـمـعـة: «مــنــذ عـــام الـتـوصـل إلــى بعض االتـفـاقـيـات بـشـأن منطقة خـــفـــض الــتــصــعــيــد فــــي إدلــــــب (اتــــفــــاق مـنـطـقـة خفض التصعيد بني تركيا وروسيا املعروف باسم (بوتني - إردوغـــان)، وتفي تركيا (بدقة) بـمـتـطـلـبـات هـــذه االتــفــاقــيــات، الــتــي هـي طـرف فـيـهـا». وفـيـمـا يـعـد تـبـريـرًا لـتـحـرك الـفـصـائـل، قــــال املـــتـــحـــدث: «وجـــهـــنـــا الـــتـــحـــذيـــرات الـــازمـــة عـلـى مـخـتـلـف املــنــابــر الــدولــيــة بـــأن الـهـجـمـات األخـيـرة على إدلـب (الـغـارات الجوية الروسية والـهـجـمـات الـسـوريـة فـي أكـتـوبـر)، قـد وصلت إلـــى مـسـتـوى مــن شــأنـه أن يـضـر بـــروح وعمل اتــــفــــاقــــيــــات أســــتــــانــــة، ويـــتـــســـبـــب فـــــي خــســائــر فــادحــة فــي صـفـوف املـدنـيـ ، وأشــرنــا إلـــى أنـه يجب وقـف هـذه الهجمات... وفـي واقــع األمـر، فـإن الصراعات التي وقعت في األيــام األخيرة تسببت في زيادة غير مرغوب فيها في التوتر في املنطقة». ووقعت تركيا تفاهمني مع كل من أميركا وروسيا تضمن إبعاد وحــدات حماية الشعب 30 الـــكـــرديـــة عـــن حـــدودهـــا الــجــنــوبــيــة مــســافــة كـيـلـومـتـرًا، وبموجبهما أوقــفــت تـركـيـا عملية «نــــبــــع الـــــســـــام» الـــعـــســـكـــريـــة، الــــتــــي كــــانــــت قـد أطلقتها ضد مواقع «قسد» في شرق الفرات في ، وتتهم 2019 شمال شرقي سوريا في أكتوبر أنقرة كـا من واشنطن وموسكو بعدم الوفاء بالتزاماتهما الواردة في التفاهمني. إدلب ومنبج وعـقـد عسكريون روس وأتــــراك عـــددًا من االجـتـمـاعـات فــي إدلـــب الـشـهـر املــاضــي، ركــزت عــلــى الــــعــــودة لــلــتــهــدئــة وفـــتـــح طــــرق الــتــجــارة )، وحلب 4 وطريق حلب - اللذقية الدولي (إم )، وذلـــــك قــبــل انــعــقــاد 5 - دمـــشـــق الــــدولــــي (إم نوفمبر 12 و 11 ملسار أستانة في 22 االجتماع (تشرين الثاني) الحالي. وتعتبر تـركـيـا الـحـفـاظ عـلـى الــهــدوء في إدلــــب أولـــويـــة لــعــدم رغـبـتـهـا فـــي مــوجــة نـــزوح واسعة جديدة من اللجئني إلى حدودها فرارًا من التصعيد العسكري. وفـي إشــارة الفتة إلـى التوتر في مناطق سيطرة «قسد» في شمال سوريا، قال املتحدث التركي: «من ناحية أخرى نراقب بعناية ازدياد الهجمات التي تستهدف املدنيني، وضد تركيا، من قبل التنظيمات اإلرهابية (يقصد وحدات حماية الشعب الكردية أكبر مكونات «قسد») فـــي مـديـنـتـي تـــل رفــعــت ومــنــبــج، الــتــي تـحـاول االستفادة من بيئة عدم االستقرار الحالية». وقــــال إن «حـقـيـقـة أن االتـــفـــاقـــات الــتــي تم الـتـوصـل إلـيـهـا سـابـقـ مــع أصــحــاب املصلحة والــجــهــات املـعـنـيـة (أمــيــركــا وروســـيـــا)، إلنـهـاء الوجود اإلرهابي في هذه املناطق لم يتم الوفاء بــهــا، تــزيــد مـــن مــخــاوفــنــا». وأضــــــاف: «نـتـابـع الـــتـــطـــورات مـــن كــثــب، فـــي إطــــار األهــمــيــة الـتـي نعلقها على وحـدة سوريا وسلمة أراضيها، واألولوية التي نعطيها ملكافحة اإلرهاب». والـــعـــودة إلـــى قـضـيـة مـنـبـج وتـــل رفـعـت، أثـارهـا الرئيس التركي رجــب طيب إردوغـــان، أكثر من مرة في األسابيع األخيرة، وهدّد بشن عملية عـسـكـريـة فــي شــمــال ســوريــا تستهدف مـــواقـــع «قــــســــد»، وتــســتــهــدف إكـــمـــال «الـــحـــزام إلى 30 األمني» بطول الحدود مع سوريا بعمق كيلومترًا داخـل األراضــي السورية، لـ«منع 40 أي تهديد لحدود تركيا وأمن شعبها». وأعقب ذلـك، لفت االنتباه إلى منبج وتل رفـــعـــت فـــي خــضــم تـــوغـــل الــفــصــائــل فـــي حـلـب، لـتـعـيـد تــركــيــا بـــذلـــك طــــرح مــطــالــبــهــا بـــإخـــراج وحــدات حماية الشعب الكردية من املدينتني، وهو ما يعد استغلال لتغيير الوضع في ظل تقدم الفصائل. وتسيطر «قسد» على تل رفعت ومنبج الــتــي يـتـحـكـم فـيـهـا مـجـلـس مـنـبـج الـعـسـكـري التابع لها، واشترطت تركيا في تفاهم سابق حول منبج مع الواليات املتحدة عندما أرادت شــن عملية عـسـكـريـة لـلـسـيـطـرة عـلـى املـديـنـة ، إخـــــراج «قـــســـد» مــنــهــا، وإبــعــادهــا 2018 فـــي كيلومترًا عـن حـدودهـا الجنوبية، وتكرر 30 األمـــر بالنسبة لـــ«تــل رفــعــت»، الـتـي سيطرت عـلـيـهـا «قــــســــد»، مـسـتـغـلـة الــقــصــف الـــروســـي ،2016 عـلـى مـــواقـــع املـسـلـحـ الــســوريــ فـــي ولــم تنجح تركيا فـي فــرض السيطرة عليها رغــــم سـيـطـرتـهـا عــلــى عــفــريــن (شـــــرق حــلــب)، في عملية «غصن الزيتون» التي نفذتها في ، بضوء أخضر من روسيا. 2018 أنقرة: سعيد عبد الرازق 2016 أرشيفية لقوات تركية تدخل شمال حلب أثناء عملية «درع الفرات» في فيدان: أنقرة لن تسمح أبدا للبنية اإلرهابية في سوريا أن تتحول إلى دولة حيرة أميركية بين «تقويض إيران» في سوريا و«تمدد المتطرفين» أثــار انسحاب الجيش الـسـوري أمـام الــــهــــجــــوم الـــــــذي شـــنـــتـــه فـــصـــائـــل ســـوريـــة مــســلــحــة مـــنـــهـــا «هـــيـــئـــة تـــحـــريـــر الــــشــــام» ومــجــمــوعــات أخــــرى بـعـضـهـا مـــدعـــوم من تركيا على مدينة حلب، أسئلة عـدة؛ بيد أن اإلجــابــة عنها بـاتـت مـرهـونـة بـصـورة كبيرة باملوقف األميركي. وفـرضـت عطلة «عـيـد الـشـكـر» صمتًا فـي واشنطن عــدَّه البعض فرصة مواتية لتحقيق أكبر قـدر من األهـــداف، بينما لم يظهر من موقف واشنطن سوى تصريح نــقــلــه مـــوقـــع «أكــــســــيــــوس»، عــــن مـــســـؤول أميركي أن الهجوم «فـاجـأ إدارة الرئيس جو بايدن»، مضيفًا أن «الواليات املتحدة لم تكن متورطة في الهجوم». وفـــي ظــل اســتــمــرار وتــوســع الـهـجـوم ليشمل نطاقات أوسع في سوريا، أضيفت تـــســـاؤالت أمــيــركــيــة جـــديـــدة عـــن خــيــارات إدارة بــايــدن الــراحــلــة بـعـد قليل أو إدارة ترمب املقبلة، ومـا إذا كـان يهم إذا كانت حــلــب تــحــت حــكــم الـــرئـــيـــس بـــشـــار األســـد بتحالف مع إيران و«حزب الله» وروسيا، أو بعهدة تنظيمات املتشددين املسلحني. يقول الدبلوماسي الـسـوري السابق بسام بربندي إن املوقف األميركي أساسي ملعرفة إلى أين تتجه األمور. وحتى اآلن لم تصدر سوى تعليقات خجولة على منصة «إكــــــس» تـــنـــدد بــالــنــظــام وبـــــــدوره، لكنها ال تــضــيـف شــيــئــ . وأضــــــاف بـــربـــنـــدي في حديث مع «الشرق األوسط»، إن «ما جرى قــد يــكــون لــه أوجــــه إيـجـابـيـة، بـمـعـزل عن تقييم أهداف الجهة التي قامت بالهجوم؛ فالسيطرة على حلب ومناطقها قد تفيد ألف عائلة سورية 300 في إعادة أكثر من هـجـرت مـنـهـا، بـــدال مــن الـخـيـام والـتـشـرد والضغوط واملضايقات التي يعيشونها في تركيا». واستدرك: «كما أن التطورات تعني إنهاء وتقويض الوجود اإليراني، ليس فقط فـي حلب، بـل قـد يكون مقدمة إلنهاء هذا الوجود في كل سوريا، وينهي عمليًا مشروعها اإلقليمي». وبــــالــــنــــســــبــــة إلـــــــى األخـــــــطـــــــار، يـــقـــول بربندي إن «املشكلة تتمثل في أن القوى الــتــي دخــلــت املــديــنــة، هـــي قـــوى متطرفة ولـيـسـت مـعـتـدلـة، وهـــو مــا قــد يـعـيـد إلـى االذهــان الخوف على التنوع في املدينة، واألخـــطـــار الــتــي يـمـكـن أن تــحــدق مـجـددًا بالنسيج االجتماعي والطائفي والعِرقي في حلب». يـقـول بـسـام إســحــاق ممثل «مجلس سوريا الديمقراطية» في واشنطن (مسد)، الــذي يمثل األقلية السريانية، لـ«الشرق األوســـــــط» إن «املـــنـــاقـــشـــات الــرســمــيــة في (مسد) ال تزال بانتظار املوقف األميركي»، لـــكـــنـــه يـــعـــتـــقـــد بـــشـــكـــل شـــخـــصـــي «أن مـا جــرى لـم يكن حـركـة اعتباطية؛ فالحرب اإلسرائيلية ضـد (حــزب الـلـه) فـي لبنان، والـــهـــجـــمـــات اإلســـرائـــيــلــيـــة املــســتــمــرة في ســوريــا ضــد إيـــــران، واســتــغــال الضعف اإليراني، والتحذيرات التي أطلقها رئيس الـــــوزراء اإلسـرائـيـلـي بنيامني نتانياهو لـــلـــرئـــيـــس األســـــــــد، كـــلـــهـــا عـــــوامـــــل مـــهـــدت الطريق أمام ما جرى». وبـــالـــنـــســـبـــة إلــــــى مــســتــقــبــل الــــقــــوات األميركية في سوريا، يقول بسام إسحاق إنه ال يتوقع سحبها من قبل إدارة ترمب. ويـــقـــول إســـحـــاق إن مـــا نـسـمـعـه من مستشاري ترمب يؤكد أنه يريد مواصلة الــضــغــط عــلــى إيـــــران ولــيــس االنــســحــاب، وعلى األقل سيبقى في الحد األدنى نحو جـــنـــدي أمـــيـــركـــي، ولــــن يــتــم الـتـخـلـي 400 عن «قسد»، وانتشار القوات الكردية في حلب دليل على أن هناك توافقًا على عدم حدوث مواجهات. واشنطن: إيلي يوسف معلقون عدّوا التطورات في حلب «جيدة» لتل أبيب... بشرط عدم تمركز المسلحين المتشددين إسرائيل تُفضّل إضعافا ال انهيارا في دمشق بــيــنــمــا كــــانــــت املـــــعـــــارك فــــي مـــديـــنـــتـــي حـــلـــب وحـــمـــاة السوريتني مستعرةً، قصف الجيش اإلسرائيلي، السبت، أهدافًا عسكرية قرب املعابر الحدودية بني سوريا ولبنان. وجاء التحرك اإلسرائيلي، بعد يوم من ترؤس رئيس الوزراء بنيامني نتنياهو اجتماعًا وصف بأنه «غير عادي» بــشــأن الــتــطــورات فــي ســـوريـــا، وخــلــص إلـــى أن «إسـرائـيـل ستكبد نظام األسـد الثمن إذا استمر في دعم (حـزب الله) الـلـبـنـانـي». وتـتـهـم إســرائــيــل، ســوريــا، بـدعـم «حـــزب الـلـه» إلقـامـة بنى تحتية مدنية لتنفيذ عمليات ولنقل وسائل قتالية معدة للستخدام ضد إسرائيل. وفـــيـــمـــا اعــــتــــبــــرت صـــحـــيـــفـــة «يــــســــرائــــيــــل هـــــيـــــوم» أن الـجـيـش الـــســـوري «يــنــهــار»، عـــدت «مــعــاريــف» أنـــه «عـاجـز وتم إخضاعه». وكذلك أكـدت مصادر لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أن إسرائيل «تتابع التطورات الدراماتيكية في سوريا عن كثب لترى إلى أين ستمضى». وأضـافـت املــصــادر: «ال يـؤثـر ذلــك علينا بـالـضـرورة، وبالتأكيد ليس على املدى القصير - ولكن أي زعزعة هناك قد تصبح مؤثرة». وكــتــبــت «يـــديـــعـــوت» أن «مــــيــــزان الـــقـــوى الـدقـيـق في ســوريــا واجــــه اخــتــبــارًا آخـــر خـــال الــعــام املـــاضـــي، فــي ظل الــحــرب بــ إســرائــيــل وفــــروع إيــــران فــي الــشــرق األوســــط، ويعتقد كثيرون أن الهجمات اإلسرائيلية جعلت القوات اإليرانية في موقف دفاعي، وأن املتمردين استغلوا حقيقة أن الوكلء املختلفني الذين يدعمون األسد كانوا مشغولني في أماكن أخرى، وبالتالي شنوا الهجوم». وقــال املعلق العسكري لــ«يـديـعـوت» رون بـن يشاي: «عـــلـــى الـــرغـــم مـــن أن إســـرائـــيـــل لـــم تــكــن تــقــصــد ذلـــــك؛ فــإن غاراتها في سوريا قدمت للثوار (الفصائل املسلحة) في نظام (الرئيس السوري بشار) األسـد الفرصة التي كانوا ينتظرونها». واعتبر بن يشاي أن «التحول حـدث عندما بدأ حسن نصر الله حرب استنزاف ضد إسرائيل، وعندما تدخلت إيــران ملساعدته، خصوصًا في األشهر األخـيـرة»، مشيرًا إلى أنه «في محاولة لوقف الدعم اإليراني لـ(حزب غـــارة على سـوريـا في 70 الــلــه)، شـن الجيش اإلسـرائـيـلـي العام املاضي، لم تقتصر على معابر الحدود التي يمر من خللها الـدعـم لــ(حـزب الـلـه)، بـل استهدفت أيضًا املخازن واملــنــشــآت الـتـابـعـة لـلـحـزب واملـيـلـيـشـيـات الــســوريــة الـتـي دعمته». وربـط بن يشاي بني الهجوم املفاجئ على حلب واتفاق وقف إطلق النار في لبنان. وقال إنه «بالنسبة للمهاجمني، فإن اللحظة املناسبة للهجوم جاءت عندما كان (حزب الله) واإليرانيون وأفراد الحرس الثوري في سوريا في ذروة ضعفهم ومركزين في تقديم الدعم للبنان». وتــــابــــع: «قـــــد يـــكـــون هـــــذا فــــي صـــالـــحـــنـــا، لـــكـــن يـجـب عـلـيـنـا الــتــأكــد مـــن أنــــه ال تـظـهـر (وحـــشـــيـــة) جـــديـــدة، هــذه املـــرة على حـــدودنـــا». ورأى أنــه «عـلـى املـــدى القصير، فإن التأثيرات على أمن إسرائيل ستكون إيجابية، فلن يُسرع األســــد فــي التصعيد مــع إســرائــيــل وهـــو فــي حــالــة ضعف ويـفـقـد الـسـيـطـرة. كـمـا أنـــه يعلم أن (حـــزب الــلــه) ال يمكنه مساعدته اآلن، وإذا أرسل اإليرانيون قوات الحرس الثوري وامليليشيات ملساعدته، فمن املحتمل أن تقصفهم إسرائيل جنبًا إلـى جنب مع قـواتـه، مما سيضعفه أكثر. لذلك، من املـــرجـــح أنــــه لـــن يـسـمـح بـسـهـولـة لــإيــرانــيــ بـنـقـل الــدعــم اللوجستي لـ(حزب الله) عبر أراضيه». وتوقع بن يشاي أن يحاول الرئيس السوري السير عـلـى «حـبـل مـــشـــدود»، وشــــرح: «مـــن جـهـة هــو بـحـاجـة إلـى اإليرانيني ولن يريد إغضابهم، ومن جهة أخرى سيخشى مما قد يفعله سلح الجو اإلسرائيلي له ولجيشه». واعـتـبـر بـن يـشـاي أن مـا يـحـدث اآلن جيد إلسرائيل «فهو يضع األسـد وإيــران ويضر بـ(حزب الله)، وقد يغير تحالفات األسد»، لكنه حذر من أنه «إذا تمكن الجهاديون من اإلطاحة باألسد والسيطرة على سوريا، فستكون لدينا مشكلة كبيرة». وأردف أنـــه «املــــدى الـبـعـيـد: إســرائــيــل سـتـحـتـاج إلـى متابعة ومراقبة حتى ال تنشأ لنا وحشية جهادية جديدة، هذه املرة سُنية، على حدودنا الشمالية الشرقية». أمــا صحيفة «مـعـاريـف» فنقلت عـن العقيد احتياط دانـــــيـــــال راكــــــــــوف، الــــبــــاحــــث الـــــبـــــارز فـــــي «مـــعـــهـــد الـــقـــدس لـاسـتـراتـيـجـيـة واألمـــــن» قـولـه إن مــا يـحـدث «جـيـد لجهة إضــعــاف األســـد وإيــــران و(حــــزب الـــلـــه)»، و«مـــن املـتـوقـع أن يتسع مجال حرية الحركة اإلسرائيلي فـي سـوريـا»، لكن «سيناريو انهيار نظام األسد قد يُنتج مساحة غير محددة العناوين، التي قد تشكل أرضــ خصبة لظهور تهديدات عسكرية كبيرة إلسرائيل». » إنه بعد املشاورات األمنية، تعتزم 13 وقالت «القناة إسرائيل إرسـال إشـارة للرئيس األسـد بأن عليه «التوقف عن استخدام سوريا كمنطقة لنقل األسلحة من إيران إلى (حزب الله)، وإال فإنه سيدفع الثمن». رام هللا: كفاح زبون أكتوبر (أ.ف.ب) 28 حفرة ناجمة عن ضربة إسرائيلية لمعبر جوسية الحدودي بين سوريا ولبنان في

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==