issue16804

دفعت التطورات العسكرية شمال غربي ســـوريـــا، وتــحــديــداً فــي مـديـنـة حـلـب وريـفـهـا الـــغـــربـــي، الآلاف إلــــى حـــركـــة نـــــزوح جـمـاعـيـة كـبـيـرة، تــعــددت وجـهـاتـهـا بــن أحــيــاء وسـط مـديـنـة حـلـب الــواقــعــة تـحـت سـيـطـرة الــقــوات الحكومية بدمشق وشمال غربي إدلــب على الحدود مع تركيا، ومناطق أخرى آمنة. وبــدأت معارك عنيفة حـول حلب بعدما تـــحـــركـــت فـــصـــائـــل مــســلــحــة، أبــــرزهــــا «هـيـئـة تحرير الـشـام» ومجموعات أخــرى متحالفة مـــعـــهـــا، تـــحـــت شــــعــــار عــمــلــيــة ســـمـــوهـــا «ردّ العدوان» بهدف السيطرة على المدينة وردّت عليها قوات حكومية. والتطورات العسكرية سنوات من التهدئة 4 اللافتة تأتي بعد نحو شــــمــــال غــــربــــي ســــوريــــا بـــمـــوجـــب تــفــاهــمــات سورية – تركية. ودفـعـت التعزيزات والــغــارات والمـعـارك، مدنيي إلـى الـنـزوح، وحـــذرت الأمــم المتحدة، الجمعة، من أن الاشتباكات أجبرت أكثر من ألـــف شـخـص عـلـى مـــغـــادرة مــن مـنـازلـهـم. 14 فيما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القسم الغربي من مدينة حلب يشهد حركة نـــــزوح كــبــيــرة بـــاتـــجــاه المـــنـــاطـــق الــشــرقــيــة أو خارج المدينة. وأفــــــــاد المـــــرصـــــد، مــــســــاء الـــجـــمـــعـــة، بـــأن «هــيــئــة تــحــريــر الــــشــــام» عــلــى مـــشـــارف حلب قــريــة وبـــلـــدة وتـلـة 55 بــعــدمــا ســيــطــرت عــلــى استراتيجية تقع إما في أطراف حلب الغربية أو في ريف حلب الجنوبي على طريق دمشق – حلب الدولي، الذي انــقـطـع بشكل كامل منذ يوم الخميس. وبالنسبة للنازحي، فقد بـات الخروج مــرتــكــزاً عـلـى طــريــق خـنـاصـر الـــواقـــع جـنـوب غربي حلب باتجاه البادية السورية. ومع ازدياد تهديدات الفصائل المسلحة لـــلـــقـــوات الــحــكــومــيــة والمــيــلــيــشــيــات الـــرديـــفـــة التابعة لإيـــران و«حـــزب الـلـه»، أكــدت مصادر «نــــــــزوح عــــشــــرات الــــعــــائــــ ت خـــــ ل الـــيـــومـــن المـاضـيـن مــن ريـــف حـلـب نـحـو شــمــال غربي إدلب عند الحدود مع تركيا، حيث أقاموا في خيام مؤقتة في نزوح يعد الثالث لسكان تلك المناطق منذ اندلاع الحرب في سوريا». وقالت مصادر أهلية في حلب لـ«الشرق الأوســـط» إنــه تـم إخــ ء السكن الجامعي في مــديــنــة حــلــب بــعــد تــعــرضــه لـلـقـصـف ومـقـتـل أربــعــة طـــ ب وإصــابــة طـالـبـن آخــريــن، حيث توجه الطلاب كُل إلى محافظته. وبـــثـــت وســـائـــل إعـــــ م رســمــيــة ســـوريـــة، صــوراً للدمار الــذي لحق بالسكن الجامعي، وقــال التلفزيون الرسمي إن «أربـعـة مدنيي قــتــلــوا مـــن جـــــراء قــصــف الــفــصــائــل المـسـلـحـة عـــلـــى المـــديـــنـــة الـــجـــامـــعـــيـــة»، لـــكـــن الــفــصــائــل المسلحة نـفـت اسـتـهـداف المـديـنـة الجامعية، متهمة القوات الحكومية بذلك بهدف إخلائه وتحويله إلى ثكنة عسكرية». وشـــهـــدت أحـــيـــاء الــحــمــدانــيــة والــفــرقــان وجمعية الزهراء وحلب الجديدة حركة نزوح كــبــيــرة يــــوم الــجــمــعــة، بــاتــجــاه أحـــيـــاء وســط المدينة مع تصاعد حدة الاشتباكات ووصول الجماعات المسلحة إلى مشارف المدينة. وشــرح مدير «المـرصـد الـسـوري لحقوق الإنـــــســـــان» رامــــــي عـــبـــد الـــرحـــمـــن، أن «هـيـئـة تـحـريـر الـــشـــام» والـفـصـائـل المـتـحـالـفـة معها تريد السيطرة على مدينة سراقب الحيوية، وكذلك طريق «حلب – دمشق»، وطريق «حلب – اللاذقية» الدوليي. ويقدر عبد الرحمن أن «كـل المكتسبات التي حققتها القوات الحكومية والميليشيات الــرديــفــة الـتـابـعـة لإيــــران و(حــــزب الــلــه) خـ ل الـــــســـــنـــــوات الــــخــــمــــس المــــاضــــيــــة فـــــي مـــنـــاطـــق ســيــطــرتــهــا فــــي مــحــافــظــة حــلـــب (سـتـنـتـهـي) وسيعود الوضع إلى ما كان عليه أواخر عام ». أي قبل التهدئة التركية – الروسية 2019 .2020 عام وأعــلــنــت الــفـصـائـل المـسـلـحـة المـعــارضــة فـي الشمال دخولها أول أحـيـاء مدينة حلب والـسـيـطـرة عـلـى مـركـز الـبـحـوث العلمية في حـــي حــلــب الـــجـــديـــدة، وقـــالـــت وســـائـــل إعـــ م داعمة للفصائل المسلحة إنها «سيطرت على 3000 أحــيــاء حـلـب الــجــديــدة والــحــمــدانــيــة، و شــقــة غــــرب مــديــنــة حـــلـــب، وبـــاتـــت عــلــى بعد كيلومترين عن وسط مدينة حلب». لكن صحيفة «الـوطـن» السورية المقربة مــن الـحـكـومـة بـدمـشـق نقلت فــي وقـــت سابق عــن مــصــادر أهـلـيـة فــي حـلـب نفيها سيطرة الـــفـــصـــائـــل المـــســـلـــحـــة المــــعــــارضــــة عـــلـــى بـــلـــدة المنصورة ومركز البحوث العلمية غرب حلب الجديدة بريف حلب الغربي وسـجـل «المــرصــد الـــســـوري» مقتل نحو شـخـصـا خــــ ل الأيـــــام الــثــ ثــة مــنــذ بــدء 254 هجوم «رد الــعــدوان» الــذي أطلقته الفصائل مـــدنـــيـــا و 24 المـــســـلـــحـــة غـــــرب حـــلـــب، بــيــنــهــم مـــن «هــيــئــة تــحــريــر الـــشـــام» والـفـصـائـل 144 من القوات الحكومية 86 الحليفة لها، ونحو والميليشيات الـرديـفـة. مشيراً إلـى أن القوات الحكومية تتركز في مدينة حلب، فيما تتوزع على الجبهات في الريف الميليشيات الرديفة التابعة لإيران، وإلى حد ما «حزب الله» الذي تقلص دوره بشكل كبير فــي شـمـال سـوريـا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. 5 حربمتعددةالخرائط NEWS بدأت معاركعنيفة حول حلب بعدما تحركت «هيئة تحرير الشام» ومجموعات أخرى تحتشعار عملية سموها «ردّ العدوان» ASHARQ AL-AWSAT Issue 16804 - العدد Saturday - 2024/11/30 السبت اتهامات لواشنطن بدعم تحرك «يضغط» على موسكو... ويسابق تنصيب ترمب روسيا المنخرطة في أوكرانيا... كيف تواجه معاركسوريا؟ دخــــــــل الــــكــــرمــــلــــن عــــلــــى خــــــط المـــــعـــــارك 3 الساخنة فـي سـوريـا، الجمعة، بعد مــرور أيـــام على انـــدلاع أوســـع مـواجـهـات تشهدها ، مــــحــــذراً مـن 2020 الــــبــــ د مـــنـــذ ربــــيــــع عـــــام «الاعتداء على سيادة سوريا». وحــــمــــلــــت دعـــــــــوة الـــــرئـــــاســـــة الــــروســــيــــة لـلـحـكـومـة الــســوريــة إلـــى «اســـتـــعـــادة الـنـظـام بأسرع وقـت» مؤشرات إلى أن موسكو التي راقـــبـــت بــصــمــت تـــطـــور الـــوضـــع فـــي مـنـاطـق المـواجـهـة خــ ل الأيـــام المـاضـيـة، بـــدأت تشعر بقلق بسبب التقدم السريع لقوات المعارضة في محيط إدلب وحلب. وربـــط محللون فـي موسكو الـتـطـورات بما وصـف أنـه محاولة لاستغلال الانخراط الـروسـي في أوكرانيا، و«فتح جبهة جديدة تـضـغـط عـلـى مـوسـكـو، عـلـى خلفية احــتــدام المـــــواجـــــهـــــة المـــــبـــــاشـــــرة مـــــع حــــلــــف الأطـــلـــســـي (الناتو)». ووصف الناطق الرئاسي الروسي، دمــيــتــري بـيـسـكـوف، الــوضــع فــي حـلـب بأنه «تــعــدٍ عـلـى ســيــادة ســـوريـــا»، وأكـــد أن بــ ده «تدعم استعادة النظام في المنطقة». وقـــــــال لـــلـــصـــحـــافـــيـــن، رداً عـــلـــى ســــؤال يتعلق بالوضع حول حلب، إن «هذا بالطبع تــعــدٍ عـلـى ســيــادة ســوريــا فــي هـــذه المنطقة، ونـــدعـــو الــســلــطــات الـــســـوريـــة إلــــى اســتــعــادة النظام بسرعة في هذه المنطقة وفرض النظام الدستوري». الــ فــت فــي تـوقـيـت الـتـصـريـح أنـــه جـاء بعد مرور ساعات على دخول القوات الجوية الــروســيــة عــلــى خـــط المـــواجـــهـــات، مـــا يعكس تحول موسكو من مراقبة الوضع إلى التدخل المباشر عسكريا وسياسيا لدعم النظام. وكان «مركز المصالحة الروسي» المكلف مراقبة تنفيذ الهدنة فـي سـوريـا أعـلـن، ليل الجمعة، أن الـقـوات السورية «تـصـدت بدعم مـن الـطـيـران الـروسـي لــ(هـجـوم إرهــابــي) في محافظتي حـلـب وإدلــــب، وكــبّــدت المسلحي خسائر فادحة في المعدات والقوى البشرية». وكـــــان هــــذا أول إعـــــ ن مــبــاشــر مـــن مـوسـكـو بتحريك الـطـيـران الـحـربـي لمـسـاعـدة الـقـوات الحكومية على وقف الهجوم الواسع. الانخراط في أوكرانيا وتـــربـــط تــقــديــرات الـــتـــطـــورات الـسـوريـة بتفاقم المواجهة المباشرة لروسيا مع حلف شــمــال الأطــلــســي، وخــصــوصــا لـجـهـة سماح الغرب لأوكرانيا باستهداف العمق الروسي بصواريخ بعيدة المـــدى، ومـا أعقبه مـن الـردّ الـروسـي بتوسيع استهداف البنى التحتية والمــــــرافــــــق فـــــي المــــــــدن الأوكـــــرانـــــيـــــة الـــكـــبـــرى، واستخدام أحـدث الأسلحة في ذلـك، وبينها صـــــــاروخ «أوريــــشــــنــــيــــك» الــــقــــادر عـــلـــى حـمـل رؤوس نووية، ما عدّ رسالة تحذير قوية من جانب الكرملي للغرب. وعـــلـــى نـــهـــج الـــتـــقـــديـــر الــــســــابــــق، نـقـلـت وسـائـل إعـــ م روسـيـة عـن خـبـراء سياسيي وعسكريي أن الـتـطـورات الـسـوريـة مرتبطة بالتعقيدات التي تواجهها روسيا، المنخرطة بقوة في أوكرانيا. ورأى الـــخـــبـــيـــر الـــعـــســـكـــري ألـــكـــســـنـــدر أرتــــــامــــــونــــــوف أن «المـــــواجـــــهـــــة بـــــن روســــيــــا وحلف شمال الأطلسي باتت مباشرة، وكان اســتــخــدام (أوريــشــنــيــك) فــي الأســــاس تـبـادلاً لـلـضـربـات مــع الـتـحـالـف، ولـيـس مــع الـقـوات المسلحة الأوكـرانـيـة (...) لـذلـك، لا ينبغي أن يــكــون مـفـاجـئـا أنــنــا بـــدأنـــا بـالـفـعـل مـواجـهـة أوســــــــع مـــــع مــــجــــمــــوعــــات عـــســـكـــريـــة حــلــيــفــة للناتو، بما في ذلك تلك الموجودة في الشرق الأوسط». ويعتقد أرتــامــونــوف أن إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن تبحث عـــن فـــرص «لإلـــحـــاق أقــصــى قـــدر مـــن الـضـرر بـمـصـالـح روســـيـــا». وقــــال إن ســوريــا تشكل منصة مناسبة لـذلـك، حيث توجد قاعدتان عسكريتان روسيتان هناك، والدولة نفسها تدخل في فلك المصالح الروسية. غموضحولزيارة الأسد ومــــع تـــســـارع الـــتـــطـــورات المــيــدانــيــة في ســــــوريــــــا، تـــجـــنـــب المــــــســــــؤول الإعــــــ مــــــي فــي الكرملي التعليق على تـقـاريـر تحدثت عن زيـــــارة غـيـر مـعـلـنـة لـلـرئـيـس الـــســـوري بـشـار الأســـد إلـــى مـوسـكـو، وقـــال بيسكوف حرفيا عندما طلب منه ممثلو وسائل الإعلام تأكيد أو نـفـي هـــذه الـــزيـــارة: «لــيــس لــــديّ مــا أقـولـه بشأن هذه القضية». وكـــان دبلوماسي روســـي أبـلـغ «الـشـرق الأوســـــــط» أن الأســـــد «يــــــزور مــوســكــو كـثـيـراً لمـواصـلـة عــ ج زوجــتــه»، مستبعداً بـذلـك أن تكون الـزيـارة، إذا صحّت التقارير بشأنها، مرتبطة بالوضع الميداني المتفاقم في شمال غربي سوريا. ومقابل الصمت الرسمي لموسكو خلال الأيــام الأولــى للهجوم، نقلت وسائل الإعـ م الـــحـــكـــومـــيـــة الــــروســــيــــة تـــغـــطـــيـــات مـقـتـضـبـة حـول «شـنّ الإرهابيي هجمات على مناطق سيطرة الحكومة السورية». وبرز إلى جانب ذلك تحميل غير مباشر للمسؤولية عن التصعيد على عاتق تركيا، الـتـي كتبت عنها وكـالـة أنـبـاء «نوفوستي» الرسمية، أنها «المسؤولة بموجب توافقات وقــــف الـــنـــار عـــن الـــوضـــع فـــي مـنـطـقـة خفض التصعيد في إدلب ومحيطها». لــكــن الأبــــــرز فـــي هــــذا الإطــــــار الإشــــــارات إلــــى أن الــهــجــمــات الـــتـــي شــنّــتــهــا المــعــارضــة استغلت «تــراجــع قـــوة الــقــوات المـدعـومـة من إيـران» في مناطق عـدة، ما أعطى إيحاء بأن الــهــجــوم الـــواســـع تـــم تـنـسـيـقـه مـــع الـــولايـــات المتحدة، وربما مع تركيا، لـ«تعزيز الضغط على الإيـرانـيـن والـقـوات النظامية»، وكذلك لتحسي الشروط التفاوضية للمعارضة. الأثر التركي في إطار متصل، كتب المعلق السياسي لصحيفة «نـيـزافـيـسـيـمـايـا غــازيــتــا» واسـعـة الانـتـشـار أن «دمـشـق الرسمية تـواجـه أقـوى هجوم للجماعات المسلحة المتطرفة الموالية لــتــركــيــا فــــي الـــســـنـــوات الأخـــــيـــــرة»، والـــهـــدف وفقا للصحيفة «احـتـواء الجيش الحكومي والمسلحي الشيعة المتحالفي معه». ورأى أن «تزامن تفعيل القوات الموالية لتركيا مـع تجميد الــنــزاع المسلح فـي لبنان المـــــجـــــاور وجـــــمـــــود المـــــفـــــاوضـــــات بـــــن أنـــقـــرة ودمـــشـــق بــشــأن تـطـبـيـع الـــعـــ قـــات الـثـنـائـيـة يــــــوجّــــــه رســــــائــــــل عـــــــدة بـــــــأن الــــــتــــــطــــــورات تــم التخطيط لها بعناية». وبـــرغـــم أن الــصــحــيــفــة نــقــلــت تــأكــيــدات مـــصـــدر اســتــخــبــاراتــي تـــركـــي عــلــى أن أنــقــرة «تــــحــــاول مـــنـــع الــعــمــلــيــة لــتــجــنــب مـــزيـــد مـن تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، خاصة فـــي ظـــل الـجـبـهـة المـفـتـوحـة فـــي قــطــاع غـــزة»، فإنه استنتج أن «محاولات استخدام قنوات الاتـــصـــال لـــم تـسـفـر عـــن نـــتـــائـــج». خـصـوصـا أن «الـهـجـوم الـــذي كـانـت موسكو تتوقع في البداية أنه لن يزيد عن كونه عملية محدودة، ســرعــان مــا تـوسـع فــي نـطـاقـه، عـنـدمـا بــدأت الــقــوات الـنـظـامـيـة الـسـوريـة فــي التخلي عن مواقعها، كما انهارت دفاعات القوات الموالية لها». ولعل التحليل السابق، يشرح بصورة غير مباشرة أسباب الصمت الروسي في أيام الـهـجـوم الأولــــى، إذ يـبـدو أن مـوسـكـو سعت إلــــى دراســــــة المـــوقـــف، ومــعــرفــة مـــا إذا كـانـت تـركـيـا تـقـود الـتـحـرك، أم أنــه جــرى بـدفـع من الــولايــات المتحدة لاستغلال لحظة الضعف لدى الحكومة والحلفاء الإيرانيي. كما أن موسكو ربـمـا أرادت فهم حجم المعركة ومستوى اتساعها ومداها الزمني، مــا يـعـنـي أن الـتـدخـل الـــروســـي الـحـالـي جـاء بعد تفاقم المخاوف من أن تخرج الأمـور عن سيطرة دمشق، وأن تنهار الدفاعات بشكل قــوي، ما يسمح للمعارضة بالسيطرة على مدن كبرى استراتيجية، مثل حلب. وبرغم أن التقديرات الأولية تشير إلى أن «أنقرة تبدو حتى الآن المستفيد الرئيسي من التصعيد»، فإن الفهم الروسي ينطلق من أن التطورات السورية بمثابة ضربة لموسكو أولاً، فـي سـيـاق المـواجـهـة مـع الــغــرب، وربما تـــهـــدف إلــــى وضــــع خـــرائـــط جـــديـــدة تستبق الـــرؤيـــة الأمـيـركـيـة بـالانـسـحـاب مــن ســوريــا، بـعـد تـولـي الـرئـيـس المنتخب دونــالــد ترمب السلطة في يناير (كانون الثاني) المقبل. خيارات محدودة لا يستبعد خــبــراء أن تُـصـعّـد موسكو الــتــي فــوجــئــت بـــقـــدرة قــــوات المـــعـــارضـــة على الـــتـــقـــدم ســريــعــا مـــن ضــربــاتــهــا عــلــى مــواقــع الـتـحـرك والإمـــــداد، بـهـدف وقــف هــذا التقدم، وإفــســاح المــجــال أمـــام تحسي الــدفــاعــات في المناطق، وخصوصا مدينة حلب. فــــــي الــــــوقــــــت ذاتـــــــــــه، نــــشّــــطــــت مـــوســـكـــو اتصالاتها، وفقا لمصادر مع الجانب التركي، لضبط تـحـرك الـفـصـائـل الـسـوريـة المسلحة، والـــعـــودة إلـــى خــط الــهــدنــة، مــع الإشـــــارة إلـى أن موسكو لا تـرغـب بتدخل عسكري واسـع الـــنـــطـــاق، قـــد تــحــتــاج مــعــه لإعـــــادة زجّ قـــوات إضـافـيـة، مــا قــد يـضـرّ بـالـعـ قـة مــع الجانب التركي. لــــذلــــك تــــبــــدو الــــخــــيــــارات أمـــــــام مــوســكــو محدودة للتحرك الميداني. ووفقا لخبراء، فهي تفضل التوصل إلى «صيغة سريعة للتهدئة» تعيد إنتاج التوافقات مع تركيا، ربما بطريقة جديدة، تدفع الحكومة إلى التجاوب سريعا مع جهود التقارب مع أنقرة. موسكو:رائد جبر ألف شخصعلى مغادرة منازلهم 14 الاشتباكات أجبرت أكثر من نزوح جماعي يواكب تقدم فصائل مسلحة نحو حلب عناصر من الفصائل المسلحة السورية أمسعلى مشارفحلب الغربية فيسوريا (أ.ب) دمشق: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky